أثيوبيا والسودان, تراجيديا بلدين,تحديات النجاح وادمان الفشل بقلم المثني ابراهيم بحر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 09:18 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-22-2015, 07:27 PM

المثني ابراهيم بحر
<aالمثني ابراهيم بحر
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 129

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أثيوبيا والسودان, تراجيديا بلدين,تحديات النجاح وادمان الفشل بقلم المثني ابراهيم بحر

    07:27 PM Aug, 22 2015
    سودانيز اون لاين
    المثني ابراهيم بحر-
    مكتبتى فى سودانيزاونلاين



    كنت قد كتبت مقال قبل اكثر من عام بمناسبة اختيار فيلم
    اثيوبي للفوز بجائزة برلين الدولية 2014, وذهبت الي ان اثيوبيا تقدمت
    في مجال صناعة وانتاج السينما والدراما بارغم من كوننا الاكبر منها
    باعا واكثر خبرة منها في هذا المجال ولكن ......؟ وكانت ايضا احدي
    الاسباب التي دعتني لكتابة المقال حينها كانت تجري تصفيات كأس الامم
    الافريقية او كأس العالم ايهما لا ادري بالتحديد..! خسر المنتخب
    الاثيوبي ثلاث نقاط بالشكوي فقدم قادة الاتحاد الاثيوبي استقالاتهم فورا
    , بينما حصل نفس الموقف للمنتخب السوداني في قضية سيف مساوي الشهيرة
    التي خسر علي اثرها السودان ثلاثة نقاط لسبب غلطة ادارية واضحة ,ومع ذلك
    تمسك قادة الاتحاد بالمناصب ولم يكلفوا انفسهم حتي بالاعتذار لجماهير
    الكورة المغلوب علي امرها, فالخطوة التي بدرت من الاتحاد الاثيوبي لكرة
    القدم تنم عن قمة الادراك النوعي للديمقراطية, و تفرض علينا بأن ننحني
    احتراما لاولئك الذين اصبحوا مثار دهشتنا في كل يوم ,فأثيوبيا الان تسير
    بخطوات تدريجية واثقة نحو مستقبل مشرق, ونحن علي النقيض منها تماما
    نتقهقر للخلف, وقي اعتقادي بأنها ستصبح من افضل الدول الافريقية قريبا
    ثم العالمية في المستقبل البعيد.ولا عزاء لنا في السودان علي مستوي
    الدراما والسينما والمسرح التي لم تبارح نقطة البداية منذ بداياتها منذ
    منتصف القرن الماضي ,فنحن لا زلنا في المربع الاول ولم ولن نتقدم خطوة
    الي الامام , اثيوبيا تتقدم وتمضي الي الامام في كل المجالات , ونحن
    نتفرج .....! الاقتصاد والرياضة وفي الدراما والسينما والموسيقي برزت
    عالميا بالرغم من اننا نتفوق عليهم من حيث التنوع الثقافي والاثني, بحيث
    كان يجب ان نكون الاوفر انتاجا,ولكن لم نستفيد من مزايا التنوع الذي
    نتمتع به كحالة استثنائية تميزنا عن غيرنا من شعوب العالم لانتاجه
    عالميا عبر الادب والفنون والرياضة والتكنلوجيا والسياسة حتي نفرض
    وجودنا و نذهل كل العالم .
    مصر تريد دوما ان تستحوذ علي نصيب الاسد من مياه النيل
    دون اي مبرر موضوعي بالرغم من اتفاقية النيل اعطتها النصيب الاكبر, ومع
    ذلك يكون يكون لها اعتراض واضح بخصوص المشروعات الضخمة المقترحة من دول
    حوض النيل , بأعتبار خوفها من انه قد يكون خصما علي حصتها في مياه النيل
    , وتستغل مصر في ذلك تفوقها النسبي علي دول حوض النيل من حيث كونهم
    يمتلكون اقتصاد افضل اضافة الي جيش منظم ومتطور, وازاء هذه الظروف فوجئ
    المصريون بإعلان اثيوبيا فى مايو 2013 بتحويل مجرى النيل الازرق لبناء سد
    النهضة بعد انجاز حوالى 20% منه،وكانت حينها ردود الافعال واسعة من
    الجانب المصري (فهددوا وارغوا وازبدوا) لارهاب اثيوبيا بدعوي دفعهم
    للتراجع عن اكمال المشروع, ولكن مصر تنا ست ان كل شيء قد تغير وان
    اثوبيا ايضا هي قد تغيرت ,ولم تعد كما كانت, فاثيوبيا الان تمتلك اقوي
    سلاح جو في المنطقة وجيش قوي ومنظم , وكذلك الطيران المدني اضافة الي
    الكثافة السكانية العالية , فالذي لم يدركه المصريون ان الكتوف قد تساوت,
    وبالفعل في البدء اذاء التهديدات المصرية تجاه اثوبيا التي ذهبت في
    اتجاه ضرب سد النهضة , ولكن اثيوبيا ردت عليها بعنف ونقلت صحف أديس
    أبابا حينها عن خبراء عسكريين إثيوبيين قولهم: إنه إذا ضربت مصر سد
    النهضة ستضرب إثيوبيا السد العالي( ومافيش حد احسن من حد ) وقالت الصحف
    الاثيوبية: إن استخدام مصر للخيار العسكرى من خلال تفجير السد بالطائرات
    العسكرية أو إرسال فرق الصاعقة، وإنه في هذه الحالة، فسيكون رد إثيوبيا
    مماثلاً من خلال إرسال طائراتنا الحربية وقصف السد العالي، وغيرها من
    الأماكن الحيوية. وازاء هذه المواقف الصادمدة والمشرفة من الاثيوبيين لم
    يجد المصريين غير اللجوء الي بدائل اخري مثل الحوار و (التحنيس) لكسب
    الود , والمحكمة الدولية كخيارات بديلة عن التهديد بالحل العسكري,

    وسردت هذه المقدمة
    للاستدلال علي ان اثوبيا لم تعد هي تلك اثوبيا الوديعة التي انهكتها
    الحروبات والمجاعات ,فمصر بكل جبروتها تراجعت حيال التهديدات الاثيوبية,
    فاثيوبيا خلال السنوات القصيرة التي مضت كانت تعمل في صمت حيال مشروع
    نهضوي نري الان بداياته واضحة ,و بالعقلية الاقتصادية المتطورة شرعوا
    في التخطيط لتشييد سد النهضة أو سد الألفية الكبير, ولولا ان المقال لا
    يسع للمزيد لسردت الفوائد التي سيجنيها الاثيوبيين من هذا المشروع
    التنموي الضخم, وبالفعل كانوا علي قدر التحديات, ولكن علي النقيض تماما
    حول فلسفة نظام الانقاذ في تشييد سد مروي الذي اصبح حاله الان يغني عن
    السؤال....! , فاقتصادنا لا يقوم علي اسس علمية وممنهجة ,وموارد
    الدولة مسخرة في خدمة الحكام والمحاسيب وليس في خدمة المحكومين,فأرتفعت
    الديون الي اكثر من اربعين مليار دولار, وكما ذهب الجنوب وضاع البترول
    وتبقت الديون التي ستحال الي الشعوب السودانية المغلوب علي امرها, فهذه
    هي العقلية لتي تدير الدولة السودانية, فالفاشية عاهة عقلية ومن
    اعراضها عدم القدرة علي التفكير المنطقي والسليم او التفكير في
    العواقب والتبعات , وهذا المنطق هو الذي دفع هذا النظام الي انشاء سد
    مروي بالرغم من ان هناك خيارات اخري افضل بكثير , وقد اثبتت الدراسات
    ان سد كجبار افضل نسبيا من سد مروي , ولكن ما ان اخذت يد المنون
    الزبير محمد صالح النائب الاسبق لرئيس الجمهورية تحولت دفة الامور الي
    خلفه الاستاذ علي عثمان محمد طه الذي استفاد من تحول ميزان مراكز
    القوي لصالحه فأسقط سد كجبار من حساباته , وتم تشييد سد مروي بقرض ربوي
    محلل من فقهاء السلطان , بالرغم من ان الفتوي تتناقض مع ايدلوجيات
    الشريعة الاسلامية , فالفتوي ليس الا سلسلة من فتاوي سياسية مفصلة علي
    رغبات السلطان, وهي تجويز الربا بحسب رأيهم من اجل بناء سد مروي بأعتبار
    ان تلك ضرورة ملجئة شرعا يخشي بعدم اتيانها الهلاك....! فأذا كانت
    الحضارة المروية قد قامت منذ سبعة الاف عام وامتدت الحياة في السودان
    منذئذ بدون سد مروي ويمكن ان تمتد حقبا من الدهر بدونه فأي ضرورة ملجئة
    بدونه لولا انها السياسة .....! وبعد تشييد سد مروي دقت له الطبول
    والزغاريد والفت فيه القصائد , وغني الفنان محمد ميرغني (السد في الرد )
    ماسحا كل تاريخه الفني في خطوة وجدت صدي استنكار واسع من الاستاذ الكبير
    الراحل المقيم محمد وردي , ولكن ما ان مر العام او العامان حتي
    استبانت السلبيات بجلاء , فأتجهت الانظار الي لانشاء سد اخر في دال
    وكجبار والستيت والشريك وغيرها كدليل علي ان سد مروي لم يقم بما هو
    مطلوب , فتحديد ملامح السد وقدرته الانتاجيه ومشاريعه التنموية يجب ان
    تسبق قيام السد ,ولكن عندما يتم انشاء خزان دون تحديد اهدافه التنموية
    فان هذ مدعاة للشكوك.......! هذا اذا علمنا ان التكلفة العالية لسد مروي
    2 مليار دولار كقروض تتحمل تبعاتها الاجيال القادمة من الشعوب
    السودانية المغلوب علي امرها ,اخطاء قاتلة بالجملة تسبب فيها هذا النظام
    ولكن ليست هناك اي مشكلة طالما ان الفواتير في النهاية تحال الي المواطن
    المغلوب علي امره .
    في مجال الطيران بدأنا سويا , كون ان
    الخطوط الجوية السودانية مع نظيرتها الاثيوبية قد ولجتا المجال في عام
    واحد تقريبا , وثمة ملاحظة بأن الطيران الاثيوبي بالرغم من الازمات
    التي انهكت الدولة الاثيوبية الا انه كان افضل نسبيا من نظيره السوداني
    بكثير في ظل اختلال الاوضاع السياسية والاستقرار لصالح السودان , وفي ظل
    هذه التطور الذي يمضي عليه الاثيوبيين احتفلت الخطوط الجوية الاثيوبية
    بمرور 70 عاما علي تأسيسها اذ شهد نفس العام تقريبا تدشين الخطوط الجوية
    السودانية, وعن تقرير لصحيفة النيل الالكترونية بتاريخ 15 اغسطس 2015 :

    تمتلك الأثيوبية حاليا 78 طائرةحديثه
    ,منها 8 طائرات بوينج 787 dream liner ,وهى الخطوط الأفريقية الوحيدة
    التى تملك هذا الطراز..!تطير الأثيوبية إلى 91 محطة فى 5 قارات ,ولها 44
    رحلة داخلية يوما..من وإلى 19 مطار مسفلت..15 منها تمت سفلتها خلال ال 15
    سنه الماضية ,و 107 رحلة يوميا..من والى 51 مدينة افريقية ,ورحلتين
    يوميا من وإلى بكين و16 رحلة أسبوعية من وإلى 4 مدن أخرى فى الصين
    ,ورحلتين يوميا مباشرة من والى واشنطن ,و6 رحلات أسبوعيا من وإلى لوس
    انجلس عبر دبلن ,و8 رحلات اسبوعيا من والى ساوباولو - وريو دى جانيرو..و4
    رحلات يوميا من إلى دبى و6 رحلات يوميا من وإلى نيروبي والخرطوم-القاهرة
    ,الأثيوبية هى الطيران الافريقى الوحيد الذى له رحلات مباشرة الى
    اليابان..!! ,للاثيوبية 49% من الأسهم فى عدد من شركات الطيران الافريقية
    مقابل خدمات الصيانة والتدريب: طيران اسكاى.. وطيران ملاوى ,وشركة طيران
    خاصة فى ج.افريقيا ,وإتفاق وشيك مع طيران رواندا ,كما وقعت الأثيوبية
    مذكرة تفاهم لإنشاء وإدارة خطوط جوية جديدة لجنوب السودان..!! مقابل 49%
    من أسهم الشركة ,للاثيوبية أكاديمية للطيران وفقا للنظم والمناهج
    الأمريكية..يتدرب فيها طلاب من 13 بلدا افريقيا ,شرعت الأثيوبية الشهر
    الماضى فى بناء فندق 5 نجوم فى نطاق مطار اديس ابابا (بولى)
    الدولى..ينتهى العمل فى الفندق خلال سنتين ,منذ سبتمبر الماضى شرعت شركة
    صينية فى توسعة مطار اديس ابابا الدولى بتكلفة 300 مليون درولار ليستوعب
    13 مليون مسافر سنويا..بدلا عن 7 مليون حاليا..ينتهى العمل فى التوسعة فى
    سبتمبر 2017 ,فى الوقت الذى سجلت فيه أكبر 3 شركات طيران افريقية..خسائر
    خلال العام الماضى 2013-2014 ..وهى مصر للطيران..وطيران جنوب
    افريقيا..والخطوط الكينية ,سجلت الخطوط الأثيوبية خلال نفس الفترة أرباحا
    قاربت 150 مليون دولارفى اى إحصائيات عن سودانير ..! وتعمل الأثيوبية على
    زيادة اسطولها تدريجيا ليصل إلى 15 طائرة بحلول عام 2015 ,وزيادة عدد
    محطاتها إلى 150 محطة خلال نفس الفترة..!
    وبالتالي المقارنة معدومة مع الخطوط الجوية
    السودانية التي نتحسر الان علي ماضيها المشرق ولها ماضي حافل عندما
    كانت تضم اسطول ضخم يجوب دول العالم , و كانت تمتلك موقعا في مطار هيثرو
    الدولي اكبر مطارات العالم ,وهو ما يسمي (خط هيثرو) ولا تمتلكه الا
    الشركات العريقة في المجال,ويعتبر مطار هيثرو من اكبر المطارات العالمية
    ازدحاما بالطائرات, ففية تنزل كل دقيقة 4 طائرات مما جعل ادراة المطار
    استحداث نظام slote time processing على اساسهتم تم تقسيم ال24 ساعة على
    الطائرات والخطوط بالدقيقة والثانية. بموجب هذا التقسيم والتنظيم يجب على
    شركات الطيران ان تلتزم بمواعيد هبوطها واقلاعها بدقه, بالتالي اصبحت
    الثواني في مطار هيثرو ذو قيمة مادية عاليه كما خلق منافسة تجاريه عالمية
    بين الشركات فاصبح بامكان تلك الشركات بيع حصتها من تلك الثواني والدقائق
    او تأجيرها وفقا لما تريد من حصة زمنية بالساعة او اليوم او الاسبوع
    وهكذا , اما عن مواعيد الخطوط الجوية السودانية لدى مطار هيثروفهي
    تمتلك سودانير عدد 4 ساعات كاملة من 2:33_6:33 بحسب العقد المبرم بين
    الطرفين .
    ولكن الان ما ذا حدث لهذا الخط في ظل الظروف
    المأساوية والمحنة التي تعيشها شركة سودانير,والفساد الذي تغوص عليه
    الدولة السودانية ....؟ تم ببيع تلك الساعات المملوكه للمواطن السوداني
    من قبل لصوص الانقاذ في العام 2008 الى شركة ACL(ِAirport cordination
    lid) وهي نفس الشركة التي تدير النظام نفسة.وخلفت ازمة رأي عام , وذهب
    رئيس الجمهورية عبر تصريحات نشرتها الصحف حينها كانت علي النحو الاتي :
    رئيس الجمهورية يشدد علي تكوين لجنة تحقيق بشأن خط هيثرو , ووجه بمحاسبة
    الجهات الضالعة في فقدان خط هيثرو وبمحاسبة المتورطين ,رئيس الجمهورية
    يوجه بمحاسبة الجهات الضالعة في فقدان خط هيثرو , وكالعادة الي الان لم
    نري اي نتائج لتوجيهات رئيس الجمهورية بالتحقيق في الامر, والمهم في
    الامر اننا فقدناه في فضيحة يندي لها الركبان ,وبكل أسف لم يتبقي
    لسودانير والعهدة علي الراوي لم يتبقي لها ونحن في العام 2015 سوى
    طائرة واحدة, وهي الان تقوم بتأجير الطيارات لتسيير شؤونها , والاعلان
    عن انها موجودة, فسبحان مغير الاحوال , فسودانير التي تمكنت من الوصول
    الى أكبر المطارات العالمية قبل حوالى 60 عاماً، احتفلت هذا العام
    بوصولها إلى مدينة (الأبيض) التي تبعد من الخرطوم حوالي (300) كيلومتراً
    فقط , ولكن ربي لا اسأسألك القضاء ولكن أسألك اللطف فيه.

    في الجانب الاعلامي بخلاف الانتاج السينمائي عرفت اثيوبيا كيف
    تطوعه من اجل الارتقاء بالمجتمع, فأنشأت خمسة قنوات فضائية قومية بتمويل
    من الدولة مقسمة علي كل القوميات التي تمثل الشعب الاثيوبي, كأحد
    الاهداف الموجهة لبناء النسيج الاجتماعي, ثم اضافة لكل هذا التطور
    النوعي فتحت اثيوبيا ابوابها للمستثمرين بعروض مغرية ومشجعة , بدون
    اي شروط تعسفية , فتداعي لها المستثمرون من كل صوب وحدب يطلبون منك فقط
    كمستثمر ان تحدد ماذا تريد وعليهم التنفيذ بدون اي تحيزات او مماطلا
    كما يحدث في السودان , وبالارقام الان روؤس الاموال السودانية هربت من
    جحيم الانقاذ واصبحت من دعامات الاقتصاد الاثيوبي , ولكن بالرغم من كل
    ذلك التطور الذي تشهده اثوبيا لا زلنا نحن السودانيين (نتتريق) من
    الاثيوبيين بأنهم مجرد (حبش) وما نلاحظه من خلال مواقع التواصل
    الاجتماعي باطلاق النكات السخيفه و الصوره التي تشير الي الاثبوبيات
    بانهن .. اما.عاهرات او خدامات , وبالمقابل نزعل عندما نسمع نفس اللغه
    الاستعلائية من المصريين او السعوديين , والاسوأ من ذلك ضحالة افكار
    كثير من النساء السودانيات يتسابقن للحصول علي خدمة الحبشيات من اجل
    التباهي بهن امام (المجتمع) وقد دعاني الكثيروت للكتابة عن هذه الظاهرة
    ,وعلي الصعيد الشخصي رأيت بأم عيني الكثيرات يتحدثن عن (حبشيتي) و
    (حبشيتك) ويصطحبنهن الي المناسبات من اجل التباهي ولفت الانظار, فنحن
    السودانيين (نحط) من شأن هؤلاء الاحباش للظروف الصعبة التي كانوا يعانوا
    منها من ظروف الحروبات والمجاعات التي اثقلت كاهلهم وشردتهم خارج الوطن
    , ولكن ان بعد العسر يسرا , وكما نقول نحن السودانيين (دوام الحال من
    المحال) والان لم تتساوي الكتوف فقط كما يقل المثل, ولكن تجاوزنا
    الاثيوبيين, وقد لا نلحق بهم في القريب العاجل اذ لم نتدارك انفسنا قبل
    فوات الاوان, ولكن السؤال هل نحن علي استعداد لكي نتدارك انفسنا...؟

    ووفقا لهذه المفارقات تباري المهتمين في الكتابة عن
    التطورات التي افضت الي هذه المفارقات المدهشة للمقارنة بين الشعبين ,
    ولكن افضل ما كتب بحسب رأيي الشخصي ما خطاه يراع د حيدر ابراهيم
    الخبير في علم الاجتماع , ومدير مركز الدراسات السودانية الذي حلل هذه
    المفارقات مستصحبا العامل النفسي والاجتماعي للشعبين اذ يقول :
    طبعا نحن - النخبة السودانية- المعجبة مجانا بذاتها
    مستغربين لما حقه " الحبش" واكتفينا بأن نورد أرقاما ولم نتعمق في
    الأسباب وراء هذا النجاح . وهي ليست مجرد سياسات للدولة ,أو البنك
    المركزي ولكن الأمر أبعد من ذلك يعود للحضارة الاثيوبية والتاريخ،
    للإنسان الاثيوبي ولدور النخبة الاثيوبي.هذا بلد له حضار ممتدة ومستمرة
    حتي اليوم ويراها ماثلة أمام عينه، وليس مثلنا نحن الذين نفخر بخراب سوبا
    ونسمي قرانا: شلعوها ال....اب. الإنسان الاثيوبي كائن للفرح والبهجة
    والحياة(الايروس) بينما الإنسان كائن للموت والفناء(تاتنوس)كئيب وبائس
    ،يتبرع لجمعية حسن الخاتمة لكي تحسن المقابر ولا يفكر في حديقة للأطفال
    في السلمة. ويغني بمتعة: يوم قسموك ياهم كتبوا عليك. الاثيوبيون رجالا
    ونساء يذوبون في الغناء والموسيقي ويرقصون معا ويتقافزون مثل طيور
    الجنة.السودانيون عادوا لاغاني "الحماسة": سيفك موشح بالدمى فارس الحديد
    إن حمي.ويرقصون أو بالأصح يعرضون(من العرضة) عزابة أو الرجال لوحدهم من
    رئيسهم البشير وحتي البعيو وطه سليمان.وتكتفي النساء بالزغاريد رغم الصوت
    العورة.المرأة الاثيوبية نصف المجتمع وريحانة المجتمع ونحلة رحيقا ونشاطا
    وهمة.المرأة السودانية اختزلت الحشمة والتقوي في سنتيمترات من القماش
    و"دلاقين" محشوة علي الرأس والرقبة، مشاركتها في الحياة العامة مجرد مسرح
    وتمثيل فهي يمكن أن تكون وزيرة أو نائبة ويتزوج عليها "بعلها" مثنى وثلاث
    ورباع. فهي لم تناضل لتغيير قانون الاحوال الشخصية.النخبة الاثيوبية تعرف
    قيم المنافسة النظيفة وتبعد الحسد لأن القمة تسع الجميع.أما النخبة
    السودانية التي تعلمت منذ الصبا وزمن الدافوري: يا فيها يا أطفيها.ومارست
    مطاردة العشرة الاوائل بعد اعلان النتائج لتهنئتهم بطريقتها الذكورية
    المبكرة.فهي لا تنافس بل تعمل علي القضاء علي الآخر حتى وإن لم تجلس
    مكانه.النخبة الاثيوبية متعاونة ووطنية رغم تعدديتهم الثقافية والعرقية،
    ويميلون للعمل الجماعي.فقد كان(نقاسو جدادة)رئيس الجمهورية المنتخب عام
    1995 صديقي وزميلي في معهد(فروبنيوس)بفراكفورت ويعطي وقتا كثيرا
    لينظم(الاورومو)وكنا نحن السودانيين بالعشرات وعجزنا في تأسيس اتحاد
    للسودانيين، لأنه لا يوجد من يعترف بقيمة الآخر. الاثيوبيون متواضعون
    ومؤدبون(لاحظ انحناة السلام التي يشاركون فيها اليابانيين فقط)لذلك لا
    يدعون أنهم من نسل العباس ولا علي الكرار كماض، ولا يرون أنفسهم أذكي
    الشعوب وأكثرها كرما وشجاعة.هذه هي يا أيها الاصدقاء بعض اسباب نجاح
    الاقتصاد والاستثمار في اثيوبيا وما السياسات الا مجرد عامل خارجي مساعد
    لا ينجح بلا ثقافة تسنده وهذا ما فعله الشعب والنخبة والفرد في اثيوبيا.
    أحدث المقالات

  • الادارة الاميركية مع الحوار !! وليست مع الحركة الشعبية شمال بقلم الاستاذ. سليم عبد الرحمن دكين-لندن 08-22-15, 06:13 PM, سليم عبد الرحمن دكين
  • المعلقة السودانية موديل حوار الطرشان! بقلم فيصل الدابي /المحامي 08-22-15, 06:10 PM, فيصل الدابي المحامي
  • العم يوسف أحمد المصطفى.. الإنحياز للغلابة والثورة والإستنارة بقلم ياسر عرمان 08-22-15, 06:05 PM, ياسر عرمان
  • هل (صفع) بكري حسن صالح د نافع علي نافع بقلم جمال السراج 08-22-15, 06:00 PM, جمال السراج
  • موسى كسر لوحى شريعه الهية صحيحة فماذا سنفعل باللوح المحفوظ ؟؟؟؟ بقلم جاك عطالله 08-22-15, 05:57 PM, جاك عطالله
  • يعلون يرفض تهدئة خالد مشعل بقلم د. فايز أبو شمالة 08-22-15, 05:55 PM, فايز أبو شمالة
  • ازمة اللحوم في غزة وواقع البطالة والفقر والانقسام بقلم سميح خلف 08-22-15, 05:54 PM, سميح خلف
  • هل صحيح يريدون تحطيم "دال"؟؟ بقلم عثمان ميرغني 08-22-15, 04:56 PM, عثمان ميرغني
  • خالد حسن عباس.. بقلم عثمان ميرغني 08-22-15, 04:51 PM, عثمان ميرغني
  • مولانا (ذات البنطلون)!! بقلم صلاح الدين عووضة 08-22-15, 04:40 PM, صلاح الدين عووضة
  • الحسن بين الإرهاب والفساد! بقلم الطيب مصطفى 08-22-15, 04:39 PM, الطيب مصطفى
  • عالم الدقيق ..(1) بقلم الطاهر ساتي 08-22-15, 04:37 PM, الطاهر ساتي
  • صافرة النهاية بقلم عميد معاش طبيب سيد عبد القادر قنات 08-22-15, 07:41 AM, سيد عبد القادر قنات
  • رحم الله اللواء خالد حسن عباس .. بقلم حيدر احمد خيرالله 08-22-15, 07:23 AM, حيدر احمد خيرالله
  • الراحل يوسف أحمد المصطفى: من العجيمية إلى اليسار بقلم حسن وراق 08-22-15, 07:19 AM, حسن وراق
  • العراق.. صحوة الشيعة العرب بقلم نديم قطيش 08-22-15, 07:14 AM, مقالات سودانيزاونلاين
  • أكذوبة الحوار الوطني!! بقلم د. عمر القراي - كندا 08-22-15, 06:24 AM, عمر القراي
  • استقالات فلسطينية تكتيكية لكنها مستحقة بقلم نقولا ناصر* 08-22-15, 06:19 AM, نقولا ناصر
  • أخرسوا و أسكتوا .. فالسكوت من ( ذهب)!.. بقلم لبنى احمد حسين 08-22-15, 06:16 AM, لبنى أحمد حسين
  • وثائق نضالية من دفتر الآستاذ فاروق أبوعيسى14 1 بقلم بدوى تاجو 08-22-15, 02:27 AM, بدوي تاجو
  • الفيسبوك مساحة للتواصل أم ساحة لقطع الأواصر ؟ بقلم بدور عبدالمنعم عبداللطيف 08-22-15, 01:45 AM, بدور عبدالمنعم عبداللطيف
  • فقيد العلوم والمعارف والخلق الكريم.. الدكتور ابراهيم العاقب بقلم الطيب السلاوى 08-22-15, 01:43 AM, الطيب علي السلاوي
  • مقاطعة الكيان تنهار عربياً وتنهض دولياً بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي 08-22-15, 01:39 AM, مصطفى يوسف اللداوي
  • المحاولات الفاشلة (لأدلجة) معاوية محمد نور و(تجييره) حزبيا! (5 من 11) بقلم محمد وقيع الله 08-22-15, 01:04 AM, محمد وقيع الله
  • الكنديون العرب يصرخون لا للعنف بقلم بدرالدين حسن علي 08-22-15, 01:01 AM, بدرالدين حسن علي
  • هوامش شخصية بقلم عبدالله علقم 08-22-15, 01:00 AM, عبدالله علقم
  • يحتاج لتحصينه بجرعات مستدامة من المودة والرحمة بقلم نورالدين مدني 08-22-15, 00:54 AM, نور الدين مدني
  • نوستالجيا الكُتّاب والمثقفين في زمن الخدم وسودان السجم! بقلم البراق النذير الوراق 08-22-15, 00:52 AM, البراق النذير الوراق























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de