فتنة السلطة والجاه ......الهمز واللمز بين الاخوان !1

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 05:58 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-19-2006, 05:49 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
فتنة السلطة والجاه ......الهمز واللمز بين الاخوان !1

    نماذج من مسرح العبث‮!
    ** الطيب مصطفي‬
    زفرات حري
    الانتباهة 19/9/2006
    من يقصد الطيب مصطفى بالعقارب والثعابين يا ترى ؟
    اقراوا لتعرفوا الى اين وصل الصراع داخل اهل الحكم




    ض لعدوها وجلادها بالرغم من علمها ان اريتريا‮ - ‬الدويلة الصغيرة‮ - ‬لها مصلحة استراتيجية كبرى في‮ ‬تأمين حدودها من خلال كسب القبائل المتداخلة معها والموجودة في‮ ‬كل من السودان واريتريا‮ .. ‬لكن ماذا نقول‮ ‬غير ان الهوان بلغ‮ ‬بنا درجة ان‮ ‬يتلاعب بنا‮ (‬ويتشيطن علينا ويتشوطر‮ ‬رجلٌ‮ ‬ودولة اصغر عمرا وتجربة من اي‮ ‬من ولاتنا وولاياتنا؟‮!‬ ثم إن افورقي‮ ‬الذي‮ ‬يتلاعب بنا ونتودد اليه ونسعى بين رجليه هو العدو الاكبر لحليفتنا اثيوبيا التي‮ ‬يربطنا بها تحالف‮ ‬ينبغي‮ ‬ان‮ ‬يكون استراتيجياً‮ ‬ذلك ان شريان الحياة لنا وللشقيقة مصر‮ (‬النيل الازرق‮ ‬ينبع من ارضها هذا فضلاً‮ ‬عن المصالح الاقتصادية الكبرى التي‮ ‬يمكن ان‮ ‬يتهددها منح رجل مثل افورقي‮ ‬دوراً‮ ‬في‮ ‬صنع مستقبل السودان‮!‬ سيدي‮ ‬الرئيس‮.. ‬أما آن الأوان لان ترتب بيتك من الداخل وتخرج منه العقارب السامة قبل ان تقضي‮ ‬على الجميع؟‮!‬

    كم سعدت ان‮ ‬يتولى السفير عبد المحمود عبد الحليم سفارة السودان في‮ ‬الامم المتحدة بنيويورك فهو رجل‮ ‬يعبر عن عزة وكبرياء السودان وأهله‮.‬ في‮ ‬عام‮ ‬1992م‮- ‬حين كنت في‮ ‬سونا حضرت والاخ‮/ ‬امين حسن عمر مؤتمراً‮ ‬للجمعية العامة‮ ‬لوكالة الانباء الافريقية‮ (‬بانا‮ ‬انعقد في‮ ‬اديس ابابا‮ - ‬مقر منظمة الوحدة الافريقية‮ - ‬وتضمن جدول الاعمال إعادة تشكيل مكاتب بانا في‮ ‬افريقيا بما في‮ ‬ذلك نقل مكتب شرق افريقيا من الخرطوم إلى بلد اخر وكانت مهمتنا ان نُبقي‮ ‬على المكتب في‮ ‬الخرطوم ورأيت في‮ ‬ذلك الاجتماع كيف قاتل البلدوزر‮- ‬وهو لقب السفير عبد المحمود‮ - ‬الذي‮ ‬كان حينها‮ ‬يعمل دبلوماسياً‮ ‬في‮ ‬سفارة السودان باديس ابابا وكيف جادل واستخدم مختلف الاساليب بما في‮ ‬ذلك الشدة أحياناً‮ ‬مع بعض الدول ولولا الرجل لما احتفظ السودان بالمكتب في‮ ‬الخرطوم‮.‬ بقدر سعادتي‮ ‬بتعيين البلدوزر كانت دهشتي‮ ‬اشد في‮ ‬هذا الزمان العجيب حين عين في‮ ‬بيت الشيطان الاكبر‮ (‬واشنطن‮ ‬رجل من الحركة الشعبية لا ليمثل حكومة السودان وانما ليمثل الحركة الشعبية بل ليكون حرباً‮ ‬على حكومة السودان وهو حال من‮ ‬ينفق امواله ليحقق هدفاً‮ ‬معينا فإذا بماله‮ ‬يكون عليه حسره ثم‮ ‬يُغلب ويتحقق عكس المطلوب والمبتغى‮ (‬فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم‮ ‬يُغلبون‮.‬ في‮ ‬جوبا حيث انعقد المكتب السياسي‮ ‬للحركة الشعبية قبل‮ ‬يومين صبت الحركة جام‮ ‬غضبها على وزير الخارجية د‮. ‬لام اكول لانه لا‮ ‬يحقق من خلال موقعه اهداف الحركة المناقضة تماماً‮ ‬لاهداف حكومة السودان فقال الرجل مدافعاً‮ ‬عن نفسه في‮ ‬موقف اخلاقي‮ ‬عُرف به إنه‮ ‬يعمل كوزير لخارجية السودان وليس كوزير لخارجية حكومة جنوب السودان وبالطبع فإن الحركة تريد من الرجل من خلال موقعه ان‮ ‬يتبنى مواقفها في‮ ‬كل شأنٍ‮ ‬بما في‮ ‬ذلك قضية القوات الدولية التي‮ ‬تؤازرها الحركة الشعبية‮ ‬وليس موقف حكومة السودان الرافض لدخول تلك القوات فالحركة توجه وزراءها ومسؤوليها جميعا بان‮ ‬يحققوا من داخل مواقعهم اهداف الحركة المتناقضة في‮ ‬الغالب مع أهداف حكومة السودان ولذلك فقد‮ ‬يدفع الرجل ثمن موقفه الاخلاقي‮ ‬في‮ ‬حكومة التشاكس‮ »‬الوطني‮« ‬التي‮ ‬لا تجيد في‮ ‬الدنيا اكثر من شن الحرب على نفسها‮.. ‬والله والله إني‮ ‬لم اسمع ولن اسمح بوضع في‮ ‬العالم بل في‮ ‬التاريخ شبيه بالذي‮ ‬اراه في‮ ‬بلادنا هذه‮ !‬ النائب الاول سلفاكير وارملة جون قرنق‮ »‬ريبيكا‮« ‬يذهبان الى امريكا في‮ ‬مهمة رسمية ويقابلان بوش وغيره من المسؤولين الامريكان ويرفضان اصطحاب سفارة السودان‮ - ‬وليس سفارة الجنوب‮- ‬وعندما‮ ‬يُعرف السبب‮ ‬يبطل العجب ذلك ان المسؤولين السودانيين أو بالاحرى الجنوبيين لم‮ ‬يذهبا اصلاً‮ ‬في‮ ‬معية عدو السودان الشمالي‮ ‬الاكبر باقان اموم الا ليشتكيا الحكومة السودانية للرئيس الامريكي‮ ‬ولذلك رأت حكومتنا السنية أن تختصر لهما الطريق‮ ‬وتعين لهما سفيراً‮ ‬تعترف به الحركة الشعبية حتى‮ ‬يمثل حكومة الجنوب خير تمثيل وبدلاً‮ ‬من ان‮ ‬يتكبد المسؤولون الجنوبيون المشاركون في‮ ‬حكومة السودان عناء الحج الى واشنطون مرة تلو اخرى ليشتكوا حكومتهم لماذا لا‮ ‬يعين سفير في‮ ‬واشنطن ليتولى مهمة التذمر والشكوى والكيد للحكومة الذي‮ ‬عينته سفيرا في‮ ‬واشنطون حيث تحاك كل مصائب السودان وتخرج كل المؤامرات على الشمال وهويته بل ووجوده‮!‬ العجب العجاب لا‮ ‬يقتصر على هذا العبث وانما‮ ‬يتعداه الى ان تشترط ا لحركة الا‮ ‬يتم اختيار الرجل الثاني‮ ‬في‮ ‬السفارة الا برضاها حتى‮ ‬يكون السفير ونائبه متفقين وليسا متناقضين ولكن ليس مهما ان‮ ‬يتنقاضا مع موقف حكومتهما في‮ ‬الخرطوم‮ ‬التي‮ ‬تعيش التشاكس داخل القصر الجمهوري‮ ‬ومجلس الوزراء والبرلمان وكل مكان‮!‬ لقد سمعنا كثيراً‮ ‬عن مسرح العبث لكننا لم نجد ولن نجد تعبيرا عن اكبر تطوير نوعي‮ ‬في‮ ‬منهج عمل ذلك المسرح مما‮ ‬يجري‮ ‬في‮ ‬السودان‮!‬ الحكومة السودانية اتهمت اريتريا وتشاد قبل‮ ‬يومين بدعم عبد الواحد محمد نور وخليل ابراهيم في‮ ‬دارفور‮.. ‬تخيلو ان‮ ‬يحدث ذلك بالرغم من ان ذات الحكومة السودانية هي‮ ‬التي‮ ‬كلفت ولا تزال اريتريا بدور الوسيط في‮ ‬مفاوضات شرق السودان فهل رايتم في‮ ‬التاريخ مثالاً‮ ‬اروع من هذا وابلغ‮ ‬في‮ ‬وصف من‮ ‬يقوم بدور الخصم والحكم في‮ ‬ذات الوقت؟‮!‬ حكومتنا العجيبة كانت تعلم بانه لم‮ ‬يكد لها احدٌ‮ ‬منذ تكوينها في‮ ‬عام‮ ‬1989م كما كاد لها الرئيس الاريتري‮ ‬اسياس افورقي‮ ‬وأن الرجل لم‮ ‬يصدق ولو مرة واحدة طوال فترة تعامله مع الحكومة بل كان‮ ‬يخدعها ويُخادعها على الدوام كما ان الامم المتحدة‮ - ‬عدو السودان الان‮- ‬شهدت بان اريتريا وتشاد تدعمان التمرد في‮ ‬دارفور ولكن ذلك كله لم‮ ‬يمنع الحكومة من ان تسلم سيف التفا


                  

09-20-2006, 00:27 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ......الهمز واللمز بين الاخوان !1 (Re: الكيك)




    محمد الحسن أحمد يكتب: من يحكم السودان.. هل صفى البشير نفوذ رموز الإسلاميين!
    By
    Sep 18, 2006, 19:38




    "الشرق الأوسط"

    الأوضاع السياسية السائدة في السودان هذه الأيام تبدو مهزوزة إلى أبعد الحدود، ولذلك تتوالى التساؤلات عن كيف يحكم السودان؟ ومن هو الحاكم الفعلي للبلاد؟ وتتكاثر الروايات، لكن ارجحها ان البشير هو الحاكم المنفرد بحكم السودان في هذه المرحلة، وان الحركة الاسلامية توارى ما تبقى فيها من ظل في كنف السلطة، ولم يعد هنالك من الاسلاميين من يحرك ساكنا الا باذن من الرئيس بعد ان كان الرئيس يملك ولا يحكم!

    والأسباب كثيرة وغالبها معروف بسبب الانقسام الذي اطاح بالدكتور الترابي من السلطة فأصاب الحركة الوهن والرهق من قسوة الطعنات التي كالها كل فريق للآخر. وكان للتركيز الشديد من جانب جماعة الترابي في الهجوم على نائب الرئيس علي عثمان القدح المعلى في اضعاف نفوذه حيث كان يلقب برجل النظام القوي!

    المهم كان ولم يزل الصراع المحتد بين جناحي الحركة حصيلته اضعافها مع التمكين للبشير ورفاقه من المعسكر حتى غدت الحركة الاسلامية خارج السلطة السياسية، واضحى البشير الذي كان يأتمر بأمرها هو الآمر الناهي الى درجة لم يعد هناك من بين رموز الحركة الموالين للحكم من يستطيع ان يراجعه، ناهيك من ان يخالفه. والانكى من ذلك لا يوجد بين كبارهم من يستطيع ان ينقل اليه رسالة قد يستشف منها نقداً قد يغضب الرئيس كما سيرد لاحقاً في خاتمة هذا المقال!

    والمشكلة الكبرى في حكم السودان هي ليس في تجاوز الرئيس لواجهات حركة الاسلام السياسي فحسب، وانما في تفرده باتخاذ القرارات في امهات الأمور دون الرجوع الى الشركاء الاخرين في الحكم وابرزهم الحركة الشعبية لجنوب السودان وما انضم لاحقاً من حركات دارفور.

    ولعل ابرز مثال يمكن الاستدلال به هو مسألة رفض قدوم القوات الدولية لدارفور. في المبتدأ كان قراراً عفوياً جاهر به الرئيس، ربما لاسباب بعيدة كل البعد عن الموضوع. ولكن للأسف اصبح كل ما يقوله الرئيس من تصريحات أو في لقاءات جماهيرية امراً واجب النفاذ ولا رجعة فيه. ثم لا حقاً يجاز عبر القنوات الرسمية وبالاجماع السكوتي من الاسلاميين!.

    ومبتدأ قصة القوات الدولية لدارفور، كما يلي: كانت الحركات المسلحة الدرافورية التي تفاوض الحكومة في عاصمة نيجريا الاقتصادية ابوجا قد طالبت باستبدال رئيس وفد التفاوض الحكومي د. مجذوب الخليفة، ثم نادت بأن يشرف على المفاوضات نائب الرئيس علي عثمان بحسبانه الذي كان له الفضل في انجاح مفاوضات الجنوب لما له من خبرة وسيط طيب. وازاء هذه المطالبات ورجاءات من جهات خارجية، اذن الرئيس البشير لنائبه بعقد لقاءات مع قادة الحركات في ليبيا اسفرت عن بدايات انفراج في الموقف التفاوضي المتأزم مع تصريحات من قادة الحركات تكيل الثناء لنائب الرئيس وتشيد باللقاء!

    ومن ليبيا توجه نائب البشير الى بروكسل حيث عقد لقاءات مع المانحين والمسهلين لمفاوضات دارفور الذين أجمعوا على الدفع بقوة لانجاح الجولة القادمة من مفاوضات ابوجا.. ساعتها.

    اطلق نائب الرئيس تصريحا مفاده ان السودان سينظر في أمر قدوم قوات دولية حالما يتم التوصل الى اتفاق سلام دارفور في الجولة القادمة.

    وفي ذات اليوم الذي عاد فيه النائب الى الخرطوم محفوفا بتصريحات قادة الحركات المسلحة المادحة له ووعود المانحين والمسهلين الاوروبيين، اطلق الرئيس البشير تصريحات ناقدة ورافضة لمجرد الوعد بدراسة امر القوات الدولية وفيها مساس بنائبه حاول استدراكه مساعده د. نافع باتصاله بالصحف للتخفيف من لهجة التصريح بمنع نشر ما يمس النائب من نقد!

    ولما سافر النائب الى ابوجا لاستكمال المفاوضات لم يعهد له برئاسة الوفد وتوالت التكهنات حول مصادر الازمة بين الرئيس ونائبه وتجلت اكثر في التصعيد فمن القوات الدولية بعد انجاز الاتفاق!

    تلك هي بداية قصة القوات الدولية. هل السبب هو وعد النائب بمجرد دراسة امرها دون استشارة الرئيس؟ وهل مجرد الوعد يمكن ان يتمدد الى هذا السقف الذي وصل الى حد المواجهة مع المجتمع الدولي؟ أم ترى هناك أسباب غير منظورة؟!

    مجالس أنس الخرطوم المشغولة دوما بالسياسة وكواليسها تقول الكثير وترجح ان الشهرة والمكانة التي اكتسبها علي عثمان من اتفاق سلام الجنوب وفرت له سمعة كبيرة عالمية بأنه الاقدر على حلحلة مشاكل دارفور وما الى ذلك من مشاكل، وان الرئيس تلقى ثناء واعجابا بنائبه من الولايات المتحدة تحديدا، وان كل ذلك اسهم مع نميمة آخرين في الخشية من النائب من جهة والرغبة في اظهار ان للسلطة مركزاً واحداً هو الرئيس ولتأكيد كل ذلك تم ابعاد النائب من حل الملفات العامة بل وحيل بينه وبين لقاءات مع شخصيات عالمية هامة زارت السودان والحت في لقائه! وان كل ذلك اسهم في تصعيد المواقف مع الولايات المتحدة والمنظمة الدولية!

    واذا اخذنا في الاعتبار ان النائب هو رمز الحركة الاسلامية المنسوب لها الحكم فيمكن ادراك اين اصبحت الآن خاصة ان هذه المجموعة لم تعد متماسكة، بل تتصارع في ما بينها ولا تجد حماية الا في الرئيس، وبعضها يغلب الحرص على موقعه عوضا عن موقفه المبدئي!

    والمشكلة الان ان الاقصاء لم يعد وقفا على ما تبقى من حركة الاسلام السياسي من الحكم وانما في تفرد الرئيس بالسلطة فقد قيل انه سأل نائبه علي عثمان، ان كان قد قال: ان رفض القوات الدولية كلام عساكر في احدى جلساته الخاصة؟ ولما اجابه بادبه الجم بما لا ينفي الواقعة كان رد الرئيس: لعلمك منذ الآن لا كلام الا كلام عساكر!
    --------------------------------------------------------------
    وفي تلك المقولة ما يؤكد عسكرة النظام ولكن هذه المرة بدون جماعات الاسلام السياسي ولا ينبغي ان يغيب عن البال ان الجنرال عبد الرحيم حسين الذي كان وزيراً للداخلية واستقال بسبب سقوط بناية جديدة شابتها ملابسات ادت الى استقالته، ان الرئيس كان قد صرح بعيد الاستقالة انها مجرد استراحة محارب الآن وقد رقي الى رتبة الفريق وتولى وزارة الدفاع بينما الجنرال الذي كان يتولاها وهو بكري حسن صالح تولى منصب وزير رئاسة الجمهورية!

    وقبل ان نختم هذا المقال نستأذن القراء في نقل فقرات من مقال لكاتب متميز في صحيفة الصحافة السودانية في الرابع من هذا الشهر تحدث فيه عن لوحة قديمة ولوحة الآن· يقول الاستاذ الحاج وراق: إنه في اوائل عام 1999 جادل الدكتور غازي صلاح الدين الذي كان وزيراً للاعلام في امر ازمتهم مع الترابي حول تركز السلطات في يدي الترابي وانهم الآن يركزونها في يد البشير، فان هذا ليس بديلا ولن يحل ازمة القيادة وانما سيحيل الانقاذ في النهاية الى مايو2 وبذلك فان الاسلاميين يكررون ذات تجربة اليسار مع نميري: فكان رد د· غازي البشير يختلف عن نميري فهو في نفس التنظيم ثم انه «ود بلد» ولذا لن يغدر باخوانه!

    اما لوحة الآن فجاء نصها في المقال كما يلي:

    حكى لي احد ابناء الشمالية انه حين تفجرت ازمة تعويضات سد مروي حضر الى الخرطوم وفد من اهالي المنطقة يحملون مذكرة لرئيس الجمهورية، وكانت غالبية الوفد من عضوية المؤتمر الوطني «الحاكم» ولكن من المتعاطفين مع مطالب اهالي المنطقة فقابلوا أحد القيادات السياسية الرفيعة في المؤتمر الوطني، وطالبوه بتسليم المذكرة الى الرئيس ولدهشتهم رفض القيادي ايصال المذكرة لان ذلك حسب قوله قد يغضب منه الرئيس البشير!!

    «والخلاصة واضحة ولا تحتاج الى كثير شرح، فالمناخ السائد حاليا في اعلى القيادات مناخ طأطأة للرؤوس» ثم يقول: لذا حين يسود مناخ من الارهاب والتخويف فان المناقشات تتحول الى محض طقوس للتزلف والمنافقة، وبدلا من المحاسبة تتكرس علاقات الاسترلام، حيث يحمي كل مسؤول منصبه بالقربى الشخصية بدلا من الانجاز العام وبالنتيجة فان العقول اللازمة لدعم القرار السياسي اما ان تبحث عن «التوائم» بالتغريد مع السرب أو تصمت.


                  

09-24-2006, 02:12 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ......الهمز واللمز بين الاخوان !1 (Re: الكيك)

    الصحافة 22/9/2006

    المحبوب عبدالسلام في منبر «الصحافة» (1)
    تجربة الإسلاميين في السودان بين الاتحاد السوفيتي والعراق
    اعدها للنشر: قرشي عوض
    عاد الى أرض الوطن أكثر الاسلاميين صراحة ووضوحاً. وهذه صفة قبلها المحبوب عبدالسلام في منبر »الصحافة« نهار الاحد الماضي وارجعها الى أنه كان الأعلم ببواطن الامور. الشئ الذي دفعه أن يرد على الزيف بمرارة ، فالرجل لعب دوراً اعلامياً مهماً في الصراع الذي ضرب صفوف الحركة الاسلامية وانحاز هو فيه الى جانب شيخه. في هذا الحوار مع الصحفيين بالصحيفة تناول الرجل التجربة في مجملها بكثير من الشفافية والوضوح الذي وصل الى درجة الاعتراف بأن الوصول الى السلطة عبر الانقلاب لم يكن الخيار الأفضل وقتها رغم المبررات التي يسوقها البعض تبريراً لذلك.
    ابتدر المحبوب حديثه: لقد ظللت أصول في الصحافة السودانية وهذه الصحيفة خصوصاً خلال الاتصالات المستمرة كلما استجدت احداث تستدعى التعرف على مواقف القوى السياسية، كما إن هذه الصلة مع هذه الصحيفة جاءت نتيجة لتغطيتها لاخبار المعارضة في الخارج حتى قبل أن تنضم أطياف منها للحكومة. كما أود أن اشير في هذه المقدمة الى ضرورة الحوار عموماً، وقد صرحت لبعض الصحف اني خرجت في ظرف خاص وكان ظرفاً عصيباً وقتها وعقب الاعتقالات وسط صفوف المؤتمر الشعبي في عام 2000م، لكنني عدت فوجدت ظروف الوطن أصعب بكثير عن الظرف الشخصي والحزبي الذي خرجت فيه.
    فالانسان في ساحة الخارج يستطيع أن يرى الاجندة الخارجية افضل وتتاح له فرصة الاتصال بالذين يصنعون هذه الأجندة. وقد قضيت الأشهر الثلاثة الماضية في تجوال. وقد كنت إبان زيارة الفريق سلفاكير ومني اركوي مناوي في واشنطن وكان متوقعا حضور آخرين، مثل السيد الصادق المهدي ورغم إن الحياة السياسية في امريكا معطلة نسبة للعطلة لكن كان الملف السوداني ساخناً جداً. وبعد ذلك جئت الى بريطانيا واتصل هذا الاهتمام وقد حضرنا سمنارات عن التعليم في السودان وكذلك الايدز ، لكن كانت واضحة جداً الاجندة التي تحيط بالسودان، ويتطور الأمر الأن كما ترون ليصبح مواجهة مع المجتمع الدولي وتتعقد أزمة دارفور التي كانت أمامها آفاق حلول وتبدو الساحة السياسية متشرذمة أكثر مع أن كل الظروف تستدعي أن يبحث الناس عن ارضية مشتركة. ولذلك هذه الضرورة مدعاة للحوار، وصحيح أنه في عهد المواجهة بيننا وبين النظام كانت تصريحاتنا مصوبة الى هذا الشأن. وكلكم تعلمون انها كانت عنيفة وكثير من الذين كتبوا عن زيارتي هذه للسودان كانوا يرون انه ينبغي أن يتغير خطاب المواجهة والمعارضة الضيق بين حزبين كانا حزباً واحداً الى مسألة تتصل بهم الوطن العام. هذا هو الرأى الذي لمسته وهو الرأي الذي أجده اقرب الى نفسي. وانتم أهل الرصد والمتابعة ويهمني جداً بعد هذا الغياب الطويل أن اسمع رأيكم وتعليقاتكم واتعلم منها واستفيد أكثر كما يمكن أن تتعلموا وتستفيدوا من ارائي المعروفة لديكم نسبة لأن الحوار بيننا موصول واكتفي بهذا القدر واشكركم على الدعوة وشكراً جزيلاً.
    ü من المحرر:
    شهد المنبر عدداً من المداخلات من قبل الصحفيين وفي رده على الاسئلة قال الاستاذ المحبوب عبدالسلام:
    الحقيقة في مرات عديدة تكون اقرب الى الخيال وكما قيل ان واقعنا اليوم اعقد من مسرحيات شكسبير والتي حينما تقرأها. تتوصل الى انه لا توجد عقد أكثر من ذلك لكن الواقع دائماً يطرح سؤال شكسبير وهو نكون أو لا نكون. وهذا السؤال يطرح على مستوى السياسة محلياً ودولياً وفي مرات يطرح على مستوى الفرد العادي. وفيما يتعلق بالخلاف في صفوف الاسلاميين والذي يرى البعض انه عبارة عن مسرحية فإنه حقيقة.
    وهذا الخلاف رغم مراراته وما ترتب عليه من خسارة للمشروع نفسه، لكنه جعلنا نعيد النظر في التجارب التي تشبه تجربتنا وطبعاً هنالك تجربة مماثلة قريبة وهى تجربة الحزب الشيوعي مع مايو. لكن كانت لدينا قناعة بأننا لا نشبه الشيوعيين في ذلك.
    وان العسكريين الذين تحالف معهم الشيوعيون مختلفين عن العسكريين الذين تحالفنا معهم ، وكانت هذه القناعة التي يمكن أن تكون وهما قد ظلت مسيطرة علينا. وانا ظلت لدى قناعة بأن الشخص الذي تربى في المؤسسة العسكرية لا يمكن أن يكون مثلنا نحن الذين نشأنا داخل الحركة الاسلامية ، وهذه القناعة قد عبر عنها الرئيس البشير. حيث ذكر أنه انتظم في الحركة بعد أن اصبح رائداً في القوات المسلحة ، والذي يصبح رائداً في القوات المسلحة لا يمكن أن يصبح أخاً مسلماً. وهذه قناعة علمية ، لكن كما قلت ان الوقائع جعلتنا نعود للتجارب المشابهة. فمثلاً أنا ما كنت أعلم أن »لينين« الذي عاش قليلاً جداً بعد انتصار الثورة في اكتوبر سنة 1917م وهو كان منظرا من الطراز الأول وكان معروف عنه انه كان يدخل المكتبة في الصباح ولا يخرج منها الا في الليل. وقالت صاحبة المكتبة في زيورخ انه عندما غاب ذلك الرجل الذي يجلس هنا انه قام بثورة . ومع ذلك حُرم من أن يقدم مساهماته النظرية لاعتلال صحته فقضى السنوات الاخيرة معتقلاً من قبل ستالين وهو جورجي وليس روسيا وتحمسه للقومية الروسية كان أمرا غريبا جداً عكس لينين الذي كان روسياً ويهودياً من ناحية أمه ، وكان يعجب بتجارب اليهود في شمال روسيا. و»لينين« التمس التماساً أن يقدم ورقة في المؤتمر الثاني والعشرين في الاصلاح ولم تقدم. وحينما مات أصدر ستالين القرار بتحنيطه وتحويل ضريحه الى متحف واطلق اسمه على الساحات. ونحن لم نستطع أن نمضي بخلافاتنا الى تمثيلية مثل هذه .
    والذي يجعل الأمر اقرب للخيال كذلك ان الحركة الاسلامية السودانية دبرت أمورا كثيرة مثل الانقلاب دون أن يخرج سرها من صفها. فلذلك بدأ الصف متسقا وقوىا جداً. وعلى المستوى الاجتماعي كان يبدو أنه تنظيم متصل يتزاوج فيه الناس من غرب السودان الى شماله ، وبدأ كأسرة كبيرة واحدة بحجم الوطن وهذا صحيح الى حد ما وكل مجموعة جمعتها ظروف عمل كانت العلاقات بينها على مستوى الأسر ولم ينقطع الاتصال ابداً. فمثلاً أنا اعرف عادل الباز منذ أن جاء الى جامعة الخرطوم حتى هذه اللحظة وقس على ذلك وبالتالي كانت العلاقة ملتحمة وقوية ولذلك كونها تتباين الى هذا الحد فهذا كان امراً غريباً.
    التجربة الاخرى التي قرأتها هي تجربة حزب البعث، وايضاً ما كنت اعلم ان ميشيل عفلق غادر سوريا والعراق وذهب الى البرازيل وجلس في منزل لعدة سنوات وهو وسبعة من أبنائه وهو مؤسس الفكرة كلها وليس الحركة فقط. وعندما عاد حدث جدل كثير في عودته من قبل عناصر النظام العراقي. وعندما قالوا له تحدث في أي شيء إلا في السياسة الى ان قضى. فالانشقاقات داخل الاحزاب العقائدية بين الفئات التي تختلف بحكم تكوين العنصر خاصة اذا كانوا عسكريين ومدنيين وفق التربية التي جاءت من الفكر الغربي. حيث ان العسكري لم ينشأ على الفكر العربي ولا فكرة الفتوحات الاسلامية او فكرة الجهاد. فالتباينات الجوهرية موجودة.
    أمر آخر هو ان كثيرا من الصراعات كانت مكتومة في الداخل.
    أما السؤال لماذا انا اكثر الناس صراحة فيما اكتب؟ فهذا يرجع الي ان انني على علم بالتفاصيل ولذلك انا شاهد على التزييف الذي قام به الطرف الآخر الذي كان يبحث عن حجج ، والتزييف الذي يعلم الحقيقة مرير وهو مدعاة لتبين الحقيقة وليس رد الفعل وقد يكون ذلك بكلمات »مرة«. لكن نظل في اطار هذا السؤال ، فمثلاً في العام 1995 طرح موضوع الحريات العامة والتوالي السياسي وكان واضحاً داخل المجموعة الصغيرة التي كانت تدير البلاد ان الدكتور حسن الترابي بدأ يطرح لها اهمية ان تحكم البلاد بدستور ، ولابد من بسط الحريات في هذا الدستور. وفي التدرج نحو هذا الدستور لابد ان تحدث اشياء كثيرة جداً. وهنالك خلاف بدأ منذ حل مجلس قيادة الثورة ، ففي عام 1993 عندما دعا الترابي لحل مجلس قيادة الثورة بدأ الامر غريباً خاصة عند العسكريين وقالوا للاسلاميين انه بالرغم من استلام عناصركم لمواقع بعد ان لبسوا الزي العسكري لكن لماذا لم تظهروا بانفسكم؟ لانكم لا تجدون قبولا عند الجماهير. والقبول تجده العناصر المحايدة التي ترتدي الزي العسكري وكان هذا القبول مستمرا حتى العام 1993 لكن شيخ هذه الحركة فقيه دستوري ويعلم ان حتى عبد الناصر قد تخلى عن زيه العسكري منذ وقت طويل لأنه يعلم ان هناك تدرجا دستوريا سيحدث ولا توجد ثورة تستمر. في عام 1995 طرح الترابي موضوع التوالي السياسي أو الحريات العامة وكان رأي كثير من العسكريين وكثير من المدنيين ان الوقت لم يحن بعد. وكانوا يعتقدون ان الاحزاب الموجودة في الخارج لها مرارات واحقاد ، واذا عادت للسودان ستعود بأموال وبسند اجنبي وستعصف بهذا المشروع ، وتم تداول عبارات سودانية مثل »بعد ما لبنت ما تدوها الطير«. أو »خلونا نطلع البترول نأكل فيه خريف خريفين« ، حتى بعد ذلك تأتي حريات الترابي، وما الى ذلك ، وجوهر الموضوع انهم لا يريدون حريات في هذا الوقت. ثم جاء حدث ليس سعيداً للانقاذ »لكنهم« حولوه الى حدث سعيد. وهو احتلال الكرمك وقيسان وهذا مع بداية تكوين الجسم الجديد للحركة الاسلامية والذي كان به 60% من القادمين مثل بدر الدين سليمان وعبد الباسط سبدرات وابو القاسم محمد ابراهيم واسماء اخرى من التجار وشيوخ الطرق الصوفية. كلهم دخلوا معنا في مجلس الشوري الخاص. وفي اليوم الذي كان مقرراً ان يطرح فيه موضوع الحريات في مجلس الشورى كان احتلال الكرمك وقيسان وكان الجو مشحونا ومتوتراً وكان من الصعب الحديث عن الحريات. لكن قناعتنا لم تتغير وتأخر هذا الموضوع الى العام 1998 وكثير من الغضب من قبل الاخوة العسكريين تركز على المؤتمر الوطني. فمثلاً د. غازي صلاح الدين امين المؤتمر الوطني بمثابة سكرتير الحزب الحاكم ، وهذا منصب في الانظمة الشمولية كلها يأتي قبل الرئيس ، وهو في الاتحاد السوفيتي الحاكم الحقيقي وكذلك في التجارب البعثية ، لكن غازي صلاح الدين في قائمة البروتكول رغم 140 ، وكان موجودا في لجان خاصة جداً مثل لجنة المحاسبات والتعيينات العليا ، لكنه ما كان يدعي بل كان يسأل من هو اقرب منه للفكر الشمولي مثل الدكتور مجذوب الخليفة في تعيين فلان أو علان ، في حين ان غازي عضو اللجنة وليس مجذوب. وهذه مجرد اشارة الى تهميش المؤتمر الوطني. فالصراع كان محتدما لكنه تبلور في عام 1998 حول موضوع التوالي. وطبعاً كثير من الذين وقعوا عليها كانوا مع طرح الحريات وكانوا من جماعة الشيخ حسن الترابي وكانوا يعتقدون انه مادام الترابي اصبح الامين العام وخرج التنظيم كله للعلن بما فيه من قادمين وقدامى فينبغي ان يجئ فيه من يمثل التنظيم. وكان رأي الترابي رغم انه لم يعلنه لكنه ما كان يريد ان يشكل حزبا اقوى من الحكومة ، وكان سيكون اقوى منها لو استعان بمجموعة غازي صلاح الدين وامين حسن عمر وسيد الخطيب ، لكن الترابي كان يريد للأمر ان ينزل بالتدريج ، وقد اقترح الترابي قيام وزير للأمن يحاسب امام البرلمان ولم نكن نعتقد ان موضوع الاعتقالات بالكثافة التي تشوه المشروع والذي يفترض فيه انه مشروع بلاغ ورسالة ودعوة.
    ويمضي المحبوب إلى القول:إن مذكرة العشرة تولدت من الخلاف بين التطبيق المتدرج للدستور او نزول الديكتاتورية على سلالم انيقة كما يريد الترابي وما يجعل من الامر يبدو وكأنه يبدو تمثيلية بعض الاطروحات التي قدمها الشيخ، فقد طرح في محاضرة مستقبل التيار الاسلامي لثلاثة عقود قادمات طرح رؤية ان الحركة الاسلامية نفسها ربما تتحول الى اكبر معوق للمشروع الاسلامي. وهذه الرؤية طرحها منذ وقت مبكر. ونحن في اوائل الثمانينات كنا نضيق ذرعا بطرح الاخوان المسلمين ونعتقد ان مجلة مثل مجلة الدعوة تلجأ كثيرا للتاريخ والسجون والآلام وليس لديها طرح جديد وكنا نستغرب من ان ضياء الحق حينما اراد تطبيق الشريعة اول من وقف ضده هم القضاة الشرعيون وهذا ما دفع شيخ حسن ان يقول في محاضرة لطلاب الجامعات ان الحركة التي حملت المشروع لمصالحها يمكن ان تتحول الى طائفة تعوق المشروع. وهذا يحدث في الحركة الاسلامية وفي غيرها من الحركات وكثير من الحركات التي تبدو اليوم حركات تقليدية كانت حركات تجديد وبعث للدين. الترابي اشار الى هذه الافكار التي توصل اليها من خلال قراءته للتاريخ، وقد رجع اليها الناس باعتبار انها تمثيلية مع ان الخلاف حقيقي. وانا دائما انه بغض النظر عن ان الترابي كان يريد ان يكون رئيسا للجمهورية وغيره يريد ان يكون وزير خارجية ان هذه كلها كانت مظاهر الخلاف لكن جوهر الخلاف كان على قضية الحريات العامة وحول قضية اخرى تشكل فرعاً منها وهي قضية اللامركزية والتي تعني بسط سلطات زيادة بمعنى انتخاب الوالي بدلا من تعيينه. ثم موقف آخر اخلاقي يتمثل في العهود التي عقدناها مع الجنوب وتلك التي كتبناها في الدستور. هذه هي الاشياء الجوهرية في الخلاف وما تبقى مجرد مظاهر له ثم ثار حوله كثير من اللغط ساعد على تغبيش الرؤية. لكن ملامين لاننا لم نكتب هذا الامر. ونحن الآن نعمل على ذلك. وهذه اجابة مختصرة على السؤال والذي هو شائك ومعقد لكن استطيع القول إن لدينا خطة قبل الثورة تشير الى اهمية الانتقال للديمقراطية بعد 3 سنوات.
    أما السؤال عن لماذا لم تمكث قيادة المؤتمر الشعبي داخل السودان؟ تقريبا الشعبي هو الحزب الوحيد الذي يحتفظ بكل جسمه داخل السودان والذين خرجوا افراد محدودين وانا حينما حضرت الى بريطانيا كانت تقريبا كل الاحزاب موجودة هناك وكانت هنالك احزاب بأكملها موجودة في الخارج فالحزب الشيوعي مثلا اغلبه كان موجودا بالخارج وكذلك عدد كبير جدا من الاتحاديين وكذلك من حزب الامة في حين هذا لم يحدث للمؤتمر الشعبي. واذا نظرت في سجلات اللجوء للدول الغربية ستجد مئات من الاحزاب الاخرى مقابل عدد محدود جدا من المؤتمر الشعبي. ايضا هنالك هجرة حدثت نتيجة لأزمة دارفور وكانوا اعضاء يوما ما في المؤتمر الشعبي لكن الهجرة في الاول كان فقط علي الحاج وابراهيم السنوسي وانا خرجت قبلهم وعاد السنوسي قبل ان يكمل العام. لكن ظللنا في الخارج لاننا نحتاج الى قبول لان مسألة التراجع عن الحريات في الداخل كانت واردة في اي لحظة لكن استطيع ان اقول ان العودة الطوعية قد بدأت والآن لا يوجد في الخارج غير الدكتور علي الحاج وحسب قرار الحزب يفترض ان يعود وممكن ان يحدث ذلك في اي لحظة مع ان هنالك بعض المواقف النفسية والسياسية من النظام قد تمنعه لكن القرار الحزبي صدر بعودته للوطن. كما اننا كنا نحتاج ان نتمايز عن المؤتمر الموجود برمزية وجود الترابي في السجن والكلام الشرس الذي كنت اقوله. ايضا هنالك احد من الاخوة ذكر انه لا يصدق ان مسألة الموقف من الحريات العامة يشكل قناعة لدى الحركة الاسلامية. لكني اقول له ان القناعات الفكرية دائما يصعب على المرء ان ينافق فيها. واذا قرأت حديث الترابي في برلمان 1968 ستجد موقفه من الحريات العامة وايضا اذا قرأت كتاب الامام ستجد نفس الموقف الواضح من الحرية كما يتضح نفس الموقف في محاضراته طيلة فترة الثمانينات ونحن ننكب جمع كتاب اسميناه الاعمال السياسية الكاملة تشمل كل اعمال الترابي الفكرية السياسية والتي بدأت بعد المصالحة الوطنية الى اليوم. وهذا جهد يجب القيام به لمعرفة مدى صحة موقف الترابي من الحريات.
    الامر الطاريء في تقديري هو الانقلاب وكبت الحريات. يمكن ان التقدير السياسي وكذلك الموقف كان خطأ. وهو ان تمسك السلطة لفترة ثم تبسطها وانا شخصيا اعتقد ذلك لكن معظم الناس كانوا يعتقدون ان الاسلام كان سيعصف بها كما حدث في الجزائر لان الغزو الثقافي الذي حدث كان اكبر من قيمة الديمقراطية.
    اما السؤال عن الشراسة في الكتابة فقد كانت رد فعل من مواقف اتخذها النظام فكانت هنالك تصريحات للرئيس ومساعديه بأن الرؤوس لا بد ان تقطع وكان هذا يستدعي ردا شرسا منا في ذلك الوقت لكن العنف والشراسة في الخطاب السياسي والمهاترة والسباب كلها اشياء غير سليمة مهما يكن موقف الآخر وهو تعود في تقديري الى ان السودانيين لا يحتملون الآخر وكذلك الساحة العربية عامة. لكن قطعا المواجهة في فترة معينة قد تكون الموقف السياسي السليم ولا بد منها.
    أما مقولة أن الحركة الاسلامية حركة امريكية مقولة قديمة جدا. وكان الشعار المعروف في الجامعات بأن الاخوان جهاز فاشستي وهو هتاف يساري مشهور. وكان في ذلك الوقت الاتحاد السوفيتي خارجاً من الحرب الثانية وهو متحالف مع دول الحلفاء ضد المحور كان الناس متأثرين بشعارات مناهضة الفاشية. لكن بمجرد ان ظهرت المعركة بين عبد الناصر والامريكان اصبح تصنيف الاخوان بأنهم صناعة امريكية في الشرق الاوسط وهذه المقولة ظل يكررها القائد القذافي في كثير وغيره من الحكام الذين كانوا يقهرون الاخوان. وطبعا اذا وضعت اي افتراض وبحثت له عن المسوغات والمبررات فانك ستجدها. واذا اردت ان تصف الحركة السودانية الاسلامية بأنها امريكية ستجد اكثر من 150 حصلوا على شهادة دكتوراة من الجامعات الامريكية لكن الموقف من الحركة الاسلامية خصوصا المؤتمر الشعبي من قبل الغرب هو موقف سلبي جدا وهم حينما يتوصلون ان انهيار النظام سيعني وقوع السلطة في يد المؤتمر الشعبي فانهم سيفكرون مائة مرة في دفع النظام الى الانهيار كما هو حادث في دول اخرى مثل مصر والجزائر. والآن بعد 11 سبتمبر ظهرت كثير من المواقف العقائدية التي كان فيما مضى يتم التعبير عنها بصورة مخفية فالصراع الحضاري محتدم بيننا وبينهم وانا ادعو الاخ الذي طرح هذا السؤال ان يقرأ كتباً قديمة لمفكر اسلامي هو مالك بني نبي يتحدث فيها عن الموقف الغربي عن المشروع الاسلامي عامة، لان موضوع الحضارة الغربية مسألة معقدة وهم لا يمكن ان يصنفوا حركات اسلامية تمثل تيار شعبي يحكم بالاسلام ويعتبر الحياة العامة جزء من الدين.
    لكن الشق الآخر من السؤال وارد وهو ان نهاية ما اسميناه بالمشروع الحضاري كانت نهايته اهتزاز في القيم التي قام عليها المجتمع السوداني وهي القيم التي نعول عليها كاحتياطي وحيد ولا نملك غيرها، وكما قال الطيب صالح نحن لسنا بغداد ولا القاهرة او مكة او المدينة حتى نبني حضارة اسلامية لكن نعتقد ان لدينا قيم اسلامية ناتجة عن التلاقح والانفتاح. وكنا نعتقد ان لدينا مكون خاص يمكن ان يقدم شيئا وكنا نسير من احسن الى احسن باتجاه تكوين قومية سودانية في الجيش والمدارس والخدمة المدنية بل ان الطوائف نفسها شكل ارقى من القبيلة ثم ارتفعنا الى ولايات حديثة مؤسسة على افكار وليس على زعيم. وحتى عندما كتب كتاب الرق في السودان من قبل عشاري وبلدو اقيمت حوله ندوة في جامعة غربية وتحدث فيها صلاح احمد ابراهيم موضحا الفرق بين الرق تاريخيا والرق الذي عرفه العالم العربي والاسلامي والرق الذي عرفه السودان. واشار الى موقف نوعي ونحن لا يوجد فرق في الواننا بين الابيض الافريقي نحن بعضنا من البعض رغم حدوث بعض المصائب في تاريخنا وهي قابلة للتجاوز. لكن للأسف ارتدينا الى الجهويات وفي بداية الانقاذ عقد مؤتمر اهل السودان شارك فيه معظم شيوخ القبائل بحضور شيخ حسن ود. عون الشريف قاسم وتوصلوا الى ان اصول السودانيين واحدة رغم التباين. لكن يجب ان لا ننسى ان السودان حديث التكوين والنزعة التقليدية فيه قوية والوطنية هشة والارتداد عنها سهل. وبالتالي فان تقسيم الاحزاب بغرض اضعافها يحدث فوضى. وكانت فكرة مؤتمر النظام الاهلي هي تطوير الظواهر الايجابية في القبيلة حتى لا يحدث انفلات وقد ناقش مؤتمر اهل السودان مسائل مثل انتخاب زعيم القبيلة.
    مثلا اذا قرأت الاستراتيجية القومية الشاملة ستجد استراتيجية الاخلاق وقد بدأنا تطوير قياس التدين وقيلت معايير كثيرة جدا.. وكنا نقدم اوراقا علمية في الاشياء تتباين فيها الاخلاق السودانية والتدين. عموما كان لدينا مشروع متكامل في بلد تجربتها محدودة وكذلك امكانياتها والتجربة وضحت انها متى ما كبتنا العنصر الايجابي فإن العنصر السلبي ينمو وهذا ما حدث وهو ان الانقاذ كانت دولة فكرة وبلاغ وتم تحويلها الى دولة استبداد ويجب علينا ان نكتب كتابا نوضح فيه ماذا خسر الاسلام والسودان بانهيار تجربة المشروع الحضاري.


                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de