نبؤة رسولنا الكريم وبساتين تبوك، واستخلاص العبر !! بقلم توفيق عبد الرحيم منصور

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 11-03-2024, 06:53 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-17-2014, 12:07 PM

توفيق عبد الرحيم منصور
<aتوفيق عبد الرحيم منصور
تاريخ التسجيل: 11-01-2013
مجموع المشاركات: 16

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
نبؤة رسولنا الكريم وبساتين تبوك، واستخلاص العبر !! بقلم توفيق عبد الرحيم منصور

    بسم الله الرحمن الرحيم
    1-
    توفيق عبد الرحيم منصور (أبو مي)
    www.tewfikmansour.net
    ملحوظة هامة :- نرجو الإشارة إلى أن هذه الحلقات أعدت بشكل يصلح للنشر بعمودي (دنيا) بصحيفة أخبار اليوم السودانية، ولذلك فقد تكررت بعض الفقرات لربط القارئ بالحلقات كمستخلص لما سبق، خاصة إن لم يكن قد اطلع على حلقة سابقة .. هذا وقد تم النشر ابتداء من تاريخ 16 رمضان 1435 الموافق 14 يوليو 2014 .. كذلك تم تحميل هذه الحلقات بموقعي بالانترنت .. وبموقع (سودانيس أون لاين) ..
    .............................................................................................
    الهدف من هذه الحلقات هو إلقاء نظرة على مزارع ناجحة في منطقة تبوك بالشقيقة المملكة العربية السعودية زرتها قبل عدة أيام وركزت فيها على مزرعة (تبوك الزراعية) الشهيرة (بتادكو)، والتي يُطلق عليها (حديقة المملكة المثمرة)، هذا وقد سبق أن زرت في العام الماضي ضمن تجوالي في بساتين تبوك المذهلة مزرعة (أسترا) العملاقة .. وبتسطير هذه الكلمات العجلى والتي لا تعطي أمثال تلك المزارع الناجحة على مستوى العالم حقها، إنما قصدت أن نستخلص العبر في محاولةٍ لاستفزاز أنفسنا لأجل أن نتغير زراعياً ونندفع للأمام لو كان هناك من ثمة أمل تبقى !!.
    بداية أشير لحديث رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، ولنبؤته التي تحققت بكل معانيها وأبعادها . فعن معاذ ابن جبل رضي الله عنه قال .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك : يوشك يا معاذ إن طالت بك حياة أن ترى ما هاهنا قد مليء جناناً ... (صحيح مسلم) ..
    وعن تبوك تاريخاً وجغرافيةً وبكل اختصار أشير إلى أن تاريخها يعود إلى ما قبل الميلاد بـ (500) سنة، وهي تشكل منطقة عريقة كانت تُعرف باسم (طابو)، ويعتقد بأنها (أرض مدين) أي (دادان) التي ورد ذكرها في الكتب السماوية . وأرض تبوك غنية بالآثار التاريخية التي يعود بعضها إلى ما قبل ظهور الإسلام، وبعضها إلى ما بعده، وقد كانت تبوك ممراً للقوافل التجارية العابرة من الجنوب إلى الشمال وبالعكس، ولهذا فإن مدينة تبوك اليوم جمعت بين أصالة الماضي وحداثة الحاضر..
    هناك أكثر من رأي في تسمية تبوك بهذا الاسم، ولكن من الثابت أنها كانت معروفة قبل بعثة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، حيث قال لأصحابه وهم في طريقهم إلى غزوها : (ستأتون غداً إن شاء الله عين تبوك، وإنكم لن تأتوها حتى يضحي النهار، فمن جاءها منكم فلا يمس ماءها شيئاً حتى آت) . ويقال أن أصل التسمية هو كلمة (Tabu) أو( (Tabooوهي لاتينية تعني المكان المنعزل، نظراً لأن تبوك كانت منعزلة عن شبه الجزيرة العربية جنوباً وعن بلاد الشام شمالاً . وقد اشتهرت تبوك في المصادر ب(غزوة تبوك) أو غزوة العسرة التي قادها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لمحاربة الرومان، واشتهرت أيضاً بالعين التي فجرها الرسول صلى الله عليه وسلم عندما عسكر بتبوك . واشتهرت تبوك أيضاً بمسجدها الذي يُنسب إلى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، ويسمى (مسجد التوبة)، وقد بناه عمر بن عبد العزيز في العصر الأموي بالحجارة المنقوشة .. بعد تلك الغزوة أصبحت تبوك من أهم مناطق الدولة الإسلامية، وأضحت ثغراً مهماً للجزيرة العربية من جهة بلاد الشام .
    إن منطقة تبوك تمثل صورة من صور التطور السريع الذي تعيشه المملكة العربية السعودية، وتنتظمها نهضة عمرانية وحضارية واقتصادية شاملة، خاصة في المجال الزراعي .. فالحديث عن منطقة تبوك هو حديث عن ماض عريق، سيرته طيبة وحاضره مزهر، تعطره ورود وأزاهر بساتين تبوك، وتحفه ثمار جنانها وخيراتها المتنوعة التي بشّر بها رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ..
    هذا وتشتهر منطقة تبوك الآن والتي تقع في المنطقة الشمالية الغربية من المملكة العربية السعودية بالزراعة والبستنة، حيث تقع في أراض خصبة تحيط بها الجبال والتلال وتتميز بمناخها المعتدل إضافة لمياهها الجوفية العذبة .. يتبع ..

    توفيق عبد الرحيم منصور (أبو مي)
    www.tewfikmansour.net

    2 - نبؤة رسولنا الكريم وبساتين تبوك واستخلاص العبر ..

    توفيق عبد الرحيم منصور (أبو مي)
    www.tewfikmansour.net
    عن معاذ ابن جبل رضي الله عنه قال .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك (يوشك يا معاذ إن طالت بك حياة أن ترى ما هاهنا قد مليء جناناً) .. صحيح مسلم ..
    في الحلقة السابقة أشرنا إلى عراقة تبوك التي يعود تاريخها لخمسمائة عام قبل الميلاد، وكذلك لغزوة تبوك، وموقع تبوك الاستراتيجي الذي جعل منها ثغراً مهماً للجزيرة العربية من جهة بلاد الشام ..
    أما بالنسبة لجغرافيتها فمنطقة تبوك تمتاز بمناخ معتدل صيفاً وبارد جداً شتاءً ربما يصل لتحت الصفر في ساعات الصباح الباكر .. هذا المناخ مع أرض تبوك الطيبة والحبلى بالمياه الجوفية، جعلها منتجة لأنواع متعددة من المحاصيل الزراعية .. فالشتاء الطويل يساعد على إنتاج القمح والذي بدوره يؤخذ منه تبن القمح عالي الجودة الذي يلبي احتياجات الماشية، ويساعد مناخ تبوك في زراعة اللوزيات ومنها الخوخ والمشمش والبرقوق والنكتارين، إضافة للكمثرى الممتازة .. والمناخ المعتدل صيفاً والقليل الأمطار يساعد في أنتاج العديد من الأعلاف وخاصة البرسيم .. وموقع تبوك الجغرافي ميّزها بزراعة عروتين من البطاطس ربيعية وخريفية .. وكذلك زراعة البصل ذو النهار المتوسط والنهار القصير .. وكذلك زراعة الزيتون .. هذا إضافة للعنب .. ومن خلال حقول البرسيم وأشجار الفاكهة المتنوعة تنتج بساتين تبوك أجود أنواع العسل الطبيعي .. هذا وتنتج بساتين تبوك أيضاً شتى أنواع الورد والأزاهر إضافة لشتول الزينة والفاكهة ..
    وعلى ضوء نبؤة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، فقد مُلئت حقاً أرض تبوك بالجنان، وأضحت مزارعها ومن خلال الإدارة الحسنة وعرق الرجال معطاءة وبتنوعٍ شمل شتى الأنواع والألوان .. وأصبحت تبوك تمد المملكة بما يكفيها من العديد من المنتجات الهامة، لا بل فاضت منتجات الخير التبوكي حتى وصلت جميع دول الجوار وأوروبا واليابان ..
    هذا وقد شملت جنان تبوك والتي تنبأ بها رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم ثماراً شتى شملت أندر وأغلى أنواع الفاكهة وبمواصفات عالية كما تقدم .. حقول وبساتين مزارع تبوك تشكل أروع صورة ربانية جميلة، خاصة مرابع الورد وأزاهر القطف التي تأخذ بالألباب ويقف المرء أمامها حائراً ومتأملاً ومندهشاً، ليس فقط كمنظر خلابٍ من خلال الحقول والبيوت المحمية للفرجة فحسب، بل عندما يتفكر في نبؤة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم الذي جاء لتبوك وفجر النبع وتنبأ بأن تبوك ستغطيها البساتين وسيعم بالتالي خيرها كل الأرجاء .. يتبع ..

    3- نبؤة رسولنا الكريم وبساتين تبوك واستخلاص العبر ..

