إقليم (دارفور) كما ينْبَغِى أنْ يكُون )الأخِير) بقلم عبد العزيز عثمان سام

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 09:13 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-27-2018, 09:14 PM

عبد العزيز عثمان سام
<aعبد العزيز عثمان سام
تاريخ التسجيل: 11-01-2013
مجموع المشاركات: 244

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
إقليم (دارفور) كما ينْبَغِى أنْ يكُون )الأخِير) بقلم عبد العزيز عثمان سام

    09:14 PM May, 27 2018

    سودانيز اون لاين
    عبد العزيز عثمان سام-
    مكتبتى
    رابط مختصر


    إطلعت على تعليقاتِ القرَّاء على الجزئين السابقين، الغثُّ منها والسمِين، ولم أجدْ فيها حُجَّة وآحِدَة تدحضُ أىِّ من الأسباب والأمثلة التى سقتُها للتدليلِ على السُوءِ والضررِ الذى رتَّبَهُ إسم (دارفور)على هذا الإقليم، وأنَّ غايةَ ما وصلُوا إليه لمواجهةِ أدِلَّتى الدآمِغة كان مُنتهَى الفشل. وقال أفضلهم طريقة أنَّ إسمَ (دارفور) إسمٌ تأريخى ثبتَ ورَسَى ولا يجوزُ الحديث عن تبدِيلِه! ومن قال لهذا أنِّى بصددِ تقديم مُقترح بتغيير إسم دارفور؟ ولكنِّى دون أدنَى شَك سأقترِحُ، لدوَآعِى العدالة، أن يطلقَ على مَعقلِ Strong Hold القبيلة صَاحِبَة الإسم، وليس على مُجمَلِ الإقليم على النحوِ الذى سيَرِدُ أدناه.
    ولم أقل، طوال هذا السِفر، أنِّى نادمٌ أو مُتنَكِّر لتأريخ الإقليم أو لإسمِهِ ولكنِّى قُلتُ، وأقولُ الآن، أنَّ هذا الإسم قزَّمَ الإقليم وأعاق وحدته، وعطَّلَ تطوُّره، وإنْ إستمرَّ بهذا الإسم فلا مستقبلَ له لأنَّ أصحابَ الإسم سيوآصِلون مَا جُبِلُوا عليه من رُقادٍ على الأخرين وتخذِيلِ لموَآقِفهم وتنفِيسِ جهودِهم، والتصرُّفِ فى الإقليم وسُكَّانِه تصرُّفِ المالك يعِيثُون فيه بأهوَاءِهم وأمْزِجتِهم النَزِقَة من شَاكِلة "شعْبِى يُقتلُ ويُبَاد" وشعارات مثل سودان "عِلْمَانى، ليبرَالى، ديمقراطى"، ومن صنفِ "طرد المستوطِنين الجُدد"، دون أن يوضِّحُوا للنَّاسِ: لماذا لم يدآفِعوا هُمْ عن شعبِهم من الإبادةِ والقتل؟ ولماذا تركُوهم لحَتفِهم فى معسكراتِ هى كانتونات للفنَاءِ الأكيد؟، ولماذا ذهبُوا بعيداً يغرِّدُون بلا طآئل؟ً. ليس لهم إجابة لأنَّهم يفترِضُون أنَّ "الآخرون" يجبُ أن يدآفعوا عنهم ويرُدُّوا الصَآئل. إنَّهم مثل الخليفة هارون الرشيد، خرَاج أىِّ غيمة أمطرت سيأتِيه طائِعَاً مُختَاراً، وكذلك مُهِمّة طرد المستوطنون الجدد يلقونه على غيرِهم ليقوم به نيابة عنهم، فأهْنَأ بطُولِ إحتلال يا جنجويد.
    وأمّا شِعَارهم السياسى الذين يُفاخِرون به هو "سودان ليبرالى علمانى" فهو محور ومُرتكز حُجَّتِى لحتمِيَّةِ الفِصَال، وكل إمرئىٍ يأكُلُ زادَه، وأقولُ:
    . أثبت التأريخ أنَّ لَبِنَة قيامَ وتكوين سلطنة دارفور الإسلامية ومِحْور تمَاسُكِها العَاطِفى هو الدِين، والعمُود الفقْرِى والأسمَنت الذى ربطَ سلطَنَاتها العدِيدَة كونفدرآلياً فى وآحدٍ مُتَّحِد هو الدين الإسلامى وحُبِّهم لدولة الخلافة الإسلامية وشعائرها ومعتقداتها ونسُكِها وقِبلتها بيت الله الحرام الذى"ببَكَّة". فتكفَّلت سلطنة دارفور الإسلامية بإرسالِ المَحْمَلِ والكِسوَة لبيتِ الله الحرآم وأهله كلِّ عام، وإستمر ذلك زمناً طويلا دون انقطاع حتَّى جاء الإنجليز ودمَرَّوُا سيادة مملكة دارفور وقتلُوا سُلطانها ونهبُوا ثرواتها وجَاثُوا خِلال دِيَارتها تحطِيمَاً بسَنَابِك خيولِهم الحَاقِدة.
    والآن، أصحاب إسم الإقليم يزمعون التخلى عن دينِ محمَّد "جُرثومةِ" ذلك المجْدِ والتاريخ المُشترك المُمْعِن فى الصدقِ والتضحية لأجْلِ دين الإسلام الخاتم الذى نزلَ على سيدِنا محمدٍ الخاتم (ص).
    وعليه، طالما أنَّ أهلَ دارفور قد إجتمعوا فى الماضى وكوَّنوا سلطَنتهم الفدِرآلِية على صخْرِة الدين فهُم باقونَ على ما تعاهَدُوا عليه، فإذا أراد أهلُ الإسم التخلِّى عن ذلك العهدِ ودعُوا لعِلمَانِيَّة تفصلُ الدين عن المجتمع فلهم ما أرادو، ولكن بإسمِهم وَحْدهم وإرادتهم الحُرَّة فهم مخيَّرُون، ولكن حتماً ليس بإسم جميع أهل الإقليم. والمُجتمعات تختارُ قِيمها وعقائدِها وثقافَاتها بإرادتها الحرّة لا يُمْلِيها عليهم قُرصَان يهْتِفُ من رُكنٍ قصِىٍّ خارجِ المَضَارِب. فالرَدُّ على دعَاوى العلمانية هو أنَّ: "لكم دينكم ولى دين" لا تمْلُوا علينا عِلمانية ولا نمْلِ عليكم إسلام نفرْتُم منه لسببٍ أو بدون. وعليه تكونُ دعوتهم لعلِمَانية السودان عوَاءٌ فى خوَاء وستزِيدُ النَّاس رفضَاً لمَنَاهجِ الإمْلَاء كَافَّة.
    وقالوا أيضاً يريدُون سودان لبْرَالى! وماهى اللبرالية ومُحدِدَاتها يا هؤلاء؟ تنمازُ اللبرالية بـ"الفرْدَآنِية" أى أنَّ الإنسانَ ينطلقُ من كونِه فرد يتمَتَّعُ بحقوق ووآجِبات، وأنَّ علاقاتَه الرأسِيَّة تغلِب على الأفقِية،َ الليبرالية الفردانية ضِدّ الحقوق الجماعية للمجتمعاتِ وهذا مخالف لقيم ومكتسبات المجتمع فى دارفور والسودان وعموم أفريقيا الَّتِى تقوم على الحقوق الجماعية للمجتمعات، المِلْكِيات عند الأفارقة شائِعَة يمتلِكُها المجتمع لا الأفراد.
    وأضرَبُ لخَطَلِ دَعْوَى الليبرالية مثلاً وآحداً أفْحِمُ به دُعَاتِها الجدد هؤلاء، هو "الميثاق الأفريقى لحقوقِ الإنسان والشعوب 1981م" المُستمَد من الإعلانِ العالمى لحقوق الإنسان 1948م والشرعتين التابعتين له 1966م. والقولُ الفصل فى رفضِ الأفارقة للفكرِ اللبرآلِى لأنَّهُ لا يصلحُ للمجتمعاتِ الأفريقية ذوَات المِلْكِيَّاتِ المُشَاعَة، فتبنَّت دول أفريقيا ميثاقاً صدرَ هكذا (الميثاق الأفريقى لحقوق الإنسان والشعوب 1981م)، (The African Charter for Human and Peoples Rights 1981)، لأنَّ الأفارقة مجتمعات تمتلِكُ حقوقاً جماعية عامَّة Communal Rights فلا يأتين أحداً ليتنكَّر لخيارات الشعوب الأفريقية بتبنِّى قيم وثقافات مُنْبَتَّة، فلماذا يريد هؤلاء أن يزرعوا فى أرضِ السودان قيم وثقافات يعلمون أنها لن تثمر هنا لإختلاف طين الأرض ومناخهِ ومِلحِه، بيئته وشعبِه؟ ولكن عدالة نقول لهم طبِّقُوا العلمانية واللبرالية على أنفُسِكم وليس على عامَّةِ شعوبِ دارفور والسودان.
    وحتَّى لا نظلم النَّاسِ ونناقض ما سطَّرنا بأقلامِنا يوماً ما نقول: أنَّ قناعةَ مُعظم قوى التغيير والمقاومة السودانية التى تسعى لتصحيح مسار وأخطاء السياسات التى تبنَّتها الأنظمة التى حكمت السودان، تحدَّثوا وتواثقوا على حتمِيَّةِ إقرار تعدُّدِ الأديان فى السودان، وحُرِّية إختيار الدين، وإحترام أديان الآخرين وعدم إزْدِرَاءها، وقالوا ونقول معهم: الدولة لا دينَ لها، لأنَّ الأديان أنزلها اللهُ للبشر يعتنِقُونها ليتمِّمُوا بها مكارم أخلاقهم فتؤهِّلهم لتولى المهام، فلا يجوزُ أنْ يفرُض أحدَاً دينه على الآخرين، وأنَّ الأديانَ السماويةِ جميعها جاءت لتَتِمَّةِ مكَارمِ أخلاق البشر، لذلك تواضعَ السودانيون بمختلفِ إنتماءآتِهم على فصلِ المؤسسات الدينية عن أجهزَةِ الدولةِ وتشريعَاتها حتَّى لا يُستغَلّ الدين فى السياسة فيحتكِر أصحابِ دينٍ وآحِد الحكمُ فى دولةٍ متنوعة. وحتَّى لا يُستخْدَم الدين سِلاحاً لمحَاربِة ومُلاحقَةِ الخصومِ السياسيين وُكَالة عن الله تعالى، وتبريرِ قتلِهم ودفنِهم فى مقابر مجهولة على أنَّهم كفَّار ومُلحِدُين وأنَّهم ضد مشروع الله فى الأرضِ كما جُبِلَ على ذلك معظم الذى جلسُوا على سُدَّةِ الحُكمِ فى السودان، فعزَّ العدلُ وشَحَّ السلام والإستقرار فتلاشتِ الدولة وإضمحلَّت. فوجَبَ فصْلُ المؤسسات الدينية عن مؤسسات الدولة، ووَجَبَ عدم الحُكمِ بإسم الدين وُكالَةَ عن اللهِ عزَّ وجلَّ لأنَّ اللهَ لمْ يُوَكِل أحدَاً ليحكُم بإسْمِه.
    وبالمُقابلِ، منعَ اللهُ إن ينْكِرَ أحداً على أحدٍ خياراته الخاصَّة، وأنَّ الكُفْرَ أيضاً خِيَار أتَاحَهُ اللهُ بالمَشِيئةِ، ويتحمَّلُ الكافرُ نتائجَ كُفرِه وحده أمام الله وليس الحاكِم الذى يدَّعِى أنه وكِيل الله وظِلَّه فى الأرضِ، "فالحقُّ من ربِّكم فمن شَاءَ فليؤمِن ومن شَاء فليكْفُر" 29 الكهف.
    هذا، والدعوة للعلمَانِيَّةِ التى تعنى إخراجُ الدين من حياةِ المحتمع هى ضد طبيعة الأشياء أيضاً، وتُمَاثِلُ الدعوة للحُكمِ بإسم الدين والبطشِ بإسم الله بُهتانَاً وإثمَاً، فكِلاهما يمنعُ الإختيار الحُرّ بالمَشِيئةِ، ويسوقُ الناسَ كالأنعام ضِدّ خيارآتِهم الحُرَّة.
    وليعلم هؤلاء أنَّ التنظيمات السياسية التى تزمع حُكم الدولةَ ليس من وآجِبَاتها صناعة سياسات تهدفُ لإدخَالِ النَّاسِ الجَنَّة يوم القيامة، والعكسُ صحيح للذين يدعون للكُفرِ والفسوقِ والعصيان. بل وآجِبُ الدولة الأوَّل أن تجعلَ الدنيا (الدولة) جَنّة يعيشُ فيها النَّاسُ رَغَدَاً ورَفَاه وذلك يعِينهم على التعبُّدِ والشكرِ والثناء فيدُخلِهم اللهُ، يوم القيامة، جَنَّاتِ عدنٍ تجرِى من تحتِها الأنْهَارُ. أما الحكام تُجَّار الدين أمثال نظام حُكمِ الكيزان الذى ظلَّ يحْكِمُ السودان لثلاثةِ عقودٍ من الدَمَارِ المُستمِرِ كانوا خلالها يفسِدُون سِرَّاً ويفرضُون قشور الدِين والعقوبات الجسدِيِّة وقمْعِ النِساء وقطع أطراف البُسطاءِ المحرُومين بينما قِطَطهم السُمَان محْمِيِّيُون ومحصَّنِين من التجرِيم والعِقَاب، نظام هدفه "تمكين" منسوبيه ليسْتأثرُوا بثرواتِ وموَآرِد السودان دون رقِيب أو حَسِيب، وإستخدامها فى قمعِ المجتمع السودانى وتدميرِ بنْيَتِه القِيمِيَّةِ الأخلاقية، وإذْلَالِه وإخْضَاعِه ثُمَّ دمْجِه فى تنظيمِهم ذى المنْهَجِ الفَاسِد.
    وأهلُ العلمَانِيَّة إذا مكَّنَهم الله فى رِقَابِ الشعوبِ لا يختلِفُون عن الكيزان جماعة الهوس الدينى، فالعَقَائديَّونَ مِلَّة وآحِدة، لا فرقَ بين الكيزان والعلمَانِيَّة والشيوعية والبعث والناصرية، من حيث حكْمِ الظُلمِ ومصادرَةِ الحُرِّيات والإنفرادِ بالسُلطة والثروةِ، والتنكِيلِ بالمُعارضين السياسِيين، كلَّهم سَوَاء فى سُوءِ الحكمِ وفسادهِ، وفى خُسرَانِ الدُنيا والآخِرة معَاً.
    وعَودَاً للفكرَةِ التى سُقْتُها وأقولُ: إذا تَرَكَ أبناء القبيلة صاحبة الإسم الدين الإسلامى، الركيزة التى قامت عليها سلطنة دارفور ومَالُوا نحو العلمَانِّية والليبراية فهُم أحرارَ فيما إختارُوا، ولكن بإسمِهم هُمْ وليس بإسمِ جميع سكان الإقليم، فليأكلوا حصاد خِيارهم فهو زادَهم هُمْ وحْدَهم.
    هذا، ومن خصائص الليبرالية"الفردآنِيَّة"، أنَّها تقومُ على النزعةِ الفردِية التى تهتمُّ بالحقوقِ الفردِية، وهى ضد المُحَافظة Conservativeness والقِيم الجماعِيَّةِ للشعُوبِ، وذلك بعيدٌ جِدَّأً عن قيمِ ومكتسبات وإرثِ مجتمعنا التى تراكمت بجهدٍ جماعى، وعلى حقوق جماعية لشعوبِ دارفور وأفريقيا، وليس على حقوقِ الأفرادِ وحْدَهم.
    وقلنا أنَّ شعوبُ أفريقيا عندما أصدروا ميثاقهم الخاص أسْمُوه هكذا: "الميثاق الأفريقى لحقوقِ الإنسان والشعوب لسنة 1981م".
    . وأصحاب الإسم أرهقوا بقية سكان الإقليم رهقاً شديداً، وعندما إنفجرت ثورة التحرير والتغيير فى إقليم دارفور شغلَوا الثوَّار من بقية سكَّان الإقليم عن الهدف الذى قامت لأجلِه الثورة، وأغرقوهم فى تفاصيل ضيِّقَة غير مُتعَلِّقَة ولا مُنْتِجَة فى قضيَّةِ الثورة، فإنحرف الثوار عن همِّهم إلى بِرْكةِ آسِنة من تفاصيل ومطامِع شخصية لأصحابِ الإسمِ فضربُوا وُحْدَة المقاومة المُسلَّحة والسِلمِيَّة، وأغرقوا جهود الثوَّار فى نرجِسية قيادات ومُحَاصصات وكوتات قبَلِية أفشلت الثورة فى مَهْدِها وأعادتِ الثوَّار إلى مستنقع صيد سمك قبِائِلى مَرَّة أخرى، وبدأت الثورة تقْضُمُ نفسها.
    وما جرَّهُ أصحاب الإسم على ثورة الهامش السودانى فى دارفور أعادَ إلى الذآكِرة قصِّة لطِيفة ومُوحِية يحكِيها أهلُنا فى دارفور للإستدلالِ على حالات الإنحراف عن الهدفِ العام الأسمى إلى أهدافٍ ثانوية شخصية مُنهِكة تعطل تحقيق الهدفِ العام. ذلك أنَّ العم محمد أو (أوو محمد) ذهب فى بداية فصلِ خريف مُبشِّر إلى مزرَعتِه النائِية برِفقةِ زوجته وخيَّمَا هُنَاك، يعملُ هو بهِمَّة فى العمليات الزراعية، ولكنَّ زوجته رفيقة درْبِه كانت ترْهِقه ليلاً بشبقٍ رَهِيب غير مُبَرَّر، الأمر الذى طفقَ يُؤثِرُ على أدَاءِ أُوو محمد فى المزرعةِ فأُصِيبَ بإعْيَاء ومَلاريا سبَّبت له رَهَقاً أعاقَ نشاطه وهدَّدَ مزرعتهُ بالبَوَآرِ. وذات ليلة عزمَ أوو محمد أن ينَامَ عميقاً ليصحُو بآكِرَاً للعملِ فى المزرعَةِ بجِدٍّ، إلَّا أنَّ زوجَته كانت له بالمِرْصَادِ فهرَبَ أوو محمد من "النامُسِوية" المشتركة التى تحْمِيهما من لسْعَاتِ البعوض الَّتِى تُصِيبُ بالملايا، فخرج ونامَ خارج مضَارِب الناموسية فصَار نَهْبَاً لإحتفالِيَّةِ جيوش الباعوض التى رتعَت فى دَمِه القليل أصلاً حتَّى أصبَحَ الصبحُ على تلكِ الحال. وفى الصباح جاء السَابِلُة أصحاب المزَارع المجاورة يلقون التحِيَّة على أوو محمد فوجدُوه فى حالَةٍ مُزْرِية وقد غطَّت بُقع الدم جُلبَابه من لسعَاتِ البعوض، فسألوه لماذا تركَ الناموسية وألْقَى بنفسه خارجها للباعوض يفعل به هكذا؟ فأجابَ بإختصار (الباعوضة الكبيرة هى تلك المكوَّمَة دآخل الناموسية) وهو يشير إلى زوجته المكوَّمة دآخِل الناموسية. ولا يَجبُرُ على المُرِّ إلا الأمَرَّ منه، وعلى أهل الإقليم أن يخرجوا من نامُوسية هذا الإسم الذى أرْهَقهم بشَبقٍ لا مثيل له، و(بعوض لبعوض أخير بعوض الله المعروف دا).
    لِمَا تقدَّمَ من أسباب وحُجَج وبرآهِين أتقدَّمُ بمُقترح لحلُّ معضلة إسم إقليم دارفور وحصرِ هذا الإسم على أصَاحَبهِ، وبذلك يمكِنُ إقامَة علاقاتٍ طوْعِيَّة صِحِّية خارِج مظَلَّة الإسم (الحِكِر) فيتحقَّقُ التسَاوِى بين مُكوِّنات الإقليم وينتهى إلى ما لا رجعَة وَسْمِ الإقليم بالقبَلِيَّة والتخَلُّفِ، لينطلق سُكَّان الإقليم من نَتنِ القبليَّةِ إلى رِحَابِ المُجتمعِ الأهْلِى ثُمَّ المدنى ليعِيشُوا مواطنين كُرمَاء دُونَ الحَاجَة إلى ذِكْرِ قبائِلِهم التى ينتمُونَ لهَا كشَهَادَة تُأهِّلهم ليسكنُوا ويعملُوا ويمتلِكُوا. ويكتفِوا بأنَّهم موَآطِنين سودانيين بصرْفِ النظر عن انْتِمَاءِهم القبلى، ووضعِ حدٍّ للحالةِ الرآهِنةِ فى دارفور بحيثُ كلِّ شئ يُصْرَفُ ببطَاقَةِ الهَوِيَّةِ القبَلِيَّة، فأىِّ تخَلُّفٍ ورَجْعِيَّةٍ وإنكِفَاء هذا الذى فيه أهْلُ الإقليم اليوم؟، وأىِّ شرُورٍ جرَّها هذا الوضعُ على الإقليمَ وأهْلِه؟.
    . والحلُّ: أنَّ يكونَ إسم (دارفور) محصُوراً على الجزءِ من الإقليم الذى يُمثِلُ معْقَلَاً للفور Strong Hold وذلك لدوآعِى العدالة ولإنهاءِ ظاهرةِ الرُقَاد على القبائل الأخرى، ووقف تصرف أصحاب الإسم فى شعب الإقليم وأرضه تصرُّفِ المالك المُسجَّل.
    وفى ذلك يجبُ التفريق بين أمرين دون خلطٍ، هما:
    1. هناك مصلحة عامة تعود على الجميع وعلى السودان وأفريقيا والعالم أجمع من تغيير إسم إقليم دارفور وحصره على الجزء أو الولاية التى هى مَعْقَل القبيلة صاحِبة الإسم، والسماح لبقية مكونات الإقليم بالخروج من هذه العِبَاءة الثقِيلة والمُحرِجة التى تصادم الحقيقة، وتمنع التطور الطبيعى لمكونات الإقليم الديموغرافية، وتضع حدَّاً لحقِّ النقض الذى تمارسه القبيلة المعنية على خيارات بقية سكَّان الإقليم، ويمنع الإحتكاكات القبلية وينهى ظاهرة الجنجويد وغيرها من الظواهر السالبة.
    2. إعادة تسمِية وتشكيل الإقليم يكونُ إدارياً فقط ولا يمَسُّ حقوق الموآطِنين، فهم سودانيون يختارون بحُرِّ إرادتهم مكان سكنِهم وعملِهم ومِلكِياتهم بحُرِّية تامَّة لا تُنتقص بأىِّ حال. بمعنى، التفكِيك المُقترح للإقليم جُغرافى وإدارِى، وليس ديموغرافى، ويكتمِلُ بسحبِ الإسم من مُجملِ الإقليم وحصرهِ على الولاية التى عِمَادُها قبيلة الفور لا يتعدَّاهَا لسِواه. وبذلك تتبدَّدُ المخاوف من أنَّ الفكرة ستؤثر على السُكَّانِ وحركتهم وتزاوجِهم المختلط، فذاك متاح ما توافر الرضا والقبول.
    . هذه الفكرة ستُحرِّرُ الإقليم من العيوبِ والسخَائِم والمُمَاحكاتِ الحالية، وستقضى على حَالةِ الترَاتُبية القبلية النتِنَة، وستحدِثُ فرقاً إيجابياً كبيراً يُمَاثل حالَ أشخاص خرجوا للهواءِ الطلق بعد أن قضُوا وقتَاً طويلاً فى معسكر فى مستنقعِ نَتَن لصيدِ السمَك وتنظيفه وتجفيفِه فتخيل الفرق الشاسِع فى الصحَّةِ العامة (The hygiene)،
    . أمَّا بقية الإقليم الكبير فأرى أن يُعادَ تسمِية ولاياته على النحوِ التالى:
    1) ولاية غرب دارفور أو دار مساليت ومعقلهم عبر العصور، وتفادياً للتسمية بإسماء القبائل أن تسمَّى هذه الولاية بـ(ولاية دار أندوكا) وعاصمتها مدينة الجنينة بلد.
    2) ولاية وسط دارفور الحالية وهى معقل قبيلة الفور، وهم بالخيار أن يبقوا إسم دارفور على ولايتهم ولكن ننصحهم أن يسمُّوَها (ولاية جبل مرَّة) وعاصمتها مدينة زالنجى.
    3) ولاية جنوب دارفور الحالية وهى معقل سلطنة الداجو القديمة، وحِفَاظاً على ذلك التأريخ العظيم يجب أن تُسَمَّى الولاية، ولاية (كسوفروك) وعاصِمُتها مدينة نيالا البٍحير،
    4) ولاية شرق دارفور الحالية وهى معقل العرب البقَّارة، رزيقات ومعاليا ونحوهم، أن تسمَّى "ولاية البقَّارة" أو "بحر العرب" أو الإسم الذى يرونه مُنَاسِباً، وهذ الولاية لم تخضع يوماً لحُكمِ سلاطين دارفور عبر التأريخ، ولكنَّهم عاشوا سِلمِيَاً يتبادلون المنافع ويحفظون الأمن.
    5) ولاية شمال دارفور الحالية وتمثل حاضرتها مدينة الفاشر إرثاً شائعاً مشتركاً لكُلِّ سكان الإقليم، فيجبُ الإبقاء عليها أرثاً عامَّاً للجميع، على أن تُستحدَث ولاية صغيرة الحجم كبيرة الأهمية وكثيرة المهام تسمَّى (ولاية الفاشر السُلطان) وعاصمتها (مدينة الفاشر أدَّاب العاصِى) وتُحدَّد لها حدود جغرافية مناسبة لا تتجاوز أم كدادة والكُومَة شرقاً، وكتَّال (دار السلام) جنوبا، وطويلة غرباً ومليط شمالاً،
    6) إستِحداث ولاية جديدة فى شمال دارفور وتحديداً الجزء المُتاخِم للصحراءِ الكُبرى، ويشمَلُ ديار قبائل الأبَّالة، ومنهم البرتى والزيادية والعَطَوِيَّة والميدوب والزغاوة والزريقات المَهْرِية والمحَامِيد والجلول والبنى حسين، ويتَّفِقُوا على تسميتها أمَّا (ولاية وآدى هَوَر)، أو (ولاية العطرُون) أو (ولاية الصحراء الكبرى)، وتكون عاصمتها مدينة كُتم التأريخية بعد تطويرها وتأهِيلها.
    وبناءاً على ما تقدَّم، أنا مواطن سودانى إنحدرُ من إقليم دارفور، أطالب بفَضِّ الشراكة الحالية المُسَمَّاة (إقليم دارفور) وتقسيمه إدارياً للولايات الستة الوآرِدة أعلاه لتفادِى كُلِّ العيوب والإختلالات التى إرتبطت بإسم الإقليم، وذلك يُمكِّنُ أهله ليعملُوا سَوِيَّاً عبر شراكة رُؤوس حقِيقِيَّة ومُتسَاوية لتحقيق أهداف ومصالح مُشتركة، وأنَّهم سيفشلوا أذا أصَرُّوا على المكُوثِ تحت هذا الإسم المُضَلِّل المُثَبِّط للهِمِم الذى يعطى القبيلة صاحبة الإسم اليد العُليا لتلعب ببقية المكونات تتصرف فى الإقليم كمَالكِ مُسَجَّل، وتستخدم حق النقض (فيتو) ضد جهود بقية مكوناتِ الإقليم.
    وختاماً: نقول لأهلنا الذين يشِيْعُونَ أنَّ هذه الفِكرة ضِدَّهم، "ما تزعلو من قولِ الحقيقة" والحقُّ أولى أن يُتَّبع،
    وشكراً جزيلا للذين تكبَّدُوا مشَقَّة القِرَاءة.
    (إنتهى)
























                  

05-27-2018, 11:57 PM

دارفور التاريخ والحضا


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إقليم (دارفور) كما ينْبَغِى أنْ يكُون )الأ� (Re: عبد العزيز عثمان سام)


    مريض،، أنت لا سودانى ولا يحزنون أنت تشادى طرد الكانم أسلافك من حول بحيرة تشاد فلجأتم إلى شمال دارفور والآن داير تمثل دور جدادة الوادى فبعدما دمرتم دارفور بحركاتكم المسلحة عايز تغير حتى إسمها،،،،، وهم.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de