هل يمكن تحقيق المصالحة الوطنية في السودان؟/أتيم قرنق د.ديكويك*

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-16-2024, 03:17 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-19-2006, 12:50 PM

بكرى ابوبكر
<aبكرى ابوبكر
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 18728

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هل يمكن تحقيق المصالحة الوطنية في السودان؟/أتيم قرنق د.ديكويك*

    هل يمكن تحقيق المصالحة الوطنية في السودان؟
    المصالحة الوطنية هي غاية سامية تصبو إليها كثير من الشعوب التي تعثرت وتعرضت مسيرتها الوطنية لهفوات بسبب النزاعات قصرت أو طالت مدتها فقد تكون أحدثت خرقاً في نسيجها الاجتماعي والسياسي وتكون قد تركت أخدوداً غائراً في وحدتها الوطنية ولذا فالشعوب تسعى لتحقيق الوئام وأدناها التعايش السلمي، ويتكفل الزمن بتضميد الجراحات النفسية. لكن في بلادي المصالحة الوطنية ذات مدلول أحادي البعد هو البعد السياسي وهو بعد محدود الفعالية في معالجة الثقة المفقودة بين فئات المجتمع السوداني. والمصالحة الوطنية لدى غيرنا تعني البحث عما جرى والذي أدى للفرقة، وكيف أدير الاختلاف، ومن كان خلف أحداث بعينها والتي قد تكون أججت نيران الفتنة وأسهمت في تباعد أبناء الوطن الواحد عن بعضهم البعض. المصالحة الوطنية بمفهومها الواسع لدى الكثير من الشعوب هي السعي لإزالة ما علق في نفوس الناس من مرارات وذلك عن طريق مواجهة الحقائق المرة بغرض محو تلك المرارات التي تراكمت خلال النزاعات والصراعات والاقتتال، والهدف النهائي هو أن يبدأ المجتمع مسيرته من جديد نحو آفاق ومستقبل أفضل تحت وضع اجتماعي جديد يرتكز على توفير العدالة والسلام والوحدة والاستقرار الاجتماعي وقبول المجتمعات لبعضها البعض على مبادئ الإنسانية والمواطنة وبهذا تتحقق الوحدة والوئام. المصالحة الوطنية هي مفهوم حديث يرتبط أكثر بالدولة الحديثة وهي أرث من موروثات المجهود الإنساني عبر التاريخ عندما أدرك الإنسان أن بقاءه وديمومة وجوده تعتمد على عوامل شتى، من بينها العامل الاجتماعي وهو التعايش السلمي بين مختلف المجتمعات السكانية. ولذا وعلى سبيل المثال، قبل هذا الزمان، كان يحدث عندنا في السودان الصلح بين المجتمعات التي تتصادم في مناطق تماسها حول الموارد والمصادر الطبيعية المشتركة والمتداخلة وكان يتم ذلك عن طريق (الأجاويد). وكان الصلح يتم في شئ من اليسر والسهولة لان القضايا المرتبطة بالنزاع والاختلاف التي تودي إلى الصراع غالباً ما تكون معروفة الجذور لأنها نابعة من المجتمعات المعنية ولكن يصعب الصلح إذا دخله عنصر قصي. لكن ما هي العوامل والمغريات التي تجعل المجتمعات والجماعات التي تحاربت وتقاتلت تتقارب وتتنازل عن كل المرارات التي تتماوج في نفوسها؟ هنالك عنصران مهمان من ضمن عوامل عديدة توثران في قبول الناس التنازل عن المرارات: أولهما هو القيادة البصيرة الجانحة نحو العدل، الدائمة للعمل لتحقيق السلام بين المجتمعات وهي قيادة دؤوبة الحركة بين الناس، تقول وتنطق بالصدق وهي قيادة تؤمن بمبادئ ثابتة في حق الناس في قيمهم الإنسانية وفي مقامهم كمواطنين يتمتعون بحقوق متساوية. وثانيهما هو رغبة المجتمعات المعنية في أن يكون لها مستقبل واحد واعد وهي مجتمعات تقبل أنها يمكن التعايش سوياً والعمل نحو غد أفضل وهي مجتمعات تنحو نحو تحقيق العدالة والمساواة بينها. وغياب احد هذين العنصرين لا يحقق المصالحة المطلوبة. وتجارب الآخرين كفيلة بتوضيح هذه النقطة: في جنوب أفريقيا أقامت مجموعة صغيرة من البيض نظاماً عنصرياً أسس على دعائم قوانين ونواميس تميز الناس على ركائز ومصنفات إثنية وعرقية وعن طريق هذه القوانين والتشريعات اضطهد السود وهم يشكلون الأغلبية. واستمر هذا النظام عدة عقود ولكن في بداية التسعينيات من القرن الماضي انتهى هذا النظام العنصري وجاء حكم الأغلبية، ولكن لكي تكون هناك دولة تحتضن كل مواطنيها وتوفر لهم العدالة والمساواة فكرت القيادة تحت ربان ماهر هو نيلسون مانديلا بعمل صلح بين البيض والسود، وقامت القيادة بدعوة الناس للتسامح والتصافح وطلبت القيادة من الناس القيام بعملية التصالح ونسيان الماضي وبناء دولة قوية ترنو لتحقيق الاستقرار والازدهار لشعبها. وعملية المصالحة هذه لم تكن سياسية بقدر ما كانت اجتماعية المحتوى وذات نظرة مستقبلية واعتمدت على نمط التحقيق القضائي والسبر والغوص الجنائي في أعماق مأسي نظام الحكم العنصري والأحداث الدامية التي رافقته. والغرض من مثل ذلك التحقيق كان محاولة التوصل ومعرفة دور كل فرد وجماعة في مساندة ذلك النظام ودعم جرائمه وفي النهاية يغفر لمن قام بأعمال تسببت في أذى ومعاناة الآخرين. أيضا في رواندا قامت القيادة بدعوة المجتمعات التي تحاربت في 1994 ووقعت الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، دعت القيادة مجتمع التوتسي ومجتمع الهوتو للتصالح من خلال أسلوب يختلف عن أسلوب جنوب أفريقيا على الرغم من أن الهدف النهائي للتجربتين كان واحداً. ويتمثل أسلوب رواندا في ما يعرف بمحاكم القشاشة GACACA وتعني باللغة الانجليزية GRASS ROOT COURTS أي محاكم الجذور، ولعل كلمة قشاشة تبدو عربية وكأنها من كلمة القش أي محاكم على مستوى الأساس المحلي وتهدف إلى: إزالة التوجس والشك بين الناس وإدانة المخطئين. محاربة عملية التستر على الجناة ومحاربة عملية ترك الخاطئ بدون محاسبة أو إدانة إمكانية إعادة التعايش السلمي بين المجتمعات مرة أخرى. مساعدة السكان على التعاضد والتضامن في كشف حقيقة ما جرى من أحداث وجرائم. كل هذه تهدف للتصالح من اجل وحدة الدولة. ونحن في السودان لم نحاول أن ننظر بصورة جدية نقدية لتاريخنا القريب الذي يمكن أن نعتبر عام 1954 نقطة البداية وهي بداية الحكم الوطني ومن خلال السنوات الخمسين الماضية تقاتل أهل السودان وتناحروا في ما بين أنفسهم، ونجمت عن هذه الفرقة مشاعر مريرة، وتراكمت أحقاد كثيرة، ولا يمكن أن تزول بمجرد مرور الأيام والسنين. والمصالحة السودانية يمكن حدوثها إذا جعلنا كل الصراعات والنزاعات التي حدثت منذ 1954 كعناصر للتصالح الوطني. وتوجد الأحداث الكثيرة التي تحتاج لتحقيق حتى نتمكن من التسامح. ماذا حدث في مارس 1954عند زيارة الرئيس المصري اللواء محمد نجيب؟ من كان وراء أحداث عنبر جودة في كوستي وأحداث توريت عام 1955 وأحداث الجنوب في عام 1965 في جوبا وواو، قوقريال، بور، رمبيك، أكوبو، ملكال وكدوك في 1963 وأحداث الجزيرة أبا وأحداث ود نوباوي 1970، مقتل الإمام الهادي، أحداث قصر الضيافة، أحداث الخرطوم 1964، عمليات الكشة في الخرطوم 1983، أحداث الضعين 1988 أحداث الجبلين 1989؟ وكيف أديرت الحرب من قبل أطراف النزاع خلال أعوام 1983 - 2005وماذا قيل وبث ونشر من خلال وسائل الإعلام مما يكون قد ساهم في خلق الحقد والكراهية بين الناس وأحداث الخرطوم 2005 وغيرها مما يحدث الآن في دار فور؟ ويبدو أن الشعب السوداني شعب طيب في الاستعداد للمشاركة والمساهمة والاستماع لأي تحقيق في الحوادث المأسوية التي وقعت في السودان منذ عام 1954 حتى اليوم لكن القيادة السياسية والقيادة الاجتماعية في السودان ومنذ عام 1954 تفتقر وتفتقد للفكر القيادي الذي يتسم بعمق التعقل الديناميكي والبصيرة النافذة. فالقيادة السودانية لم تر المجتمعات الاثنية المكونة للدولة السودانية على أساس أنها عناصر متساوية يجب توحيدها عن طريق توفير الأمن والاستقرار وضمان العدالة والمساواة، والتخطيط والعمل على تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية المتكاملة. والقيادة السياسية السودانية منذ عام 1954 تأتي من مؤسستين تندر أن تصنعا قادة ذوي قدرات قيادية ملهمة أو كرازماتية، وهاتان المؤسستان هما المؤسسة العسكرية ومؤسسة الطوائف الدينية وكل واحدة منهما تقوم على أسس دائمة وقواعد فكرية نادراً ما تتغيير لوائحها ولذا تصنع قادة يتسمون بالنمطية، يفكرون في قوالب ثابتة ويأتون بأفكار متشابهة متكررة متطابقة مثل آثار الأختام. فالقيادة النابعة من المؤسسة العسكرية تعتمد على الأسلوب الميكيافلي، في حين تعتمد القيادة النابعة من مؤسسة الطوائف الدينية على الأسلوب الثيوقراطي وهما أسلوبان لا يمكن أن يقوما بعملية المصالحة الوطنية. وعلى ذلك فالقيادة السودانية السياسية منذ عام 1954 لم تتمكن من عمل أي مصالحة وطنية لعدم قدرتها على الاختراق الفكري وعدم تمتعها بالكرازماتية وخوفها على أنها إذا ما قامت بعمل يخرجها من النمطية تكون قد خرجت عن (ثوابت الأمة) وتكون قد (فرطت في مكتسبات الأمة). إذن المصالحة الوطنية في السودان قد لا تتم إذا لم نسم فوق المفاهيم القديمة البالية ونصبو لدولة العدالة والمساواة، دولة المواطنة. المصالحة الوطنية إذا تمت فان المجتمع السوداني سيولد من جديد وآفاق المستقبل ستكون أكثر ضياء. إذا لم تتمكن القيادة السودانية من تحقيق المصالحة الوطنية فان على كل المجتمعات المحلية المتجاورة التي تحاربت أو حدثت بينها صراعات خلال الخمسين عاما الماضية عليها القيام بعمل المصالحة على مستوى مناطقها لتحقيق التعايش السلمي الى حين يأتي اليوم الذي تخترق القيادة السياسية السودانية حواجز الفكر البالي وتهشم القوالب الفكرية الجامدة وتتخطى النمطية المكبلة للتقدم والارتقاء ويوم ذاك سينهض السودان، من كبوته الطويلة، مارداً قوياً يعتز به كل مواطنيه.
    أتيم قرنق د.ديكويك*
    * نائب رئيس المجلس الوطني
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de