    توفيق عبد الرحيم منصور (أبو مي)
    www.tewfikmansour.net
    عن معاذ ابن جبل رضي الله عنه قال .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك (يوشك يا معاذ إن طالت بك حياة أن ترى ما هاهنا قد مليء جناناً) .. صحيح مسلم ..
    صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصدقت نبؤته، فجنان تبوك تأخذ بالألباب .. أما نحن جيران تبوك وخاصة في بلد زراعي كالسودان فيمكننا أن نستخلص العبر من خلال بساتين تبوك الناجحة وخاصة وأن مزرعة (تبوك الزراعية .. تادكو) وهي من أهم مزارع وبساتين تبوك، لديها مشاريع مجازة في شمال بلادنا سأتطرق لها في حلقة قادمة إن شاء الله (وربنا يستر من بيروقراطيتنا!!!) التي ربما تُضيع علينا فرص الدعم والاحتكاك واكتساب الخبرات وهي قيم لا تقدر بثمن ..
    هذا وعلينا أن نضع في الاعتبار بأنه وكما لدينا مشاكل ومعوقات في مشاريعنا ومزارعنا الكبرى، كذلك لدى بساتين ومزارع تبوك الكبرى مشاكل، بعضها خارج عن حدود تبوك، مثل موضوع العمالة أو السياسات الزراعية الخاصة بكل أرجاء المملكة، ولكن بالمملكة هناك وعلى أعلى المستويات من يناقش ويستمع ويدرس ويقترح ويراجع .. وببساتين تبوك كفاءات تدرس الأمر وتبحث وتقترح الحلول اللازمة بصدق وشفافية تفوق تصورنا .. ولهذا فبساتين تبوك تتحدى الصعاب وتنتج وتثمر وتتطور .. أما نحن ومع الأسف فنضخ لأجهزة إعلامنا إنجازات لا توجد إلا على الورق والأثير، وما بين الفينة والأخرى نكتشف بأن المشروع الفلاني به خلل مزمن ويصعب إصلاحه .. فكم من مصنع سكر هللنا له؟ وكم من مشاريع صفقنا لها؟ لنكتشف بعد حقبة من الزمن بأنها إما فاشلة أو أخطأت المسار الصحيح، وهذا بالطبع لانعدام الشفافية، وتكميم أفواه الخبراء الناقدة، وسوء الإدارة .. حتى مشروعنا الذي يُعد الأكبر في العالم، والذي أنقذ الاقتصاد البريطاني من الهلاك أبان حقبة من الزمن، لا ندري حقيقة ما به من الأمراض المزمنة ولا كيفية علاجها ؟ ..
    وتحضرني هنا قصة حزينة تعكس تأثير عدم الشفافية في بساتيننا مقارنة مع ما لمسته من شفافية في إدارة بساتين تبوك الكبرى .. فمع نهاية السبعينات زارنا بمروي السيد أبو القاسم محمد إبراهيم وكان آنذاك وزيراً للزراعة ونائباً لرئيس الجمهورية وكنت آنذاك مفتشاً للإرشاد الزراعي وزميلي السيد (خضر جبريل) مفتشاً بوقاية النباتات، وبعد أن رأينا (خضر وشخصي الضعيف) بأن الاستعدادات للقاء نائب رئيس الجمهورية تسير في مسار طمس الحقائق. أقسمنا بأن نواجه السيد أبو القاسم بالواقع المرير .. وهذا ما دفع السيد أبو القاسم لينادي على شخصي الضعيف صائحاً وسط التجمع الكبير مع نهاية زيارته : لماذا أنتما (أي خضر وأنا) في الحضيض وبقية أجهزة مروي في السماء ؟ فالسيد أبو القاسم كان قد تم إيهامه بأن بساتين مروي بصدد تغطية السودان بفاكهة الكمثرى وبالورد الانجليزي الذي قُدمت له منه باقة، وكذلك سيكتفي السودان بعنب بساتين الشمالية وذلك في غضون عدة أشهر .. أما الحقيقة فكانت أن قطعة الكمثرى التي قُدمت له أنما هي وحيدة من شجرة كمثرى عجوز استجلبها جاكسون باشا زمن الاستعمار وفشل أهل البساتين بعد تجارب عدة من إكثارها (بذرة أو بالتعقيل) والورد تم إعداده وعدم قطفه استعداداً لزيارة أبو القاسم وكذلك العنب، وعليه تم تضليل الزائر الكريم الذي بدوره أهدى راتب شهر كحافزٍ للعاملين بكل القطاعات الرسمية بمروي نسبة لبهجته بالكمثرى والعنب والورد الذي سيغطي السودان والفائض سيُعد للتصدير، وأعطى تعليماته بأن تُحرم إدارتي الإرشاد ووقاية النباتات من الحافز !!!.. وذلك فقط لأن الإدارتين تناولتا الحقيقة المرة ولم يُفرحا الضيف الكبير وصحبه !!.
    سقت ما تقدم والذي يُشكل لي ذكرى مؤلمة لمقارنة التعامل مع بساتين تبوك وبساتيننا .. فطمس الحقائق ديدننا، وفي بساتين تبوك تجد النقاش والبحث والشفافية وحسن الإدارة .. يتبع ..

    4- نبؤة رسولنا الكريم وبساتين تبوك واستخلاص العبر ..
    توفيق عبد الرحيم منصور(أبو مي)
    www.tewfikmansour.net

    عن معاذ ابن جبل رضي الله عنه قال .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك (يوشك يا معاذ إن طالت بك حياة أن ترى ما هاهنا قد ملىء جناناً) .. صحيح مسلم ..
    في العام الماضي زرت بتبوك الرائعة مزرعة (أسترا) التي أذهلتني تماماً والتي تعكس حقيقة نبؤة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم .. ورغماً أنني سأركز في هذه السلسلة على مزرعة (تبوك الزراعية) التي زرتها قبل عدة أيام، إلا أنني سأنقل بعض ما سبق أن نشرت تحت عنوان (سيرة أسترا مهداة لوزارة زراعتنا للتعجب والتفكر!!) ويبدو أن وزارتنا لا تتفكر ولا تتعجب كالعادة !!.
    ونحن نتجول داخل مزرعة أسترا العملاقة، وخاصة قي قسم الزهور، تذكرت الشيخ (محمد صالح) بمزرعته في )السليت) الذي قال قي مقابلة تلفزيونية : نحن نشحت المسؤولين بمدنا بالكهرباء، وسنبدع في إنتاج الورود بأنواعها، بل سنصدرها .. هذا وما زال الرجل (الذي كان من الأجدى أن يأمر ولا يشحذ أو يشحت) في انتظار الكهرباء التي سمع عنها فقط في التلفزيون !!. فالكهرباء في بساتيننا والتي نسمع ضجيجها دوماً في أجهزة الإعلام، يمكن إدخالها لبعض المزارع فقط لو أحضر صاحب البستان من جيبه قيمة عدة أعمدة و(أمية كهرباء) على حسابه . وهذا ما حصل لي حيث طُلب مني على المستوى الشخصي لمزرعتي المتواضعة بالسليت (حصيلة الغربة) بأن أدفع أكثر من ثمانين مليوناً لمدي بالكهرباء، علماً بأن المزرعة بالقرب من الضغط العالي وغير العالي، الأمر الذي رفع ضغطي العالي وهدم معنوياتي !!.
    زار مزرعة أسترا بتبوك أحد خبراء هولندا للزهور، فشاهد إنتاجها لزهرة نادرة فقال مندهشاً : سمعت بأن هذه الزهرة تباع في أسواق المملكة، وتُصدّر من خلال (أسترا) لدول الخليج وماليزيا وغيرها، فقلت في نفسي بما أن هذه الزهرة تنتجها فقط إسرائيل في الشرق الأوسط، فإن مزرعة (استرا) يبدو أنها تستوردها سراً من إسرائيل ثم تعيد تغليفها كإنتاج سعودي، لكن الآن آمنت بأنها من إنتاجكم وبكمية ومواصفة تفوق إسرائيل !!.
    الأمر الذي لا يصدق هو أن العديد من شركات الزهور والورد بهولندا تطلب (طلبيات) من إنتاج مزرعة (أسترا) من وقتٍ لآخر .. كما أن ألمانيا في (عيد الحب) الماضي، استوردت من أسترا ثلاثة مليون وردة حمراء .. هذا وكل ما تقدم موثق ويدعو للفخر ، فأسترا تنتج سنوياً ما يفوق 18 مليون زهرة من أصناف الورد والقرنفل والزنابق بأنواعها وأوراق الزينة الخضراء وغيرها . وبالمزرعة قسم لصنع أجمل باقات الزهور والورد لمختلف المناسبات وعلى أيدي متخصصين متميزين ..
    أما ما يُدهش حقاً هو أن الورد والزهور إنما تشكل جزءً من أنشطة المزرعة، ففي المزرعة نجد قسم النباتات والشتول، والفواكه ومنها الخوخ والبرقوق والمشمش والتفاح والكمثرى والعنب والليمون والبرتقال والجريب فروت والنكتارين وجميعها يتذوقها الزائر ويقطفها في الحقل .. كذلك يُذهل الزائر بقسم الخضروات، حيث تنتج المزرعة يومياً حوالي 35 صنفاً من الخضروات الطازجة، كذلك تضم المزرعة قسماً للعسل، والأغنام، وتنتج الحليب الطازج ومشتقاته، وأجود أنواع اللحوم من العجول والخراف.. وللمزرعة مصنعاً لتصنيع الألبان، وآخر لإنتاج الأعلاف المركبة والمركزة لتغطية احتياجات المزرعة والسوق المحلي. ومن بقايا حصاد الورد والزهور و(تنظيم الخضروات) تنتج أسترا أسمدة فعالة، و(تربة) للزراعة في المنازل، وعلف أخضر للحيوان ..
    هذا وبالمزرعة قسم ضخم للدواجن، وسبق لها أن فازت بجائزة أفضل منتج لطيور السمان (الفري) في الشرق الأوسط وأفريقيا بطاقة إنتاج تعدت 12 مليون طير فري سنوياً .
    هذا والذي يدعو للاندهاش حقاً هو تلك الخدمات المساندة لتكامل الإنتاج، ومنها مصنع لصناديق التعبئة والتغليف من الكرتون والبولسترين، وآخر لفرز وتعبئة المنتجات مدعماً بالحاسوب. إضافة لمختبرات تحليل التربة والمياه وأنسجة النباتات. وبالمزرعة قسم لصيانة وتشغيل المعدات الزراعية والمولدات الكهربائية والآبار، وكذلك ثلاجات الحفظ المؤقت، وأسطولاً ضخماً من الشاحنات والبرادات المتنقلة تصل لجميع أرجاء المملكة وتغطي احتياجات التصدير ..
    أخيراً نقول أن (أسترا) كانت قد بدأت المزرعة بمساحة 25 هكتاراً، قفزت لتصبح اليوم 3200 هكتاراً .. هذا وتزرع المزرعة حقلياً، وكذلك في البيوت المحمية والزجاجية، ولها قسم يُزرع بدون تربة وفقط على الماء! وتسوق منتجاتها الآن بالمملكة، وتُصدّر لدول الخليج وأوروبا وآسيا ..
    فلله دركم يا من تقفون وراء هذا العمل الرائع، ونقول لأصحاب مزارعنا ومسؤولينا، فلنصحو ولا نتلاعب ونتسلى بأرضنا المعطاءة، ولنتفكر في هذه النماذج الطيبة والقريبة منا .. يتبع ..

    توفيق عبد الرحيم منصور (أبو مي)
    www.tewfikmansour.net



    5- نبؤة رسولنا الكريم وبساتين تبوك واستخلاص العبر ..

    توفيق عبد الرحيم منصور (أبو مي)
    www.tewfikmansour.net

    عن معاذ ابن جبل رضي الله عنه قال .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك (يوشك يا معاذ إن طالت بك حياة أن ترى ما هاهنا قد ملىء جناناً) .. صحيح مسلم ..
    في الحلقات الثلاث الماضية طفت بخواطري البستانية والزراعية على مزارع تبوك المذهلة، واستحضرنا نبؤة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بأن الجنان ستملأ أرجاء تبوك وضواحيها بالخير الكثير .. هذا وقد خلصنا إلى أن ما لمسته من خلال بعض زياراتي المكتبية والميدانية والتقارير والوثائق، بأن الشفافية وعرق الرجال والإدارة الحسنة تكمن وراء نجاحات مزارع وبساتين تبوك التي غطى خيرها كل أجزاء المملكة العربية السعودية، ومن ثم فاض حتى شمل دول الجوار، وكذلك أوروبا وآسيا وبقاع أخرى في عالمنا الفسيح، هذا وتنوعت المنتجات من فواكه نادرة مثل الخوخ والكمثرى إضافة للزيتون وزيته والبيض والسمان والدواجن والخضروات والورد والأزاهر بكل الأنواع حتى النادر منها !!.
    هذا وتطرقت في الحلقة السابقة لمزرعة (أسترا) .. أما هذا العام فما إن وطأت قدماي مطار تبوك الجميل والمنمق، حتى تمنيت لو أزور خلال زيارتي هذه مزرعة (تبوك الزراعية) المعروفة ب(تادكو) خاصة بعد أن علمت من خلال اطلاعي الخاص بأن لتادكو مشاريع جاهزة للتنفيذ بشمال بلادنا ..
    هذا وقد كنت موفقاً بإذن الله أيما توفيق في هذا الأمر .. فقد شاء المولى بأن يكون (نزلي) بالقرب من رجل قل ما تجود به الأقدار قي مجال المشاريع الهامة والإستراتيجية الخطيرة، وهو البروفيسور (رفعت شادلي عبد الله الشادلي) المدير التنفيذي السابق لمزرعة (تبوك الزراعية) والذي أدار المزرعة العملاقة لسنوات طويلة .. هذا وقد طلبت موعداً لزيارته في منزله العامر فرحب بذلك ترحيب السعودي الشهم والمضياف .. هذا الرجل سبق أن اقترحته في الثمانينات جهات عليا في المملكة لإدارة (تبوك الزراعية) بعد أن تعثرت في خطوتها الأولى . فهذه المزرعة والتي تبلغ مساحتها 35 ألف هكتاراً وبرأسمال يبلغ (200) مليون ريال سعودي، وبعدد عاملين يفوق الألف، فإذا تعثرت خطواتها لا شك يدب فيها الفساد، وتضرب الفوضى بأطنابها، ويقل إنتاجها، وتُصبح كالبيضة الفاسدة تفوح رائحتها إن فُتحت ملفاتها ..
    ولجنا إلى منزل البروفيسور (شادلي) العامر، فبادرنا بسردٍ منسق ومتسلسل عن خطواته الأولى لانتشال (تبوك الزراعية) من وهدتها في بداياتها .. وأخبرنا كيف أنه فوجيء باختياره لهذا المنصب وهو الأستاذ الجامعي الأكاديمي بجامعة ( الملك سعود) بالرياض .. ولكن دون أدنى شك فإن من اختاروه إنما توسموا فيه إبداع الإداري الفذ، ووضعوا فيه ثقة كبرى، ولأن من اختاروه إنما هم من كبار رجال المملكة مكانة، وبارك ذاك الاختيار صاحب السمو الملكي أمير منطقة تبوك .. ولهذا فقد قبل الرجل هذا التكليف وبعون الله وتوفيقه قفزت (تبوك الزراعية) لمصافي أكبر المزارع الناجحة على مستوى العالم .. تكلم الرجل بتواضع جم فتمنيت لو لم يسكت .. ومما ذكر وأثلج صدري هو أنه وفي أيامه الأولى بتبوك وهو يجلس في (كنبة) وهو سعادة المدير العام الذي لم يهتم حتى بمكتبه لأن المزرعة ومشاكلها أخذت جل لبه ووجدانه .. دخل عليه سوداني وقال له أريد أن أعمل مع سيادتكم كمحاسب، وهنا تدخل بعض من لا يريد التغيير في ذاك الوقت واقترحوا عليه بعدم الاستجابة له، لأن المزرعة لا تحتاجه .. فخرج الشاب .. ولكن إلهام الرجل وفراسته دفعته وهو سعادة المدير العام لأن يخرج راكضاً وراء الشاب وصائحاً تعالى يا زول فقد قبلت تعيينك معنا .. أما هذا الموظف (فهو) يعمل منذ الثمانينات بتبوك الزراعية وإلى اليوم، وهو رئيس حسابات مزرعة تبوك (الأستاذ عبد القادر حسن إبراهيم) ..
    طلبت من مضيفنا بروفيسور (شادلي) أن يساعدني في الحصول على إذن لزيارة مزرعة (تبوك الزراعية)، فأخرج هاتفه وهو يوجه الحديث لي قائلاً : بكل سرور سأتصل بالمدير العام الآن .. هل تريد وظيفة بالمزرعة ؟.. فأجبته .. لا لا .. أنا متقاعد واكتفيت بما قسمه لي ربي، ولكني أهوى الزراعة، وأريد أن أنقل سيرة المزارع الناجحة لبلدي، ولدي مزرعة صغيرة بمنطقة تسمى (السليت)، فقلت في سري (وهي قد سلت روحي عطشاً تارة، وغرقاً تارة أخرى، وسرقات في طور آخر، وتجاهل ومبالغات من أهل الكهرباء).. وفي هذه الأثناء تكلم سعادة المدير السابق مع سعادة المدير التنفيذي الحالي الدكتور (سعد محمد السواط) الذي رحب بي وبعائلتي لزيارة مزرعة تبوك الزراعية المعروفة ب(تادكو) .. يتبع ..
    توفيق عبد الرحيم منصور (أبو مي)
    www.tewfikmansour.net


    6- نبؤة رسولنا الكريم وبساتين تبوك واستخلاص العبر ..

    توفيق عبد الرحيم منصور (أبو مي)
    www.tewfikmansour.net

    عن معاذ ابن جبل رضي الله عنه قال .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك (يوشك يا معاذ إن طالت بك حياة أن ترى ما هاهنا قد ملىء جناناً) .. صحيح مسلم ..
    في الحلقات السابقة تناولنا منطقة تبوك ذات الجنان الوارفة .. وتأملنا معاً حديث رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم لمعاذ ابن جبل، وتأملنا كيف أن نبؤة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم قد تحققت بكل أبعادها ومعانيها، وأن الجنان هناك بتبوك قد أينعت شتى الثمار والأشجار والورد والازاهر والحنطة والزيتون وبعض تلك الثمار متشابهة وغير متشابهة.. كذلك تناولنا معاً إحدى مزارع تبوك الناجحة والمعروفة ب(أسترا) وهي مزرعة متنوعة ومذهلة ومتكاملة رأسياً بروعة قل ما توجد بمزارع الشرق الأوسط كافة ..
    كذلك ذكرنا كيفية لقائنا مع بروفيسور (رفعت شادلي) المدير السابق لمزرعة (تبوك الزراعية) الذي رحب بنا أيما ترحيب واتصل بالمدير الحالي الدكتور (سعد محمد السواط) الذي اقترح لنا موعداً لزيارة (تبوك الزراعية) ..
    ذهبنا أنا وعائلتي لتبوك الزراعية والتي تبعد عن مدينة تبوك ب 45 كم شمالاً .. وكان اليوم يوم عطلة، ولكن بالطبع مزرعة بحجم وأنشطة (تبوك الزراعية) فإن عجلة الإنتاج لا تتوقف فيها على مدار الساعة .. وهناك فوجئنا بأن مرشدنا قد أخبرنا بأنه مكلف من قبل المدير العام بتعريفنا ميدانياً بكل أرجاء وأجهزة ومصانع وورش وحقول ومحميات المزرعة، ومن ثم فإن المدير العام كما أخبرنا المرشد جاهز بمكتبه لاستقبالنا بعد نهاية الجولة..
    هذا وقد قمنا بجولة ب(تبوك الزراعية) قل ما يجود الزمان بمثلها، شملت الحقول، والبيوت المحمية، والثلاجات ومصانع الفرز، والتعبئة والتغليف، وحصلت لنا حالة انفصام وذهول لِما رأينا !!.. واعتلجت في صدورنا (أفراد عائلتي وأنا) الكثير من الأسئلة والمقارنات، فأين نحن من مثل كل هذه النجاحات والعظمة ؟.. وماذا عن مزارعنا الصغيرة والكبيرة ؟ ولِمَ تتدهور مشاريعنا الكبرى ؟ ولماذا لم تتطور مشاريع سكرنا العريقة لتغير من شكلها وإنتاجها وخدماتها ؟ حقيقة ما شعرنا به هو الغبطة لما رأينا والأمل لمستقبل طيب لمشاريعنا لو كان هناك ثمة أمل تبقى ..
    مزرعة تبوك الزراعية لها مجلة ملونة للأطفال بعنوان (الشجرة لأجيالنا)، ومجلة أخرى للكبار بعنوان (جنان تبوك الزراعية)، فأي مزرعة كبرى أو مشروع زراعي ببلادنا يفعل مثل ذلك ؟ مزرعة تبوك لديها (حافلة) في شكل صالون ضيافة من الداخل للتجوال داخل المزرعة، وطرقات المزرعة الداخلية مسفلتة بشكل أجود من شارع مدني !! مزرعة (تبوك الزراعية) لديها قصر وبكل ما تعني كلمة قصر للضيافة وليست الضيافة الخاصة بل لجميع زوارها، فهل لمشاريعنا الهامة مثل هذا القصر؟ هذا لو استثنينا الاستراحات القديمة التي بناها الخواجات في (الدلنج) و(كادقلي) !!. ولتبوك الزراعية ما شاء الله مسجد قمة في الروعة والتصميم ..
    ربما يقول قائل بأن (تبوك الزراعية) لديها الإمكانات، والمملكة تغدق عليها بالأموال، وأجيبه بأن (تبوك الزراعية) تبني نفسها وقصرها ومسجدها وسمعتها بمكاسبها وعرق جبين إداريها، وذلك من خلال الوثائق والتقارير الموثقة والمراجعة، وبل هي التي تؤدي دورها كاملاً تجاه بلدها، فهي أنتجت وأكفت، واستكفت، وحتى مال زكاتها تستخرجه من خلال حساباتٍ دقيقة وتدفع به للجهات المعنية بمبالغ معتبرة ..
    في الحلقتين القادمتين سنتناول إبداعات (تبوك الزراعية)، ونختم بمقابلة سعادة مديرها التنفيذي العام، ونبذة مختصرة عن مشاريع (تبوك الزراعية) المرتقبة في شمال بلادنا .. يتبع ..
    توفيق عبد الرحيم منصور(أبو مي)
    www.tewfikmansour.net


    7- نبؤة رسولنا الكريم وبساتين تبوك واستخلاص العبر ..

    عن معاذ ابن جبل رضي الله عنه قال .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك (يوشك يا معاذ إن طالت بك حياة أن ترى ما هاهنا قد ملىء جناناً) .. صحيح مسلم ..
    توفيق عبد الرحيم منصور(أبو مي)
    www.tewfikmansour.net
    وتحققت نبؤة رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وأضحت معظم أراضي تبوك الطيبة المعطاءة تكسوها الجنان المنتجة والجميلة، وغطت كما تقدم منتجات جنان تبوك المملكة وفاضت لدول الجوار وأوروبا وآسيا حتى وصلت اليابان، وتنوعت من حنطةٍ لفواكه نادرة وأعلاف ومنتجات حيوانية ولحم طير مما يشتهي البشر، فحتى طيور السمان (الفري) تنتج منه مزارع تبوك سنوياً ما يفوق الخمسة وعشرين مليون طائر، أما الورد والزهور فقد وصل إنتاج تبوك لهولندا (بلد الورد) وألمانيا وغيرها، وبأشكال ونوعية ذات مواصفات وجماليات قمة ..
    أما (تبوك الزراعية) والتي تقدم ذكرها وسيرتها في الحلقات الماضية، فهي نشكل معجزة في منطقة تبوك.. وهي نتاج عرقٍ وإدارةٍ ممتازة (سابقة وحاضرة) .. ومفخرة لتبوك، لا بل للمملكة العربية السعودية كلها، لا بل لكل العرب والمسلمين .. وتشكل حقيقة أنموذجاً يُحتذى ..
    هذا ولا يُنسب فقط نجاح (تبوك الزراعية) لأرضها الخصبة ومياهها الجوفية وطقسها الذي يساعد في النوعية والتنوع لمنتجاتها، ولكن للإدارة الحسنة لمديريها السابق والحالي، وللمجموعة الخيرة التي تقود رِكابها للعمل والإنتاج الجيد .. وهنا عندما نقارن أنفسنا بتلك النماذج الناجحة نقول أن مشاريعنا الكبرى هنا وهناك جلها كانت ناجحة أبان الحقبة الاستعمارية، فلماذا فشلت الآن وتتعمق وتتعقد مشاكلها ؟.. فمشروع مثل الجزيرة لديه الماء والأرض الطيبة والكفاءات، ولم تبخل عليه الدولة في أي وقت باللازم إلا ربما عندما يفشل هو .. إذن الإدارة الحسنة والقيادة المنتجة والمُحفزة هي السبب الأول في أنجاح أي مشروع وبدونها يصبح الفشل والتخبط هو النتاج .. وهناك لدينا إخفاقات متعددة تتمثل في ما أسميناه في السبعينات ب(بستنة الشمالية) وإخفاقاتنا في أرض جبال النوبة التي وصفها الخواجات ب(تربة القطن السوداء) وذلك على سبيل المثال وليس الحصر !!!..
    تجربة (تبوك الزراعية) وصفها الأمير فهد بن سلطان بن عبد العزيز أمير منطقة تبوك قائلاً : إن تجربة (تبوك الزراعية) تستحق المشاهدة والإطلاع .. وصدق الأمير في هذا الوصف .. هذا وتمنيت لو أن الإعلامي الفذ الدكتور (عمر الجزلي) لو يذهب بفريقه وكاميراته لتبوك لمقابلة المدير السابق والحالي لتبوك الزراعية ويتجول في أرجاء المزرعة بأجهزتها ومصانعها وينقل لنا في برنامجه الناجح (أسماء في حياتنا) هذه التجربة الرائعة وخاصة وأن (تبوك الزراعية) سيكون لها مشاريع قريبا في شمالنا الحبيب ..
    تبوك الزراعية وباختصار تنتج القمح وتستفيد من تبنه، والبرسيم بمواصفات عالية، والبصل بأنواعه الأبيض والأحمر والأصفر .. ومجموعة من الخضروات، وتنتج الفاكهة بأنواعها النادرة وحسب المواصفات العالمية المطلوبة، وتنتج أصناف البطاطس التصنيعية، وأضحت مورداً رئيسياً لأكبر مصانع أصابع البطاطس بالمملكة، وتنتج الزيتون وزيته بما يكفي المملكة ويفيض، وشتلات الفاكهة والزينة, وتنتج عسل النحل من حقول برسيمها وبساتين فاكهتها ..
    تعد (تبوك الزراعية) الأولى في المملكة التي تنجح في استخدام مجموعة من المنتجات الصديقة للبيئة للسيطرة على الحشرات الضارة، وذلك دون إلحاق الأذى بالحشرات النافعة للبيئة. وقد تمكنت من الحد من استخدام المواد الكيمائية التي تضر بالبيئة بشكل كبير الأمر الذي حقق التوازن البيئي بين الحشرات النافعة التي تسيطر على الحشرات الضارة، ومن ثم كانت النتيجة النهائية وجود بيئة محمية، ومنتجات خالية تماما من أي مخلفات كيميائية. إضافة إلى ذلك، فإن (تبوك الزراعية) لا تستخدم (كمادة صديقة للبيئة) غير مستخلص شجرة "الأوكالبتوس" كمادة مخمدة للبراعم أثناء تخزين البطاطس ..
    تعد (تبوك الزراعية) مبتكرة ومبدعة في مجال تقنية التخزين البارد بالنسبة إلى البطاطس والبصل والفواكه في المملكة. وقد استثمرت الشركة في أحدث تقنيات التخزين البارد في العالم، حتى باتت تمتلك اليوم أحدث مرافق للتخزين في منطقة الشرق الأوسط بأسرها.
    عموماً (تبوك الزراعية) مع رصيفاتها الأخريات مثل مزارع (أسترا) وبقية العقد الفريد، إنما يعكسون نبؤة رسولنا الكريم بكل أبعادها ومعانيها، فقد امتلأت ارض تبوك بالجنان كحقيقة ملموسة ومرئية ..
    في الحلقة القادمة والأخيرة سنشير لمقابلتنا لسعادة الدكتور (سعد محمد السواط) الرئيس التنفيذي ل(تبوك الزراعية)، والذي تطرق لمشاريع قادمة ومجازة تنفذها تبوك الزراعية بشمال السودان، ونأمل أن نكون آنذاك عند حسن ظن إدارة (تبوك الزراعية) والوطن .. يتبع ..
    توفيق عبد الرحيم منصور (أبو مي)
    www.tewfikmansour.net


    8- نبؤة رسولنا الكريم وبساتين تبوك واستخلاص العبر ..
    عن معاذ ابن جبل رضي الله عنه قال .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك (يوشك يا معاذ إن طالت بك حياة أن ترى ما هاهنا قد ملىء جناناً) .. صحيح مسلم ..
    توفيق عبد الرحيم منصور (أبو مي)
    www.tewfikmansour.net
    بعد تجوالنا مع مرشد مزرعة (تبوك الزراعية) بأرجاء المزرعة المختلفة، أُبلغنا بأن سعادة الرئيس التنفيذي (أي المدير العام) الدكتور (سعد محمد السواط) بانتظارنا بمكتبه .. وهناك تبلور الشرح واكتمل، وأكرمنا سعادة المدير العام أيما إكرام .. ويكفينا فخر بأنه حدد موعد الزيارة لنا ولأسرتنا، وأنه تابع وصولنا للمزرعة عبر هاتفه الخاص وفي يوم عطلة، وبذلك فإنه ولا شك قد قصد إكرام السودان قي أشخاصنا المتواضعة، فله منا أجلّ آيات الشكر والتقدير ..
    سأل سعادة مدير عام (تبوك الزراعية) بتلهف وإشفاق المحب عن أوضاع الزراعة بالسودان ؟.. فأخبرناه بان بعض الصعاب تحيط بزراعتنا نسبة لعدم استقرار بعض أقاليمنا الهامة زراعياً، ولكن السودانيين يأملون أن يتخطوا كل الصعاب ..
    أخبرناه بأن (تبوك الزراعية) ومن خلال تجوالنا بها، والتقارير الخاصة بها، ومن خلال جمع المعلومات عنها من الانترنت، إنما تشكل حقيقة عملا ومجهودات تدعو للفخر، ولكن صِيتها إعلامياً متواضع جداً، وربما يرجع ذلك لتواضع (تبوك الزراعية) الجم . وأخبرناه بأن (تبوك الزراعية) وبحجمها هذا لا يدرك أهميتها الكثير من الأخوة السعوديين ناهيك عن بقية العرب، ولكن هذا لا يُنقص من حجمها وقدرها شيئا .. غير أنه من الأهمية بمكان أن تحذو بعض مشاريعنا في العالم العربي وخاصة السودان مسار (تبوك الزراعية)، وأن يستفاد من تجربتها الرائدة، ومهمتها حينئذ ستكون مقدسة يباركها بإذنه رب العالمين . فالإعلام عن هذا العمل الجبار مهم للغاية، ويكفينا هنا تصريح صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبد العزيز أمير منطقة تبوك الذي قال فيه : إن تجربة (تبوك الزراعية) تستحق المشاهدة والإطلاع .. فكم من المواطنين في المملكة أو بالعالم العربي يدركوا بأن تبوك بكل مزارعها وبساتينها أكفت المملكة من الخوخ والكمثرى والعنب والمشمش والبرقوق والنكتارين بل وصدرت الفائض ؟.. وكم منا سعوديين وعرب نعلم بأن مزارع وبساتين تبوك أكفت المملكة بالورد والأزاهر وصدرت الفائض لهولندا (بلد الورد) ولألمانيا وماليزيا ولغيرها من الدول ؟ وكم منا يدرك بأن إحدى مزارع تبوك تنتج لوحدها حوالي 25 مليون من طائر السمان سنوياً وتصدر منها الملايين ؟ وكم منا يدرك بأن المملكة اكتفت من الزيتون وزيته وذلك بفضل مزارع وبساتين تبوك وخاصة من (تبوك الزراعية) !!.
    هذا ومن خلال تلكم الجلسة الطيبة تطرق سعادة المدير التنفيذي العام لتبوك الزراعية إلى أن (تبوك الزراعية) لديها مشاريع مجازة لشمال السودان، ولكني شعرت من نبرة كلامه بأنه فقط يخشى البيروقراطية والروتين .. عموماً نحن أنفسنا كمواطنين نخشى بل نضع أيدينا على قلوبنا من آفات البيروقراطية والتصرفات الغير مسؤولة لبعض المسؤلين الذين لا يقدرون أهمية مثل هذا التعاون وبالأخص مع جهة مثل (تبوك الزراعية) ومنتسبيها المتميزين (وربنا يستر) !!.
    أما هذه المشاريع المقُترحة والمُعدة لشمال بلادنا ومن خلال تلك الجلسة بمكتب سعادة دكتور (السواط)، ومن خلال التقارير الرسمية لتبوك الزراعية المعروفة ب(تادكو)، فموقفها كالآتي :- تم استكمال كافة الدراسات والإجراءات الخاصة بمشروعي تادكو في السودان وهما مشروع تادكو للخدمات الزراعية (تنقية بذور وخدمات زراعية متكاملة) الذي يتواصل العمل في التحضير لتنفيذه خلال العام الجاري، وكذلك مشروع تادكو لإنتاج الأعلاف والحبوب الذي يشكل أحد المشروعات الجديدة المخطط لتمويلها عن طريق رأس مال تادكو بعد موافقة هيئة سوق المال .. وعليه نأمل الانطلاقة الجيدة لتلك الأنشطة، ومكسبها الأهم سيكون الاستفادة من تجربة تادكو المعتبرة والمتميزة على مستوى العالم أجمع في مجالي البستنة والمزارع المتكاملة رأسياً ..
    هذا وعلينا أن نضع في الاعتبار بأنه وكما لدينا مشاكل ومعوقات في مشاريعنا ومزارعنا الكبرى، كذلك لدى بساتين ومزارع تبوك الكبرى مشاكل، بعضها خارج عن حدود تبوك مثل موضوع العمالة أو السياسات الزراعية الخاصة بكل أرجاء المملكة، ولكن بالمملكة هناك وعلى أعلى المستويات من يناقش ويستمع ويدرس ويقترح ويراجع .. وببساتين تبوك كفاءات تدرس الأمر وتبحث وتقترح الحلول اللازمة بصدق وشفافية تفوق تصورنا .. ولهذا فبساتين تبوك تتحدى الصعاب وتنتج وتثمر وتتطور ..وكمثال بسيط فإن من سياسات المملكة (كما نما لمسامعنا) أن يُوقف إنتاج القمح مع نهاية عام 2015، وذلك ربما لتوفير المياه الجوفية لمحاصيل أخرى، وعليه فإن بعض المزارع المعنية بتبوك ستركز على إنتاج الخضر والري بالتنقيط وما إلى ذلك، وقد أعدت بالفعل الدراسات اللازمة لمواجهة المتغيرات والتوجهات الجديدة ..
    ختاماً التحية والتقدير لتبوك وأهل تبوك ومزارع وبساتين تبوك (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون : التوبة 105 ) صدق الله العظيم ..
    توفيق عبد الرحيم منصور (أبو مي)
    www.tewfikmansour.net























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de