أضواء على الحالة السودانية : جغرافية المأساة في وطن المتناقضات ! بقلم علي حسن الفكي (تاكونا)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-01-2024, 10:59 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-02-2018, 03:34 PM

علي حسن الفكي (تاكونا)
<aعلي حسن الفكي (تاكونا)
تاريخ التسجيل: 08-30-2018
مجموع المشاركات: 2

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أضواء على الحالة السودانية : جغرافية المأساة في وطن المتناقضات ! بقلم علي حسن الفكي (تاكونا)

    03:34 PM October, 02 2018

    سودانيز اون لاين
    علي حسن الفكي (تاكونا)-Sudan
    مكتبتى
    رابط مختصر



    mailto:[email protected]@Gimal.com
    إن الأشياء المتضادتين والمتناقضتين قد ينتجان أحد أمرين الأمر الأول سيادة حالة من الإتزان والتناغم الأمر الثاني إنعدام القدرة وإمكانية التوليف والربط بين هذه المتناقضات من ما يعني حالة من الفشل التي ربما يأتي بنتائج كارثية مع بعض الأشياء وفي بعض الأحيان .
    فالصورة الأخري لحالة إنعدام القدرة وإمكانية التوليف يتوافق لحد بعيد مع واقع الحال لطبيعة الأزمات في البلاد .

    عبر هذا المحاولة يمكننا السعي من خلالها لرصد التناقضات المختلفة لأشكال وأنماط الحياة التي اتسمت بالتفاوتات و المفارقات ، مشكلاً فواصل حدية لواقعين مختلفتين داخل حدود البلد الواحد ، بشكلٍ منفصل و متداخلة في نفس الحين ، هي ما يمكن أن نطلق عليها جغرافية المأساة في وطن المتناقضات

    إذا يعتبر السودان البلد الأكثر تناقض في كثير من الحقائق والخصائص التي تميزت بها ، علي مستوي الواقع التطبيقي والجانب النظري ، فالصورة التي يتمشهد في شعوبها المختلفة والمتنوعة لاتتوافق مع الصورة التي تعبر عنه النخب السياسية التى حكمت البلاد ، وفي جانب ما يلاحظ أن حقيقة التخلف الإقتصادي و الفساد الإداري في ظل الموارد و الإمكانيات المتعددة والمتنوعة التي يتميز بها البلاد تمثل أبلغ تعبير لحالة العجز والفشل ، بالطبع لم يكن التنوع بكل أشكالها وصورها مشكلة يمكن التسبب في إنعدام القدرة على المسايرة نحو التطور والتقدم ، بل شكلت النموذج الأكثر نجاحاً في الأسرة الدولية تحت ظل نظم حكم رشيد في إدارة التنوع فالولايات المتحدة الأمريكية والهند وغيرها من البلدان تعطي أمثلة حية .
    حيث يري الكثيرون في هذه التناقض الماثلة الأسباب الرئيسية للمشاكل والأزمات التي مرت على السودان سياسياً ، اقتصادياً ، اجتماعياً .
    فلا شك في أن قصور التفكير التي ظلت السمة الملازمة للنخب السياسية المتعاقبة في الحكم عبرة بكل وضوح عن عدم بلوغ تلك النخبة لحالة الرشيد السياسي وتعاطيهم مع الواقع بعقلية مصابة بحالة الكسل الفكري ، لم يمعنوا النظر الي الواقع أبعد من حدود ارنبة انوفهم ولا يسمعون صرخات إخوتهم الذين تأذون من سياساتهم البغيضة ، وأصبحت أمراً جلبت للبلاد كوارث عديدة من بينها الحروب التي أحاطت بالبلاد جنوباً و شرقاً و غرباً ، فأصبح وطن يتخلي و يتخلص عن جزء من أراضيها في سبيل الحفاظ على الأوضاع حسبما هو عليه.
    اي كان الأمر فقد شهدت السودان خلال العقدين الأخيرين أوضاع إنسانية بالغة الصعوبة وبصورة أكثر كثافة وضراوة خاصة في مناطق النزاعات المختلفة حتي بعد التوقيع على إتفاقية السلام الشامل أستمرت النظام في نفس النهج بعد تفجر الأوضاع في إقليم دارفور ، و كدولة حربية ، أشعلت الحرب من جديد في جنوب كردفان /جبال النوبة و النيل الأزرق ، ليبقى سكان تلك المناطق في دائرة المأساة بعيداً من حدود مثلث حمدي ، الذي يمثل الدولة المحورية داخل البلاد بحدودها الحالية.
    فحمدي مثله مثل الكثيرين من القيادات و النخب الشمالية في المؤتمر الوطني شاغلي المناصب الدستوري في الدولة ( لجميع الشعب) لا يتعاملون كرجال دولة أمثال كمال عبيد وزير سابق في حكومة الوحدة الوطنية صاحب التصريحات الغير مسؤولة بقصد تخويف وإرعاب الجنوبييين بأن الويل كل الويل سيكون لهم إذا ما اختاروا الإنفصال و بأنه ستسقط عنهم الجنسية وحق المواطنة ويحرمون حتي من حق العلاج ويطردون علي الفور من شمال السودان.

    فماذا عن حمدي و الحمديون بمثلثهم ؟

    # خلال الفترة الإنتقالية عقب توقيع الاتفاقية ، قدام الأستاذ عبدالرحيم حمدي محمود حمدي وزير المالية الاسبق للسودان مشروع السودان المحوري المعروفة بمثلث حمدي .
    "*تحدثت الأطروحة عن مستقبل السودان في ظل الفترة الانتقالية التي تلت التوقيع على إتفاقية السلام الشامل في العام 2005 أكدت الورقة بصورة جازمة بأن التفويض الحكومة يأتي من الحزب وليس الدولة وبالتالي فإن مصلحة الأول (الحزب) تطغى على مصلحة الثاني (الدولة) وتسود عليها .
    *أكدت الورقة بأن خيار الوحدة غير وارد بل أن الإنفصال هو الأكثر تأكيداً وعليه فعلي الحزب الحاكم يعد العدة كاملة لخيار الإنفصال طالما هو الأرجح
    *السودان المحوري ( الشمالية *والوسط *كردفان) يمثل إقليما متجانسة تاريخياً/ ثقافياً /إثنياً/ دينياً .
    أكدت الورقة بأن حرب الهامش التي تستعر في الغرب الأقصى (دارفور) و الشرق الأقصى (البحر الأحمر-كسلا) هي في الأساس جزء من مخطط اجنبي قصد منه إملاء شروط لهؤلاء العملاء ".
    فقد رسمة الأطروحة الحدود الجغرافية لتوفير الإهتمام ، أما أشكال الاحتجاجات السياسية التي تأتي من خارج الإطار المحوري يتم التعامل معها باليات كالحروب والتطنيش او التجاهل وشراء الناشطين منهم و تفريغ الأجسام من محتوياتها .ً
    وبالتالي فإن اختزال المسؤولية من قبل الدولة على نطاق محدود كما يبشر به حمدي يفضي إلى نتائج حتمية نتيجةً لبرمجة جهاز الدولة بمختلف مؤسساتها للخدمة داخل إطار محدود مع إنعدام القدرة على تحمل الآخرين والنظر إليهم على أنهم أدنى مستوى وبالتالي التحامل عليهم متى ما تم الاحتكاك بهم . من ما ستؤدي إلي تعميق الشعور باليأس والتهميش لمن لا يشملهم المسئولية تحت مظلت حمدي
    ومن خلال هذا الأطروحة يتبين ملامح الدولة المحورية للحمديون

    #دولة تسكن دولة
    أن الدولة الذي نعنيها هنا هي سودان أخر لا تعرف المآسي سودان في مستوى من الرفاهية أسواقها مول الواحة وعفراء للتسوق ، سودان رويال كير و مستشي الأمل والأطباء وفضيل و علياء ، سودان مدارس الإتحاد والشيخ الامين وسانفرانسيسكو وكانبردج و كلية مامون حميدة وأكاديمية الرازى ذات التكلفة الدولارية التي لا تلتقطها أحلام المهمشين ، سودان الحي الدبلوماسية و دريم لاند و كافوري ، سودان الخمسة نجوم برج الفاتحة وهيلتون ملاعب القولف ، سودان يتمتع الفرد فيه بممتلكات و إمتيازات ضخمة كفيلة لاتقل مساحتها 2000 م مربع و عدد 5 عربات في الخدمة و إمتلاك مزرعة تأمن الحاجة من الخضر والفواكه والألبان واللحوم الحمراء والبيضاء والبيض بشكل صحي وطبيعي خالي من الاسمدة الكيميائية
    يبدوا بأنهم إستقلوا بدولتهم قبل إستقلال الجنوب وتركوا السفينة في مهب الريح والامواج المتلاطمة بعرض البحر .
    عاشت الدولة السودانية بحدودها السابقة والحاضرة (قبل استقلال الجنوب) وحتي الأن. واقعين مختلفتين في أسلوب ونمط الحياة الميشة . اي العيش في مستويين مختلفتين هنالك مجموعة تعيش على مستوى من الرفاهية وفي إنعزال تام عن واقع السودان المأساوية وبالتالي هذا المستوى النموذجي التي اتسمت بالرفاه في (الدولة المحورية) عبارة عن دولة تتوفر فيها جميع الحقوق يتمتع فيها كل فرد بالمواطنة الكاملة ، هذه الدولة المحورية التي تقبع بداخل دولة تحيط بها الأزمات من كل جانب و تتسيدها ظروف مختلفة جعلت من الواقع المعيشي أمراً مأساوية للمواطنين في المستوي العام ( الدولة المأساوية) يتوفر فيها ظروف حياة شديدة القسوة كنتيجة حتمية ﻹنعدام المسؤولية والإهتمام تجد الأمراض تفتك بالبشرة والناس يموتون في المستشفيات الحكومية العامة بسبب الإهمال وغياب الأدوية وغلاء تكاليف العلاج إضافة إلي ذلك حالة الجهل والامية الامتفشية نتيجة لاهمال التعليم الحكومي (العام) وضعف مرتبات المعلمين وتأخيرها فى بعض الولايات وبحسب النسبة المخصصة للتعليم والصحة من الميزانية العامة للدولة 2% يمثل تأكيداً علي حالة الإهمال ، سودان تفتقر لأدنى مقومات الحياة لايتمتع الفرد فيها بالحق الكاملة للمواطنة ( مواطن درجة ثاني )
    و لكشف الحاجب وإعطاء صورة اكثر وضوحاً يمكن إستعراض اهمة الشرائح والمكونات في الدولتين على النحو التالي.

    #الشرائح المنضوية في الدولة المأساوية
    -المكونات المختلفة ثقافياً من التوجه الثقافي للدولة منذ تعريف جيل الحركة الوطنية بعد خروج المستعمر لهوية البلد علي أساس الإسلام والعروبة .
    -المرأة السودانية و التهميش علي أساس النوع
    -أصحاب المعتقدات الأخري غير الإسلامية
    -الفقراء في دولة حكومة الجبهه الإسلامية
    -الرعاة والمزارعين

    #الشرائح التي تنضوي في الدولة المحورية.
    - مجموعة الجلابة ، إذا من هم الجلابة ؟
    الجلابة هم مجموعة إجتماعية نشأت وتطورت منذ القرن الخامس عشر، وهم عناصر من التجار الأجانب والتجار المحليين بما في ذلك تُجار العبيد، والذين أسسوا أنفسهم في مراكز تجارية أصبحت لاحقاً مراكز وبلدات حضرية مُهمة مثل الدويم وأم درمان وسنار. والجلابة في حقيقتهم خليط من العديد من الجنسيات/القوميات الأفريقية المحلية، العرب المهاجرين، الأتراك، الأغاريق والأرمينيين، الذين تفاعلوا وتزاوجوا في عملية تاريخية طويلة جرت بشكل رئيسي في شمال السودان.
    فأصبحوا فيما بعد الصفوة التي سيطرت على السلطة السياسية والإقتصادية التي مكنتها لاحقاً من السيطرة على أجهزة الدولة كالجيش والقوات النظامية و منظماتها المدنية والأهلية بما فيها الأحزاب السياسية .
    بالتالي يمثلون أقلية حاكمة صاحبة إمتيازات. يتبنون أيديولوجيا العروبة والإسلام السياسي لحماية إمتيازاتهم الإقتصادية وموقعهم السياسي والإجتماعي في المجتمع السوداني. إن مهنة الجلابة كمجموعة اجتماعية هي نظرتهم العرب-إسلامية الضيقة وفشلهم الكلي في النظر إلى ما وراء معيار العروبة والإسلام
    - المستوعبين من الجماعات المهمشة في منظومة المركز لغرض لعب دوراً معين تتمثل في (التمويه والتضليل) وبالتالي صرف الأنظار عن الحقيقة الماثلة .

    #العلاقة بين الدولتين .
    طبقة الأسياد وطبقة العبيد ، قابضين الجبايات ودافعين الجبايات ، التمتع بالحقوق للمحوريين والقيام بالواجبات للمأساويين ، جغرافية المأساة تقدم مافي باطنها وظاهرها من موارد لصالح المحوري وتستقبل حصتها من وابلات الرصاص والقنابل التي تقضي على الأخضر واليابس .

    #الدولة المحورية وصناعة التهميش في أرجاء المعمورة

    التهميش هو استبعاد الأفراد او الجماعات التي تسيطر على السلطة والثروة أفراد او جماعات اخري ، بخلق موانع التي تضيق السبيل أمام الآخرين ، الأمر الذي يجعل من هذه الموانع نفسها مصدر إمتيازات لفئات أخرى مهيمنة وهذه الموانع عديدة ومتنوعة فمنها ماهو اقتصادي ومنها ما هو اثني ثقافي و منها ما هو ديني ومنها ما هو جهوي ومنها ما هو نوعي .
    فإن الحديث عن ظاهرة التهميش في هذا البلد المترامي الأطراف يتوجب السير وملامسة الجوانب المختلفة التي تمثل البنية التحتية للتهميش لرسم صورة مكتملة المشهد وهذا بالضرورة يحتم تناول الموضوع من زواياها المختلفة دون حصرها في جانب معينة ومحدد يختزل القراءة والتحليل للجزء لا الكل وبالتالي إخفاء الأشكال الأخري للتهميش ذي أهمية بالغة و أكثر عمقاً وأكبر أثراً . في إبراز الصورة الواضحة لحقيقة التهميش في السودان. في واقع الأمر يعاني العديد من الجماعات سالفة الذكر في دائرة المأساة التهميش ، سوي ان كانت هذه الجماعات جماعات إثنية ثقافية او جماعات دينية او فئوية كالمرأة او مهنية وغيرها من المجموعات او الجماعات التي تعاني التهميش الأقتصادية او الثقافية او الدينية او سياسياً وغيرها من الأشكال ، بشكل احادي للتهميش او بشكل مركب .
    بكل تأكيد فإن السبب الرئيسي لاستمرار هذا اﻹنحباس او المأزق التاريخي كما يقول البعض والذي هو نفسه ليس إلاّ تعبيراً عن إستمرار الأزمة وتفاقمها. هو غياب الوعي الموضوعي بأبعاد المشكلة والجزور المكونة لها بجوانبها المختلفة الإجتماعية والتاريخية. و مع غياب الرؤية الواضحة والتصور السليم والتفسير المقنع الذي يخلق إرادة الفعل ويفتح أفق جديدة للعمل ، يمكن أن توفر الظروف المناسبة لإنجاز الكثير من القضايا الوطنية .
    أين كان الأمر فإن إستمرار الأزمة بشكل ثابت عبركل الحكومة الوطنية هو أكبر دليل على إنعدام البدائل التي يمكن أن تقدمه النخبة السياسية الي اليوم ، أحفاد و أباء من نخبة نادي الاسلام عروبية منذ نشأة الدولة الحديثة. ً
    الأمر الذي أبقت البلاد في حالة من السكون على منصة الإنطلاق ، وفي هذا السياق يقول الدكتور جمعة كندا كالو ابرين ، أستاذ الجغرافية السياسية بجامعة بحري علي حد وصفه قائلاً "لقد شهد السودان سلسلة من الإخفاقات في تحقيق التنمية القومية المتوازنة، مصحوباً بآثار سالبة عديدة ساهمت وبشكل رئيسي في إخفاق الخطط التنموية من تحقيق أهدافه القومية وإجهاض مشروع البناء القومي ، حيث يتضح التركيز الواضح لفرص التنمية والاستثمار الاقتصادي والاجتماعي في وسط وشمال السودان مكونة ما يعرف بالمركز، بينما تعاني بقية أقاليم السودان من التخلف والتهميش الاقتصادي والاجتماعي والسياسي مكونة ما يعرف بالهامش."
    يدخل في هذا الدائر أي التهميش الأقتصادي العديد من الأقاليم والولايات التطرفية بمختلف المجموعات الأثنية التي تسكن فيها ، إذا يمتلك نسبة 5% من السكن 90% من ثروات البلاد ، وبالتالي فشل معظم البرامج والخطط التنموية الشاملة للحكومات الوطنية المتعاقبة فى أحداث التنمية والتحول الأقتصادى والأجتماعى والسياسى المنشود فى البلاد ، شكلت قناعة عامة اليوم بأن حصاد العقود الماضية كان ضعيفاً جداً ، بدون إنجازات يمكن ذكرها في العديد من القطاعات ، مصحوباً بحالة التراجع وتدمير لبعض المشاريع التنموية المهمة
    ففي مجال التنمية الزراعية اين مشروع تنمية جبال النوبة في كردفان ؟ أو ما عرف في السابق ب (مؤسسة جبال النوبة الزراعية)والتي أنشأت عام 1925م .وتعتبر الباعث الأول للنهضة الزراعية والاجتماعية
    أين مشروع ساق النعام للتنمية وتطوير المراعي في دارفور مع توامه مشروع جريح السرحة غرب أم بادر حاضرة الكواهلة في بادية كردفان الشمالية ؟ وقد أصبحا أثراً بعد عين من ثم تم حل لكل هذه المشاريع في التسعينيات بدعوى اﻹستخصاص وتصفية القطاع العام.
    أين مشروع الجزيرة التي كانت تعتبر من أهم دعامات اقتصاد السودان منذ فترة طويلة، فكانت القطن من الموارد التي تمثل مصدراً أساسياً لخزينة الدولة ، وقد كان الجنيه السودانية وقيمته مرتبطاً بالقطن .
    و نتيجةً لفشل معظم الخطط والبرامج التنموية قد أدت الى زعزعة وتشويه النظم والموارد الأقتصادية والبيئية والبشرية المحلية، بل واستغلالها لصالح النظم الأقتصادية والاجتماعية والسياسية فى المركز وحلفائه من الصفوة المحليين. والنتيجة هى المزيد من ظاهرة التهميش المركب والحرمان للمجتمعات الأصيلة من مواردها المحلية الغنية، ومن فرص التنمية المتاحة من حولها .
    ليس ذلك فحسب بل طالت الخراب والدمار كل شي حتي التعليم فقد جعلت منه أليه لصناعة الفوارق والتفاوتات ، وبحسب وصف د. فرانسيس دينق -- "تكون نتيجته الحتمية هي الشتات والتمزق القومي . إن مردود عدم التوازن وعدم العدالة في فرص التعليم الجامعي على الخلل البنيوي في تكوين وتركيبة الخدمة المدنية والمهنية في السودان جعل من الهيمنة الأثنية والجهوية أمراً واضحاً لاتخطئه العين" .
    فعبر هذا الالية كانت وما تزال المركز تسطر على صناعة النخب المختلفة الإعلامية، والثقافية، والفنية والفكرية ، في ذات الوقت لم تكن لتسمح بوجود اتجاهات فكرية، وإبداعية، خارجة على نسق السياسة الرسمية لحماة الدولة. أي بمعنى أن الإطار الثقافي الذي نشدته الدولة (للأمة).
    فالدور الذي يقوم به المفكرين والشعراء والفنانين والأدباء والإعلاميين يكمن في توجيه المجتمع، و صيانة النظام القيمي لتلك المجتمع .
    وبالتالي تصبح معظم الوسائل لتوجيه المجتمع مملوكة حصرياً لنخبة المركز ، لإبراز نموذج معين كأساس لصياغة الجميع ، مع مصادرة الحقوق الثقافية والسياسية وإعادة إنتاج الأخرين ، والتمييز بين الناس وبين الاقاليم علي أساس الولاءات السياسية و الأيدلوجية .
    ليكون الإخراج النهائي لتلك السيناريو تمايزات إقليمية في الخدمة المدنية والتركيبة السياسية في البلاد ، و توزيع الأدوار السياسية بصورة شكلية تعبر فقط عن مشروع وطني قاصر ، لاتعكس بأي حال من الأحوال التنوع والغنى الموجود في التركيبة الديموغرافية والإجتماعية في السودان ، لتبقي المصالح كما هى .























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de