:: شهد الأسبوع الفائت سجالاً إعلامياً عنيفاً بين شركة زين للإتصلات و بنك الخرطوم حول شراء أسهم الإمارات بشركة كنار .. ورغم أن أحد طرفي السجال (شخصن القضية)، إلا أن هذا السجال الإعلامي (ظاهرة صحية)..فالتنافس - في عمليات البيع والشراء - في الهواء الطلق مطلوب في الإقتصاد الحر.. ويجب ألا يكون هناك أي مؤثر في كل الأسواق - بما فيها سوق الإتصالات - بحيث تتم عمليات البيع والشراء بنهج ( أم غمتي)، وبمناصرة طرف على حساب الآخر .. والحكومة، وسطوة بعض النافذين فيها، هي أخطر مؤثر في الإقتصاد ..!! :: والمهندس طارق حمزة، المدير التنفيذي لشركة سوداني، لم يكن موفقاً عندما طالب الحكومة بوضع خطة مستقبلية واضحة من خلال شراء أسهم شركة كنار، أو أيلولتها لشركات حكومية أو شبه حكومية أو مستثمرين وطنيين..نعم للمستثمرين الوطنيين، ولكن الدعوة لتدخل الشركات الحكومية وشبه الحكومية في سوق الإتصالات قد تعيد الإقتصاد إلى (المربع الأول)، بحيث تكون الحكومة هي ( التاجر و السمسار)، في كل الأسواق..وطارق يعلم بأن كل الدول التي نهضت إقتصادياً، نهضت بالقطاع الخاص .. بيد أن من أسباب إنهيار الإتحاد السوفيتي تلك القبضة الحكومية على كل مفاصل الإقتصاد..والدول القوية في عالم اليوم، بما فيها أمريكا، ما هي إلا حزمة شركات تنظمها وتشرف عليها قوانين حكومية راشدة..فالحكومات - في العالم غير الثالث والأخير- ما هي إلا محض أجهزة للتشريع والرقابة فقط لاغير ..!! :: وتحذير طارق بأن شركة كنار ستؤثر في المدى البعيد على مجريات الاقتصاد، خاصة في ما يختص بسعر الصرف حال أيلولتها إلى مستثمرين أجانب، فما هذا إلا بمثابة تحذير للأجانب بألا يستثمروا في السودان، ومثل هذا التحذير يجب ألا يصدر من مدير شركة إتصالات يمتلك الأجانب بعض أسهمها.. وإن كان شعار الدولة يدعو لجذب الإستثمار الأجنبي، فليس من الحكمة تحذير الحكومة والأجنبي من الإستثمار في شركة كنار وغيرها بحجة التأثير على سعر الصرف..(لابد من النظر إلى مصلحة البلد)، قالها طارق بالنص، ولكن لم يضف بحيث يقول : ومن مصلحة البلد أن تبتعد الحكومة - ومراكز قواها - عن هذا التنافس الحميد بين شركة زين وبنك الخرطوم ..!! :: وبغض النظر عن الجوانب القانونية التي هم فيها يتساجلون، فمن مصلحة الوطن والمواطن - وإقتصادهما - أن تذهب أسهم شركة كنار لأية جهة إقتصادية غير شركة زين.. وأن يشتريا مستثمر وطني أو أجنبي،غير مهم، فالمهم من المخاطر الإقتصادية شراء زين لأسهم كنار .. شراء زين لكنار يُقزم أهم عناصر النجاح في سوق الإتصالات، ويٌفقد المواطن أهم عناصر الجودة والسعر، وهو عنصر المنافسة .. الآن للمواطن ثلاثة خيارات، ولكن بشراء زين لأسهم كنار سوف تتقزم الخيارات إلى خيارين..زين لن تنافس نفسها - في كنار - بالجودة والسعر، ولكن دخول جهة أخرى عبر كنار قد ترفع درجة المنافسة في زين وغيرها ..وعلى مستوى الإقتصاد الوطني، قالها الفاتح عروة، العضو المنتدب لشركة زين، في ذات سجال قبل أشهر بالنص : ( إنهيار زين هو إنهيار السودان).. إن كان كذلك، فلماذا يضع السودان كل البيض في ( سلة زين) ..؟؟
زين او كنار كلاهما يعود نصيب الأسد فيه (حسب علمي) لمستثمرين اجانب.....سوق لاتصالات يحقق عائدا مهولا ولكن بالجنيه السوداني....المستثمر يرغب في حصوله علي الريع بالعملة الأجنبية وتسيير تحويلها اليه....هنا تحدث المضاربة لشراء الدولار او غيره من العملات الصعبة علي جسد الاقتصاد
المنهوك...الفوضوي....الراسمالي...الذي لا يرحم....
