|
"البالمبو" فرقة سودانية تشق طريقهابقوة للعالمية معتمدة على الفلكلور (العربية.نت)
|
نقلا عن العربية نت
http://www.alarabiya.net/Articles/2006/11/07/28877.htm
غنت حتى الفجر في "أصيلة" المغربية ..وعنان رقص على أنغامها "البالمبو" فرقة سودانية تشق طريقهابقوة للعالمية معتمدة على الفلكلور
البالمبو أثناء مشاركتها بمهرجان أصيلة في المغرب (أرشيف) دبي- خالد عويس
لا يحظى الفنانون السودانيون عادة بحضور يذكر في أجهزة الإعلام العربية، لأسباب يردها بعضهم للإعلام العربي، فيما يعترف آخرون بتقصير سوداني في هذا المجال، ويذهب فريق ثالث للقول إن "السلم الخماسي" والايقاعات السودانية، لم تألفها الأذن العربية. وعلى العكس من ذلك، نجح الفنانون السودانيون في الوصول لدول إفريقية كثيرة، لدرجة أن الفنان السوداني، محمد وردي، حصل على جائزة "أفضل فنان إفريقي" في 1997.
وسعى فنانون للوصول إلى العالمية، عبر بوابة الغرب، فأفلح عدد من الفنانين والفنانات في أن يستأثروا باهتمام في أوروبا خصوصا. غير أن اللافت، أن فرقة "البالمبو" السودانية، التي تستخدم آلات موسيقية تراثية، وتغني أغنيات من أصقاع السودان كلها، والتي لم يمضّ على تكوينها سوى سنوات قليلة، حققت نجاحات كبيرة في فترة زمنية وجيزة.
واللافت أكثر أن نجاحات الفرقة، تخطت حدود السودان، حيث كان لها مشاركات لقيت ردود أفعال واسعة في مهرجان "أصيلة" في المغرب، وفي أنحاء أوروبا. وتغني فرقة "البالمبو" الخميس 9-11-2006 على مسرح قصر الثقافة في الشارقة، ضمن أسبوع ثقافي سوداني، في مشاركة ينتظر أن تكون لافتة، كسائر مشاركات الفرقة، التي تلقت أخيرا دعوات لإقامة حفلات في فرنسا، إيطاليا، بريطانيا، ألمانيا وهولندا خلال 2007.
ويشير عضو الفرقة، عبدالهادي عبدالوهاب، في حديث خاص لـ"العربية.نت"، إلى أن "البالمبو" التي تكونت في 1995 من 15 فردا، 5 عازفين، و10 أصوات رجالية ونسائية، كلهم يتمتعون بثقافة موسيقية عالية، وحازوا شهادات في هذا المجال، نحت باتجاه التراث السوداني الغنائي، الذي يعده عبدالوهاب، "أغنى فلكلور غنائي في العالم"، لتنوعه الكبير، من إيقاعات الجنوب، للشمال، ومن الغرب إلى الشرق.
وشاركت "البالمبو" بحسبه، في مهرجانات خارجية عدة، كان أبرزها، أصيلة (المغرب) في 2004، الرباط عاصمة الثقافة العربية في 2003، الهند في 2005، سويسرا في 2006، ومهرجان الساحل والصحراء في المغرب. وكان لافتا، أن الأمين العام للأمم المتحدة، كوفي عنان، طرب لأداء الفرقة، وقام ليرقص على أنغامها، حين شارك في احتفالات السلام في السودان في 2005.
أما الجنرال الكيني لازاراس سيمبويا (وسيط عملية السلام السودانية)، فما كان منه إلا أن اعتلى المسرح، وشارك في العزف مع الفرقة، هو والسفير البريطاني في الخرطوم. ويقول عبدالهادي عبدالوهاب إن فرقته تهدف لوضع الفلكلور السوداني الغني، وتأكيد "الهوية السودانية"، على الخارطة العالمية في مناخ العولمة الثقافية.
ويضيف بأن الأزياء التي تتزيا بها الفرقة، مستلهمة هي الأخرى من الأزياء السودانية ذات التشكيلة الواسعة، حسب الثقافات والقبائل والقوميات المختلفة في البلاد. وهي تشكّل في النهاية، حسب قوله، "لوحة سودانية" تتجلّى فيها التعددية الثقافية. ولا تستخدم "البالمبو" آلات موسيقية حديثة، سوى آلة "البيز جيتار" الإيقاعية.
وتأتي مغايرة البالمبو، من وجهة نظره، من اعتمادها على آلة "البالمبو" الشعبية، وهي آلة ايقاعية خشبية دخلت الى السودان قبل نحو 150 عاما عن طريق دول جوار إفريقية، وتصنع من خشب أشجار التيك المنتشرة في جنوب ووسط السودان، بالإضافة للدنقر (من غرب السودان) وهو نبات يشبه القرع وبداخله ماء، ويقرع بالعصي، والطبول السودانية، و"النوبة"، و"الفندق" الذي يستخدم في المطبخ السوداني، و"الباركشن"، الذي يستخدم في الغناء الكنسي، وهو من الحديد وبداخله حصى وقطع زجاج.
وكانت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، أشارت في 21 أغسطس 2004، إلى أن "البالمبو" انتزعت اعجاب ضيوف مهرجان "أصيلة" في المغرب. وأضافت: صحت أصيلة على حقيقة الايقاعات والموسيقى السودانية كما لم تفعل من قبل، فلقد خطفت فرقة "البالمبو" السودانية ألباب المشاهدين في عرضها أخيرا.
وقبل الحفل الذي فاجأ مستواه الكثيرين، كان السؤال: هل يغني السودانيون وهل يرقصون، رغم ما نسمع من أزمات وأحوال؟ هذا احساس ساد أصيلة وجمهورها الذي يسمع كل يوم عما لحق بالسودان أخيرا من أزمات ومشاكل وتهديدات في غربه.
ولكن على خلفية هدير أمواج الأطلسي حيث تتأرجح قوارب الصيادين المتعبة فوق سطح الماء، تجاوب جمهور أصيلة مكتشفا أبعادا وايقاعات افريقية جديدة، في عرض وصفه النقاد بأنه ملفت ونافذ، أو هكذا اتفق كل من حضر أداء فرقة البالمبو الشعبي، حتى أن التشكيلي المغربي عبد القادر الأعرج الذي تابع الحفل جهر قائلا "هذه الفرقة كان يفترض أن تغني في ملعب محمد الخامس في الدار البيضاء" في إشارة إلى أكبر ملعب في البلاد. وتساءل البعض: هل كان على موسم أصيلة الثقافي أن يكمل 26 عاما حتى يصل هؤلاء القوم المبدعون؟
ومضى تقرير الصحيفة إلى القول: في ليلة السودان توقع الحضور حفلا لفرقة مغمورة. وطلب المنظمون من الفرقة أن تقدم عرضاً لا يتجاوز الساعة. وبدأت الفرقة ألحانها. ثمة شيء استثنائي. ثمة ألحان تهز الأعماق وتطرب النفوس. انطلق صوت عفاف مطربة الفرقة منهمرا مثل المطر. كانت تبدأ المقطع ويكمل زميلها سليمان في تناغم جميل. غنوا لحناً مشحوناً بالطرب.
موسيقى عميقة وراقصة تلامس شغاف القلوب. ألحان قادمة بالفعل من أصقاع وآفاق غير مطروقة. ألحان تغني للحب للأرض للإنسان للغربة للرمال وللنيل شريان البلاد. ثم لحن تلو لحن من منطقة إلى أخرى من مناطق السودان. مناطق، حسب الناس أن الحروب والكوارث الطبيعية والنزوح شغلتها عن فنونها.
وتصاعدت الألحان وتعالت أصوات مفعمة بالحيوية والفرح، القاعة تهتز طرباً وفرحاً ونشوة. والحفل، الذي كان مقرراً له ساعة فقط ، "حتى لا يمل الجمهور ويترك القاعة" تواصل حتى الفجر.
|
|
|
|
|
|