|
|
 جوزيف أوكليو : أزمة دارفور لن تؤثر على اتفاق نيفاشا
|
الخرطوم: أزمة دارفور لن تؤثر على اتفاق نيفاشا
الخرطوم - صباح موسى - إسلام أون لاين.نت
تظاهرة بالخرطوم رافضة لنشر قوات دولية بدارفور
قال "جوزيف أوكليو" وزير الشئون البرلمانية السوداني: إن الخلاف بين حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان على دخول قوات دولية دارفور هو موقف "ديمقراطي" في حكومة ائتلافية، وأكد أن هذا الخلاف لن يؤثر على "اتفاقية نيفاشا" مع الجنوب.
ودعا "أوكليو" وهو أيضا رئيس اتحاد القوى الإفريقية بجنوب السودان "اليوساب" في تصريحات خاصة لـ"إسلام أون لاين.نت" طرفي اتفاقية نيفاشا (وهما حزب المؤتمر الوطني الحاكم - والحركة الشعبية لتحرير السودان التي تشارك في الحكم) إلى الالتزام ببنود الاتفاقية، محذرا من أن "انهيارها معناه انهيار للسودان كله".
وقال: "لا أوافق على أن انهيار اتفاقية أبوجا (التي وقعتها الحكومة مع كبرى فصائل المتمردين بدارفور غرب السودان في مايو 2005) سيؤدي إلى انهيار نيفاشا؛ لأن الأخيرة لها ضوابط خاصة بها".
وأنهى اتفاق نيفاشا الذي وقع في يناير 2005 نحو 21 عاما من الحرب الأهلية في جنوب السودان، أسفرت عن سقوط نحو مليوني قتيل وتشريد 4 ملايين. وينص الاتفاق على مرحلة انتقالية مدتها 6 سنوات يتم بعدها تحديد مصير الجنوب بالوحدة أو الانفصال عن الشمال.
"رأي ديمقراطي"
واعتبر أوكليو أن اختلاف المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان على دخول قوات دولية دارفور هو "رأي ديمقراطي في حكومة ائتلافية"، مؤكدا أن "هذا الخلاف لن يحدث انهيارا لاتفاقية السلام" بالجنوب.
وتابع يقول: "نحن في جبهة اليوساب بالجنوب نقبل بدخول القوات الدولية في دارفور فهو ليس احتلالا للسودان، ولدينا قوات دولية بالجنوب وتكمن مشكلة دخولها في دارفور إلى البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة، ولا بد من النقاش حول هذه النقطة لإزالة المخاوف والشكوك".
وهناك مخاوف من أن يتبنى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة البند السابع من ميثاقه والذي يعطي صفة الإلزامية لقراراته، وهو ما يعني تحول القوات الدولية التي دعا المجلس لنشرها بدارفور من خلال قراره رقم 1706 من قوات "حفظ السلام" إلى "فرض السلام".
وتحتاج قوات حفظ السلام إلى أن تستأذن الدولة، أما فرض السلام فلا يحتاج إلى أن تستأذن، ويمكن أن تدخل عنوة وهو ما يهدد بالاصطدام بالدولة.
وكان الرئيس السوداني عمر البشير قد وصف في وقت سابق الدعوات لنشر قوات دولية بدارفور بأنها "مؤامرة صهيونية تهدف لتقسيم السودان ووضعه تحت وصاية الأمم المتحدة للاستيلاء على ثرواته وخصوصا النفط".
وفي موقف مغاير لموقف البشير قال ميني أركوا ميناوي زعيم حركة تحرير السودان -المتمردة سابقا في دارفور والتي وقعت اتفاق أبوجا مع الخرطوم- وهو الآن مساعد لرئيس الجمهورية: إنه ليس راضيا عما تقوم به قوات الاتحاد الإفريقي، وإنه يقبل بنشر قوات تابعة للأمم المتحدة بالإقليم.
ويواجه السودان ضغوطا دولية مكثفة للسماح بنشر قوة من أكثر من 20 ألف جندي من الأمم المتحدة بدارفور؛ لتحل محل 7 آلاف جندي من قوات الاتحاد الإفريقي ذات التمويل الضعيف والتي تتولى مراقبة وقف هش لإطلاق النار. ومدد الاتحاد الإفريقي التفويض الممنوح لقواته بدارفور حتى نهاية العام بعد أن كان من المقرر أن ينتهي بنهاية الشهر الجاري.
غياب الدعم الدولي
وعن الوضع بجنوب السودان بعد توقيع اتفاق السلام قال "أوكليو": "حكومة الجنوب، برغم أننا غير مشاركين بها، تواجه مشاكل كثيرة على الأرض ولم يأت لها أي دعم دولي حتى الآن. أما الأموال التي أتت لهم من الحكومة المركزية في السودان وهو نصيب الجنوب من البترول فتذهب في دفع مرتبات الفصائل المسلحة وهم كثر".
وأفاد أن هناك محاولات مستمرة لحل النزاعات بين القبائل الجنوبية واستيعاب الفصائل المسلحة المختلفة حتى ينضموا لجيش الحركة الشعبية، مشيرا إلى أن الخلافات الموجودة داخل الحركة الشعبية مثلها مثل أي حزب سوداني به انشقاقات ومشاكل، معربا عن أمله في تجاوز تلك المشاكل الداخلية.
وأضاف: "قرار الجنوبيين للوحدة أو الانفصال ضمن اتفاقية السلام (نيفاشا) يعتمد على معالجة المشاكل وتحسين أوضاع الجنوبيين حتى تكون الوحدة جاذبة.. وقتها سيصوت الجنوبيون للوحدة وما عدا ذلك لا يمكننا الضغط على الجنوبيين، وما زال الوقت مبكرا للحكم على تحسين الأوضاع، فما زال أمامنا 5 سنوات تقريبا على الاستفتاء في عام 2011 ربما يتغير فيها الكثير".
العلاقات مع مصر
من جهة أخرى، أشار أوكليو إلى أن هناك اتجاها بالجنوب لتحسين العلاقات مع مصر بعد حادث ضاحية المهندسين بالقاهرة والذي راح ضحيته حوالي 29 جنوبيا.
وفي هذا السياق قال: "كنت قريبا بمدينة جوبا وجاء وفد من حكومة الجنوب من زيارة لمصر، وأثنوا على الاستقبال والحفاوة التي وجدوها هناك واتفقوا مع المصريين على إعادة المنح التعليمية للجنوب، وعلى تقوية البث، وعلى إقامة محطات للكهرباء، وهذا التعاون من مصر يعيد علاقتنا معها لشكلها الطبيعي".
وكانت قوات الشرطة المصرية قد اقتحمت في ديسمبر الماضي حديقة بميدان مصطفى محمود بحي المهندسين بمنطقة القاهرة الكبرى يعتصم بها لاجئون سودانيون منذ سبتمبر 2005 بالقرب من مكاتب وكالة الأمم المتحدة المعنية بشئون اللاجئين للمطالبة بترحيلهم إلى عدد من الدول الأوربية؛ احتجاجا على تردي أوضاعهم في مصر. وأسفر الحادث عن مصرع نحو 25 وإصابة العشرات.
|
|
 
|
|
|
|
Frankly
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست