|
صلاح عووضة يكتب عن الانقاذ وسياسة الضرب فى( الانكل) ..
|
بالمنطق الإنقاذ وسياسة: أضرب في (الأنكل) لتسُد..!!!
صلاح الدين عووضه كُتب في: 2006-12-02 [email protected]
*حين كنت طالباً بحلفا الجديدة في مرحلتي الثانوي العام والعالي كنت اشجع فريق المريخ.. وهذا قد لا يعني القارئ في شيء.. إنما الذي يعنيه - ويعنيني- هو الجزئية التي شكلت صدمة لدي في ذاك الوقت - في اطار التشجيع هذا - وتشكل صدمة لي كل يوم طيلة سبعة عشر عاماً هي عمر الانقاذ.. فما كنت أظن أنها جزئية رياضية تنحصر في الملاعب اكتشفت - بفضل الانقاذ - إنها قد تنسحب على عالم السياسة أيضاً لتنعدم فيه (الروح الرياضية) تماماً كما قد تنعدم في ساحات الملاعب... *فريق المريخ - آنذاك- كان ينازل يوماً خصماً شرساً يصعب التغلب عليه.. وكان مصدر قوة الفريق الخصم هذا تكمن في لاعب خط الوسط الذي يجول في أرض الملعب كالنحلة فيحرز هدفاً حين يكون مهاجماً ويحول دون احراز هدف في مرماه حين يكون مدافعاً... وبما أنني كنت اجلس - خلال المباراة تلك - في موقع يمكنني من سماع اصدار التوجيهات والأوامر فقد (طرقت) اذني عبارة (الأنكل يا.....)، وماهي إلا لحظات حتى كان لاعب (ضخم) من لاعبي خط الدفاع بفريق المريخ ينطلق كالـ(طوربيد) في اتجاه اللاعب النحلة ذاك بالفريق الخصم ليسمع كل من كان في الاستاد بعد هنيهة صوت الارتطام العنيف.. ارتطام الـ(كدارة) بالـ(انكل)...ويفوز المريخ بنتيجة المباراة.. ولكنه انتصار - بالنسبة لي - كان أفضل منه الهزيمة ألف مرة.. فقد كان انتصاراً يفتقر إلى الشرف.. وإلى الأخلاق.. وإلى الروح الرياضية.. وللقصة بقية نعود لها في حينها.. *كرت السنوات - والذكرى تلك عالقة بذهني- إلى أن جاءت الانقاذ لأكتشف أن الضرب في (الأنكل) يمكن أن يكون في ميادين السياسة أيضاً وليس قاصراً على ميادين الرياضة... فالانقاذ سعت - ومنذ أيامها الأولى- إلى أن تستمد قوتها مما يلحق بالآخرين من ضعف تتسبب فيه هي عبر الضرب في (الأنكل)...والنوع هذا من الضرب - في عالم السياسة - ليس بالضرورة أن يكون (كله!!) بالـ(كدارة).. أي بآليات القوة المادية.. وإنما يمكن أن يكون ضرباً عبر وسائل المكر والحيلة والخداع والاغراء...فكانت اتفاقيتا الخرطوم وفشودة للسلام ضرباً في (انكل) حركة قرنق لاضعافها.. وكانت حادثة أديس أبابا التي استهدفت حسني مبارك - إذا صحت رواية الترابي- محاولة للضرب في (انكل) النظام المصري لاستبداله، وقد كان في حالة عداء مع الانقاذ، بنظام إسلامي موالٍ.. *وكانت مبادرة الوفاق الوطني ضرباً في (انكل) الحزب الاتحادي اسفرت عن دخول مجموعة الهندي في منظومة (التوالي).. وكان نداء الوطن، ومن بعده مؤتمر سوبا، ومن بعد مشاركة مجموعة مبارك الفاضل في السلطة... كل الخطوات تلك كانت ضرباً في (انكل) حزب الأمة.. وكان اتفاق القاهرة ضرباً في (انكل) التجمع الديمقراطي المعارض... *وكانت هناك محاولات لضرب حركات دارفور في (انكلها) ومن ثم ضرب مخططات القوى الخارجية التي يقول أهل المؤتمر الوطني إنها تستغل أزمة دارفور لتحقيق أجندة خاصة بها... *هكذا- إذاً - هي الانقاذ... لا هدف لها، ولا خطط، ولا برامج منذ سبعة عشر عاماً سوى اضعاف الآخرين عبر ضربهم في (الانكل) حتى يكتب لها (النصر!!) *و(البقاء!!)... إنها الطريقة نفسها في التفكير التي انتهجها فريق مريخ حلفا من قبل للنيل من خصمه القوي.. ولكن - وبما أن للانقاذ (انكل) كذلك للآخرين (كدارات)- ألا يخشى المؤتمر الوطني أن يحل به ما حل بلاعب المريخ الضخم ذاك الذي أهدى فريقه نصراً زائفاً ورخيصاً وغير شريف؟!.. وهنا نجئ لبقية القصة... فقد التقى الفريقان في مناسبة أخرى - وقد شُفي لاعب الوسط النحلة -عقب مرور شهرين تقريباً على مباراتهما تلك.. فكان الانتقام المشهود.. ومنذ الدقائق الأولى.. وابتعد اللاعب الضخم عن الملاعب (نهائياً!!!)... * فللآخرين (كدارات).. ولك (أنكل).
|
|

|
|
|
|