الأسبوع الماضي كان الفريق ساتي باجوري مدير الطيران المدني يضع شيئاً تحت لسانه حتى لا يجيب على سؤال أحد الصحافيين حول مداخيل هذه المؤسسة..لكن الحقيقة تقول إن الطيران المدني حقق عوائد تزيد عن ثلاثة أضعاف المتوقع في الربع الأول من العام الجاري ..رجال الطيران المدني يصنفون بلدنا في قائمة أفضل ثلاث دول إفريقية في مجال الملاحة الجوية..لكن ما لم يقله الكابتن باجوري أن اللوحة كان يمكن أن تكون أفضل من ذلك بكثير..قبل أعوام صدر قرار بزيادة سعر وقود الطائرات بنسبة ٥٣٪ ..هذا الوقود ننتجه في السودان بالكامل ..النتيجة هربت نصف الطائرات التي كانت تهبط في مطار الخرطوم..لكن من حسن الحظ أن موقعنا الجغرافي ومعدات السلامة الجوية المنصوبة في أرضنا جعلت نحو سبعين ألف طائرة تطير في سمائنا. الأستاذ حاتم السر وزير التجارة قدم بياناً أمام المجلس الوطني.. حسب الوزير انخفض العجز في الميزان التجاري في الربع الأول من العام الجاري من مليار دولار وربع إلى نحو (٥٨٥) مليون دولار ..كما انخفضت الواردات في ذات الفترة بنحو خمسة عشر بالمائة ..لكن ذات الوزير يحمل خبراً يجب ما قبله من بشريات ..وزارة التجارة تتجه لمنع الأجانب من العمل التجاري في السودان..تفاصيل الخبر أن هنالك ضوابط جديدة تحد من عمل الأجانب في التجارة ..بالضبط الوزارة تفكر في الاتجاه الخطأ..هذا الوقت المناسب لفتح الاقتصاد السوداني على مصراعيه لاستقطاب استثمارات أجنبية ..أيّ حديث عن ضوابط أو خلافه يعني التشويش على الاقتصاد السوداني. وزير المعادن الجديد هاشم علي سالم قدم أيضاً بياناً أمام البرلمان حمل أخباراً سعيدة..في الربع الأول من العام الجاري أنتجت البلاد نحو ٢٧ طناً من الذهب بزيادة نحو ١٠٪ من الربط المقرر.. الشركات الخاصة أنتجت فقط نحو أربعة أطنان من هذه الكمية، فيما سيطر التعدين الأهلي على حصة الأسد.. هنا يقفز سؤال محرج حول التوقعات الرومانسية التي صرح بها وزير المعادن السابق دكتور الكاروري حول إنتاج الشركة الروسية المقدر بمليارات الدولارات..هل انتهت الأحلام الوردية فقط بإحالة الوزير إلى التقاعد معززاً مكرماً. على ذات النسق قدم وزير السياحة الدكتور محمد أبوزيد معلومات مطمئنة..حيث زار السودان أكثر من مئتي ألف سائح في الربع الأول..وتوقع الوزير أن تقفز عائدات السياحة إلى أكثر من مليار دولار ..لكن رقم هذه التوقعات لم ينقل الوزير الجانب الآخر من المعلومات المحبطة..قبل أشهر كان هنالك فوج روسي مكون خمسين سائحاً ينتظر لأسابيع إجراءات التاشيرة العقيمة من سفارتنا في موسكو..في ذات الأسبوع كانت تونس تتخذ قراراً جريئاً يقضي بدخول الروس إلى تونس الخضراء دون تأشيرات مسبقة. في مجال الثروة الحيوانية هنالك أرقام واعدة أفادت بأننا صدرنا في الربع الأول لحوماً بربع مليار دولار..قبل أن نستسيغ هذه الأخبار الجيدة ارتفع الجدل في الأوساط السياسية حول تصدير إناث الأنعام السودانية..ورغم أن الأمر يعتبر فنياً يقضي فيها علماء الاقتصاد والبيطرة والجينات، إلا أن أصوات اضطراب الرؤية الحكومة ارتفعت بصخب وضجيج ..مثل هذه المعارك تصرف الجهود عن اختيار المسار الصحيح في ترقية صادر الثروة الحيوانية . بصراحة مطلوب مجلس وزراء اقتصادي ..الاقتصاد لا يحتمل خرمجة السياسة ولا إدارة الجزر المعزولة..التحدي الأكبر لهذه الحكومة سيكون في ملعب الاقتصاد . assayha
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة