أسطورة القانون في السودان بقلم أمل الكردفاني

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 07:45 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-03-2019, 04:05 AM

أمل الكردفاني
<aأمل الكردفاني
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 2506

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أسطورة القانون في السودان بقلم أمل الكردفاني

    03:05 AM February, 02 2019

    سودانيز اون لاين
    أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
    مكتبتى
    رابط مختصر








    "في هذا البلد..كل إنسان لديه صنمه الخاص الذي يعكف على عبادته والدفاع عنه"


    ماهي الأسطورة؟
    هناك تعريفات مختلفة للأسطورة ؛ لكن الأسطورة هاهنا أعني بها تلك القصة التي تم سردها قديما كحقيقة ثم تحولت بمضي الزمن إلى حكاية غرائبية تفتقد لحكمتها الأولى وتعاني من نوستالجيا لبيئتها التي ولدت فيها. ثم تحولت الى عجوز شمطاء بشعة الشكل تدور في مزابل الأرض لتلقط منها ما يقيم أود هيكلها الهش.
    هذه هي بالتحديد قصة أسطورة القانون في السودان ؛ الأسطورة المدهشة ذات الطابع الكوميدي الأسود .. بطلها شخصية أقرب لدونكيشوت.. كائن هزيل لديه وهم أنه سليل أسرة ملكية ويحاول عبثا إقناع العالم من حوله بذلك الوهم. وحين يواجه بسخرية الساخرين وضحكاتهم يقرر أن يبني مملكته الخاصة ؛ فيتخيل جنوده وحجابه وشعبه وجيشه وحتى أعداءه وحروبا انهزم فيها وأخرى انتصر فيها وخيانات ودسائس ومؤامرات لنزع مملكته وجوار وزوجات يتصارعن على تأكيد كل واحدة لأحقية طفلها بولاية العهد. وينتهي الأمر بهذه الشخصية لأن يموت جوعا دون أن يدري.
    هذه باختصار أسطورة القانون في السودان... التي يمجدها البعض كما لا يزال بعض الواهمين يمجدون فوز المنتخب ببطولة أمم أفريقيا التي كانت تتكون من ثلاثة فرق فقط.
    إن هشاشة تصوراتنا للحقائق العلمية وسيرنا المستمر على سطح سوائلها أربك الأجيال الجديدة. الأجيال التائهة زائغة البصر والفؤاد ، والتي لا تعلم إن كانت تحيا داخل دولة أم جحر للثعابين.
    ليس مستغربا إذن أن تنقاد هذه الأجيال لكل بصيص أمل ولو كان وهميا كتجمع المهنيين مثلا ؛ فهي أجيال وجدت نفسها فوق ميوعة شاملة ، ميوعة لا تملك أدنى صلابة تمنحها إتزان الخطو وثباته ومعرفة منتهاه وحدوده. هذا الجيل في وسط الصحراء ويطلب منه السير في طريق مشت عليه قوافل الإبل قبل الاف السنين وانقطع سيرها منذ ذلك الزمان السحيق. يبحث هذا الجيل في كثبان الصحراء عن آثار خطوات القوافل ولما لا يتبينها يتوهمها ويندفع خلف وهمه ليزداد ضياعا في غياهب الصحارى وكثبان الرمال.
    لقد جاء هذا الجيل وتلقى كل الأساطير وكل الخدع والأكاذيب ، أكاذيب بطولات الماضي الوهمية والعهود الذهبية التي لم يعش فيها إنسان أبدا ، ورموز خارقين يطيرون بغير أجنحة ويغوصون بغير زعانف ويتنفسون داخل الصخر ويأكلون النار. وهذا كله كذب وتزييف. فليس الماضي بأفضل حالا من اليوم ولن يكون اليوم بأفضل حال من الغد. لأن ما بني على باطل يظل باطل ولا ينتج سوى البطلان.
    إن أبناء الطبقة الفقيرة نالوا حظا من العلم الذي وفره لهم الاستعمار البريطاني ، ولنتخيل أن رجلا نشأ في بيئة من الجهل والأمية وجد نفسه بين عشية وضحاها كالأعور بين العميان. ألن يعتقد أنه ملك؟ هذا ما حدث بالفعل لمن استعرضوا عضلاتهم الهشة قبل الاستقلال وظنوا أنهم امتلكوا ناصية الوعي المطلق وهم في الواقع لم يمتلكوا إلا ما حاول الاستعمار أن يؤهلهم به ليعوا معنى منحهم دولة حديثة ، ومع ذلك لم يبلغوا ذلك الوعي أبدا. فلما وجدوا أنفسهم -وهم بلا أدنى خبرة- وتحت يدهم أمر دولة شاسعة مترامية الأطراف ، تهافتوا تهافت مراهق منحته حسناء نفسها وهو لم يذق يوما طعم قبلة. فضلوا في شكس ومكس حتى قبروا فغبروا ، مخلفين وراءهم ميوعة سار عليها اللاحقون بعد أن قرأوا أكاذيب العهود الذهبية في مقررات المدارس التي كتبها الأنبياء الكذبة انفسهم لأنفسهم.
    هذه الرحلة شبه الطويلة وشبه القصيرة التي بلغناها وبلغتها الأجيال الجديدة اليوم أسست للفوضى ؛ وأسست لأشواق الانتظام والنظام ؛ وأسست عكس هذا لوهم عظيم وهو أن الفوضى يمكن أن تكون خلاقة. وهذا تضليل عظيم ، فالفوضى لا يمكن لها أبدا أن تنجب إلا الفوضى.
    وإذا كان القانون هو هيكل النظام ، وهو لبنته ، وهو قرميد صرحه لم يؤسس له الأسلاف التأسيس الكافي وتعاملوا معه كلازم ثانوي ؛ فكيف بالبعض اليوم وهو لا يزال يشنف آذاننا بالحديث عن قانونية وعدم قانونية تصرفات النظام الحاكم؟ وإذا كانت الدولة -بمعناها الحديث- لا وجود لها إلا عبر مؤسسات تنشأ تحت حكم القانون ، وهو أساسا لا يوجد قانون ، فكيف نتعامل مع ما بأيدينا وكأنه كيان مكتمل الأركان والعناصر وهو في الواقع ليس أكثر من فقاعة فارغة بقشرة شفافة واهنة تختفي إن مستها أنفاس عابرة.
    إن هذا الشعب يخدع نفسه خداعا عنيفا يغتصب بصيرة البناء القائم على أسس متينة. والمفزع فوق هذا أنه ظل ولا يزال مدلها بالخضوع لسطوة الأشباح ، منذ المهدية وخدعة الأشراف والتزويج بالحور العين وكواديك السحرة وتجمع المهنيين...الخ. فأي كوميديا سوداء أكثر هزلا وعبثا وسخرية من ذلك..وماذا ينتظر هذا الشعب مادام يتيه كبني اسرائيل تيها أبديا على هذا النحو منذ ستين عاما ونيف؟
    أولئك الذين يتحدثون عن القتل والاغتصاب والتعذيب والموت خارج القانون!!!! اسألهم: وأين القانون أساسا؟ راجعوا تاريخ هذه الرقعة الحارة التي ألقت عليها الآلهة لعناتها منذ بدء الخليقة وابحثوا عن القانون فوق وتحت أرضها وداخل أفواه ديدان جثثها منذ عنبر جودة وحتى موت أحمد الخير تحت التعذيب؟ ولو أردتم فارجعوا البصر لعهد المهدية بل وما قبلها فسيرتد إليكم البصر خاسئا وهو حسير.
    الشعب الموهوم يحمل أحلاما عراضا تفوق أحلام الطفولة بالتحول لشخصيات الكوميكس الخارقة. وهذا لن يحدث ، وهو لن يحدث ليس تشاؤما وإنما لأن الهوة بين الحلم والواقع عريضة ؛ والشعب في الحقيقة أبعد ما يكون عن فهم الواقع ناهيك عن أن يبني عليه حلما.
    عندما يخاطبك البروفيسور كما يخاطبك الزبال ؛ بذات السقف المتضع ، وعندما تجد صفوفا من المتعلمين في انتظار ساحر دجال لكي يخلصهم من الساجور ويفكفك العوارض ، فلتلعنني كل آلهة مزعومة حينها إن قامت لهذا الشعب قائمة يوما ما. إن حضارة البشر لم يبنها الجن ولا الشياطين ، ولا السحرة ولا أي كائن خفي ، وإنما بناها الوعي دائما. راجعوا كل منجز للبشرية منذ اكتشاف النار وحتى قوقل فإن وجدتم غير الوعي سببا له فاخبروني علي أكون من الضالين. إن رأيتم كائنات خفية تنتج منجزا للبشرية فسأقطع رأسي بيدي كفرا بما فيه.
    هل علمتم ما أعنيه بالقانون؟ وهل علمتم ما أعنيه بالوعي؟ وهل علمتم ما أعنيه بالكائنات الخفية؟
    إن علمتم فهذا شأنكم وإن لم تعلموا فما علي إلا البلاغ المبين.























                  


1 صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de