ما خصخصونا - د. عبد الله علي ابراهيم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-12-2024, 11:08 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-11-2006, 06:02 AM

Adil Isaac
<aAdil Isaac
تاريخ التسجيل: 12-02-2003
مجموع المشاركات: 4105

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ما خصخصونا - د. عبد الله علي ابراهيم

    د. عبد الله علي ابراهيم

    ما خصخصونا


    لم أسمع كلمة بليغة دقيقة في صفة مجتمعنا الراهنة مثل تلك التي قالها أحد معارفي يعلق على طاريء أحدق بأمن أسرتهم الممتدة. وهي أسرة اشتهرت بالاستثمار في الرحم استثماراً ربما كان مبالغاً فيه أحياناً. والطاريء الذي ألم بهم هو أن أحدهم تصرف في عقار ما تصرفاً لم يرض عنه الآخرون. وعلق الرجل الحصيف: ''كنا كويسين تامين لامين إلا كان فلان دا عايز يخصخصنا''. وهذا قول فصل في ضعضعة أسس مجتمعنا القديمة المشاهدة من جراء المبادرة الرأسمالية التي تأخذ بخناقنا. فقد فجع هذا المعلق في نبو تصرف قريبه الذي لم يرع ''الأهلية'' التي راحت. وقد سبقه إلى رثاء هذه الأهليه ناس عقد الجلاد في أغنيتهم المشهورة. وما يضيع الأهلية ويزلزل فقهها وطقوسها ومراسيمها مثل المبادرة الرأسمالية التي تأخذ بخناق مجتمعنا منذ عقود. وأصبحت عبارة ''الخصخصة'' رمزاً لهذه المبادرة في تفكيكها للمشروع الجماعي وترك التنمية على غارب رأس المال بما يعلى من قيم الفردية. وحين نشكو الآن من تغير الزمان وتلاشي المحنّة وفساد النفوس وسيادة الأنانية وحب الذات فنحن إنما ننعي الميثاق الروحي القديم الذي ساد فينا ثم باد أو كاد. وقد سبقنا إلى نعي هذه المعاني الكلاسيكية الغراء كتاب البيان الشيوعي الذي خطه ماركس وإنجلز حين أطلت الرأسمالية برأسها في أوروبا وعصفت بما تواضعت على الناس من أمن نفسي. كان صدور الكتاب قبل مائة عام. وقد احتفل الماركسيون «الفضلو» بمئويته قبل عام أو نحوه.

    كنا في الجيل الذي حاول ببسالة (لا تخلو من أخطاء معيبة) أن ندعو إلى طريق غير رأسمالي في التنمية نتفادى به الوقوع في شراك الرأسمالية. وقد قدحنا الذهن طويلاً ''بين الجماهير وإليها'' أن نخرج ببرنامج يهدي إلى التي هى أقوم وهو تفادي انتهاج بلدنا سكة الرأسمالية. وقد جاء استاذنا عبد الخالق محجوب ببيت من الشعر العربي لتوضيح الخيارات الاجتماعية الاقتصادية التي كانت أمام بلدنا. يقول البيت:

    أمامك فأنظر أي نهجيك تنهج طريقان شتى: مستقيم وأعوج

    ويبدو أن البلد، في ملابسات قد تحتاج إلى بيان كثير، قد اختارت الطريق الأعوج. فانظر إلى ما يجري للقطاع العام الذي كنا نؤمل أن يكون قاعدة مشروع نظامنا غير الرأسمالي. فالواضح أن خطة ''تسليع'' الأرض، أي جعلها سلعة في سوق الله أكبر، في مشروع الجزيرة قد فازت على خطتنا في الحفاظ على طابع الملكية العامة لأرض المشروع. كما صدر إعلان منذ أيام يعرض درر القطاع العام مثل السكة الحديد والنقل النهري وحتى اللل الرئاسية الوليدة للتخصيص. ولا نستغرب وقوع هذه الدلالة الكبرى لمقتنيات الدولة مع افتتاح البنك الدولى لمكتب له بالخرطوم. وهو أبلغ دليل على رضائه عن أداء دولة الإنقاذ الاقتصادي. والمعلوم أن البنك الدولي مكلف من قبل سادة العالم بتعميم الرأسمالية في العالم وإزالة كل قاعدة للقطاع العام الذي كنا نؤمل ان يكون نقطة البداية للطريق غير الرأسمالي. والبنك من أقدم المؤسسات الغربية ثقة في نظام الإنقاذ التي لم تعص له أمرا. ولربما كان هذا سبباً في أن الغرب لا يريد للإنقاذ أن تذهب أدراج الرياح. فالإنقاذ مما لا يحمله الغرب ولا يحمل براهو.

    من آيات العقل أن نسمي ما يجري في بلدنا من جهة الاقتصاد والسياسة والأخلاق والقيم باسمه. فقد ركبنا منذ حين مركب الرأسمالية الصعب وتخصخصنا. وقد لاحظنا مثلاً كيف أصبح الحديث عن الفقر حديثاً مألوفاً لا يستثير سخطاً ولا يشحذ عزيمة جذرية للقضاء عليه. وهو قضاء ميسور لو صحت النية. وأصبح الفقراء بنسبهم الغالبة الفاضحة بين السكان حقيقة ديمغرافية مسلماً بها. وأصبح من فرط عادية الفقر فينا هو تخصيص الدولة اعتمادات في الميزانية لحربه كأنه الملاريا أو الجراد. بينما الصحيح أن تكون حرب الفقر هي الفكرة المركزية الموجهة للميزانية نوفر بفضلها فوائض مالية للتنمية لينحسر الفقر. فلم تعد حرب الفقر عندنا استراتيجية بل تكتيكاً جانبياً إن لم يكن تهريجياً. وهذا القبول الفطري للفقر والفقراء بغير غبينة أو عزيمة في دولة الإنقاذ مما يسميه أهل النظر بـ ''تطبيع الفقر'' أي جعله نظاماً طبيعياً لا نملك له صرفاً ولا عدلا. فالفقراء، وفق منظور التطبيع هذا، هم ضحايا أنفسهم. فهم بلداء أو كسالى أو عاجبهم فقرهم دا أو ما شئت. بعبارة اخرى هم ''مرميين الله'' فما لهم من رافع. وأنظر كيف يقولون ''الشرائح الفقيرة'' كمكتشف جديد كما تقول ''الكولسترول'' يروجون له بصورة ''علمية'' معملية. بينما الفقر حقيقة من حقائق إدارة موارد المجتمع المعين. فهو سيزول أو يخف ضرره متى حسنت النية وصح العزم.

    ويقتضينا الإعتراف بأن بلادنا قد ارتكبت أو ركبت الطريق الأعوج أن ندرب أنفسنا على التفكير في ضحايا هذا الطريق من غمار الناس بصورة جذرية جديدة. فقد قيل إن من أشجع الرجال قاطبة بطل إغريقي ما. قيل له إن سهام الفرس الذين حاربهم قد غطت السماء فخيّم الظلام على الدنيا. فقال الإغريقي بجأش رابط: '' سنتعلم حربهم في الظلام الدامس''.وقياساً على ذلك صح أن نقول، وقد أطبق ظلام الرأسمالية في بلدنا، إننا سنتعلم أن نحاربها بين طيات ظلامها نفسه.''

    وسيحتل البر مكاناً مقدماً في كل استراتيجية تهدف إلى اللطف بضحايا طريقنا المجتمعي الأعوج. ونفضفض في ذلك يوم السبت من هذا الشهر الفضيل
                  

10-11-2006, 06:50 AM

Ibrahim Algrefwi
<aIbrahim Algrefwi
تاريخ التسجيل: 11-16-2003
مجموع المشاركات: 3102

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما خصخصونا - د. عبد الله علي ابراهيم (Re: Adil Isaac)

    up
                  

10-11-2006, 07:21 AM

Adil Isaac
<aAdil Isaac
تاريخ التسجيل: 12-02-2003
مجموع المشاركات: 4105

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما خصخصونا - د. عبد الله علي ابراهيم (Re: Ibrahim Algrefwi)

    Quote: وأصبح الفقراء بنسبهم الغالبة الفاضحة بين السكان حقيقة ديمغرافية مسلماً بها. وأصبح من فرط عادية الفقر فينا هو تخصيص الدولة اعتمادات في الميزانية لحربه كأنه الملاريا أو الجراد. بينما الصحيح أن تكون حرب الفقر هي الفكرة المركزية الموجهة للميزانية نوفر بفضلها فوائض مالية للتنمية لينحسر الفقر.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de