*إن الحوار الذي بثته الفضائية السودانية سيبقى علامة واضحة لضعف الإستراتيجية الإعلامية لمكتب السيد رئيس الوزراء ، والتي إن لم يتم تداركها سنجد في كل لقاء للرئيس أو لطاقمه الوزاري فضيحة إعلامية جديدة ، تسوق هذا البلد الى دركات سحيقة ، أعد لها ومهد لها أصحاب الهبوط الناعم الذين يقدم أجندتهم المهندس / عثمان ميرغني وذلك بإستدامة حالة الإلهاء المنظم وتبني القضايا الانصرافية وكل ذلك يهدف الي إفشال برنامج الفترة الانتقالية من داخلها ،وقد لاحظنا أن السيد وزير المالية الدكتور ابراهيم البدوي قد بقي صامتاً طوال الحوار وهو الذي أوكل اليه أمر الاقتصاد فكان عليه ان يعترض بشدة علي إعتبار انه جهة الاختصاص لكنه صمت صمتاً رهيباً ولكنه مفهوم فهو يخشى ان يُسأل عن برنامج المائتين يوم التي وعد بها لحل الازمة الاقتصادية ،فالحديث بهذه الارقام عصية التحقيق لو عدنا بالذاكرة نجدها صناعة انقاذية قديمة لم تؤت أُكلها للانقاذ بل اسقطتها ذلك السقوط المريع. *و في النظام البائد قد وعد السيد / مساعد رئيس الجمهورية ، الحسن الميرغني بأنه سيحل الازمة السودانية خلال مائة وثمانون يوما ولم يحدث ، وطرحت الحكومة البائدة العديد من التواريخ التي اصبحت زاداً للثورة بفشلها ، تلك الثورة التي اخذت موقفا حاسما لا مجال فيه للتفاوض ولا التراجع عندما قالت بشكل حاسم (تسقط بس) وسقطت بس ، وعندما سئل الاستاذ مدني عباس مدني عن ازمة الخبز فلم يكن السؤال الا وسيلة لتضييق الواسع ومدني غير ذو دراية بالشأن الاقتصادي ونحن نعلم انه سُلِّم أخطر وزارتين الصناعة والتجارة و أي رجل يقبل بهاتين الوزارتين يحكم على نفسه بالفشل فإن المشاكل المتداخلة بين التجارة والصناعة جد كبيرة وتحتاج لقدرات اكبر من قدرات مدني عباس مدني وقد نجحت اجندة عثمان ميرغني في انتزاعها توقيت لإنهاء ازمة الخبز التي حصرها مدني في اسبوعين او ثلاثة اسابيع ، وهذا في حد ذاته قنبلة موقوتة،ونعلم جميعا ان أمر الدقيق ليس بيد الوزير وان المتصرف فيه ليس الوكلاء ولا شبكات التوزيع انما المتصرف الاكبر هو جهاز الامن وهو بلا حسيب ولا رقيب ،ويمكن ان نسأل سؤالا اخراً لم يدخله عثمان في اجندته ألا وهو هل لرئيس الوزراء ولاية على جهاز الامن ؟. *اذا خلصنا الى نتيجة ان لا سيادة لرئيس الوزراء على جهاز الامن فيصبح الامر كوعد بلفور (عطاء من لا يملك لمن لا يستحق) وعندنا ان شعب السودان يستحق ان يجد مسؤلية اعلامية و وطنية وسياسية ومقدرات عالية في اعداد الخطط والاستراتيجات وتنفيذها بأفضل من هذه الطريقة التي تدس السم في الدسم وتقدم الدولة العميقة رؤاها بما يخلق البلبلة عزاءنا ان للثورة والثوار الكثير من الطلائع الاكثر تمرسا وخبرة ولو اتيحت لهم الفرصة او قام رئيس الوزراء بوضعهم في مواضع المسؤلية لادارة الشأن الاعلامي لغطوا الفجوة العميقة التي تدخل من كوتها الدولة العميقة ، ليس ذلك فقط بل يضاف اليه الشأن الاقتصادي والسياسي ولكانوا افضل حالا ويسوقوننا لأفضل مآلا ونحن لن ننساق خلف موجة الاحباط لأننا نعلم ان الدرب طويل خاصة مع ربائب الحركة الاسلامية الذين ارتدوا ملابس الثوار وكثير منهم غيروا جلودهم وتناسوا تلك المائدة التي كانوا يتقاسمونها مع الانقاذ وكانت تجزل لهم العطاء من المال العام السوداني وهم هم يقفزون من تلك المركب لركوب هذه المركب ،والثورة ستبقى لهم بالمرصاد ونؤكد بأنه ما زال هنالك فسحة من الوقت لمواجهة الدولة العميقة في شكلها الليبرالي كما هي عند الاستاذ عثمان ميرغني او في اشكالها الاكثر سوءاً والمتمثلة في المسؤلية عن مفاصل الاقتصاد الخدمي او الانتاجي وان البطء الملازم لتفكيك التمكين يرقى لمستوى خيانة الثورة ،فاحذروا غضب الحليم والحليم هو الشعب السوداني العظيم ..وسلام يااااااااا وطن . سلام يا الدولار وماأدراك مالدولار ، فان أي حديث عن ضبط سعر الصرف بمعزل عن رفع القدرات الانتاجية ، يكون كما يقولها أهل السودان : كلام ساكت ..وسلام يا.. الجريدة السبت 25/يناير 2020
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة