قد يضحك المرء حتى الموت من المهازل التى إلمت بالوطن من كل حدب وصوب، إلا أن هذه المرة ضحك أفجع من البكاء حيث أن الأمر يتعلق بنظامنا المصرفى الذى هو عصب إقتصادنا وحياتنا وهو نظام كما تعلمون أسسه عمالقة مثل سيد الفيل ومأمون بحيرى ومهدى الفكى رحمة الله عليهم.
لا أدرى هل القدر شاء أم أن الشيطان قرر هذه المرة أن يجد عملاً لإيدى عاطلة كانت ولوقت قريب تعتاش على الموقوذة والنطيحة والمتردية.
الشاهد وفى إجراء مخالف لكل النظم والأعراف والتقاليد المستقرة فى أدبيات المصارف يتولى المدعو "الحاج" صديق ودعة رئاسة مجلس إدارة بنك تنمية الصادرات وكما هو معروف ومعلوم بالضرورة دجال يختان نفسه ومشعوذ مطارد دولياً فضلاَ عن أنه أمى لا يعرف الباء من الألف.
ولأن السمكة تتعفن من رأسها – كما يقول المثل الصينى – فقد أنغمس كامل البنك وشامله فى بؤرة الفساد والإفساد. تضافر الجهل وعدم الكفاءة وسوء الإدارة وخراب الذمة فإنهار النظام الإدارى داخل البنك وعمت الفوضى كافة الإدارات والأقسام ولعل القائمة الكبيرة التى صدرت مؤخرا عن المفصوليين من البنك تكشف حجم الخلل ومقدار المأساة.
ولكى لا نطلق القول جزافاً، دعونا نلقى نظرة واحدة على دائنى البنك حيث نجد أن ما جملته 168 مليار جنيه تم سحبه لتمويل شركات صديق ودعة من دون ضمانات أو رهونات منها شركته الخاصة (شركة الصادق المحدودة)، ولا سبيل لإسترداد هذه الأموال وعلى المساهمين والمودعيين السلام مع بركات الحاج ودعواته.
ثم أن مسئول الخزانة بالبنك والذى بسبب إخلاصه وتفانيه المزعوم فى العمل لم يأخذ طيلة فترة عمله إجازة ولو ليوم واحد، حينما تغيب هذا المسئول لسبب قاهر ومن دون إرادته فتم جرد الخزانة، تفاجأت اللجنة بعجز مقداره 18 مليون جنيه، ألم نقل لكم أن الناس على دين ملوكهم.
لم يتوقف هذا النبت الشيطانى من الفساد عند الحاج ودعة، فكما تشتم الكلاب رائحة الفطائس فتهرع نحوها، أشتم وزير الصحة الهمام بحر أبوقردة الرائحة فهرول ضاحكاً مبتسما ليفتح حساباً بإحدى فروع البنك وبمبلغ زهيد وفى نفس اليوم يحصل على تمويل بمبلغ عشرة مليار جنيه بلا ضمان ولا يحزنون وجارى توظيف هذه الأموال فى شراء الذمم وخلق تحالفات لضمان التوزير فيما بعد الحوار.
لم يكتف هذا الوزير اللص بإختلاساته من شركة الصمغ العربى ولا فرنكات إنجمينا ولا ريالات الدوحة فقرر أن يتحالف مع الدجال لسرقة البنك عله ينال وسام إبن السودان البار ليحميه من سخرية الأطباء بجهله وتواضع مؤهلاته العلميه وقدراته الفكرية واللغوية وتلك قصة أخرى لنا معها عودة فى مقال آخر.
تكشف تقارير بنك السودان الدورية أن البنك يعيش وضعاً كارثيأً على المستويات المالية والنقدية والإدارية، ومالم يتم تصحيح الأوضاع الداخلية ومعالجة الإختلالات على نحو عاجل فأن النتيجة الحتمية هو مصير بنك نيماز.
لقد تغيير مجلس الأدارة ثلاث مرات فى أقل من ثلاث سنوات وفى ذلك ما يفصح بجلاء عن صراع داخلى عنيف لا لأجل مصلحة المساهمين ولكن لأجل الإستحواذ على القروض والتمويل والفساد. توقف العاملون بالبنك عن العمل عدة مرات إحتجاجا على الأوضاع الإدارية، تراجعت الأرباح بل وتوقف البنك عن توزيع اية أرباح منذ عام 1994، خرج البنك عن الماقصة وهو أمر قاصم وقاتل، أزمة هيكلية مستفحلة، إهتزاز فى سمعة البنك، إنكماش فى الأصول، تراجع فى الإيداعات، شح فى التدفقات النقدية الخ.
الشواهد كلها تذهب الى أن بنك السودان المركزى سيتحرك قريباً لوضع حارس أو وصى على بنك تنمية الصادرات، أذ أن الأمور فيما لو سارت على النحو الحالى فإن البنك سوف ينهار فى أقل من ستة أشهر فتذهب أموال المساهميين والمودعيين هباء منثوراً وما تبقى يتقاسمه الدجال الأمى والوزير اللص.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة