د. حيدر ابراهيم: بعد عقدين من الحكم لم يتخلص الانقاذيون بعد من ثقافة أركان النقاش

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-18-2024, 02:27 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-11-2006, 02:37 AM

مكي النور

تاريخ التسجيل: 01-02-2005
مجموع المشاركات: 1627

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
د. حيدر ابراهيم: بعد عقدين من الحكم لم يتخلص الانقاذيون بعد من ثقافة أركان النقاش

    التغييــــــــر المعـــــــــــــاق
    د.حيدر إبراهيم علي
    عجزت الأسبوع الفائت عن أن أوفي بالتزامي المنتظم أمام القراء في كتابة المقال الاسبوعي، ليس كسلاً أو تجاهلاً، ولكن حيرة حقيقية ملأت نفسي وعقلي. لأن الوضع في السودان يحتاج إلى متنبئ أو قارئة فنجان أو ضاربة ودع أو رمل. وكاذب أي مفكر أو محلل يدعي أن قوله سوف يثبت صحيحاً حتى نهاية اليوم. وذلك ببساطة لأن الجميع- سلطة ومعارضة ومواطنين- لا يدرون ماذا سوف يقرر غداً ولا أية قرارات أو تصريحات سوف تصدر؟ حالة من اللا يقين تغمر كل البلاد، ويتحرك الجميع في ظلام رؤية كامل بلا بوصلة أو اتجاه. وهذا وضع يصعب أن تعيش فيه الشعوب طويلاً، كما أن قادتها لا يتركونها على هذا الحال لو كانوا مسؤولين وعقلاء. فهل السودانيون هم بالفعل استثناء ومختلفون عن بقية البشر؟ وقد حباهم الله بصفات نادرة يحتكرونها هم بصفتهم سودانيين ويعرفون بها؟ ولذلك نردد بسهولة وثقة:- هذا شيء لا يشبه السودانيين!! وعلى نفس المنوال والفكرة الثابتة، يمكن أن نقول ما يحدث في البلاد لا يفعله غير السودانيين ولا يشبه غير السودانيين. وذكرتني هذه الفرادة والامتياز قولاً للمرحوم نوري السعيد رئيس وزراء العراق قبل انقلاب عبد الكريم قاسم عام 1958م، وهو يسخر من إدارة مواطنيه، وصف الوضع والبلاد: «هذا العراق بالوعة «بلاعة» ولا ينفع معها إلا غطاءً مثلي ومثل أشباهي»، فهل يفتقد السودان الغطاء الذي يشبهه؟ وهل المشكلة في الغطاء أم في البالوعة نفسها؟
    يُحتار المرء في كيفية إدارة هذا الوضع المتأزم بالطريقة التي عشناها طوال الفترة الممتدة منذ مايو الماضي، أي بعد توقيع اتفاقية أبوجا، بل ومنذ توقيع اتفاقية السلام الشامل. ففي الظروف العادية، كان يمكن القول إن السودان قد دخل مرحلة جديدة، وقد ترك ذلك الماضي البائس والدامي خلفه إلى الأبد. ويمكن للسودان أن يدخل التاريخ مجدداً بعد أن ظل خارج التاريخ منذ عقود طويلة. وتفاءل الجميع واهتم العالم بمستقبل السودان، ولكن أصحاب المصلحة في هذا التحول الجديد، لم يهتموا. فإذا بالنظام يعقد أزمة دارفور أو حسب رؤيته تم توريطه وجرجرته إلى أوضاع أسوأ في الأقليم. وحتى لو افترضنا هذه المؤامرة، فأين حكمة النظام في معالجة الأزمة. والمهم النتيجة هي انحسار زخم اتفاقية السلام الشامل وبقي السودان في وحل دارفور. وقد كشف هذا التطور السلبي عن عقل سياسي سوداني سلبي ومتخلف، ويمكن أن يصل بنا الأمر إلى درجة التشكيك في عمق وطنية النخبة السودانية- سلطة ومعارضة ومتفرجة. فأين يقع الاهتمام بالوطن وليس السلطة أو الحزب في سلم اهتمامات ولاة الأمر أو غيرهم؟
    يطيب لكثيرين مقارنة تطورات الأوضاع في لبنان بالسودان، خاصة حين يختصر لبنان في حسن نصر الله، ويحاول هؤلاء استلهام المقاومة ضد الكيان الصهيوني. ولكن يتم تجاهل الطريقة التي يتعامل بها اللبنانيون مع وطنهم باختلاف طوائفهم وأحزابهم. فاللبنانيون وطنيون، بدءاً من فيروز التي تحب لبنان بجنون- كما تقول، وحتى عون وسمير جعجع. وهذا ما ينقص السودانيين مهما كبرت الادعاءات وارتفعت الحناجر بالأناشيد وصرخت:- سوداني الجوه وجداني! والأمر لا يحتاج لمغالطات والأدلة ملموسة. بعد انتهاء الحرب الأخيرة في أقل من اسبوعين، طار فؤاد السنيورة- وكان لبنان قد نظم اجتماعاً مع المانحين- إلى استوكهولم، وعاد بعد يومين من الاجتماعات والمناقشات وهو يحمل معه 945 مليون دولار، للبدء في إعادة إعمار لبنان. وبدأت المرحلة الأولى العاجلة ومازالت المنح والقروض تتدفق على لبنان. ودعنا نقارن كيف يتصرف السودانيون تجاه وطنهم الحبيب؟!
    بعد توقيع السلام الشامل مباشرة، كان العالم متحمساً لمساعدة السودان بعد حربه الطويلة والمريرة. وتداعى المانحون إلى أوسلو وحمل المختصون من خلال JAM وغيرها، المقترحات والخطط المفصلة باحتياجات السودان بعد الحرب. وقرر المانحون ضخ حوالي 4.5 بليون دولار. وحتى الآن لم يتابع أحد ذلك الالتزام وكيف يتم ذلك؟ والمسؤولون أمضوا في أبوجا وقتاً أطول من الذي يمضونه في مكاتبهم بالخرطوم. وبالتأكيد لم يعد المانحون مهتمين بوعودهم السابقة، لوجود مشكلة جديدة قد تحتاج إلى أوسلو جديدة، لن يذهبوا لها هذه المرة.
    وهنا يبرز سؤال حقيقي وجوهري: هل تحتل قضية بناء الوطن أي حيز في هذا العقل السوداني السياسي الغريب؟ وبالتالي كيف حاول تسوية مشكلة دارفور. فالدبلوماسية السودانية تفهم الحوار والتفاوض وكأنه برنامج مجادعة في الدوبيت الذي كانت تقدمه الإذاعة السودانية في زمن سابق. بالإضافة للمغالطة وثقافة أركان النقاش التي لم يتخلص منها الإنقاذيون بعد عقدين من الحكم. وقد كانت المقابلات التلفزيونية واللقاءات في الأمم المتحدة، فرصة لكي يبدي النظام اهتمامه بالجوانب الإنسانية في مشكلة دارفور، ولكنهم فضلوا هزيمة أميركا وبولتون. وأخيراً، وقبل أيام صرح مندوب السودان الجديد في الأمم المتحدة، بنشوة أن السودان سجل انتصارين على الولايات المتحدة. أي انتصار أيها العزيز والمساعدات الإنسانية ناقصة وشحيحة، واللاجئون مازالوا يتدفقون على تشاد التي كانت ترسل لنا اللاجئين في الماضي؟ الانتصار الحقيقي حين تتمكن حكومتك بلا قوات دولية أو أفريقية أو عربية إسلامية، من بث الأمن في دارفور، وأن تشرع في تنمية المنطقة وإعادة توطين المهجرين واللاجئين. في هذه الحالة يحق لك أن تفرح بالنصر. ولكنه العقل السياسي والدبلوماسي السوداني الذي لا يدرك أولويات الوطن الحقيقية.
    اعتقد أن الرد جاهز وهو الدفاع عن السيادة الوطنية ومنع العلوج الأميركان أن يكرروا ما فعلوه في العراق! وهنا قد يلتبس مفهوم السيادة الوطنية، فهو عند الدولة الفاشلة شعارات ضد التدخل الأجنبي الذي يجد مبرره بسبب أخطاء مثل هذه الدولة، وتعطي مثل هذه الدول المحتل أو الغازي المبرر للتدخل، ففي أفغانستان ادعت الولايات المتحدة الأميركية أنها تريد تحرير الأفغان من نظام ينتمي إلى العصور الوسطى، وهذه حقيقة، ولكن المصالح الأميركية خلاف ذلك تماماً. وفي العراق، ادعت الولايات المتحدة القيام بمهمة خلاصية لكي تبعد الدكتاتور الهائج الذي يضطهد شعبه ويهدد المنطقة، وهذه حقيقة أيضاً استغلها الأميركيون من أجل مصالحهم الأمبريالية. فهذه الدولة الفاشلة تنتهك السيادة الوطنية حين تنتزع الكرامة عن المواطنين بالجوع والخوف والاضطهاد وكل أشكال الحرمان والقمع. لماذا نتحدث عن استعمار واستغلال يجيء من الخارج فقط؟ حكام هذه الدول يقدمون للتدخل الخارجي كل ما يريده: إضعاف الإرادة الوطنية وإنهاك الشعوب. من أين تأتي الكرامة الوطنية وقد تعود المواطن على إذلال مفرط من أجهزة الأمن عند أية سانحة تعتبر خروجاً على السلطة. يضاف لذلك الإفقار المستمر وتدني مستوى المعيشة وعدم تلبية الحاجات الأساسية. وهذه هي السيادة الوطنية لأنها تنتج مواطناً منتمياً لوطن يملكه ولا يستحقه كبشر. وبالتالي يدافع عن الوطن دون حاجة لكل هذا الضجيج والمسرحيات.
    يقدم العقل السياسي السوداني فكرته عن السيادة الوطنية بطريقة متناقضة وانتقائية ومضحكة لأنها بعيدة عن المنطق والعقل. وهناك سؤالان، الأول: ما الذي يجعل تدخل الأفارقة مقبولاً ولا ينقص سيادة الدولة، بينما ترفض الحكومة قوات عربية وإسلامية ولا أقول أوروبية وأميركية؟ فقد ورد في الأخبار أن السودان أبلغ الأمين العام لجامعة الدول العربية عدم قبوله لدخول قوات عربية وإسلامية في دارفور، حسب المقترح الذي تقدم به عمرو موسى في البحث عن طريق ثالث. «راجع صحف يوم 9 أكتوبر 2006م» السؤال الثاني: ما الحكمة في قبول العون الفني والمادي من الأمم المتحدة ورفض القوات؟ الدولة ذات السيادة الوطنية ترفض مبدئياً وليس انتقائياً التدخل. ألا تسمح للأمم المتحدة هذه المساعدات بفرض قرارات والتدخل في الخطط وطرق التصرف فيها؟ فهل الاختلاف حول مبدأ عدم التدخل أم من الذي يحق له التدخل؟
    تنم المناقشات التي تعرض في أجهزة الإعلام الخارجي الخارجية عن بؤس العقل السياسي السوداني وعن محليته وتخلفه الفكري. إذ نلاحظ أن المسؤولين لا يفرقون بين الحديث لنا وبيننا مقابل مخاطبة آخر مختلف وغريب. وهذا ينطبق على السودانيين عموماً: النظام والمعارضة، إذ نلاحظ أن بعض المتحدثين من فصائل دارفور، يلقون خطباً أقرب إلى حصص الإنشاء الشفهي في المدارس الوسطى القديمة. كما تفضح هذه اللقاءات أن السياسيين السودانيين يحملون عقلاً فقهياً بعيداً عن التحليل والعقلانية الفلسفية في البحث عن الأسباب. ولا استغرب لسيادة هذا العقل الفقهي، بسبب أن النخبة الحاكمة متدينة ويغلب عليها أيضاً التكوين القانوني. ويفضل العقل السياسي أداة القياس، وبالتالي يعتبر الواحد منهم أن التاريخ يعيد نفسه باستمرار، ففي حوار بتلفزيون «الجزيرة» ظل د. غازي صلاح الدين يقيس بمثال العراق كأصل تتبعه بالضرورة أزمة دارفور كفرع. ففي كل سؤال أو إجابة مع محاوره مدير مركز إدارة الأزمات الدولية، يكرر له أنتم في العراق فعلتم كذا وكذا. ويحاول محاوره إرجاعه إلى موضوع دارفور ولكن بلا جدوى. ولا يرى هذا العقل الفقهي أن الظروف والسياقات وبالتالي الحلول تختلف في كل حالة، مع وجود تشابه ولكنه لا يعني التطابق.
    لجأ العقل السياسي إلى الحيل الفقهية. فهناك دائماً البحث عن مخرج يدل على الدهاء والفطنة وسرعة البديهة، وليس بالضرورة على الصدق والاتساق مع النفس. فالقرار «1714» الذي هلل له السودان مجرد تغيير في تسميات وأشكال ولكن المضمون والهدف واحد، وهو: السودان دولة عاجزة عن القيام بواجباتها تجاه مواطنيها، وعلى المجتمع الدولي التدخل لفرض حماية للمواطنين. وهذا القرار صادر عن مجلس الأمن، أي المجتمع الدولي وليس الاتحاد الأفريقي، فكيف يعقل أن نتحدث للناس أننا واجهنا المجتمع الدولي ونغالط حول التراجع أو عدمه؟
    وفي النهاية، طالما العقل السياسي يشتغل بهذه الطريقة، ستكون كل جهود سوار الذهب وحسني مبارك وعمرو موسى، بلا جدوى وقبض ريح، لأنهم يفكرون بطريقة تختلف عن الجميع وهذه أصالتهم. لذلك، لا يوجد أي حل في الأفق طالما هذه العقول هي التي تقرر وتفعل.
    www.alsahafa.info
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de