أبكر آدم إسماعيل (3-3): من لم يذاكروا من ورائنا بقلم ⁨عبد الله علي إبراهيم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 06:49 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-01-2020, 05:19 AM

عبدالله علي إبراهيم
<aعبدالله علي إبراهيم
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 1955

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أبكر آدم إسماعيل (3-3): من لم يذاكروا من ورائنا بقلم ⁨عبد الله علي إبراهيم

    04:19 AM January, 31 2020

    سودانيز اون لاين
    عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
    مكتبتى
    رابط مختصر




    طوال كتاباتي هذه عن دعوة الدكتور أبكر إسماعيل آدم لعلمانية الدولة وخلال مناقشاتي مع أصدقاء الصفحة كنت أسأل نفسي: لماذا زعزعت هذه الدعوة دوائر المعارضة المدنية والمسلحة التي قضت على الإنقاذ وصار لها الحكم بصورة أو أخرى؟ لماذا بدا وكأن قحت قد فوجئت بمطلبه وبدا أبكر غاضباً لردة فعل قحت على مطلبه؟ لقد انفقت المعارضة بشقيها ثلاثين عاماً حسوما في خندق تحالفات سياسية وزمالات تعددت صار لها بها في كل بلد ميثاق عن عزائمهم لسودان ما بعد الإنقاذ. وينتظر المرء أن تكون صورة الدولة العلمانية مما تواثقت عليه هذه المعارضة لا من حيث المطلب ولكن من حيث حيثياته الفكرية والتاريخية أي ما يمكن وصفه ب"التبيئة"، أي تسوية الأرض لتتنزل العلمانية برداً وسلاماً على أفئدة الناس وفي الدولة. وبالطبع لن يسلم تنزيله من خصومة نكراء من الثورة المضادة التي "الدين" مهنتها ولا من جماعة في المعارضة. غير أن توقع هذه الزعزعة في الصف الحاكم الجديد مستغربة. فبدا أن تحالفات المعارضة كانت محض معارضة تتعلق بأهداب عموميات لم تنسرب بها إلى وعي الناس بهمة مثقفيها لتصير قوة مادية تحمل الناس بتغيير ما بهم بسلاسة.
    فلو كانوا تعاقدوا على فصل الدين من الدولة بما تخطى المفردة البرنامجية (أ أو ب أو ج فصل الدين عن الدولة) إلى أغواره الفكرية لوقفوا عند المراجعات التي جرت في ساحة العلمانية في العقود الأخيرة. وهي مراجعات واشجت بين العلمانية والدين في حين اعتقدنا طويلاً ألا تلقيا. وأحكي لكم من تجربة شخصية في أمريكا. حين بدأت التدريس فيها كانت العلمانية، كمنطقة محررة من الدين، في أوجها. وكنت قرأت في التايمز، وأنا في السودان، مقالة تهزأ بعبارات في كتب مدرسية أمريكية مقررة هبشت الدين هبشاً صيغت بعض معانيه بعلمانية كزة بل مضحكة. وكنت درّست أول قدومي لأمريكا مقرراً عن تاريخ أفريقيا تطرقت فيه لدخول الإسلام وتأثيره على قيام ممالك مثل غانا ومالي. وفوجئت بطالبة "كُبارية" تشتكيني على الشعبة لما رأته إفراطاً في القول عن الدين. ويمر عقد وآخر فإذا بي أدرس مقرراً بالجامعة موضوعه الإسلام والغرب بعد 11 سبتمبر 2001.
    كنت وعدتكم بعرض أفكار الأكاديمي الأمريكي كريق كالهون، من المراجعين المقدمين لعلاقة العلمانية والدين. فبدأ مقاله بصرف من اعتقد أن العلمانية حالة خالصة خلت من الدين بالكلية. فقال غالباً ما اخذنا العلمانية كحالة غياب. فهي في اعتقادنا ما يتبقى لنا متى تلاشى الدين. وعليه فهي، العلمانية، استبعاد للدين من الفضاء العام لأنها محايدة في حد ذاتها. وهذا قول مضل. فقد نزعم أن تعامل الدولة الفرنسية الصعب مع المهاجرين المسلمين علمانية بحتة منبتة عن التاريخ الديني الفرنسي. ولكنه قول غير صحيح. فبصمة تاريخ الدين في فرنسا منطبعة على هذا التعامل. فالعلمانية تأخذ معانيها وقيمها وكل متعلقاتها من سياقات للدين فيها دور كبير كما سنرى في حالة التشدد الفرنسي العلماني على حظر الحجاب.
    فالعلمانية مشربة بتاريخ الأمة الديني. فنشأت صورة العلمانية الفرنسية الجذرية المعروفة في مثل موقفها الحاد من الحجاب الإسلامي (على خلاف من سماح أمريكا) من ترعرعها في عداء مستحكم للكهنوتية الدينية (anti-clericalism). فناصب رواد العلمانية الفرنسيون دوائر الكاثوليكية المحافظة الخصومة حين عادت يداً بيد مع الملكية المستعادة لصدارة المسرح السياسي والثقافي بعد إزاحتها بثورة 1789. ولما عادت الجمهورية ثانية بعد إزالة الملكية جعلت من العلمانية لا مجرد سياسة للدولة بل رؤية لهوية فرنسا. ولذا قال أحدهم في خلاف علمانيتي فرنسا وأمريكا إن الأولى أردت صون الدولة من الدين بينما كان مطلب العلمانية في أمريكا صون الدين من الدولة. فقد عانى المهاجرون الأوربيون إلى أمريكا من اضطهاد الدولة الديني في مرابعهم الأول وخشوا أن يتكرر عليهم في مهاجرهم.
    وخلافاً لاعتقادنا أن العلمانية على حياد من الدين وتاريخه فالعلمانية بنت الفكر الديني حقاً. فحركة الاستنارة الأوربية، التي تمخضت العلمانية منها، وليدة، وبصورة غاية في الأهمية، إبداع المفكرين الدينيين. فكثير منهم شدد على سلطان الإنجيل المعرفي إلا أنهم اعتقدوا أن نصوصه لا تشف بنفسها عن نفسها إلا بصعوبة. وساقهم هذا لدراسة العبرية والإغريقية وحتى الآرامية لفهم نص الإنجيل. وكان ديكارت، الذي قاد ثورة انتهت إلى حفر الأخدود العظيم بين الدين والعلم، هو من كتب "براهين وجود الله" (1841). فثبت له وجود الله بنظرية الشك التي جاء بها لحقل الفلسفة. وهي النظرية التي تقول إنه لا يصح إلا ما قام عليه برهان وصار معلوماً بداهة. وثبت لديكارت وجود الله على بينة من نظريته نفسها. وقال أحد الكتاب عن هذه المفارقة إن ديكارت نفسه لم يكن ليتصور ما ترتب على نظريته لاحقاً من هدم كبير للمتوارث الديني لقرون أوربا الوسطى الدينية المظلمة.
    ووجد بعض العلمانيين أنفسهم في أحوال بحاجة إلى دين متى سقموا المسيحية. فلم يكن كثير من قادة الاستنارة معاد للدين وإن كرهوا التشيع فيه والدروشة مبالغة فيه. بل اخترع بعضهم أديانا ناسبت حالهم فراراً من المسيحية وكهنوتها. فمال كثير من قادة الاستنارة في اسكتلندا وانجلترا في القرنين السابع عشر والثامن عشر إلى الديزم (deism) وهي الإيمان بإله على أساس من العقل لا التقليد. ولكنه إله، حين كان حرك عجلة الكون فدار إلى يومنا، استعفى منقطع الصلة عن العالم لا يتعاطى مع الخلق مثوبة وعقاباُ. وهو نفسه الدين الذي سبقهم إليه قادة الثورة الفرنسية في طور من أطوارها في معركتهم غير الرحيمة ضد الكنيسة الكاثوليكية. فمال المتطرفون في تلك الفترة إلى إعلان الإلحاد أو حكم العقل بديلاً للمسيحية حتى أنهم سموا كاتدرائية نوتردام ب"معبد العقل". ولكن المعتدلون منهم انتهوا إلى الديزم كما تقدم.
    وقف حمار مفاوضات جوبا مع الحركة الشعبية (الحلو) في عقبة العلمانية. وهي عَطَلة من صنع أيدينا لتأجيلنا عمل الغد لليوم. فلو تواثقت معارضة الإنقاذ مدنية ومسلحة على فهم للمسألة خلال ثلاثين عاماً لما وقعنا في بشاتن الحال هذه. ولكنها كانت معارضة الحد الأدنى تحللت من الثقافة: ليسقط الإنقاذ اليوم قبل الغد وكل أمر آخر مقدور عليه في وقته. ومن المؤسف أن نصطرع حول مادة فصل الدين عن الدولة وهي كل ما تبقي للثورة المضادة أن تتواقح به تنكيدا بعد أن خسرت نفسها والدنيا والآخرة.

    See More from Ibrahim, Abdullahi A.

    --
    -- You've received this message because you are subscribed to the Google Groups AbdinList group. To post to this group, send an email to [email protected]. To unsubscribe from this group, send an email to [email protected]. For more options, visit this group at https://groups.google.com/d/forum/drabdin؟hl=en
    Google Groups
    groups.google.com
    Google Groups allows you to create and participate in online forums and email-based groups with a rich experience for community conversations.

    ---
    You received this message because you are subscribed to the Google Groups "AbdinList" group.
    To unsubscribe from this group and stop receiving emails from it, send an email to [email protected].
    To view this discussion on the web visit https://groups.google.com/d/msgid/drabdin/467f485ca11b4089bd2eaf862db02a8c%40missouri.edu.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de