قراءة في كتاب (حياتي) للرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون و الذي حقق أعلي المبيعات في أمريكا

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 05:12 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-04-2006, 12:50 PM

Kamel mohamad
<aKamel mohamad
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 3181

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قراءة في كتاب (حياتي) للرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون و الذي حقق أعلي المبيعات في أمريكا

    قراءة في كتاب حياتي للرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون و الذي حقق أعلي المبيعات في الولايات المتحدة الأمريكية


    المصدر: BBC


    كان بيل كلينتون طالباً عادياً في المدرسة الثانوية، وقد تركت لديه تلك الفترة ذكريات جميلة (وكنت احب الدروس وأصدقائي وفرقة الأوركسترا الموسيقية) كما يقول، ثم يضيف في موضع آخر (في المدرسة الثانوية وقعت بغرام الموسيقى وخاصة موسيقى الجاز) ولكنه كان يعاني في الوقت نفسه من إحساس بالقلق لم يكن يفهم مصدره وعبر عنه في نص كتبه عن سيرته الذاتية، بناء على طلب أستاذ اللغة الإنجليزية.
    وتقول المقاطع التي ساقها من ذلك النص: (إنني كائن غير صلب وواقع تحت تأثير قوى مختلفة إلى درجة أنني اشك أحياناً بمعنى وجودي، إنني مفارقة حية، إذ أنني متدين بعمق، لكنني لست واثقا بدرجة كافية بمعتقداتي كما ينبغي أن أكون، ابحث عن المسؤوليات وانا بصدد الهروب منها في الوقت نفسه احب الحقيقة، ولكنني الجأ غالباً الى الكذب. واعرف بشراً بعضهم قريبون الى قلبي، لكنهم لم يعرفوا ابدا متعة العيش.
    ارغب واجهد كي اكون مختلفاً عنهم، ولكنني لست غالباً سوى ترداداً كاملاً لهم، كم هي مقيتة كلمات انا، ولي (.. ) ان الاشياء الوحيدة التي تسمح باستخدامات مقبولة لهذه الكلمات انما تتمثل في القيم الكونية، التي نادرا ما نكون قادرين على ربطها بالايمان والثقة والحب والمسؤولية والاسف والمعرفة (... ) انني اجهد إذاً كي لا اكون المنافق الذي اكرهه من دون ان انكر القوة الشريرة للانا لدى هذا الشاب الذي هو أنا، انني سأعمل كي اصبح رجلاً).
    مصافحات أولى للسياسة
    كي يصبح رجلاً، اهتم بيل كلينتون بالسياسة بشكل جدي منذ ان كان في المدرسة الثانوية، كان يفكر آنذاك بأنه يطمح بمنصب سيناتور لكنه كان في الواقع يصبو الى ما هو ابعد، ولا يتردد في القول: (كنت في عمقي احس بانني مثل ابراهام لنكولن عندما كتب اثناء شبابه: سوف ادرس واحضر نفسي فلربما ان دوري سوف يأتي).
    وكانت هناك شخصية اخرى قد تركت اثرا مستمرا في حياة بيل كلينتون، ففي صيف 1963 ويوم 28 آب بالتحديد، اي قبل تسعة ايام فقط من بلوغه سن السابعة عشرة، كان مستلقيا على كرسي أمام جهاز التلفزيون عندما رأى على الشاشة القس الاسود مارتن لوثركنغ وهو يلقي خطابا، هذا المشهد يصفه كلينتون بالكلمات التالية:
    (لقد حضرت اكبر خطاب في حياتي) كان مارتن لوثر كينج واقفا امام تمثال لنكولن ويحكي عن اميركا التي حلم بها، وعبر ايقاع يذكر بلهجة العبيد القدماء وبصوت راعد وزاخر بالانفعال في الوقت نفسه كان يتوجه بكلامه للجموع الغفيرة المحتشدة امامه والى ملايين الاميركيين الذين كانوا يتسمرون مبهورين مثلي امام شاشات التلفزة، كان يقول بانه حلم بقدوم يوم يمكن لابناء العبيد القدامى ولابناء مالكي العبيد القدامى ان يجلسوا معا حول مائدة الاخوة على هضاب الارض الحمراء في جورجيا (ثم اضاف انه قد حلم ايضاً بأن يسكن ابناؤه الاربعة ذات يوم بلاداً لا يتم الحكم عليهم فيها من خلال لون جلودهم وانما على اساس ما يتسمون به من صفات).
    ومن اللحظات التي يؤكد بيل كلينتون على انها كانت ذات اثر كبير في حياته تلك التي شهدت اغتيال الرئيس الاميركي جون كيندي، وهو لا ينسى تلك الكلمات التي قالها الرئيس ليندون جونسون يوم تسلم مهام منصبه كرئيس للولايات المتحدة اثر مقتل كيندي، حيث ردد امام اولئك الذين قاموا بتنصيبه: (كنت مستعداً لان ادفع كل ما املك من اجل ان لا اكون امامكم اليوم).
    نال بيل كلينتون الشهادة الثانوية في 29 أيار 1964، في 12 أيلول من السنة نفسها توجه برفقة والدته الى واشنطن حيث كان سيتقدم للتسجيل بجامعتها، اي في جامعة جورج تاون ويشير الى انه خلال العامين الأوليين من دراسته لم يغامر بالذهاب ابعد من حرم الجامعة، او الاماكن المحيطة بها مباشرة، وكان اكثر ما اثار انتباهه في تلك الجامعة درس الاستاذة كارول كيجلي حول تطور الحضارات وقد كان ذلك الدرس اجبارياً بالنسبة لجميع طلبة السنة الاولى، ولم تكن تلك الاستاذة تتردد في توجيه الادانة لـ (افلاطون) لانه وضع (العقلانية المطلقة) فوق (التجربة الواقعية)، ولهذا كانت تنهي غالباً حديثها بالقول: (افلاطون فاشي).
    وقد ثابر بيل كلينتون خلال سنته الدراسية الجامعية على الاهتمام بدراساته للمرة الاولى ذلك انه فيما بعد وطيلة العامين الاخيرين من دراسته في جامعة جورج تاون واقامته لفترة في جامعة اكسفورد اولى اهتمامه الرئيسي للسياسة واعطى الكثير من جهده لدعم المرشحين الديمقراطيين في مختلف العمليات الانتخابية التي خاضوها.
    وكانت حرب فيتنام تزداد استعارا عندما حصل بيل كلينتون على وظيفة (سكرتير مساعد في لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس الاميركي التي كان يتولى رئاستها السيناتور فولبرايت. كان ذلك في وقت اصبحت فيه تلك اللجنة مركز نقاشات السياسة الخارجية الاميركية لا سيما فيما يتعلق بالمأساة الفيتنامية.
    هكذا امن ذلك العمل المتواضع لبيل كلينتون ان يتابع تلك النقاشات الجارية، كما وفر له الامكانية المادية لمتابعة دراسته من دون مساعدة اهله الذين كانوا بحاجة لمبالغ مالية لاستكمال علاج الاب المريض. هذا في الوقت الذي كان بيل كلينتون يخشى ان يضطر لترك جامعة جورج تاون كي يعود الى اركانساس، حيث كلفة الدراسة اقل، مما يتناسب مع موارد الاسرة الضئيلة، هكذا كان العمل الذي وجده في الكونغرس حاسما بالنسبة لدراسته، بل وربما لمسيرة حياته كلها، يقول: (بفضل تلك الصدفة المعجزة استطعت البقاء في جامعة جورج تاون مع فرصة العمل في اطار لجنة الشؤون الخارجية، وربما ان حياتي ما كان لها بالقطع ان تكون هي نفسها لو لم يقترحوا علي مثل ذلك العمل).
    كانت وظيفة بيل كلينتون تتطلب منه الذهاب كل يوم الى مبنى الكونغرس، ولذلك اهداه ابوه وامه سيارتهما القديمة البيضاء من طراز بويك الامر الذي ملأ قلبه بالفرح، كانت مهمة بيل هي ان ينقل الوثائق الادارية من الكابيتول الى مكتب السيناتور، وكان يقوم احياناً بقراءة الصحف وارشفة المقالات المكرسة لهذا السيناتور او ذاك. في الوقت نفسه كان بيل يتابع دراساته الجامعية، لكنه كان يخف فور انتهائها الى الكونغرس.
    لكن بمقدار ما كانت تزداد ضراوة المعارك في فيتنام كان يتركز عليها اهتمام الرئيس والكونغرس، بل واميركا كلها، ومن حيث ان الخسائر كانت تتعاظم في صفوف الجيش الاميركي من دون ان يرتسم في الافق اي منظور لانتصار حاسم، كان معارضو الحرب يثبتون اقدامهم ويكسبون مواقع جديدة، وبالتالي كانت المظاهرات تتعاظم والنقاشات داخل الكونغرس تزداد حدة، ولم تكن معارف بيل كلينتون آنذاك تسمح له بان يتخذ موقفا معينا، لكنه كان نصيرا للرئيس جونسون، لذلك كان يشك بما يقال عنه، على الرغم من تزايد ضغط الاحداث.
    ولم تكن حرب فيتنام وحدها هي التي تستقطب اهتمام الرأي العام، بل كانت هناك الاضطرابات التي شهدها احد احياء لوس انجلوس عام 1965 الى جانب بروز جيل مناضل من السود انقسمت حياله مواقف الرأي العام، حيث ان قسما منه دعم هذه الحركات الجديدة، واقترب من مواقع اليسار، بينما عارضها القسم الآخر، مقتربا من مواقع اليمين، وبدا الانقسام نفسه ايضاً حيال حق الاقتراع الذي اصدره ليندون جونسون، وجاء بعده عدد من الرؤساء ليكملوا الطريق نحو منح الاميركيين (الحقوق المدنية) ولا ينسى بيل كلينتون ان يؤكد بان الديمقراطيين قد ساندوا غالبا ان يتمتع الجميع بكل (الحقوق المدنية).
    عام حافل
    حصل بيل كلينتون على شهادته الجامعية ليحصل بعد ذلك على ترشيحه لمنحة رووس الدراسية الى جامعة اكسفورد وذلك بعد اجتيازه عدة امتحانات ومقابلات صعبة مع لجنة المحلفين المكلفة بالاختيار وكان ترشيحه باسم ولاية اركنساس كان فرحه كبيراً بذلك اذ (للحظة توقفت الارض عن الدوران)، كما يقول كان روجر كلينتون الذي يذكره تحت تسمية (بابا) قد توفي قبل ذلك بفترة قصيرة وتنبأ لبيل قبل وفاته بفترة قصيرة بـ (مستقبل زاهر).
    يقدم بيل كلينتون عام 1968 على انه كان (احدى السنوات الاكثر تمزقا والاكثر اضطرابا في التاريخ الاميركي) وكان جونسون قد بدأ تلك السنة معتقدا ان بامكانه المحافظة على الخط السياسي نفسه في فيتنام الى جانب متابعة برنامجه في محاربة البطالة والجوع والفقر ثم الترشيح لفترة رئاسية ثانية.
    وما يؤكده بيل كلينتون هو انه لم يكن يكره جونسون وانما كان يرغب فقط في ان تتوقف الحرب. الظاهرة التي يشير اليها في ذلك السياق هي ان مجموعات من الجمهوريين وعدداً كبيراً من الديمقراطيين من ابناء الطبقة العمالية كانوا قد جنحوا نحو اليمين كرد على المظاهرات التي كان الشباب يقومون بها، هكذا وجد محافظون من امثال ريتشارد نيكسون والحاكم الجديد لكاليفورنيا ورونالد ريغان من يصغي لهم، هكذا ايضا ابتعد الديمقراطيون عن جونسون وحاول اليساريون منهم اختيار مرشح منافس له للحصول على تأييد الحزب لخوض الانتخابات الرئاسية.
    كان خيارهم الأول هو روبرت كيندي الذي كان يدعو بقوة الى ضرورة الوصول الى حل للصراع الفيتنامي عن طريق المفاوضات، لكنه رفض العرض، وكذلك رفضه السناتور جورج ماكجفرن ليقبله اخيرا السناتور يوجين مكارثي، وبعد جولات انتخابية ومنافسات في العديد من الولايات الاميركية فاجأ جونسون الجميع في 31 آذار 1968 اذ اعلن للأمة الاميركية بانه سوف يقلص جذريا عمليات قصف فيتنام الشمالية بأمل الوصول الى حل للنزاع ثم اطلق بعد ذلك (قنبلته) عندما اعلن:
    بوجود ابناء اميركا في ساحات المعارك البعيدة ومع آمالنا بسلام يسود العالم كله ولكنها آمال يتم خرقها كل يوم، لا اعتقد بانه ينبغي عليّ ان اكرس ساعة اخرى او يوما آخر لخدمة قضايا شخصية متحزبة، بالنتيجة انني لن اطالب ولن اقبل ان يعينني حزبي لفترة رئاسية ثانية). كانت مشاعر كلينتون مزيجا من الحزن على جونسون الذي (فعل الكثير لاميركا على المستوى القومي) ومن الفرح من اجل البلاد في افق الشروع بانطلاقة جديدة.
    بعد اربعة ايام فقط من ذلك الحدث جرى اغتيال مارتن لوثركينغ في مدينة ممفيس التي ذهب اليها من اجل دعم حركة (منظفي الشوارع) المضربين وكان طيلة العامين الاخيرين من حياته قد ناضل من اجل (الحقوق المدنية) للسود لكنه وسع ايضا من نضاله ضد الفقر واعلن معارضته الشديدة للحرب وكان اغتيال الدكتور (لوثركينغ) قد هز الامة الاميركية بمقدار ما كان قد هزها اغتيال الرئيس جون كيندي قبل ذلك يقول بيل كلينتون عن اغتيال القس الاسود: (لقد ترك موت مارتن لوثر كينغ فراغاً في امة كانت بحاجة ماسة الى انخراطها في طريق اللاعنف والى ايمانها بأميركا، هذا في الوقت الذي تواجه فيه خطر ان تضيع فيه بين هذا وذاك).
    وصل بيل كلينتون الى جامعة (اكسفورد) عام 1968 والتي كانت الحياة الدراسية فيها تتمحور حول اقتسامها او معاهدها التسعة والعشرين والتي لم تكن الدروس فيها مختلطة بعد، وحيث كان عدد الفتيات اقل كثيرا من عدد الطلبة الذكور. كان كل قسم او معهد في الجامعة مزودا بمكتبة خاصة به. هذا وكان العديد من مشاهير العالم في مختلف ميادين العلوم البحتة والعلوم الانسانية والآداب.
    في كانون الأول 1968 عاد بيل كلينتون من اكسفورد في بريطانيا الى اميركا من اجل حضور حفلة زفاف امه على جيف داوير بعد وفاة روجر كلينتون، وقد علق بيل كلينتون على ذلك بالقول: كان الكثير من اصدقاء امي حاسمين في معارضتهم لزواجها من جيف داوير، لانه كان قد عرف السجن سابقا، وكانوا يعتقدون انه لا يزال غير اهل للثقة) مع هذا تم الزواج في 3 كانون الثاني 1969.
    وقد غنى بيل يومها للمدعوين برفقة احد اصدقائه، ثم بعد ايام عاد بيل كلينتون الى انجلترا لمتابعة دراساته في اكسفورد واجرى اثر عودته فحصاً طبياً في لندن حيث صرح الطبيب كما جاء في اليوميات التي كان بيل يقوم بكتابتها قبل شهرين تقريباً، بانه: (احد النماذج الاكثر سلامة في العالم الغربي، وهو جدير بالعرض في مدارس الطب وفي المعارض وحدائق الحيوانات والكرنفالات ومعسكرات التدريب).
                  

11-04-2006, 12:54 PM

Kamel mohamad
<aKamel mohamad
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 3181

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة في كتاب (حياتي) للرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون و الذي حقق أعلي المبيعات في أمريك (Re: Kamel mohamad)

    الجزء الثاني- مسلسل الفضائح


    كتاب حياتي ـ كلينتون
    نعتوني بالكذاب في ألوف المناسبات في الوقت الذي كنت شريفاً دائماً



    يعود بيل كلينتون الى عام 1994 الذي بدأ بوفاة والدته في الخامس من كانون الثاني لتبدأ بعد ذلك سلسلة من المتاعب، ففي أواسط ذلك الشهر نشرت صحيفتا (واشنطن بوست) و(نيويورك تايمز) وغيرهما مقالات حول قضية وايتووتر، التي تم اتهام هيلاري وبيل كلينتون فيها بالكسب غير المشروع من عمليات عقارية، وقد بالغت الصحافة في تعرضها لهذه القضية لدرجة كتب معها بيل كلينتون يقول ان هذه القضية وحدها هي التي كانت تستحوذ على اهتمام الصحافة واهتمام العالم السياسي.
    مسلسل الفضائح
    في اطار التحقيقات حول هذه القضية انفجرت قضية أخرى تخص علاقة بيل كلينتون بباولا جونز التي اتهمته بـ(التحرش الجنسي) بها عندما كان حاكماً لولاية اركانساس، وكانت من العاملين معه.
    ظهرت قضية باولا جونز للعلن في فبراير 1994. وذلك عندما نشرت صحيفة (أميركان سبكتاكل) مقالاً بالاعتماد على معلومات مصدرها شرطة اركانساس، أكد فيه كاتبه ان كلينتون قد صادف امرأة في احد فنادق ليثل روك، وانه دعاها لتكون خليلته. وذكر ذلك المقال اسم (باولا) فقط من دون أي ذكر لاسمها كاملاً، وقد زعمت باولا جونز ان أسرتها واصدقاءها قد عرفوا انها هي المقصودة، ولذلك ارادت الدفاع عن شرفها.
    وهكذا ذهبت للشرطة لتسجيل اتهامها لكلينتون بأنه قد تحرش بها وحرمها من الزيادة السنوية في راتبها لانها رفضت عرضه. هذا بدلاً من ملاحقة (الاميركان سبكتاتل) قضائياً، حسب تعبير كلينتون الذي وجد امام قضية في القضاء ومطلوباً منه دفع سبعمئة ألف دولار لباولا جونز لما لحق بها من ضرر بسبب التحرش الجنسي المزعوم الذي تعرضت له. ولم تتردد هيلاري كلينتون آنذاك في ان تتحدث عن مؤامرة تحاول اوساط اليمين المتطرف ان تحيكها ضد زوجها.
    وبعد عدة أشهر كشفت صحيفة (واشنطن بوست) النقاب عن ان القاضي المستقل ـ اليميني المتزمت والقريب من الجمهوريين المتطرفين ـ كنث ستار يقوم بالتحقيق حول اشاعات مفادها ان ما بين اثنتي عشرة وخمس عشرة امرأة، من بينهن باولا جونز، كانت لهن مغامرة مع بيل كلينتون.
    وقد صرح ذلك القاضي بأن ما يهمه لم يكن الحياة الجنسية لبيل كلينتون، انما كان يريد ان يطرح بعض الاسئلة على جميع الاشخاص الذين ربما ان كلينتون قد تحدث معهم حول قضية وايتووتر. وانتهى الامر بكنث ستار الى ايفاد عشرات العناصر من مكتب التحقيقات الفيدرالي الاميركي، وكذلك اوفد بعض العناصر العاملين لحساب شركات خاصة للتحقيق في الموضوع الذي كان قد أكد مع ذلك انه لم يكن يهمه.
    ويؤكد كلينتون ان الاميركيين دافعي الضرائب هم الذين دفعوا كلفة ذلك العمل. ويؤكد مرارا وتكرارا ان كنث ستار كان متحيزا، اذ انه استخدم عناصر مكتب التحقيقات الفيدرالي وقام باستخدام محققين خاصين من اجل (التفتيش في الحياة الشخصية لكلينتون) ولكنه رد بعنف، عندما اهتمت (صحيفة صفراء) بالتنقيب في حياته الخاصة.
    ويشير كلينتون في هذا الصدد الى مقال نشرته مجلة (نيوزويك) على مدى صفحتين كاملتين ويتحدثت فيه بالتفصيل عن أكثر من عشرين منظمة ونشطاء محافظين كانوا قد عملوا كلهم من اجل الكشف عن وتمويل (الفضائح) التي يحقق فيها كنث ستار.
    أما صحيفة (واشنطن بوست) فإنها قالت في مقال لها ان العديد من القضاة الاميركيين السابقين قد أعلنوا انزعاجهم، ليس بسبب ولع ستار بالتنقيب في الحياة الخاصة لكلينتون فحسب، وانما ايضا بسبب (الترسانة القضائية) التي تم توظيفها لتفعيل اتهاماته ضد الرئيس.
    وحاول ستار ان يستغل قضية جانبية فجرها بث برنامج تلفزيوني عنوانه (60 دقيقة) وقالت فيه سيدة اسمها كاثرين ويللي ان الرئيس كلينتون كان قد راودها عندما كانت تعمل في البيت الابيض. (محض افتراء) هذا ما أكده كلينتون أمام هذا الاتهام، مشيرا الى انه كان لديه ما يكفي من البراهين على عدم مصداقية روايتها، وخاصة شهادة صديقتها (جولي هيارت) عندما أكدت انها طلبت منها ان تكذب. هذا بالاضافة الى رسائل عديدة بعد (المراودة) بعثتها المدعية لكلينتون .
    وتؤكد كلها اعجابها وانها مستعدة لان تفعل كل شيء لمساعدته. وفي النهاية (لم يطل الوقت لاكتشاف انها كانت تريد بيع قصتها للصحف أو لأحد الناشرين بمبلغ ثلاثمئة الف دولار، وانتهت القضية قبل ان تبدأ، حسب تعبير كلينتون الذي يؤكد انه سرد قصة السيدة ويللي كي يبين كيف ان القاضي ستار لم يتردد في استغلالها، ووعد ويللي بـ (الحماية من أية ملاحقة قضائية) اذا قالت له كل الحقيقة.
    ولكن تكشف ان تلك الحقيقة ليست في صالح ما يريد بالمقابل عندما رفضت جولي هيارت، التي يصفها كلينتون بأنها (جمهورية صلبة) ان تغير شهادتها وان تكذب بالاتجاه الذي يريده ستار قام بتوجيه الاتهام لها رسميا، واذا لم تتم ادانتها كمذنبة فانها قد خسرت كل ما تملكه في القضية، بل وحاول مكتب القاضي ستار ان يشكك بصلاحية تبنيها لطفل رضيع روماني.
    حكاية مونيكا وفي 17 كانون الثاني 1998 تمت دعوة بيل كلينتون للادلاء بشهادته في قضية (باولا جونز)، وبعد ان أدى اليمين امام المحكمة شرع القضاة بتحديد مفهوم العلاقات الجنسية واعتبروه انه عامة (أي اتصال أكثر حميمية من قبلة. واذا كان يرمي الى ارضاء اثارة جنسية أو يوقظها).
    ثم يكتب كلينتون عن تلك الجلسة: (لقد استمرت الجلسة عدة ساعات، تم تكريس ما بين عشر الى خمس عشرة دقيقة فقط لباولا جونز. وما بقي يمحص موضوعات مختلفة (...) وخاصة اسئلة عديدة حول مونيكا لوينسكي. وكان المحامون يريدون ان يعرفوا اذا كنت أعرفها جيدا واذا كنا قد تبادلنا الهدايا وتحادثنا في الهاتف، وأخيرا اذا كانت لي علاقات جنسية معها. ولقد أخبرتهم بمضمون محادثاتنا، وبأنني قدمت لها بعض الهدايا، ثم أجبت بالنفي فيما يخص العلاقات الجنسية).
    لم يكن بيل كلينتون يعلم آنذاك ان المحقق ستار كانت لديه البراهين التي تثبت انه كانت له (علاقات جنسية) مع المتدربة السابقة في البيت الابيض بالمعنى الذي كان قد تم تحديده لمفهوم العلاقات الجنسية خلال قضية باولا جونز. وكانت تلك البراهين تتمثل بعدد من أشرطة التسجيل التي تحتوي محادثات احدى صديقات مونيكا، المدعوة ليندا تريب بتسجيلها خلسة والتي تتضمن اعترافاتها بوجود تلك العلاقات.
    لم يكن كلينتون يعرف وجود تلك الاشرطة، لكنه كان يعرف كما يكتب اليوم، بأنه كذب تحت القسم. فمونيكا لوينسكي عملت في البداية كمتدربة في البيت الابيض طيلة صيف عام 1995، ثم كموظفة ما بين كانون الأول من تلك السنة وحتى مطلع نيسان، حيث تم تحويلها آنذاك الى وزارة الدفاع، وكان اسم مونيكا لوينسكي قد ظهر في قائمة الشهود المحتملين في مطلع كانون الأول 1995، واصبحت (شاهدة) بعد اسبوعين فقط.
    ويؤكد كلينتون قوله: (لم أتحدث مع محاميي آنذاك عن علاقتي معها، وإنما أشرت الى حيرتي وترددي حيال ذلك الفريق العجيب للعلاقات الجنسية بمناسبة قضية باولا جونز. ولم يكونوا هم أقل حيرة).
    لقد طلب احد محاميه من محاميي الادعاء ان يطرحوا أسئلة دقيقة ولا لبس فيها عن علاقته بالنساء، وعندما سأل كلينتون المحامي نفسه الذي كان يطرح أسئلة عليه عما اذا كان لديه سؤال آخر أكثر تحديدا، أجاب بالنفي ثم أضاف: (أعتقد انه سيتم توضيح هذه النقطة تماما قريبا جدا، ولن تتأخر كثيرا في فهم ذلك).
    ويشير كلينتون الى انه كان مسموحا للقليل من الناس بأن يأتوا للعمل في البيت الابيض في حوالي نهاية عام 1995، أما أولئك الذين كانوا يأتون للعمل فإنهم كانوا يبقون حتى ساعة متأخرة. في تلك الفترة كانت لي للمرة الاولى علاقات ـ ليست في مكانها ـ مع مونيكا لوينسكي. ثم تكررت هذه العلاقات ما بين شهر تشرين الثاني من السنة نفسها وحتى نيسان، أي حتى غادرت مونيكا البيت الابيض الى البنتاغون. لم أرها بعد ذلك خلال الاشهر العشرة التالية، ولكن كان يحدث ان اتصل بها هاتفيا من وقت لآخر. يحدد كلينتون القول.
    وفي شباط 1997 كانت مونيكا احد المدعوين الى حضور التسجيل العام للخطاب الاسبوعي لكلينتون في الاذاعة، وبعد انتهاء البث التقى بها على انفراد لمدة ربع ساعة يقول: (كان موقفي يوحي لي بالقرف، وعندما رأيتها في الربيع التالي قلت لها ان علاقتنا كانت مسيئة بالنسبة لي ولأسرتي ولها هي نفسها، وانني لم أكن أستطيع الاستمرار. ثم أضفت انها ذكية، ومهمة، وتستحق حياة جيدة، وانني أستطيع ان أقدم لها مساعدة صداقية، إذا وافقت على ذلك).
    كانت مونيكا تتردد على البيت الابيض بانتظام، وكان كلينتون يلقاها بترحيب وتكريم، وقد طلبت منه في تشرين الأول ان يساعدها لايجاد عمل في نيويورك، ففعل ذلك. ثم اختارت احد عرضين للعمل، وجاءت حوالي نهاية أيلول الى البيت الابيض لتودعه، وفي تلك الاثناء تلقت مذكرة الدعوة للشهادة في قضية باولا جونز، لكنها لم تشأ ان تؤدي تلك الشهادة).
    ويشير كلينتون الى انه قال لها عندها حرفيا: (لقد قلت لها ان عدة نساء تجنبن الاستجواب عندما صرحن وهن تحت القسم، وكتابة، بأنهن لم يتعرضن لأي تحرش جنسي من قبل). ثم يردف القول: (ما فعلته مع مونيكا لوينسكي كان غبيا ولا أخلاقيا. وقد انتابني بسببه احساس عميق بالعار، وقد أردت دائما ان أخفي ذلك.
    وقد حاولت في شهادتي أن أقوم بحمايتنا، أسرتي وأنا، ضد حماقتي وضد أنانيتي. لقد اعتقدت ان ذلك التعريف الزئبقي للعلاقات الجنسية يسمح لي بأن أتصرف كما تصرفت. وفي الوقت نفسه وبسبب انزعاجي من ذلك التعريف طلبت من المحامي الذي كان يلقي علي الأسئلة أن يلقي أسئلة أكثر تحديدا. ولم أتأخر في فهمي للأسباب التي دعته الى ألا يفعل ذلك).
    وفي 21 كانون الثاني 1998 أي بعد اربعة ايام فقط من شهادة كلينتون في قضية باولا جونز والتي تركزت أسئلة المحققين فيها على علاقته بمونيكا لوينسكي، وليس بصاحبة القضية ـ الرئيسية ـ، قامت صحيفة (واشنطن بوست) بنشر مقال أعلنت فيه انه كانت لكلينتون علاقة مع مونيكا لوينسكي وانه متهم بتشجيعها للكذب تحت القسم، ثم أضافت الصحيفة ان المحقق ستار مكلف بالتحقق من صحة ذلك. لقد حاول ستار ان يثير فضيحة من اجل دفعي الى الاستقالة.
    لقد كسب الجولة الاولى ولكن بدا لي ان الزمن كان يلعب لصالحي، اذا استطعت مواجهة الفضيحة خلال اسبوع او اسبوعين، فعندها سينقشع الدخان وسيبدأ الجمهور والصحافة بتحليل دوافع ستار وطرقه، وسوف يرى كل انسان الصورة بتناقضاتها أكثر. كنت أعرف بأنني قد ارتكبت خطأ جسيماً ولم أكن أريد ان أدعه يتعاظم عبر ترك ستار يدلني على باب الخروج.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de