زين تستطيع تمويل الشراء باستجلاب عملات صعبة من الخاراج بتدبير من اصحابها....لكن ذلك داخليا يعني (فعليا) عن طريق مديونية...وايضا علي الجسد المنهوك وفق نظرية المضاربة علي الدولار...الذي اصبح سلعة...لا اداة ووسيلة..
.دعه يعمل ...دعه يمر ...لا تنفع في اقتصاد منهار....تنعدم فيه المنافسة الحقيقية...بالانتاج...
عندما ترد سيرة الاستثمار والأسهم في هذا السودان فإن المواطن السوداني يحس بنوع من القشعريرة في البدن ،، لأن التجارب في ذلك المجال أكدت خيبة المواطن السوداني في مئات الألوف من شركات المساهمة التي ضاعت هدرا دون سلطات تؤكد حقوق المساهم !! ، ومهمة المساهم في هذا السودان تقف فقط عند حد إيجاد الرأسمال المطلوب للشركات المقترحة دون ذلك الحق من عائدات ومستحقات للمساهم ، وهذه الكلمات القليلة هنا نتاج بعد تجارب مع أكثر من عشرين شركة كبيرة ساهمنا فيها عشماَ في عائدات وقد زاولت تلك الشركات أعمالها أكثر من أربعين عاما خلالها لم تدفع تلك الشركات مليما واحدا للمساهمين فيها ، ثم تمت تصفية تلك الشركات في نهاية الأمر دون وجيع ينزع حقوق المساهمين أو يسأل عنها مجرد السؤال . فالمساهم في هذا السودان يعتبر ضحية لعمليات نصب واحتيالا كبيرة ، والأغرب في الأمر عند التصفيات فإن الحكومة لا تبالي بحقوق المساهمين إطلاقا بقدر اهتماما لحقوق العاملين في تلك الشركات ولحقوق الدائنين فيها . والحديث هنا عن أسهم شركات كبيرة ومربحة للغاية , ومعظمها أجنبية ومع ذلك فإن مجرد الحديث عن بيع أو شراء الأسهم هنا في السودان يجلب الغثيان للنفوس ، والأسباب كما أسلفنا هي تجارب الشركات خلال الستين عاما الماضية ، في الوقت الذي فيه نشاهد أن الشعوب ترتزق من تداول الأسهم في بلادها وتتخذ منها تجارة مربحة للغاية ،. أما هنا في السودان فذلك من سابع المستحيلات .
06-04-2016, 04:35 PM
محمد الكامل عبد الحليم محمد الكامل عبد الحليم
تاريخ التسجيل: 11-04-2009
مجموع المشاركات: 1967
تحيةالاستثمار الأجنبي لا ياتي الي بيئة طاردة تتسم بعدم الأستقرار السياسي وعدم ثبات السياسسات أيضا...الحديث هنا ليس عن الأستثمار انما عن فوضي الواقع الاقتصادي باسالسب الضرب تحت الحزام..هل كان يجرؤ مسؤول زين علي فضح الواقع المصرفي لو لم يؤذن له بذلك...أم ان جراته مقصود بها تسليط الضوء علي بؤر نافذة تمارس استغلال النفوذ...أم ان ذلك بداية اخراج لاعبين من المشهد واستبدالهم باخرين؟ أم أن الأمر له بعد اخر يشارك فيه المستثمرين اصحاب النصيب الأساسي خارج السودان...
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة