كتاب / التأويل الصوفي للحداثة في الإسلام - الجمهوريين في السودان د. بكري خليل 1-6

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 03:48 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-14-2006, 03:43 AM

عثمان حسن الزبير

تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 919

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
كتاب / التأويل الصوفي للحداثة في الإسلام - الجمهوريين في السودان د. بكري خليل 1-6

    كتاب / التأويل الصوفي للحداثة في الإسلام
    عرض ونقد فكر وفلسفة الجمهوريين في السودان
    تأليف د. بكري خليل دار عزة للنشر ـ الخرطوم 2004م
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    عرض/علاء الدين أبومدين
    (1 -6)
    [email protected]

    طالما ورد ذكر الصوفية في باب السياسة مقترناً عند البعض بالانعزال والانكفاء على الذات والهروبية، بالرغم من ارتباط قيام ممالك ودول بطرق صوفية في عصور سابقة، مثلما كان عليه الحال في شمال وغرب افريقيا؛ وتظل الثورة المهدية بفعلها الثوري العنيف المثال الأوضح سودانياً في هذا السياق، مثيرةً تساؤلاً حول( ثيمة)التسامح الصوفي الشائع. المفارقة في نظر البعض أن تكون الصوفية حركة تقدمية. وتلك ليسـت مفارقة مريبة كما ورد خاصـةً إذا تعاطت الصـوفية السياسـة، وهي(أي السياسة)مفتوحة على الممكن تطوراً وتراجعاً ، مداً وجزراً..
    وحركة الجمهوريين الصوفية موضوع البحث أثارت جدلاً عظيماً، كما أنه لأول مرة على حد علمي يتم تقديم عرض موافٍ لرؤيتهم الفكرية والسياسية والاجتماعية الأساسية، كما يدل عليها د. بكري خليل بمنهجه التاريخي وأسلوبه الأكاديمي الميال إلى الاستدلالات على امتداد عرض ومناقشة ونقد فكر وفلسفة الجمهوريين في السودان. يتكون الكتاب من مقدمة وخمسة فصول أولها فصل عن نظرية المعرفة ومنهج التفسير، وثانيها حول فلسفة الوجود والطبيعة، وثالثها في فلسفة الحرية والأخلاق والجمال، ورابعها كرسه المؤلف للفلسفة السياسية والاجتماعية عند الجمهوريين، أما الفصل الخامس فيمثل رؤية الكاتب للفكر الجمهوري وهو بعنوان تقويم الفكر الجمهوري.
    بالمقدمة فذلكة تاريخية لظروف نشأة الجمهوريين وتطورهم وخصائص فكرهم وآثارهم الفكرية، لعل أهم ماورد فيها هو تأسيس الحزب الجمهوري في عام 1945م أثناء الحكم الاستعماري، وسجن مؤسس الحزب المهندس محمود محمد طه لمدة سنتين من عام 46 حتى 1948م ثم اعتكافه للعبادة والتأمل في خلوة دينية طيلة عامين، استأنف بعدها نشاطه السياسي حتى وقوع الانقلاب العسكري الأول، بقيادة الفريق ابراهيم عبود في سنة 1958م الذي انكب بعده الأستاذ محمود محمد طه على الكتابة ونشر المقالات، حتى سقوط الحكم العسكري الأول بثورة اكتوبر الشعبية، في سنة 1964م وبداية تجربة الديمقراطية الثانية، فعادوا لنشاطهم بتركيز على العمل الفكري واللقاءات والندوات لشرح مبادئهم، حيث يقول المؤلف بأن هذه الفترة تعتبر ميلاداً جديداً لحركة الجمهوريين، امتازت بالجهد العقائدي أكثر من السياسي، الذي غلب على ماسبق من تاريخهم رغم حضور ماهو عقائدي. كما أصدر الجمهوريين خلالها أهم مؤلفاتهم مثل طريق محمد، ورسالة الصلاة، والرسالة الثانية. وتلك المرحلة في تاريخهم تمثل طور النضج والانتقال إلى مستوى التأثير المتزايد، واتخاذهم خطاً واضحاً من الطرق الصوفية. وحوكم المفكر محمود محمد طه في سنة 1968م غيابياً بالردة، ولم تثبت عليه التهمة. ومارس الجمهوريين نشاطاً علنياً عقب الانقلاب العسكري الثاني بقيادة العقيد جعفر نميري، بإتفاق مع النظام وتحت اسم الإخوان الجمهوريين تكيفاً مع حالة حظر العمل الحزبي، وتلك المرحلة على حد قول د. بكري تمثل أكثر مراحل توسعهم وانتشارهم. وشهدت معاركهم الفكرية مع وزارة الشئون الدينية السودانية ومؤسسة الأزهر المصرية وعلماء دين سعوديين. بالمقابل زاد إصدار كتيباتهم في تلك الفترة وتميزت وثائقهم بالمواكبة والتغطية الواسعة وظهرت من خلال ثلاثة مستويات:
     الأول/ وهو يعادي الإسلام السياسي من الخصوم التقليديين ويفند مواقفهم ويحذر السلطة منهم.
     الثاني/ يتوجه بالنقد لإجراءات الحكم في إطار تشريعاته وقوانينه والجهاز القضائي، دون المساس بسياسة السلطة مع إبداء الحرص على بقائها.
     الثالث/ يتعلق بالوضع العربي والإسلامي، وفيه يتحول الجمهوريون إلى منظرين يتماثل تصورهم مع التصور الصهيوني للسلام في المنطقة، إلى جانب تبنيهم لمواقف تتناغى مع التعبئة الغربية في ظل الحرب الباردة ضد السوفيت وسياساتهم في ذلك الوقت.
    وانقلب الجمهوريون على نظام نميري، بعد صدور قوانين الشريعة في سبتمبر 1983م التي أصدروا منشوراً طالبوا فيه بإلغائها، وحل مشكلة جنوب السودان، وإتاحة الفرصة للتوعية والتربية لبعث الإسلام في مستوى السنة؛ الأمر الذي جعل السلطة تلجأ إلى فتح ملف ردتهم مجدداً، حيث أعدمت الأستاذ محمود محمد طه في 18 يناير 1985م خلافاً للقوانين المعمول بها في السودان التي تمنع إعدام من تجاوز السبعين من العمر، في محكمة اتخذ فيها المهندس محمود محمد طه موقفاً بليغاً وشجاعاً برفضه التعاون معها، واصفاً قضاتها بأنهم ضعفاء فنياً واخلاقياً، وناعتاً القوانين التي أصدرتها السلطة بمخالفتها الشريعة والإسلام. وترك إعدام هذا المفكر أصداء واسعة، وساهم في تعبئة الرأي العام ضد حكم نميري، وكان أحد مقدمات سقوطه في انتفاضة ابريل الشعبية سنة 1985م. وفي عهد الديمقراطية الثالثة(86-1989م)ألغت المحكمة العليا في السودان في سنة 1986م ماصدر بحق الأستاذ محمود محمد طه، واعتبرت الحكم الصادر الذي قضى بإعدامه حكماً باطلاً.
    ويبرز المؤلف أهم خصائص فكر الجمهوريين التي تتمثل في ربط الدين بالحياة المتطورة، والفكر بالممارسة، ويعتبرون ذلك وسيلة إلى تحقيق الحياة الكاملة. فاللقاء بين العقل والإيمان والفكر والعمل يتم في التوحيد؛ إذ ركزوا على الدعوة إلى بعث لا إله إلا الله في النفوس. واستناداً إلى هذا التصور تتخذ الصلاة موقعاً خاصاً في فكر الجمهوريين حيث يرون أنها منهاج العمل، والذي يتم به النظر إلى داخلنا حتى نلتقي بأنفسنا، وهي لها عندهم معنيان"معنى قريب ومعنى بعيد". فالمعنى البعيد هو الصلاة الأصلية المعبر عنها بالآية الكريمة" إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ماتصنعون"أما الصلاة الكبرى وهي صلاة الصلة، فقد فرضت عندما تخلف جبريل وسار النبي وترياً(أي وحده)إلى مقام"إذ يغشى السدرة مايغشى مازاغ البصر وماطغى". ويذهب الجمهوريون إلى أن الصلاة الشرعية فرض لها وقت وتنتهي فيه" إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً "أما صلاة الصلة فهي عندما يرتفع السالك إلى مرتبتها، ويخاطب بالاستقلال على التقليد، ليأخذ صلاته الفردية من ربه، وهنا يسقط التقليد ولا تسقط عنه الصلاة.
    وينطلق الجمهوريون من كون الإسلام دعوة إلهية تستوعب النبوات كلها، لذا يرون أن الإسلام أعم من العقيدة التي نشأت بإرسال الرسل، مستخلصين من ذلك تعريفاً للإسلام" طاعة الإرادة الإلهية". أما النبوات فد ختمت حين استقر في الأرض كل ما أرادت السماء أن توحيه، والحكمة من ختم النبوة، هي أن يتم التلقي عن الله من غير واسطة. ويقوم تصورهم للإسلام بأنه جاء على مرحلتين، مرحلة العقيدة ومرحلة الحقيقة(العلم). ويعد هذا أساساً للتمييز بين الإسلام والإيمان. على أن الإسلام فكر يرتقي فيه السالك على درجات، أولها الإسلام وثانيها الإيمان وثالثها الإحسان وتلك هي مرحلة العقيدة. ويدور هذا الفهم حول أن الإسلام هو رسالة للأمة المؤمنة وقد مضى وقتها، وكذلك رسالة للأمة المسلمة وقد جاء وقتها، فالإسلام إذن رسالتان. وعلى ضوء ذلك يذهب الجمهوريون إلى أن القرآن المكي(قرآن السنة)والتي هي برأيهم عمل النبي في خاصة نفسه وليس مع عامة أمته، إنما جاء ليكرس الحقوق الأساسية للإنسان ويرسخ الديمقراطية في قوله"وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"ولما ثبت أن المجتمع ـ الجاهلي ـ قاصر عن ممارسة حق الحرية، تمت مصادرته، فنسخت آيات الحرية وفرضت آيات الوصاية، فجاءت وصاية المسلم على المسلم بموجب آية السيف" وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة" كما جاءت آية الجزية في حق أهل الكتاب:" قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر" وجاءت وصاية الحاكم على الرعية:"وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل". فالشورى مشاورة تمتلك حق المخالفة، بينما الديمقراطية ليست كذلك. كما جاءت وصاية الرجال على النساء بموجب القوامة"الرجال قوامون على النساء".
    ويمثل تقسيم الآيات إلى أصول وفروع فكرة مركزية عند الجمهوريين، فالأصول هي المكية التي أرجئت، بينما الفروع هي المدنية التي نسخت الأصول. أما سندهم في ذلك فهو حسب ماذهبوا إليه ماجاء في الآية الكريمة"ماننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها". وقراءتهم ننسئها هي لننسها، أي نؤجل من فعل حكمها. وتراوح معنى الإنساء بين النسيان والتأخير عند العلماء. والفكر الجمهوري بالإضافة إلى ماتقدم ذو نزعة صوفية ومنهج فردي، ويفهم دوره في تطوير الشريعة وتغيير الأحوال على هذا الأساس، وترتبط فردية المذهب الجمهوري بفكرة تطور القاعدة التي هي الشريعة والقمة وهي الأخلاق، مما يجعل رقي الجماعة يترافق مع رقي الفرد، ويتمثل في هذه الزاوية، الطابع التربوي للإتجاه الجمهوري على صعيد نظرتهم الاجتماعية وهي تنشئة الأفراد. فمبدأهم يقوم على التدرج في التشريع حتى يكون للتطور أبعاده العقلانية والأخلاقية والتي بموجبها ستتحرر طاقات الإنسان الروحية. وتُعبِّر مفاهيمهم تلك عن موقف إيجابي وتفاؤلي لما يسمونه المذهبية الصالحة في ترقية حياة الإنسان، وتطبيق الدين فيها بصدق وبساطة. ولذا يرفضون الكهانة لأنها ادعاء وصاية على الناس. واتخذ الجمهوريين من هذه الأهداف معالم لدعوتهم في تخلق الفرد بأخلاق القرآن حتى يغدو نموذجاً يطبق عليه دستور القرآن، وانتهجوا في دعوتهم تلك وسيلة التسامح والحوار الحر؛ وآمنوا أن الإصلاح لن يتحقق بدونها.
    ويقدم الكاتب استدلالات متعددة على اتفاقهم، في كثير من الرؤى مع بن عربي والجنيد والغزالي وغيرهم، بشكل يرمي منه في الغالب، إلى تتبع جذور أفكارهم في التاريخ العربي والإسلامي والأوربي وتبيان مدى اتفاقهم واختلافهم مع الآخرين.
    يخصص المؤلف الفصل الأول للبحث في نظرية المعرفة ومنهج التفسير عند الجمهوريين مبيناً الصلة بين العلم والفكر عندهم، حيث يبدأ بمدخل ضروري يعرف فيه الجمهوريون الإسلام بأنه" منهاج حياة وفقه تراض(رياضة)العقول لتقوى على دقة التفكير". والتفكير عندهم مقسم إلى تفكير بالأصالة، بمعنى ماهو حقيقي ومباشر ويتعلق بالنفس، وتفكير يكون في الغير وهو التفكير غير المباشر ويصطلحون عليه بالحوالة. كما يميزون بين أنواع العلم فمنه الوهبي ومنه الكسبي، فالكسبي يتم عن طريق التعليم، ولكنه بترسيخه في النفس يتحول إلى علم وهبي يتحقق عن طريق الممارسة العملية. ولكن العلم الحقيقي في نظرهم هو العلم الوهبي، ذلك أنه علم لدني، من لدن الذات، ويتم بلا واسطة عن طريق المران والمجاهدة، وهو العلم الذي يدور في الفكر الصوفي، حول معرفة الله وصفاته وأفعاله وتدبير مملكته بالعلم الإلهي. ويضربون الأمثلة على أهمية الدعوة إلى التفكير والاتجاه إلى العقل لإدراك الوجود، حيث يشيرون إلى تجربة الديانات السماوية، ففي عهد موسى وعيسى أهملت المعجزة إقناع العقول؛ فكانت ترمي إلى إبهار العيون واسترهاب العقول بالخوارق. ولكن معجزة رسول الإسلام كانت تتجه في المقام الأول، إلى مخاطبة العقول لإقناعها بالبيان المعجز في شمول العبارة وعمق الإشارة ودقة المعنى. فمعجزة القرآن إنما تكمن في بيانه ومخاطبة العقل. وخلاصة آراءهم في العلم، أنه إدراك الأشياء كما هي في الحقيقة والحقيقة هي الله. وجوابهم على كيفية تحقيق هذا النوع من العلم، هو أنه يتم بالتلاحم بين المادي وماوراءه، في شكل تفاعل بين العلم المادي التجريبي الحديث والعلم الروحي القديم الذي هو العبادة والمعاملة.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de