........................... عجـــز العقـل العلمــاني " 2 " ..........................

الأسلحة الكيميائية وحقيقة استخدامها في السودان في منتدى ميديكس للحوار
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 09-17-2025, 01:06 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-19-2006, 06:26 PM

MaxaB

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1326

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
........................... عجـــز العقـل العلمــاني " 2 " ..........................
                  

10-21-2006, 05:57 AM

Mohamed E. Seliaman
<aMohamed E. Seliaman
تاريخ التسجيل: 08-15-2005
مجموع المشاركات: 17863

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ........................... عجـــز العقـل العلمــاني " 2 " ..................... (Re: MaxaB)

    الأخ مكسب
    السلام عليكم ورحمة الله
    نتابع
                  

10-21-2006, 07:05 PM

MaxaB

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1326

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ........................... عجـــز العقـل العلمــاني " 2 " ..................... (Re: Mohamed E. Seliaman)



    الأخ الكريم الفاضل .. محمد سليمان

    كل عام و أنت بخير و صحة و عافية .. و ربنا يحقق أمانيك

    و أنا أتابعك أيضا ..
    ولن ترى منا إلا ما يسرك

    لك جميل الود و التحايا


    رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات

    مكسب
                  

10-22-2006, 06:04 PM

MaxaB

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1326

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ........................... عجـــز العقـل العلمــاني " 2 " ..................... (Re: MaxaB)


    لكي ندرك مدى رقي المادة التي بين أيدينا ، و الروح الذكية المخلصة و المتجردة ، و المنهج العلمي الفريد الذي سلكه كاتبنا في إثبات فكرته إليكم هذه الكلمات التي نجعلها مدخلا لتعريفه :


    " و من يقرأ في كتب الفلاسفة و العلمانية و علماء الأديان و غيرهم ، سيجد أن البشرية في حاجة ماسة لأن تضع الجهود الكبيرة ، و تسلط كثيرا من الأضواء على هذا الموضوع ، و تفكر بعقل صحيح و بموضوعية ، لا نريد مناقشات بيزنطية ولا جدل ، ولا مؤتمرات للدعاية الفكرية و السياسية ، و لا نريد صراعا فكريا ، بل نريد أن يجتمع بعض المخلصين الواعين بهدف البحث عن الحقائق الفكرية لخدمة البشر . نريد أن نتحاور و ندرس و نفكر و نناقش من أجل الوصول للحقائق ، و ليس لأي هدف آخر. نريد أن نخرج من تعصب و تقليد و معلومات خاطئة و بيئات تربوية عشنا بها ، و تضليل إعلامي ، و غش علمي ، نعم ستبقى أغلب هذه المباديء فهناك جهل و تعصب و مصالح و ضياع و ستبقى الإختلافات و الصراعات ، و لكن نريد أن يكون المخلصون في خندق الحق و الحقائق و الصواب و الخير لا في خندق لا أدري أو عقيدة ضالة أو ضائعة فكل الخنادق الأخرى هي خنادق الباطل و الخطأ والشر. "

    و نعود إلى مقدمته لنقتبس منها هذه الكلمات ..

    " أما بعد : فهذا الكتاب عبارة عن رحلة للبحث عن الحقائق في عالم المباديء ، رحلة تبحث أين الحق و الصواب ؟ و أين الباطل و الخطأ ؟ و ماهو العلم و ماهو الجهل ؟ و سنتطرق فيه للعقل و الفلسفة و الدين و الواقع و التاريخ ، و سنتحدث عن العلمانية و الإسلام و الرأسمالية و الشيوعية و أصول العقائد و المباديء ، و ما هو نصيبها من الأوهام و الظنون ؟و حاولت أن نخرج جميعا من أي إنحياز لبيئة أو إنفعال أو ظن همنا هو الوصول للعلم و النور ..
    أعطيت العلمانية حقها كاملا بأن تدافع عن نفسها و استشهدت بما قال أهلها ، و سرت معها إلى آخر الطريق و شرحت وجهة النظر الإسلامية بصورة موضوعية بعيدا عن تطرف المتطرفين و تساهل المفرطين.

    هذا الكتاب عبارة عن عمليات جراحية في الأسس و الأصول التي تنطلق منها المباديء الرئيسية التي نعرفها من دينية و غير دينية هذه المباديء التي تحدد لنا العقائد و النظم السياسية و الإجتماعية و الإقتصادية و تحد لنا معاني العدل و الحرية و حقوق الإنسان ، أي : ماهي المباديء الصحيحة و ما هي الخاطئة ؟
    و المباديء الصحيحة أي الحقائق الفكرية هي الأساس في بناء الفرد و الأسرة و الشعب و الدولة. و التطرق إلى موضوع بهذه الأهمية يتطلب الشرح و التفصيل و الإثباتات و الصبر ، و يتطلب القراءة العميقة المتأنية ، و القدرة على الربط بين الأفكار المختلفة و قد حاولت قدر المستطاع أن أكتب هذا الموضوع بطريقة علمية و منطقية ، و أعطي كل موضوع حقه. "

    و يقول ..

    " أسئلة كثيرة يجيب عليها هذا الكتاب منها ماهي أنواع العلم ؟ و هل العلمانية هي الطريق إلى الحقائق ؟ و ماهي العلاقة بين العلمانية و الفلسفة ؟ و ما هو الأسلوب الصحيح في الوصول للحقائق بنوعيها المادي و الفكري ؟ و ماهي العلاقة بين الإسلام و العقل ؟ و ماهو العدل ؟ و ماهي الحرية ؟ و هذه الأسئلة و غيرها تستحق أن نقف عندها و نتعمق فيها إذا كنا نريد أن نبني حياتنا على أسس علمية ".


    هذه هي الكلمات النيرة ، و هذا هو المنهج الفريد الذي سيقودنا عبره كاتبنا " عيد بن بطاح الدويهيس " من الكويت ، في هذه الرحلة الممتعة من أجل سبر أغوار الحقيقة و إستجلاء الحق في كتابه " عجز العقل العلماني " ، و هو من إصدارات دار البلاغ ، و حقوق طبعه مفتوحة و مهداة من المؤلف لكل مسلم يعين على نشره ، فلينقل عن هذه النافذة من كلام كاتبنا من شاء دون تحفظ مع مراعاة الأمانة العلمية ، فهو عيد للعلم ، بطاح للجهل ، دويهيس لكل فكر ضال و عقيدة منحرفة.

    و من هنا أنا أيضا أتجرد ، فليس لي من فضل بعد هذا إلا أن أعرض عليكم هذا الكتاب ، أرد على مناقشاتكم، و أدير الحوار في هذه النافذة ، أنا أعتبر أن هذا هو آخر الحواجز النفسية التي قد تمنع أيا من متابعي هذه النافذة من أن يتعامل مع المادة المعروضة بكل حيادية و منطقية ووعي و تجرد.


    رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات

    مكسب

    (عدل بواسطة MaxaB on 11-17-2006, 03:50 AM)
    (عدل بواسطة MaxaB on 11-17-2006, 03:51 AM)

                  

10-22-2006, 06:07 PM

MaxaB

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1326

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ........................... عجـــز العقـل العلمــاني " 2 " ..................... (Re: MaxaB)



    العلم الفكري و العلم المادي


    من أهم القضايا التي ستساهم بإذن الله في وصولنا إلى الحقائق هو تقسيمها إلى قسمين رئيسين ( هناك أقسام فرعية أخرى سنتطرق إليها لاحقا ) ، و هما الحقائق الفكرية ، و الحقائق المادية ، و لنسميهما العلم الفكري و العلم المادي و عكسهما الجهل الفكري و الجهل المادي. فالعلم الفكري هو الذي يبحث عن الحقائق في مجال العقائد و القضايا السياسية و الحياة الإجتماعية ، و الحياة الإقتصادية أي هل الحق مع العقائد الدينية أو اللا دينية ( العلمانية ) , و هل نطبق في الإقتصاد و السياسة و الحياة الإجتماعية النظام الرأسمالي أم الشيوعي أم الإسلامي ؟
    و ما هو التعريف الصحيح للحرية أو العدل ؟ و هل أصاب أو أخطأ هذا الفيلسوف أو ذاك في قوله ؟ و ما هو موقفنا من الديمقراطية أو فصل الدين عن الدولة أو من الأحزاب السياسية ؟ و ما هي مناهج الإصلاح الصحيحة ؟ و ماهي الأسس اللصحيحة للعلاقة الزوجية ؟ و كيف نربي أبناءنا ؟ و ماهو الموقف الصحيح من الإنتماءات العرقية ، و ما في هذا العالم من عقائد و أفكار و أنظمة و حكومات ؟ و من هي قوى الخير و النور ؟ و من هي قوى الشر و الظلام ؟ و من هو التقدمي ؟ و من هو الرجعي ؟ و من هو العالم ؟ و من هو الجاهل ؟ فالعلم الفكري هو المباديء و العقائد الصحيحة ، و الجهل الفكري هو المباديء و العقائد الخاطئة ، أما ألحقائق المادية أي العلم المادي فهو الذي يتعلق بالأمور المادية مثل الكيمياء و الفيزياء و علم البحار و الأحياء و الطب و الهندسة و الحاسب الآلي و الرياضيات و الزراعة و التكنولوجيا و الصناعة ... الخ ، و سنحاول أن نفرق في النقاط التالية بين العلم الفكري و العلم المادي:


    رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات

    مكسب
                  

10-22-2006, 06:12 PM

MaxaB

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1326

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ........................... عجـــز العقـل العلمــاني " 2 " ..................... (Re: MaxaB)




    الفروق بين العلم الفكري و العلم المادي

    1- الوصول إلى الحقائق المادية يتم من خلال التجربة و المشاهدة و الإستنتاج ، أما الوصول للحقائق الفكرية فهو من خلال الأدلة الفكرية ، ففي العلم المادي يمكن من خلال مشاهدة تجربة غليان الماء عند 100 درجة مئوية في الظروف العادية أن نعتبر غليان الماء عند هذه الدرجة حقيقة مادية ، أما بالنسبة للعلم الفكري فلا يمكن أن نحكم على صواب أو خطأ فكرة مثل هل لهذا الكون خالق من خلال تجربة و مشاهدة و استنتاج. كما أن معرفة أي الأنظمة الإجتماعية أو الإقتصادية أو السياسية المناسبة لحياة البشر لا يمكن الوصول فيها إلى حقائق حاسمة من خلال التجربة و المشاهدة و الإستنتاج : و ذلك لأن الإنسان لا يتصرف كما يتصرف الماء ( المادة ) : فبعض البشر يطغى و يتكبر إذا حصل على المال الكثير ، و بعضهم يتواضع ، و بعضهم كريم و بعضهم بخيل ، و بعضهم يحسن لمن أحسن إليه ، و بعضهم يقابل الإحسان بالإساءة ، فلا يمكن أن نستنج حقائق فكرية ، فالنتائج متناقضة في حين أن كل ماء يغلي عند 100 درجة مئوية في الظروف العادية. كما أننا حتى لو أخضعنا شعبا لتجارب فكرية بأن نجعله يطبق الرأسمالية لخمس سنوات ، ثم الإسلام ثم الشيوعية : و نكتب مشاهداتنا و استنتاجاتنا فإن ذلك لن يوصلنا إلى حقائق فكرية لأن التصرفات ستكون متناقضة و مختلفة فهناك عوامل كثيرة ستؤثر في هذه التجارب مثل : نوعية الشعب ، و الظروف المحيطة ومن هم لجنة التحكيم ؟ و هل تصرف الناس بإخلاص أو أظهروا خلاف ما نشاهد منهم و غير ذلك. قال الأستاذ العقاد : " أما العلوم الطبيعية ( المادية ) نفسها فليس من شأنها أن تخول أصحابها حق القول الفصل في المباحث الإلهية و المسائل الأبدية ، لأنها : من جهة مقصورة على ما يقبل المشاهدة و التجربة و التسجيل ، و من جهة أخرى مقصورة على نوع و احد من الموجودات "*.

    2- لا يختلف البشر حول الحقائق المادية في الطب و الزراعة و الكيمياء و الهندسة ، فالجامعات و المدارس في الولايات المتحدة الأمريكية الرأسمالية ، و في روسيا الشيوعية ، و في الدول الإسلامية تدرس نفس الحقائق المادية ، و هي متفقة عليها. فعلماء الفيزياء على سبيل المثال متفقون على ما يعتبر حقائق مادية في علم الفيزياء ، و أثبتوا ذلك من خلال التجربة و المشاهدة و الإستنتاج. في حين أن الإختلافات الفكرية بين المتخصصين في العلوم الفكرية كبيرة و لا يوجد حولها إتفاق فكري عالمي ، أو حتى محلي ، فهناك من يقول عن الرأسمالية أنها حق و صواب و هناك من يقول عنها باطل و خطأ و كذلك الأمر بالنسبة للإسلام و الشيوعية و البوذية و الهندوسية و النازية و العلمانية و التصوف و الإلحاد .. الخ. فالعالم كان ولا يزال مختلفا أشد الإختلاف فيما هو حقائق فكرية ، بل لم يتفق البشر حتى يومنا هذا على صواب أو خطأ نظام اقتصادي أو إجتماعي ، بل لم يتفقوا على تعريف واحد للحرية ، أو للعدل ، مع أننا نعيش في نهاية القرن العشرين : و لدينا آلاف الجامعات و المفكرين قال د. ألكسيس كاريل : " إن كلا الملحد و الروحاني يتفقان على تحليل قطعة صوديوم كلورايد ( الملح ) ، و لكن شتان بين رأييهما حول الذات الإنسانية "#.


    رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات

    مكسب
                  

10-22-2006, 06:20 PM

MaxaB

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1326

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ........................... عجـــز العقـل العلمــاني " 2 " ..................... (Re: MaxaB)




    3- حقق العلم المادي قفزات هائلة في مختلف فروعه ، فالطب اليوم متقدم بمئات المرات عن الطب قبل قرنين ، و تكنولوجيا الإتصال حققت قفزات هائلة ، و عرفنا حقائق مادية كثيرة عن علم الكيمياء... ألخ. و يتم تطوير المناهج التي تدرس هذه العلوم بسرعة كبيرة حتى تواكب الإختراعات و الإكتشافات الجديدة ، و لا نجد في العلم المادي من يقول اليوم من علماء المادة أن الأرض ليست كروية ، أو أن الذرة أصغر مكون للمادة.
    في حين أن العلم الفكري لا زال يناقش القضايا التي كان يناقشها منذ آلاف السنين حول وجود الله سبحانه و تعالى ، و صحة الأديان ، و أصلح الأنظمة لحياة الإنسان ، و معاني العدل و الحرية ، و أسس الأمن الوطني ، و حقوق المرأة .. الخ . فالشيوعية و العنصرية و الطبقية و الأديان السماوية .. الخ ، عقائد تتصارع منذ آلاف السنين ، و لا زالت تتصارع حتى يومنا هذا ، و هذا يعني أن العقل البشري لم يصل في العلم الفكري إلى تقدم و قفزات فكرية.
    قال آلان ريكاردسون في محاضرته " حقائق الدين في عصر العلم " : " هذا لأن وجودنا الإنساني الأساسي لم يتبدل. فما يجعلنا أناسا ، أي كائنات تتحدد علاقتها مع الله و مع الآخرين ، هو نفسه ما كان أيام قدامى المسرحيين و الأنبياء و الفلاسفة لذلك يستطيع المسرحيون و الأنبياء و الشعراء أن يخبرونا عن وجودنا الإنساني الأساسي ما يخبرنا إياه المحدثون "*.

    و قال الأستاذ هنترميد " و هكذا فإن المبتدئين ، سواء كانوا من الواثقين أم من غير الواثقين بأنفسهم ، يكتشفون عادة أنهم ليسوا و حيدين في تفكيرهم ، إذا سرعان ما يعلمون أنه لا جديد – إلا القليل جدا – تحت شمس الفلسفة ، و لا بد ان تمر بالمرء لحظة هائلة ، قد تملكه فيها فرحة طاغية ، أو خيبة أمل عميقة عندما يكتشف أنه شريك في الفكر لأفلاطون ، أو باركلي ، أو اسبينيوزا "**.

    و قال الأستاذ أديب صعب
    " مخطيء من يظن أن الفلسفة القديمة كانت علما بدائيا يفتقر إلى التجربة الدقيقة "***.


    و عموما فالفلاسفة و المفكرون و علماء الإسلام و الأديان الإسلامية لم يكونوا يعيشون في أبراج عاجية منعزلين عن العالم و الواقع ، بل قرأوا و درسو ا و تأملوا و فكروا و حللوا و كتبوا ، فالنقاش الفكري الراقي موجود ، و الموضوعات التي تم مناقشتها هي نفس المواضيع الحالية المتعلقة بالكون و الحياة و الإنسان و لكن لم يتم الإتفاق على حقائق فكرية معينة بينهم ، و هذا وضع سيستمر و للأبد ، و لكن من يريد أن يصل الحقائق الفكرية بصدق و إخلاص و يسلك الطريق المؤدي إليها سيهديه الله سبحانه و تعالى. و وجود تناقضات فكرية لا يعارض تحقيق تقدم فكري جزئي في فترات من التاريخ القديم و الحديث لمفكرين أو دول ، كالإقتناع بالمساواة و العدل و المشاركة الشعبية في الحكم و المقصود هنا أن الحيرة و التناقض هو في الأغلبية الساحقة من القضايا الفكرية، و هي مشكلة إنسانية قديمة و حديثة.




    رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات

    مكسب
                  

10-22-2006, 06:22 PM

MaxaB

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1326

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ........................... عجـــز العقـل العلمــاني " 2 " ..................... (Re: MaxaB)



    4- تسعى الدول لإكتساب الحقائق المادية ، و التعرف عليها بشتى الوسائل : من تعليم و تدريب و تجسس ، لما لها من تأثيرات تكنولوجية و إقتصادية في حين أن أغلبها تحارب بشتى الوسائل الآراء الفكرية لأعدائها كما حصل بين الدول الرأسمالية و الدول الشيوعية ، فلا تعتبر الدول الآراء الفكرية للأعداء و للآخرين " حقائق فكرية " تحتاجها للرقي و الحضارة ، بل تعتبرها " أخطاء و أوهام فكرية " يجب محاربتها ، و هذا يفسر لنا لماذا أصبح المفكرون الشيوعيون منبوذين من الحكم الروسي الجديد بعد سقوط الشيوعية ، في حين أن علماء الفيزياء و الطب و غيرهم من العلوم المادية سيبقى لهم مكان في روسيا للحاجة إليهم في الصناعة و الزراعة و المستشفيات. .

    5- من الصعب أو من المستحيل أن يتكلم في علم الكيمياء أو الرياضيات أو الطب من لم يدرسه و من لم يلتزم بحقائقه ، و لو فعل أحدهم ذلك لقال عنه علماء هذا العلم بأنه جاهل. في حين أن الكثيرين يتكلمون في العلم الفكري سواء كانوا فلاسفة أو سياسين أو مفكرين أو متخصصين في الدراسات الدينية ، بل بعضهم يعتبرون أنفسهم علماء فيه ، فالملحد يعتبر نفسه مثقفا وواعيا ، و كذلك المسلم و المسيحي و غيرهم و بإمكان الإنسان العادي أن يتكلم في العلم الفكري و يكتب و ينتقد و يشرح و يفتي و يحدد الصواب من الخطأ في عقائد و أحكام و أنظمة و أفكار. فمن الصعب أن يدخل أحد في العلوم المادية إن لم يكن ذا علم فيها حيث سيجد جبهة من العلماء يرفضونه في حين أن الدخول في العلوم الفكرية سهل لأن علماء هذا العلم مختلفين و متناقضين و لا توجد عندهم حقائق فكرية متفق عليها ، أو حتى قواعد عامة.




    رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات

    مكسب
                  

10-22-2006, 06:23 PM

MaxaB

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1326

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ........................... عجـــز العقـل العلمــاني " 2 " ..................... (Re: MaxaB)


    فوائد تقسيم العلم إلى مادي و فكري ..


    1. ما نريد أن نصل إليه من خلال هذا البحث هو الحقائق الفكرية ، أي العلم الفكري لأن هناك اتفاق بشري حول الحقائق المادية أي العلم المادي ، فحقائقه معروفة و لا اختلاف حولها و علماؤه متفقون و النجاحات التي يحققها في شتى المجالات معروفة.


    رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات

    مكسب
                  

10-22-2006, 06:25 PM

MaxaB

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1326

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ........................... عجـــز العقـل العلمــاني " 2 " ..................... (Re: MaxaB)


    2. تقسيم العلم إلى نوعين فكري و مادي ، أي حقائق فكرية و حقائق مادية هو ابتعاد عن أغلب التقسيمات التي نجدها في الكتب ، و التي أرى أن أغلبها أسهم في خلط الأوراق وضياع الحقائق الفكرية من أول الطريق ، حيث ناقش الموضوع من خلال عناوين مثل الفلسفة و الدين أو العقل و الدين أو العلوم الدنيوية و العلوم الأخروية أو الأمور الحسية و الأمور الغيبية أو أهل الكنيسة و أهل العلم أو قضايا الإيمان و قضايا العقل أو العلم و الإيمان ... الخ. في حين أني ناقشت الموضوع من حيث ماهي الحقائق الفكرية أي العلم الفكري و كيف نصل إليه. فالقضية هي ماهو العلم " الحقائق الفكرية " و ما هو الجهل " الأوهام و الظنون الخاطئة " و أي تصنيف غير ذلك سيؤدي إلى الضياع و الحيرة فالحقيقة هي المقبولة سواء كانت دنيوية أو غيبية أو عقلية أو فلسفية ... الخ و ما هو ليس بحقيقة ليس مقبولا


    رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات

    مكسب
                  

10-22-2006, 06:29 PM

MaxaB

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1326

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ........................... عجـــز العقـل العلمــاني " 2 " ..................... (Re: MaxaB)



    لا شك أن العقل هو وسيلتنا للوصول للحقائق الفكرية
    ، فلا يتم قبول شيء بدون دليل عقلي واضح ، و سنضع كل المباديء الرئيسية في ميزان عقلي واضح ، و سنضع كل المبادئ الرئيسة في ميزان عقلي عادل و موضوعي ، و سنقارن في أصولها و جذورها و حقها من الأدلة العقلية. و يكون بحثنا في الأساس نظريا حتى نبتعد عن التطبيقات الصحيحة أو الخاطئة في الواقع البشري لأي فكر ، و سنبتعد عن التأثر بالقوة فالميزان هو العقل ، و ليس ما تقوله دولة عظمى أو صغرى ، و سنبتعد كذلك عن التأثر بالبيئات و بالمعلومات الخاطئة و التجارب الشخصية ، فسنأخذ ما يقول أهل المباديء عن مبادئهم لا ما يقول خصومهم ، و سنبتعد عن الماضي و التاريخ و إذا نجحنا في ذلك إن شاء الله [B]سنكون ابتعدنا كثيرا عن ظنون و شبهات و معلومات خاطئة تؤدي إلى الضياع .


    رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات

    مكسب
                  

10-22-2006, 07:28 PM

MaxaB

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1326

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ........................... عجـــز العقـل العلمــاني " 2 " ..................... (Re: MaxaB)


    3. تقسيم الحقائق إلى مادية و فكرية ، و العلم إلى مادي و فكري من شأنه أن يسهل علينا الإقتناع بأن التطور في مجال العلم المادي لا يعني بالضرورة التقدم في العلم الفكري. فالبعض يربط بين الموضوعين ، و هذا يعني أن تقدم الدول الغربية في العلوم المادية لا يعني أنها بالضرورة متقدمة في العلوم الفكرية ن فقد تكون كذلك أو لا ، و هذا يفسر أيضا التقدم المادي التكنولوجي الأمريكي و الياباني مع اختلافاتهما الفكرية الكبيرة ، كما أن العكس صحيح أيضا ، و قد نجد دولا متخلفة في المجالين معا ، كما أن الإختلاف بين العلم المادي و العلم الفكري يجعلنا نفهم أن معارضة بعض علماء الدين المسيحي أو غيرهم لحقائق مادية هو في أساسه تدخل في مجال غير مجالهم ، و هناك استثناءات سنتكلم عنها إن شاء الله تعالى في موضع آخر ، كما أن تكلم أهل العلم المادي و خاصة العلماء منهم في القضايا الفكرية هو تكلم في مجال غير مجالهم ، كما أن استخدام الأساليب و المفاهيم و التجارب العلمية المادية في مجال العلم الفكري خطأ فادح ، و خلط للأوراق أدى إلى ضياع الحقائق الفكرية أو تشويهها.

    رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات

    مكسب

    (عدل بواسطة MaxaB on 10-22-2006, 07:31 PM)

                  

10-22-2006, 07:30 PM

MaxaB

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1326

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ........................... عجـــز العقـل العلمــاني " 2 " ..................... (Re: MaxaB)



    4-من الأمور الهامة في بيان الحقائق الفكرية الإقتناع بأن هناك تشابه جزئي بين كثير من العقائد و الأيدولوجيات ، فليس كل ما تقوله الشيوعية و الرأسمالية خطا ، بل هناك خطأ و صواب ، فمثلا ليس الإختلاف بين النظام الإسلامي و الدول الغربية هو في الديمقراطية و حقوق الإنسان و إنصاف المرأة و مبدأ الملكية الفردية أو المفاهيم الإقتصادية المتعلقة بدور القطاع الخاص و العرض و الطلب و حرية التجارة و العمل و الإستثمار أو السياسات الإقتصادية ... الخ بل الإختلاف هو مع العلمانية ، و الهدف من الحياة و المفاهيم الصحيحة للحرية الشخصية ، و تحريم الزنا و الخمر والربا ... الخ و الذي يمكن اختصاره بكلمات قليلة في هل نختار توحيد الله سبحانه و تعالى و طاعته و شريعته ؟ أم نرفض ذلك. أي هو اختلاف حول الحقائق الفكرية الكبرى ، و مثل هذا يقال أيضا للإشتراكيين فنحن لا نختلف معهم حول انصاف العمال و الفقراء و محاربة التبذير و الإسراف و التعصب العرقي ، و هذا التشابه الفكري يجعلنا نقول أن بعض المباديء العلمانية حققت نجاحات جزئية ، و هذا لا يتعارض مع وجود جهل فكري كبير ، و فشل عريض في الجانب الأكثر منها. فالمشكلة ليست فيما نتفق عليه بل فيما نختلف عليه ؛ لأنه منبع الشر و الصراع في الأرض ، و نريد أن نعرف بأسلوب علمي و نقاش موضوعي من هو على حق ؟ و من هو على باطل ؟ لأنه إذا كان من يعرف الحقائق المادية قادر على بناء مصانع ناجحة فإن من يعرف الحقائق الفكرية قادر إذا طبقها على بناء الفرد و الأسرة و المجتمع و الولة على أسس من العدل و الحرية و السعادة


    رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات

    مكسب
                  

10-22-2006, 07:35 PM

MaxaB

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1326

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ........................... عجـــز العقـل العلمــاني " 2 " ..................... (Re: MaxaB)



    5- بداية نحن أمام احتمالين إما أن تكون هناك حقائق فكرية أو لا توجد حقائق فكرية فإذا عجز العقل البشري عن الوصول للحقائق الفكرية ، فليس من حق أحد أن يقول إن مبادئي صحيحة و مبادئ الآخرين خاطئة لأنه لا توجد حقائق " علم فكري ". ، أما إذا كانت هناك حقائق فكرية و صلنا إليها بعقولنا فإن هذه الحقائق هي النور و الصواب و الحكمة و يجب أن نستخدمها في حياتنا الفكرية كافة جوانبها العقائدية و السياسية و الشخصية ... الخ. فعلينا أن نقدسها و ندافع عنها و لا نرفضها نتيجة أهواء أو شهوات أو تقاليد خاطئة أو إتباع للأباء و الأجداد أو لمصالح أو لأرآء شخصية أو تصويت شعبي أو قانون أو رغبة حكومية ، فالحقائق تبقى حقائق حتى لو أنكرناها ، قال الأستاذ يوسف أبو الهيجاء " الحقيقة حقيقة سواء صدقت أنت بها أم لم تصدق ، انها حقيقة و لو لم يصدقها عقل. الحقيقة حقيقة لأنها حقيقة ، و ليس حقيقة لأن هناك عقل أو عقول صدقت بها الحقيقة باقية خالدة و لو لم يكن ثمة عقل "* . و من صفات الحقيقة أنها فوق السلطات و الأهواء و الأراء و الشهوات يربح و يسعد من يؤمن بها و يخسر و يشقى من يتجاهلها أو يرفضها باختصار الحقائق الفكرية لها نفس الحصانة العلمية للحقائق المادية ؛ فالحقيقة الفكرية لا تتغير مع الزمن و هي قوة عظمى دائما.


    رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات

    مكسب
                  

10-22-2006, 11:51 PM

ابي عزالدين البشري
<aابي عزالدين البشري
تاريخ التسجيل: 03-28-2006
مجموع المشاركات: 1178

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
كل عام وأنتم بخير (Re: MaxaB)


                  

10-23-2006, 06:30 PM

MaxaB

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1326

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ........................... عجـــز العقـل العلمــاني " 2 " ..................... (Re: MaxaB)

                  

10-25-2006, 05:13 AM

MaxaB

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1326

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ........................... عجـــز العقـل العلمــاني " 2 " ..................... (Re: MaxaB)


    5. إذا كنا في مجال الحقائق المادية نستخدم عقولنا و نطبق التجربة و المشاهدة و الإستنتاج ، و ما نصل إليه من حقائق نقبله بغض النظر عن آرائنا السابقة ، و توقعاتنا و ظنوننافوصولنا إلى حقيقة أن الماء يغلي عند 100 درجة مئوية تجعل أي كلام غير هذا باطل، و مرفوض ، فإن هذا هو المطلوب في الحقائق الفكرية ، نقول هذا لأننا نعلم أن هناك قناعات سابقة عند الكثيرين ، و نعلم أن هناك شبهات و معلومات خاطئة نتوقع أن ترفض حتى ما يثبت العقل صوابه ، فالبعض قد يصل إلى الحقائق الفكرية أو بعضها ، ثم يقول لا أقبل هذا : هذا تطرف ، هذا جمود ، هذا ظلم في حين أن الصحيح أننا لن نستطيع أن نحدد أهذا تطرف أم عدل أم ظلم قبل أن نعرف أولا ما هي الحقائق الفكرية ؟ فالظلم هو أن تنحرف أوترفض هذه الحقائق و العدل أن تطبقها. و قبل أن نجمع الحقائق الفكرية في مجال الحرية لن نستطيع تعريفها تعريفا صحيحا ، فالطريق الصحيح هو أن عقولنا هي التي ستوصلنا بإذن الله تعالى إلى الحقائق ، و إن وصولنا للحقائق هو الذي سيحدد لنا الحرية الصحيحة ، و العدل الصحيح و العقائد الصحيحة ، و من الأخطاء الكبرى في هذا الموضوع هو أن أدافع عن الحرية قبل أن أعرف ما هي الحقائق الفكرية لأن الحرية هنا تصبح إما هدف عام لا إختلاف بين البشر عليه ، أو مفاهيم كثيرة جدا متناقضة حسب ما لدى البشر من عقائد ، أي إعتقادات أن لديهم حقائق فكرية ، فالحقائق الفكرية هي التي تحدد معنى الحرية و ليست الحرية هي التي تحدد لنا ما هي الحقائق ؟


    رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات

    مكسب
                  

10-25-2006, 05:20 AM

MaxaB

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1326

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ........................... عجـــز العقـل العلمــاني " 2 " ..................... (Re: MaxaB)


    7- يمكن تعريف المجتمع الراقي بأنه هو الذي يعرف و يطبق أكبر قدر من الحقائق الفكرية ، و الحقائق المادية ، و أن الفرد الراقي هو الذي تسلح بسلاح العلم الفكري ، وسلاح العلم المادي ، فكلاهما له ثمرات طيبة يحتاجها الإنسان ، بل نرى أن الأولوية يجب أن تعطى للعلم الفكري لأنه مفتاح العدل و الحرية و السعادة الأسرية و الأخلاق الرفيعة و الوفاء و التضحية و التواضع و التعاون و الحب .. الخ ، و هذه الأمور لها علاقة بكل إنسان و عائلة و قبيلة و حزب و شعب و أمة و دولة ، فالعلم الفكري هو العمود الفقري لعقل الإنسان و عواطفه و سلوكه و علاقاته ، فالجهل به سيؤدي إلى التعاسة والقلق و المشاكل و الصراع .. الخ ، بحسب حجم الجهل و نوعه في حين أن أهمية العلم المادي أقل من ذلك ، و يكفيك منه مهنة كأن تكون طبيبا أو مدرسا أو عاملا ، و قد تعيش طول عمرك و أنت لا تعرف أساسيات الكيمياء أو الزراعة أو الحاسب الآلي . بل من يملك المال قد لا يحتاجه حتى لو تمتع بثمراته أما العلم الفكري فلا نستطيع الإستغناء عنه : أو الإكتفاء بأجزاء منه ، قال الأستاذ يوسف أبو الهيجاء : " إمتلاك الحقائق اللا مادية أهم بكثير من إمتلاك الحقائق المادية ، و إن خالطك شك فيما أقول فقارن بين هاتين الثمرتين إمتلاك السيارة ، و الشفاء من القلق ، أيهما أعظم و أهم ؟ ثمرة الحقائق المادية السيارة و الراديو و التلفزيون .. و ثمرة الحقائق الروحية الخلاص من القلق الذي هو مفتاح السعادة ، إن لم يكن هو السعادة بعينها "*.

    رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات

    مكسب
                  

10-25-2006, 05:23 AM

MaxaB

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1326

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ........................... عجـــز العقـل العلمــاني " 2 " ..................... (Re: MaxaB)


    9- يقصد بالفلسفة : إيثار الحكمة ، أي البحث عن الحقائق بشكل عام سواء كانت مادية ، أو فكرية ، و أصبحت مع مرور الوقت متخصصة أكثر في القضايا الفكرية. فالفلسفة و الأديان و الرأسمالية و الشيوعية ... الخ ، هي جميعا تبحث عن الحق و الصواب في المجال الفكري، أي تبحث عن الحقائق الفكرية. ووجود التناقضات الكبيرة بين هذه المباديء و غيرها أدى إلى اختلافات و صراعات فكرية و سياسية و عسكرية و اقتصادية، فألفت الكتب الكثيرة التي تنتقد و تمدح ، و أقيمت المؤتمرات و الندوات ، و أنشئت المؤسسات و الجامعات و المدارس ، و من يقرأ في كتب الفلاسفة و العلمانية و علماء الأديان و غيرهم ، سيجد أن البشرية في حاجة ماسة لأن تضع الجهود الكبيرة ، و تسلط كثيرا من الأضواء على هذا الموضوع ، و تفكر بعقل صحيح و بموضوعية ، لا تريد مناقشات بيزنطية ولا جدل ، ولا مؤتمرات للدعاية الفكرية و السياسية ، و لا نريد صراعا فكريا ، بل نريد أن يجتمع بعض المخلصين الواعين بهدف البحث عن الحقائق الفكرية لخدمة البشر . نريد أن نتحاور و ندرس و نفكر و نناقش من أجل الوصول للحقائق ، و ليس لأي هدف آخر. نريد أن نخرج من تعصب و تقليد و معلومات خاطئة و بيئات تربوية عشنا بها ، و تضليل إعلامي ، و غش علمي ، نعم ستبقى أغلب هذه المباديء فهناك جهل و تعصب و مصالح و ضياع و ستبقى الإختلافات و الصراعات ، و لكن نريد أن يكون المخلصون في خندق الحق و الحقائق و الصواب و الخير لا في خندق لا أدري أو عقيدة ضالة أو ضائعة فكل الخنادق الأخرى هي خنادق الباطل و الخطأ والشر.

    .

    رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات

    مكسب
                  

10-25-2006, 05:35 AM

MaxaB

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1326

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ........................... عجـــز العقـل العلمــاني " 2 " ..................... (Re: MaxaB)



    11- من الأمور الهامة جدا أن نعرف ماهو العلم ؟ و ماهو الجهل ؟ فالعلم هو الحقيقة و الحق و الصواب و الشيء الصحيح ، فعندما نقول في العلم المادي أن الماء يتكون من الهيدروجين و الأكسجين ، فإن هذه حقيقة مادية أي علم ، و من يعرفها يكون عنده جزء من العلم المادي ، و الحقائق المادية كثيرة جدا ، و كلما زاد الإنسان معرفة بها أصبح عنده علم ، و قد يتميز به حتى يصبح عالما ، أم من يجهل الحقائق المادية فعنده جهل به ، و إذا كان لا يعرف مم يتكون الماء ، و لا يعرف حقائق مادية كثيرة ، فهو جاهل بالعلم المادي ، وكذلك يعتبر جاهلا من يعطي إجابات خاطئة على الأسئلة المادية ، و هذا أيضا ينطبق على العلم الفكري ، فمن لديه حقائق فكرية لديه علم ، و الحقائق الفكرية هي الإجابات الصحيحة على الأسئلة الفكرية ، أما من يعطي إجابات خاطئة ، أو لا يدري ، فعنده جهل ، وهو جاهل إذا كان لا يعرف الإجابات الصحيحة على الأسئلة الهامة في العلم الفكري ، و قد يكون الإنسان مثقفا فكريا و يعرف معلومات فكرية كثيرة عن الإسلام و الرأسمالية و الشيوعية ، و غيرها و لكن لا يعرف أيها المنهج الصحيح ، أو ماهي الإجابات الصحيحة على سؤال فكري مع معرفته بإجابات مختلف الأطراف ، فهذا عنده ثقافة ، و ليس علم ، فهو مثقف و لكنه جاهل ، و هذا يعني أن عندنا أربع مستويات في دائرة الفكر : أولها و أفضلها علم وثقافة ، و ثانيها علم بلا ثقافة ، وثالثها ثقافة بلا علم ، و رابعها لا علم و لا ثقافة.
    .

    .

    رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات

    مكسب
                  

10-25-2006, 05:43 AM

MaxaB

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1326

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ........................... عجـــز العقـل العلمــاني " 2 " ..................... (Re: MaxaB)




    تعريف العلم هو الحقائق المادية و الفكرية و الواقعية ، و هذه أمور ثابتة لا تتغير مع الزمن ، و هي معلومات يقينية ليست ظنية و لا إجتهادية ولا إفتراضية ، و الوصول لها يتم من خلال أساليب علمية محددة ، و العلم هو إعطاء إجابات صحيحة على الأسئلة المطروحة ذات العلاقة



    تعريف الجهل هو الظن و الضياع و لا أدري ، ولا أعلم سواء في المجالات المادية أو الفكرية أو الواقعية ، و هو عدم معرفة الجواب الصحيح على الأسئلة المطروحة ، أو إعطاء إجابات خاطئة نابعة من أراء شخصية لم يتم الوصول لها بناء على أدلة يقينية.


    .

    رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات

    مكسب
                  

10-25-2006, 05:58 AM

Mohamed E. Seliaman
<aMohamed E. Seliaman
تاريخ التسجيل: 08-15-2005
مجموع المشاركات: 17863

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ........................... عجـــز العقـل العلمــاني " 2 " ..................... (Re: MaxaB)

    السلام عليكم ورحمة الله
    Quote: أو إعطاء إجابات خاطئة نابعة من أراء شخصية
    لم يتم الوصول لها بناء على أدلة يقينية.

    وهذه هي علة العلمانيين في هذا المنتدى!!
    بل هم لا يميزون بين ما هو رأي شخصي وبين ماهو حقيقة Fact
    سآتيك يالأمثلة إن شاء الله
    بعد فراغك من إنزال المادة كاملة
    حتى لا يختل التسلسل
                  

10-25-2006, 06:02 AM

MaxaB

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1326

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ........................... عجـــز العقـل العلمــاني " 2 " ..................... (Re: MaxaB)

    .

    الإجابات العلمانية
    .

    الصراع بين المخلصين : مجال العلم الفكري هو البحث عن الحقائق في العقائد و الأنظمة السياسية و الإجتماعية و الإقتصادية و الشخصية ، أي ما هي العقائد و الأفكار الصحيحة ؟ و ماهي الخاطئة ؟ و ماهو الحق ؟ و ماهو الباطل في الأيدولوجيات و المناهج و الآراء الفكرية ؟ أي ما هو طريقنا لمعرفة هل الإسلام نظام فكري صحيح أم لا ؛ و كذلك بالنسبة للرأسمالية و الشيوعية و المسيحية و الإشتراكية و النازية و اليهودية .... الخ ، و نحن نريد أن نعرف الحقائق الفكرية لأننا على أساسها نستطيع بناء حياة صحيحة في عقائدها و اقتناعاتها و سلوكها ، و حتى نقف مع الحقيقة و النور و الحكمة و البصيرة ، و نبتعد عن الجهل و الظلام و الضياع و الحيرة ، فالحقائق هي التي ستوضح لنا العدل من الظلم ، و الحرية من الفوضى ، و العبادة الصحيحة من العبادة الخاطئة ، و الإعتدال من التطرف .. الخ ، و إذا عرفنا الحقائق الفكرية فنستطيع تصنيف الأفراد و الأنظمة و الدول إلى أهل حق و حكمة و إلى أهل باطل و ضلال سواء بصورة كلية أو جزئية، و نستطيع حل كثير من الإختلافات و الصراعات التي تحدث بين المخلصين من أصحاب المباديء الكثيرة ، لأن اختلاف المخلصين سببه إعتقادهم أن مبادئهم صحيحة ، فالمباديء الفكرية هي أاس إتخاذ الدساتير و القوانين و المواقف السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية و هي المتحكمة في الأفراد و الأسر و القبائل و الشعوب و الأمم ، و نعلم أن كثيرا من الأفراد و الدول و غيرهم يتحركون بناء على مصالحهم و شهواتهم و الطمع و الخوف ... الخ ، إلا أن المخلصين هم الذين يتحركون بناء على إقتناعاتهم بأن هذا الأمر حق وواجب ، فالإقتناعات الفكرية هي العمود الفقري لأعمال و أقوال و أهداف المخلصين ، فهم اختلفوا و تصارعوا بينهم لإعتقاد كل فريق منهم أنه يمتلك الحقيقة الفكرية ، نريد أن نصرخ كما صرخ أرخميدس عندما أكتشف قانون الطفو المادي " وجدتها " ، نريد " وجدتها " في المجال الفكري. قال الأستاذ يوسف أبو الهيجاء " أما من يريد أن يحس بمقدار ما تتمتع مشكلة الحقيقة من إشكال فما عليه إلا أن يحاول جادا أن يصنع من مجموعة أفراد أمة واحدة ، و ما عليه إلا أن يحاول أن يفض خلاف تعمقت جذوره بين أقوام ، أو أن يجعل من الآخرين أوالأغيار على حد تعبير حكماء صهيون إخوانا عزيزين عليه بتبنيهم فكرة عزيزة عليه يتبناها "

    .

    رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات

    مكسب
                  

10-25-2006, 06:17 AM

MaxaB

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1326

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ........................... عجـــز العقـل العلمــاني " 2 " ..................... (Re: MaxaB)



    ما هي العلمانية ؟ تعود أصل كلمة العلمانية إلى اللاتينية : " وهي مأخوذة من كلمة Secularism وتعني الدنيا أو الدنيوية أو اللادينية " " والعلمانية حركة تاريخية حملت الأفراد داخل المجتمع الغربي من المجتمع " الثيوقراطي " الديني إلى المدنية الأرضية ، وفي هذا السياق ، لم يعد الإنسان مجبراً على تنظيم أفكاره وأعماله وفق معايير فرضت على أنها إرادات إلهية " وجاء في قاموس اكسفورد التعريف التالي " العلمانية مفهوم يرى ضرورة أن تقوم الأخلاق والتعليم على أساس غير ديني " وبكلمات أخرى يرى العلمانيون أنهم يستطيعون بعقولهم المجردة ، وبدون الحاجة إلى رسالات سماوية وأنبياء الوصول إلى العلم الفكري ( الحق والصواب ) في العقائد والأنظمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، وأن العقل وحده قادر على تحديد العدل من الظلم ، والحرية من العبودية ، والحياة الزوجية السعيدة ، والنظام الاقتصادي الصحيح ... الخ قالت الأستاذة أنعام أحمد قدوح " تنحصر عناصر العلمانية الأساسية وخطها الفكري في جملة نقاط هي :
    1- الدنيا أو الحياة الدنيوية
    2- اللادين مقابل الدين
    3- فصل الأخلاق عن الدين ، وكذلك فصل العلم عنه
    4- إقامة دولة ذات مؤسسات سياسية على أساس غير ديني "


    وإذا كانت هذه هي العلمانية ، فمن المهم أن نفصلها عن الديمقراطية وحقوق الإنسان والتقدم التكنولوجي وغير ذلك من أمور يعتبرها البعض ذات علاقة بالعلمانية ، وهي فعلاً ليست كذلك فقد تكون علمانياً ولكنك لست ديمقراطياً ، أولا تؤمن بحقوق الإنسان ، كما أن تعريف العلمانية بأنها العالمية أو التحديث أو العقلانية أو العلمية هو من باب خلط الأوراق وتضيع الحقائق والبديهيات فالعلمانية هي الطبعة الجديدة من اقتناعات الفلاسفة وآرائهم ، والعلمانية هي الامتداد الطبيعي للفلسفة والعلمانيون هم الفلاسفة الجدد

    .

    رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات

    مكسب
                  

10-25-2006, 06:26 AM

MaxaB

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1326

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ........................... عجـــز العقـل العلمــاني " 2 " ..................... (Re: MaxaB)



    أسئلة للعقل العلماني :

    سنسأل الآن بعض الأسئلة الفكرية الهامة ، و سنرى بعد ذلك الإجابات التي قدمها لنا العقل العلماني ، و هل هي إجابات صحيحة أم لا ؟ و كيف وصل إليها ؟ ومن هذه الأسئلة :

    أ- في مجال العقائد : هل الله سبحانه و تعالى موجود أم لا ؟ و إذا كان موجودا فما هي صفاته ؟ و لماذا خلقنا ؟ و ماهو أصل الإنسان ؟ و هل هناك حياة بعد الموت أم لا ؟ و هل هناك أنبياء أم لا ؟ و كيف نعبد الله بطريقة صحيحة ؟ و إذا لم يكن وجود الله سبحانه و تعالى حقيقة ، فماهو هدفنا من الحياة ؟ و من يضع هذا الهدف ؟ و ماذا سنفعل مع من يعارض هذا الهدف ؟

    ب- ماهو النظام الإقتصادي الصحيح ؟ هل هو النظام الرأسمالي أم الشيوعي أم الإشتراكي أم الإسلامي ؟ و هل النظام الربوي حق أم باطل ؟ و هل نسمح بوجود قطاع خاص أم نرفض ذلك ؟ و هل نسمح بالقمار أم لا ؟ و هل نوافق على أن تصل ثروة بعض البشر إلى ملايين الدولارات أم لا ؟ و هل من حق الإنسان أن يتصرف بماله كيف يشاء ؟ و هل من حقه أن يتبرع به كله لأعمال الخير أو لجمعيات الرفق بالحيوان ؟ و هل من حق زوجته أن تشاركه في ماله أم لا ؟ و هل للفقراء حق في مال الأغنياء أم لا ؟

    ج- ماهو النظام السياسي الصحيح ؟ و هل يحكمه العمال أم الأغنياء أم العلماء ؟ و هل يكون الحكم فيه للأغلبية أم للأقلية أم لفرد ؟ و ماهي مواصفات الأغلبية هل هي عرقية أم سياسية أم دينية أم طبقية أم مهنية ؟ و ماهي حقوق الأقلية ؟ و ماهي حدود حرية الرأي ؟ أم أنها بلا حدود ؟ و هل نساوي بين العلماء و المثقفين و غيرهم في حقوق الإنتخاب و الترشيح أم لا ؟ و هل نسمح بوجود أحزاب دينية أو طبقية أو علمانية أو نرفض بعض أو كل هذا ؟ و ماهو موقفنا من التعصب العرقي ؟ و ما الفرق بين التعصب و الإنتماء العرقي ؟ و ماهو موقفنا من تعارض المصالح بين العمال و التجار و بين المستأجر و المالك ؟ و هل الديمقراطية الصحيحة هي تلك التي في أمريكا أم هي التي في روسيا الشيوعية سابقا ؟ و هل نساوي بين البشر في رواتبهم أم نرفض ذلك ؟ و هل العدالة الإجتماعية أهم كما تقول الشيوعية أم أن الحرية الفردية أهم كما تقول الرأسمالية ؟

    د- ما هي أسس الحياة الزوجية الصحيحة ؟ و ماهو الأسلوب التربوي الصحيح لتربية الأبناء ؟ و هل نسمح بالطلاق أم لا ؟ و ماهي الحقوق و الواجبات المترتبة عليه ؟ و كيف نوزع الميراث بطريقة عادلة ؟ و من هم الورثة ؟ و هل الزنا حرية شخصية أم فساد مرفوض ؟ و هل نسمح ببيع المجلات و الأفلام الجنسية ؟ و ماهو نظام العقوبات العادل للمخدرات و الإغتصاب و القتل و السرقة ؟ و ماهي السعادة ؟ و كيف نعالج الأمراض النفسية ؟ و هل نسمح بالإجهاض أم نرفضه ؟ و هل الأنانية صفة محمودة أم مذمومة ؟ و هل الغيرة ميزة أم صفة سيئة ؟
    .

    رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات

    مكسب
                  

10-25-2006, 07:15 AM

MaxaB

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1326

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ........................... عجـــز العقـل العلمــاني " 2 " ..................... (Re: MaxaB)




    الكريم .. Mohamed E. Seliman
    تحية ..
    Quote: وهذه هي علة العلمانيين في هذا المنتدى!!
    بل هم لا يميزون بين ما هو رأي شخصي وبين ماهو حقيقة Fact


    أصبت كبد الحقيقة .. و تجد أسلوب التفكير العلماني هذا جليا في قول أحدهم ..

    Quote: الصراع ليس كذلك بل هو صراع بين بشر يملك كل منهم جزءا من الحقيقة ويعتقد بامتلاك الاخرين الاجزاء المكملة لهذه الحقيقة بغض النظر عن انتماءهم الديني والعرقي


    و هكذا نرى النتيجة أن ..

    Quote: و من قرأ في كتبهم يجد أن البديهة الأولى هي تناقض هؤلاء العلمانيين في أرائهم أشد التناقض ، و كل فريق منهم و أحيانا كل فيلسوف يتهم الآخرين أنهم أخطأوا ، و أنه على صواب و يقدم الأدلة العلمانية على وجهة نظره و لا نبالغ حين نقول إنك لا تجد إتفاق بين عشرة منهم في عشرة قضايا رئيسية


    Quote: المتأمل في هذه الإجابات العلمانية يرى أنها متناقضة أشد التناقض ، فهناك أنواع من الرأسمالية و الشيوعية و الإشتراكية و العنصرية و الوجودية و الإنتقائية و غير ذلك ، و هناك فلسفات كثيرة متناقضة و متداخلة مع بعضها البعض ، و هناك تشكيلات متنوعة من المباديء المختلطة و لكل تشكيلة تركيبة خاصة. أما بالنسبة لأعداد و أراء الفلاسفة فحدث و لا حرج



    و نحن ننتظر الأمثلة التي ذكرت

    لك الود


    رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات

    مكسب
                  

10-26-2006, 02:18 PM

MaxaB

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1326

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ........................... عجـــز العقـل العلمــاني " 2 " ..................... (Re: MaxaB)


    إجابات العقل العلماني


    تعالوا لنرى ما هي الإجابات العلمانية على الأسئلة السابقة و غيرها..
    سنجد الآلاف من الكتب العلمانية الحديثة و القديمة تعطي إجابات كثيرة متناقضة ، فلكل سؤال من الأسئلة السابقة سنجد إجابات علمانية متناقضة ، و سنأخذ الرأسمالية و الشيوعية كعقائد علمانية رئيسية شغلت العالم في القرن العشرين لنبين طريقة التفكير العلماني ، و ماهي الإجابات التي وصل إليها و ماهي الأدلة التي يستخدمها العلمانيون لإثبات " صواب " عقائدهم ؟ و هذا لا يتعارض مع معرفتنا بسقوط أغلب الأنظمة الشيوعية في العالم لأننا ننقاش هنا الشيوعية كعقيدة علمانية اقتنعت بصوابها كثير من العقول العلمانية و سيطرت كدول لعشرات السنين على نصف الكرة الأرضية ،

    و من فوائد إختيار هذين النموذجين أننا عايشناهما ، و سمعنا أرآء أصحابهما ، و كلاهما حاول أن يثبت أنه يتبع الأسلوب العلمي ، و أنه العلماني الحقيقي ، ووصل للعدل و الحرية و المساواة ، و هناك عقائد علمانية كثيرة كالوجودية والمثالية و العنصرية والإشتراكية و غير ذلك و لكن أغلبها عالجت قضايا فكرية جزئية ، و هي يجهلها أغلب الناس ، و أكثر من يهتم بها الفلاسفة العلمانيون ، و بالتالي فتسليط الأضواء على الرأسمالية و الشيوعية يعطينا مادة علمانية غنية بعقائدها و أدلتها و أفكارها و تطبيقاتها و نتائجها ...

    و لنبدأ الرحلة مع العلمانية، و سنجد أن الرأسمالي يقول أن الرأسمالية هي أفضل نظام للبشر ، ألا ترى حرية الرأي في أمريكا ؟ ألا تعلم أن الإقتصاد الأمريكي هو أقوى إقتصاد في العالم ؟ و أن الأنظمة الغربية هي التي تقود التقدم المادي التكنولوجي ؟ و هي التي حققت نجاحات كثيرة في قضايا حقوق الإنسان ؟ و أن تدوال السلطة يتم بطريقة سليمة ؟ و أن أغنى الشعوب هي شعوب الدول الرأسمالية الغربية ؟ و يكفي أن نعلم أن الولايات المتحدة الأمريكية تصدر القمح إلى عشرات الدول ، و بعضها دول شيوعية ...
    و إذا أنتهت الرأسمالية من كلامها سنجد الشيوعية تقول إن ديمقراطية الرأسمالية كاذبة لأنها ديمقراطية الأغنياء فالفقير لا يستطيع أن يرشح نفسه للإنتخابات ، لأن الترشيح يحتاج أموالا كثيرة. أما ديمقراطية الشيوعية فهي تمثيل حقيقى لأغلبية المواطنين من عمال و فقراء لأنهم هم الأغلبية ؟ كما أن الشيوعية لا تسمح بأن يسيطر الأغنياء على الإنتاج و الوظائف فيضطهدوا العمال و الضعفاء ، و هي لا تعترف بالإنتماءات العرقية القومية و الوطنية ؛ فهي عقيدة أممية تساوي بين جميع البشر ، ألا يكفي أن جعلت الشيوعية روسيا و الصين من الدول العظمى القادرة على إنتاج أسلحة نووية. ألا يكفي أن توفر الشيوعية العلاج و التعليم مجانا للجميع ؟ .
    و سترد الرأسمالية بقولها أن الشيوعية أنتجت الفقر و الإستبداد ، فقد سيطر الحزب الشيوعي على الناس ، و أوجد أكبر ديكتاتورية في تاريخ البشر ، و تدخل حتى في إختيار أماكن العمل و السكن و منعت الشيوعية الناس حتى من الهرب من الدول الشيوعية و لا يوجد في الشيوعية حرية صحافة ، كما أن ستالين قتل الملايين من الروس و الشعوب السوفيتية ، أما الإستبداد الفكري فحدث عنه ولا حرج ، فالشيوعية لم تضطهد الأديان السماوية فقط و تهدم الكثير من المساجد والكنائس بل اضطهدت كل الأفكار و العقائد العلمانية الأخرى ، و لم تسمح للفلاسفة الروس و الأدباء بحرية القول بل حتى لم تسمح للشيوعيين بذلك فقد سيطرت على الناحية الفكرية مجموعة فلاسفة شيوعيين فرضوا على الشيوعيين و غيرهم ما يقرأون ، و ما يقولون ..
    و سترد الشيوعية بقولها إن التطبيق الخاطيء هو الذي أنتج الإستبداد و الفقر ، ففرقوا بين النظرية و التطبيق فليس كل من يدعي أنه شيوعي صادق في ذلك ، و هذا ما حدث في بعض الأنظمة كما أن الحرب الإمبريالية للشيوعية ساهمت في فقر و إضعاف بعض الدول الشيوعية و من قال أن كل الدول الرأسمالية غنية ؟ ألا ترون الدول الرأسمالية في أفريقيا و آسيا و أمريكا الللاتينية. كما أن السيطرة الفكرية الشيوعية في الإتحاد السوفييتي هدفها حماية الحقائق الفكرية من التشويه و الأعداء الداخليين ، و كل ثورة في حاجة إلى فترة لبناء و طنها دون السماح بأي هزات فكرية أو سياسية و هذه مرحلة مؤقتة و بعد أن تثبت الشيوعية نفسها ستفتح الأبواب الثقافية كما أن الشيوعية ناقشت الرأسمالية و غيرها خارج الإتحاد السوفيتي ، فهي ليست عاجزة عن الحوار و كان المفكرون الشيوعيون موجودين في كل قارة و لهم أحزاب و كتب و مؤلفات و كانت كثير من الدول الرأسمالية تضطهدهم و تمنع كتبهم و تسجنهم.



    رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات

    مكسب
                  

10-27-2006, 10:04 PM

MaxaB

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1326

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ........................... عجـــز العقـل العلمــاني " 2 " ..................... (Re: MaxaB)


    و إذا اعتبرنا ما فات معركة يصعب حسمها و سيحتار العقل في تقصي الحقائق و في جمع المعلومات و في التعرف على حقائق الواقع و ماذا حدث ؟ و لماذا حدث ؟ و ماهو الحقيقي و الصادق ؟ و ماهو الوهمي و الكاذب ؟ سنجد أن الشيوعية تقول أن الحق معي لأنني بناء على أدلة " علمية " أثبت أن الله غير موجود و تأملت في تاريخ الإنسان فوجدت أن هناك علاقة وثيقة بين المصلحة و بين الإنسان ، و حركة التاريخ ، و استنتجت النظرية الماركسية ، و هذا ما يثبت أنني و صلت للحقائق الفكرية بطريق عقلي ، فقد بذلت جهودا عقلية كبيرة حتى و صلت لهذه الحقائق. فأنا العدو الأول لإستغلال البشر من قبل الإقطاعيين و الأغنياء و أصحاب الأعمال و التجار و أنا أطبق المساواة الحقيقية بين جميع البشر ، و لا أجعل وسائل الإنتاج بيد أي فئة ما عدا العمال و الفلاحين لأنهم هم من يقومون فعلا بالإنتاج و دورهم أهم من المدراء و أصحاب العمل و لهذا قمت بتأميم المصانع الخاصة و المزارع و أنشأت قطاعا عاما قويا يسعى لتحقيق فائدة الشعب ، و يديره أبناء الشعب ، و ألغيت الصراع الطبقي ، و الغيت وسائل الإعلام الخاصة التي تسعى لمصالح التجار ، و تشوه الرأي العام ، و لا تهتم بمصالحه ، كما أنني لم أجامل كالرأسمالية بل حددت الحقائق في كل المجالات ، و حاربت الدين لأنه أفيون الشعوب و لأنه يمنع العمال من الثورة على الأغنياء و لا أومن بأي شيء عاطفي أو نفسي أو روحي أو أخلاقي فالأساس هو المصلحة ، و أهم شيء هو العمل و الإنتاج ، و الأهداف السامية هي التي تتعامل مع تضميد جروح الفقراء و المستضعفين ، و هؤلاء هم الفئة النقية الطاهرة في المجتمع ، وأنا أهتم كثيرا جدا بتقدير العلماء في العلوم المادية ، و أرى أن العلم المادي هو العلم الوحيد الصحيح ، و هو الذي يفسر جميع الظواهر المادية ، و الفكرية ، أما الأخلاق و الدين فهما خدعة برجوازية تتستر من ورائها البرجوازية من أجل مطاعمها. كما أن العدل و المساواة بين الناس ستؤدي إلى توزيع الثروة و الإنتاج و المكاسب ، و ستؤدي إلى عدم الحاجة إلى السرقة لأن للجميع نفس الممتلكات ، و لا يوجد جوع و لا فقر ؛ فالسرقة هي وضع فرضته الأوضاع الإمبريالية ، و جعلت لها عقوبات رادعة حتى تحمى الأغنياء من الفقراء ، أما الرأسمالية فمبدأها الأقوى هو الذي يسيطر و يعيش و هي لا تعتمد في بنيانها الفكري على حقائق فكرية بل على التعايش مع الواقع و الوصول إلى حلول وسط ، فهي تخضع للظروف و المصالح و ليس للعقل البشري ، أما الرأسمالية فستقول إن عقلي أوصلني للحقائق ، فأنا فكرت بعقلي فوجدت أن الدين المسيحي خاطيء ، و أن فيه تناقض مع بعض الحقائق العلمية المادية التي اكتشفتها في الفلك ، و علم الأحياء ، و اقتنعت بأن العقل هو طريقي للتعرف على الحقائق و فتحت المجال للفلاسفة و المفكرين و السياسيين و غيرهم أن يختاروا أنظمتهم العقائدية و السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية ، و فتحت الأبواب الواسعة للنقاش و الحوار ، ووضعت و ثائق و دساتير و قوانين أدت إلى تبني مفاهيم محددة في قضايا الحرية و العدل و المساواة والإقتصاد ، منها حرية الرأي ، و أن الحكم هو للأغلبية ، و أن هناك حقوق للأقليات و أن الناس حرة في إختيار عقائدها ، فهذا أمر لا تتدخل فيه الدولة ، كما أنها حرة في جوانب كثيرة من حياتها الشخصية و علاقاتها الإجتماعية ، فلا أفرض عليها شيئا ، و لا أحدد لها الصواب من الخطأ ، فبإمكانك في عقائدك أن تكون مسيحيا أو مسلما أو بوذيا أو وجوديا أو رأسماليا أو حتى شيوعيا او لا تؤمن بأي عقائد ، و بإمكانك في حياتك الشخصية أن تكون عفيفا أو زانيا ، و بإمكانك أن تشرب الخمر أو تمتنع عنها و لك الحرية في التصرف في مالك كيف تشاء ، و بإمكانك أن تتزوج أو تبقى عازبا طول عمرك ، فالحرية الفردية المقدسة ، و من خلالها أحقق المنفعة للمجتمع ؛ فلا يوجد تعارض بين الإهتمام بالفرد و تحقيق مصالح الجماعة ، و كثير من الإختلافات الموجودة يتم حسمها من خلال التصويت و الأغلبية فالمباديء عندي و القوانين و القرارات تستند في أحيان كثيرة بل في الأغلبية الساحقة للتصويت سواء في مجالس الشعب أو في المحاكم من خلال هيئة المحلفين ، كما أن من مبادئي الحلول الوسط في أحيان كثيرة ، فأنا لست مع الإيمان بالله ، و لا مع الإلحاد ، و أنا لست مع المدارس الدينية و لا ضدها ، و لا مع الإحتشام و لا مع التبرج ، و أسعى دائما إلى الحلول الوسط بين الإختلافات و الصراعات الموجودة في المجتمع ، سواء كمصالح أو مفاهيم أو مواقف و ذلك من خلال الحوار و النظر بواقعية للأمور. كما أنني اقتنعت بأن رفض الأديان سيؤدي إلى اضعاف التعصب الديني الذي كان وراء كثير من الحروب في الماضي كما أن جعل القرار الأخير للشعب و للأغلبية سيؤدي إلى التخلص من انحرافات الحكومات ، و تسلطها و انفراد الأفراد و الأقليات بالتحكم بالأغلبية ، كما أن النظام الإقتصادي الرأسمالي قد أثبت نجاحات كبيرة و حقيقية من خلال حجم الإنتاج. و استفاد جميع المواطنين من تشجيع الإبداع التكنولوجي و التنافس التجاري ، و تقديم أجود الخدمات ، و تحقيق قفزات هائلة في رفاهية الإنسان أما بالنسبة للفكر الماركسي فهو مهزلة فكرية ، أختار بعض الفترات من التاريخ التي تناسبه ، و تجاهل الفترات الأخرى ، فلم يدرس ماركس التاريخ بحياد و موضوعية ، بل أنطلق من حقد و كراهية للأغنياء ، و ليس من عقل بشري. كما أن أغلب بل كل نبوءات ماركس حول المستقبل ، و التي منها توقع سيطرة الشيوعية على العالم فشلت فشلا ذريعا ، و انهارت الأنظمة الشيوعية ، و أصبح مكان الفكرالشيوعي المتاحف.

    رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات

    مكسب
                  

10-29-2006, 08:46 AM

MaxaB

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1326

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ........................... عجـــز العقـل العلمــاني " 2 " ..................... (Re: MaxaB)


    رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات

    مكسب
                  

10-29-2006, 12:35 PM

اسماء الأمين
<aاسماء الأمين
تاريخ التسجيل: 08-24-2006
مجموع المشاركات: 553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ........................... عجـــز العقـل العلمــاني " 2 " ..................... (Re: MaxaB)

    السلام عليكم ابو المكاسب عساك طيب
    الان فقط كسبت مكسبا عظيما اهداني اياه الاستاذ ابي البشرى !!!!!!!!!!!!!!



    واصل نحن نتابع وللامام اخي مكسب او ابو المكاسب حتى تختلف عن سواها

    لك التحيه والاحترام
                  

10-29-2006, 12:36 PM

اسماء الأمين
<aاسماء الأمين
تاريخ التسجيل: 08-24-2006
مجموع المشاركات: 553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ........................... عجـــز العقـل العلمــاني " 2 " ..................... (Re: MaxaB)

    السلام عليكم ابو المكاسب عساك طيب
    الان فقط كسبت مكسبا عظيما ا%
                  

10-29-2006, 02:02 PM

MaxaB

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1326

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ........................... عجـــز العقـل العلمــاني " 2 " ..................... (Re: اسماء الأمين)



    الأخت الفاضلة .. أسماء الأمين

    جعل الله أيامك كلها مكاسبا .. و عقبال ما تكسبي " المليون " إن شاء الله

    شكرا لطلتك على النافذة .. و الشكر موصول لأبي


    رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات

    مكسب
                  

10-30-2006, 02:20 PM

MaxaB

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1326

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ........................... عجـــز العقـل العلمــاني " 2 " ..................... (Re: MaxaB)




    آلاف الإجابات العلمانية المتناقضة :



    و لم تخرج لنا العقلية العلمانية الفلسفتين الشيوعية و الرأسمالية فقط ، بل انتجت كذلك الإشتراكية و النازية و الفلسفات القومية و القبلية ...... الخ ،فأصحاب الفكر النازي العلماني إقتنعوا بأن العرق الآري الألماني هو أفضل الأعراق البشرية ، و أن من حقه أن يسيطر على الآخرين ، و جعلوا الأخلاق و القدوة مرتبطة أساسا بالعرق ، لا باللغة و لا بالعمل و لا بالإجتهاد ، فالعرق الألماني متميز بالفطرة ، أي خلقه الله كذلك و اعتبروا أي خلط لهذا العرق مع غيره عن طريق الزواج خطأ و كارثة ووسيلة لتلويث هذا العرق و قدموا أدلتهم العقلية العلمانية على هذه الفلسفة ، و راجع كتاب كفاحي لهتلر ، و راجع بعض الفلاسفة الألمان الذين ساندوا هذه الفلسفة. و إذا أضفنا مدارس أخرى فلسفية مختلفة مثل فلسفة برتراند رسل ، و الوضعية الجديدة ، و المادية الجدلية " الشيوعية " التي أثرت في الغرب الرأسمالي ، و الشرق الشيوعي ، و مفكري هذه المدارس و تناقضاتهم فيما بينهم حول كثير من القضايا الفكرية و لنقرأ أيضا الفلسفات المثالية ، و هؤلاء مقتنعون بأن العقل يختلف عن المادة ، و هم مقتنعون بأن الحواس و التجربة و المادة ليست المصدر الوحيد للمعرفة و من فلاسفة هذه الفلسفة بندتو كروتشة ،و ليون برنشفيك ، و كانت ، و من مدارسهاالواقعية ، و المدرسة الميتافيزيقية ، و المدرسة المنطقية ، و المدرسة النسبية ، و المدرسة النفسية و المدرسة القيمية و هناك فلسفة الحياة ، و فلاسفة هذه الفلسفة يفسرون الواقع كله بوسيلة مفهوم الحياة ، و هناك أربع مدارس تابعة لها " مدرسة الدفعة الحيوية " عند برجسون ، و البراجماتية الأمريكية ، و الإنجليزية ، و المذهب التاريخ عند دلتاي ، و فلسفة الحياة الألمانية ، و من فلاسفتها هنري برجسون ، ووليم جيمس ، و فردناند شللر ، و جون ديوي ، و فيلهلم دلتاي. و هناك الفلسفة الماهية ( الفينومينولوجيا) و من فلاسفتها أدمند هسرل ، و ماكس شلر. و هناك الفلسفة الوجودية، و تناولت هذه الفلسفة دراسة معنى الحياة ، و مشكلة الموت و مشكلة الألم ، و مشكلات أخرى ، و هي فلسفة تنبع أفكارها و اقتناعاتها من تجربة حية معاشة ، تسمى تجربة وجودية فالمنبع لأفكارهم ليس العقل ، بل التعامل مع الواقع . و من فلاسفة هذه المدرسة جان بول سارتر ، و سيمون دي بفوار ، و هناك فلسفة الوجود ، و من فلاسفتهاصامول الكساندر ، و بول هيبرلن و وايتهد.




    رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات

    مكسب
                  

10-30-2006, 02:34 PM

MaxaB

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1326

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ........................... عجـــز العقـل العلمــاني " 2 " ..................... (Re: MaxaB)



    آلاف الإجابات العلمانية المتناقضة :



    فالموضوعات التي ناقشتها العلمانية كثيرة جيدا في العقائد و الأنظمة السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية سواء ما يتعلق بالإلهيات ، أو الطريق للوصول للحقائق الفكرية و المادية و مسألة أصل الإنسان ، و القضايا الإجتماعية و الجنسية و الأخلاق و الشر و الخير و الحرية و الإرادة و الواقع و الطبيعة و ما وراء الطبيعة ، و الهدف من الحياة ، و الظلم و العدل ، و الآلام ، و الفضائل و الرذائل ، و الثورة و الأنظمة و الإستغلال ، والإنتماءات العرقية ، و الإختلافات اللغوية ، و الأمراض النفسية ، و الطبائع البشرية و قضايا الإيمان و قضايا الإلحاد. و أما المصطلحات التي تم استخدامها في العلمانية و الفلسفة فهي كثيرة ذكرنا بعضا من مسمياتها أعلاه ، و نضيف إليها

    الأنطولوجيا
    ، و الكسمولوجيا
    ، و الموقف الطبيعي و المطلق
    ، و الفعلية
    ، و اللا أدرية
    ، و المذهب الذري
    ، و مذهب السلطة
    و البعدي
    و الديكارتي
    و المذهب السلوكي
    و الوجود
    و الأمر المطلق
    و المعرفة
    و السببية و
    نظرية الوجهين
    و الثنائية
    و الدفعة الحيوية
    و الإنبثاق
    ، و مذهب اللذة
    و الأبيقورية ،
    و مذهب الظاهرة الثانوية
    و مذهب السعادة
    و المذهب الشكلي
    و حرية الإرادة
    و النزعة الإنسانية ،
    و مذهب التأثير المتبادل
    و التجربيبة
    و المنطقية
    و المادة
    و الآلية
    و المذهب الحيوي
    و الموناد ( الذرية الروحية ) ,
    و الواحدية
    و المذهب الأسمى
    و الشيء في ذاته ،
    و المذهب الفرصي
    ومذهب شمول النفس
    ووحدة الوجود ،
    و مذهب التوازي
    و مذهب الكمال ،
    و المذاهب التعددي
    و المذهب العقلي ،
    و الحتمية الذاتية
    و الإنسجام المقدر ،
    و الواقعية الميتافيزيقية ،
    و مذهب الذات الوحيدة
    و مذهب الشك
    و الجوهر ،
    و الخير الإسمي
    و القياسي ،
    و الرواقية ،
    و المذهب فوق الطبيعي
    و مذهب المنفعة ،
    و مذهب الإتفاق ،
    و العالي

    و هناك مصطلحات أخرى و لكن هذه على سبيل المثال لا الحصر.

    المتأمل في هذه الإجابات العلمانية يرى أنها متناقضة أشد التناقض ، فهناك أنواع من الرأسمالية و الشيوعية و الإشتراكية و العنصرية و الوجودية و الإنتقائية و غير ذلك ، و هناك فلسفات كثيرة متناقضة و متداخلة مع بعضها البعض ، و هناك تشكيلات متنوعة من المباديء المختلطة و لكل تشكيلة تركيبة خاصة. أما بالنسبة لأعداد و أراء الفلاسفة فحدث و لا حرج ، فمنهم على سبيل المثال

    أفلاطون ،
    و سقراط ،
    و أرسطو ،
    و فرويد ،
    و فولتير ،
    و سيمون دي بفوار ،
    و ماركس ،
    و آدم سميث ،
    و برتراندرسل ،
    و جان بول سارتر ،
    و ماوتسي تونغ ،
    و هلسكي ،
    و هتلر ،
    و هنري برجسون ،
    و إدمند هسرل ،
    و ماكس شلر ،
    و مارتن هيدجر ،
    و هيجل ،
    و نيقولاي هارثمان ،
    و بندتو كروتشة ،
    و كانت ،
    وشلنج ... إلخ

    و من قرأ في كتبهم يجد أن البديهة الأولى هي تناقض هؤلاء العلمانيين في أرائهم أشد التناقض ، و كل فريق منهم و أحيانا كل فيلسوف يتهم الآخرين أنهم أخطأوا ، و أنه على صواب و يقدم الأدلة العلمانية على وجهة نظره و لا نبالغ حين نقول إنك لا تجد إتفاق بين عشرة منهم في عشرة قضايا رئيسية .. فأين الحقائق الفكرية أيها العلمانيون إن عقلكم العلماني أعطانا الآلاف من الإجابات حول الأسئلة التي طرحناها ، و نحن نريد إجابات صحيحة ، أي حقائق فكرية ، لا نريد رأي هذا المفكر أو ذاك الفيلسوف ، أو تلك المدرسة الفكرية ، نريد أن نعرف الحقائق ، ألم تقولوا لنا اتبعونا و سنصل للحقائق ، ألم تقولوا إن العقل البشري قادر على الوصول للحقائق الفكرية ، أين هي الحقائق ؟ .. إن كل واحد منكم يقول إن الحقائق هي التي وصلت لها أنا أما بقية العلمانيين فهم ضائعون و مخطئون فمن نصدق منكم و من منكم يملك الأدلة العقلية الصحيحة التي تثبت صحة ما يقول ؟. أدلتكم متناقضة و متعارضة و أنتم لستم بحاجة إلى أن ينتقدكم فرد من خارجكم فأنتم تتهمون بعضكم البعض بالجهل ، و هذا و غيره يثبت عجز العقل العلماني في الوصول إلى الحقائق الفكرية ، لأن العلمانية وصلت إلى إجابات متناقضة حول كل سؤال . !!


    رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات

    مكسب
                  

10-31-2006, 05:12 AM

Mohamed E. Seliaman
<aMohamed E. Seliaman
تاريخ التسجيل: 08-15-2005
مجموع المشاركات: 17863

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ........................... عجـــز العقـل العلمــاني " 2 " ..................... (Re: MaxaB)

    Quote: لأن العلمانية وصلت إلى إجابات متناقضة حول كل سؤال . !!
                  

11-04-2006, 06:01 AM

MaxaB

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1326

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ........................... عجـــز العقـل العلمــاني " 2 " ..................... (Re: MaxaB)





    عجز العقل العلماني

    أين الحرية الصحيحة ؟


    تناقض العلمانيون في كل أفكارهم و عقائدهم ، و لم يتفقوا حتى على حقيقة فكرية واحدة سواء كانت عقائدية أو سياسية أو إقتصادية أو إجتماعية ، و هذا ينطبق حتى على القضايا الكبرى كوجود الله سبحانه و تعالى ، فبعضهم يؤمن بوجوده و بعضهم ينفيه و بعضهم يقول لا أدري ، و هم أيضا يختلفون حول الأصول و الفرعيات الإجتماعية و السياسية.

    و لنأخذ قضية الحرية كمثال على تناقض العلمانيين ، و لنأخذ الرأسماليين و الشيوعيين كطرفين علمانيين ، و سنجد أن بينهما تناقضات جذرية فكانوا في روسيا الشيوعية العلمانية يحددون للإنسان ما هو العمل المناسب له ؟ و في أي مدينة يسكن ؟ و ماذا يقرأ ؟ و يعتبرون هذا لا يتعارض مع الحرية ؟ بل هذه هي الحرية الصحيحة ، أما في أمريكا فقد فتحوا الباب على مصراعيه ، فمن الحرية أن تقول أشياء كثيرة مثل نقد الحكومة و السخرية منها ، و من حقك أن تختار عملك و سكنك و ماذا تقرأ ، و من الحرية أن تمارس الجنس قبل الزواج ، أما بعد الزواج فلا يجوز ، و لك حرية في أن تعمل في السياسة و أن تنشيء من الأحزاب ما شئت حتى لو كان حزبا شيوعيا ، و من الحرية الشخصية أن تتبرج المرأة ، و يسمح في سواحل معينة بالعري الكامل ، و لا يعتبرون هذا فسادا بل حرية ، و الإنسان عندهم حر في ماله و من حقه أن يبذره و من حقه أن يتبرع به كله للحيوانات ، و لك الحرية في لعب القمار ، و أن تستخدم الكلمات البذيئة مالم يمنعها القانون ، و هناك حرية إصدار الصحف في حين أن هذا من الممنوعات في الشيوعية العلمانية و يمنع تشكيل أي أحزاب و لا يسمح بالإنتماء إلا للحزب الشيوعي .
    و مثل هذا الإختلاف ينطبق على العدل و المساواة ، قال الأستاذ أديب صعب " و قد أستفاض فلاسفة الأخلاق في معالجة مسألة الحرية التي تشكل أحد موضوعاتهم الرئيسية ، و ملأوا الصفحات و الكتب الكثيرة في هذا المجال ، و توزعوا مدارس حيال هذه المسألة فمنهم من سلم بحرية الإنسان التامة لكي يؤدي ما هو واجبه أو لا يؤديه ، مما يستتبع مسئوليته ، و منهم من حد الحرية و المسئولية ببعض الشروط ، و منهم من نفى الحرية و المسئولية نفيا تاما " و من هنا ندرك معنى قول من قال " كم من الجرائم ترتكب باسم الحرية " .

    أما بالنسبة للعدل فقد قال الدكتور محمد عمارة "و لهذ رأينا " العدل الليبرالي " متميز المضمون مختلف المفهوم عن " العدل الشيوعي " الأمر الذي اقتضى للعدل الليبرالي حكومة ليبرالية ، و نظام حكم ليبرالي يحققان المضمون المتميز للعدل الليبرالي ، و كان الحال على ذات المنوال مع العدل الشيوعي ، ثم قال : فمن التمثيل الطبقي إلى التوجه الإجتماعي .. إلى النظام السياسي إلى تحديد الأولياء و الأعداء .. إلى الموقف الفلسفي .. و المذهبية الحاكمة للفكر و الثقافة و الآداب و الفنون .. كل أركان النسق و النظام تتمايز تبعا لتمايز " المرجعية أهي ليبرالية ؟ أم شيوعية ".
    فنحن إذا و صلنا إلى نتيجة غريبة و هي أن للحرية معاني كثيرة و متناقضة و أن للعدل أيضا معاني كثيرة و متناقضة ، و كذلك سيكون للمساواة و لحقوق الإنسان ، و مفاهيم و أساليب العدالة الإجتماعية ، و الحقوق العادلة في الحياة الزوجية ، و الأسلوب الصحيح لتربية الأبناء و معنى السعادة و الإستبداد و الظلم و المصلحة و الخير و الشر .. الخ.
    فلا بد إذا إن هناك معنى واحد صحيح للحرية أما بقية المعاني فهي كاذبة و خاطئة و باطلة و كذلك بالنسبة للعدل و السعادة و الظلم و المصلحة .. نريد الحرية الحقيقية و العدل الحقيقي و لا نريد أراء و ظنون و أوهام ، و هنا يظهر جليا التناقض العلماني في هذه المفاهيم و هو دليل على أن العقل العلماني لم يصل إلا إلى السراب و العجز.



    رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات

    مكسب
                  

11-04-2006, 02:03 PM

MaxaB

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1326

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ........................... عجـــز العقـل العلمــاني " 2 " ..................... (Re: MaxaB)



    رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات

    مكسب
                  

11-08-2006, 08:32 AM

عمر دفع الله
<aعمر دفع الله
تاريخ التسجيل: 05-20-2005
مجموع المشاركات: 6353

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ........................... عجـــز العقـل العلمــاني " 2 " ..................... (Re: MaxaB)

                  

11-09-2006, 05:48 PM

عمر دفع الله
<aعمر دفع الله
تاريخ التسجيل: 05-20-2005
مجموع المشاركات: 6353

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ........................... عجـــز العقـل العلمــاني " 2 " ..................... (Re: MaxaB)

                  

11-09-2006, 06:08 PM

MaxaB

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1326

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ........................... عجـــز العقـل العلمــاني " 2 " ..................... (Re: MaxaB)


    الأخ .. عمر دفع الله
    بعد التحية

    في الحقيقة رسوماتك جميلة و معبرة ..
    يا ريت ترفقها لينا ببعض التعليقات

    و أتمنى أن يكون البوست قد أعجبك


    رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات

    مكسب
                  

11-09-2006, 06:13 PM

MaxaB

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1326

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ........................... عجـــز العقـل العلمــاني " 2 " ..................... (Re: MaxaB)

    المبررات المنطقية :

    السبب الرئيسي في تناقض الإجابات و ضياع العلمانيين أن العقل العلماني قادر على إعطاء مبررات منطقية عقلية لكثير من الإجابات ، فهناك مبررات قدمتها الشيوعية لتعريف الحرية أو العدل أو النظام السياسي الصحيح ، و هناك أيضا مبررات قدمتها الرأسمالية و الإشتراكية و النازية لإعطاء تعاريف أخرى متناقضة كليا أو جزئيا فالشيوعية تقول أن السماح بالعمل السياسي لكل الأحزاب اليمينية و اليسارية سيؤدي إلى سيطرة الأغنياء و إضطهاد الفقراء و فتح الباب للجدل و هدم الثورة الشيوعية كما أنه لا توجد مبررات لهذه الأمور لأن الحزب الشيوعي يمثل الأغلبية الساحقة ، و سيسعى لمصالحها و إن فتح الباب ليست حرية بل فوضى سياسية و فساد يجب أن يحارب ، أما الرأسمالية فهي أيضا لها مبرراتها و لها تفسيراتها التي تقدمها لمعنى الحرية أو العدل الذي اختارته ، فهي تقول إن الحرية هي ذات ضوابط قانونية ، و أن الحرية الشخصية تنتهي عند حدود حرية الآخرين ، و أن وجود تنوع سياسي في الأحزاب لن يؤدي إلى فوض ، بل سيؤدي إلى تنافس في العمل و تقوية الرقابة ، و أن القرار الشعبي هو الأساس و أن حرص السياسين على مصالحهم سيجعلهم يهتمون بمصلحة الشعب لأنه قادر على عزلهم.
    أما إذا قلت لهم أن الزنا له سلبيات كبيرة قالوا هذه حرية شخصية ، و لا أحد يجبر أحدا على الزنا و من يريد أن يتزوج فليفعل ، أما بالنسبة للحمل و الأبناء الغير شرعيين فهنلك ملاجيء تحتضنهم إذا تنكر لهم أباؤهم و هناك وسائل لمنع الحمل ، كما أن التمتع بالحياة هو هدف أساسي في فكرنا المادي الرأسمالي .
    و سنجد هناك مبررات كثيرة لكثير من الآراء العلمانية المتناقضة سواء كانت في الرأسمالية أو الشيوعية أو النازية أو أقوال كثير من الفلاسفة :

    فهذا الفيلسوف يعطي المصلحة وزنا كبيرا جدا ،
    أما الآخر فيهتم بالمباديء المعنوية
    و الثالث يركز أكثر على الجنس و يجعلها لعمل الرئيسي المحرك للإنسان ،
    و الرابع يهتم بقضية الحرية الفردية ،
    و الخامس يركز على مصلحة الجماعة
    و السادس يعطي التبريرات على وجود الله سبحانه و تعالى
    و السابع ينكر هذا الوجود ،
    و الثامن يحاول أن يقنعك بأن الغاية تبرر الوسيلة ،
    و التاسع أن الأخلاق بدعة برجوازية
    و العاشر أن الشر هو الصفة السائدة في البشر ،
    و الحادي عشر أن الزواج مؤسسة رجعية تضطهد المرأة ،

    و كل فكرة من هذه القضايا سواء كانت صحيحة فعلا أو خاطئة لها مبررات منطقية تجعلها تبدو صحيحة قال الأستاذ تقي الدين النبهاني " و الأسلوب المنطقي و إن كان أسلوبا من أساليب الطريقة العقلية و لكنه أسلوب معقد ، و أسلوب فيه قابلية الخداع و التضليل ، و قد يوصل إلى عكس الحقائق التي يراد إدراكها " .( ص 54 التفكير ، الأستاذ تقي الدين النبهاني ).



    رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات

    مكسب
                  

11-09-2006, 06:30 PM

MaxaB

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1326

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ........................... عجـــز العقـل العلمــاني " 2 " ..................... (Re: MaxaB)



    و الطريف أن كل إنسان مثقف بإمكانه أن يكون مفكرا علمانيا و فيلسوفا ، و هذا يحدث في القضايا الفكرية و السياسية و تبرير المواقف و التصرفات ، و تبرير حتى العقائد الغريبة :

    قال الزعيم الهندي غاندي " " عندما أرى البقرة لا أجدني أرى حيوانا ، لأني أعبد البقرة ، و سأدافع عن عبادتها أمام العالم أجمع "
    و قال " و أمي البقرة تفضل أمي الحقيقية من عدة و جوه ، فالأم الحقيقية ترضعنا مدة عام أو عامين و تتطلب منا خدمات طول العمر نظير هذا ، و لكن أمنا البقرة تمنحنا اللبن دائما و لا تطلب منا شيئا مقابل ذلك سوى الطعام العادي"
    ( ص 37 كتاب الرسل و الرسالات عمر الأشقر)

    و يمكن أن نقول أننا كذلك نشرب حليب الغنم و الماعز ! ، و لماذا لا نعبد الشجرة المثمرة !؟ و لو تمسكنا بالحقائق الفكرية التي جاء بها الرسل لما ضاع العلمانيون ، و لو سألنا العقل الأمريكي لقال عن البقرة إنها مصدر أساسي للبروتين و لحياة الناس ، و قد تصيب العالم مجاعات إذا لم نأكل اللحوم و قد يزيد البقر و يأكل الأخضر و اليابس و هذا ضد التوازن البيئي ،و عموما فذكر الإيجابيات و السلبيات ليس هو الأسلوب الصحيح للحكم على صواب أو خطأ فكرة ما ، فالخمر كما لها سلبيات لها منافع تجارية لمن يزرعها و يتاجر بها ، و القطاع الخاص له إيجابياته و سلبياته ، و كذلك القطاع الحكومي و كذلك الزواج و الإجهاض و الحرب و السلم و لا يتم الوصول للحقائق في العلم المادي من خلال أراء لإيجابيات و سلبيات أن يغلي الماء عند 20 أو مئة أو مئة و خمسين ، بل التجربة و المشاهدة و الإستنتاج أي الدليل المادي هو الذي يحدد الحقيقة المادية و المفروض أن نسأل ماهو الدليل الفكري على صحة الفكرة لا إيجابياتها و سلبياتها و لنتذكر أن مصالح أمريكا و غيرها من الدول القوية هي التي تعطي لها " الحق " في التدخل في الدول الأخرى فهي تقيس الأمور بالإيجابيات و السلبيات من زاويتها و ليس ماهو حق و صواب ، بإختصار :

    هناك مبررات عقلية منطقية بإمكانها أن تجعل كثيرا من الآراء تبدو كأنها حقائق ، و للعقلية العلمانية قدرة عجيبة على تقديم مبررات منطقية لبيان أن كل شيء سواء كان حقا أو باطل ( و منها أرآء الآخرين ) باطلا ، فمثلا إذا عفوت عمن ظلمك قالوا هذا ضعف و جبن و تشجيع للإنحراف ،و إذا عاقبته قالوا لماذا لا تسامح أليس في قلبك رحمة أنه تعلم من خطئه !. و لهم قدرة عجيبة على مدح الحرب أو السلم ، و لهم قدرة عجيبة على مدح أمة أو شعب و ذم شعب آخر و العكس ، فهم يختارون ما يشاءون من معلومات و مبررات للمدح أو الذم و هذا يجعلهم يرون العدل ظلما و الظلم عدلا و الحرية فوضى و الفوضى حرية ، و عموما فسياسة الكيل بميكيالين عند العلمانيين في تعاملهم مع الأحداث العالمية تأتي أحيانا نتيجة نوايا فاسدة ، و أحيانا نتيجة طبيعية للعقلية العلمانية ، فالمشكلة التي لا تزال تواجههم أنهم لا يعرفون الحرية الحقيقية و العدل الحقيقي و لا العقائد الحقيقية ، فقد قالوا إجابات كثيرة متناقضة ، و أعطوا مبررات كثيرة متناقضة ، و عاشوا ولا زالوا يعيشون على التناقض و الظنون و الآراء و ليس الحقائق الفكرية.بل إن العقل العلماني يقدم أحيانا مبررات منطقية علمانية تقول أن المصلحةالشخصية للفرد هي في النفاق أو البخل أو التعصب العرقي أو الكسل أو الأنانية و هي أمور اتفق عقلاء البشر على خطئها و رفضها ، فبعض العلمانيين يقولون النفاق هو الطريق المختصر للوصول للمناصب و الأموال ، و هذا واقع معروف و كلنا سمع من له هذه العقلية العلمانية و يقدم أدلة واقعية أن هذا الفرد نافق فوصل إلى اعلى المناصب و هكذا. و سيجد في العقلية العلمانية أدلة منطقية تثبت أن الصدق يؤدي إلى أضرار و نفور و عداوات و أن الأفضل هو الكذب و المجاملة أو الصمت.



    رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات

    مكسب
                  

11-15-2006, 02:30 PM

MaxaB

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1326

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ........................... عجـــز العقـل العلمــاني " 2 " ..................... (Re: MaxaB)


    و نذكر هنا مثالا يوضح تناقض العقول البشرية :

    يروى أن جحا و ابنه و حماره كانوا يسيرون في طريق ، فسمع من يقول أن هذا الرجل و ابنه أحمقان ، لماذا لا يركب أحدهما على الحمار ؟ فركب جحا ، و بعد مسافة سمع من يقول إن هذا الأب قاسي القلب حيث يركب هو و يترك ابنه يمشي ، فنزل جحا و أركب ابنه فسمع بعد مسافة من يقول إن هذا الإبن عاق لأنه يترك أباه يمشي و يركب هو ، فركب هو و ابنه الحمار ، فسمع من يقول إن هذين ليس في قلبهما رحمة حيث أنهما يرهقان الحمار !

    و المقصود من هذه الحكاية أن العقل البشري قادر على مدح و ذم أي حالة و أي قرار و أي عقيدة و أي قرار و أي نظام و سيجد لكل رأي أو عقيدة أو نظام مؤيدون و معارضون ، مؤيدون يرون أنه الحق ، و معارضون يرون أنه الباطل و هذا هو الجنون العلماني و الضياع العلماني و العجز العلماني ، و هذا يفتح بابا لا ينتهي من الجدل و النقاش البيزنطي فهذا يستشهد يقول الفيلسوف الأول ، و الثاني يستشهد بقول الفيلسوف الثاني ، و الثالث يقول هذا رأيي و هذه أدلتي و هكذا مما جعلهم لا يتفقون حتى على حقيقة فكرية واحدة مع أن عمر العلمانية الحديثة عدة قرون ، و عمر العقل العلماني الآلاف من السنين !.

    رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات

    مكسب
                  

11-15-2006, 02:51 PM

Mohamed E. Seliaman
<aMohamed E. Seliaman
تاريخ التسجيل: 08-15-2005
مجموع المشاركات: 17863

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ........................... عجـــز العقـل العلمــاني " 2 " ..................... (Re: MaxaB)

    الأخ مكسب السلام عليكم ورحمة الله.
    كنت قد وعدت بإيراد بعض الأمثلة
    من ماضي مشاركات العلمانيين....
    لكن لقيت ديل طازجات :
    1- طلبت من أحد الأعضاء الإتيان بشواهد
    وأدلة على مزاعم في بوست وصف بـ
    Quote: الموضوعية والمنهجية الواعية
    Quote: والتحليل العميق

    و
    Quote: التحليل المنضبط
    و
    Quote: هذا التحليل الهادىء
    الناجع الذى أتيت به. قضية متكاملة وايدولوجيا متماسكة تنتظر من يتظر الى رأس خيطها المعقود ويجره ببطء حتى ينفرد بطوله وتتفكك ألياف علاقاته المتشابكة، مثلما فعلت.

    فعجز صاحب البوست عن تدعيم مفترياته فكتب:
    Quote: ثم أن للمقالات نهجا يختلف عن كتابةالبحوث، فهنا المرونة والانطلاق من مفهو ما هو بحكم "الاستاندرد، دون اجحاف بالنسبية أو تضحية بالمنطق أو الموضوعية.

    ده طبعا تهرب وزخرفة كلام !!!
    --------------------------
    2- عضوة كتبت في البوست نفسه:
    Quote: لن تتطور هذه المجتمعات ونصفها المكشوف يتوارى خوفا وهلعا من نصفها المفترس ..الا أذا قدرت على مواجهة حقيقتها التى ظلت تدفن رأسها منها فى رمال الادعاء والمساومة والجهل، الجهل بالواقع المعاصر وبالذات الانسانية وعلاقات الجغرافيا بالتاريخ ، علاقات الزمان بالمكان ، و علاقة الارض بالسماء ...

    سألتها:
    أولا هل هذه وجهة نظر أم تلخيص نظرية جديدة
    ولدتها مناهج البحث العلمي المعاصر ؟؟
    وفي الحالين أرجو أن تشرحي لنا ماتحته خط !!

    ما جاوبت بشيء ذي بال
    ----
    لك الشكر
                  

11-15-2006, 05:55 PM

MaxaB

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1326

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ........................... عجـــز العقـل العلمــاني " 2 " ..................... (Re: Mohamed E. Seliaman)


    الأخ الفاضل ..Mohamed E. Seliaman
    و عليك السلام و رحمة الله و بركاته
    Quote: أولا هل هذه وجهة نظر أم تلخيص نظرية جديدة
    ولدتها مناهج البحث العلمي المعاصر ؟؟
    وفي الحالين أرجو أن تشرحي لنا ماتحته خط !!
    ما جاوبت بشيء ذي بال

    للأسف بعض الناس يعتقد أن رص الكلام المفخم و العبارات الزجلة بجانب بعضها البعض نوعا من العلم .. و أنه حين يربط الشرق بالغرب و باطن الأرض بظاهرها هكذا كالسحر .. فقد أجاب و كفى ووفى .. و الحديث العام المبهم عن النظريات و التجارب الإنسانية و العلاقات اللا محددة و لا معرفة و لا موضحة و لا مفصلة و لا مبين كينونتها و و و - و أنا أتكلم بشكل عام و لا أقصد الكاتبة صاحبة المقال هنا- .. محاولة لتجهيل و تسطيح الآخرين .. بافتراض أن الشخص المقابل سيستحي من أن يقول صراحة أنه لم يفهم شيئا من هذا الكلام .. و لأدلل لك على ذلك أسألهم سؤالا مباشرا أي النظريات أو العلاقات أو التجارب يقصدون تحديدا - ما اسمها-؟ .. أين قرأوها؟ .. في اية مراجع ؟ ..
    ان الفلسفة أو علم الكلام و تفخيمه و تضخيمه تعطي - و سبحان الذي جعل من البيان سحرا - بمجرد قراءتها شعورا أشبه بالهيام و النشوة التي يفعلها المخدر إذا أنها تطلق التفكير في حدود اللا حدود و لا منتهى و لا قرار و لا استقرار .. فإذا زال .. و جد المنتشي أنه وصل في النهاية الى لا شيء .. و انه بحاجة الى قراءة المزيد من المخدرات .. و مزيدا من اللاشيء .. حتى يصل المتلقي درجة الضياع .. التي يعود فيها اللاشيء هو الأصل .. و العياذ بالله


    رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات

    مكسب
                  

11-15-2006, 02:45 PM

MaxaB

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1326

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ........................... عجـــز العقـل العلمــاني " 2 " ..................... (Re: MaxaB)



    قال الرازي " لقد تأملت الطرق الكلامية ، و المناهج الفلسفية ، فما رأيتها تشفي عليلا ، و لا تروي غليلا "

    و قال : و لم نستفد من بحثنا طول عمرنا ... ... سوى أن جمعنا فيه قيل و قالوا


    و قال الإمام الشافعي رحمه الله فيمن تأثر من المسلمين بالفلسفة و بالطريقة العلمانية في التفكير مما أنتج ما يسمى بعلماء الكلام من المسلمين : " لو يعلم الناس مافي علم الكلام من الأهواء لفروا منه فرارهم من الأسد "

    و قال هنترميد " كذلك فإن هذا هو الموقف الطبيعي " ما الحقيقة " ؟ لأي شخص في مركز الفيلسوف المحترف ، إذ أنه بدوره قد صادف أنصارا عديدين لمذاهب متعددة ، كلهم يدعون أن لديهم " الحقيقة " ، و كلهم تقريبا يدهشون حين يجدون أي شخص يتحدى إدعاءهم بسؤال بيلاطس الملح " ما الحقيقة ؟ " .

    و قال المفكر الفرنسي بليز باسكال : " الفلسفة كلها لا تستحق ساعة تعب "
    و قال " التفلسف الحقيقي هو الهزء من الفلسفة "

    و قال الدكتور عمر الأشقر " يشغل المنهج الفلسفي الكلامي الباحث و الناظر فيه في قضايا ينقضي العمر و لا ينتهي من بعضها ، بل إن الذي يحصله منها ينطوي على شبهات تجعل اليقين غير موجود ، فيصاب الباحث بالحيرة و الشك و الإضطراب "

    و قال الأستاذ يوسف أبو الهيجاء " حقا ما أسرع ما ينقض العقل نفسه بنفسه ، يصدر اليوم حكما و ينقضه غدا ، أرى أن هذا حق و حقيقة ، و أعود فأراه باطلا . أقتنع الآن أن هذا العمل جد مثمر ، ثم لا ألبث أن أراه عبثا. أكون رأيا في الصباح ، و أنقضه في المساء مكتفيا بأن أقول : إنه رأي خاطيء "

    و قال " صحيح أن العقل هو الملجأ الوحيد لإصدار الأحكام الإيجابية أوالسلبية .. أما إذا ثبت أنه يصدر أحكاما متناقضة أو متباينة ، فعندها و عندها فقط يكون البلاء أشد ، و ندرك تمام الإدراك أننا في حوزة قاض غير ثقة ".

    رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات

    مكسب
                  

11-16-2006, 01:07 PM

MaxaB

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1326

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ........................... عجـــز العقـل العلمــاني " 2 " ..................... (Re: MaxaB)


    المعايير العقلية العلمانية :

    لا زلنا نسأل العلمانية نفس السؤال :
    ما هي الحقائق الفكرية ؟
    وما هو الطريق العقلي العلماني لهذه الحقائق ؟

    نحن نريد حقائق ، وليس أراء وظنون ، نريد طريقاً مشابهاً لطريق التجربة والمشاهدة والاستنتاج الذي يوصلنا للحقائق العلمية المادية فإذا كان مرفوضاً أن يقول علماء المادة أظن أن الماء يغلي عند 20 درجة مئوية في الظروف العادية أو أظن أن الأكسجين غاز لا يساعد على الاشتعال ومبرراتي هي أن ذرته تتكون من كذا وكذا فإن مثل هذه الآراء لا وقت عند علماء المادة حتى لسماعها ، فالعلم المادي بشقيه الإحيائي والتكنولوجي يعتمد على حقائق لا أراء ولا مبررات عقلية متناقضة ، فعندما يقولون غليان الماء عند 100 درجة مئوية حقيقة ، فإنه لا أحد يستطيع أن يعارض ، فالعلمانية أعطتنا مبررات منطقية وثبت أنها متناقضة وحاول الفلاسفة وضع معايير عقلية لتحديد الحق والصواب فقالوا : النأخذ الحرية والعدل والمنفعة والسعادة ... الخ ، ومن الصعوبات التي واجهتهم أن هناك تناقض بين هذه المعايير ومنها أن هذه أهداف عامة لا اختلاف حولها ، فلا يوجد عاقل يقول أن هدفي هو التعاسة أو الظلم ، وأنها مقياس لتحديد الحق من الباطل ، ومن التناقض في هذه المبادئ : أن العلمانية الرأسمالية أعطت وزناً أكبر لقضايا الحرية مما جعل وزن العدل يقل في حين أن العلمانية الشيوعية فعلت العكس ، فالحرية تجعل الناس يتفاوتون في ثرواتهم وحظهم من الغنى والفقر فقد يسكن فرد منهم قصراً به مئات الغرف ، وينام الآخر في العراء ، في حين أن الشيوعية تحرص على نفس السكن أو مساكن متقاربة ولا تعتبر هذا يعارض الحرية الشخصية بل لا تعتبر تملك الثروة الهائلة بل المعتدلة من الحرية أصلاً ، والمشكلة أنه ليست عندنا حرية أو عدل فقط بل هناك مساواة ومصلحة جماعة ومصلحة فرد مصلحة شعب ، وهناك السعادة والرحمة والمنفعة " المصلحة " والإخاء والاحترام والحب والإبداع والتمتع والراحة النفسية والعزة والرفاهية والاستقرار والتملك والراحة الجسدية واللذة ، وهذه وغيرها أهداف نريد أن توصلنا لها عقائدنا ونظمنا ومفاهيمنا وقوانيننا ونريد أن نصل إلى نظام صحيح يحقق التوازن الصحيح بين هذه الأمور ، فلا نتطرف في ماديات ولا روحانيات ولا غرائز وهذه الأمور أهداف متداخلة مع بعضها ، وأحياناً متناقضة واقتناع العقول البشرية بأهميتها كلها أو بعضها أمر مختلف فيه كما أن إعطاء أوزان لها أمر مختلف فيه حتى لو تم الاتفاق على بعضها أو كلها كعناصر معيارية فقد تكون الانتخابات تعطي حرية ولكنها قد لا تعطي عدلاً ، وقد يخسرها المخلصون والعلماء وينجح بها المنافقون والجهلاء ، أما إذا حددنا مواصفات دقيقة تمنع ترشيح الجهلاء والمنافقين فإن هذا معناه تقليل حجم الحرية ، فالبعض لن يكون من حقه الترشيح أو حتى الانتخاب ..... يتبع

    رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات

    مكسب
                  

11-17-2006, 04:37 AM

MaxaB

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1326

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ........................... عجـــز العقـل العلمــاني " 2 " ..................... (Re: MaxaB)



    بحث العلمانيون والفلاسفة هذه القضايا فقالوا لنعتبر الشيء حقاً وصواباً إذا حصل على اتفاق الأغلبية أي من خلال التصويت وما عداه خاطئ ، وقال آخرون لنجعل معيارنا للحق السلطة سواء كانت أباً أو أماً أو حكومة ، وقال آخرون إن مقياس الحقيقة هي أن نعيش تجربة عملية ، ثم نستنتج بعدها حقائق هذا الواقع وقال غيرهم لنجعل المصلحة هي الميزان ونقيس الإيجابيات والسلبيات ، واختلفوا في ذلك والإيجابيات والسلبيات تختلف وزناً واتجاهاً من طرف إلى آخر ، وقد قيل مصائب قوم عند قوم فوائد ، وقال آخرون ما رأيكم أن يكون معيارنا هو تجربة كل فكرة على الواقع ، والفكرة التي تبقى وتعيش هي الصحيحة ، أما التي تموت فهي الخاطئة وبعضهم قال لنجمع علماء من مختلف التخصصات ، ونجعلهم يحددون المعايير وبعضهم قال لنأخذ بعض العلماء ونجعلهم يعرفون كل أنواع العلم ، ثم سيكونون قادرين على وضع هذه المعايير ، وبعضهم حاول أن يصنع معياراً مركباً من عدة نقاط ، وكل هذه المعايير وجدت من يرفضها كلياً أو جزئياً وينفي مناسبتها لتحديد الحق من الباطل ، وطبعاً سيختلف الناس فيمن يضع هذه المعايير بمعنى لو اخترنا مئة عالم أمريكي لأعطونا معايير متأثرة بخبرتهم وتجاربهم ، ولو أخذنا مئة عالم صيني لأعطونا معايير أخرى ، وهكذا فستكون معايير تحديد الحق من الباطل هي معايير ظنية ومتغيرة ومختلفة من فريق إلى آخر وهنا نحن نفترض أن المئة عالم " مفكر " أمريكي سيتفقون على معايير واحدة من خلال نقاش وحوار وسيتضح للجميع أن هذه هي المعايير الصحيحة لتحديد الصواب من الخطأ أي أن الاتفاق لن يكون من خلال التصويت ، وهذا أيضاً افتراض خيالي لأن العقول الأمريكية متعارضة كفلاسفة وعلمانيين ومفكرين ، فإذا كان من الصعب وأحياناً من المستحيل أن يتفق فيلسوفان كبيران على عشر حقائق فما بالك بمئة عقل وما بالك بمئة عقل من مختلف أنحاء العالم ، إن النتيجة المنطقية والبديهية أننا لن نصل إلى معيار لتحديد ما هو الحق وما هو الباطل في القضايا المختلف حولها وأقول " المختلف حولها لأن هناك قضايا لا اختلاف حولها بين العقلاء مثل أن السرقة شر والاعتداء على الناس خطأ ، والتواضع صفة محمودة ، ومساعدة الفقراء رقي وحضارة .. الخ ، وقال هنترميد عن معيار مركب : " حدود المعيار المركب : ولكن من سوء الحظ أن جزءاً فقط من القضايا التي يتعين الحكم عليها بأنها " حقيقة " أو " بطلان " هو وحده الذي يستطيع الصمود لكل هذه المعايير " (1)
    وقال " تعد مشكلة الحقيقة من أعقد المشكلات التي يتعين على الفلسفة بحثها ، ذلك لأنه ليست هناك كثرة من " الحقائق " فحسب ، بل إن الناس نادراً ما يعنون نفس الشيء عندما يضعون عبارة بأنها " حقيقة "
    وقال " لأن الخلاف الأساسي يكمن في أن أحد الفريقين يستخدم نظرية أو معياراً معيناً للحقيقة ، في حين يرتكز الآخر على مفهوم مختلف كل الاختلاف "
    وقال " فإذا قلت " حقيقي " وكان في ذهني معنى معين ، وقلت أنت نفس اللفظ وكان في ذهنك معنى آخر ، لكان في مواصلة الحديث مضيعة للوقت (2) أي إذا كان الميزان الذي في ذهنك لتحديد الحق من الباطل يختلف عن الميزان لدى فرد آخر فلا فائدة حتى من الحوار ، فالعلمانية عجزت عن إيجاد الميزان الصحيح ، ومعنى هذا الكلام إن كان معيار تقييمك للرجال أن الأفضلية هي للأصدق والأكرم في حين أن فرداً آخر عنده الأفضلية ، هي للأغنى والأجمل فإن اختلافكم هنا هو في المعيار ، وبالتالي لن تتفقا على ترتيب عشرة رجال حسب الأفضلية وهذا ما حدث مع اختلاف المعايير في العلمانية حيث تحديد الحقيقة يصبح مستحيلاً إذا كان كل فرد أو حزب أو دولة تستخدم معايير مختلفة ، فهذا سيؤدي إلى أن كل طرف يرى الحقيقة التي صنعها أو ما يريد أن يعتبره حقيقة مما يجعل لدينا حقائق لكل طرف أو آراء مقتنع بها كل طرف ، ونحن نريد حقائق أصلية وليست مسميات وهمية لوجهات نظر شخصية وآراء ظنونية ،
    قال تعالى " إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى " النجم (23)
    وقال تعالى " وما لهم به من علم إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئا " النجم ()
    وقال تعالى " وما يتبع أكثرهم إلا ظنا إن الظن لا يغني من الحق شيئا إن الله عليم بما يفعلون " يونس (36)


    رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات

    مكسب
                  

11-17-2006, 01:26 PM

MaxaB

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1326

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ........................... عجـــز العقـل العلمــاني " 2 " ..................... (Re: MaxaB)


    معنى هذه النتيجة التي وصل إليها العلمانيون أنهم لم يتمكنوا من الوصول إلى العلم الفكري والحقائق الفكرية ، وإليكم هذه الاعترافات ، وهذه الأقوال:
    قال برتراند رسل في كتابه تطوري الفلسفي : " إنه لا يمكن الادعاء بالقطعية ( في النظرية أو الآراء ) على النحو الذي سار عليه الفلاسفة المتسرعون ، بكثرة وبدون جدوى "

    وقال أ.م. بوشنسكي " ولم يعتقد برتراند رسل ، منذ البداية أن بإمكان الفلسفة أن تقدم إجابات مؤكدة كثرة ، وحيث أن وظيفتها هي أن تفتح مجالات أما العلم ، فإن عليها أن تثير المشكلات لا أن تجد حلها ، أن المهمة الرئيسة للفلسفة مهمة نقدية "

    وعلق أ.م. بوشنسكي " ومن مزايا هذه الطريقة في التناول أنها تنبه العقل ، ولها من القيمة ما يفوق الإجابات الفلسفية التي تحمل الشك بين طياتها للأبد " وأعلق لا نريد جدلاً ونقداً وحواراً لا ينتهي ، نريد أن نصل للحقائق الفكرية

    وقال جوليان هكسلي : " يجب أن نستعد لمواجهة الحقيقة ، وهي أن جهلنا بالحقائق النهائية سوف يستمر إلى الأبد بسبب فطرتنا المحدودة "

    وقال دكتور الكسيس كاريل " نحن ضحايا تخلف علوم الحياة عن علوم المادة " وقال جوليان : " إن محاولة تقديم تفسير لعلم الإنسان ينطبق على كل إنسان ضرب من المستحيل وجرى وراء السراب "

    أما الأستاذ عادل ضاهر فقد قال في كتابه الأسس الفلسفية للعلمانية " فالمشكلة الأساسية هنا هي أن ادعاءنا امتلاك معرفة معيارية بصورة مستقلة ، بعكس ادعاءنا امتلاك معرفة علمية بصورة مستقلة ، هو ما يشكل موضوع تساؤل ، ليس فقط من قبل منظري الحركات المناهضة للعلمانية ومن لف لفهم ، بل وحتى من قبل جزء كبير من الفلاسفة العلمانيين ، فإن بين الأخيرين عدداً لا يستهان به ينفي إمكان وجود معرفة عقلية ، على المستوى المعياري ، بينما بالمقابل ، يكاد يستحيل أن نجد شخصاً واحداً عاقلاً ينفي وجود أم إمكان وجود معرفة عقلية مستقلة على المستوى العلمي " والمقصود هنا أن هناك حقائق في المجال المادي في حين أن هناك عدم قدرة للوصول للحقائق في المجال الفكري

    وقال الشيخ عبد الحليم محمود : " والواقع أن العالم منذ أن نشأ ، وهو يحاول أن يجد مقياساً عقلياً ليزن به الحق والباطل ، في ميدان الأخلاق وما وراء الطبيعة ولكنه ، على مر الدهور ، وعلى اختلاف البيئات ، وبرغم الجهد المتواصل ، لم يجد هذا المقياس العقلي

    " وقال ابن القيم : " وقد أجمع العلماء على أن ما لم يتبين ولم يتيقن فليس بعلم ، وإنما هو ظن ، والظن لا يغني من الحق شيئاً "

    وقال النبي r : " إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث "

    وجاء في كتاب نظرات في النبوة " إن للعقل اختصاصه وميدانه وطاقته ، فإذا اشتغل خارج اختصاصه جانبه الصواب ، وحالفه الشطط والتخبط ، وإذا أجري في غير ميدانه كبا وتعثر ، وإذا كلف فوق طاقته كان نصيبه العجز والكلال "

    وقال الأستاذ عبد الباري الندوي " لم يستطع علماء الأخلاق حتى الآن أن يعينوا المعيار الحقيقي للخير والشر "


    رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات

    مكسب
                  

11-19-2006, 01:48 AM

malamih

تاريخ التسجيل: 01-28-2003
مجموع المشاركات: 2781

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ........................... عجـــز العقـل العلمــاني " 2 " ..................... (Re: MaxaB)


    الأخ مكسب ..

    أشكرك على إيراد هذا النص الجامح..!
    وأشهد أنني كمن أكل وجبة من الملوخية الممزوجة بالبطيخ..!!
    وها آنذا ألفت نظرك لشيئين:

    1- لا يوجد شئ إسمه العقل العلماني فهذا تحديد خاطئ ولا يجوز فكريآ
    ولا علميآ... فالعقل هو العقل وهو ذاك الكم الحيوي المعروف..
    وكان الأصح أن يكون العنوان في (الفكر العلماني) وهي الظاهرة المقصود
    نقدها في هذا الكتاب أو المقال..

    2- الحشو المضطرد الذي أحدثه المؤلف لتناوله لمعلومات شتى و متاقطعة محاولا
    إقحام رؤيته الخاصة أو فرضيته في تناوله لموضوع العلمانية مع ضعف ظاهر
    في التحليل العلمي والمنطقي وهو بمايعرف بترف الذهنية للباحث لعدم إكتمال
    خاصية البحث عند الكاتب..

    وفي رأي الخاص بأن ما كتبه إبن خلدون في القرن السابع عشر في سفره القيم
    (المقدمة) يعتبر أكثر تقدما من الكتابة الماثلة أمامنا..

    وفي النهاية لا يسعني إلا أن أشكرك على جهدك في إيصالك هذه الكلمات للقارئ
    لإثراء الحوار حول موضوع العلمانية ..
                  

11-20-2006, 08:24 PM

MaxaB

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1326

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ........................... عجـــز العقـل العلمــاني " 2 " ..................... (Re: malamih)


    الأخ .. ملامح
    و شكرا على مداخلتك
    Quote: وأشهد أنني كمن أكل وجبة من الملوخية الممزوجة بالبطيخ..!!

    هنيئا .. مريئا .. لكن لو كنت صادقا لأريتنا بذر البطيخ ذاك فلتفحصناه معك .. فبعد كل هذه التغذية نتوقع أفكار مفيدة.
    Quote: 1- لا يوجد شئ إسمه العقل العلماني فهذا تحديد خاطئ ولا يجوز فكريآ
    ولا علميآ... فالعقل هو العقل وهو ذاك الكم الحيوي المعروف..
    وكان الأصح أن يكون العنوان في (الفكر العلماني) وهي الظاهرة المقصود
    نقدها في هذا الكتاب أو المقال

    العقل هو ذاك الكم الحيوي المعروف !!! .. يعني النخاع و الدم دا هو العقل .. و اللا الحاجة البتفكر جوة الرأس دي هي العقل بتعريفك للكم الحيوي .. في الحقيقة لا أتفق معك.
    عقل الشيء بمعنى وعاه و قاسه ووزنه ... و هذا ما أراده الكاتب هنا بطلان و عجز الوعي و القياس و الميزان العلماني .. الذي لا يرقى حتى الى مرتبة أن يكون فكرا .. فلو كان فكرا لأتفق فيه على حقائق و الثابت العكس .. العقل العلماني لا يدري حتى ماهية الحقيقة .. أليس كذلك يا ملامح !
    Quote: الحشو المضطرد الذي أحدثه المؤلف لتناوله لمعلومات شتى و متاقطعة محاولا
    إقحام رؤيته الخاصة أو فرضيته في تناوله لموضوع العلمانية مع ضعف ظاهر
    في التحليل العلمي والمنطقي وهو بمايعرف بترف الذهنية للباحث لعدم إكتمال
    خاصية البحث عند الكاتب

    هذا من قبيل محاولة تجريح النص لا نقده .. و هو أسلوب فاشل .. فالكاتب كان منظما جدا في طرحه لأفكاره و بدأ معك من الألف فالباء فالتاء وصولا الى الياء .. أسلوب مقنع و لا شك و بعدين أنت مستعجل ليه .. هو أنت لسة شفت حاجة .. دا الراجل يا دوب حيبدا يتكلم عن العلمانية .. التقيل قدام.
    Quote: وفي رأي الخاص بأن ما كتبه إبن خلدون في القرن السابع عشر في سفره القيم
    (المقدمة) يعتبر أكثر تقدما من الكتابة الماثلة أمامنا..

    ممكن جدا .. بس ياريت تورد لينا مقاطع من الحاجات العجبتك .. ما تاكلنا حنك ساكت
    Quote: وفي النهاية لا يسعني إلا أن أشكرك على جهدك في إيصالك هذه الكلمات للقارئ
    لإثراء الحوار حول موضوع العلمانية .

    و أنا أشكرك على المرور و التعليق
    و خليك معانا
    نحتاجك


    رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات

    مكسب
                  

11-19-2006, 02:22 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21173

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ........................... عجـــز العقـل العلمــاني " 2 " ..................... (Re: MaxaB)

    العلمانية هى الحل
    الخميس 25 سبتمبر 2003 14:38
    خالد منتصر







    *ما هى العلمانية؟

    تعد العلمانية من اكثر الكلمات فى قاموسنا اللغوى تعرضاً للظلم البين والخلط الشديد عن عمد أو عن جهل، وهى قد اصبحت وصمة عار لكل من يتلفظ بها، أما من يجرؤ بأن ينتسب اليها فقد اقتربت رقبته من مقصلة التكفير واصبح هدفاً لحد الرده وكيف لا وهو منكر لما هو معلوم من الدين بالضرورة فى راى دعاة الدولة الدينية!!

    والسبب فى هذا الموقف المعادى للعلمانية هو الخلط بينها وبين الالحاد،اما السبب الأقوى فهو أن العلمانية ستسحب البساط من تحت أقدام المستفيدين من دعوة الدولة الدينية والمنظرين لها فهى تدعو لحوار الأفكار على مائدة العقل وتعريتها من رداء القداسة الذى يغطيها به هؤلاء الدعاة للوصول إلى أهدافهم وهذا كله يجعل من السمألة مسألة بشرية بحتة،فإذا كان حديثهم عن البركة فى الاقتصاد الاسلامى حولته العلمانية لحديث عن محاولة خفض نسبة التضخم وزيادة الدخل القومى، وإذا كان كلامهم عن حكم الله حولته العلمانية الى كلام عن الديمقراطية والدستور لتنظيم العلاقات بين البشر، فالله جل جلاله لا يحكم بذاته ولكن عن طريق بشر أيضا لهم اهواؤهم ومصالحهم التى لابد من تنظيمها، واذا كانت قضيتهم هى قراءة الماضى فقضية العلمانية هى صياغة المستقبل..

    وفى السبعينات ومع استعمال السادات للجماعات الاسلامية كمخلب قط ضد اليسار المصرى وسماحة بالخربشات فى جسد هذا التيار والتى كان لابد ان تتطور بعد ذلك الى نهش فى جسد صاحب الدار والراعى نفسه الذى تصور أن القط ما زال اليفاً ولم يعد الى أصله كنمر مفترس.. فى ظل هذا المناخ هوجمت العلمانية من حملة مباخر هذ النظام مما دفع مفكرا كبيرا مثل د. زكى نجيب محمود الى كتابة مقال فى جريدة الأهرام تحت عنوان "عين – فتحه – عا" محاولاً فيه تفسير معنى العلمانية التى كانت ملتبسة على الكثيرين،حتى أن مجرد نطقها بفتح العين أم بكسرها صار يمثل قضية تستحق الطرح على صفحات الجرائد، فيكتب زكى نجيب محمود بوضعيته المنطقية الساعية لتحديد الألفاظ وفك الغموض عن معانيها "سواء كان المتحدث مهاجماً كان أم مدافعاً، فكلاهما ينطق اللفظة مكسورة العين وكأنها منسوبة الى العلم مع ان حقيقتها هى العين مفتوحة نسبة الى هذا العالم الذى نقضى فيه حياتنا الدنيا (……)، ولو كل الفرق فى المعنى بين ان تكون العلمانية مكسورة العين او مفتوحة العين فرقاً يسيراً يمكن تجاهله لقلنا انه خطأ لا ينتج ضررا كبيرا،ولكن الفرق بين الصورتين فى نطق الكلمة فرق لا يستهان به مما يستوجب الوقوف والمراجعة" (1).. ويعلل زكى نجيب محمود هذا بان "كلمة العلمانية ليس لها وجود فى اللغة العربية قبل عصرنا الحديث فالكلمة هناك لها عند القوم اهمية وتاريخ على عكس الحال عندنا"(2)

    ويعترض د. فؤاد زكريا على الضجة التى اثيرت حول استخلاص كلمة العلمانية بفتح العين من العالم او بكسر العين من العلم ويعتبرها ضجة مبالغا فيها لأن كلا من المعنيين لابد ان يؤدى الى الآخر "فالشقة ليست بعيدة بين الاهتمام بامور هذا العالم وبين الاهتمام بالعلم،وذلك لأن العلم بمعناه الحديث لم يظهر الا منذ بدء التحول نحو انتزاع امورالحياة من المؤسسات التى تمثل السلطة الروحية وتركيزها فى يد السلطة الزمنية، والعلم بطبيعته زمانى لا يزعم لنفسه الخلود بل ان الحقيقة الكبرى فيه هى قابليته للتصحيح ولتجاوز ذاته على الدوام،وهو أيضا مرتبط بهذا العالم لا يدعى معرفة اسرار غيبية أو عوالم روحانية خافية ومن ثم فهو يفترض أن معرفتنا الدقيقة لا تنصب إلا على العالم الذى نعيش فيه يترك ما وراء هذا العالم لأنواع أخرى من المعرفة دينية كانت ام صوفية (……) فالنظرة العلمية عالمانية بطبيعته" (3).

    ومع تنامى التيار الأصولى الاسلامى وتصاعد سطوته الثقافية والسياسية والاقتصادية على المجتمع المصرى، كان لابد للعلمانيين ان يقدموا تعريفهم الخاص للعلمانية وان يحاولوا فك الارتباط الشرطى بين العلمانية والالحاد من أذهان الناس، فالمشكلة كانت قد انتقلت من برودة الأكاديمية الى سخونة الشارع والأمر لم يعد أمر نطق بالفتح او بالكسر وإنما اصبح غزلاً وتملقاً للمشاعر الدينية باسم محاربة العلمانية.. أصبح الأمر تخديراً مزمناً لكسب الجماهير المغيبة.. هنا أصبحت محاولة التعريف ضرورة ملحة وليست ترفاً دراسياً …

    والمأساة تكمن فى أن كل ما يكتبه التيار الأصولى الاسلامى يستقى تعريفاته من أصوليين آخرين، وتظل الدائرة مغلقة لا تسمح باى تواصل حتى بقصد الفضول المعرفى.. فالأمانة العلمية تقتضيهم ان يستمدوا أراءهم عن العلمانية من تنظيرات العلمانيين انفسهم لها.. وعلى حد علمى انه حتى الآن لم يربط علمانى واحد بين العلمانية وبين الالحاد،فالعلمانية نظرة الى المعرفة والسياسة،والالحاد نظرة الى الدين واللاهوت..

    وبقراءة متأنية لكتابات رموز العلمانية المصرية الحديثة نستطيع ان نقرر هذه الحقيقة ونعرف العلمانية بالايجاب وليس بالسلب.. بحقيقتها وليست بانها هى التى غير الالحاد حتى لا يصبح العلمانيون دائما فى موقف رد الفعل ودفع الهجوم، وحتى لا يقعوا فى الشراك اللزجة المنصوبة لهم من قبل المعسكر الأصولى والذى يجعلهم دائماً فى حالة استنفار مستمر وقسم دائم باغلظ الايمان ها نحن مؤمنون مثلكم بل وأكثر.. وينتهى المزاد بفوز التيار الأصولى بالضربة القاضية لأنه جر العلمانيين من ساحة الواقع الى حلبة الميتافيزيقا والتى يجيد اللعب والمراوغة عليها …

    وبداية لنتفق على الأصل اللغوى لكلمة العلمانية (4) فالعلمانية هى المقابل العربى لكلمة Secularism فى الانجليزية او Seculaire فى الفرنسية،وأصول الكلمة تعنى يستولد أو ينتج او يبذر او يستنبت من الاهتمامات الدنيوية الحياتية،ومن هنا فإنها استخدمت كصفة أيضا لأصحاب هذه الاهتمامات الدنيوية،وللكلمة أيضا دلالة زمنية (saeculum)فى اللاتينية بمعنى القرن حيث انها تصف الأحداث التى قد تقع مرة واحدة فى كل قرن،فالدقة الكاملة لترجمتها كما يشير د. فؤاد زكريا هى الزمانية ان العلمانية ترتبط بالأمور الزمنية،أى بما يحدث فى هذا العالم وعلى هذه الأرض فى مقابل الأمور الروحانية التى تتعلق اساسا بالعالم الأخر،وقد كان المترجمون الشوام قديما يستعملون لفظ العلمانية كترجمة للكلمة الفرنسية LAIQUE او الانجليزية LAICISM وهى المأخوذة عن اللاتينية LAICUS اى الجماهير العادية او الناس او الشعب الذى لا يحترف الكهانة تمييزاً لهم عن رجال الدين،والمفهوم الثانى وان كان لا يستخدم الآن يؤكد المفهوم الأول ولا ينفيه فاللفظ قد تطور ليعبر عن التحول من حكم الاكليروس (الكهنوتى) إلى السيطرة المدنية (حكم الرجال العاديين) المعنيين بالشئون الدنيوية (الزمانية) هذا عن المعنى اللغوى والذى كما رأينا لا يعنى الالحاد من قريب او بعيد بدليل أن القس الذى لا يخضع لنظام كنسى محدد يطلق عليه Secular priest أى قس عالمانى وليس قسا ملحدا والا لكانت نكتة !!..

    وسيرد المتربصون بالعلمانية ويقولون "هذا هو تعريف الغرب المختلف عنا شكلا ومضمونا فماذا عن تعريفكم أنتم ؟،واجابة السؤال هو ان تعريفات العلمانيين للعلمانية شأن أى تعريف فى اطار العلوم الانسانية تختلف باختلاف وجهة النظر والمدرسة الفلسفية التى ينتمى اليها صاحب التعريف ولكن فى النهاية تصب كل التعريفات فى مصب واحد..

    وأول هذه الأنواع من التعريفات هو التعريف الذى يستند الى علاقة العلمانية بالدين :

    • "العلمانية ليست هى المقابل للدين ولكنها المقابل للكهانة" (5)

    • العلمانية هى التى تجعل السلطة السياسية من شأن هذاالعالم والسلطة الدينية شأنا من شئون الله" (6).

    • "العلمانية هى فى جوهرها ليست سوى التأويل الحقيقى والفهم العلمى للدين" (7)



    ثانيا تعريف من حيث حقوق المواطنة وأسسها الدستورية

    • "العلمانية لا تجعل الدين اساسا للمواطنة وتفتح ابواب الوطن للجميع من مختلف الأديان هذه هى العلمانية دون زيادة او نقصان فهى لم ترادف فى اى زمان او مكان نفى الأديان (

    • أسس الدولة العمانية تتمثل فيما يلى :

    أ- أن حق المواطنة هو الأساس فى الانتماء بمعنى اننا جميعا ننتمى الى مصر بصفتنا مصريين مسلمين كنا ام اقباطا …

    ب- إن الأساس فى الحكم الدستور الذى يساوى بين جميع المواطنين ويكفل حرية العقيدة دون محاذير أو قيود..

    جـ- أن المصلحة العامة والخاصة هى اساس التشريع..

    د- ان نظام الحكم مدنى يستمد شرعيته من الدستور ويسعى لتحقيق العدل من خلال تطبيق القانون ويلتزم بميثاق حقوق الانسان" (9).



    ثالثا : التعريف الشامل من وجهه نظر معرفية وفلسفية

    "التفكير فى النسبى بما هو نسبى وليس بما هو مطلق" (10) هذا هو تعريف العلمانية للدكتور مراد وهبه والذى جاء فى معرض حديثه عن رسالة فى التسامح للمؤلف الانجليزى جون لوك والذى خلص الى ان المعتقدات الدينية ليست قابلة للبرهنة ولا لغير البرهنة فهى إما ان يعتقد ولهذا ليس فى امكان احد ان يفرضها على أحد ومن ثم يرفض لوك مبدأ الاضطهاد باسم الدين ويترتب على ذلك تمييزه بين امور الحكومة المدنية وامور الدين، ويقرر مراد وهبه ان هذا التمييز هو نتيجة للعلمانية وليس سبباً لها فالعلمانية نظرية فى المعرفة وليست نظرية فى السياسة.. وهذا التعريف يتفق الى حد كبير مع تعريف آخر هو أن "العلمانية محاولة فى سبيل الاستقلال ببعض مجالات المعرفة عن عالم ما وراء الطبيعة وعن المسلمات الغيبية" (11).



    • فى مصر علمانيون بلا علمانية

    بذل الباحثون المصريون جهدا كبيرا فى محاولة تحديد البدايات الجنينية للعلمانية المصرية وفى اثبات ان مصر قد عاشت مراحل علمانية متعددة قبل الهجمة التتارية الأخيرة التى نكتوى بنارها فى الوقت الحالى.. فبعض الآراء ترجع ارهاصات العلمانية الأولى الى الحزب الوطنى(1879 – 1882) (12) الذى قاد الثورة العرابية بهدف نقل السلطة من ايدى الارستقراطية التركية الشركسية الى ايدى كبار الملاك والتجار الوطنيين وتستند هذه الآراء الى البيان التأسيسى للحزب والذى وضعه محمد عبده والذى نص فيه على أن الحزب سياسى وليس دينيا،وأن القاعدة فى المواطنة هى من يعيش على ارض مصر ويستظل بسمائها ويحرث ارضها بصرف النظر عن الجنس والدين والعقيدة،ويمضى الراى فى تتبع العلمانية المصرية ويقول "ان الحياة الاجتماعية السياسية ظلت بعد ذلك تحت قيادة الفكر الليبرالى العلمانى الى ان عجزت ليبرالية كبار الملاك فيما بعد الحرب العالمية الثانية عن مواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التى كانت تطرحها ضرورات التطور المستقل فسقطت الليبرالية العلمانية لتحل محلها راديكالية ولكن أيضا علمانية تمثلت فى النظام الذى افرزته حركة 23 يوليو 1952 بكل ما أقدمت عليه من اصلاحات اقتصادية واجتماعية وإدارية وتعليمية كان مضمونها العلمى واضحا تماما. (13)

    وقد تم تدعيم بعض جوانب هذا الرأى وملء فجواته من جانب علمانيين كثيرين بغرض اظهار ان هذه الصورة التى نعيشها الان انما هى ردة عن واقع متسامح سابق،ولا يهم ان كان الفرق بين الماضى والحاضر كميا او كيفيا او ان كانت علمانية الماضى مجرد قشرة هزيلة لواقع مهترئ.. فأما عن علمانية الوفد فقد ابرزوا دور سعد زغلول عند تشكيل أول وزارة مصرية بعد الاستقلال وضمه لخمسة وزراء اقباط من بينهم وزير للعدل، واستعان د. فؤاد زكريا فى كتابة "الصحوة الاسلامية فى ميزان العقل" بما رواه الاستاذ ابراهيم فرج (جريدة الوفد عدد يوليو 1989) عن كيف اعرب النحاس باشا للزعيم الهندى نهرو خلال زيارة له عام 1954 عن امله فى ان تكون الجمهورية المصرية جمهورية علمانية"، وفرج فوده (14) أيضا أعلن ان النحاس رفض الدولة الدينية ودعا للدولة العلمانية وهو ما يصفه فرج فوده بانه اعلان ثابت بشهادة مكتوبة لا يمكن انكارها لأنها أتت من ابراهيم فرج وهو من عرف باسم ابن النحاس …

    اما عن المرحلة الناصرية فقد اعتبر البعض ان لب المشروع الناصرى موضوعيا كان علمانيا نتيجة لملابسات عديدة ونتيجة لطبيعة المرحلة التى نشأ فيها المشروع" (15).

    وبعد هذه البراهين التى استمدت من خلال الأحزاب أو النظم السياسية إحتاج الأمر أيضا الى براهين أخرى من خلال مفكرين تعزى اليهم بدايات التفكير العلمانى أو تنسب اليهم مراحل عافيته وصعوده.. مفكرين امثال الطهطاوى حين قال "حب الوطن من الايمان" والتى تناقضت مع مقولة عبد العزيز جاويش" لا وطنية فى الاسلام" او مثل محمد عبده كا ذكرنا فى البداية أو الشيخ على عبد الرازق حين اصدر كتابه "الاسلام واصول الحكم" عام 1925.. أو طه حسين حين اصدر كتابه فى الشعر الجاهلى عام 1926.. أو سلامه موسى حين قال "إن اختلاط الأديان بالسياسة كان على الدوام مصدر الآم وحروب بينما السلم والرخاء كانا فى ابتعاد الدين عن السياسة وان تعاليم الاسلام والمسيحية تقرران أن الدين علاقة خاصة بين الانسان وربه وليس لأحد ان يجعل من نفسه رقيبا عليها (16)، أو المهاجرين الشوام مثل فرح انطون ويعقوب صروف وأمين المعلوف وجورجى زيدان (17).

    وبالرغم من هذا الجهد الذى بذله الكثيرون فإن كل هذه الارهاصات المفترضة لم تكن انقباضات مخاض ما قبل الولادة بل كانت رعشات زفرات ماقبل طلوع الروح.. وللأسف فالجنين الذى منحتنا اياه تلك المراحل هوجنين مشوه الملامح هلامى القسمات،واذا كان الانتقاء التاريخى قد جمل الصورة فإن الانتقاء المضاد هو الذى سيظهر دمامة وقبح بعض خطوطها وألوانها وظلالها.. ولنتساءل أين هى العلمانية من قول سعد زغلول عن كتاب الاسلام واصول الحكم "قرأت كثيرا للمستشرفين ولسواهم فما وجدت ممن طعن منهم فى الاسلام حدة كهذه الحدة فى التعبير على نحو ما كتب الشيخ على عبد الرازق، لقد عرفت انه جاهل بقواعد دينه بل بالبسيط من نظرياته،والا فكيف يدعى ان الاسلام ليس مدنيا ولا هو بنظام يصلح للحكم (……) وما قرار هيئة كبار العلماء باخراج الشيخ على من زمرتهم الا قرار صحيح لا عيب فيه (1،أين هى العلمانية من قوله ايضا عن طه حسين امام مظاهرة الأزهريين" هبوا ان رجلاً مجنوناً يهذى فى الطريق فهل يضير العقلاء شئ من ذلك" (19).

    أين هى العلمانية حين رمى عبد الناصر رموز اليسار المصرى فى غياهب السجون ولم يخرجهم منه الا بناء على تكتيك سياسى وليس بناء على اتضاح للرؤية أو تغيير للاستراتيجية ؟؟، أين هى عندما حافظ على خانة الديانة فى البطاقة الشخصية واتسعت فى عصره كليات العلوم الدنيوية الأزهرية القاصرة على المسلمين ؟..

    ان العلمانية ليست مجرد نصوص قانونية متفرقة أو مواد دستورية متناثرة وانما هى روح تسرى فى المجتمع، وهذا الخلط هو الذى جعل شهيد التنوير المصرى فرج فودة يعتبر ان "الدولة التى نعيشها دولة علمانية المبنى والنظام" (20) ولذلك فأقصى الامانى لدى الكثيرين ان يظل الحال على ما هو عليه فى مقابل المستقبل المظلم الذى ينتظرنا على ايدى اصحاب الدولة الدينية اى بمعنى (اللى نعرفه احسن من اللى ما نعرفوش)..

    حقا اننا نملك بعض العلمانيين بلا علمانية..بلا تيار حقيقى يسرى فى نخاع المجتمع "فالعالم العربى الحديث لم يعرف العلمانية قط كجزء من مشروع حضارى اشمل وانما عرفها حينا كثقافة تنويرية او كمجموعة من القوانين المنقولة عن الغرب (21).

    وهذه فى الحقيقة هى اهم المشاكل التى تواجه العلمانية،مشكلة الأفراد الجزر المنعزلة التى لا تتجمع الا لتفترق، تطغى خلافاتهم الايدلوجية من اليسار واليمين على اتفاقهم المبدئى فيكونون هم انفسهم حملة اكفان علمانيتهم، ثم تأتى المشكلة الثانية وهى ان العلمانية المصرية حتى الآن لم تؤسس مشروعا وانما هى REFLEX أو ردود افعال،كما نلمس عضلة الضفدعة هكذا بقطب كهربى فتنقبض،هكذا كانت العلمانية.. مقال ينشر فى جريدة فيرد العلمانيون، حدث يجرى فى جامعة فيهب العلمانيون.. وردود الأفعال هذه مطلوبة بالطبع وبشدة لكن المفروض ان تكون احد جوانب الصورة لا أن تحتل كل الصورة بل فى بعض الأحيان الإطار أيضا..

    وحين نرفع شعار العلمانية هى الحل فلابد من ان ندفع ثمن هذا الشعار كما دفعه الغرب منذ القرون جهدا ودماء.. فالعلمانية لا تقدم على طبق من ذهب او تهبط هبة من السماء.. واعتقد اننا ندفع الثمن حاليا فإما ان نشترى المستقبل او نقع غرقى ديون الماضى الى أبد الآبدين.




    المراجع:

    1-زكى نجيب محمود عن الحرية اتحدث ص 184 – دار الشروق

    1- نفس المصدر السابق ص 186

    2- فؤاد زكريا الصحوة الاسلامية فى ميزان العقل ص 46 – دار الفكر

    3- أنظر فؤاد زكريا فى المصدر السابق ومحمد رضا محرم فى مقاله عن العلمانية والكهانة ومستقبل العمل السياسى فى مصر ص 11 مجلة فكر عدد نوفمبر 1989، ومحمد سعيد العشماوى مجلة القاهرة عدد 121 ص 79.
    4- د. محمد رضا محرم المصدر السابق ص 11
    5- د. محمد احمد خلف الله – جريدة الأهالى العدد رقم 603 ص 10
    6- د. نصر حامد ابو زيد نقد الخطاب الدينى


    جمال البنا في حديث شامل لـ إيلاف:
    الخلافة انتهت بموت عمر وليس بموت علي
    كلام سيد قطب عن الحاكمية الإلهية كلام فارغ وحلم مستحيل
    الأربعاء 19 نوفمبر 2003 07:10
    إيمانا منها بتوسيع دائرة النقاش النقدي في ما يواجهه العالم العربي اليوم من تغييرات فكرية وسياسية، وبفتح التفكير العربي المعاصر على مصراعيه، تنشر "إيلاف" كل أسبوع لقاء شاملا وموسعا مع أحد كبار المفكرين والكتاب العرب العاملين في حقول مختلفة نقدا وتطويرا للثقافة العربية... لقاء سيكون أشبه ببروفيل فكري تتوضح عبره ملامح المفكر والفيلسوف، الشاعر والفنان، الإعلامي والناقد، الروائي والممثل، المسرحي والموسيقار... الرجل والمرأة.



    هنا الحلقة الثانية من اللقاء:

    مع مربي الأجيال المفكر جمال البنا "شقيق حسن البنا"


    حديث أجراه أشرف عبد الفتاح عبد القادر



    *اعتقلت عام 48 ما هي أسباب ذلك ؟
    - كنت مع أعضاء مكتب الإرشاد العام حيث كنت أعمل في مطبعة الإخوان،وكنا حوالي 15 شخصاً واعتبروني واحداً من الإخوان في عام 1952 قامت ثورة يوليو وأصدرت لها كتاب "ترشيد النهضة " الكتاب صودر وهو في المطبعة.


    * لماذا صودر؟
    - لأنهم كانوا يقرأوه مَلازم وهو في المطبعة، وكانت هناك رقابة، وكانت المطبعة ترسل كل ملزمة أي كل 16 صفحة لهيئات الرقابة لعبد الناصر والسادات، وكان السادات كبير الرقباء فكان أول فصل في الكتاب تقييم لحركة 23 يوليو وأنها انقلاب وليست ثورة وقلت كلاماً سهلاً جداً، قلت إن الثورة عقيدة ونظرية تشترك فيها جماهير وتستهدف تغييراً كاملاً، فلو طبقنا هذه المعايير الثلاثة على الثورة نجدها لا تنطبق عليها لا نظرية ولا جماهير ولا هدف فهي انقلاب قام به الجيش، فعندما قرأوا الملزمة الأول كنا قد مشينا في الطبع، فجن جنونهم فذهبت إلى المطبعة أتابع الكتاب وجدتهم في انتظاري وجمعوا ما وجدوه وأخذوا تعهد بعدم طبع الكتاب. وسألت عن الحكاية فوجدت البكباشي محمد أنور السادات يقول لي : كتابك قرأه أربعة من الضباط كل واحد على حدة ووجدوا أنه لا يصلح للنشر. عرفت من هذه الواقعة أن هذه الحركة لا تقل نقداً أو مشاركة، رغم أن الكتاب موضوع بحب شديد. كان الكتاب نقداً بناءً، وليس هدماً للثورة إطلاقاً، فوجدت أن أفضل شيء أقدمه لهذه الحركة هو ثمرة تجربتي لكي لا يكون الفجركاذباً.


    * لماذا صادروا كتابك وتركوا كتب خالد محمد خالد "من هنا نبدأ" و"مواطنون لا رعايا" و"الديمقراطية أبدا "؟
    - أولاً "من هنا نبدأ " جاء بعد ذلك بمرحلة، ومن هنا نبدأ كان ضد الفكر التقليدي الإسلامي، وهم ليس لديهم مانع من ذلك أما " ترشيد النهضة" فهو منصب مباشرة على حركة 23 يوليو فاصطدمت بهم مباشرة ولم يصدر الكتاب حتى الآن.


    ولماذا لا تنشره الآن؟
    - اصبح قديماً، في وقته كان جديداً جداً، أما قيمته الآن فتاريخية.


    * ما هو موقف الإسلام من الآخر المغاير ومن التعددية الحزبية؟ نسمع من جماعات الإسلام السياسي تكفير الآخر "المسيحي" و"اليهودي" فما تعليقك علي ذلك؟
    - الإسلام دين منفتح يؤمن بكل الأديان وكل الرسل "ومنهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص"، "لكم دينكم ولى دين " هذه الآية بتت في الموضوع لن أؤمن بكم ولن تؤمنوا بي. فالإسلام أقر حرية الاعتقاد وليس هذا فقط بل التعددية. وآيات كثيرة تحث على حرية الاعتقاد " لا إكراه في الدين" "فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه " معنى ذلك أن قضيه الهداية والإيمان والكفر قضية شخصية ليست من قضايا النظام العام وبالتالي لا تتدخل الدولة فيها مطلقاً. لأن من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه إذن هي حرية شخصية.


    * كلمة العلمانية أخذت مفاهيم كثيرة، فقاتل فرج فوده عندما سأله القاضي عن سبب قتله أجاب: لأنه علماني. فعاد القاضي ليسأله: وماذا تعرف عن العلمانية؟ أجاب: لا أعرف. فما هي العلمانية؟وهل هي تتعارض مع الدين؟
    - ولو كان القاضي سأله: ما هي الشريعة؟ لأجاب بأنه لا يعرف. العلمانية لها عدد من المعاني. أكثر المعاني شيوعاً التي تتفق فيها كل مذاهب العلمانية، هو الفصل بين الدين والدولة، وذلك نشأ لماذا؟ لأن المسيحية لها كنسية. أولاً العلمانية ليست ضد المسيحية، فالمسيحية موجودة في كل الدول الأوربية وهناك أحزاب ديمقراطية مسيحية، فالعلمانية ليست ضد الدين ولكن ضد أن يتدخل الدين في السياسة لماذا؟
    لأن الكنسية عندما ظهرت زحفت على عالم السياسة وأصبحت هي التي تولى الحكام ثم زحفت على مجال الفكر وأرادت أن تقيده بما جاء في العهد القديم، الأرض لا تدور،و الشمس هي التي تدور، الإنسان مركز الكون، له خلق الكون منذ أربعة لاف عام. أشياء كثيرة جداً إذن الكنسية حاربت الحكام ونافستهم في وظيفتهم وحاربت المفكرين وحاولت أن تبعدهم عن حرية الفكر، ثارت الثورة على الكنسية وظهرت الحركة العلمانية لتزيح الكنسية عن هذين المكانين " السياسي والفكري " ونجحت في أوربا على خطوات عديدة كللت بالثورة الفرنسية. بالنسبة للإسلام لا توجد فيه كنسية إذن السبب الرئيسي الذي من أجله ظهرت العلمانية في أوربا غير موجود في الإسلام.


    * ولكن جماعات الإسلام السياسي تريد أن تعيدنا إلى عهد محاكم التفتيش فمنعوا رواية حيدر حيدر "وليمة لأعشاب البحر" و " أولاد حارتنا " لنجيب محفوظ و "رب الزمان " للدكتور سيد القمني؟
    - هؤلاء مجانين، ولا يمكن النقاش معهم لأنهم جهلة وتعلموا حديثاً أو حديثين فتصوروا أن التكفير والجهاد هو السبيل، هؤلاء لا تتناقش معهم، لأنهم يتصرفون حسب أمزجتهم وما يقولونه ليس من الدين. وبما أن العلمانية ثارت على الكنسية والإسلام ليس به كنسية إذن فليس هناك عداوة بين العلمانية والإسلام فالعلمانية ليست ضد الدين.


    * يرفع المتأسلمون شعار "الإسلام دين ودوله" فما تعليقك علي ذلك؟
    - الإسلام دين وأمة وليس دين ودولة، الإسلام لا يمكن أن يكون دولة، فدولة المدينة التي أقامها الرسول كانت استثناء سلباً و إ يحاباً، سلباً لأنها لم تكن دولة لها مقومات الدولة الحديثة فلم يكن بها سجون. وأدوات قمع ولا ضرائب وأي دولة لا تقوم إلا بهذا. فهي لم تكن دولة كاملة المقومات للدولة. من ناحية ثانية كان على رأسها الرسول ويوحي إليه، ولذلك أقول لمن يريد دولة إسلامية، هاتوا لي بدولة على رأسها رسول وأنا أبايعه. إذن لا يمكن القياس على دولة الرسول ولا كان تطبيقها جزء من العقيدة.
    قد يقول قائل الخلافة الراشدة. أبو بكر وعمر سارا بعد موت الرسول في دفع الخلافة، طعنت الخلافة الراشدة وانتهت عندما طعن عمر وليس علي،و بتوليه عثمان اختلت الموازين عن الخلافة الراشدة، علي عندما أراد إرجاعها مرة أخرى استحال عليه ذلك، وكان ضرورياً أن ‘يقتل، وليس عبثا أنه هو الوحيد الذي قتل من بين الثلاثة، معاوية وعمرو بن العاص، فعلي كان يجب أن يموت ومات، لأنه كان يريد أن يقف أمام التطور والله غالب على أمره. نأتي لنقطه الدولة ففي آخر كتبي أثبت أن الإسلام لا يهدف إلى تكوين دوله بل يهدف لتكوين أمه، أما الدولة فلا يمكن أن تكون إسلامية ولا مسيحية ولا اشتراكية لأن السلطة تفسد الأيديولوجيا (العقيدة) لأن العقيدة تقوم على قيم، والدولة تقوم على أسس وقوانين أخرى، مثل ذهب المعز وسيفه،ولا يوجد غير ذلك فإما أن تقتل المخالف وإما تصطنع من لا تستطيع أن تقتله أو تجد أنها تستطيع أن تستفيد منه أكثر بإرشائه.
    من أجل هذا فالمنهج السليم هو الفصل فعلاً بين الدين والدولة وفى كتابي الأخير دعوت لحذف المادة التي تقول: الإسلام دين الدولة من الدستور، لماذا ؟ لأن أصوليا لا تستطيع الدولة أن تقدم شيئاً للإسلام، عملياً يمكن أن تكون هذه المادة تعله لمجانين يستطيعون استخدامها لارتكاب أعمال يأباها الإسلام فضلاً عن أنها تثير بعض الحساسيات للإخوة الأقباط الذين يجب أن يشعروا أن الدولة دولتهم هم أيضاً.


    * ونحن على مشارق القرن الحادي والعشرين نسمع كثيراً من الجماعات ترفع شعار "الجهاد" ضد اليهود والصليبين. فهل الجهاد انتهى زمانه أم أنه مازال يصلح للقرن الحادي والعشرين؟
    - للجهاد معنيين. الأول هو جهاد النفس وهو من الإسلام. هناك فضيلة اسمها " قتال " وهي نوع من الجهاد ولكن ليست هي الجهاد بل وليست هي أهم الجهاد، الجهاد الحقيقي هو جهاد النفس وهو جزء من الإسلام، والإسلام له طبيعة جهادية لكن هناك " قتال" فرض على الإسلام عندما أراد المشركون فتنه المؤمنين عن إيمانهم وإعادتهم إلى الشرك ولذلك أتت كل الآيات كي لا تكون فتنه ويكون الدين لله. أي لكي لا تستهدف الحرب إملاء دين على أناس لا يريدون الإيمان به في هذه الحالة يجب على المؤمنين أن يحاربوا، أي يحاربون في سبيل حرية العقيدة. في سبيل أن يكونوا أحراراً، هنا يكون الجهاد ليس إلا صورة من الدفاع عن حرية العقيدة وعدم الزج بالإسلام للسلطة في فتنه الناس عن ضمائرهم. ليس أكثر " ليكون الدين لله ".


    * رفع بن لادن وأيمن الظواهرى الجهاد على "اليهود الصليبيين" سؤالي هو هل يصلح "الجهاد" للقرن الحادي والعشرين؟
    - كل هذا كلام فارغ مطلقاً وقياس خاطئ تماماُ ممكن أن نحارب أمريكا لأنها مثلاً مستعمرة أو مستغلة أشياء من هذا القبيل تنبني على أسس منطقية تبرر الحرب أو ليس على أساس دعوة عامة لا أساس لها. حرب العراق،أنا كنت ضد إرسال أي من المجاهدين. أنا ضدها تماماً، قلت لهم أنتم ترمون بالشباب إلى محرقة وتلقون بهم إلى التهلكة. يحاربون من أجل عودة صدام. وتعرضت لكثير من النقد وأخذوا يقولون،نترك أمريكا، رددت عليهم أن أمريكا أفضل من صدام وبوش لن يبقى في العراق، أما صدام فكان يجثم على صدور العراقيين كالشيطان الرجيم ولا يمكن لأي قوة أن تزحزحه، صدام حسين معتدى، فلو طبقنا الإسلام " وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصحلوا بينهما بالحق فإن بغت إحداهما فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ إلى أمر الله ".
    لو طبقت هذه الآية على العراق عندما غزا الكويت كان يجب على الدول الإسلامية أن تكون بها قوة تحارب صدام هذه هي ميزة هذه الآية،فهي ليست لمحاكم السلام الدولية التي تحتاج إلى إذن من الفريقين للتدخل، فإذا كان هناك باغ إذن وجب التدخل بالقوة. ولو نفذنا هذا ما كانت مأساة حرب الخليج الأولى ولا الثانية ولم تحتل بغداد وأقول أن الاحتلال الأمريكي لن يبقى طويلاً لعدد من الأسباب، أولاً السياسة الأمريكية سياسة حزبيه وإذا كان بوش وصقور الحرب متمكنين الآن فلن يتمكنوا غداً، وحتى لو انتخبوا مرة ثانية فلن ينتخبوا مرة ثالثة. وهذه الأشياء لا تقاس بالسنوات بل بعقود السنين ولابد من زواله، ثانياً وجود أجنبي مسألة ليست سهلة، والشعب العراقي شعب قوى فالإنجليز كانوا موجودين سنة 1920 وخرجوا، وسيخرج الأمريكان إن آجلاً أو عاجلاً بل إنهم قد أراحونا من الطاغية صدام ونظامه. فالجامعة العربية لم تنجح في ذلك ولا الشعوب تستطيع ذلك. فكان لابد أني يبتلى صدام بمن هو أظلم منه، وكما يقول الشاعر: وما من ظالم إلا وسيبتلي بظالم.


    * صدر لك كتاب "المرأة والحجاب" فالمرأة في حيرة بين فتاوى الفقهاء بين "الحجاب" و"النقاب" فما هي وجه نظرك التي أردت شرحها في كتابك؟
    - ما معنى كلمة "حجاب"؟ الحجاب ليس زيا بالمعنى المتعارف عليه،"الحجاب" لم يرد في القران إلا بالنسبة لزوجات الرسول وبمعنى باب أو ساتر على زوجات الرسول. ما عدا هذا كله هو كلام فقهاء أو تقاليد قديمة من اقدم العصور، ففي كتابي عن الحجاب أوضحت أن المقصود من الحجاب هو تحقير المرأة وعزلها عن المجتمع. الحجاب كان موجوداً في أثينا وفى آشور وبيزنطة وفى كل العالم،ماعدا الحضارة المصرية القديمة التي أعطت المرأة حقها من اقدم عصور التاريخ ولكن كل حضارات العالم وضعت المرأة في مرتبة دنيا بالنسبة للرجل وعزلتها عن المجتمع،وورث المجتمع الإسلامي هذا، فكأنما فرض الفقهاء الحجاب على الإسلام ولم يفرض الإسلام الحجاب على المرأة، لكن الحجاب ليس فريضة إسلامية، ماذا يريد الإسلام؟ الحشمة للمرأة كإنسان ويريد ألا تطغي المرأة كأنثي على المرأة كإنسان،أي تعمل توازن بين المرأة كإنسان وكأنثى مع أولوية أن تكون كأنثى هي الأصل.


    * في كتابك عن الحجاب قلت أنهم لا ينظرون إلا إلى الغريزة في المرأة كأنثى، ونسوا أن المرأة قد تثير في الرجل أنبل المشاعر.
    - هذا هو بالضبط ما أردت قوله، أما "النقاب" فقطعه وأرميه وكل واحدة ترتديه فهي مسكينة وهو جريمة لا تغتفر في حق المجتمع وفي حق المرأة، إنه رمز على دونية المرأة وكل من ترتديه ترضي بانتقاصها واعتباراها عورة تستر كما تستر العورات.


    * ذكرت في كتابك عن الحجاب تشبيهاً للكاتب التونسي الطاهر الحداد عندما شبه النقاب بالكمامة التي توضع علي فم الكلاب حتى لا تعض المارة.أليس في هذا التشبيه شيء من الحقيقة رغم قسوته؟
    - النقاب عار على المرأة أن تضعه، لأن فيه طمس لشخصيتها وشلل لنصف المجتمع ولكن الحجاب العادي الذي يغطى الشعر ويظهر الوجه فلا مانع منه، فالشعر لا بد أن يكون له غطاء، الرجل يلبس طربوش أو قبعة أو طاقية أو عمامة، والمرأة لتحمى شعرها تغطية للحماية من التراب أو الشمس فهذا لباس عملي، فإذا كان لابد من غطاء للرأس شأن المرأة شان الرجل فهذا غطاء لا بأس به، ومتروك لحريتها هي الشخصية دون أن يفرضه عليها أحد. وانتشار الحجاب بين النساء هذا لا يعنى صحوة إسلامية بقدر ما هو زي عملي فعلاً، يريح المرأة من مشكلة تصفيف الشعر بصورة لائقة عندما تخرج وهى كاشفة له. وليس شعر كل النساء شعر كستنائي حرير. فهو يحتاج لعناية وبهذا فهي تستره بكل بساطة، ولكني أؤكد مرة أخرى أنه ليس فريضة إسلامية بل عادة عملية لم يفرضها الإسلام ولكنه لا يأباها.


    * في عام 1946 صدر لك كتاب بعنوان "ديمقراطية جديدة". مفهوم "الديمقراطية" هل يتعارض مع الإسلام باعتبار أنه آت من الغرب؟
    - كتاب "ديمقراطية جديدة " كان بمناسبة صدور تصريحات، من الرئيس روزفلت عن حريات وعن عالم جديد وهو كلام سياسي بحت، ولكن فيه فصل عنه الدين، فهم جديد للدين، وقلت إن حماسة الإخوان الطاغية للشعارات جعلتني أقول " لا تؤمنوا بالإيمان ولكن آمنوا بالإنسان" وقلت "أراد الإسلام الإنسان وارد الفقهاء الإسلام" أما بالنسبة للديمقراطية فهي نظام غربي نشأ في أثينا في ظروف معينة انتقل وتطور إلى صور غربية ومختلفة كل الاختلاف، فالديمقراطية البريطانية غير الديمقراطية الآثينيه، و الديمقراطية الأمريكية غير البريطانية، والديمقراطية في الدول اللاتينية تختلف عن الديمقراطية في فرنسا. فالديمقراطية ليست ثوباً جاهزاً للبس. المهم هو روح الديمقراطية، هي أن يحكم الشعب نفسه بنفسه،من خلال مؤسسات منفصلة وأن يكون هناك تداول سلمي على الحكم بانتخابات نزيهة.المهم هو روح الديمقراطية، وروحها هي عدم استبداد الحكام بالسلطة.عندما نعود للإسلام نجد أن هذا المعني موجود ولكن في خطوطه العريضة فنجد ثورة عارمة على الطغاة وعلى الحكام وعلى الملوك الذين إذا دخلوا قرية أفسدوها، ودعوة للمستعبدين والمستضعفين أن يكونوا سادة أنفسهم وألا يدعو هؤلاء المترفين والحكام يستبدون بهم. إذن يلتقي الإسلام مع الديمقراطية في استبعاد الطغاة أي حكم الفرد،وبالتالي ستكون للجماعة أو كما يقول الفقهاء أولى الأمر أي النخبة، مثال رؤساء النقابات، أو طريقة الانتخابات بالدوائر الجغرافية أي يكون لهم نواب حتى لا يستبد الحاكم بالقرار وحده فضروري من أن يتولى الشعب هذه العملية أو على الأقل يشارك فيها مشاركة فعالة.
    ويسألني البعض هل الشورى ملزمة أو غير ملزمة ؟ فأقول لهم هناك ما هو أهم من الشورى، هو إمكان عزل الحاكم إذا أساء، هذا أهم من الشورى،أما قضية الشورى ففيها مجالات عديدة جداً لتعالج، أما قضية رقابة الشعب على الحاكم ومناصرته إذا أحسن وتقويمه إلى حد العزل إذا أساء فأمر قائم ومقرر في الإسلام، أولاً قاعدة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وإن افضل شهيد من ذهب إلى حاكم ظالم فقتله، وكلام أبو بكر وعمر والرسول، والديمقراطية الحديثة مكملة للشورى القديمة (..).


    * تقول " لإسلام الذي يتعبد به المسلمون اليوم ليس هو إسلام الله والرسول بل هو إسلام الفقهاء الذي وضعه الفقهاء منذ ألف عام. أرجو شرح هذه العبارة؟
    - كيف يفهمون القرن ؟ يقولون اين عباس قال كذا، ومقاتل قال كذا، مجاهد قال كذا. ابن تيمية قال كذا، الحديث صحيح أم خاطئ يقولون البخاري قال كذا … مسلم قال كذا …. إذن هؤلاء لا يفكرون بعقولهم ولا بالأشياء الثابتة، لا بالقرآن نفسه بل بكلام المفسرين، ولا بتأكدنا من صدق الأحاديث بل لمجرد أنهم قلوا كذا وكذا … وكل هذه المذاهب، هل كانت موجودة في عهد الرسول من شافعية وحنبلية ؟ كانت غير موجودة، كل هذا من إبداع الفقهاء فهذا هو إسلام الفقهاء الذي كان انعكاساً لمشاكل عصرهم الذي لا يشبه عصرنا نحن.


    * في مشروعك الفكري طالبت بإزاحة كل هذه الفتاوى والرجوع إلى القرآن بعقل جديد. كيف؟
    - نحن لا نعبد أشخاصاً من دون الله، فأبو بكر قال : من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت، كل فتاوى الأئمة عوائق لتحديث الفكر الإسلامي.


    * رشيد رضا في "تفسير المنار" قال إن هناك آيات في القرآن لم تعد متكيفة مع روح العصر مثل آيات السيف مثلاً. فما رأيك في ذلك؟
    - آيات القتال استعرضتها من أول سورة الفاتحة إلى سورة الناس، كل كلمة فيها قتال أخرجناها. كلها دفاع عن حرية العقيدة ولم نقف إلا أمام الآية التي تقول "حتى يدفعوا الجزية عند يد وهم صاغرون " توقفت أمام هذه الآية وقلت أنها لأناس معينين هي الوحيدة التي شذت عن آيات القتال الموجودة في القرآن ومع هذا لم تطبق في عهد الرسول ولا عهد الخلفاء وكانوا يعطون الجزية عن يد وهم كرماء.


    * آيات السيف هل هي صالحه لعصرنا؟
    - هي كلها دفاع عن حرية العقيدة مثال حروب الرسول، سيد قطب هو الذي قال إن الإسلام سن الجهاد لنشر الحاكمية الإلهية لينقذ البشر من حكم البشر وينقلهم إلى حكم الله تعالى، هذا كلام فارغ وحلم مستحيل، وحتى لو طبق ستكون بلوى سوداء يكتوي بنيرانها المسلمون قبل غيرهم.


    * أنت مع أو ضد القراءة التاريخية للقرآن؟
    - لا يوجد شيء اسمه القراءة التاريخية للقرآن، القرآن كله ماشى على طول، وكله من عند الله، وقد تكون فيه آيات فيها اختلافات وبدائل ربنا أرادها الله من أجل ألا يحكم الناس على مثل حد السيف. أي إنسان يمسك بآية فهو يمسك بهداية ولا يرد عليه بآية مختلفة لأن القرآن يكمل بعضه بعضاً ولا يضرب بعضه بعضاً. فالذي يقول هذا فهو من قصر النظر. ولا يوجد شيء اسمه قراءة تاريخية أو أسباب نزول ولا ناسخ ومنسوخ كل هذا بهتان وإثم واجتهادات خاطئة لوثت صفاء القرآن.


    * "نحو فقه جديد" كتاب لك من ثلاثة أجزاء تحمل فيه نظرية جديدة عن الإسلام ما هي الأفكار والمبادئ التي ينطلق منها هذا الفقه الجديد؟
    - عندما نقول القرآن هو القرآن دون مفسرين من ابن عباس حتى سيد قطب، لا تأخذ أي كلمة من هؤلاء الناس، لا تشرك في كلام الله كلام أحد، ما عرفت فالحمد لله، وما لم تعرفه فلست مكلفاً بأن تعرف كل شيء. المسلمون الأوائل كانوا يحفظون عشر آيات بعشر آيات، وتأتى أنت وتريد أن تحفظ القرآن من أوله إلى آخره. فإذا أراد كل مواطن وكل مسلم وكل شاب صغير حفظ القرآن فمن سيزرع ومن سيعمل في المصانع، كلنا سنعمل في خدمة تفسر القرآن وهذا ليس مرغوباً ولا مطلوباً إسلامياً فأصلح المسلمين هو أصلحهم في أمور دنياهم، شيء آخر السنة، أهم شيء هو أن تضبط بمعايير من القرن لأن معيار السنة الذي تعيدون به الحديث صح أم خطأ معيار غير دقيق، واتسع الرتق على الراتق، فمن غير المعقول عندما أحكم على شيء أحكم على ناقل الخير وأترك الخبر نفسه، حتى لو كان يتناقض مع القرآن ومع المنطق ومع مصلحة الناس على طول الخط.
    من غير المعقول أن أقول أنه رجلاً صالحاً وصادقاً، لكن ضروري أن يكون كلامه صحيحاً لأنه من الممكن أن يكون عبيطاً أو في نفسه حاجة والذاكرة البشرية خؤون ولا يمكن مطلقاً أن تحتفظ بالأحاديث كما قال الرسول عشرات السنين. هذا أمر لا يقره العلم اليوم، المهم هو المتن الخاص بالحديث هل يتفق مع القرآن ؟ إذن ‘يقبل، لا يتفق مع القرآن إذن يرفض، الآيات القرآنية تتعلق بحرية الاعتقاد، مائة آيه " لا إكراه في الدين" "أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين"،"فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" ثم يجيئون لي بحديث "من بدل دينه فاقتلوه" هذا الحديث مرفوض بلا تفكير وبلا تردد، هذا الحديث موضوع أو نقل في ظروف معينة أو نقل خطأ أو تلاعبت به الذاكرة الخؤون، لا نأخذ به، فمن غير المعقول أن نأخذ بحديث،وأضرب بخمسين آية عرض الحائط يكون ذلك حماقة منى.حد الردة لا وجود له في القرآن إذن لا وجود له في الإسلام. وهذا الحديث المتناقض للقرآن مرفوض نقلاً وعقلاً. إذن القرآن بدون مفسرين والسنة بدون سند مع ملاحظة ضبط المتن بمعايير القرآن، نأتي بعد ذلك إلي الحكمة، في القرآن "وأنزلنا الكتاب والحكمة" الحكمة معناها كل ثمار العصور القديمة والعصور الحديثة مفتوحة أمامك خذ منها ما شئت،والرسول يقول :"الحكمة ضالة المؤمن " يلتقطها أني وجدها. فالعلوم الحديثة كلها حكمة وعلي المسلم أن يجعلها ضالته ويبحث عن عنها في الشرق أو في الغرب. إذن تحريم بعض المجانيين للعلوم الحديثة افتئات على القرآن.


    * ما هي مأخذك على الفقه القديم؟
    - الفقهاء القدامى كانوا أناساً في منتهى الطيبة والإخلاص، وأرادوا خدمه الإسلام بعلومهم، ولكن أولاً ما كانوا ملائكة ولا معصومين بل معرضين للصواب والخطأ "كل بنى آدم خطاء وخير الخطائين التوابون"، ثاني شيء معدات البحث والدراسة محدودة لديهم، لا توجد مطبعة فكان الكتاب ينسخ باليد، ولا توجد وسائل انتقال لكي يتأكد من صحة حديث، كان يذهب براحلته من المدينة إلى الفسطاط. وأهم من ذلك أنهم أبناء عصرهم لا يمكن أن يتحرروا من روح العصر. عصر مغلق، عصر مستبد،عصر فاسد من أيام معاوية إلى عبد الحميد الثاني كل هذه الخلافة منذ سنة 40 هجرية إلى 1924 أكثر من ألف عام ما يسمونه خلافة كان ملكاً عضوضاً وليس له من الخلافة شيء. هذا هو العصر الذين عملوا فيه، حاول بعضهم أن يثور على حكم هؤلاء الطغاة، فسحقوا حتى الأئمة الأربعة كل منهم تعرض لاضطهاد رهيب. الشافعي كان قاب قوسين من الموت، مالك خلعت أكتافه، ابن حنبل مثله، أبو حنيفة يقال أنه سم لأنه رفض تولى القضاء.
    إذاً كان هؤلاء لا يملكون حرية الفكر، لهذه الثلاثة أسباب جعلت فكرهم لا شيء، وجعلته قديماً ولا يصلح لعصرنا علناً. قد يقول قائل أن في أقوالهم للآلئ ودرر،فعلي من يريد الحصول على عرق الذهب الصغير أن يهد الجبل، ونحن لا عندنا وقت ولا جهد لذلك، وبعدين لماذا لا نعمل عقولنا نحن، لأننا لو اعتمدنا على عمل الأسلاف معنى ذلك أننا لن نعمل عقولنا وهذه أكبر خطيئة.


    * كلمة أخيرة يوجهها المفكر جمال البنا كمربي للأجيال لشباب اليوم الذي ينساق وراء تيارات الإسلام السياسي،أو الجماعات الإرهابية. فبماذا تنصحهم؟
    - أقول لشباب اليوم الصاعد: لا تنساقوا وراء الشعارات البراقة ولا تدعوها تبليكم،الآن الشعارات جوفاء وبقدر ما تكون ضخمة بقدر ما تكون فارغة و تحدث دوياً دون أن تحقق عملاً. فحكموا عقولكم و قلوبكم فيما تسمعون أو تقرؤون ولا تنساقوا كالقطيع وراء الشعارات أو الحماسة.فما كل ما يلمع ذهباً. وكان الله في عونكم ضد المتسترين بالإسلام لحاجة في نفس يعقوب.




    ------------------

    العصر الأموي، وفجر البراغماتية الإسلامية!
    د. النور حمد
    جامعة شرق واشنطن
    (3)
    من الكبسولات المعرفية الممتلئة معنى، التي وردت في كتابات الأستاذ محمود محمد طه، قوله، إن الدين قد نشأ في الأرض، وألمت به أسباب السماء فهذبته. وهذا يعني أن التشريع لا يجيء كليا من الغيب، وإنما يتشكل التشريع نتيجة لظروف الصراع الإجتماعي، على أرض الواقع. ولقد تضمن القرآن الكثير من التشاريع اليهودية، كما حفلت الشريعة الإسلامية، أيضا، بالكثير من الأعراف التي كانت سائدة في حقبة الجاهلية. لم تكن الشريعة الإسلامية، في جملة حالها، قانونا جديدا كل الجدة، جاء برمته من السماء، في هيئة شيء مستحدث كليا، لم يسبق أن سمع به أهل الأرض، إلا بعد نزول القرآن.

    غرضي من هذه المقالات هو لفت النظر إلى ضرورة إعادة تقويم كل من العصرين الأموي والعباسي، لا بوصفهما خروجا على جوهر الفكرة الإسلامية، وإنما بوصفهما تمديدا وتعميقا للفكرة الإسلامية، وهي تطور نفسها نتيجة للصراع مع الواقع المتحول. لقد مثل العصر الأموي، ومن بعده العصر العباسي، تجسيدان، عمليان، مبكران، لحالة الخروج من قبضة الدولة الدينية، ذات القالب البسيط، إلى الدولة الواقعية، التي يحكمها تشابك المصالح. ومن بداهة الأمور أن حيوية الحياة، وسيولتها الدافقة، لا يمكن كبسها في قالب واحد، وتحنيطها على هيئة واحدة أبد الآبدين. والحياة لم تخرج من قبضة الدولة الدينية القابضة، منذ البداية، إلا بسبب تفجر طاقاتها، واندياح دوائرها الإبداعية الخلاقة. وما كان للعلوم، والآداب، والفنون أن تزدهر، في الفضاء الإسلامي، لولا قيام دولة بني أمية، على الهيئة التي قامت عليها.

    أيضا، لم يكن لعصر النهضة الأوروبية، ولا لعصر الأنوار، أن ينبثقا من ظلام العصور الوسطى في أوروبا، لولا ارتخاء قبضة الكنيسة المسيحية. ولربما لا يجانب المرء الصواب، إن قال، إن حالات التقديس التي تتجاوز الحد، والتي يضفيها الأخلاف على تجارب الأسلاف، هي أصل المشكلة، فيما يتعلق باستمرارية حالات الجمود العقيدي، والركود الحضاري. فكثيرا ما يصل التقديس إلى حد إلغاء العقل. ولعل الوقت قد أزف لكي نبدأ في إخضاع تجربتنا الدينية التاريخية للفحص النقدي الصارم، والحازم، حتى ننزع هالات القداسة، التي تجاوزت المرسلين الأصليين، وانداحت لتشمل من بعدهم، الكثير من أتباعهم ـ بحق في بعض الأحيان، وبغير حق في أكثر الأحيان الأخرى ـ. ولقد دشن الأستاذ الراحل، خليل عبد الكريم، هذه الوجهة، بقراءة موسوعية، مدققة في تجربة الأصحاب. (راجع كتابه، "شدو الربابة بأحوال مجتمع الصحابة" وكتابه، "النص المؤسس، ومجتمعه" وكتابه، "سنوات التكوين في حياة الصادق الأمين).

    يمكن القول، بشكل عام، إن البراغماتية الإسلامية، في التجربة السياسية السودانية، ذات وجهين: وجه نقدي، وعملي، استهدف تفكيك سلطة النص المقدس، وهذا يفسح المجال، إن أحسن استخدامه، لبناء حالة، حضارية، إسلامية عقلانية، ووجه انتهازي، ميكافيللي، استهدف إيقاظ التعصب الديني، والعمل على إحكام سلطة النص، من جديد، لا بهدف إرجاع حالة التقى، والورع، والزهد، التي صحبت البعث الإسلامي في بداياته، وإنما من أجل إقصاء الغير، وعزلهم، وإخراس أصواتهم. وقد مثل الأستاذ محمود محمد طه، في عموم الأمر، الإتجاه الأول، في حين مثل الدكتور حسن الترابي، في عموم الأمر، الإتجاه الثاني.
    في القضية الدستورية التي صاحبت حل الحزب الشيوعي السوداني، في ظل الديمقراطية الثانية، في منتصف الستينات، وضح الفارق الكبير، بين فكر الأستاذ محمود محمد طه، وبين بقية الدعاة الإسلاميين، خاصة فيما يتعلق بمسألة الدستور، والحقوق الأساسية. ومسألة الحقوق الأساسية، هي التحدي الأصعب، الذي واجه، وسيواجه مشروع الدولة الدينية. أجمع كل من الدكتور حسن الترابي، والسيد، الصادق المهدي، والسيد، إسماعيل الأزهري على شرعية حل الحزب الشيوعي، وذلك عقب حادثة طالب معهد المعلمين المشهورة. في حين عارضها بشدة، الأستاذ محمود محمد طه، طارحا مفهومه المتميز للدستور، وللحريات الأساسية. ومن أبرز المفارقات في الجدل الذي ثار وقتها، قول الدكتور الترابي، إن الجمعية التأسيسية، وهي السلطة التشريعية، يمكن أن تكون فوق الدستور. وأنها، بهذا الوصف، يحق لها تعديل الدستور، وتغيير أحد مواده الأساسية، كالمادة التي نصت على حرية التنظيم. فمن دون تعديل تلك المادة، لم يكن ليتسنى لدعاة حل الحزب الشيوعي، ودعاة طرد نوابه المنتخبين من البرلمان، فعل شيء. في كتابه الذي صدر في تلك الأيام، الذي أسماه "أضواء على المشكلة الدستورية" قال الدكتور الترابي يرى، إن الجمعية التأسيسية، فوق المحكمة العليا، نفسها. وقد أعطى الدكتور الترابي للجمعية التأسيسية، وهي واحدة من ثلاثة أجنحة تشكل في مجموعها سلطة الدولة، حقا مطلقا، أصبحت به، فوق القضاء، وفوق المساءلة!!

    انجر مع الدكتور الترابي، في هذا المفهوم، السيد الصادق المهدي، الذي حين بلغه أن المحكمة الدستورية قضت بعدم دستورية حل الحزب الشيوعي، قال: حكم المحكمة الدستورية حكم تقريري، وهو غير ملزم للسلطة التنفيذية. ناسيا أنه قد جعل، بتلك القولة المتعجلة، السلطة التنفيذية، فوق السلطة القضائية. وبذلك قضى كل من الدكتور حسن الترابي، والسيد الصادق المهدي، على مبدأ الفصل بين السلطات، الذي هو أساس النظام الديمقراطي. كما جردا القضاء من صفته الأساسية، كحارس للدستور، ومفسر له، ومن صفته الأهم، بوصفه المرجعية التي تلجأ إليها كل من السلطتين التشريعية (الجمعية التأسيسية)، والتنفيذية، (الحكومة)، للفصل في الخصومات. (راجع كتاب الأستاذ محمود محمد طه، "زعيم جبهة الميثاق الإسلامي في ميزان: (1) الثقافة الغربية (2) الإسلام" على موقع،www.alfikra.org

    الشعارات الطنانة التي أطلقها تنظيم الدكتور حسن الترابي، في تخلقاته المختلفة، منذ الستينات، من شاكلة "لا ولاء لغير الله"، و"القرآن دستور الأمة"، و"لا حكم لغير الله"، لم تكن سوى شعارات تحشيدية، تعبوية، غرضها اشعال العواطف الدينية النواضب، واستعداء تلك العوطف الفجة على نور العقل، واستعداء العامة على النخب المستنيرة، ومن ثم منح العوام صكا دينيا يتعالون به على العارفين، والمبصرين. تعمد الدكتور الترابي خلق هذا المناخ العاطفي الشعاري، الذي يغيب فيه صوت العقل، ليشغل الصفوة التي لا تنتمي إلى تنظيمه بمهمة الدفاع عن نفسها، في وجه تهمة "العلمانية" وبأنهم "أعداء لله" وغير ذلك مما تفنن به في حصار المثقفين. وذلك بغرض عزلهم من التأثير على الجمهور، ليخلو المجال، له هو، وصفوته، للوصول إلى كرسي الحكم، ومن ثم التحول، عقب ذلك، من إخراس صوت الجميع، باستخدام سلطة الدولة الدينية. وقد فعل الترابي وقبيله ذلك، حين وصلت الإنقاذ إلى السلطة، كما فعلوه، جزئيا، قبل أن يصلوا إلى السلطة. وذلك، حين زينوا لنميري، أثناء تحالفهم معه، قوانين سبتمبر، وحين جلست كوادرهم، في صدارة ما سمي وقتها بـ "محاكم العدالة الناجزة".

    خدمت الحملة الشعارية الطويلة، التي أطلقها الدكتور الترابي، ورهطه، قبل ثلاثة عقود، أهدافها، التي قامت من أجلها، خير خدمة، وأوصلت الدكتور الترابي، ورهطه إلى السلطة. وشردت العقلاء، من نخب الشمال، في المنافي الفكرية، داخل بلدهم، وداخل محيط ثقافتهم. ثم ما لبثت أن دفعت بهم إلى المنافي الجغرافية، في كل بقاع الأرض. ولكن، ماذا حدث بعد أن وقعت تفاحة السلطة في حِجْر الدكتور الترابي؟!
    حين وصل الدكتور الترابي ورهطه إلى السلطة، وجدوا أنفسهم بغير فكر يذكر. أسوأ من ذلك، فهم قد قاموا، عبر سنوات التحشيد، والتعبئة الشعارية، بتربية غول تبسيطي، يتسم بكل سلبيات الجمود العقيدي، والجنوح للعنف في مواجهة المعضلات. ولذلك، ما لبثت صفوتهم نفسها، أن وجدت نفسها، مقيدة بسلطة ذلك الغول القروسطي، الذي صنعوه، وأطلقوه. ملأ ذلك الغول القروسطي أجهزة الإعلام، التي غدت على حين غرة، أجهزة كوكبية، بكل ما أستطاع أن يعيد إنتاجه من غابر الأساطير. فأصبح السودان، والسودانيين، مضحكة العالم. ولا تزال أجهزة الإعلام السودانية سادرة في ذلك الغي الموفي بأهله إلى النار، حتى يومنا هذا. فصاحب الدولة الدينية، أصم، بطبيعته، عن سماع أي صوت آخر، عدا صوته هو. وهذا نوع من العصاب عصيب، وعويص. وكما يقول المثل السوداني، "التسوي كريت في القرض، تلقاه في جلدها". ومن يفتل حبلا من مادة الدولة الدينية، لابد أن يخنق نفسه بذلك الحبل، طال الزمن أم قصر.

    ما لبث أن دفع الدكتور الترابي، ورهطه، ثمن تفريطهم في جنب الله، حين اعتمدوا التعبئة، والتحشيد، والعنف، والإقصاء، واستخدام قوة المال، بديلا عن التوعية، وبديلا عن أيقاظ العقل، وتنشيطه، وبديلا لمد الجسور نحو معارضيهم، الجالسين داخل حظيرة الدين، والجالسين، خوفا، خارج أسوارها. وهكذا حين دارت على الدكتور الترابي الدوائر، وقلب له تلاميذه ظهر المجن، تحول الترابي، في رمشة عين، وهو الذي أشعل حربا جهادية ضد قرنق، وحركته، إلى حليف جديد لقرنق ولحركته!! معطيا بذلك، أوضح النماذج للسلوك البراغماتي، ولكن، في أقوى تجلياته الإنتهازية، التى لا تعرف الحياء. بل، وتملك من "قوة العين"، ما يجعلها تستدير مائة وثمانين درجة، لتسير في الوجهة المعاكسة تماما، ولا تأبه بما يقال!

    تعيير المستنيرين بـ "العلمانية"، كان، ولا يزال، من أسوأ ما مارسه الدكتور الترابي، وقبيله، ضد النخب المستنيرة، بغرض عزلها عن الجمهور العريض. ولكن القائد الحاذق، لايستعدي الدهماء على العقلاء، لأن تلك كرة خاسرة، في نهاية المطاف. والترابي نفسه، يعلم، تمام العلم، أنه يستخدم نهجا علمانيا في معالجة كثير من القضايا التي يسبب اتباع حرفية النص فيها، إشكالات كثيرة. كل ما في الأمر، أن الدكتور الترابي منح نفسه ذلك الحق، في حين أنكره على الآخرين. ما لم يتفطن له الدكتور الترابي، هو أن تسليح العوام بالخطاب الديني، التبسيطي، يصرفهم عن التفكر، وعن النمو العقلي، والوجداني، ويقودهم، من ثم، إلى الإستعلاء بالجهل، بزعم أنهم إنما يقفون إلى جانب الله، وهذا يكفيهم، ولا يحتاجون معه لمعرفة شيء آخر. مثل هذه الإستراتيجية، تعطى البسطاء، والعوام، من الناس، قوة أكثر مما يطيقون تحمله، وأكثر مما يطيقون، حسن التصرف فيه. مثل هذه الإستراتيجية، ترتد على راسمها، فيجد نفسه، في نهاية الأمر، غير قادر على الخروج من حبال الشباك التي نسجها بنفسه، ولف بها نفسه.

    ظل الدكتور الترابي يظن أن في مقدوره التحكم، على الدوام، في خيوط اللعبة، وأن في وسعه أن يستخدم، مرحليا، قوى العقل السلفي المتحجر، وعصبيته، وعنفه، وإقصائيته، واستعلائه الأجوف بإيمانه، ليخدم بكل أولئك، مرحلته الأولى. وحين يفرغ من التأسيس، ويصل إلى مرحلة "التمكين"، يعود فينقلب على ذلك العقل المتحجر، فيعيد تسييله، وتحديثه، وإدغامه في حركته التحديثية!! ولذلك، فقد ظل الترابي، عبر مسيرته الفكرية، والسياسية، يتحدث، بلسانين. وكان أظهر ما تظهر إزدواجيته تلك، حين يخاطب وسائل الإعلام الغربية. غير أن الذين جرت تربيتهم على الإنغلاق، والتبسيط، وعلى ديماغوغية الخطاب الديني، أمسكوا بما جرى تلقينه لهم، إمساك الأعمى بالعكاز. وهذا هو ما قاد إلى أن يجد الترابي، نفسه، في نهاية المطاف، خارج الحلبة. إذ انفلتت من بين أصابعه كل خيوط اللعبة، وحين أحس بأن مجهود السنين، يذهب أدراج الرياح، وفي لمح بالبصر، ذهب بلا تردد للتحالف مع من كان يسميهم، بالأمس القريب، "علمانيين" و"كفرة"، و"عملاء للإستعمار والغرب". تحالف الترابي مع الذين سبق أن أطلق عليهم حربا جهادية، هي الأبشع، على الإطلاق، في تاريخ السودان! لم يتردد الترابي، "البراغماتي الإنتهازي"، من السير في الوجهة المعاكسة تماما. آملا أن يعيد إليه التحالف، مع حركة قرنق، لجام غوله الإسلاموي، المفقود، مرة أخرى، ولكن هيهات

    العفيف الأخضر
    [email protected]
    الحوار المتمدن - العدد: 1182 - 2005 / 4 / 29


    قدر العلمانية في الوطن العربي
    العفيف الأخضر: العلمانية هي مفتاح المواطنة الكاملة بين الرجل والمرأة والمسلم وغير المسلم
    ما هو تعريف العلمانية؟
    يعرف معجم روبير العلمانية (بفتح العين)، نسبة إلى العالم (بفتح اللام) بأنها :"مفهوم سياسي يقتضي الفصل بين المجتمع المدني والمجتمع السياسي، الدولة لا تمارس أية سلطة دينية والكنائس لا تمارس أية سلطة سياسية". وهذا التعريف للعلمانية هو الذي صاغه محمد عبده في قولته الشهيرة "لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين" وهو الذي صاغه الأزهري سعد زغول في قولته الشهيرة أيضاً:"الدين لله والوطن للجميع" وللتوضيح أكثر أقول توجد ثلاثة أنواع من الدول : الدولة الدينية، الدولة العلمانية، والدولة الإنتقالية. والدولة الدينية هي التي وجدت في العصور الوسطي، ولم تبق منها على أرض المسيحية إلا دولة الفاتيكان، وعلى أرض الإسلام الا الجمهورية الإسلامية الإيرانية والدولة السعودية والسودان ودولة طالبان التي سقطت سنة 2002؛ الدولة العلمانية هي الدولة السائدة اليوم في العالم المتمدن؛ والدولة الإنتقالية من الدولة الدينية إلى الدولة العلمانية وهي السائدة في الفضاء العربي الإسلامي. فما هي الدولة الدينية أي التيوقراطية theocratique كما تسمي في اللغات الأوربية؟ هي كما عرفها المؤرخ اليهودي فلافيوس يوسف Flavius Joseph ، القرن الأول الميلادي، والذي نحت كلمة التيقراطية:" موسى (...) هو الذي أسس الثيوقراطية، واضعاً السلطة والقوة بيد الله"،أي أن الحاكمية الإلهية، التي تشكل النواة الصلبة في مشروع الإسلاميين، هي لله وحده. الدولة الدينية، حسب تعريف المؤرخ اليهودي، هي التي تطبق الشريعة التي جاء بها العقل الإلهي، وليس القانون الوضعي الذي وضعه العقل البشري . فما هي الدولة العلمانية؟ هي التي لا تتدخل في الشأن الديني ولا تسمح لرجال الدين بالتدخل في الشأن السياسي، وهي لا تطبق إلا القانون الوضعي. فما هي الدولة الإنتقالية من الثيوقراطية إلى العلمانية ؟ هي الدولة التي ينص دستورها على أن الشريعة هي المصدر الأول للتشريع، ولا تساوي بين الرجل والمرأة وبين المسلم وغير المسلم في حقوق المواطنة وواجباتها. المرأة وغير المسلم في هذه الدول الإنتقالية نصف مواطن وأحياناً صفر-مواطن، إذ لا يحق للمرأة مثلاً الترشح لرئاسة الدولة ولا حتى لمنصب أقل شأناً، فالمرأة مازالت تعامل في كثير من الدول الإسلامية كناقصة عقل في الولاية وناقصة دين في العبادة، والمواطن غير المسلم مازال يعامل كأهل ذمة ليس له من المواطنة إلا الإسم، وهي تطبق القانون الوضعي في مجالات والشريعة في مجالات أخرى. أراهن على أن الدولة الهجينة القائمة اليوم في الفضاء العربي الإسلامي، الدينية نصفاً والعلمانية نصفاً، دولة انتقالية . التاريخ يعلمنا أن العلمانية السائدة في العالم لن تقف عند تخوم الفضاء العربي الإسلامي، الذي لا مستقبل له خارج مستقبل البشرية. لم يوجد في التاريخ استثناء ثقافي قاوم طويلاً الاتجاه التاريخي الفاعل في الحقبة؛ إذن المسلمون، مثل باقي البشرية، محكوم عليهم بتبني الحداثة وبالتالي العلمانية. تسع على عشر من دول العالم حصرت الدين في المجال الخاص، والشخصي والروحي، تاركة المجال السياسي العام للدولة المهتدية بالعقل البشري ، أي بمؤسساته وتشريعاته وعلومه وقيمه.الدولة الدينية تستشير، في إعداد مخططاتها الدنيوية كالسياسة والاقتصاد ، الفقهاء، إذا لم يكن الفقهاء أنفسهم في الحكم. أما الدولة العلمانية فتستشير ، في الشأن الدنيوي الذي هو مجال اختصاصها الوحيد، الخبراء. وهنا يطرح سؤال أساسي نفسه: لماذا ظهرت الدولة العلمانية في الأزمنة الحديثة فقط؟ لأن الحداثة هي التي عرفت الفصل بين الزمني والروحي، أي بين الاختصاصات الدنيوية والاختصاصات الدينية التي لكل منها فاعلوها الإجتماعيون: للدين المؤمنون والفقهاء، وللدنيا المواطنون والخبراء. في العصور الوسطي كانت الدولة الدينية تتدخل في كل شيء . لسبب بسيط هو أن كل شيء كان ديناً. لم يعد ذلك ممكناً مع العصور الحديثة، منذ حوالي 5 قرون، التي سجلت، في الفضاء الأوربي، انتصار العقل البشري على العقل الإلهي. وهكذا انتزع العلم الوضعي ، بثمن باهظ وصل أحياناً إلى حرق العلماء أحياء، شيئاً فشيئاً استقلاله عن العلم الديني. وقد قال غاليليو للمحكمة الدينية التي كان يقف أمامها بتهمة الزندقة لأنه ، عكساً للكتاب المقدس، اكتشف إن الأرض مكورة وتدور حول الشمس، وليست مركز الكون بل قد لا تساوى حجم حمصة بالنسبة للكون كله ... قائلا لقضاته :"الكتاب المقدس يعلمنا كيف نمشي إلى السماء لا كيف تمشي السماء". وهكذا بدأ العلم، الذي لا يقبل ضوابط من خارج مناهجه، يستقل. ثم شرع الإبداع الأدبي والفني يستقل عن الكتاب المقدس، الذي كف شيئاً فشيئاً عن أن يكون موسوعة فزيائية وطبية وأدبية وفنية ...إلخ، أخيراً أعاد البابا جان بول الثاني الإعتبار لغاليليو وداروين ... لكن القرآن مازال عندنا موسوعة علمية وطبية وجغرافية وأدبية وفنية وتكنولوجية، وويل ثم ويل للعلماء الذين يتجاسرون على اثبات حقائق علمية تعارض آيات الذكر الحكيم "العلمية" !.
    التعارص بين العقل العلمي والعقل الديني، بين حقوق الإنسان [ = حرياته ] وحقوق الله على الإنسان [ = عباداته وأوامره ونواهيه ] ، هو الذي قاد الغرب ثم العالم كله إلى العلمانية، إلى الفصل بين ما هو ديني وما هو دنيوي، الذي هو شرط شارط لتقدم الحضارة البشرية. وليس أمام المسلمين طريق آخر للإلتحاق بقاطرة الحضارة بدلاً من الانتظار الطويل على رصيف التاريخ.
    الفصل بين المقدس والدنيوي وليد الحداثة. كلما عدنا القهقرى في التاريخ لاحظنا أن الفصل بينهما هو الاستثناء النادر والجمع بينهما هو القاعدة، الذي يصل إلى أعلى درجاته عند القبائل البدائية حيث كل شيء مقدس، تاريخ القبيلة مقدس، أسلافها مقدسون، شعائر الحمل والولادة والجماع والصيد مقدسة، والسلوك اليومي لأفرادها مقدس. الحياة الإجتماعية للقبيلة خاضعة جميعاً إلى شعائر عصابية وسواسية قهرية. عند هذه القبائل انتهاك المقدس عقوبته القتل. لماذا؟ لأن فكرة نسبية المقدس لا يقبلها إلا عقل متطور، أي دماغ معرفي على درجة كافية من التعقيد والاطلاع. أما أدمغة البدائيين فلم تتطور بعد بما فيه الكفاية لتصبح قادرة على هضم نسبية المطلق الديني وقبول أولوية العقل البشري على العقل الإلهي. اقترح على الباحثين انجاز دراسات مقارنة بين تصورات البدائيين للعلاقة بين الديني والدنيوي وتصورات الإسلاميين المعاصرين لها. وسيفاجئون بشبة كبير بينهما يصل أحياناً إلى حد التماثل بخصوص عبادة الأموات والأسلاف واعتبار كل شيء ديناً، والتعلق الوسواسي القهري بالشعائرو بالمطلقات الدينية وتكفير النسبي، والسببي، والعقلي، والمتغير، والتطوري، والتاريخي، والمستقبلي. للبدائيين عذرهم، فخضوعهم للطبيعة يكاد يكون مطلقاً. تحكيم العقل البشري، أي العلم والتكنولوجيا، في الطبيعة لتحويلها إلى حضارة، تماثل، بالنسبة لمستوى وعيهم السلفي، انتهاكاً لعبادة الأسلاف لن يمر دون عقاب من هؤلاء الأسلاف الغلاظ الشداد والثأريين. رقهم النفسي لأسلافهم يشل عقولهم عن التفكير المستقل. رق الإسلاميين النفسي لأسلافنا ، أي للنبي والصحابة والتابعين،لا يقل شلاً لعقولهم من عبادة الأسلاف لدى البدائيين. العقل الإلهي الذي جاء به الأسلاف هو كل شيء. أما العقل البشري ، الذي جاءت به أدمغتنا ، فهو لا شيء. يقول المودودي السني:"الإنسان، كما يزعم، لاحظ له من الحاكمية إطلاقاً (...) المسلمون جميعاً، ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا، لا يستطيعون تشريع قانون واحد (...) والحكومات لا تستحق طاعة، الناس إلا من حيث أنها تحكم بما أنزل الله، وتنفيذ أمره تعالي في خلقه". بالمثل يقول الخميني الشيعي :" ليس لهم [الناس] حق في تعيينه [الإمام] أو ترشيحه أو انتخابه. لأن الشخص الذي له من نفسه القدسية استعدادا لتحمل أعباء الإمامة العامة وهداية البشر قاطبة يجب ألا يعرف إلا بتعريف الله [ له] ولا يعين إلا بتعيينه. لذلك فليس للناس أن يتحكموا في من يعينه الله".
    الإستشهادان ، السني والشيعي ، أفضل تعريف للدولة الدينية الإسلامية المعاصرة القائمة، في السودان وإيران، أو التي قد تقوم في بلدان أخرى.


    متي دخلت العلمانية إلى العالم العربي ومن هم روادها؟
    أول من ترجم كلمة Laicite بالعلمانية هو أحد مترجمي الحملة الفرنسية، لويس بقطر المصرى، في معجم فرنسي عربي طبع لأول مرة في مارس 1828، ثم تبني هذا المصطلح مجمع اللغة العربية بالقاهرة في معجمه "المعجم الوسيط" سنة 1960. العلمانية كنظام كامل ومشروع سياسي واع لم تدخل قط إلى العالم العربي. بعد لقاء العالم العربي بأوربا، عبر الاستعمار، بدأت الدول العربية الإسلامية تتخلي عن بعض الجوانب الإستفزازية من الدولة الدينية مثل تطبيق العقوبات البدنية كجلد شارب الخمر وقطع يد السارق ورجم الزانية، وعن جباية الجزية من مواطنيها غير المسلمين. السعودية مازالت تطبق هذه العقوبات البدنية، وقد صدر منذ اسبوعين حكم شرعي ، على كاتب سعودي للأسف لم أعد أذكر اسمه، بالسجن و 200 جلدة !! السبب؟ أساساً لأن السعودية لم تعرف الإستعمار الأوربي وبالتالي لم تدخلها بعض أنوار الحداثة. أما السودان الذي عرف الإستعمار وتخلي في ظله، عن الرق والعقوبات البدنية، لكن الدولة الإسلامية، التي أقامها الترابي بانقلاب عسكري، أعادت إليه الرق والعقوبات البدنية !!
    رواد الفكر العلماني في الفكر العربي كثيرون . تقريباً جميع المثقفين الذين ينتمون للأقليات الدينية في العالم العربي كاليهود والمسيحيين خاصة في المشرق العربي، في مصر وبلاد الشام، مثلاً لا حصراً جورجي زيدان وشبلي شميل ويعقوب صروف، وميخائيل نعيمه، وجبران خليل جبران،وفرح أنطون وسلامه موسى إلخ . أما اليوم فالمطالبون بالعلمانية لا يعدون بالأفراد بل بالجموع. من هنا أهمية دمج الأقليات الدينية والقومية في المواطنة الحديثة في الدول العربية. الاعتراف لهم بالمواطنة الكاملة سيشكل رافداً ثرياً للحداثة السياسية، أي العلمانية والديمقراطية وحقوق الإنسان. مثلاً الشيعة في السعودية يطالبون بالعلمانية للخلاص من كابوس الوهابية التي تعاملهم كـ"كفار". ألم يقل فيهم ابن تيمية ، المرجع الأول للوهابيه:" من شك في كفرهم [= الشيعة] فقد كفر" !. كما تمثل الأقلية القومية الكردية في العراق حارساً يقظاً للحؤول دون إقامة دولة ثيوقراطية شيعية. وقد حذر رئيس الجمهورية العراقية، جلال الطالباني، من إقامة دولة دينية في العراق. وقد عبر قادة الشيعة العراقيين بمن فيهم رئيس الحكومة صراحة عن أنهم سيحكمون العراق كعراقيين لا كشيعة . وهذا هو لب العلمانية. أما رواد الحداثة المسلمون فهم نسبياً كثيرون إذا أحصيناهم في كل بلد عربي إسلامي. لكن ذلك صعب في مثل هذا الحديث السريع. حسبنا أن نذكر بعض الأسماء التي أثرت في النخبة الدينية الفكرية في البلاد العربية مثل رفاعة الطهطاوي ، ومحمد عبده، وقاسم أمين، ولطفي السيد، وطه حسين، وعلي عبد الرزاق، وكامل كيلاني، واسماعيل مظهر، وأحمد أمين، وكيف ننسي فرج فوده الذي، وإن لم يكن من رواد العلمانية، لكنه كان أول شهدائها، وفي تونس الطاهر الحداد، الذي علمن فقه القرون الوسطي بخصوص تحرير المرأة لمنع تعدد الزوجات وإلغاء عدم المساواة في الإرث بين الذكر والأنثى ، والحبيب بورقيبه الذي نفذ وصيته. ولكنه تراجع ، أمام تهديد الملك فيصل له بقطع العلاقات الدبلوماسية مع تونس وبتحريض فقهاء العالم الإسلامي على تكفيره ، عن إصدار قانون المساواة في الإرث .


    هل فشلت العلمانية في العالم العربي بسبب مقاومة الإسلام لها أم بسبب ضعف الخطاب العلماني؟
    فشلت العلمانية حتى الآن في الدخول إلى العالم العربي أساساً لأن الإسلام لم يمر بعد بالإصلاح الديني الضروري الذي مرت به المسيحية واليهوديةالأوروبيتان . الدين الذي تم إصلاحه هو الدين الحديث الذي يعترف بالفصل بين الاختصاصات والمجالات ، أي يقبل بأن يقتصر اختصاصه على الشأن الديني تاركاً للدولة مجال اختصاصها الذي هو الشأن الدنيوي. السبب الثاني لفشل دخول العلمانية ، كنظام سياسي كامل، هو جبن القيادات السياسية. الإسلام لم يقع إصلاحه في تركيا،والبرجوازية كانت ضعيفة والفلاحون يمثلون 90 % من السكان ، ومع ذلك فإن قيادة المسلم كمال أتاتورك ألغت الدولة الثيوقراطية العثمانية،الخلافة، وأقامت على انقاضها دولة علمانية لا تخجل من هويتها العلمانية.


    هل العلمانية ضد الدين؟
    رأينا في تعريف معجم روبير للعلمانية أنها الفصل بين الدولة والكنيسة، أي بين الديني والدنيوي ليس إلا. بريطانيا دولة علمانية تماماً كفرنسا، لكن ملكة بريطانيا تحمل لقب "حامية حمي الكنيسة" وبإمكان المملكة المغربية أن تكون علمانية ويحمل ملكها، لقب "أمير المؤمنين" ، وبإمكان تونس أن تكون علمانية ويحمل رئيسها "حامي حمي الإسلام". يجب أن يكون المرء جاهلاً بتعريف العلمانية في المعاجم الأوربية، لأن أوربا هي أرض ميلاد العلمانية، أو سيء النية ، ككثير من قادة الإسلام السياسي، ليقول أن العلمانية ضد الدين. خاصة وأن العلمانية اليوم في البلدان العلمانية الصافية، كفرنسا، باتت علمانية منفتحة على كثير من الجوانب التي لا تضير في شيء المواطنة الحديثة ، التي تفترض المساواة بين الرجل والمرأة والمؤمن وغير المؤمن في حقوق المواطنة وواجباتها كافة. حياد الدولة العلمانية الفرنسية إزاء الدين لم يمنعها من أن تبني،من مال دافعي الضرائب سنة 1921، جامع باريس الشهير تكريماً لذكري الجنود المسلمين المغاربيين الذين سقطوا في معارك الحرب العالمية الأولي دفاعاً عن فرنسا، ولم تمنع اليوم وزير الداخلية الفرنسي، فيليب دوفلبان، المسؤول عن الشئون الدينية، من تكوين مؤسسة إسلامية خيرية لجمع التبرعات من المحسنيين لبناء المساجد والانفاق على الجامعة والمعاهد الإسلامية التي هي برسم الإنشاء. وقد تلقت هذه المؤسسة بمجرد إنشائها 800 مليون يورو من متبرعين لم يكشفوا عن هويتهم. أما الدولة العربية العلمانية القادمة فإن علمانيتها لن تمنعها من مساعدة ديانات جميع مواطنيها على قدم المساواة. وهذه العلمانية هي التي ستسود مع الوقت أرض الإسلام. على غرار تركيا العلمانية التي يوصيها دستورها ببناء دور العبادة لمواطنيها على اختلاف دياناتهم. فأي مانع من احتضان الدولة العلمانية للتعليم الديني شرط أن تسهر على جعله تعليماً دينياً إصلاحياً حديثاً يكون مواطني الغد الذين يعرفون المواطنة الحديثة، التي لا تميز بين الرجل والمرأة وبين المسلم وغير المسلم في حقوق المواطنة، ويعترفون بها دون تردد أو شعور بالذنب. ولكي يكون التعليم الديني إصلاحياً وحديثاً يجب أن يدرس التلاميذ والطلبة الدين بمساعدة علوم الحداثة: تاريخ الأديان المقارن، سسيولوجيا الأديان، علم النفس، اللأنثروبولوجيا الدينية، الألسنية، الهرمينوطيقا (علم تأويل النصوص المقدسة)، والفلسفة، لتنمية الفكر النقدي لدي الأجيال الطالعة. في تونس يدرس طلبة الجامعة الزيتونية الدينية الفلسفة الإسلامية والفلسفة الحديثة طوال السنوات الأربع. ويدرس طلبة كليات العلوم بما فيها الطب الفلسفة الحديثة طوال مدة الدراسة الجامعية. فلا شيء كالفلسفة والعلوم الإنسانية لتحصين العقول ضد دعاية الإسلاميين الدينية - السياسية. مثل هذا التعليم الديني الإصلاحي والحديث ليس مستحباً من الدولة العلمانية في الفضاء العربي والإسلامي بل هو فرض وواجب عليها لإعادة صياغة الوعي الإسلامي التقليدي وتحصين وعي الأجيال الطالعة ضد التزمت، والتعصب والإرهاب والتمييز الديني، أي النرجسية الدينية التي تأمر باضطهاد دين لباقي الديانات بل ونسخها .


    هل تشكل العلمانية قطيعة مع جذورنا الإسلامية؟
    تشكل العلمانية قطيعة مع الدولة الأوتوقراطية والثيوقراطية ، أي الدولة الدينية والمستبدة، دولة الخليفة الذي لا يعزله إلا الموت او الكفر البواح، أي الصريح، دولة جلد شارب الخمر، وقطع يد السارق، ورجم الزاني والزانية حتى الموت، ودق أعناق المفكرين الأحرار باسم الردة، وهضم حقوق المرأة والمواطن غير المسلم باسم الشريعة ، وحظر النحت والرسم والشعر والغناء والبحث العلمي باسم فقه القرون الوسطى ، واستحلال هدر دماء المدنيين الأبرياء وقتل الأجنة في بطون الإسرائيليات كما أفتى القرضاوي واغتيال الرئيس السادات وجميع الحكام المسلمين كما أفتى راشد الغنوشي ، باسم الجهاد وفقه الولاء والبراء الإرهابي ... هذه الفظاعات هي جذورنا المتعفنة التي علينا أن نقطعها ونقطع معها. لكن العلمانية تشكل إعادة اتصال بأفضل ما في جذورنا الثقافية مثل العقل الإعتزالي والفلسفي اللذين أخضعا النص المؤسس للتأويل العقلي، والإسلام الصوفي والدرزي اللذين حققا اختراقاً لا نظير له في العصور الوسطي : إلغاء شريعة العقوبات البدنية والفصل بين الدين والحكم. طبعاً ، العلمانية، بما هي إحدى أهم منجزات الحداثة، لم توجد في دولة القرون الوسطي، التي كانت من حيث الأساس دولة دينية. العلمانية الواعية بذاتها كانت في عداد الأفكار اللامفكر فيها. ومع ذلك ففي تراثنا الإسلامي ملامح علمانية غير واعية بذاتها لكنها واعدة، عندما يأتي زمانها، بالعلمانية الحديثة. مر النبي مثلاً ذات يوم على بعض ملاك بساتين النخيل فوجدهم يؤبرونها [=يلقحونها] فقال لهم لو تركتمها لكان أصلح. إمتثلوا لنصيحته، لكن نخيلهم فسدت، فجاؤوه محتجين. فكان رده عليهم :" ويحكم إنما أنا نبيكم في أمور دينكم؛ أما أمور دنياكم فأنا وإياكم فيها سواء"، أي أن نبي الإسلام أقر بالفصل بين الدين وعلم الزراعة. وفي غزوة بدر أراد أن ينزل بجيشه في موقع ظنه حصيناً، فسأله خبير عسكري من الأنصار:" يا رسول الله، هل هو الوحي أم هي الحرب والخديعة؟"، فأجابه بصدقه المعروف:"بل هي الحرب والخديعة"، فقال له الخبير العسكري:" ليس هذا بموقع فلنجعل البئر وراءنا فنشرب ولا يشربون". فعلاً كان عطش قريش أحد أهم أسباب هزيمتها. هنا أيضاً أقر النبي بالفصل بين الدين والاستراتيجيا. ومعروف أن الإمام علي، مستلهماً هذه السنة التي تفصل بين الاختصاصات الدينية والدنيوية، قد طلب من ابن عباس، عندما كلفه بمجادلة الخوارج، أن يستخدم في جداله معهم السنة النبوية لا الآيات القرآنية لأن "القرآن حمال أوجه" كما قال الإمام ، أي قابل لقراءات تعددية متعارضة نظراً لكثرة الآيات المتشابهات، أي الملتبسات والغامضات ، إذ أن الآيات البينات [ = الواضحات ] لا تمثل إلا 6 % من القرآن.
    يذكر المؤرخ المصري، حسين مؤنس ، أن الصحابة الذين رفضوا المشاركة في الحرب بين على ومعاوية الذين كانوا يسمون أنفسهم بـ" الجالسين على الربوة" ومنهم عبد الله بن عمر، وأبو هريرة الذي ينسب له أنه قال " أصلي وراء علي فالصلاة وراء علي أفضل، وآكل على مائدة معاوية فالأكل على مائدة معاوية أدسم، وأجلس على الربوة والجلوس على الربوة أسلم".قد بايعوا معاوية بعد اغتيال علي ، قائلين له، كشرط لمبايعته ، نحن للأمة في أمور دينها وأنت للأمة في أمور دنياها. وهذا التقسيم للعمل بين الخلفاء والفقهاء بذرة علمانية مازالت لم تأتي أكلها بعد.
    معاوية نفسه أسس مقدمات العلمانية عندما توقف عن الصلاة بالناس وسمي إماماً يصلي بالناس بدلاً منه. هذا التقسيم بين إمامة الدولة وإمامة الصلاة مشروع دولة علمانية لم يكتمل بعد. وبعد معاوية توقف خلفاء الإسلام عن الصلاة بالناس بينما رؤساء الجمهورية الإسلامية الإيرانية الدينية مازالوا يصلون بالناس، بالطبع، لأنها جمهورية دينية تكابر في التسليم بالفصل الضروري بين الدين والسياسة. تقسيم العمل بين الفقهاء، الذين هم للأمة في أمور دينها، والخلفاء، الذين هم للأمة في أمور دنياها، تواصل لمدة 14 قرناً، خاصة في الشرق، دون استثناء يذكر. الخليفة حاكم شبه دنيوي، بشرعية دينية : شرعية بيعة أهل الحل والعقد وشرعية الدعاء له في صلاة الجمعة، وتدخل تجديداته الدينية في باب "المصالح المرسلة" مثل تحريم الحلال . تقليدا لعمر الذي حرم على المسلمين نكاح المتعة المباح بأحاديث يرويها البخاري ومسلم وبالآية :" فما استمتعتم به منهن فأتوهن أجورهن فريضة" (24 النساء). يروي الطبري أن هذه الآية جاءت في مصحف ابن عباس، الذي حرقه عثمان فيما حرق من مصاحف :"فما استمتعتم به من هن [ إلى أجل مسمي] فأتوهن أجورهن". لذلك قال علي، كما يذكر الطبري عن نكاح المتعة :"لولا أن عمر نهي عنه ما زني إلا شقي". وحرم عمر أيضاً على الفاتحين المسلمين الزواج من الفارسيات، اللواتي أقبل العرب على الزواج منهن أفواجاً أفواجاً ، حتى لا تبقي نساء الجزيرة العربية عوانس. عموماً كانت مطالب الفقهاء من الخلفاء محصورة في الشأن الديني والأخلاقي مثل مطالبتهم لهم بالسهر على تطبيق الشريعة أو الرفق بأهل الذمة كما فعل أبو يوسف صاحب أبي حنيفة، في كتابه "الخراج" عندما وصف لهارون الرشيد وصفاً مؤثراً التنكيل الذي يكابده الفلاحون عند أخذ الخراج منهم الذي قد يصل أحيانا إلى 90% من محاصيلهم . اعتبار جمهور الفقهاء السنة الشورى مجرد نصيحة غير ملزمة للأمير إقرار ضمني باستقلال الشأن السياسي عن الشأن الديني. بل إن الفقهاء السنة حرموا على أنفسهم التدخل في السياسة بالقاعدة القائلة :" طالب الولاية لا يولي". وقد شكلت هذه القاعدة عائقاً في وجه قيام حكومة فقهاء في الإسلام خاصة في المشرق. لم يشذ عن قاعدة طالب الولاية لا يولي، وقاعدة التقسيم الضمني للعمل بين الخلفاء والفقهاء منذ معاوية إلا الإسلام الوهابي الذي انتفض على الخلافة العثمانية باسم فقه شمولي متعصب لا يعترف بالفصل الطبيعي بين المجالين الديني والسياسي. تحالف الإسلام الوهابي مع آل سعود لتكوين المملكة العربية السعودية التي يحاول الجناح الإصلاحي فيها بقيادة الأمير عبد الله والأمراء المستنيرين كطلال بن عبد العزيز،التخلص من العائق الوهابي المتعصب وتحديث التعليم وشرط المرأة والتخلص من فقه "الولاء والبراء" الذي يحرم على المسلمين حكاماً ومحكومين تقليد حضارة غير المسلمين في أي شأن جل أو قل إلى درجة أن مفتى السعودية، آل الشيخ، كفر سنة 2004، بفتوى نشرتها "الأحداث المغربية" باعة الزهور لأنهم بذلك "يتشبهون بالكفار". كما حرم فقهاء الوهابية ، بمعية الشيخ يوسف القرضاوي ، الاحتفال بالمولد النبوي، الذي تحتفل به جميع بلدان العالم الإسلامي عدا السعودية وقطر الوهابيتين. لماذا حرموا ذلك؟ باسم فقه الولاء والبراءالعنصرى المنطوي على نفسه:"الاحتفال بالمولد النبوي تقليد للكفار، كما يقول القرضاوي، في احتفالهم بمولد المسيح" الذي كان يذكره نبي الإسلام محمد بـ"أخي عيسى" !.
    شذ أيضاً عن قاعدة طالب الولاية لا يولي وعن قاعدة الفصل الضمني بين مجال الخلفاء ومجال الفقهاء ، الإسلام السياسي ، متمثلاً في الإخوان المسلمين ومن تناسل منهم، الذين كونوا حزباً دينياً سياسياً هدفه استعادة الخلافة وتكوين حكومة فقهاء لأول مرة في تاريخ الإسلام السني.


    لماذا تتعارض الدولة الدينية مع الدولة العلمانية؟ وفي أي المجالات تحديداً؟
    تتعارض الدولة الدينية مع الدولة العلمانية، لأن الأولي هي دولة القرون الوسطي حيث كان كل شيء دينا.ً والثانية دولة العصور الحديثة القائمة على الفصل المرن بين الشأنين الديني والدنيوي، اللذين لا يتعاديان بل يتكاملان، شرط أن يبقي كل منهما محصوراً في مجال اختصاصه الأساسي. تتعارض الدولة الدينية مع الدولة العلمانية خصوصاً في مجال المواطنة : التفاوت بين الرجل والمرأة وبين المؤمن والمواطن، أي المسلم وغير المسلم، تفاوت جوهراني Essentialiste في الدولة الدينية التي لا تعترف للمرأة بحقوق المواطنة وتعترف للمؤمن بدينها فقط بحقوقه كمؤمن لا بحقوقه كمواطن . أما غير المؤمن بدينها فتعامله كعدو بالقوة أو بالفعل. أما في الدولة العلمانية فالرجل والمرأة ، والمؤمن والمواطن متساوون كأسنان المشط لا فضل لأي منهم على الآخر في حقوق المواطنة. الدولة الدينية تتصرف مع رعاياها بمنطق العصور الوسطي التي تعتبر الإنسان قاصراً، أي عاجزاً عن وضع قوانين ينظم بها قواعد العيش المشترك، أي علاقة المواطنين بعضهم ببعض وعلاقة دول العالم بعضها ببعض.


    لماذا يقرن الإسلاميون العلمانية بالإلحاد؟
    لتأليب جمهورهم عليها،ولأن مبرر ظهورهم هو محاربة الحداثة . والعلمانية تمثل إحدى أركان الحداثة بما هي ذروة العقلانية الديمقراطية. لماذا يكفر الإسلاميون الحداثة؟ باسم الحاكمية الإلهية، التي هي لب مشروعهم الديني – السياسي و باسم فقه الولاء والبراء الذي يكفر خاصة منذ ابن تيمية التشبه بـ"الكفار"، أي تبني أزيائهم وعاداتهم وتقاليدهم وقيمهم وعلومهم ومؤسساتهم. لكن علينا نحن العلمانيين أن نمتلك شجاعة قناعاتنا ونصدع بها في وجه الإسلاميين الذين هم في الواقع رد فعل مذعور على الحداثة العالمية واحتمالات دخولها إلى أرض الإسلام. مخاوفهم في محلها. فالحداثة اليوم اتجاه تاريخي لا يصد ولا يرد. وستصل إلينا كما وصلت إلى قبائل الإسكيمو ! بل أجازف بالقول بأن الإسلاميين قد يكونوا أداة التاريخ اللاشعورية لإدخال العلمانية إلى أرض الإسلام. بعد ربع قرن من قيام الجمهورية الإسلامية في إيران، يتباهى طلبة قم بأنهم علمانيون. 75% من الشعب و86% من الطلبة، توقفوا عن أداء الصلاة، حسب احصائيات بلدية طهران.المسلم الذي لايمارس الشعائر الدينية هو مسلم علماني. المساجد والجوامع التي كان يصلي فيها في عهد الشاه 3000 – 5000 مصلي، لا يصلي فيها اليوم صلاة الصبح إلا 10 أشخاص وصلاة الظهر 25 شخصاً. 2 % فقط يصومون رمضان من شعب كان قبل ظهور الجمهورية الإسلامية صواماً قواماً ! السودان الصوفي، تخلت فيه نسبة مهمة من شبابه عن الإسلام بفضل حكم الإسلاميين . على العلمانيين أن لا يخشوا من استيلاء الإسلاميين على الحكم في أرض الإسلام خاصة في الدول التي تطبق الإسلاموية من دون الإسلاميين. فبعض البلدان لن تنتقل إلى العلمانية بسرعة قياسية، أي لن تتجاوز الإسلام السياسي والجهادي والسلفي إلا إذا طبقته وذاقت طعمه المرير عندئذ ستيأس منه. أطروحة فلسفة التاريخ الهيجيلية القائلة " لا سبيل لتجاوز مرحلة تاريخية إلا إذا تم تحقيقها" برهنت وقائع التاريخ على صحتها. خطأ لينين الكارثي على الحركة الاشتراكية هو قناعته الإرادوية بإمكانية "حرق المراحل"، انطلاقاً من "الحلقة الضعيفة في الرأسمالية" : روسيا. ماركس كان، كهيجل، مقتنعاً باستحالة حرق المراحل التاريخية وبضرورة تحقيق كل مرحلة تاريخية لتجاوزها. لذلك عارض ثورة عمال باريس 1871 لقناعته باستحالة المرور إلى الاشتراكية في فرنسا التي كانت مازالت حينها لم تحقق المرحلة التاريخية الرأسمالية التي ، لم تحققها يومئذ، في تقديره إلا بريطانيا.
    العلمانية، كما هي سائدة في العالم، اتجاه تاريخي عارم. الإسلاميون لن يصمدوا طويلاً أمامه . لماذا؟ لأننا كلما عدنا إلى الوراء في التريخ وجدنا أن مساحة المقدس تغطي كل سطح الكرة الأرضية وكل سطح الحياة اليومية . فكل شيء مقدس، والإنسان لعبة الآلهة التي تتحكم في الكبيرة والصغيرة. لماذا؟ لأن العقل البشري ، أي العلم والتكنولوجيا ، كان مازال ، في مراحل تطوره الأولي، عاجزاً عن فهم وتفسير وتغيير العالم الذي يعيش فيه بقوانينه الخاصة. كان لابد له من الاستنجاد بالفكر السحرى الإحيائي، ثم بالفكر الأسطوري ثم بالفكر الديني ليفهم ويفسر ويغير عالمه. لكن في القرن السادس قبل الميلاد حقق العقل البشري، في مسار تطوره، قفزة نوعية فبدأ العقل البشري التحليلي والتجريبي ينافس العقل الإلهي في فهم وتفسير وتغيير العالم. هزم العقل أمام الأسطورة. لكن الحرب بين العقلاني والأسطوري ظلت سجالا . فما لبث أن نهض من هزيمته لينافسه يوما له ويوما عليه. لكن الاتجاه التاريخي كان دائماً متجهاً إلى فتح العقل البشري لمساحات أوسع فأوسع على سطح الكرة الأرضية وعلى سطح الحياة اليومية في مجال الفصل بين اختصاصات العقل الإلهي الروحية واختصاصات العقل البشري الدنيوية. مثلما قيد العقل البشري سلطة الملوك المطلقة ، قيد أيضاً سلطة العقل الإلهي المطلقة لكي تنحصر في المنطق الروحي الحدسي وتتخلي عن الباقي لمنطق العقل التحليلي وللتجربة العلمية . العقل البشري السوي ديمقراطي إذن يعطي ما لله لله وما لقيصر لقيصر. كيف حقق العقل البشري هذه الفتوحات العلمانية في عالمنا المعاصر؟ بالعلم والتكنولوجيا اللذين يساعدان العقل البشري على فهم وتفسير ما كان يتراءي للإنسان معجزة. مثلاً كان رائد الفلسفة العقلانية الحديثة، ديكارت، يعتقد أن قوس قزح لا تفسير عقلانياً له لأنه معجزة إلهية، أي من اختصاص العقل الإلهي. لكن لو تبني اليوم تلميذ في الباكالوريا (الثانوية العامة)تفسير ديكارت في امتحان الفلسفة لنال صفراً. لأن العلم يعلمه اليوم، وفي الباكالوريا بالذات، أن قوس قزح ظاهرة جوية ناتجة عن انكسار وانعكاس أشعة الشمس في قطرات المطر. تقدم العلم والتكنولوجيا اتجاة تاريخي لا رجعة فيه. فأمم العالم المتقدم تتنافس في اكتساب مزيد من العلم والتكنولوجيا ، وأمم العالم المتأخر تحلم بهما أو تسعى جاهدة لإكتسابهما. احتكار العقل العلمي والتكنولوجي لفهم وتفسير الظواهر الاجتماعية والظواهر الكونية لنزع القداسة المزعومة عنها، لا يماثله إلا احتكار المنطق الروحي لفهم وتفسير الظواهر الروحية حدساً. هذا الإحتكار العقلي والروحي معاً لا يتم بدون ممانعة ودون مقاومة من الإسلام السياسي المعاصر الذي يقاوم منطق العقل العلمي ومنطق الروح الصوفي . لكنها مقاومة محكومة بالفشل بمقياس الخط البياني للتطور التاريخي منذ ظهور العقل البشري في القرن السادس قبل الميلاد إلى الآن حيث تحكم في المتناهي في الصغر (الذرة) والمتناهي في الكبر (الأفلاك) والمتناهي في التعقيد (الدماغ الإلكتروني) . ولأن الإسلام الصوفي هو الإسلام الشعبي الذي لم يستطع الإسلام السياسي حتى الآن نزع الشرعية عن رسالته اللاعنفية والعزوفة عن التدخل في السياسة .


    هل العلمانية ضرورية للمجتمعات العربية؟
    نعم العلمانية ضرورية على مستوى الوطن وعلى مستوى العالم للعيش معا بين جميع مكونات المجتمعً. معظم المجتمعات في العالم تتشكل من طيف عريض من الديانات والطوائف والمذاهب الدينية المتعارضة وأحياناً المتحاربة. إذا اعتمدت الدولة ديناً أو طائفة أو مذهباً واحداً لإحدى فئات مواطنيها ، فإن باقي مواطنيها المستبعدين سيشعرون بالإحباط لأنهم لا يستطيعون التعرف على أنفسهم، وعلى هويتهم في دين الدولة أو طائفتها أو مذهبها وسيبقون خارج المواطنة الكاملة ... المخرج من هذا المأزق، الحامل للحروب الدينية، هو علمانية الدولة. في الدولة العلمانية رابطة المواطنة لا تقوم على الدين أو الطائفة أو المذهب، بل تقوم على العقد الإجتماعي ، أي العقل البشري ، أي مصلحة المواطنين المفهومة فهما صحيحا. وهكذا فالدولة العلمانية تستمد شرعيتها من العقد الاجتماعي ، لا من الدين، لتنظيم حياة المجتمع وتحقيق السلام الداخلي بين دياناته وثقافاته . بدوره المجتمع العالمي مكون من طيف لا حصر له من الديانات والطوائف والمذاهب. لا يوجد دين واحد يمكن أن يحظي يتراضي غالبية سكان المعمورة ، فعلي أي أساس يقوم تنظيم المجموعة الدولية،وربما ذات يوم تحويل مجلس الأمن الموسع إلى حكومة عالمية؟ على العقل البشري ، أي المصلحة المشتركة في العيش معاً بين البشر على اختلاف أديانهم ومشاربهم والتي تضمن الحد الأدني من مصالح غالبية سكان المعمورة. العقل ، أي المصلحة المشتركة هو الذي يمكن أن يؤسس الحياة العامة في المجتمع القومي والمجتمع العالمي معاً. أما أنماط السلوك والمعتقدات والأراء فهذه من اختصاص منطق الروح الحدسي لا منطق العقل التحليلي. الدولة العلمانية تتدخل عندما ينتهك الأفراد أو الجماعات ، باسم معتقداتهم ، القانون الوضعي. لن تسمح بختان البنات باسم التقاليد الفرعونية ولا برجم الزاني والزانية وغيره من العقوبات الهمجية باسم الشريعة. تطبيق الشريعة الإسلامية التي "نزلت مكتملة" كما يقول الإسلامي المصري محمد عوده، سيثير ولا شك احتجاج أتباع الديانات الأخرى فتكون فتنة ... فضلاً عن أن الأحكام والعقوبات الشرعية تقادمت وغدت متصادمة مع روح الشرائع الحديثة المتعارضة مع العقوبات البدنية كالجلد وقطع اليد والرجم وقتل المرتد ... فلا مفر إذن من الالتجاء إلى القانون الوضعي لتفادي هذه المخاطر. وإذا اختارت الحكومة تعليماً إسلامياً، تقليديا وجهاديا ، فإن ذلك سيستفز المواطنين غير المسلمين والمسلمين العلمانيين والمتنورين، فضلاً عن أن العلوم الإسلامية تقادمت، "العلوم الشرعية" ، تقادمت إلى درجة أن دراستها كبديل عن مواد التعليم الحديث سيكون ضرباً من المازوخية، من الإلتذاذ بعقاب الذات بإبقائها في الحضيض . لا يمكن لأمة حديثة أن لا تكون لها قيم أخلاقية تحتكم إليها في تنظيم العلاقات بين مواطنيها. إذا كانت المنظومة القيمية هي قيم "الحلال والحرام، والمندوب المستحب"، فإن هذه القيم لن يقبلها إلا الوعي الجمعي لقطاع من المسلمين، أما باقي قطاعات المواطنين فستنفر منها لأنها تتنافي مع أخلاقها الدينية الخاصة بها أو قيمها الإنسانية العلمانية . هنا أيضاً لا مفر من تبني المنظومة القيمية العالمية التي يقبل بها الجميع. وهذه لا يمكن أن تكون إلا منظومة أخلاقية علمانية مثل حقوق الإنسان التي هي اليوم، بما يشبه الإجماع العالمي، الأخلاق الكونية للبشرية المعاصرة، وهكذا فالشريعة الإسلامية ، والتعليم الإسلامي، خاصة التقليدي والجهادي، والأخلاق الدينية غدت مصدراً لتفتيت وحدة الأمة بالتوترات والحروب الدينية.
    العلمانية هي مفتاح الحداثة السياسية. لأنها المبدأ الذي يفصل بين المؤمن والمواطن. إيمان المؤمن لنفسه، مقتصر على ضميره الفردي. لا علاقة له بحقوقه وواجباته كمواطن، المؤمن يمارس إيمانه الفردي في جامع أو كنيسه أو كنيس. فيما المواطن يمارس مواطنته، حقوقاً وواجبات، في حدود الوطن كله. لأن المواطنة حق مشاع لجميع المواطنين دون استثناء. السؤال هو كيف نصل إلى الفصل الضروري بين المؤمن والمواطن ، أي كيف نحقق المواطنة الحديثة التي لا تعرف ولا تعترف إلا بالإنتماء إلى الوطن؟ وكيف تحكم الدولة في الفضاء العربي الإسلامي مواطنيها بقوانين وضعية بالمعايير الدولية؟ بوسائل عدة في طليعتها تحديث التعليم وإصلاح الإسلام عبر إصلاح التعليم الديني، وقد أشرت إلى ذلك قبل قليل. وثانياً بالعمل دون كلل أو ملل – وهذه وصيتي لقرائي وأصدقائي – على إمتلاك فضائية علمانية لمنافسة "الجزيرة" الإسلامية الجهادية . الأثرياء العرب العلمانيون على قلتهم يستطيعون بإحسانهم إلى الفكر الحديث أن يتبرعوا لإنشاء هذه الفضائية . الأدمغة العربية المهاجرة قادرة أيضاً على تكوين جمعية إعلامية وجمع رأسمال كاف لتمويل مثل هذه الفضائية، الضرورية والممكنة. في انتظار ذلك ، لابد من الاستخدام المكثف لجميع المنابرالإعلامية و لمواقع الانترنت. أعلمتني د. إقبال الغربي، أستاذة علم الاجتماع وعلم النفس بالجامعة الزيتونية، أن 124 موقع انترنت يخصص كل منها صفحة لكتاباتي. وإن عدد المواقع التي تعمل على نشر أفكاري العلمانية مساوية لعدد مواقع الإسلاميين التي تروج لفقه الدولة الدينية : فقه الولاء والبراء وتكفير حوار الأديان والجهاد إلى قيام الساعة . حقاً سأفارق هذا العالم وأملي كبير في دخول العالم العربي والإسلامي ، الذي نذرت كل دقيقة من حياتي للإسهام ، فكرا وممارسة ، في تحديث عقلياته وقيمه ومؤسساته وإصلاح دينه ليصبح كباقي الديانات غير محارب للحداثة،و غير معاد للمرأة و لغير المسلم، وغير محارب للأديان الأخرى وغير كاره لمعتنقيها.
    المهمة المركزية الأولي هي إصلاح الإسلام، عبر إصلاح التعليم الديني والخطاب الديني، بنسف فقه الولاء والبراء العنصرى الإرهابي في حق الآخر والظلامي في حق المسلمين الذين يحرم عليهم تقليد حداثة "الكفار" أي "تقليد الغرب"، الذي لا حداثة عربية أسلامية خارج حداثته وأقل من ذلك ضد حداثته . والمهمة الثانية هي نسف النرجسية الدينية التي تعتبر الإسلام الدين الوحيد في العالم. أما اليهودية والمسيحية فهما مجرد شريعتين سابقتين لشريعته التي نسختهما وحلت محلهما. جميع الأنبياء كانوا مسلمين من إبراهيم إلى عيسى . هنا تكمن إحدى الأسرار الدينية للإرهاب الإسلامي، وهكذا نفهم لماذا صرح الرئيس السابق للجنة الفتوى في الأزهر سنة 2001 بأنه " لا معني لحوار الأديان إلا إذا كان دعوة بابا الفاتيكان إلى الدخول في الإسلام" !.
    أخصر الطرق لنسف النرجسية الدينية هو التعليم الديني الحديث الذي ينطلق من الآيات المسكونية الثلاث :" إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين، من آمن بالله واليوم الآخر، وعمل صالحاً فلهم أجرهم عند ربهم، ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون" ) 2 6البقرة) والتي تكررت في المائدة (69) وفي الحج (17). لترسيخ فكرة أن اليهودية والمسيحية ديانتان وليس مجرد شريعتين منسوختين بالشريعة الإسلامية كما يقول الفقه الإسلامي القديم وفقه الإسلام السياسي والجهادي المعاصر . اعتبار اليهودية والمسيحية مجرد شريعتين منسوختين، واعتبار الإسلام هو الدين الوحيد الذي لا خلاص لمن لا يدخل فيه، وبالتالي لابد من "الجهاد إلى قيام الساعة" لإدخال البشرية قاطبة في الإسلام طوعاً أوكرهاً ... هو إحدى أهم الأسباب الدينية للإرهاب الإسلامي ولرفض قطاع واسع من مسلمي الغرب التكيف مع المجتمعات العلمانية ذات التقاليد المسيحية التي يعيشون فيها . تدريس حوارالأيان، كضرورة للمسلم، لفتح وعيه للتسامح الديني ومعاصرة العصر، مهمة أساسية للمدرسة الدينية الإصلاحية . وهذا ما وعاه صانع القرار التونسي : في الجامعة التونسية يوجد " كرسي بن علي لحوار الأديان ". أيضا في الجامعة الزيتونية التونسية يدرس الطالب في مادة الكتب المقدسة "الكتاب المقدس والقرآن" ككتابين مقدسين مؤسسين لثلاث ديانات : اليهودية والمسيحية والإسلام. تكثيف حوار الأديان مع اليهودية والمسيحية، عبر المؤتمرات الدينية والعلمية وعبر الفضائيات والمناقشات المشتركة في وسائل الإعلام، كفيل بتعميم وترسيخ فكرة حوار الأديان لتنوير وعي المسلم بحقيقة أن الإسلام دين بين الأديان وليس الدين الوحيد الناسخ لجميع الأديان والشرائع السابقة له . ترجمة البحوث التي تتناول الديانات الأخرى بما فيها ، الهندوسية، والبوذية، والشانتونية، والإحيائية من شأنه توسيع آفاق المسلم الدينية وجعله يفهم دينه فهماً تاريخياً ونسبياً في سياق الظاهرة الدينية العالمية. وعلى صياغة وعي إسلامي مسكوني يكون مدخلاً للتطبيع الضروري بين الدولة في أرض الإسلام والقيم العالمية والقانون الدولي ، ولتطبيع علاقات الإسلام، كدين،مع اليهودية والمسيحية وباقي ديانات العالم بما في ذلك الاحيائية التي نظم الترابي حرباً جهادية لإبادتها في جنوب السودان. بإمكان الإسلام المعاصر أن يتلاقح مع البوذية المسالمة التي ساعدت الوعي الجمعي الياباني على استقبال الحداثة الغربية وخاصة على عدم السقوط في فخ الجهاد والاستشهاد الذي سقطنا فيه نحن المسلمين، بسبب ثقافة الجهاد والاستشهاد الراسخة في وعينا الديني على مر العصور .
    كل دولة مسلمة ستكيف المبادئ العلمانية مع واقعها الاجتماعي – الثقافي، مع الحفاظ على المعالم الأساسية لهذه المبادئ. المبدأ الأول،الاعتراف بالمواطنة الكاملة التي تسمح للمرأة بأن ترشح نفسها لحكم الرجال، ولغير المسلم بأن يرشح نفسه لحكم المسلمين. في البداية قد يكون ذلك حقاً رمزياً ، لكن مع تغلغل العلمانية في الوعي الإسلامي سيصبح حقاً فعلياً. كيف ننسي أن رئيسة جمهورية بنجلاديش، إمرأة، وبناظير بوتو انتخبت رئيسة لحكومة باكستان مرتين ؟ فلماذا لا تنتخب امرأة أوقبطي رئيساً لجمهورية مصر في المستقبل؟. المبدأ الثاني،هو حرية ممارسة الشعائر الدينية أي الإعتراف لجميع المواطنين بحرية ممارسة شعائرهم وبناء جوامعهم وكنائسهم ومعابدهم دون تمييز بينهم ودون تضييق عليهم . الدولة التي تشجع بناء المساجد وتضيق على بناء الكنائس تنتهك ولا شك مبدأ حرية ممارسة الشعائر الدينية. والمبدأ الثالث، تطبيق القانون الوضعي في جميع المجالات، خاصة الجزائية والمدنية. بل إني أقترح على المثقفين في العالم العربي بأن يطالبوا المجتمع المدني العالمي والأمم المتحدة والإعلام العالمي والدبلوماسية الدولية باعتبار تطبيق العقوبات البدنية الإسلامية جريمة . وهذا ما طالبت به سنة 2001 في " الجزيرة " فقرر الأمير خالد بن سلطان منعي من الكتابة في " الحياة " ! المبدأ الرابع، ترسيخ مبدأ حرية الضمير وحرية اختيار الدين. حرية الضمير تعني حق الإنسان في أن يأخذ بدين معين أو أن لا يأخذ بدين من الأديان. وهذا الحق يعترف له به القرآن :"فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"، يفسر محمد عبده هذه الآية :" من شاء أن يدخل فيه [الإسلام] فليدخل، ومن شاء أن يخرج منه فليخرج"، اعتبر الشافعي أن من حق المسلم إلى سن الخامسة عشر أن يختار أي دين يشاء ، فلماذا لا نلغي اليوم، في عصر حقوق الإنسان، حاجز السن ونجعله حقاً للمسلم مهما كان سنه؟. المبدأ الخامس، إصلاح التعليم الديني بالمواصفات التي سبق لي أن ذكرتها في هذا الحديث، إضافة إلى تدريس حقوق الإنسان، كما في تونس، لفتح الوعي الإسلامي للقيم الإنسانية الكونية التي لا تتناقض مع الخطاب الديني – الروحي ومع مكارم الأخلاق كالصدق والتضامن والرحمة والاستقامة بل تتكامل معها. تطبيق هذه المبادئ الخمسة يشكل مضمون العلمانية في أرض الإسلام بقطع النظر عن الشكليات القانونية أو الدستورية التي سيكتسيها هذا المضمون.
    السؤال، كل السؤال، من يستطيع أن يحقق هذه المهام الجسام التي يتوقف عليها إصلاح الإسلام ومساعدة الوعي الإسلامي على تبني حداثة "الآخر"، التي لا حداثة بدونها؟ المراهنة على الأنظمة هي كالمراهنة على ربح الحصة الكبرى في اليانصيب (لوتو). المراهنة الصحيحة تكون على أصحاب المصلحة في فتح الوعي الإسلامي والواقع العربي الإسلامي للعلمانية. من هم أصحاب المصلحة في الفصل بين الدين والسياسة، وبين الدين والعلم، وبين الدين والإبداع الأدبي والفني ؟ هم الأقليات القومية والدينية والنساء الذين حرمتهم جميعاً الدولة الدينية من حقوق المواطنة الكاملة. أضف إليهم الأدباء والعلماء والباحثين والفنانين والمبدعين وجمهورهم، أي القطاع المتعلم والمتنور من المجتمعات العربية الإسلامية. هؤلاء جميعاً لا خلاص لهم من مقص الرقيب وسيف الجلاد إلا بالعلمانية التي تقطع دابر التعصب والإرهاب الدينيين وتتيح الفرصة للجميع، لمن يؤمنون بجميع الأديان ولمن لا يأخذون بدين من الأديان، للتعبير الحر والسلمي عن قناعاتهم دون مجازفة بالحرية أو بالحياة.
    هذه القوى الحية مازالت ضعيفة عدداً وإمكانيات بسبب تقليدية وتأخر المجتمعات الإسلامية. من هنا الأهمية الحاسمة لتكوين جبهة عالمية لنشر العلمانية في أرض الإسلام قوامها المجتمع المدني العالمي، الإعلام العالمي، الدبلوماسية الدولية لمساعدة القوى الحية في البلدان العربية والإسلامية. هذه القوى العالمية لها هي أيضاً مصلحة في العلمانية لأنها معنية بتجفيف ينابيع الإرهاب. والدولة الدينية ، والتعليم الديني التقليدي الإرهابي، ونشر كراهية الآخر عبر نشر فقه الولاء والبراء، ورفض حوار الأديان وتكفير من يقلد الغرب أو يتعاون معه، كلها ينابيع دينية ثرية للإرهاب الإسلامي.
    أقترح على هذه القوى العالمية والدولية اعتبار التعليم الديني السائد في معظم البلدان العربية والإسلامية تحريضاً على الإرهاب ، واعتبار الإعلام الديني السائد تحريضاً على الكراهية والتمييز الديني. كما أقترح أن تتضمن اتفاقات الشراكة الأوربية العربية، والشراكة الأمريكية – العربية بنوداً تحرم التمييز الديني ضد المرأة وضد المواطنين غير المسلمين. هذا التمييز الذي يجسده اعتبار الشريعة مصدراً أساسيا للتشريع. والشريعة تعتبر المرأة ناقصة عقل في الولاية وناقصة دين في العبادة، وتعتبر المواطن غير المسلم أهل ذمة، أي صفر – مواطن، وهكذا يساعد العالم الفضاء العربي الإسلامي على الخروج من تأخره التاريخي للإنخراط في الحداثة العالمية التي فاته قطارها منذ القرن السادس عشر عندما انخرطت المسيحية في الاصلاح الديني وغاص هو في الجمود الديني إلى الأذقان.

    هل الديمقراطية ممكنة من دون العلمانية؟
    كلا. لأن الديمقراطية والعلمانية الناضجتين ، خاصة في أرض الإسلام ، هما كوجه الورقة وقفاها. لماذا ؟ الديمقراطية الناضجة تفترض وجوباً الاعتراف بالمواطنة الكاملة للمرأة وللمواطن غير المسلم أو غير المؤمن . مثل هذه المواطنة الكاملة تفترض العلمانية، أي الإعتراف لكل مواطن بجميع حقوق المواطنة . أية ديمقراطية في الكويت ونصف السكان، النساء، محرومون من حقوق المواطنة، أي من حق أن يكن ناخبات ومنتخبات؟ لأن شيوخ الإسلاميين وشيوخ القبائل اتفقوا ، اعتماداً على فتوى دينية بعدم أهلية المرأة السياسية أصدرتها وزارة الأوقاف الكويتية سنة 1985، على رفض مشروع الحكومة الذي قدمته للبرلمان للإعتراف للمرأة بحقوق المواطنة السياسية . وأية ديمقراطية فيها طالما الشيعة مهمشون سياسياً ؟ وأية ديمقراطية في الأردن طالما البرلمان ، الذي يتحكم فيه تحالف الإسلاميين وشيوخ العشائر، يرفض مشروع قانون حكومي لتشديد عقاب المرتكبين لجرائم الشرف ضد النساء. وهكذا لا معنى للديمقراطية، التي تعتبر الولايات المتحدة غيابها سبب الإرهاب الإسلامي ، بدون الاعتراف أولاً بالمواطنة الحديثة للمرأة وغير المسلم وغير المؤمن. طبعاً تريد إدارة بوش ، عبر الانتخابات الديمقراطية استيلاء الإسلاميين على الحكم، كما صرحت وزيرة الخارجية الأمريكية ، كوندي ، في الأسبوع الأول من شهر إبريل – نيسان. لا مانع من ذلك فصعود الإسلاميين إلى الحكم في كثير من البلدان العربية الإسلامية سيكون، أكبر الظن، الطريق إلى العلمانية. لا يوجد شعب في أرض الإسلام أكثر علمانية من الشعب الإيراني الذي كان قبل ربع قرن شعباً من الملالي. لكن الثمن سيكون باهظاً : سيشنق العلمانيون على قارعة الطريق، وسترجم النساء بعشرات الآلاف وستنظم المجازر للأقليات الدينية والقومية ... وستصبح كل دولة إسلامية قاعدة لـ"القاعدة"على غرار ما حدث في إيران الخمينية والسودان الترابية وأفغانستان الطالبانية .
    ما العمل؟
    استصدار قرار من مجلس الأمن للتدخل العسكري في الحالات الأربع التالية : إذا شرع الإسلاميون في رجم النساء، وإذا نظموا مجازر للأقليات الدينية والقومية، وإذا حلوا الجيوش لتعويضها بالميليشيات الإسلامية التي ستشكل قاعدتهم الإجتماعية بعد يأس الشعب منهم، وإذا رفضوا التداول السلمي على الحكم بعد تجربة الجمهور لهم واليأس من وعودهم الخلاصية المستحيلة التحقيق. عندئذ يكون مجيء الإسلاميين إلى السلطة مقدمة لمجيء الحداثة في ركابهم ... لأن الشعوب ستكتشف أن لعب ورقة الدولة الإسلامية خاسرة، وأن مستقبلها جزء لا يتجزأ من مستقبل العالم وليس في ماضيها الذي مضي وانقضي إلى غير رجعة. ولعل هذا هو ما أدركه أخيراً منير شفيق عندما نصح الإسلاميين بالبقاء في المعارضة، كجماعات ضغط، والعزوف عن السلطة وعياً منه باستحالة تطبيق مشروعهم الذي تجاوزه التاريخ .

    لماذا تسمح الإدارة الأمريكية لبلدان بكاملها أن تصبح قاعدة لـ "القاعدة"؟
    رئيس مجلس الأمن القومي في ولاية كلينتون، الأولي ، انتوني بيرغر، قال في مقال له في التسعينات نشره في"فورين افريز" المتخصصة في السياسة الخارجية : في عهد الشاه كان الشباب الإيراني في جامعات أمريكا متعاطفاً مع الشيوعية. أما في ظل الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فإن أسلوب الحياة الأمريكية غدا المثل الأعلى للشباب الإيراني. وأضاف مبررا مساندة واشنطن لمجيء جبهة الإنقاذ الإسلامية إلى حكم الجزائر: وإذا حكم الإسلاميون في الجزائر، فالشباب الجزائري، المناهض لنا اليوم، سيصبح غداً متعلقاً بأسلوب الحياة الأمريكي.
    صرحت مؤخراً شخصية أمريكية في حديث خاص مع أحد السفراء العرب بأن الرئيس بوش أكثر شعبية في إيران من خاتمي وخامينائي معاً.
    بالتأكيد سيصبح "أسلوب الحياة الأمريكي" ، في ظل حكم الإسلاميين، هو المثل الأعلى للشباب العربي والإسلامي. لكن من العمي السياسي أن يأخذ صانع القرار الأمريكي قراراً استراتيجياً بدافع واحد وحيد هو اعتناق الشباب المسلم لأسلوب الحياة الأمريكي ! لكن ماذا عن مصير النساء ، والأقليات الدينية والقومية واستفحال الإرهاب ؟ من دون تحديد استراتيجية واضحة ومعلنة للتدخل العسكري الأممي أو الأطلسي في الحالات الأربع التي ذكرتها آنفاً ـ فإن الولايات المتحدة ستكسب دون شك تعلق الشباب المسلم بأسلوبها في الحياة ، كما في إيران ... لكنها ستخسر ، ومعها العالم كله، بتركها العالم العربي يغوص، تحت حكم الإسلام السياسي والجهادي، في الفوضي الدامية والإرهاب اللذين يشكلان التحديين الحقيقيين للحضارة المعاصرة.
                  

11-23-2006, 01:18 PM

MaxaB

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1326

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ........................... عجـــز العقـل العلمــاني " 2 " ..................... (Re: MaxaB)



    العلمانية منبع الجهل


    عندما أقول : أن العلمانية منبع الجهل فهذه حقيقة فكرية أساسية يجب أن يعرفها كل من يبحث عن الحقائق ، وقد يقول قائل كيف تتهم العلمانية بأنها منبع الجهل ، وهي التي تدعو للاعتماد كلياً على العقل ، وتدعو للقراءة والتفكير والنقاش وأقول إن استخدام العقل على الطريقة العلمانية يوصل للتناقض والحيرة والضياع أي الجهل أي الفشل في الوصول على الحقائق ، أما القراءة والتفكير والنقاش فلن يؤدون إلى حقائق بل هذا يعتمد على نوعية ما نقرأ والطريق الصحيح في النقاش وإلا ستكون النتيجة هي الجدل والنقاش البيزنطي ، وإذا أخذنا الموقف العلماني من كل القضايا الفكرية الأساسية وجدناه مشوهاً ، ولا يوصلنا إلى الحقيقة ، فإذا قلنا هل الله موجود أم لا ؟ قال بعضهم نعم موجود وقال آخرون لا غير موجود ، وقال فرق ثالث أنا أشك في وجوده ، فهم بين الإيمان والإلحاد والشك ، ولست أنا وحدي من يتهم العلمانية بالجهل فالعلمانيون يتهمون بعضهم بالجهل فكل واحد منهم يتهم من يناقضونه الرأي بأنهم على خطأ أي جهل ، فالعلمانيون يتناقشون ويتكلمون ولكنهم لا يتفقون على حقائق فكرية ، بل يتناقضون ، بل هم لم يتفقوا على حقيقة فكرية واحدة مع أن العلمانية لها أكثر من ثلاثة قرون تقرأ وتتأمل وتبحث وتناقش ، بل منذ آلاف السنين من أيام الفلاسفة القدماء ، وهم لم يتفقوا على حقيقة واحدة وهذا يعني أنه لا يوجد عندهم علم فكري ولا يوجد حقائق فكرية فكل شيء خطأ ، وفي نفس الوقت كل مبدأ أو فكرة أو رأي تجد له مؤيدين منهم ، فأي شيء بإمكانه أن يكون صواباً وحقاً حتى لو كان فكرة سخيفة وكل شيء بإمكانه أن يعتبر خطأ وباطلاً حتى لو كان حقيقة فكرية عظمى تسندها الأدلة العقلية كوجود الله سبحانه وتعالى ، وكصدق الأنبياء ، فمن البديهيات أنه لا يوجد فكر علماني بل توجد مبادئ وآراء كثيرة ومتناقضة من الرأسمالية إلى الشيوعية إلى غيرها من المبادئ ، ولا يوجد وهذه قضية مهمة عقل بشري واحد ، بل توجد عقول بشرية كثيرة ، فهناك عقل رأسمالي وعقل شيوعي وعقل نازي ، وعقل اشتراكي ، وعقل انتقائي ... الخ ، فعندما قالت لنا العلمانية اتبعوني وسأوصلكم بالعقل للحقائق الفكرية وجدنا أنها لم توصلنا إلى حقائق بل إلى آراء ووجدنا أن هناك أكثر من عقل بشري ، وكل عقل يعتبر نفسه الواعي والذكي وكما قيل : " كل بعقله راض " كما أن العلمانية لم تعطنا نظاماً اقتصادياً متكاملاً بل أعطتنا أنظمة اقتصادية متناقضة رأسمالية وشيوعية واشتراكية .. الخ ، وهذا ينطبق أيضاً على النظام الاجتماعي والسياسي والتربوي ... الخ ، وإذا أوصلنا العلمانية إلى أنه لا توجد حقائق فكرية فهذا قمة الجهل ، وقمة الضياع وقمة التخلف فإذا كان ما يوجد هو آراء وليس حقائق فمعناه لا يوجد علم ، ولا يوجد جهل وهذا هو الجهل بعينه ، وبالتأكيد أن الجهل لم يحلم في تاريخه الطويل بأن يتساوى مع العلم ، وهذا هو ما وصلت إليه العلمانية قال برتراند رسل " تدعي الفلسفة منذ القدم ادعاءات كثيرة ، ولكن حصيلتها أقل بكثير بالنسبة إلى العلوم الأخرى"



    رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات

    مكسب
                  

11-23-2006, 02:05 PM

MaxaB

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1326

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ........................... عجـــز العقـل العلمــاني " 2 " ..................... (Re: MaxaB)



    وقال آلان ود " برتراندرسل فيلسوف بدون فلسفة " (2)
    قال هنترميد " الفلسفة مضيعة للوقت " الفلسفة لا تحل أية مشكلة " الفلسفة لا تعالج إلا مشكلاتها الوهمية الخاصة – بل إنها تعجز عن حل هذه المشكلات " مثل هذه الملاحظات توجه إلى الفيلسوف المحترف وإلى طالب الفلسفة " (3)

    وقال أ.م . بوشنسكي
    " ولكن الأهم من هذا كله أن كل هؤلاء الفلاسفة الماديين يقفون حيارى لا يكادون يبينون بشأن كبريات مشكلات الإنسان وهي المشكلات التي اهتم بها الفكر الأوربي في القرن العشريين الميلادي أعظم اهتمام ، ففيما يخص الألم والعذاب والأخلاق والدين فإنهم يقتصرون على القول بأنها أمور لا تحمل مشكلات للفلسفة ، أو قد يقول بعضهم : إنه من المخالف للعقل اعتبارها مشكلات فلسفية على الإطلاق " (4) وقال " حيث يرون " الفلاسفة الماديون " أن أيه مناقشة حول أمور نفسية لا تكون بذات معنى " (5)

    وقال هنترميد " حرية الإرادة في مقابل الحتمية : على الرغم من أن علم النفس الحديث قد دعم وجهة النظر الحتمية بقوة فإن الحتمية ما زالت حتى الآن فرضاً لم يتم إثباته " (6) وقال " على أن أيا من جانبي النزاع الحاد الخاص بحرية الإرادة لم يفلح في قهر الجانب الآخر ، وما زالت هذه المشكلة ، على الأرجح أكثر أبناء الفلسفة إثارة للضجيج والمتاعب ، ولكن هناك على الأقل احتمال في أن يؤدي تطور علم النفس إلى تسوية نهائية لهذه المسألة القديمة العهد ، ولو حدث ذلك لكان هذه يوماً سعيداً لأمها الفلسفة " (7) ولاحظ هنا كلمات لم يتم إثباتها ، وهناك احتمال ، ولو حدث هذا ، وحيارى وادعاءات ، وليست ذات معنى ، وانظر إلى الفيلسوف هنترميد وهو يقول : " ففي وسع المرء أن يستبعد المشكلات التي عرضناها حتى الآن ، ( مشكلة الله ، مشكلة حرية الإنسان ، مشكلة الدين ) على أساس أنها ليست بذات أهمية علمية ملحة مهما تكن حقيقتها ودلالتها من حيث هي مشكلات عقلية ، ولكن ها هي ذي مشكلة تعد أكثر المشكلات الإنسانية الكبرى اتصالاً بالإنسان ، وأعمقها تأصلاً فيه ، وربما أشدها إلحاحاً عليه وأعني بها وما الحياة الخيرة " ؟ (1)
    فهو يجعل وجود الله والدين وحرية الإنسان قضايا غير ذات أهمية عملية ، وما فعله خطأن أولهما هروب من قضايا كبرى اهتم بها الإنسان وعجزت عنها العلمانية والفلسفة والشيء الثاني أن هذه القضايا ذات أهمية عملية عظمى ، فالإيمان بالله والعقائد الدينية تترجم إلى أعمال وعبادة وجهاد وأنظمة فكرية وسلوك وأحزاب وجماعات ودول وأخلاق ومعاملات وشعارات وحرب وسلام وهذه أمور يعرفها كل إنسان عاقل حتى لو لم يكن مؤمناً بوجود الله ، ولكن العلمانية لها أساليب وآراء في تشويه الحقائق الفكرية خدعت بها كثيرين وللأسف فأحياناً تقول إن القضايا الإيمانية ليست لها علاقة في الحياة الدنيا ، بل فقط بالحياة الآخرة ، وأحياناً تقول : لا علاقة للدين بالسياسة ، وأحياناً تقول لا نحتاج الدين في حياتنا .. الخ وهذا من أساليب نشر الجهل واتباع الأوهام والظن ، وليت كل العلمانيين والفلاسفة يعترفون كما اعترف سقراط حين قال " إنني جاهل ، وأعرف أنني جاهل ، وأما هم فجهلة ويجهلون أنهم يجهلون "
    ولكنهم لم يفعلوا ذلك بل نجد الأستاذ عادل ضاهر يعلق على الأسئلة الكبيرة أيهم أكثر كفاية من الآخرين لمعالجة أسئلة مقلقة كهذه ولا سلطة دينية أو علمانية يمكنها أن تدعي ذلك " (2) ولو قال الأستاذ عادل أن العلمانيين عجزوا لقلنا هذا صحيح ، وهذه حقيقة فكرية واضحة نتفق معهم فيها ، ولكنه تكلم بالنيابة عن أهل الإسلام والأديان السماوية ، وقال هم أيضاً ليست لديهم الكفاية لمعالجة هذه الأسئلة المقلقة في حين أن أهل الإسلام يقولون عكس ذلك ، فهم لديهم إجابات معروفة ، وأدلة عقلية ووضوح ونور وهداية وعلم وبصيرة وحكمة
    قال سبحانه وتعالى
    " أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى إنما يتذكر أولو الألباب الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق " سورة الرعد 19 ، 20
    وقال تعالى " لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط " سورة الحديد 25 فما أنزله الله سبحانه وتعالى هو الحق ، أي الحقائق الفكرية التي تجيب على الأسئلة المقلقة وغيرها مما يحتاجه البشر ، وسنتحدث في مقال قادم إن شاء الله عن الطريق الإسلامي للوصول للحقائق الفكرية وأدلته العقلية ، وسنداعب العلمانيين قليلاً لنقول إن أغلبكم وليس جميعكم مقتنعون ومتفقون على قضية واحدة ، ويرون أنها صواب وحق وهي أن من يريد الحقائق والعقل فليبتعد عن الأديان السماوية فلا يوجد فيها حقائق ، ونقول لهم أن هذه " الحقيقة " الفكرية الوحيدة عندكم هي أيضاً خاطئة فالإسلام هو منبع العلم الفكري والحقائق ، وأنتم أخذتم تبحثون في مكان آخر ولهذا ضعتم وجهلتم ومشكلتنا مع العلمانية ليست فقط أنها منبع الجهل الذي أصاب العالم خلال الثلاثة قرون الماضية بل أيضاً إنها حتى هذه اللحظة لم يقتنع العلمانيون يجهلهم ،
    قال أحد علماء المسلمين : " ما عصي الله بمعصية أعظم من الجهل قيل هل تعلم يا أبا محمد معصية أعظم من ذلك قال : نعم الجهل بالجهل " فمن لا يعرف الحقائق الفكرية هو أعمى فكرياً ، ومن لا يعلم أنه أعمى فكرياً فهو أعمى مركباً لأنه لم يدرك جهل وجنون العلمانية الذي جاء في قول الدكتور عبد الحليم محمود أستاذ الفلسفة وشيخ الأزهر : " إن الفلسفة لا رأي لها ، وذلك لأنها في مسائل ما وراء الطبيعة وما شابهها من القضايا الكبرى تقول الشيء وضده ، وتصدر الحكم ونقيضه ، يعني أن ما يقوله فيلسوف ينقضه آخر ، وما يبنيه واحد يأتي آخر في عصره أو بعده فيهدمه من أساسه ، وبهذا لا تستطيع الفلسفة أن تعطي رأياً واحداً محدداً في قضية كبرى " (1) ونحن لا نريد آراء متناقضة ولا حتى آراء متفقة بل نري حقائق فكرية وعلم فكري ، قال الشافعي رحمه الله " مثل الذي يطلب العلم بلا حجة كمثل حاطب ليل ، يحمل حزمة حطب وفيه أفعى تلدغه وهو لا يدري "



    رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات

    مكسب
                  

11-23-2006, 02:19 PM

MaxaB

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1326

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ........................... عجـــز العقـل العلمــاني " 2 " ..................... (Re: MaxaB)



    وهنا ننبه إلى قضية هامة وهي أن العلمانيين أحياناً يصلون إلى حقائق فكرية وهذا هو الاستثناء لا القاعدة ، بمعنى أن من يعطي إجابات كثيرة متناقضة فإن بعض هذه الإجابات ستكون صحيحة ، فهناك من العلمانيين من آمن بوجود الله ، وهناك من أنكر ، وهناك من أخذ موقفاً متشككاً ، فمن آمن وصل إلى حقيقة فكرية ، وهذا ينطبق على قضايا سياسية واجتماعية واقتصادية ، فليس كل ما تقوله العلمانية خطأ وهذا ليس ذكاء منها بل لأنها تعطي إجابات كثيرة متناقضة ، ولكنها لا تدري أيها الإجابة الصحيحة من الإجابات الكثيرة التي يقدمها العلمانيون والفلاسفة ، فالعلمانية هي التي لوثت الحقائق الفكرية ، وضربت العلم الفكري بالصميم ، وفتحت الأبواب الواسعة للجهل ليتكلم وينتج الآراء والفلسفات والعقائد الباطلة ، ويبني الأنظمة والأحزاب لتختلف وتتصارع وتملأ الأرض جهلاً وشراً وظلماً وضياعاً وتفككاً ، فالجهل هو أعدى أعداء الإنسان وهو منبع الانحرافات والشر والظلام ولكن العلمانية ألبسته ثوباً عقلياً وعلمياً مزوراً ، فإذا كان الجهل سائداً فإن هذا معناه بناء الأنظمة والعقائد والعقوبات والأعمال على أسس خاطئة وباطلة قال ابن القيم " فيا لله العجب ! كيف تستباح الفروج والدماء والأموال والحقوق وتحلل وتحرم بأمر أحسن أحواله وأفضلها لا أدري ؟ " (1) فمع اعتراف الفلاسفة والعلمانيين بالضياع والحيرة والتناقض ولا أدري إلا أنهم شرعوا الدساتير والقوانين ووزعوا الحقوق والواجبات وادعوا العلم والتقدمية الحضارة ـ قال الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه : " الناس ثلاثة : " فعالم رباني ، ومتعلم على سبيل نجاة ، وهمج رعاع أتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح ، لم يستضيئوا بنور العلم ، ولم يلجأوا إلى ركن وثيق " (2)
    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله " والجهل والظلم هما أصل كل شر كما قال سبحانه " وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً " (3) سورة الأحزاب 72
    وقال ابن القيم رحمه الله " إن كل صفة مدح الله بها العبد في القرآن فهي ثمرة العلم ونتيجته ، وكل ذم ذمه فهو ثمرة الجهل ونتيجته " (4) وقال " الجهل نوعان : عدم العلم بالحق النافع وعدم العمل بموجبه ومقتضاه فكلاهما جهل لغة وعرفا وشرعاً وحقيقة "
    (5) وأقول البناء العلمي الفكري الصحيح في العقائد والأنظمة والدساتير والقوانين والحياة الزوجية والجوانب السياسية والاقتصادية هو الذي يحقق العدل والحرية والسعادة والمساواة والحب والتواضع ، وإنسان بدون حقائق فكرية ( علم فكري ) كمن يريد بناء مصنع معقد ومتطور بدون حقائق مادية ، وعلم مادي ونقول بأعلى صوتنا أن العلم الفكري هو الأساس في تحديد المعنى الصحيح للحرية والعبادة والعدل والعقيدة الصحيحة ،وهو يحد لنا من الأحرار ومن العبيد ومن الدولة العادلة ومن الدولة الظالمة ومن الواعي ومن الجاهل ، ألم يقل الإمام علي بن أبي طالب " اعرف الحق تعرف أهله " وقال أحمد بن حنبل رضي الله عنه " الناس إلى العلم أحوج منهم إلى الطعام والشراب لأن الجل يحتاج إلى الطعام والشراب في اليوم مرة أو مرتين وحاجته إلى العلم بعدد أنفاسه " (1)



    رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات

    مكسب
                  

11-24-2006, 02:16 PM

MaxaB

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1326

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ........................... عجـــز العقـل العلمــاني " 2 " ..................... (Re: MaxaB)



    الأسس الجاهلية للعلمانية


    لم تستند العلمانية أبداً إلى حقائق فكرية على مختلف مدارسها الرأسمالية والشيوعية والنازية وغيرها إنما استنادها هو فقط للظن والتخمين والرأي والاحتمال والحل الوسط والتصويت ولا أدري ، وكما يقول الإنجليز في نهاية اليوم لا بد أن تتخذ عقائد وأنظمة ومبادئ ونظريات ، فأخذت مبادئها حسب درجة الضياع التي وصلت لها كل مدرسة من مدارسها الضائعة ، وتجاهلت دعوتها لنا لنتبع عقلها الذي يوصلنا للحقائق الفكرية ، ولم تعترف اعترافاً صريحاً كما اعترف بعض كبار فلاسفتها بأنها ضائعة وأنها وصلت لطريق مسدود ، وأن الطريقة العلمانية في استخدام العقل كانت خاطئة ، وإليكم بعض الطرق والوسائل والمنطلقات التي اعتمدتها المدارس العلمانية حتى نعرف مدى ضعفها وخطئها وغياب أي أسس علمية لها .

    من هنا يبدأ الدسم ....

    رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات

    مكسب
                  

11-24-2006, 02:25 PM

MaxaB

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1326

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ........................... عجـــز العقـل العلمــاني " 2 " ..................... (Re: MaxaB)


    1) الإنسان مادة :


    اتبع الشيوعيون والفلاسفة الماديون أسلوب التجربة والمشاهدة والاستنتاج أي أسلوب الوصول للحقائق المادية في مجال الحقائق الفكرية ، فاعتبروا الإنسان مادة ، واعتبروا أن العقائد الصحيحة يمكن الوصول إليها من خلال حركة الحياة التاريخية والتعامل مع الإنسان كمادة نراقبها وندرسها ، واقتنعوا بأن المحرك للإنسان هو المصلحة فقط ، ولا توجد مبادئ ولا عقائد ولا أديان ولا حتى أمور عاطفية ولا علاقات اجتماعية ولا أخلاق ولا انتماءات عرقية ولا إله وظنوا أن الحياة تتحرك كمادة ، وأن المستقبل سيؤدي إلى حتمية معينة وهي سيطرة الشيوعية ، لأن هذا جزء من التطور المادي ، وسموا نظريتهم الاشتراكية العلمية ، وقدموا تبريرات عقلية واهية يظنون أنها تثبت نظريتهم فأخذوا بعض النظريات ولا أقول الحقائق المادية كنظرية التطور لداروين ، واختاروا بعض القصص والأحداث التاريخية كأدلة لفكرهم ، وتجاهلوا ما يعارضها وقد ذكرنا أن الإنسان يختلف عن المادة ولا يتصرف كما يتصرف الحديد أو الماء إذا أخضع لتجربة مادية ، ولكنهم تجاهلوا هذا أيضاً ولأن فكرهم هزيل ولا يصمد للنقاش فقط اضطروا إلى اضطهاد علماء الأديان السماوية ، والفلاسفة غير الماركسيين في روسيا الشيوعية ونفوا بعضهم وسجنوا آخرين وأعدموا بعضهم فلا حرية ولا نقاش ، والفكر الهزيل بحاجة على قوة تحميه وأخيراً سقطت الشيوعية سقوطاً ذريعاً ، ونقول إن أطفال المسلمين يعلمون أن هذا فكر باطل وشيطاني وجاهل ولكن روسيا احتاجت سبعين عاماً حتى تعلن ذلك ، والمشكلة ليست في العقل البشري ولكن في الطريقة العلمانية في استخدامه ، وإليكم ما قاله ميلوفان دجيلاس النائب السابق لرئيس يوغسلافيا عن الانتخابات الشيوعية " أنها سباق يعدو فيه حصان واحد " وقال عن الأحزاب الشيوعية " لقد أكدت هذه الطبقة الجديدة إنها أكثر تسلطاً في الحكم من أية طبقة أخرى ظهرت على مسرح التاريخ ، كما أثبتت في الوقت نفسه أنها تحمل أعظم الأوهام ، وأنها تركس أعتى أساليب الظلم في مجتمع طبقي جديد " (1) وهذا الفشل لا ينفي وجود نجاح جزئي بالوصول لبعض الحقائق الفكرية من خلال دراسة واقع الإنسان وتصرفاته وأحداث التاريخ والأسباب والنتائج .

    رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات

    مكسب
                  

11-24-2006, 02:32 PM

MaxaB

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1326

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ........................... عجـــز العقـل العلمــاني " 2 " ..................... (Re: MaxaB)



    2 - لا توجد حقائق فكرية :

    أما العلمانيون الرأسماليون فكانوا أذكى بكثير من العلمانيين الشيوعيين ، فهم لم يتطرفوا في ادعاء العلم والحقائق الفكرية بل حرصوا على مصالحهم المادية وشهواتهم وأشغلوا أنفسهم بالأغاني والأفلام والروايات والفنون التشكيلية والمسرحيات والموسيقى ، وتركوا كثيراً من الأسئلة بدون إجابات ، ولم يدعوا كالشيوعيين أن علمانيتهم توصلهم لكل الحقائق ، فلم يحددوا الحق من الباطل والصواب من الخطأ في كثير من العقائد والعبادات والأمور الاجتماعية ، ولم يقدموا أدلة علمية على صواب فكرهم ، وقالوا أنت حر في عقائدك وعبادتك وحياتك الشخصية فيجوز أن تعبد الله أو تعبد صنم أو لا تؤمن بشيء ، ولتختر كل دولة ما تشاء من قوانين اجتماعية وسياسية واقتصادية ، وحاولوا من خلال مبدأ التصويت ومبدأ الحلول الوسط حل اختلافاتهم العقلية العلمانية ، ونجحوا كثيراً في قضايا العلم المادي ، وهذا هو ما أكسبهم قوة ، ونجحوا أيضاً في الوصول إلى حقائق فكرية كالديمقراطية وحرية الرأي وحقوق الأقليات كأسس وليس في كل جوانبها وهذا أعطاهم قوة فكرية جزئية ، ولكن فشلهم العقائدي والاجتماعي واضح جداً في شقائهم الاجتماعي والعقائدي والشخصي ،

    والرأسماليون اعتبروا ما وراء الطبيعة أي القضايا الفكرية الكبرى لا علاقة لها بالواقع ، فأعتقد ما شئت فيها أما القضايا السياسية والاقتصادية فيحلونها بالتصويت وليس بالاحتكام إلى العقل ، أما القضايا الاجتماعية والشخصية فأنت حر فيها أي ، أنهم فلسفوا عجزهم العقلي بأنه لا داعي للعقل ولا حاجة للحقائق الفكرية ، أما المهم عندهم فهو أن تقرأ لشكسبير وأن تكون قرأت قصة العجوز والبحر أو أحدب نوتردام ، أو أن تعرف الموسيقيين الكبار وتاريخ أمريكا ، وكتاب هذا السياسي ، أو ذاك فالأمور الثانوية أو غير الهامة هي التي يقيسون بها ثقافة وعلم الأفراد في حين أن الحقائق الكبرى يتجاهلونها ويجعلونها ولا يعتبرون ذلك جهلاً ونبين هنا قضية مهمة جداً وهي الفرق بين العلم والثقافة ، وبين العالم والمثقف ، فالثقافة هو أن تعرف العلم من الجهل ، فأنت جاهل مثقف ، فالقراءة والبحث لا تعني أنك صاحب علم بل العلم يقاس بكمية الحقائق الفكرية التي تعرفها .


    رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات

    مكسب
                  

11-25-2006, 06:03 PM

MaxaB

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1326

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ........................... عجـــز العقـل العلمــاني " 2 " ..................... (Re: MaxaB)


    3 - العرق هو المنبع الفكري :

    أقام النازيون والعنصريون عموماً فلسفتهم بناء على اختلاف الأعراق سواء بين أجناس أو أمم أو شعوب أو قبائل أو عوائل ، واختاروا من أقوال العلمانيين والتاريخ وغير ذلك أدلة عقلية مزورة تثبت " صواب " عقائدهم وأفكارهم ، ولا داعي لمناقشتهم ولكن يكفي أن نقول إن المسلمين والمسيحيين يعلمون أن الله خلق البشر متساويين ، وأن أكرمهم عند الله أتقاهم ، وهذه حقائق فكرية راقية يعرفها الناس منذ عشرات القرون ، ومع هذا نجد الفكر النازي العلماني وفي القرن العشرين مقتنع بأن العرق الآري أفضل البشر ، فأصحاب الأديان السماوية يعرفون سخافة الفكر العنصري بمختلف مدارسه ، ولكن العقل العلماني الألماني مقتنع به ، أما العقل العلماني الرافض له كالشيوعي والرأسمالي فإنه عاجز عن إثبات انحرافه لأن نقاش العقول العلمانية لا ينتهي في الغالب إلى نتائج متفق عليها ، بل إلى جدل لا ينتهي لأن لكن طرف مبررات منطقية تبدو كأنها صحيحة.

    رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات

    مكسب
                  

11-25-2006, 06:07 PM

MaxaB

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1326

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ........................... عجـــز العقـل العلمــاني " 2 " ..................... (Re: MaxaB)


    4 - التجربة خير برهان :

    : قال الفلاسفة الوجوديون : إنك ستصل إلى الحقائق الفكرية من خلال تجربة حية أي من خلال التجارب الشخصية وممارسة الواقع ، فالمسألة لم تعد العقل والتفكير ، بل التجربة الشخصية ، وهذا أيضاً باب من أبواب الضلال فكل إنسان سيكون عقائده ومفاهيمه عن الحق والباطل والصواب والخطأ من خلال تجربة شخصية ، أي ستناقض الحقائق بعدد الآراء المتناقضة من التجارب الشخصية وتصور إنسان عليه أن يصل للحقائق من خلال التجربة أي عليه أن يدخل تجارب الألم والفرح واللذة والعبادة والغضب والثورة والظلم والعدل ... الخ حتى يكون مبادئه .. أفكار هزيلة ومبادئ عنكبوتية نجد أنفسنا مجبرين على نقاشها لأنها دمرت عقولاً بشرية ، ونقول لا توجد علاقة واضحة كيف سيكون الوصول إلى الحقائق عن طريق تجربة حية نعلم أن الشخص ذو الخبرة والعمر الطويل وممارسة العمل إذا كان ذكياً من المتوقع أن يكون أصوب في الرأي ونعرف أن المثل يقول : " اسأل مجرب ولا تسأل طبيب " ولكن هذا لا ينطبق على الجميع ولا حتى الأغلبية كما أن ما علاقة تجارب شخصية بالوصول إلى مئات الحقائق الفكرية في أنظمة اقتصادية واجتماعية وعقائدية ومن لديه الوقت والإمكانيات للتعرف أو لتجربة كل هذه الموضوعات ومن قال إن نتائج التجارب البشرية ستكون متشابهة وستصل إلى نفس الاقتناعات فهذا يتزوج ويمدح الزواج والآخر يتزوج ويذمه فأين الحقيقة ؟ .

    رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات

    مكسب
                  

11-25-2006, 06:17 PM

MaxaB

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1326

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ........................... عجـــز العقـل العلمــاني " 2 " ..................... (Re: MaxaB)


    5 - البقاء للأصلح ::

    قال الأستاذ زكريا فايد : وبالنسبة للفلسفة البرجمانية المنتشرة في أمريكا ، فعندهم أن الدين مثل أي فكرة أو أي قيمة ، فالأفكار والقيم عندهم ما هي إلا أدوات للعمل ، الواقع وحده أو بالتحديد قابلية هذه الأفكار وتلك القيم للتطبيق العملي هو الذي يحدد مدى صلاحية أو عدم صلاحية هذه القيم ، وتلك الأفكار ، ولا يستثنى من هذا شيء عندهم لا الدين ولا الأخلاق " (1) فبعض العقول الغربية قالت أن الطريق للوصول للحقائق هو ترك الواقع يحسمها بمعنى أن الواقع وليس العقل من سيقودنا وبنوا قولهم على أن الصراع بين المتناقضات وبين الحق والباطل سيؤدي إلى انتصار الحق وبقائه لأن الباطل ليست لديه عناصر العلم ، ونعلم أن البشر إذا لم ينصروا الحق سينهزم وسينتصر الباطل فأي ظالم سيتمادى بظلمه إذا لم يجد بشراً يردعونه فالظلم إذا وجد أنصاراً سيبقى ، ولو كان الحق هو الذي ينتصر لما عاش الباطل حتى عصرنا هذا ففلسفتهم هي طبق الإعدام ، فإذا نجح في ردع المجرمين فهو حق أما إذا لم ينجح فهو باطل ، ومعروف أن هناك عوامل تتدخل في الواقع من مبادئ ومصالح وظروف وغنى وفقر فهذا الطريق لا يوصل إلى الحقائق فما ينجح في بلد يفشل في بلد آخر ، فالحقيقة الفكرية تثمر في مكان ولا تثمر في مكان آخر إذا لم تكن التربة صالحة ، كما أن معنى هذا الكلام أن تطبق في بلد ما أنظمة اقتصادية رأسمالية وشيوعية وإسلامية .. الخ حتى نترك الواقع يقرر ما هو أصلح أي الذي سيبقى هو الأصلح ، وهذا قمة الفوضى والانحراف وعدم الوضوح وعدم الاستقرار ووضع الناس والأجهزة الحكومية في وضع مأساوي ، ومعنى هذا اترك الأفكار والأفراد والأحزاب والدول تتصارع والبقاء سيكون للصواب والحقيقة هي أن البقاء سيكون للأقوى ، وأن هذه هي الشريعة المطبقة في الغاية ، وإذا كانت القوى الديكتاتورية في شعب أقوى من القوى الديمقراطية فإن التطبيق سيكون للديكتاتورية ، وقد نستمر عشرات السنين بل قروناً فهل هذه هي التقدمية العلمانية أم الرجعية الحقيقية . .

    رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات

    مكسب
                  

11-26-2006, 05:24 PM

MaxaB

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1326

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ........................... عجـــز العقـل العلمــاني " 2 " ..................... (Re: MaxaB)


    6) الهرم المعقد

    من الأمور الغريبة التي أدت إلى ستر الجهل العلماني طويلاً هو الفيضان الكتبي حيث نجد للفلاسفة والعلمانيين آلاف الكتب بدل كتاب أو كتابين للحقائق الفكرية كما في الأديان السماوية ، وهذا جعل الباحث عن الحقائق عليه أن يقرأ الكثير من الكتب ولن يصل ليس فقط لأن ما عندهم آراء وليس حقائق بل لأنهم يعطونك آلاف الكتب وهناك صعوبة لأن يفهم بعضهم بعضاً كما أنهم يستخدمون مصطلحات كثيرة ذكرت بعضها في مقال سابق ، وكثير منها غامض ومتناقض ، وكلامهم كثير ومعقد مما يجعل الإنسان الطبيعي يمل من قراءات آلاف بل حتى مئات الصفحات من الكلام المتناقض غير المفيد بعكس الوضع مع الحقائق الإسلامية الفكرية التي يفهمها الناس لأنها واضحة وسهلة قال أ.م . بوشنسكي " والواقع أن إدراكنا أن حياة كاملة تقضى في البحث هي أمر ضروري لمعرفة فيلسوف واحد فقط " (1) وقال هنترميد : " أما أفكار معظم المفكرين الكبار فتصاغ عادة من خلال مصطلح فني أكثر تجريداً ، ينبغي أن نتعلمه مثلما نتعلم المصطلح الخاص بأي علم ، وهذا المصطلح الفني هو في الوقت ذاته الحاجز الأكبر الذي يقف حائلاً بين معظم الفلاسفة وبين عامة الناس " (2) ونقول إن مصطلحات أي علم آخر متفق عليها كما في مصطلحات الكيمياء أو الطب أو الإسلام ، أما المصطلحات الفلسفية فهي آراء متناقضة ، وهي ترجع لآراء علمانية وليس للعلم الفكري ، كما أن هذا القول يجعل كأن العلم الفكري معقد وصعب وهو ليس كذلك ولكن ضياع العلمانيين هو الذي جعلهم يصنعون هرماً عملاقاً معقداً ومتناقضاً ، فالجهل العلماني حمى العلمانية وحمى الفلاسفة بالغموض والتعقيد حتى يظن الإنسان العادي أنه لم يفهم ما يقوله هؤلاء لأنه لم يصل إلى مستواهم من العلم والنور ، فالعلم الفكري لا يتم التوصل إليه بكثرة المكتبات والكتب كما نشاهد في الغرب بل بما فيها من حق وباطل ، فالكثرة مع التناقض والاختلاف جهل وليس علماً ، ولنتذكر دائماً أنه لا يوجد شيء اسمه علم الفلسفة كما في علم الطب أو علم الفيزياء فأنت تقول يقول علم الطب ، ولكنك لا تستطيع أن تقول يقول علم الفلسفة لأنه لا يوجد علم بل توجد آراء متناقضة ، والأصح أن نقول يقول فلان الفيلسوف كذا ، ويقول الفيلسوف الآخر كذا ، ولو سألت العلمانيين هل قرأتم وفهمتم كل كتب الفلاسفة ؟ لقال كلهم لا ومع هذا يطبقون مالا يفهمونه وما يعتبر غامضاً ، فهم رفضوا تصديق واتباع رجال الكنيسة ومع هذا يتبعون رجال الفلسفة بإيمان أعمى وتقليد أعور ، أليس هذا تضييعاً للعلم والحقائق الفكرية بتصديق الفلاسفة المتناقضين ورفض تصديقهم الأنبياء المتفقين .

    رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات

    مكسب
                  

11-27-2006, 07:24 AM

MaxaB

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1326

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ........................... عجـــز العقـل العلمــاني " 2 " ..................... (Re: MaxaB)


    7- التصويت هو الحل :

    لجأ بعض العلمانيين إلى التصويت كطريق لحل خلافاتهم ، وهذا معناه أن ما سوف يطبق هو ما سيحصل على الأغلبية ، فلا يوجد حق ولا باطل ولا علم ولا جهل ، ولكن يوجد من ينال الأغلبية فيتحكم بالحياة وحتى لو كانت هذه الأغلبية جاهلة أو صاحبة مصالح فإن قرارها هو الصحيح لأنه لا بديل ولا طريق للوصول للحقائق ، فلتوزن الأمور بميزان الأغلبية فالحق يصبح باطلا ً إذا خسر الأغلبية والعكس صحيح ، فرضى الناس هو المقياس للحق لا العقل ولا الأدلة العقلية ، ولو طبقنا الأغلبية على المجال العلمي المادي لما استطعنا أن نصل إلى الحقائق المادية الكثيرة التي وصلنا لها ونعلم أن الحقائق المادية تخضع للتجربة والمشاهد والاستنتاج ، وما ثبتت صحته هو حقيقة حتى لو عارضها كل البشر ، وكذلك يجب أن تكون الحقائق الفكرية غير خاضعة لرأي ومزاج أغلبية ، ونمزقها بالحلول الوسط ، ونعرضها للنوايا المخلصة والفاسدة لتحددها ، وستختلف هذه " الحقائق " من شعب إلى آخر ، والتصويت ضمن شروط يصلح لأمور معينة فكرية ، أما جعله العمود الفقري للوصول للحقائق والدساتير والقوانين والعقائد والحياة الاجتماعية والاقتصادية ... الخ فهذه كارثة علمية كبيرة ، وهذا ما فعلته الحضارة العربية الرأسمالية أي إعطاء الجهل شرعية التطبيق من خلال التصويت ، وطبقوا التصويت حتى في المحاكم التي فيها حكم على دماء وأموال الناس ، فعندما تقول العلمانية لا نريد أن يفرض أحد رأيه على الآخرين والمسألة للتصويت فهي تقول الحقيقة مرفوضة حتى لو كانت تملكها أقلية أو فرد فهي مرفوضة كعقيدة أو نظام أو قانون أو رأي ، فالحل هو التصويت ويعتبرون هذه مساواة بين الجميع وهي فعلاً مساواة بين الحق والباطل والصواب والخطأ والإيمان والإلحاد بل إن حياد السلطة العلمانية ليس حياداً حقيقياً بل هو فعلاً تعصب علماني لأنه فرض المفاهيم العلمانية كالتصويت وغيره على الآخرين ، ومعناه أن الحكومة بلا مبادئ حتى إشعار آخر أي حتى يتم التصويت ، ومعارك التصويت هي التي ستحدد مبادئنا كدولة ، وستتجند كل الطاقات الفكرية والسياسية والاقتصادية لتنتصر لاقتناعاتها ومصالحها في ساحة الانتخابات والمجالس النيابية والأحزاب السياسية ، وفارق التصويت حتى لو كان قليلاً كما في الغالب هو ما سيحدد الحق من الباطل ، ولن تنتهي المعركة عند التصويت فسيحاول الخاسرون الاستعداد للمعركة القادمة ، وفي نفس الموضوع وقد يتغير القانون ويصبح حراماً ما كان حلالاً أو العكس وهكذا ، ولا شك أن المشاركة الشعبية والتصويت سيؤديان إلى درجة كبيرة من التوازن بين القوى الرئيسة في الشعب من أغنياء وفقراء وانتماءات سياسية وعرقية .. الخ وسيؤدي الرأي الجماعي إلى الاعتدال والوسطية والواقعية وهذه الأمور ذات علاقة قوية بالعدل قال تعالى " وكذلك جعلناكم أمة وسطا " سورة البقرة 143 كما أن وجود الرقابة الشعبية وتداول السلطة سيوجد ضغوطاً على ممثلي الشعب تدفعهم للالتزام بالعدل في أحيان كثيرة ، ولكن هذا لا يعني أن التصويت هو الطريق إلى الحقائق الفكرية لأنه ينجح فقط في القضايا الاجتهادية الفكرية إذا توفرت الضوابط الصحيحة له ولكن بالتأكيد ليس مجاله القضايا الأساسية الفكرية مثل وجود الله وصدق الأنبياء والأحكام الاجتماعية والأسس السياسية والاقتصادية .. الخ فليس التصويت هو الذي سيحدد لنا الحق من الباطل في هذه القضايا وهي التي يختلف حولها الناس في عقائدهم العلمانية والدينية بمختلف مدارسهم القديمة والحديثة فالأحكام فيها للعقل لا للتصويت ، كما أن التصويت يتأثر بالعصبيات السياسية والعرقية والطبقية والمصالح والتحالفات وشراء الذمم والصفقات السياسية والعداء الشخصي وفساد الضمائر والعقائد المتناقضة للمصوتين .. الخ ، وكل هذا يجعل دور " العقل " داخل المجالس الديمقراطية وفي اختيار أعضائها دور ضعيف وهذا واقع يعرفه كل منصف

    رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات

    مكسب
                  

11-27-2006, 04:26 PM

MaxaB

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1326

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ........................... عجـــز العقـل العلمــاني " 2 " ..................... (Re: MaxaB)



    8 - ركوب الحصان المادي :

    استغلت العلمانية التقدم العلمي المادي وجعلت الناس يظنون أنها التي كانت خلفه ، وهذا جزئياً صحيح وبالتالي- ظن الناس - أن ما تقوله في القضايا الفكرية هو أيضاً صحيح ، فإذا قالت : " الدين أفيون الشعوب صدقوها وإذا قالت المصلحة في فصل الدين من السياسة فصدقوها ، وقالت العلمانية لم يعد هناك مكان إلا للعلم ، وهي تقصد العلم المادي ، ومع هذا فالكلام والاختلاف معها هو في العلم الفكري ، فالتقدم العلمي المادي ستر العلمانية وضلل كثيرين ، وخلط الأوراق أي زاد في نسبة الجهل الفكري العالمي وإذا أضفنا إليه ما حققه التقدم العلمي المادي من غنى وإبداع ورفاهية مما جعل الناس تصدق كثيراً مما تقوله العلمانية ، فالناس أو كثير منهم لا يهتمون إلا بالمال والقوة العسكرية والرفاهية ، ولا يهمهم الحقائق الفكرية فأمريكا هي القوية والغنية ونريد أن نقلدها وهذا هو الهدف الأول للكثيرين ، ولكن تأكدوا أن الحقيقة أقوى وأغنى من أمريكا العظمى فالعلم المادي حقق قفزات كبيرة ، نعم ولكن العلمانية لم تحقق إلا الفشل والضياع ، فالعلمانية الكسيحة صعدت ظهر الحصان المادي القوي فظن الناس أن التقدم مشترك في حين أن الحقيقة غير ذلك ، كما أن العلمانية جعلت الناس تعتقد أن التقدم المادي العلمي هو الابن الشرعي لها ، وهذا خطأ فالعلمانية ساهمت في بعض النجاح لأنها تستخدم التفكير والتحليل والنقاش ، ولكن تطور العلم المادي خلال القرون الأخيرة حدث لأسباب أخرى أيضاً منها التنافس الاستعماري والقومي بين الدول الأوروبية ، وارتباط العلم والتكنولوجيا بمصالح اقتصادية وأموال وتجارة ، فلم يعد العلم قضية تهم العلماء فقط ، ولهذا حدثت استثمارات مالية كبيرة في البحث العلمي ، واهتمت الدول والشركات في الاستثمار العلمي المادي ، وإذا أضفنا إلى هذا أن العلوم المادية كانت موجودة منذ آلاف السنين سواء في الأقمشة أو التحنيط أو الطب أو صناعة السفن أو الفلك أو غير ذلك ، وهذه حقيقة تاريخية ، فإن اقتناع البعض أن العلمانية والتقدم المادي وجهان لعملة واحدة ساهم في انتشار الفكر العلماني اعتماداً على قوة الرصيد النقدي للعلم المادي


    رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات

    مكسب
                  

11-28-2006, 08:02 AM

MaxaB

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1326

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ........................... عجـــز العقـل العلمــاني " 2 " ..................... (Re: MaxaB)



    9- الجدل البيزنطي هو العلم :

    من الأمور الغريبة أن البعض رفض الهدف الرئيس للفلسفة والعلمانية والذي هو الوصول للحقائق الفكرية ، وجعل هدفها هو النقد والنقاش والحوار أي نقد الأفكار والمبادئ ، و " فتح الأبواب أمام العقل " بطرح أسئلة جديدة ، فكأنها إذا فعلت هذا فقد قامت بواجبها وهذا اعتراف ضمني بالعجز الفلسفي العلماني فهو يقول ليس مهما أن أصل إلى الهدف " الحقائق " يكفي أنني أمشي للأبد باحثاً عن الحقائق ، فالمهم تأليف كتب في نقد الآخرين أو تشويههم ، ولكن إذا سألتني ما هو الصحيح وأين الحق ؟ فلا أدري أي أدري أنك على خطأ ولا أدري أين الصواب وبإمكان الفلسفة العلمانية أن تثير الشبهات حول الإسلام وتتهمه بتهم باطلة وتشوهه ، وإذا قلت لهم جدلاً نعم نحن نتفق معكم فما هو نظامكم العقائدي والسياسي والاقتصادي .. الخ ؟ قالوا لم نتفق حتى الآن ، أو قال بعضهم إنه النظام الرأسمالي ، وقال آخرون إنه النظام الاشتراكي وقال غيرهم غير ذلك ولك هذه أنظمة علمانية ومع هذا لا تعطي العلمانية أي شرعية لأي منها ولا تستطيع ذلك ، كما لا تستطيع إلغاء الصفة العلمانية عن أي منها ، والعلمانية تهاجم وتنتقد وتهدم الأديان وحتى المبادئ العلمانية الأخرى ، ولكنها لا تبني بيتاً متكاملاً للبشر ، وهي تعتبر البيوت الفكرية زجاجية ، ولا تبني حتى بيتاً زجاجياً مثلها بل تكتفي أن تقول كلمات قليلة هي اتبعوا العقل وهو سيهديكم ، وما تقوله لا يختلف معها أحد ولكن عقل العلمانية عجز عن بناء فكر لها يهديها فالعلمانية جعلت نقد الآخرين هو فكرها وأحياناً تتبرأ منه أو من أجزاء منه ، فالذي يريد أن يحارب العلمانية جعلت نقد الآخرين هو فكرها وأحياناً تتبرأ منه أو من أجزاء منه ، فالذي يريد أن يحارب العلمانية يحتار فهي أحياناً بلا وجه ولا ملامح ، وأحياناً بملامح كثيرة متناقضة ، وإذا وجهت سهامك إلى نموذج علماني ثبت فشله يتبرأ منه العلمانيون ، فهي أحياناً لا شيء وأحياناً كل مبدأ علماني وأحياناً بعض المبادئ والآراء حسب مزاج العلماني ، وكل علماني يختلف عن الآخر فكيف إذن سيحددون حقائقهم العلمانية ؟ وكيف ستستطيع مناقشتهم وحالتهم من الجهل والغموض لهذه الدرجة ، وما ينطبق على العلمانية ينطبق على الفرد العلماني ، فإذا قالوا هذا الفرد علماني فأنت لا تعرف ملامحه الفكرية ، وهل هو رأسمالي أو شيوعي أو عنصري وما هي عاداته الاجتماعية .. أما إذا قالوا هذا مسلم ، وأقصد المسلم الملتزم فإنك تعرف طريقة تفكيره ، وتستطيع أن تبني علاقة معه من خلال معرفتك للإسلام ومبادئه ، ومن هنا ندرك أن الزواج العلماني زواج بين أطراف غامضة ومتناقضة في حين أن الزواج الإسلامي هو بناء علاقة على أسس واضحة


    رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات

    مكسب
                  

11-28-2006, 04:33 PM

MaxaB

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1326

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ........................... عجـــز العقـل العلمــاني " 2 " ..................... (Re: MaxaB)



    10 - الهروب إلى المستقبل ::

    من وسائل استمرار الجهل هو ما تفعله العلمانية من عمل الإنسان والمجتمع حقل تجارب لآراء ونظريات جديدة وحلول جديدة لمشاكل صنعتها العلمانية سواء كانت عقائدية أو اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية ، فإذا زادت أمراض المجتمع الاجتماعية من طلاق وعنوسة وأمراض نفسية فالحل هو زيادة ميزانية القضايا الاجتماعية وعمل مزيد من الأبحاث وتغيير القوانين ، وإذا لم تحل المشكلة كما تثبت الإحصائيات والواقع فالحل هو تجربة حلول جديدة وأفكار جديدة ، فالرأسمالية الحديثة ذات مفاهيم جديدة وأبعاد عالمية وهناك مفكرون جدد عملوا نظريات جديدة وفلسفات جديدة فالحل هو الجري وراء سراب جديد وأمل ضعيف ، فهي دائماً تقدم مشاريع وبرامج وتجري وراء سراب ، وأحياناً وهذا مشاهد تعتبر الانحراف والخطأ شيئاً مقبولاً وشرعياً حتى لو كان الشذوذ الجنسي أو تعتبر هذا الانهيار الاجتماعي كالطلاق والخيانة الزوجية جزءاً من التقدم الاقتصادي والحضارة ، فمتى كان الانحراف جزءاً من تقدم اقتصادي أو تكنولوجي بل الأغرب من هذا عندما يقول الإسلام : ومن البديهيات أن الإيمان بالله تعالى يقضي على القلق والأمراض النفسية وكثير من الأمراض الجنسية كالإيدز وغيره لا ترضى العلمانية حتى بالاعتراف بهذا الواقع المشاهد لأنها تعتبر الدين رجعية وخطأ ، وهذا التفكير أعطى الجهل عمراً أطول كما أن الحلول الجديدة العلمانية تعطي الجهل خلوداً لم يحصل عليه في كثير من العقائد الأخرى فعناد العلمانية حمى الجهل ، ومن الأمور الغريبة أن العلمانية تعرف وتعترف بأنها لم تهتد للحق والصواب ، وأنها ضائعة ولا تعلم ، ومع هذا تتهم الإسلام بالخطأ وأنه باطل ، فمن لا يعرف الحق كيف يحكم على أن هذا الشيء باطل وهذا ليس غريباً إذا عرفنا أن طبيعة العلمانية النقدية تجعلها تشوه كل شيء حتى ما يقوله العلمانيون .


    رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات

    مكسب
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de