فراغ وقنابل جاهزة للانفجار! عبد المنعم سعيدللشرق الأوسط

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 07:11 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-06-2006, 02:52 PM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 30720

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
فراغ وقنابل جاهزة للانفجار! عبد المنعم سعيدللشرق الأوسط

    Quote: فراغ وقنابل جاهزة للانفجار!

    هناك قوانين للطبيعة تقول إن المادة لا تفنى ولا تخلق من عدم، وإن الفراغ يخلق حالة من الضغوط البيئية الساعية إلى ملئه، كما أن المعادن على اختلاف أنواعها تتمدد بالحرارة وتنكمش بالبرودة. مثل هذه القوانين يوجد ما يماثلها في الحياة الإنسانية، فلا توجد مشكلة تنتهي تماما كما أنه لا توجد مشكلة لا أصل لها، ولو حدث فراغ في الساحة السياسية فإن قوى مختلفة خارجية وداخلية سوف تسعى لكي تملأ المساحة الموجودة، وإذا كان هناك طلب سياسي أو اقتصادي فإنه يخلق عرضا مقابلا، وإذا ما تعرض بلد لدرجة عالية من السخونة السياسية فإنها تتعارك قليلا أو كثيرا وعند درجة بعينها من ارتفاع حرارة الخلافات والتناقضات فلا بد من حدوث الانفجار في حرب أهلية أو إقليمية، فالمهم أن العنف سوف يسيطر، أما الدماء فسوف تسيل بغزارة.

    مثل هذه القوانين الطبيعية والإنسانية معروفة ويجري تدريسها دوما؛ ومع ذلك فإنه يجري تجاهلها كل يوم من المحيط إلى الخليج. وواضح للجمع العربي كله أن مشاكل فلسطين والعراق والصومال ولبنان والسودان وغيرها لم تولد بالأمس بل أن لها جذورا تاريخية، وتطورات دورية تعقدها وتجعلها أكثر استعصاء على الحل عما كانت عليه منذ سنوات. وفي وقت من الأوقات كان الساسة العرب يعتبرون حل كل المشكلات في تصور وجود أمة عربية واحدة، ومن دخل فيها من مذاهب ونحل وجماعات عرقية فقد كتب عليه التشبع بالثقافة ـ أو الحضارة ـ العربية الإسلامية ومن ثم ينصهر الناس في بوتقة واحدة. ولكن الفكرة العربية ما لبثت أن أصبحت خطيرة لأن بعض المتشددين فيها استخدموها للتدخل في شؤون كل الدول العربية الأخرى، فطالما كنا أمة واحدة فقد صار من حق بعضنا تحديد مصالح الأمة التي كلما ارتفع سقفها أصبحت أكثر أهمية. وهكذا اكتشفنا أن الفكرة لم تكن مجدية بل عقد المشكلات أكثر فقلنا بالدولة القطرية علها تحل المشكلة مع الخارج العربي ولكنها لم تحل المعضلة مع الداخل الوطني لأن الاعتراف بالتعددية المذهبية والعرقية كان يضع الفكرة الوطنية كلها موضع التساؤل، ولم يكن أحد لديه ما يكفي من الشجاعة للاعتراف بعلاقات سياسية على قاعدة المواطنة.

    وببساطة فإننا نعرف أن أصول عدد غير قليل من المشكلات العربية يعود إلى عدم القبول بالتعددية القائمة على أسس مختلفة والموجودة بالفعل أمام ناظرنا، ولكننا نفضل دوما استنكارها ورفضها والتنديد بها، لأنها لا تعني بالنسبة لنا إلا أمرا واحدا هو الانفصال والتفكك وعدم الاستقرار. ومن ثم فإن المشاكل والأزمات ثم الكوارث لا تأتي من فراغ ولا تخلق من عدم، وطوال العقود الماضية كنا نعرف أن مشاكل الأقليات بأنواعها المختلفة تشتعل مثل النار تحت الرماد، كما كنا نعلم أنها سوف تنفجر في يوم ما، ومع ذلك تصورنا أن السكون والخمود والجمود يكفي لتجاهل المعضلة الأساسية؛ أما إذا عزت الأسباب فإن المؤامرة الأجنبية دائما حاضرة تقدم التبرير والصبر والسلوان.

    ولذلك فعلينا ألا نفاجأ إذا ما انفجرت الأوضاع في حرب أهلية في العراق ولبنان، ولا نندهش عندما تصبح السودان عددا من الدول، ولا ننزعج ونتأوه لحظة أن تصبح الصومال مجزرة ومذبحة. ولا ينبغي أن نشعر بأن الأحوال خارجة عن المألوف إذا ما وصلت الأمور الهشة في فلسطين إلى لحظة الصدام المسلح، لأنه عندما تفشل النخبة السياسية في تكوين حكومة وطنية على مدى شهور طويلة في وقت عدوان واحتلال أجنبي فمعنى ذلك أن مرض الانقسام قد تغلب على عوامل التضامن وباتت لحظة العبور إلى الحرب الأهلية قريبة.

    وهكذا يكون الحال إذا ما أخذت إيران في التمدد في المنطقة، لأن قانون الفراغ يقطع بأن هناك دوما من سيحاول ملئه ليس دوما بالهواء وإنما في أغلب الأحوال السياسية بالسلاح والعنف والسيطرة الآيديولوجية. وفي المرحلة الراهنة لا يوجد سوى فراغ عربي هائل، فلا توجد مبادرة للسلام أو للحرب مع إسرائيل، ولا يوجد مشروع للتنمية أو لبقاء الأحوال على ما هي عليه، ولا توجد محاولة لإقامة الديمقراطية ولا لضمان استمرار الاستبداد؛ وما يوجد لدينا لا يزيد عن حالة من الخلخلة الهوائية تشغلها جماعات ومنظمات وتيارات لا تعرف ممارسة السياسة عن طريق الدولة وإنما ممارسة الفوضى عن طريق السلاح والدين والقنوات الفضائية.

    الخطير في الموضوع كله هو غياب المرجعية السياسية والأخلاقية، ولم يعد هناك من يضع الفارق بين المقاومة والإرهاب، ومن يحدد الثوابت التاريخية والمتغيرات الزمنية، وببساطة افتقدت المنطقة العربية الحكم الذي يقيم النظام ويفرض القاعدة والحكم الذي يدير اللعبة ويضمن ألا تتحول مباريات كرة القدم في منتصفها إلى مباريات في المصارعة. وكانت نتيجة الغياب أن تقدمت جماعات لتقوم بالدورين معا حكاما وحكما، وما عليك إلا أن تنظر إلى السيد حسن نصر الله على الساحة اللبنانية وهو يتحدث فلا تجد ممثلا لجماعة وحزب، وإنما تجد مقررا لمصير دولة بأكملها حربا وسلاما وعلاقات خارجية وامتدادات دولية. وحتى أيام قليلة مضت عندما اتخذت السعودية ومصر والأردن موقفا فإن المدهش في كل ذلك أن زعيم «حزب الله» يقوم بما يقوم به لانتهاك الدولة اللبنانية وإخضاعها ولا تجد صوتا عربيا واحدا، ولا بيانا سياسيا واضحا، ولا قرارا عربيا من الجامعة العربية أو من مجلس التعاون الخليجي، أو من منظمة من منظمات المجتمع المدني، تقول إن هناك أمرا خطأ وخطرا في الصورة كلها.

    وقديما كان يقال إنه إذا كان الكلام من فضة فإن السكوت من ذهب لأن الكلام كان كثيرا للغاية والفعل قليلاً جدا، أما خلال الفترة الماضية فلا كان هناك فعل ولا قول، ومع الصمت تولدت أوضاع منذرة. وخلال السنوات القليلة الماضية بدأت الجماعات الفلسطينية المختلفة في تثقيب الحدود المصرية بالأنفاق التي تهرب السلاح دون اهتمام بالأمن القومى المصري سواء من خلال تهديد معاهدة السلام المصرية ـ الإسرائيلية أو من خلال خلق شبكات سياسية وعسكرية كثيرا ما قامت بعمليات إرهابية داخل سيناء نفسها. ورغم قوة الدولة المصرية العتيدة فإن الابتزاز المعنوي والسياسي والأخلاقي باسم القضية الفلسطينية جعل الموضوع كله مغلفا بأسرار غير معروفة، ومرجعية غير مفهومة، لا تعرف معها مصلحة وطنية معلومة. وعندما تنفجر هذه الأوضاع غير الطبيعية في يوم ما فإنها لم تكن خافية على أحد، وفي وقت من الأوقات عبرت عن نفسها في كوارث عظمى كان ثمنها فادحا.

    وهكذا وإذا ما أردنا أم لم نرد فإن قوانين الطبيعة تعمل بقوة، وقوانين السياسة تفعل فعلها دون استئذان من أحد، وما لم يتيسر لهذه المنطقة من يملأ الفراغ خيرا فإن هناك كثرة على استعداد لشغلها شرا. ولا يوجد ما هو شر قدر تدمير الدولة العربية والالتفاف على قوانينها من خلال إخضاع السياسة لعملية الفتوى، فلم تعد القضية السياسية هي أن البشر أعلم بشؤون دنياهم، وإنما أن قضيتهم هو الاجتهاد في تحديد ما هو معلوم من صحيح الدين بالضرورة. ومن يشك في هذا القول فما عليه إلا مراجعة قضية الوزير فاروق حسني ومسألة قانون المعاشات في مصر، وفي بقية الدول العربية فإن الأمثلة كثيرة. ومن لا يعلم فعليه مراقبة ما يجري في لبنان وما يحدث في غيره، والحديث ـ على أية حال ـ متصل وموصول، فالمشاكل باقية والأزمات مستمرة!

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de