أنت تبكي وأنا أبكي وذاك يبكي فمتى يا ترى يتفق الجميع لرفع ( الفراش ) ؟؟ .. دوامة تسبب فيها ذلك الزعيم الأزهري .. وقد رحل عن هذه الدنيا وهو يظن أنه قد سلم الأمانة من بعده لأجيال تقدح الزناد من جلاميد الصخور .. كان يضع الآمال العريضة في أبناء السودان .. ليقودوا هذا الوطن نحو الأمام .. ولكنه كان يجهل أن الأجيال من بعده مجرد هوام ليس بينهم تلك الأسود !.. لقد ترك من بعده سفينة تشتكي الضعف في هيكلها .. وتفقد القبطان وربانها مجموعة من المهابيل .. كما أن ركابها فرق وفرق من الإخوة الأعداء . سفينة تبحر يوماُ نحو الأمام ثم تتراجع للخلف سنيناُ وسنيناُ .. ستون عاماُ وتلك السفينة تلاطمها أمواج المشاكل والتمرد وتتلاعب بها رياح الخلافات لتسافر نحو المجهول !.. تارة تتجه نحو الشرق وتارة تتجه نحو الغرب وتارة تتجه نحو الشمال وتارة تتجه نحو الجنوب !.. والخوف كل الخوف أن تتجه يوماُ نحو القاع !.. وركابها الدراويش مازالوا يتنازعون لنهش اللحوم المتبقية في العظام !.. وهم كالضباع الجائعة التي تتجاذب الجيفة دون ذلك الحياء .. ونفوسها لا تعرف التأفف من نتانة الأحوال !.. ويندر بين أبناء السودان ذلك المتعالي الذي يقي السيرة بأحسن الأفعال .. واللبيب الفطن منهم هو من يهاجر ويرحل من ساحة السودان .. ولو عاد ذلك الأزهري من قبره وشاهد المآل والأحوال لأعتذر للمستعمر وطلب منه العودة للبلاد من جديد .. دولة تبكي بأحوال أبناءها الذين لا يجيدون غير الثرثرة والكلام .. وتلك حواء السودانية قد عجزت أن تنجب ذلك البطل الذي يقود السفينة لبر الأمان .. حيث من العجب العجيب أن تخلو البلاد طولاُ وعرضاُ من شعلة تنير الظلام !!.. وهي تلك البلاد التي تشتكي من كثرة الألسن بين أبناءها .. ألسنة تماثل القيح في عطاءها ويا ليتها كانت ألسنة بكماء .. والشعوب الواعية لا تبني بلادها بكثرة الكلام ولكنها تبني بكثرة الإنتاج والأفعال .
اللحظة الآنية بالنسبة للشعب السوداني هي لحظة الحصاد لمجهود الزراعة خلال ستين عاماُ .. ومع الأسف الشديد هي لحظة يتواجد فيها أبناء السودان في خيام العزاء والبكاء .. وتلك الأحوال قد بلغت الحالة القصوى في التردي .. حيث البلاء والغلاء والشقاء والأسقام والفساد والجشع والطمع .. ثم ذلك الموت المتربص بالمرصاد .. حالة تؤكد أن الأمة السودانية قد فشلت فشلاُ كبيراُ في خطواتها منذ الاستقلال .. وعليها أن تترك كلياُ ذلك المسار والدرب القديم وتبحث عن الجديد من المسار .. وكذلك عليها أن ترفع ( الفراش ) فوراُ وتتوقف عن البكاء والنحيب والتوجه نحو العمل المفيد .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة