|
|
 من مآسى حرب الانقاذ ضد اهل دارفور ......نقلا عن الصحافه
|
من مآسي الحـرب في دارفور:أسر تشتت وأطفال يبحثون عن أسرهم وأمهات أضناهن البحث عن أبنائهن
من الصعب إدراك ما الذي يعنيه أن يفقد المرء طفله، إنها أشد أنواع المعاناة التى تفرزها الحرب . إنها معاناة الإنسان فى أعماق قلبه التى تثيرها الشكوك بشأن مصير المفقودين ، آلام تظل تنزف الى أن يحين اللقاء أو تفارق الروح الجسد فاطمة النور - قرية وادى صالح - روت لـ (السودانى) مأساتها وحسرتها على فقد ابنائها فقالت: خرجت فى الصباح الباكرلإحضار الماء تاركة أطفالى ينامون فى ثبات عميق بالمنزل، وأثناء وجودي بالخارج تم الهجوم على القرية وفر الجميع كل فى إتجاه .. وفى الطريق بحثت عن أبنائها لم تجد سوى اثنين منهم آدم وحليمة ولم تجد أثراً لأبكر (7) سنوات ومنى (4) سنوات .. لم يكن أمامى من خيارسوى مواصلة المسير تجاه معسكر النازحين بكلمة ، كان لدى آمال كبيرة فى أن أجد أبنائى بصحبة أحد الأقارب أو الجيران سبقونى الى المعسكر ..، وصلت المعسكر بعد أن مشيت لساعات طوال ، وصلت ولكن هذه الآمال تلاشت وحل محلها قلق عظيم على مصير أبنائى، وأرق أحال حياتى الى جحيم . هل هم الآن بين يدى رحمن رحيم ، أم فى كف شيطان رجيم ؟ هل يعانون من الجوع المرض والخوف ؟ هل أكلتهم الحيوانات المفترسة أم التهمتهم نيران الحرب ؟ كم من الأسئلة تحاصرنى ولا تجد أمامها سوى الدمع السخين الذى يسبق كلماتى وتسبقها نبرات الحسرة والضياع..
تحقيق: لمياء الجيلى
الصورة هي الوثيقة الوحيدة التى يمكن إدراجها فى ملفات الأطفال المفقودين
بمعسكر النازحين (السلام بأبى شوك) فى ولاية شمال دارفور صادفت وزميلى المصور عباس عزت صورة أخرى مأساوية حامد الضو فقد اثنين من أبنائه بعد أن إلتهمت نيران الحرب القرية فروا فى طريق ظنوا أنه أكثر أمناً وأماناً ، إلا أن حوافر الجناة لحقتهم وتقاذفتهم النيران والسياط من عدة جوانب فزاغ البصر ولم يدر كل منهم ما حوله ومن حوله وفى أثناء ذلك الوطيس الحامى تم خطف اثنين من أبنائه توفيت والدتهم قبل عامين من الحرب أعمارهم (10) و( ، لا يُدرى مامصيرهم .. هل سيتم قتلهم على يد هؤلاء الجناة ؟ أم سيتم تدريبهم وإرسالهم ليقتلوا إخوتهم .. التفكير فى أى من المصيرين يصيب حامد بالدوار ويزيد من مساحات الألم والعذاب لديه.
حسين آدم طفل من أبناء إحدى القبائل (6) سنوات فقد أثر والديه أثناء الفرار هرباً من الحرب بعد أن غار الجناة على منزلهم فى الوقت الذى كان يلعب فيه مع الأطفال فى ساحة القرية .. فر مع عدد من أهالى القرية إلا أنه فى وسط الطريق فقد أثرهم ووجد نفسه وحيداً وسط طريق موحش ، ظل فى مكانه لا يدرى أى وجهة يتجه ، فأجهش بالبكاء .. سمع صوت بكائه سكان قرية قريبة فتم إنقاذه وإسعافه من الجروح التى أصابته فى قدميه أثناء الفرار ، ولكن جرحاً عميقاً بقى فى أعماق قلبه ، يدميه الشوق الى أحضان عائلته.
فاطمة النور تمكنت من الوصول الى مكان ابنها الذى فقدته بعد أن تم الهجوم على قريته فقالت تصف شعورها لحظة مقابلة ابنها (كان حلم وشوق جارف .. كان يخيل لى أنه ينادينى فأجهش بالبكاء وتظلم الدنيا أمام عينى .. خوف كبير يعترينى في أنني قد لا أعثر عليه حياً إذ لم أكن أعرف مكانه.ليست هناك كلمات تعبر عن مشاعري الآن.. لن أنسى ذلك اليوم مادمت حية).
جهود اللجنة الدولية للصليب الأحمر
جهات عدة قامت ببعض الجهود للمساعدة فى لم شمل الأسر ، ومن ضمن هذه الجهات كانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر ، التى أعلنت عن حملة للم شمل الأسر بدارفور وأعلنت عن صور الأطفال لتسهيل إمكانية التعرف عليهم. وأوضحت اللجنة الدولية للصليب الأحمر فى إحدى مطبوعاتها أن الأساليب القائمة للتعامل مع قضية الأشخاص المفقودين ومعاملة عائلاتهم وأصدقائهم بعيدة عن النتائج المتوقعة. ولهذا السبب فإن اللجنة الدولية للصليب الأحمر قد أعلنت عن مبادرة رئيسية من أجل العمل على حل مشكلة الأشخاص المفقودين نتيجة النزاعات المسلحة أو العنف الداخلي ومساعدة عائلاتهم.
وللمشروع هدفان عامان، أحدهما داخلي، والآخر خارجي:
على المستوى الداخلي يتم دراسة الوسائل والأساليب المستخدمة من قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر في التعامل مع مشكلة الأشخاص المفقودين وذلك بهدف إيجاد حلول تؤدي إلى عمل أكثر فعالية.
وعلى المستوى الخارجي فإن هدف اللجنة الدولية للصليب الأحمر من الإعلان عن هذه العملية، بالتعاون مع الأطراف المشاركة في التعامل مع القضية، كاستعراض كافة الأساليب التي يمكن توظيفها بصورة أكثر فعالية من أجل منع الاختفاءات ، الاستجابة لاحتياجات العائلات التي فقدت اتصالاتها بأحبائها، الاتفاق على ممارسات مشتركة مع كافة هؤلاء العاملين على منع عمليات الاختفاء ، الاستجابة على نحو أكثر ملاءمة عندما يصبح أناس في عداد المفقودين، زيادة درجة الاهتمام بهذه القضية في جداول أعمال الحكومات، والأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية. هدف مشروع استعادة الروابط العائلية الى إعادة الاتصال بين أفراد العائلات المشتتة من جراء أوضاع النزاع المسلح أو العنف الداخلي وجمع المعلومات عن الأشخاص المحتجزين أو الذين قضوا نحبهم. وهي تشمل تنظيم عملية جمع شمل العائلات والإعادة إلى الأوطان واتخاذ خطوات للبحث عن الأشخاص الذين لم يُستدَل عليهم وإصدار وثائق السفر وشهادات الاحتجاز.
لم الشمل
(السودانى) التقت ميلان جيوفانينى : منسقة قسم باللجنة الدولية للصليب الأحمر - مكتب السودان لمعرفة ما أسفرت عنه الحملة فقالت إن الأشخاص المفقودين نتيجة نزاع مسلح أو عنف داخلي يمثلون حقيقة مؤلمة لعدد لا يحصى من العائلات حول العالم. وهي عملية محزنة ليس فقط لهؤلاء المعنيين بصورة مباشرة، ولكنها ربما تعوق أيضاً جهود المصالحة والسلام وذلك بإسهامها في اندلاع المزيد من العنف. وفى معسكرات النازحين فى دارفور لدينا (100) متطوع وعدد من الراصدين يساعدون فى جهود لم شمل الأسر واستعادة الروابط العائلية ، وبعد أن يتم تسجيل أسماء الأطفال الذين فقدوا أسرهم أو فقدتهم أسرهم - أسماء المفقودين - ، وكل المعلومات المتعلقة بالمفقودين من اسم القرية وأسماء أفراد العائلة ، تتم المتابعة الميدانية إذ يتم الرجوع الى القرى وجمع المعلومات ، وكذلك البحث داخل المعسكرات سواء كانت داخل أو خارج السودان .. ولا بد من الحصول على موافقة الأشخاص المعنيين والتحقق من الأواصر العائلية ، وكذلك لا بد من الحصول على الترخيصات اللازمة من أطراف النزاع ، وكل هذه الجهود تتم بالتعاون مع المنظمات المحلية والمجتمع المحلى. كما نقوم بتصوير كل طفل وغالباً ما تكون الصورة هى الوثيقة الوحيدة التى يمكن إدراجها فى ملفات الأطفال المفقودين . وحول نظام البحث عن المفقودين الذى تتبعه اللجنة الدولية للصليب الأحمر توضح :-
إن نظام البحث يشمل إعلان أسماء الأهل الذين يجري البحث عنهم فى مخيمات اللاجئين ، إذاعة الأسماء على موجات الإذاعة المحلية ، توجيه نداءات الى الأهل الذين يبحثون عن أطفالهم للإتصال بأقرب مكتب للجنة الدولية للصليب الأحمر أو بإحدى جمعيات الصليب أو الهلال الأحمر ، كما يتم إرسال رسالة الصليب الأحمر التى حررها الأطفال الى مكان إقامة آبائهم القديم ، وكذلك يقوم أفراد اللجنة بزيارة القرى الأصلية للأطفال والتحرى فيها ، إضافة الى اتخاذ المساعى اللازمة لدى السلطات التى من شأنها أن تعطى معلومات مفيدة. وحول الحالات التى سجلتها اللجنة أوضحت أن حوالى 717 حالة سجلت 403 تم لم شملهم ، 162 حالة شارفت المتابعات والخطوات الى إيجاد الأسر ، طلبات لم الشمل يتم تسجيلها فى المعسكرات داخل تشاد ، المسجلون فى دارفور يبحثون عن والديهم 306 مجموع الحالات المفتوحة تم التوصل الى 149 حالة ـ 90 حالة يتم متابعتها ، أما الحالات المسجلة من قبل الأبوين بحثاً عن أبنائهم 1200 - 415 تم حلها و696 حالة يتم متابعتها. وقالت ميلان إنه ونتيجة لطبيعة المجتمع فى دارفور وعاداتهم لا يترك الأطفال فى المنزل لوحدهم بل يتركون فى رعاية الأقارب أو الجيران مما يساعد كثيراً فى البحث عن الأسر ويوفر للأطفال جواً أسرياً بديلاً الى حين لم جميع أفراد العائلة.
قانون الحرب - القانون الدولي الإنساني
تشتت الأسر وتفرقها يتم فى ظل الحروب والنزاعات المسلحة وتمثل النساء والأطفال أكثر ضحايا الحروب والنزاعات المسلحة ، ما هى القوانين التى تحميهم وكيف يتم توفير الحماية لهم ، حول هذا الجانب قال لـ (السودانى) الأستاذ على العجب المحامى - مركز الخرطوم لحقوق الإنسان وتنمية البيئة:-
الحماية تتم عبر القانون الدولى الإنساني وهو يتكون من مجموعة من القواعد التي تهدف إلى الحد من آثار النزاعات المسلحة لأسباب إنسانية. ويحمي القانون الدولي الإنساني كل من ليس له صلة أو كانت له صلة فيما سبق بالأعمال العدائية كما يقيد وسائل وأساليب الحرب. ويعرف القانون الدولي الإنساني أيضا بقانون الحرب أو قانون النزاعات المسلحة.يعتبر هذا القانون جزءاً من القانون الدولي وهو مجموعة القواعد التي تحكم العلاقات بين الدول. والقانون الدولي متضمن في الاتفاقيات الموقعة بين الدول سواء كانت اتفاقيات أو معاهدات، وكذلك في القواعد العامة والقوانين العرفية والتي تصبح ملزمة قانونا بحكم ممارسة الدول لها. وحول حق العائلات فى البحث عن المفقودين أبان أن البروتكول الإضافى الأول المادة 32 أعطى العائلات حق البحث عن أقاربهم ومعرفة مصيرهم ( كما يتعين على أطراف النزاع البحث عن الأشخاص الذين يبلغ الطرف الخصم عن فقدهم) ، كذلك المادة 33 من نفس البروتكول تؤكد واجب البحث عن المفقودين لدى أى طرف من أطراف النزاع ، وتسهيل إجراءات الاستفسار المقدمة من أفراد العائلات التي تفرقت نتيجة النزاع وذلك لمساعدتهم على الاتصال ببعضهم البعض ومحاولة جمع شملهم مرة أخرى. كما يتعين على أطراف النزاع تسهيل عمل المنظمات العاملة في هذا المجال (اتفاقية جنيف الرابعة - المادة 26 ) ،ويتحمل أطراف النزاع كذلك المسؤولية تجاه المتوفين إذ يتعين عليها إعداد قوائم دقيقة بمواقع القبور إضافة إلى المعلومات الخاصة بالمتوفين المدفونين فيها (البروتكول الإضافي الأول - المادة 34 ). وذلك مع العلم بأن القوانين العرفية والاتفاقيات المماثلة تطبق على النزاعات المسلحة غير الدولية. كذلك أكد الإعلان بشأن حماية النساء والأطفال في حالات الطوارئ والمنازعات المسلحة الصادر فى ديسمبر 1974على مسؤولية الدولة فى توفير الحماية للنساء والأطفال أثناء النزاعات المسلحة ، وفى نفس السياق حذر البروتكول الاختياري لاتفاقية حقوق الطفل بشأن اشتراك الأطفال في المنازعات المسلحة من تجنيد الأطفال أو استغلالهم فى الحرب والعمل من أجل حل مشكلة الأشخاص المفقودين نتيجة للنزاع المسلح أو العنف الداخلي ومساعدة عائلاتهم.
::: جميع الحقوق © 2006 محفوظة لصحيفة السودان الدولية والهوية الجامعة :::
|
|
 
|
|
|
|
السنجك
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست