قـصة إعـدام الطيار جرجـس يعرفهـا كل سـوداني خـصـوصآ وان كثيـر مـن الـمواقع الالكتـرونية السودانية قـد كتبـت الكثيـر والـكثيـر جـدآ حـولـها، واصـبح مـوضوع اعـدام مـجدي وجـرجـس واركانـجلو من اشـهـر الـمواضيـع بـحسبان انـهم من اوائل الذين لقيوا حـتوفاتـهـم فـي عـهـد الانقاذ وبعد سـتة اشـهر فقط من قيام الانقلاب الاسـلامي، ولكن الشـئ الوحـيد الغامـض ومـبهـم هـو موضـوع لـماذا تـم اعـدام مـجـدي في نفـس يوم الذكري الـ 34 علي اعلان الاسـتقلال عام 1955، ...وتـم اعـدام جـرجـس ليلة الكريسـماس 1989،... وتم ايـضآ اعـدام (الضباط الذين قاموا بمحاولـة انقلاب في ابريل) وقبيل قـدوم عيـدالفطر بيوميـن?. ماالـحكمـة فـي اختيـار هـذه الـمناسبات الـدينية والوطنيـة لتكون ايامـآ لـحصـاد النفوس والأغتيالات!!!?.
نعـود لـموضـوع اعدام الـطيار جـرجـس والذي اعـدم والـمسيحيون يـحتفلون بعـيد ميلاد السيـد الـمسيـح عليه السلام فضاع الفرح وعـم الـحزن فـي كل مـكان وحزن مـلاييـن الناس عليه لانه قتل بلا مـحاكمة عـادلة وبلا شـهود او من يـدافع عنه امام مـحكمة عسـكرية القضـاء فـيها جـهـلاء بالقوانيـن ومـاكان عـليـهم الا ان ينـفذوا اوامـر الرائـد شـمس الـدين وصـلاح كرار وان ينطـقوا بـحكـم الاعـدام عـلي جرجـس. وتـم الاعـدام بسـرعة شـديـدة اسـرع مـن الوقت الذي اسـتغرق لاعدام مجـدي، ولـم يسأل عـن رغبته وقبل الاعـدام، واعـدم شـنقآ بسجـن " كوبر " وسـلمت الـجثة لاهـل الفقيـد بصـورة مـهينة وبـمنتهـي السفالة وانعـدام الاخـلاق، و تـم دفن الجثة بالكنيسـة القبطية بالخـرطوم التي شـهـدت في هـذااليوم حـشودآ جاءت مـن ارجاء بعيـدة ومـواطنون مسلمون وسفراءاجانب ورؤساء واعضاء جاليات اجـنبيـة واصـدقاءالفقـيد بالخطوط الـجوية السودانية والأف من اقباط العاصـمة الـمثلثة. كان الـمفروض ان تكـون الكنيسـة القبطية وقتها محـلآ لقـداس اعيـاد ميلاد الـميلاد فاصـبـح مـحـلآ لقبول التعازي ومـؤساة الاسـرة الـمكلومة. انقلبت افراح الأسـر القبطيـة الي مـواجـع واحـزان ومـما زاد مـن احـزانـهم ان البشـيـر راح وبكل صـفاقة وبلا واعـز ضـمـيـر ويـهـنـئ الـمسـحييـن ويتمـنـي لـهـم عيـد سـعيـدآ وهـو الذي وقع وصـادق عـلي حـكم الاعـدام!!
في أعياد الميلاد المجيد انحناءة خاصة للسودانيين الأقباط. --------------------------------------------------------
المنتدى العام ل "سودانيز أون لاين" دوت كوم مكتبه د.معتز بشير(معتز تروتسكى): في أعياد الميلاد المجيد: انحناءة خاصة للسودانيين الأقباط.
(د. جعفر كرار أحمد ) جمهورية الصين الشعبية [email protected] __________________________________________
24-12-2004, 10:20 م معتز تروتسكى.
دقت في سماوات الدنيا أجراس الكنائس احتفالاً بأعيــاد الميلاد المجيد ... ودقت داخلي أجراس قديمة لكنائس الوطن عندما كان ذلك الوطن وطننا وكنا في زمن جميل وصديق.
ولدنا في تلك المدينة الموهوبة عطبرة حيث تختلط في آذان الأطفال عند ساعة الولادة أصوات المؤذنين وأجراس الكنائس كما تختلط في طفولتنا الأعياد ، الكريسماس ، عيد الفطر ، شم النسيم ، عيد الأضحى . وتمتلئ جيوبنا الصغيرة بالنقود والحلوى تدسها في جيوبنا أيادي الجيران مسلمين ومسيحيين ... فقد منحتنا تلك المدينة لغة واحدة ولون واحد هو لون الوطن .
اليوم أزف التهاني لكل السودانيين الأقباط الذين شاركوني طفولتي الشقية في الأحياء المتداخلة وفي المدرسة وفي سنوات النضال ضد الدكتاتورية العسكرية الثانية .
لكنني اليوم انحني انحناءة خاصة للسودانيين الأقباط لأسباب سآتي على ذكرها ولأسباب لا أذكرها .
Flash Back
التاريخ : 1990
المكان : دولة الإمارات العربية المتحدة .
في تلك الأيام المشؤومة من عام 1990 عندما أحكمت الفاشية الجديدة في السودان السيطرة على كل شئ في بلادنا وأمتلئ الجو بفحيح التعصب الديني والعرقي وغرزت المسامير في جماجم المناضلين ، وقسمت رموز الفاشية في وطننا الناس على أساس الدين والجنس والعرق والانتماء الفكري .. وخرجت الخفافيش من أوكارها لتدوس على قيم التسامح في وطننا التي ورثناها منذ أن وجد الإنسان على هذا الوطن . فخرج الناس في وطني أفواجاً أفواجا هاربين بكرامتهم وإنسانيتهم والبعض بدينهم مسلمين ومسيحيين إلى مجهول قد يكون أرحم .. وكان من بين هذه الأفواج السودانيون الأقباط بحثاً عن ملجأ آمن ..
كنت في ذلك الوقت سكرتيراً ثانياً في سفارة السودان في أبوظبي .. وكنت شاهداً على الخروج الجماعي لأعدادٍ غير قليلة من السودانيين الأقباط . وكانوا قد قصدوا دولة الإمارات العربية المتحدة للتمكن من بيع بعض ممتلكاتهم بالعملة الصعبة ليستعينوا بها في رحلتهم إلى المجهول بعض أن ضاق بهم الحال في الوطن ... أن أكثر ما يؤلم الدبلوماسي أن يرى شعبه هارباً من ويلات نظام يفترض أنه يمثله .
أذكر جيّد تلك الليلة التي التقيت فيها بدبلوماسي غربي في حفل استقبال السفارة المصرية بعيد ثورة 23 يوليو المصرية .
بادرني بالسؤال وربما شده لوني الأسود فقد كان دبلوماسياً أسوداً أيضاً .. من أي بلد أنت ؟
من السودان
هز رأسه ولم يتحدث بعدها كثيراً ، ثم واصل تجواله وسط المدعوين .. لكننا تصادفنا مرة أخرى فابتسم لي وابتسمت وقال ماذا تفعل في أبوظبي ؟
أنا سكرتير ثاني بسفارة السودان في أبوظبي .
هل أنت من الجنوب أم من الشمال ؟
قلت من الشمال .
هل أنت مسيحي أم مسلم ؟
قلت مسلم .
تردد قليلاً ثم سأل ما رأيك في الأقباط في السودان ؟
قلت مصححاً السودانيين الأقباط .
آهـ نعم .
قلت أنهم لحمنا ودمنا .
استغرب قليلاً ثم قال لحمكم ودمكم.
رددت أنهم لحمنا ودمنا our blood and our flesh .
ولكنكم في السودان تعاملونهم معاملة سيئة أنهم يصلون الآن إلى أبوظبي بمجموعات غير صغيرة أنهم يخرجون من بلاد بقوا فيها لعقود طويلة .
قلت له إن السودانيين المسلمين أيضاً يخرجون بأعداد كبيرة وإن السودانيين الأقباط يتعرضون لما يتعرض له مواطنوهم الآخرون أيضاً .. الجميع يتعرض لذلك إلا فئة ضالة ركبها الشيطان فاستباحت أموال الناس وحرياتهم ودينهـــم وإنسانيتهم .
حدثته عن أصدقاء أسرتي من السودانيين الأقباط عن طفولتنا وأصدقاء أخي الأكبر .. عن طفولتي التي اختلطت شقاوتها بشقاوات أطفال المسيحيين الوسيمين .. وبالنضال المشترك من أجل حياة أفضل لشعبنا .. حدثته عن مساهمات السودانيين الأقباط العظيمة في قطاعات التعليم والهندسة والزراعة والصحة والمحاسبة والخدمة المدنية والتجارة الخارجية وغيرها ..
كان يستمع باندهاش لكنني أحسب أنه أحس بنبرات الصدق في حديثي .. ثم أطرق قليلاً وقال .. لقد فهمت الآن .. لقد فهمت .. ثم هم بالانصراف .
لكنني لاحقته ، بالله عليك ماذا فهمت ؟ نظر إلىّ ملياً وسرد ما يلي ..
(لاحظنا في سفارتنا وفي سفارات غربية أخرى توافد أعداد من الأقباط من السودان إلى أبوظبي وسرعان ما تقدموا بجوازاتهم إلى السفارات الغربية في أبوظبي بحثاً عن لجوء سياسي أو هجرة أو استيطان جديد . فقمنا بتكوين لجنة لفحص هذه الطلبات وتّم التنسيق بين السفارات الغربية للنظر في إمكانية مساعدة من يستحق منهم المساعدة . وأضاف لا أخفي عليك أن هناك تعاطفاً في الدوائر السياسية في بلادنا مع مشكلة الأقباط في السودان ونحن نعرف أنهم يمرون بأوقات عصيبة هناك . ومضى يقول كنا نتوقع أن تمضي الأمور في مثل هذه الظروف بشكل سلس إلا إننا وجدنا صعوبات شديدة من الأقباط القادمين من السودان ، حيث لاحظنا أنهم لم يذكروا أي شئ في بيانات الهجرة واللجوء التي أكملوا ملئها ورفضوا وتحفظوا على عبارات تعتبرها دوائر الهجرة في الغرب هامة جداً في قرارات حق اللجوء أو الهجرة وذلك مثل الإحساس بالخطر في المجتمعات التي جاء منها طالبو اللجوء . فقد نفى الأقباط القادمون من السودان أن تكون حياتهم في المجتمع السوداني كانت مهددة بالخطر بسبب الدين أو أنهم يتعرضون لاضطهاد ديني في المجتمع الذي عاشوا بين جوانبه بل أكدوا لنا أنهم لم يكونوا يشعرون بأي تمييز في مجتمعات السودان المتعددة اللغات والأديان والأعراق ، بسبب الدين أو العرق أو غيره لأنهم جزء أصيل من السودان مشيرين إلى أن كل ما في الأمر أن هناك نظاماً جديداً غير متسامح مع المسيحيين وأنهم يشعرون بمضايقات في دينهم ومالهم وحقوقهم السياسية والثقافية من المجموعة الحاكمة في الخرطوم .
استطرد الدبلوماسي الغربي (قلنا لهم أن مثل هذه الإفادات لن تساعدكم . ومرة أخرى أصروا أنهم لا يستطيعون أن يدلوا بإفادات غير هذه .
سألناهم هل أنت خائفون حتى وأنتم خلف هذه الجدران المحمية ؟
قالوا لا لكنها الحقيقة فقد عشنا وسط أهلنا وشعبنا لقرون طويلة ولم يكن ليخطر في ذهننا في يوم من الأيام هذا الخروج الحزين .
ومضى الدبلوماسي الغربي يقول .. (أمام هذا الوضع عدنا لنستفسر من الإدارات الأخرى خارج أبوظبي وكانت الإجابة متشابه فمعظم الأقباط القادمين من السودان والذين اتصلوا بسفارات غربية في مصر وغيرها كان موقفهم مشابه .
وعندما شعر أحد الناشطين الأقباط في أبوظبي بأننا غير مقتنعين بهذه الإفادات اقترح أن أذهب معه غداً إلى مطار أبوظبي لأن هناك دفعة جديدة من الأقباط سوف تصل إلى أبوظبي وسأرى أن معظم الذين سوف يستقبلونهم والذين ساعدوهم في الحصول على تأشيرة دخول إلى أبوظبي هم من السودانيين المسلمين وليس أقباط فقط) ومضى المسئول الغربي يقول (قررت أن أذهب معه لأرى بنفسي . وبالفعل ذهبت في اليوم الثاني مع هذا الناشط ورأيت بالفعل سودانيين مسلمين بسماتهم المميزة الجلابية والعمامة والوجوه السمراء وهم يلوحون للقادمين الجدد وينادون بصوت عالي شنودة أنا هنا أنا هنا . حلمي تعال بهذا الباب وديع وجرجس .... ألخ ورأيتهم يتعانقون بود لا نعرفه في الغرب ... قلت في نفسي هذا شعب غريب ... وانصرفت .) . انتهى حديث المسئول الغربي .
Flash Back Again
المكان : مدينة عطبرة
الزمان : النصف الأول من الستينيات . يتكرر ذات المنظر في النصف الأول من السبعينيات .
كان السودان في ذلك الوقت ومن ضمنه مدينة عطبرة يموج بالنضال ضد النظام العسكري الأول وكانت حملة الاعتقالات في أوجها . وكانت كوامر (سيارات) البوليس المكشوفة تكتظ بالمناضلين الذين اعتقلتهم الأجهزة القمعية في طريقهم إلى السجون حيث كانت مداهمة البيوت وأخذ الرجال والنساء إلى المعتقلات أمراً مألوفاً .
وكنا صغاراً طفوليين نتسلل بين خوذات وأحذية العسكر الثقيلة داخل البيوت لنرغب عمليات التفتيش والاعتقال وشحن المعتقلين في الكوامر المفتوحة ... وكنا نجر أقدامنا الصغيرة من منزل إلى منزل وعيوننا الصغيرة غاضبة وصدورنا مليئة بالفخر تجاه هؤلاء الرجال الذين لا يهابون العسكر ببنادقهم الطويلة .. وأحياناً كان الكومر يمر بحينا في الداخلة بعد أن جمع ضيوفه ، فتلفتنا إليه هتافات المناضلين على سطوح الكوامر .. عاش نضال الشعب السوداني . عاش نضال الشعب السوداني . فنتفرس في الوجوه التي تمر أمامنا ونردد أحياناً هتافاتهم دون معرفة كنهها ... أنظر أنظر هذا عمي عبد الله محي الدين ، ذلك أحمد البدوي ، هذا جارنا سائق القطار ، أنظر أستاذ التاريخ ، أنظر هذا جرجس صاحب عبد الله محي الدين أمس كان معه في البيت .. أنظر ذاك ....
إذن كانوا هناك وسط المعتقلين بوجوههم الوسيمة وشعرهم المميز وسواعدهم القوية يشاركون شعبهم آماله وهتافه عاش نضال الشعب السوداني ويتحملون مسئوليتهم بذات الحماس عاش نضال الشعب السوداني ... وتغيب الوجوه والأسماء جرجس وعبد الله محي الدين ... وتبقى هتافاتهم وسحناتهم محفورة في وجداننا ما حيينا عاش نضال الشعب السوداني .
يتكرر هذا المشهد مرة أخرى في أحيــاء مدينة عطبرة في السبعينيات ... لكننا هذه المرة كنا قد كبرنا بضعة سنوات ولم نندهش لوجود الوجوه البيضاء جرجس وغيره من المناضلين السودانيين الأقباط .. لحمنا ودمنا .
المجد لله في الأعالي
وبالناس المسرة
وعلى الوطن السلام . --------------------------
تعليقات وردود القـراء: ________________________
الأخ معتز... شكرا على هذه المداخلة .. كل ما قلته هو حقيقة وليس ضربا من ضروب المجاملة - أننى كواحد من أقباط السودان - كان والدى يعمل كمدرس بوزارة التربية والتعليم - علم أو درس بمدينة عطبرة فى ألأربعينيات من القرن المنصرم - وفى أوائل الخمسينات انتقل الى جبال النوبة فى القرى النائية والتى يصعب على أبناء السودانين الأصليين المعيشة فيها أذكر بعضا من تلك القرى دلامى وكودة وكجة وسلارا وعبرى - كانت تلك المناطق تحوى مدرسة أولية وبها داخلية للطلبة القادمين من الجبال - كانت المدرسة تتكفل بملابسهم وتعليمهم اللغة العربية - وبالطبع لابد من وجود مدرس يعرف اللغة النوباوية والعربية فى آن واحد - ثم الوجبات الثلاث - والجدير بالذكر فى المساء كانت تحضر لهم " كوتة " من الفول والبلح - كانت تكوم على هيئة أكوام - كان الطالب يفرش ذيل " عراقى " الدمورية لأخذ نصيبه من الفول والبلح - أذكر فى قرية عبرى مثلا كان طاقم المدرسين يتكون من ثلاث مدرسين والناظر - وكان على الناظر اطلاق صفارة النوم - على ما أذكر كانت الساعة الثامنة. كانت القرية خالية تماما من السكان - لا دكان ولا شفخانة - كان أقرب مركز لها هى دلامى وهى تبعد كثيرا عن عبرى - عاش والدى فى هذه المناطق ثمانية عشرة عاما - لم يكل أو يمل .. حقيقة عندما أفكر فى نوعية " بشر " ناس زمان ، أعجب لطريقة تفكيرهم وصبرهم .. هذه فقط عينة من عينات أقباط السودان .. وشكرا أخى معتز .. ودمتم .. عمك العجوز أرنست أرجانوس جبران. ------------------------------------------------------------------
الوطن كان جميلاً... مدروزاً بالناس... وكانت المدينة العاصمية مشغولة بالشوام والأرمن والأغاريق واليهود، يفتحون أفواه الدكاكين على شهية الرزق اليومي.. أتذكرون؟ (كونت موخلص) وأبناء (فانيان) و(عبد الله أزرق) و(سركسيان) و(شاوول) و(دمتري) و(بابا كوستا)..؟ أيام كان للمدينة شنة ورنة.. لياليها كان التعدد حقيقياً وصاحياً في شوارع الجمهورية والسوق الأفرنجي. لياليها، كان يتجول أولاد البلد في الخرطوم على مهلٍ مهيل.. الحلب في بحري يرسمون خارطة شمال النيل بمودة.. يساكنون الأقباط في حي المسالمة ويستيقظون على جرس الكنيسة أيام الأحد في الأملاك.. لياليها.. كان للندامى مراتعهم، عند (البستان) و(أتنيه) و(كوبا كابانا)، وللمتدينين مواقعهم في الموردة عند المسجد الإدريسي وفضاء جامع بحري الكبير، بأورادهم وأشواقهم الإلهية والنبوية الحفية.. كان موسى بدينه وعيسى بدينه, وكل نفس بما اكتسبت رهينة. كان حسن عطية في جهة والشيخ صديق أحمد حمدون في جهة.. والقلوب، كلها، أنضر ما يكون.. (وكان للشيخ صديق أحمد حمدون مسارات صوتية تصعد بالجمال القرآني إلى حده الأقصى).. كان هناك السوق العربي والسوق الأفرنجي. الأول تتجول فيه البهارات والخضروات ويعتليه الزنك (فسُميَ بسوق الزنك مجازاً) أما الثاني، الأفرنجي، فكان مرتعاً للسلع وارد بلاد الآخرين: مراوح توشيبا, أقمشة من مفتخر القطن الإنجليزي، وراديوهات ناشيونال التي ساهمت بضراوه في تضخيم الوعي السياسي ببثها لأخبار إذاعة لندن، إذاعة رصينة وزي الناس؛ ولم تكن، أيامها، تنفخ في أذني المدينة تلك الشائعات ولا النميمة والمخاوف. لياليها كانت الأحزان هي الأحزان (سوى كونها كانت شفيفة) تلبس ثوباً أبيض وكان الناس يقرأون الفاتحة على مهل. أما أثرياء المدينة فكانوا معدودين.. نعرفهم واحدا.. واحدا: السر عباس. عبد المنعم محمد. مأمون البرير. قارو فانيان. الشيخ مصطفى. كونت مخلص. سعد أبو العلا. الشنقيطي. شروني، وطه الروبي. واليوم لو سرت يا صاحبي، من المقرن لغاية النفق المؤدي إلى (بري)، للمحت على يمينك ويسارك، عمارات ومباني، وهبها أصحابها أوقافاً من أجل الشعب وفي سبيل تنمية الرعاية الاجتماعية: فدونك أوقاف البغداي، الشنقيطي، شروني وعبد المنعم محمد، ومساهمات كونت مخلص (من عزيز ماله) في بناء المدارس والجامعات. وفي ذلك الزمان الباكر وهبت الحاجة سكينة أرضاً بمبانيها لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة، فعرفنا تكافل ذوي الميسرة قبل أن تتأكد أوروبا من صلاحية النزوع الاجتماعي لرأس المال.. كانت نباهة باكرة، وحساسية اجتماعية، أين نحن منها اليوم؟ كان ذلك قبل أن يأتينا رجل من آخر المدينة يسعى ويشتري البلاد بما عليها من إنس وجان, وتؤول إليه ملكية مؤسسات قامت على أكتاف شعب كامل (ينام ليلتنا هذه على الكفاف الكفيف) لياليها.... كان لنا أب وأم وعمة وخال. ولنا أصدقاء, نعرفهم من أيام الدراسة في خور طقت والقديمة والأهلية والمؤتمر ومريدي وحنتوب وكمبوني ومدرسة فاروق.. (وذلك قبل أن تمتلئ البلاد بمدارس وأسماء عجيبة لا تعرف لها يا صاحبي أصلاً ولا فصلا)! ولا ريب إذن في أن نسمع من آبائنا موشحات من قبيل "يا حليل الجامعة" و"يا حليل الـ O Level، وما أدراك ما الجامعة، وما أدراك ما الـO Level. ... وكان هناك: كازينو النيل الأزرق. على تخوم النيل. عند بحري. فيه يلتقي العشاق. طيبين كما الندى. يُقدم لهم مشروب الجنجر والـ(دبُل كولا), على يد جرسونات لا يعملون في النظام العام. وكانت يد الحبيبة متاحة (دون إخلال بالأمن الوطني). الخرطوم: أين أنت؟.. يا تلك المدينة الزاحفة للسراب. سبحانك. كنا نحبِك.. فلم هذا العذاب؟ لم أحضر تلك الأيام، ولم أعشها، لكن حين أمشي في الخرطوم وأرهف السمع للصدى الليلي يساورني شك حزين بأن ليلا ما -هنا- كان حياً في روح هذه المدينة.. ستحدثك بذلك اليافطات القديمة والمباني ذات النوافذ العالية.. فندق (أكروبول) الذي لسه ما زال يحتضن زبائنه برفق، وممرات عمارة صحارى. صورة الخواجة (كرياكو) بزيه البحري معلقة على جدران كافتريا (كوكي بيرجر) التي تديرها ابنته (ماريا) بصوتها العالي ذي الجرس اليوناني الجميل. سيحدثك المعمار الشاهد.. الحجر السميك.. العناوين المنحوتة.. وعيون الناس الذين تسرب من بين أيديهم ذلك العصر مثلما تسربت منهم بلاد بأكملها. فسبحان من له الدوام.
قرويه دينق.. وجدته يجلس تحت احد الاشجار وحوله مجموعة من الجنوبيين .. وهو يرتدي قبعته «الحمراء».. جلست اليه وسألته.. فاجابني بعفوية وقال «اسكن الخرطوم «3» أمضيت بالخرطوم ما يزيد عن الـ «25» عاماً .. اذهب الى الكنيسة واؤدي صلواتي وامارس اعمالي الاخرى ... جيراني مسلمون شماليون.. نأكل سويا ونجامل بعضنا البعض.. ولا توجد بيننا مشاكل .. ورئيس حكومة جمهورية السودان هو عمر البشير.. ولا امانع في ان تطبق عليَّ نفس القوانين التي تنطبق على إخوتي الشماليين، واعتقد ان السلطة في الخرطوم لحكومة جمهورية السودان».
* ما رواه لي قرويه يمثل وجهة نظره الشخصية .. التي كونها بعد ان عاش فترة من الزمن بشمال السودان، وتحديدا بالعاصمة القومية التي اصبحت ذات خصوصية بعد توقيع اتفاق السلام.. الذي جاء بمعطيات جديدة يجري العمل على تطبيقها باعتبارها أحد الاشياء التي تم الاتفاق عليها.. والتي يعتبر عدم تنفيذها اخلالا ببند من بنود الاتفاقية.. ومن هذه الاشياء التي تم الاتفاق عليها، تكوين مفوضية لمراعاة حقوق غير المسلمين بالعاصمة القومية.
* المفوضية التي باشرت أعمالها الآن تم انشاؤها وفقا للمرسوم الجمهوري رقم «24» لسنة 2006م 15/2 والذي نصَّ على الآتي «عملاً بأحكام المادة «157» من دستور السودان الانتقالي لسنة 2005م، وبعد التشاور في رئاسة الجمهورية، اصدر المرسوم الآتي نصه: * اسم المرسوم وبدء العمل به: يسمى هذا المرسوم مرسوما جمهوريا رقم «24» لسنة 2006م بإنشاء المفوضية الخاصة بمراعاة حقوق غير المسلمين بالعاصمة القومية.
وتهدف المفوضية كما هو منصوص عليه على العمل على كفالة حقوق غير المسلمين في العاصمة القومية في ظل تطبيق الشريعة الاسلامية، وارساء روح التعايش والتسامح، وتضم في عضويتها علماء الدين الاسلامي ورجالات الدين المسيحي والمختصين بشؤون الاعراف والتقاليد وممثلا لكل من ولاية الخرطوم والهيئة القضائية ووزارة العدل والشرطة والامن الوطني، واعضاءً من المؤتمر الوطني والحركة الشعبية.
وتعمل المفوضية عن طريق عدد من الوسائل التي تتبعها لكفالة حقوق غير المسلمين التي اهمها تلقي الشكاوى من المواطنين والهيئات، ودراستها والتحقق منها بالاتصال المباشر مع الجهات المختصة في ولاية الخرطوم.
* الاستاذ جشوا داو ديو رئيس المفوضية.. والذي كان قد قال لي في الحوار الذي نشر الاسبوع الماضي عندما سألته عن فكرة انشاء المفوضية من اين جاءت .. قال «اثناء مفاوضات نيفاشا كان هنالك حديث عن الدستور، فالشريعة الاسلامية سيتم تطبيقها في الشمال في اطار حدود 1956م، اي انه لن تطبق في الجنوب، ولكن المفاوضين تساءلوا وقالوا .. ماذا عنا نحن المقيمين بالعاصمة القومية؟ و باي قانون سيتحاكم غير المسلمين .. هذا الامر كله كان موضوعا للنقاش».
الدكتور الطيب زين العابدين بدأ حديثه معي بابداء ملاحظاته حول المفوضية التي قال إنها كونت لتعطي غير المسلمين حماية حتى لا تطبق عليهم حدود الشريعة الاسلامية .. واضاف قائلا ان المفوضية تضم 28 عضوا وبها اعضاء من المؤتمر الوطني والحركة الشعبية، وكان له اعتراض حول مشاركة اعضاء من المؤتمر الوطني والحركة الشعبية بالمفوضية... قال: «لا توجد ضرورة للتكوين السياسي بالمفوضية، فالمفوضية تحتاج الى اشخاص مهنيين للنظر في القضايا التي ترفع اليها، وليس الى سياسيين، ويكفي ان يكون هنالك مندوب للمؤتمر الوطني وآخر للحركة الشعبية، فليس من مصلحة الجنوبيين ان تدخل الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني في صراعات سياسية» ...وتساءل الطيب «لماذا لم يتم اشراك مجلس التعايش الديني السوداني في المفوضية التي يوجد به تمثيل للكنائس والسلاطين والاحزاب السياسية»... جشوا علق على التمثيل السياسي بالقول «حتى الآن لا وجود للتمثيل السياسي في المفوضية، ووجدنا ان المفوضية مكونة من اشخاص لديهم اختصاص وخبرة، ويحبون التعايش السلمي في المجتمع، ولم يتحدث اي عضو من الحركة الشعبية عن المؤتمر الوطني، او عضو من المؤتمر الوطني عن الحركة الشعبية».
* ولكن ما رأي الجنوبيين في المفوضية ومهامها وتكوينها ... وما اشكال الانتهاكات الني يتعرضون لها؟... قرويه الذي تحدث عن وجهة نظره الشخصية واصل حديثه بالقول «لا يحاكم شخص لانه مسيحي او مسلم.. وانا ليست لدي شكوى ضد المسلمين.. وهنالك بعض الاشكالات مثل ان تصنع بعض النساء «المريسة» لان زوجها توفي ولديها اطفال تود ان تعيشهم.. وهذه المرأة لو ذهب بها الى السجن وتركت اطفالها خلفها فمن الذي يعولهم؟... ولكن من يسرق فليطبق عليه القانون، وارى ان المفوضية يفترض ان تنظر في احوال الفقراء والمساكين وتساعدهم لكي توجد لهم الحلول».
* الأستاذ عادل ابراهيم مسؤول الحركة الشعبية بالقطاع الشمالي.. قال ان هنالك ضرورة لوجود مثل هذه المفوضية، لأن حقوق غير المسلمين بالعاصمة تتعرض للانتهاك. وضرب مثلا لهذه الانتهاكات بالقول «لا يتمتعون بحرية التعبير، كما ان الدولة تتعامل معهم بازدواجية». وشرح مسألة الازدواجية هذه قائلا «توجد الازدواجية في مسألة تقديم التسهيلات والمعينات لدور العبادة مثلا».. وواصل في سرده للانتهاكات التي يتعرضون لها وقال «كما انهم يتعرضون لحملات اعادة تنظيم القرى وازالة الكنائس، في حين نجد ان المساجد لا تتعرض للازالة، وخير مثال لذلك ما حدث بدار السلام غرب الباقير الذي ازيلت فيه الكنيسة وما زال المسجد موجوداً .. ويتعرض غير المسلمين للحملات و«الكشات» والمضايقات وفقا لقانون النظام العام» .. وتابع بقوله «هنالك تعدٍ على الحريات في ما يتعلق بالازياء التي اعتقد انها حريات شخصية، كما توجد انتهاكات في المحاكم» ... أما رئيس كتلة الحركة الشعبية بالمجلس التشريعي لولاية الخرطوم بول رينق، فكان رأيه ان المفوضية ضرورية جدا للنظر في شكاوى غير المسلمين. وانه يفترض عليها البحث عن هذه الشكاوى، وطالب بتفعيلها حتى لا تهدر الحقوق المنصوص عليها في الدستور.
* جشوا نفى الحديث عن ان المفوضية غير مفعلة، وقال «نحن الآن في اجتماعات مكثفة لاجازة البرنامج الذي تم وضعه في المرسوم الدستوري، ونسير في الخطوات التي قمنا بوضعها، وقد اعطانا الوالي صلاحيات لاستعمال وسائل الاعلام بالولاية، مثل الراديو والتلفزيون، وكل الوسائل الإعلامية التابعة للولاية. وقد اجتمعنا برئيس البرلمان ولجانه. وقابلنا وزير الشؤون الاجتماعية. والحديث عن اننا لا نعمل غير صحيح، واذا لم تكن المفوضية تعمل لما تم اطلاق سراح السجناء أخيراً». * اطلاق سراح السجناء الذي تحدث عنه جشوا تم في الاسابيع الماضية، حيث تم اطلاق سراح اكثر من الف سيدة وطفل من مواطني الجنوب، ادخلوا السجن بتهمة صناعة الخمر والمتاجرة فيها في العاصمة القومية. وتوقع جشوا ان يكون قضاة المحاكم اكثر تسامحا في ما يتعلق بقضايا الخمر.
* وكنت قد سألت جشوا عن ماذا بعد ان اطلقتم سراح هؤلاء النسوة ... هل توجد معالجات اخرى تمنعهن من الرجوع الى السجن مرة اخرى ؟... فأجاب انه توجد محاولات لتدريبهم على مهن اخرى مثل العمل نادلات في المطاعم.. ونفس الشيء ينطبق على الرجال الذين ستقوم المفوضية بتدريبهم على مزاولة بعض الحرف مثل النجارة وأعمال البناء وغيرها... وكان جشوا بحديثه عن هذه الحلول قد اجاب عن الحديث الذي تطرق اليه قرويه، وما ذهب اليه عبد الله وهو جنوبي اعتنق الاسلام، وكان له رأي في ما يخص صانعات الخمور حيث قال «يفترض أن تسعى المفوضية لحل مشكلة من يصنعن الخمر بغرض التجارة، كما أنه لا بد من وجود طريقة لجعلهن يتركن هذا العمل بايجاد معالجات اخرى ... واذا وجدت هذه المعالجات فإن من يتعاطي الخمر اذا لم يجدها قد يتركها» ... وواصل حديثه عن بعض ملاحظاته عن انتهاكات لحقوق المسيحيين فقال «عطلة الكريسماس في جنوب السودان سبعة ايام، ولكن في الشمال يومان فقط، في الوقت الذي تكون فيه عطلة عيد الاضحى مثلا وعيد رمضان اربع ايام، ومن المفترض ان تكون هنالك عدالة في هذه الاشياء.. وملاحظة اخرى وهي وجود عدد كبير من افراد الشرطة بالكنائس في يوم 25 ديسمبر، اي في الكريسماس. مما يسبب بعض الخوف للمواطن».
* مجانق الذي كان يجالس عبد الله بجوار احد المباني، شارك في الحديث وابداء الملاحظات، وقال «منذ حضورنا للشمال لاحظنا ان الحكومة لا تراعي حقوق غير المسلمين بالعاصمة القومية في شهر رمضان، مع ان العاصمة تضم اصنافا من البشر منهم المسلم والمسيحي والوثني، وكل له تعاليمه ومعتقداته حسب ما يعتنقه من دين، فالسلطات تمنع من يود العمل ببيع الاطعمة، وحتي الذين يملأون «الأزيار» للمارة يتوقفون عن ذلك في رمضان، مع انه يوجد اطفال ومرضى ونساء حوامل وكبار في السن».
وواصل مجانق حديثه قائلا «الشيء الثاني اننا لا نعارض قيام الحملات التي تنظمها السلطات على اماكن بيع الخمور، ولكن احيانا تقوم الحملات باحداث اضرار، مثل حرق الاماكن التي يسكنها من يقوم بهذا العمل، كما يحدث احيانا انتهاك لخصوصية الشخص في منزله».
* جشوا أوضح أن المفوضية ستباشر أعمالها الشهر القادم، حيث ستفرغ في الـ «30» من هذا الشهر من اجتماعات اللجان ووضع البرامج بالصورة الكاملة، لرفعها لرئاسة الجمهورية، وبعدها النزول للميدان.
وعن نوعية المحاكم التي سيتم انشاؤها بالتعاون مع الجهات المختصة مثل العدل والشرطة والقضاء، أجاب د. الطيب بالقول ان المفوضية عبارة عن محاكم قضائية «عادية»، وان الجرائم التي تطبق عليها حدود الشريعة الاسلامية معروفة ومحددة .. واضاف ان المفوضية عبارة عن اتفاق من الواجب تنفيذه «بغض النظر عن مسألة الاقتناع بها أم عدمه»..لان الاخلال بهذا البند يضر بالاتفاقية. وعادل اشار الى ضرورة المفوضية التي يعتقد انها تساهم في جعل العاصمة قومية، تستوعب الاعراف والاثنيات والثقافات، كما تخلق توازنا دينيا وثقافيا. واكد على ضرورة تفعيل النيابات والمحاكم الخاصة بالمفوضية المنفصلة عن المحاكم الأخرى.
--------------------------------------
المفوضية الخاصة بمراعاة حقوق غير المسلمين بالعاصمة القومية تـم انشاؤها بقرارجـمهوري فـي 2 فـبرائر 2006 وتهدف المفوضية كما هو منصوص عليه على العمل على كفالة حقوق غير المسلمين في العاصمة القومية في ظل تطبيق الشريعة الاسلامية، وارساء روح التعايش والتسامح...... ....................................... ....................................... .....................................
اذآ نسـأل: ماهـي القوانيـن الـتـي كانت تـحكـم الـمسـيـحييـن وغـيـر الـمسلمـيـن قبل صـدور هـذا القرار الـجـمهوري?.
كـيف كانت اوضاع الاقباط القانونية مـنذ عام 1989 وحـتـي صـدور القرار الـجـمهوري فـي فبـرائر 2009 ?.
اليوم 24 ديسـمبـر.. وتبدأ اليوم اولـي ايام احتفالات الـمـسيحييـن بعيـد ميلاد السيد الـمسـيـح عليـه السـلام. فـي مـساء هـذا اليوم تـجـلس كل أسـرة حـول شـجـرة الـميلاد وتبـدأ فـي فتـح لفافات وعلب الـهـدايا والكل فـي سـرور الا أسرة عائلتـي الـمرحوم جـرجـس واركانجـلو. فبـدلآ وان تكون هناك هدايـا واغانـي الـميلاد فـهناك وعـندالعائلتييـن الأحـزان واجـتـرار الذكريات ...وذكـري يوم الاعـدام الذي تـم فـي يوم الـميلاد.
كل عـام وياتي فيـه عـيـد الـميلاد... تكرر الاسـرتيـن شـريـط ديسـمبـر 1989 الـدامـي والضـرب والصـفعات ومـحاكمات بلا دفاع او شـهود.
يشارك عدد من المسؤولون بالدولة المسيحيين بولاية الخرطوم احتفالاتهم اليوم باعياء الكريسماس بكنائس الخرطوم ، بحري وأمدرمان ومعسكري ود البشير وجبل أولياء ففي مدينة الخرطوم يشارك دكتور رياك قاي مستشار رئيس الجمهورية ، دكتور عبدالحليم المتعافي والي الخرطوم والسادة د. فاروق البشرى الاستاذ بدر الدين طه ، معتمد محلية الخرطوم والاستاذة انجيلي اسحق ، الشيخ عمر ديدي ، مولانا رباب أبوقصيصة ، يشاركون المسيحيين بالكنيسة الكاثوليكية والانجيلية والاسقفية بالخرطوم واحتفالاتهم بالكريسماس ويقدمون بعض الهدايا المتمثلة في الحلوى واللوحات الحائطية. وفي أمدرمان يشارك السيد قلواك دينق وزير الثروة الحيوانية والسادة أبوبكر دينق ، معتمد محلية امدرمان ، معتمد محلية أمبده اللواء مهندس بابكر علي التوم والاستاذ كمال الدين محمد عبدالله ، الاستاذ محمد عبدالنور ، الشيخ عمر اتاك يشاركون المسيحيين بكنائس السودان الداخلية والمسيح السودانية الانجيلية احتفالاتهم بالكريسماس ويقدمون بعض الهدايا لهم .
فيما يقوم الاستاذ جون انقوك ، معتمد حلية بحري ، معتمد محلية شرق النيل الاستاذ حاسم اسكندر والاستاذ محمد أبوقصيصة الاسقف ادي امبروز ، خالد محمد صديق طله ، الشيخ محمد مكير بمشاركة المسيحيين بكنائس الانجليزية الخمسينية الكاثوليكية بمدينة بحري احتفالاتهم بالكرسيماس ويقدمون لهم بعض الهدايا ويشارك مولانا أحمد محمد هارون وزير الدولة بالشئون الإنسانية يرافقه معتمد محلية أمبده الاستاذ سعد الحسين مولانا سرالختم صالح ، الاستاذ عباس محمد بخيت ، الشيخ عمر التاك الاستاذ أبوزيد ، يشاركون مسيحي معسكر ود البشير احتفالاتهم بالكرسيماس ويقدمون لهم الهدايا ، فيما يشارك الاستاذ حسبو محمد عبدالله مفوض العون الإنساني يرافقه معتمد محلية جبل أولياء الاستاذ طه الشيخ الباقر ، د. أحمد بابكر ، القس موسس قانكوث ، الاستاذ محمود عبدالودود ، مسيحي معسكر السلام بجبل أولياء احتفالاتهم بالكرسيماس ويقدمون لهم الهدايا.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
bushra suleiman
Mustafa Mahmoud
Nasr
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست