.. كانت كل التقارير التي يتم رفعها لقيادة الحزب، تتحدث عن قبول شعبي منقطع النظير لسدود دال وكجبار، وظل الإعلام الرسمي يتحدث عن أكثر من 90% من الأهالي يؤيدون هذه السدود، ولم يقتصر الأمر عند التصريحات الرسمية من حكومة الولاية، وإنما إصبح الأمر يذاع علناً عبر إذاعة دنقلا، في تزييف واضح للإرادة الشعبية، وكانوا يوصفون المناهضة ببعض الجيوب وبضع الأشخاص المنتمين للحزب الشيوعي كنوع من الإرهاب والتخويف، ولكن كل هذه الخطط فضحت وأصبحت مواد للسخرية وإنقلب السحر على الساحر، وكل مايقال أصبح يدعم المناهضة بقوة..!!
.. ظلوا طيلة الفترات السابقة في وضع إستعداد وترقب، لإستغلال أية فرصة لتكبير كوم الجانب الحكومي، إلى أن جاءت فرصة الكهرباء في المنطقة، والتي ظلت من المطالب الشعبية، وظللنا نكتب عشرات المقالات في هذا الإتجاه، حتى تكلل الأمر بالنجاح، وتحت الضغط والمطالبات الشعبية رضخت الحكومة، وبدأت في توصيل الكهرباء في بعض المناطق، وتم تكوين لجان الكهرباء، وتم ما تم حينها من تكوين تلك اللجان في المنطقة بأغلبية من منسوبي المؤتمر الوطني، وكان الرأي حينها أن دعوهم طالما سيتحركون في اتجاه توصيل الكهرباء، وفعلا تم توصيل كهرباء الإنارة (ضغط منخفض) في بعض قرى السكوت ولم تكتمل حتى اليوم.. وظلت كل المنطقة في ظلامها، وتم تجاهل كهرباء المشاريع تماماً، وتم تعين رئيس لجنة الكهرباء حينها المهندس يوسف طاهر مستشاراً لوالي الولاية الشمالية لشؤون كهرباء محليتي حلفا ودلقو، وما إن وجدت اللجنة القبول الشعبي وتم توحيد كل الكيانات في هذا الإتجاه، و تم تكريمهم في النادي النوبي من قبل لجنة الخرطوم والمصنفة لديهم بـ (المعارضة).. وبعد أن وعد حينها علي عثمان طه نائب البشير حينها بتكوين محفظة لدعم كهرباء المحليتين تحت رعايته المباشرة، وبعضوية كل من وزير المالية و وزير الكهرباء ووالي الشمالية وتحت إشراف الزبير أحمد الحسن الأمين العام للحركة الإسلامية، وكل هذا ونحن نضغط في اتجاه توصيل الكهرباء، ونتابع كل مايحدث ولسان حالنا يقول في سبيل الكهرباء دعونا نتوحد..!!
.. ولكن بعدها سرعان ما إنكشفت الخطط وظهر المستور، وضاعت الأحلام هباءً منثوراً، وإختفت محفظة الرئيس في ظروف غامضة وإختفت مكتسبات اللجنة التي زارت الخرطوم والتي وجدت حينها بعض الدعم المادي والعيني 25 مليونا كدعم لأفراد اللجنة التي تم إستضافتها في فندق بالخرطوم والمكونة من 50 شخصاً، وتبرع وزير الدولة بالمالية بعدد 1000 عمود كهرباء، بالإضافة الى محفظة النائب طبعاً، ولم يخب ظننا في الإجتماع الذي إنعقد في المقر الرئيس للمؤتمر الوطني مع قيادة اللجنة الزائرة والذي كان من المقرر أن يرأسه الدكتور نافع على نافع، وللتاريخ علينا أن نثبت بأن إجتماع مقر المؤتمر الوطني لم يكن ضمن خطط اللجنة، ولكن أيضاً تم غض الطرف عنه للمصلحة العامة، وبمجرد عودة الوفد الزائر الى المنطقة (البلد) حتى تحول في ليلة وضحاها رئيس اللجنة م يوسف طاهر من مستشاراً للوالي لشؤون كهرباء محليتي حلفا ودلقو بصفته رئيساً للجنة الكهرباء الشعبية الى مستشاراً للوالي لشؤون (السدود) في المنطقة بذات الصفة، وبعدها بدأ بشن هجوم عنيف على المناهضة متخذاً إذاعة دنقلا منبراً له، وبإطلاق التصريحات الزائفة يومياً للصحف، بعدم وجود مناهضة شعبية للسدود.. فماذا حدث بعدها وما كان مصير حملة المؤتمر الوطني المسعورة؟.. ولماذا تم إقالة معتمد محلية وادي حلفا السابق؟.. يتبع.. دمتم بود
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة