تحت عنوان ستون عاماً من الخداع . . ! رقص الكاتب عاريا في مسرح الطاغية . . ! حينما طالعت عنوان المقال، إعتراني شعور وإحساس بالأمل، بأن هناك ثمة ضوء في نهاية النفق . . فسارعت لقراءة المقال، لكن للأسف وجدته يسوق الترهات وينشر الظلمات . . ! تحدث فيه عن الصورة التي يرغب الغرب أن يرأها في بلادنا . . ! مقال فضح كاتبه، ونوع الثقافة التي يروج لها . . ! ثقافة بائسة وعاجزة عن فهم أسباب التخلف الحقيقية التي نعيشها في بلادنا الغنية بمواردها الفقيرة بثقافة قادتها ومثقفيها . . ! هذا النوع من الكتابات هو سبب جهلنا، وجهل جهلنا بجهلنا . . ! بدلاً من أن نتهم الخواجة والغرب عموماً. دعنا نتساءل كيف إستطاعت أوروبا أن تفلت من قبضة ثقافاتها القديمة، وهيمنة الكنيسة ورجال الدين وأن تنفتح على الآفاق وأن تبدع كل هذه الإبداعات والاشراقات التي لولاها لما كنت أنت الآن تجلس على كرسيك ومن فوقك الضوء وأمامك الكمبيوتر وحولك الهاتف وفي يدك الموبايل وتكتب مقالك هذا الذي طالعته انا وغيري في الفضاء الواسع . أذكر الكاتب الذي يظل يرقص في مسرح العبث السياسي والثقافي الذي يرعاه الطاغية منذ ثلاثون عام . . ! أن الغرب الذي ترمي عليه فشل نظامك السياسي. . ! الغرب هذا كان في القرن السادس قبل الميلاد يعيش بذات الثقافة التي تروج لها أنت اليوم ونحن نعيش في القرن الواحد والعشرين . . ! الغرب غادر عهد الظلمات الثقافية الحالكة بعبقرية الحرية وقبول صراع الأفكار وولادة الحقيقة من هذا الصراع، إن ميزة هذا الفكر الذي صنع كل هذه الإنجازات هي إعترافه بأنه لا يتوفر على الحقائق المطلقة. الغرب إعترف وأقر بان ليس لديه من الحقائق ما يقدمه للناس بديلاً عن أوهامهم العريقة. الغرب تقدم وما زال يتقدم لانه اعترف بالحقائق النسبية، بدلاً من إدعاءاً إمتلاك الحقائق المطلقة، وإعترف بجهله وسعى إلى تجاوزه والإرتقاء من مستوى الجهل المركب إلى مستوى الجهل البسيط. إن المزية الاساسية الكبرى التي إنفرد بها العقل الغربي وجعلته يمثل نقلة نوعية في الوعي والفكر والعلم والثقافة الإنسانية هي أنه أكد منذ البدء انه يفتقر إفتقاراً كلياً الى المعرفة الممحصة وأنه يجهل كل شئ بإستثناء انه يعرف جهله وأن معارفه التي يعيش فيها أو يحلم بتحصيلها ليست سوى معارف تخمينية هي أبعد ما تكون عن الوثوق المطلق الذي تتحدث به أنت وغيرك من الذين الكتاب الذين يدافعون عن الظلم والظلام . . ! أنا أكتب عن الغرب، ليس بدافع الحب أو الكراهية، وإنما حتى أوضح أن المشكلة ليست مع الغرب وسعيه لتحقيق مصالحه، المشكلة الاساسية والأخطر، هي جهلك وجهل الملايين لهذه الحقائق التي أدركها الغرب وشق طريقه من خلالها نحو الإستقرار والتطور والتقدم. لقد بات واضحاً من النجاحات التي حققتها دول في آسيا وإفريقيا، مثال اليابان وكوريا الجنوبية وماليزيا وسنغافورة وروندا وبورندي وإثيوبيا كلها شواهد توضح بجلاء أن تحقيق التقدم في اي مجتمع مرتهن بمقدار وعيه بواقعه وفهمه لتحدياته وإستعداده لتجاوزها بالعقل والحوار وترسيخ ثقافة التعايش مع الاخر وإحترام حقوق الإنسان وبناء دولة القانون والمؤسسات، والإستعداد للإنفتاح على الآخرين والتعلم منهم والاستفادة من تجاربهم وازالة الحواجز النفسية والذهنية والوجدانية التي تفصله عنهم. فبإستعراض أوضاع المجتمعات التي مازالت تدور في خنادق التخلف والتسلط والإستبداد وبلادنا في مقدمتها. . ! تبين بوضوح شديد أن الإعتراف بالخلل الثقافي والصدق في إصلاحه هو بداية المشوار ومفتاح النجاح . فالمقال وما خلص إليه من نتائج يؤكد أن الإنسان على المستوى الفردي والثقافي يتصرف تلقائياً بِمَا يتوفر لديه من معارف مهما كانت خاطئة أو قائمة على الأوهام ثم يستقر الحكم ويصبح بحكم التقادم والتآلف والإعتياد حقيقة لا تنافس، وأحياناً لا يكون القرار أو السلوك متقصراً على الفرد وإنما يهيمن على أمة بأجمعها وتستمر الأجيال تتوارثه ولا تخضعه لإي تحليل أو مراجعة أو تصحيح ونقد والإعتياد عليه يكسبه حصانة من القداسة . لذلك أقول لكاتب المقال، الجاهل بأسباب جهله . . ! إن أقوى أسباب تخلفنا رغم التعليم وتزايد عدد حملة الشهادات العليا، هو إلقاء الكلام على عواهنه وإتهام الآخر، وتجاهل موانع النهوض الحقيقية في واقعنا وثقافتنا وعقليتنا، وتوهم سهولة الإنعتاق من التخلف الفكري والثقافي والحضاري والسياسي والإقتصادي والإجتماعي، بدفن الرؤوس في رمال الآكاذيب وتزورير الحقائق. أن التقدم لن يتحقق بتوزيع الإتهامات على الآخرين وإعلان حروب الشعارات والتصريحات الفارغة التي أورثتنا كل هذا الخراب والدمار والتخلف . . ! التقدم لن يتحقق بالانقلابات العسكرية وممارسة سياسات التغييب والإقصاء وإشاعة ثقافة فرق تسد، التي مارسها نظام الإنقاذ الذي تدافع عنه ثلاثون عاماً . . ! التقدم السياسي والإقتصادي والإداري والحضاري يتحقق بتصحيح ثقافتنا، وبناء نظام سياسي ديمقراطي فاعل وعادل يضمن مشاركة الجميع في الشأن العام، القائم على دولة القانون التي تصون حقوق الإنسان. هذا هو التحدي الذي فشل فيه النظام رغم بقائه في السلطة ثلاثة عقود. . ! لذلك أصبحت أنت وكل الكتاب المسكونون بعقد التاريخ، والإنتهازيين الذين يدافعون عن النظام وسياساته الفاشلة بالباطل ترقصون عراة في مسرح العبث السياسي الذي شارف على نهاياته . . . ! التحية لكل الشرفاء. تسقط بس. الطيب الزين
الفكرة أن الغرب بعد دانت له السيطرة على العالم يريد إحتكار كل شئ العلم و المعرفة و التكنولوجيا و العقول و الثروات و التفوق العسكر و يمنع و يحاصر الدول التى تحاو النهوض و الحصول إستقلال إقتصادى و الحصول على أسلحة ردع بغض النظر عن الخلاف العقدى البعض يرى فى العودة للإسلام مصدر قوة ملهمة للأمة خلافنا الإنقاذ لماذا إغتنى الحكام و إفتقر الشعب و هم يدعون هى لله لا للسلطة و لا للجاه.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة