ماذا قال البابا فى حديثه عن الاسلام؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-15-2024, 03:20 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-17-2006, 07:28 AM

esam gabralla

تاريخ التسجيل: 05-03-2003
مجموع المشاركات: 6116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ماذا قال البابا فى حديثه عن الاسلام؟

    الاصوات عالية بين المدافع و المهاجم, تظاهرات حرائق و تفجير...
    ماذا قال البابا؟ ماذا عنى به و في اى سياق؟ المعرفة ضرورية قبل الغضب و الاحكام....
    ما قراته مترجم للعربية هى بضع اسطر لا اعتقد انها كافية لتكوين وجهة نظر حول الحديث.
    هنا تجد الحديث بالالمانية و الانقليزية ...
    http://www.benedikt-in-bayern.de/archiv/iMA023/iMA02331120.PDFالمانى

    http://www.benedikt-in-bayern.de/archiv/iMA023/iMA02331520.PDFانقليزى
    يدور ايضا نقاش واسع اتابع بعضه فى سويسرا والمانيا بين مواطنى و مواطنات هذه الدول , مسيحيين/ات من مختلف الكنائس , مسلمين/ات, لا دينيين/ات....
    ارجو ممن يتوفر له الوقت واللغة الجيدة المساعدة فى الترجمة الحديث او الجزء الهام منه.
    نقاش موضوعى حول الحديث و ما تلاه قد يساعد فى تقديم اجابات جيدة و طرح اسئلة جديدة
    سلام
                  

09-17-2006, 11:09 AM

أبوبكر عبد القادر العاقب
<aأبوبكر عبد القادر العاقب
تاريخ التسجيل: 08-03-2006
مجموع المشاركات: 348

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قال البابا فى حديثه عن الاسلام؟ (Re: esam gabralla)


    هذه محاولة لترجمة نص الخطاب بأعلى قدر ممكن من الأمانة والدقة، ويمكن أن يلاحظ القارئ أن أضفت الصلاة على الرسول بين قوسين كما عمدت إلى استخدام كلمة الرب بدلا عن الله، آمل أن أكون قد وفقت ،
    الترجمة لم تكتمل بعد وسوف أدرجها تباعاً


    السيدات والسادة المحترمين،
    من المثير بالنسبة لي الوقوف لإلقاء محاضرة على منصة هذه الجامعة للمرة الثانية. وقد عادت بي الذاكرة إلى تلك السنوات المنصرمة بعد قضائي فترة في جامعة Freisinger Hochschule ثم عملي بالتدريس في جامعة بون. كان ذلك في عام 1959م حيث كان موظفو الجامعة هم الأساتذة فقط دون أن يكون هنالك مساعدو تدريس أو موظفو سكرتارية ولذلك كان هنالك تفاعل أكبر مع الطلاب وعلى وجه الخصوص تفاعل أكبر بين الأساتذة أنفسهم. وكنا نلتقي بعد المحاضرات في أحد مكاتب الأساتذة وكان هنالك حوار ثري بين المهتمين بالتاريخ والفلسفة الفيلولوجيا (فقه اللغة التاريخي) وبالطبع بين كليتي اللاهوت في الجامعة. وقد كان يعقد في كل فصل دراسي (سمستر) لقاء أكاديمي حيث يظهر الأساتذة من جميع الكليات أمام الطلاب ويتحدثون عن خبراتهم الجامعية وعن حقيقة أنه رغم اختلاف تخصصاتنا التي تجعل التعايش بيننا صعبا في بعض الأحيان إلا أننا نشكل مجموعة واحدة نعمل في كل المجالات انطلاقا من منطق واحد بكل نواحيه ونتحمل مجتمعين مسئولة الاستخدام الأمثل لتفكيرنا. وكان أن أصبح هذا الواقع تجربة معاشة. وقد كانت الجامعة تفخر أيضا بكليتي اللاهوت اللتين تضمهما. ومن الواضح أنه بمحاولة دراسة الإيمان عن طريق العقل فإن هاتين الكليتين تساهمان في الجهد العلمي المتكامل الذي تبذله الجامعة حتى لو لم يكن الجميع مشتركين في هذا الاعتقاد الذي يحاول اللاهوتيون ربطه بالعقل والمنطق ككل. ولم يحدث أي إهتزاز في هذا الانسجام حتى عندما قال أحد الزملاء أن هنالك شيء غريب في جامعتنا: أن في جامعتنا كليتان متخصصتان في دراسة ما ليس موجود وهو الرب. وحتى في وجود مثل هذا التشكيك الراديكالي فإنه من الضروري التعامل مع السؤال عن الرب باستخدام العقل والقيام بذلك ضمن سياق الإيمان المسيحي. وقد كان هذا الفهم مقبولا على مستوى الجامعة.
    تذكرت كل ذلك مؤخرا عند قراءتي لطبعة البروفسور تيودور خوري لجزء من الحوار الذي جرى ، ربما في 1391م في المنتجع الشتوي قرب أنقرة، بين الإمبراطور البيزنطي مانويل الثاني وأحد مثقفي الفرس وكان موضوع الحوار هو المسيحية والإسلام ومدى مصداقيتهما. ومن المحتمل أن الإمبراطور هو الذي طلب هذا الحوار بعد السيطرة على القسطنطينية في الفترة 1394-1402م ويوضح ذلك حقيقة أن أقوال الإمبراطور موثقة بوضوح أكثر من أقوال الفارسي. ويتعرض الحوار بصورة واسعة لبنية الإيمان في الإنجيل والقرآن الكريم وصورة الرب والإنسان مع إحالات متكررة بالضرورة إلى "القوانين" الكتب الثلاثة: العهد القديم والعهد الجديد والقرآن. وفي هذه المحاضرة سأناقش نقطة واحدة ، تعتبر في حد ذاتها هامشية في سياق الحوار الأصلي، لكن في سياق الإيمان والمنطق فإنني أجدها هامة ويمكن أن تشكل نقطة إنطلاق لأفكاري عن هذا الموضوع.
    في المناقشة السابعة التي نشرها البروفسور خوري, فإن الإمبراطور تحدث عن الجهاد (الحرب المقدسة). ويبدو أن الإمبراطور كان على علم بالآية "لا إكراه في الدين" وهي آية نزلت في بدايات الدعوة الإسلامية عندما كان الرسول (صلى الله عليه وسلم) مستضعفا ومهددا من قبل أعداء دعوته. لكن الإمبراطور ملم أيضا بالأحكام اللاحقة التي وردت في القرآن في ما يتعلق بالجهاد.
    ودون الخوض في التفاصيل مثل معاملة أهل الكتاب ومعاملة الكفار فإن الإمبراطور يهاجم الشخص الذي يحاوره بسؤال جوهري هو العلاقة بين الدين والعنف بشكل عام بالنص التالي: "أرني ما هو الجديد الذي جاء به محمد (صلى الله عليه وسلم). وسوف تجد تعاليم شريرة ولا إنسانية مثل أمره بنشر الدعوة التي يبشر بها بحد السيف". ويمضي الإمبراطور في محاولة توضيح وجهة نظره القائلة بأن نشر أي دعوة عن طريق العنف أمر غير مبرر وغير عقلاني. ويرى أن العنف أصلا لا يتفق مع طبيعة الرب "إن الرب ليس متعطشا للدماء وعندما نتصرف دون عقلانية فإننا نخالف تعليمات الرب. إن الإيمان ينبع من الروح وليس من الجسد ولذلك فإن من ينهض بمهمة دعوة شخص ما إلى الإيمان يجب أن تتوفر لديه القدرة على مخاطبة العقل دون استخدام العنف أو التهديد. ولإقناع العقل ليست هنالك حاجة إلى يد باطشة أو أسلحة من أي نوع أو أيِ من وسائل التهديد بالقتل".
    إن العبارة الأكثر أهمية في الاقتباس أعلاه هي " وعندما نتصرف دون عقلانية فإننا نخالف تعليمات الرب". ويلاحظ المحرر، تيودور خوري : بالنسبة للإمبراطور البيزنطي الذي تشرب الفلسفة اليونانية فإن هذه العبارة من البديهيات ولكن في التعاليم الإسلامية فإن الرب مقدس تماماً ولا تتقيد مشيئته بأي شيء حتى بتفكيرنا العقلاني. ويقتبس البروفسور خوري من الباحثالفرنسي المهتم بالدراسات الإسلامية أرنالديز الذي يشير إلى أن ابن حزم قال أن الله لا تقيده حتى كلماته وليس هنالك ما يجبره على كشف الحقيقة لنا. فهل هي مشيئة الله أن نعبد الأوثان.
    وفي ما يتعلق بالرب وممارستنا للدين فإننا نواجه معضلة تمثل تحديا مباشرا لنا في هذا العصر.

    للنص بقية....

    (عدل بواسطة أبوبكر عبد القادر العاقب on 09-18-2006, 00:48 AM)

                  

09-17-2006, 11:19 AM

عدلان أحمد عبدالعزيز

تاريخ التسجيل: 02-03-2004
مجموع المشاركات: 2227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قال البابا فى حديثه عن الاسلام؟ (Re: esam gabralla)

    الصديق عصام جبرالله، شكراً لهذا البوست الهام، في محاولة لفهم الموضوع بي رواقة، وشكراً أبوبكر عبد القادر العاقب على الترجمة المهنية الحاذقة والامينة.. بعيدا عن غوغاء "ولا تقربوا الصلاة"!! لكم جم التقدير.

    عدلان.
                  

09-17-2006, 11:46 AM

Adil Isaac
<aAdil Isaac
تاريخ التسجيل: 12-02-2003
مجموع المشاركات: 4105

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قال البابا فى حديثه عن الاسلام؟ (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    Thanks Isam

    It is important to know exactly what was the reasons of the concern of some Islamic countries about the Pop speach.As usual I expected that some cried foul before they actually read the speach!!

    Adil
                  

09-18-2006, 01:16 AM

Dr.Saeed Zakarya Saeed
<aDr.Saeed Zakarya Saeed
تاريخ التسجيل: 12-09-2005
مجموع المشاركات: 1706

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قال البابا فى حديثه عن الاسلام؟ (Re: Adil Isaac)


    شكرا لك علي هذا المجهود الجبار في الترجمة
    والان فقط فهمت
    ما يعنيه البابا

    قد تحدث البابا كلاما سيئا عن الاسلام
    ويبدو انه لا يعلم الكثير عن تاريخ الاسلام
    فقد اخطا الرجل خطا شنيعا علي المسلمين
    ويجب ان يعتزر لجميع المسلمين بانه اشان الي
    ديانتهم
    ويجب الا يتخذ البعض هذا الحديث لشن حرب علي
    المسيحية
    ويمكن للبابا ان يتحاور مع ائمة المسلمين
    ليفهم ويعي جيدا
    ما هو الاسلام
    والسلام
                  

09-18-2006, 01:25 AM

أبوبكر عبد القادر العاقب
<aأبوبكر عبد القادر العاقب
تاريخ التسجيل: 08-03-2006
مجموع المشاركات: 348

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قال البابا فى حديثه عن الاسلام؟ (Re: esam gabralla)

    وفي ما يتعلق بالرب وممارستنا للدين فإننا نواجه معضلة تمثل تحديا مباشرا لنا في هذا العصر. فهل الإيمان بأن التصرف اللاعقلاني يخالف طبيعة الرب هو محض فكرة يونانية أم أنه حقيقة تظل كما هي على الدوام؟ وأعتقد أننا يمكن أن نرى هنا التجانس التام بين ما هو يوناني بما تعني الكلمة وبين الفهم المسيحي (الإنجيلي) للإيمان بالرب. وقد بدأ يوحنا إنجيله بالعبارة التي استخدمها الإمبراطور والتي تعني أن الرب هو العقل والكلمة ومن ثم وضع جون الكلمة الأخيرة للفهم الإنجيلي للرب. ومن هذه العبارة تبلغ جميع الإشارات الإنجيلية للإيمان ذروتها. ويمكن أن يفهم ما يعنيه جون بأن الله هو الأول. ولم تحدث المواجهة بين الرسالة الإنجيلية وبين الفكر اليوناني مصادفةً. إن رؤيا القديس بولس الذي رأى الطرق إلى آسيا مسدودة ورأي في الحلم رجلا من مقدونيا يرجوه أن يأتي لمساعدتهم يمكن أن يفسر على أنه تخفيف لحتمية التقارب بين الإيمان المسيحي والاستفهامات اليونانية.
    وفي الحقيقة فإن هذا التقارب قد استمر لبعض الوقت. وقد برز اسم الرب من تجلي الرب لنبيه موسى (عليه السلام) في قصة "الشجرة المحترقة" ليميز هذا الإله عن أي آلهة أخرى مع تعدد اسمائها ويمثل تحديا للأساطير التي كانت سائدة وتتماشى ذلك مع محاولات سقراط للتغلب على تلك الأساطير بتقديس الرب. وفي كتاب العهد القديم فإن ما بدأ بقصة الشجرة المحترقة بلغ ذروة جديدة في وقت "الخروج" عندما برز إله إسرائيل، الذي حرمت إسرائيل الآن من أرضه وعبادته، على أنه رب السماوات والأرض وقد تم وصفه بعبارات بسيطة تستند إلى الكلمات التي وردت في قصة الشجرة المحترقة. إن هذا الفهم الجديد للرب تبعه نوع من التنوير برز بشكل حاد في التهكم بالآلهة السابقة التي هي من صنع الإنسان. ومن ثم ورغم الخلاف مع أولئك الحكام اليونان القدماء الذين حاولوا تطويع الإيمان المسيحي بالقوة للإنسجام مع الأعراف والمعتقدات الوثنية اليونانية، إلا أن هذا الإيمان في تلك الفترة نجح في مواجهة الفكر اليوناني في أفضل المستويات مما أدى إلى إثراء الساحة كما هو واضح في الكتابات التي لحقت تلك الفترة.

                  

09-18-2006, 01:50 AM

Basheer abusalif

تاريخ التسجيل: 01-31-2005
مجموع المشاركات: 1500

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قال البابا فى حديثه عن الاسلام؟ (Re: esam gabralla)

    بيان الامام الانصار الصادق المهدي لتعميم الفائدة.




    بسم الله الرحمن الرحيم

    بيان للأمة الإسلامية وللإيمانيين في كل الأديان لا سيما المسيحيين

    في محاضرة في جامعة رزنبرج بألمانيا في 12/9/2006م عن "الإيمان والعقل والجامعة: ذكريات وخواطر"، وقع حديث رئيس الكنيسة الكاثولوكية في خمس خطايا وأربعة أخطاء.

    الخطايا:

    أولا: استشهد بمقولة إمبراطور بيزنطي عن النبي محمد (ص) أثناء حرب بين دولته والعثمانيين، وفي ظروف الحرب تستبد الدعايات الحربية وتتراجع الموضوعية. إن حصر الإسلام في مقولة نشر الدين بحد السيف قال بها بعض جهلة المسلمين وأعداء الإسلام. ولكن فندها المصنفون أمثال السيرتوماس آرنولد في كتابه "الدعوة للإسلام".

    ثانيا: استشهد بإحدى مدارس المسلمين -المدرسة الظاهرية- لنفى أية عقلانية في الإسلام، معتمدا على بعض مقولات ابن حزم الأندلسى، مع أن آيات القرآن تجعل عدم الإيمان مماثلا لعدم العقل.

    ثالثا: ارتقى بأثر الفسلفة اليونانية إلى مصاف الندية مع الوحى في تكوين عقيدة المسيحى واعتبر المصدر اليوناني وحده مصدر العقلانية.

    رابعا: بدل الدفاع عن أن الوحى والإلهام هما مصدران حقيقان للمعرفة حاول أن يبسط العقلانية إلى ما يتجاوز مجالها المعرفي، وجعل الدين كالمتسول في أبواب نحلة عقلانوية.

    خامسا: صوّر الحضارة الأوربية مكونة من المسيحية وتراث اليونان وروما، دون أدنى إشارة إلى حقائق ركز عليها المنصفون الغربيون. قال روبرت بريلفوت (1876-1940) في كتاب "تكوين الإنسانية": "التنوير الحقيقي لأوروبا هو الذي حدث نتيجة إحياء العرب الثقافي لأوروبا. أسبانيا هي بوابة ذلك الإحياء وليست إيطاليا هي مصدر المولد الحضاري لأوروبا". وقال منتجمرى واط في كتاب "أثر الإسلام على أوروبا": " أوروبا كانت تخشى الإسلام على هويتها لذلك أنكرت دينها له. وبالغت في اعتمادها على التراث اليوناني والروماني، لذلك فإن علينا اليوم أن نخلّص أنفسنا من هذا الزيف. وأن نعترف بديننا الحضارى والثقافي للعالم الإسلامي".

    الأخطاء :


    أولاً: قال إن آية (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ)- البقرة 256- مكية أى في مرحلة ضعف الدعوة. وهى مدنية وفي وقت قوة الدعوة.

    ثانيا: واصل الوهم الاستعلائي الأوروبي الذى يعتبر الحضارة اليونانية هى مصدر العقلانية والفلسفة في العالم. ولكن الحقيقة هى أن اليونان مدينة لمصر، وفينيقيا، والهند وغيرها كما أوضح مارتن برنال في كتابة "أثينا السوداء".

    ثالثا: فتح باب مباهلة سيجد حجته مرجوحة أمام حجة إسلامية قوية: تأليه بشر، وقيامة السيد المسيح، وتوارث الخطيئة الأولى، وعصمة البابا. أما مسألة العنف ففى العهد القديم وفي ممارسة المسيحيين فإن حجم وفداحة العنف يفوق ما جرى بين المسلمين أضعافاً مضاعفة.

    رابعا: في وقت فيه يتبارى القادة الدينيون لفتح أبواب الحوار إشفاقاً على العالم من تيارات ظلامية، تعقد ألسنتنا الدهشة أن يقدم رئيس أكبر كنيسة مسيحية وهو رجل يعتقد كثيرون أنه معصوم على فتح أبواب الصدام والخصام.

    إن هذا الحديث في هذا الوقت لا يبرأ من غرضين دنيويين هما: مواكبة سياسات الهيمنة التى يقودها المحافظون الراديكاليون، والارتياع من تمدد الإسلام سلميا في قارات العالم لا سيما أوربا وأمريكا.

    نعم (لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ)- آل عمران 113. نحن ننتظر من الأمة المسيحية أن ترفض الخطايا والأخطاء، وأن تعمل على معاملتنا بالمثل، فنحن نعترف بالمسيحية والواجب أن يعترفوا هم كذلك بالإسلام.

    أما صاحب المحاضرة فأقل ما يجب عمله هو الاعتذار الصريح عما قال حرصا على التسامح والتعايش بين الأديان الإبراهيمية خاصة وكافة أديان البشرية.

    وبالله التوفيق

    الصادق المهدي

    إمام الأنصار ورئيس حزب الأمة

    أم درمان في 16 سبتمبر 2006 الموافق 23 شعبان 1427هـ

                  

09-18-2006, 02:47 AM

يازولyazoalيازول
<aيازولyazoalيازول
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 10210

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قال البابا فى حديثه عن الاسلام؟ (Re: Basheer abusalif)

    أبوبكر عبدالقادر العاقب

    شكرا جزيلا على الترجمة الإحترافية الراقية

    بارك الله فيك
                  

09-18-2006, 02:43 AM

أبوبكر عبد القادر العاقب
<aأبوبكر عبد القادر العاقب
تاريخ التسجيل: 08-03-2006
مجموع المشاركات: 348

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قال البابا فى حديثه عن الاسلام؟ (Re: esam gabralla)

    أما اليوم فإننا نعلم أن الترجمة اللاتينية لكتاب العهد القديم التي تمت في الإسكندرية (الترجمة السبعينية للعهد القديم) فهي أكثر من مبسطة (وربما غير مقنعة) للنص العبري ولكنها شهادة نصية مستقلة وخطوة هامة في تاريخ الوحي وهي الخطوة التي أدت إلى المواجهة التي قادت بدورها إلى ميلاد وانتشار الديانة المسيحية. وتجري الآن مواجهة قوية بين الإيمان والعقل وهي مواجهة بين حركة التنوير الحقيقية وبين الدين. ومن صميم الإيمان المسيحي وفي نفس الوقت فإن لب الفكر اليوناني قد انضم إلى معسكر الإيمان كما هو واضح من عبارة الإمبراطور مانويل الثاني "إن التصرف بصورة لا عقلانية يخالف طبيعة الرب".
    وبأمانة شديدة يجب أن نلاحظ أنه في أواخر القرون الوسطى كانت هنالك اتجاهات في علم اللاهوت تفصل بين روح الفكر اليوناني والديانة المسيحية. وعلى النقيض من المذهب العقلي لأوغستين وتوماس فقد دعا دنز سكوتس إلى أنه يمكننا فقط إدراك الرب بمحض إرادتنا. ووراء ذلك تكمن مشيئة الرب التي يقدر من خلالها كل شيء. ويؤدي ذلك إلى بروز أفكار قريبة من فكرة ابن حزم ويمكن أن تؤدي إلى تصور الرب على أنه إله ذو نزوات ولا يتقيد بالحقيقة والخير. وقد تم التعدي على قدسية الرب بحيث لم يعد عقلنا وإدراكنا للحقيقة والخير مرآة صادقة للرب الذي يظل عصيا على الإدراك ولا يمكن تصوره إلا من خلال ما يقدره لنا أو علينا. وعلى عكس ذلك فإن اعتقاد الكنيسة ظل يصر على الدوام على وجود تشابه حقيقي بين الرب وبيننا أي بين الخالق وبين عقلنا المخلوق. وإذا لم نستشعر قربنا من الرب فإنه يفقد تلك القدسية التي يتمتع بها من كونه هو العقل والكلمة والمحبة. ومن المؤكد أن الحب يسمو على المعرفة وبالتالي يمكن أن يستوعب أكثر من الفكر ومع ذلك يبقى هو حب الرب الذي هو العقل والكلمة. ونتيجة لذلك فإن العبادة المسيحية هي العبادة بالتناسق مع الكلمة المقدسة ومع عقلنا.
    إن التقارب الداخلي بين الإيمان الإنجيلي والتساؤلات الفلسفية اليونانية يعتبر حدثا بالغ الأهمية ليس بالنسبة لتاريخ الأديان فحسب وإنما لتاريخ العالم كله وهو حديث يهمنا حتى في هذا عصرنا الحاضر. وفي وجود هذا التقارب ليس من المستغرب على المسيحية رغم منشأها وبعض التطورات في منطقة الشرق، أن تأخذ شكلها الحاسم في أوروبا. ويمكن التعبير عن ذلك بصيغة أخرى: إن هذا التقارب مع إضافة الإرث الروماني قد أدى إلى نشوء أوروبا ويظل هو الأساس لما يعرف الآن باسم أوروبا.
    إن النظرية القائلة بأن الفكر اليوناني النقي شكل جزءاً مكملاً من الديانة المسيحية واجهتها الدعوة إلى تنقية المسيحية من ذلك الفكر وهي دعوة برزت بوضوح المحاضرات اللاهوتية منذ بداية العصر الحديث. وبنظرة فاحصة يمكن أن نجد ثلاث مراحل لدعوة التنقية هذه. ورغم أن هذه المراحل مترابطة إلا أنها تتميز عن بعضها في دوافعها وأهدافها.

                  

09-18-2006, 03:43 AM

أبوبكر عبد القادر العاقب
<aأبوبكر عبد القادر العاقب
تاريخ التسجيل: 08-03-2006
مجموع المشاركات: 348

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قال البابا فى حديثه عن الاسلام؟ (Re: esam gabralla)

    لقد برزت فكرة تنقية المسيحية من الفكر اليوناني مرتبطة بدعوات الإصلاح في القرن السادس عشر. وبالنظر إلى علم اللاهوت نجد أن دعاة الإصلاح رأوا أنهم يواجهون منظومة معتقدات تتحكم فيها الفلسفة تماماً مما يعني التعامل مع الإيمان من خلال منظومة أفكار دخيلة عليه ولهذا السبب لم يعد الإيمان عالَماً تاريخيا حيا وإنما أصبح منظومة فلسفية مهيمنة. وبالنتيجة ظهرت الدعوة إلى العودة إلى الإيمان في صورته النقية كما هو في كلمات الإنجيل. وبرز علم ما وراء الطبيعة (الميتافيزيقيا) من مصدر آخر وتوجب تحرير الإيمان منه حتى يكون كيانا منفصلا قائما بذاته. وعندما قال كانط أنه يجب عليه إزاحة العلم قليلا ليفسح مكانا للإيمان فقد نفذ ذلك بقدر من الراديكالية لم يتوقعها دعاة الإصلاح أبداً وهو بذلك قد قطع العلاقة بين الإيمان والواقع تماماً.
    أما علم اللاهوت الليبرالي في القرني التاسع عشر والعشرين فقد برز في المرحلة الثانية ضمن عملية التنقية وقد مثله أدولف هارناك. وعندما كنت طالبا وفي أولى سنواتي كمحاضر فقد كان هذا الموضوع مؤثرا جدا في علم اللاهوت الكاثوليكي. وينطلق هذا الفكر اللاهوتي الليبرالي من تمييز باسكال بين إله الفلاسفة وإله إبراهيم وإسحق ويعقوب (عليهم السلام). وفي أولى محاضراتي في جامعة بون في عام 1959م تطرقت لهذه المسألة. ولن أكرر هنا ما أوردته في تلك المحاضرة لكنني سأحاول أن أوضح بإيجاز ما جدّ في هذه المرحلة من عملية التنقية. وتدور الفكرة الأساسية لهارناك في العودة إلى يسوع الإنسان وإلى رسالته البسيطة الكامنة تحت تراكمات اللاهوت والفكر اليوناني، هذه الرسالة التي تعتبر قمة التطور الديني للإنسانية. ويُشار إلى أن المسيح (عليه السلام) قد وضع حداً للعبادة لصالح الأخلاق. وفي النهاية يتم تقديم المسيح (عليه السلام) على أنه مؤسس الرسالة الإنسانية الأخلاقية. وقد كان الهدف الأساسي وراء ذلك هو إعادة الديانة المسيحية إلى تناغمها مع المنطق والعقل الحديث وتحريرها من العناصر الفلسفية واللاهوتية مثل الاعتقاد بألوهية المسيح (عليه السلام) وفكرة الثالوث. وبهذه الصورة فإن التفسير التاريخي النقدي للعهد الجديد أعاد للاهوت مكانته في العالم حيث يعتبره هارناك مادة تاريخية وبالتالي علمية بحتة. وما يمكن قوله عن المسيح (عليه السلام) يمثل تعبيراً عن العقل الواعي وبالتالي يمكن أن يأخذ موقعه في العالم. وخلف هذا التفكير تكمن المحدودية الذاتية للعقل التي عبر عنها كانط من قبل وزاد مستوى راديكاليتها بسبب تأثير العلوم الطبيعية.

                  

09-18-2006, 03:59 AM

esam gabralla

تاريخ التسجيل: 05-03-2003
مجموع المشاركات: 6116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قال البابا فى حديثه عن الاسلام؟ (Re: esam gabralla)

    الاخ ابوبكر
    سلام
    خالص الشكر على الترجمة الحاذقة ... كده يمكن لعدد اكبر قراءة النص كما هو.
    شكرا للجميع و مرحب بالاراء المختلفة
                  

09-18-2006, 04:46 AM

أبوبكر عبد القادر العاقب
<aأبوبكر عبد القادر العاقب
تاريخ التسجيل: 08-03-2006
مجموع المشاركات: 348

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قال البابا فى حديثه عن الاسلام؟ (Re: esam gabralla)

    . ويمكن القول بإيجاز أن هذا الفهم الحديث للعقل يقوم على مزيج من الأفلاطونية (الكارتيزية) والمذهب التجريبي وهو مزج يؤكده نجاح اللاهوت. فمن ناحية يفترض هذا العقل البنية الحسابية للمادة وعقلانيتها الأصيلة مما يسهل فهم طريقة عمل المادة وبالتالي الاستفادة منها بالصورة الأمثل وهذه الفكرة هي العنصر الأفلاطوني في الفهم الحديث للطبيعة. ومن الناحية الأخرى هنالك إمكانيات الطبيعة التي يمكننا استغلالها لمنفعتنا وهنا يمكن الوصول إلى اليقين النهائي من خلال التجريب الذي يؤدي إلى الإثبات أو النفي. ويمكن أن ينتقل التوازن بين الطرفين من ناحية إلى أخرى حسب الظروف. وقد أعلن المفكر مونود المنتمي إلى المدرسة الوضعية إيمانه القوي بالفلسفة الأفلاطونية الكارتيزية.
    ويقدم هذا الطرح مبدئين أساسيين نعتبرهما في غاية الأهمية للموضوع الذي نعالجه. أولاً أن اليقين الناتج عن تفاعل العناصر الحسابية والتجريبية هو وحدة الذي يمكن أن يعتبر يقينا علمياً. ولذلك فإن أي شيء يصنف على أنه علمي يجب أن يقاس على هذا المعيار. وبناءاً على ذلك فإن جميع العلوم الإنسانية مثل التاريخ وعلم النفس وعلم الاجتماع والفلسفة تحاول جميعها التقيد بهذا المعيار لإثبات علميتها. أما النقطة الثانية المهمة في الموضوع إن هذه الطريقة في التفكير بطبيعة الحال تستبعد معالجة موضوع الرب وتعتبره لا يمكن التعامل معه بالعلم أو أنه سابق للعلم. ونتيجة لذلك نواجه تضييقاً لدائرة العلم والعقل وهو موضوع تجب دراسته.
    ويمكن أن نعود لهذه الإشكالية لاحقاً لكن في الوقت الحالي يجب أن نلاحظ أنه إذا انطلقنا من هذه النقطة فإن أي محاولة لإثبات الصفة العلمية للاهوت ستكون نتيجتها اختزال الديانة المسيحية إلى مجرد أجزاء مما هو موجود. ويجب القول أن ذلك يعتبر اختزالاً للإنسان نفسه وللأسئلة الملحة عن أصل الإنسان ومصيره وهي الأسئلة التي تعالجها العلوم الدينية والأخلاقية. وبناءاً على ذلك تخرج هذه الأسئلة من حدود العقل الجمعي كما يعرّفه العلم ويجب بالتالي وضعها في الإطار الذاتي (عكس الموضوعي). ووفقاً لذلك فإن الشخص المعني يقرر بناءاً على تجربته ومعرفته ما يعتقده حقاً من أمور الدين وبالتالي يصبح الوعي الذاتي هو الحكم الوحيد لتحديد ما هو أخلاقي. وبهذه الصورة يفقد الدين والضوابط السلوكية سلطتهما في تشكيل المجتمعات ويصبحان من الأمور الشخصية للغاية. وعندما يصل الأمر إلى هذا الحد فإنه يصبح خطراً على الإنسانية حيث تبرز الإشكالات الدينية والعقلية الناجمة عن تحجيم العقل لدرجة إخراج الدين والسلوك من دائرة تخصصه. أما محاولات تأسيس ضوابط سلوكية من قوانين التطور أو من علم النفس أو علم الاجتماع فقد أثبتت أن النتيجة تكون دائما غير كافية وغير مقنعة.

    للنص بقية .....

                  

09-18-2006, 05:45 AM

أبوبكر عبد القادر العاقب
<aأبوبكر عبد القادر العاقب
تاريخ التسجيل: 08-03-2006
مجموع المشاركات: 348

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قال البابا فى حديثه عن الاسلام؟ (Re: esam gabralla)

    وقبل أن أصل إلى نتائج هذا النقاش سأتعرض بإيجاز إلى المرحلة الثالثة من عملية تنقية الديانة المسيحية من عناصر الفلسفة اليونانية وهي المرحلة التي تجري الآن. وعلى ضوء تجربتنا في التعددية الثقافية يشار كثيراً إلى أن التمازج مع الفلسفة اليونانية الذي حدث في العهود القديمة للكنيسة كان عبارة عن تمازج ثقافي لا يجب أن يكون ملزماً للثقافات الأخرى. ويشار إلى أن هذه الثقافات الأخرى يجب أن يكون لها الحق في الرجوع إلى الرسالة البسيطة التي جاءت في العهد الجديد قبل أن تدخل عليها عناصر التثاقف من الفلسفة اليونانية وذلك حتى تتمكن هذه الثقافات من إدخال عناصرها الخاصة بها إلى هذه الرسالة. هذه الفرضية ليست خاطئة فحسب وإنما أيضا جامدة وتفتقر إلى الدقة. إن كتاب العهد الجديد تم تدوينه باللغة اليونانية ويحمل صبغة الثقافة اليونانية التي بلغت أوجها في الوقت الذي ظهر في كتاب العهد الجديد. ومن الصحيح أن هنالك عناصر في التطور المبكر للكنيسة لا يجب أن تفرض على جميع الثقافات. ومع ذلك فإن القرارات الحاسمة التي يتم اتخاذها بخصوص العلاقة بين الإيمان واستخدام الإنسان لعقله هي أسئلة تشكل جزءاً من الإيمان نفسه وهي تطورات تنسجم مع طبيعة الإيمان.
    وإلى هنا أصل إلى الخاتمة. إن هذه المحاولة ،التي وضحت خطوطها العريضة، لنقد العقل المعاصر من الداخل ليس الهدف منها إعادة عقارب الساعة إلى ما قبل عصر التنوير أو النهضة أو رفض تلك الإنجازات التي تحققت بمرور الوقت. ويجب الاعتراف بمكتسبات الحداثة دون تحفظ ونشعر بالامتنان لجميع الإمكانات الهائلة التي هيأها ذلك العصر للبشرية والتطور الذي نلناه. وإضافة إلى ذلك فإن الخصائص العلمية تكمن في الانصياع للحقيقة وبذلك فهي سلوك يعكس أحد المبادئ الأساسية للديانة المسيحية. إن الهدف من هذه المحاضرة ليس هو التقوقع أو التخندق أو توجيه النقد السلبي وإنما الهدف منها توسيع فهمنا للعقل واستخدامه. ومع تفاؤلنا بالاحتمالات الجيدة المتوقعة للبشرية فإننا ننبه أيضاً إلى المخاطر التي يمكن أن تنجم عن تلك الاحتمالات وطرق تجاوزها. ويمكن أن ننجح في ذلك فقط إذا تم التوافق بين العقل والإيمان بطريقة جديدة وإذا تجاوزنا القيود التي نفرضها على تفكيرنا ومكّناه من استكشاف الآفاق الرحبة المتاحة له. وبهذا الفهم فإن علم اللاهوت ينتسب إلى الجامعة ويدخل في الحوار الواسع بين مختلف العلوم بدلاً عن أن يكون مادة تاريخية وواحداً من العلوم الإنسانية وأن يكون مجالاً لطرح التساؤلات عن عقلانية الإيمان.
    وإذا تمكنا من ذلك نصبح حقيقين بحوار الثقافات والأديان الذي نحن في أمسّ الحاجة إليه في عصرنا هذا. وفي الغرب من المتفق عليه بصورة كبيرة أن التفكير الوضعي وأنماط الفلسفة المبنية عليه هي الصالحة على مستوى العالم. ومع ذلك فإن الديانات العالمية الرئيسية ترى أن استبعاد اللاهوت من نطاق العقلانية يعتبر تعدياً على معتقداتها السامية. إن العقل الذي يُصِمُّ أذنيه عن اللاهوت ويصنف الدين في مرتبة الثقافات الفرعية هو عقل غير جدير بالدخول في حوار الثقافات. وفي نفس الوقت، وكما حاولت أن أوضح، فإن العقل العلمي الحديث بعناصره الأفلاطونية يحمل في داخله سؤالا يمتد إلى خارج العقل ووراء قدرات منهجيات العقل. ويجب على العقل العلمي الحديث قبول البنية العلمية للمادة والتوافق بين أرواحنا وبين البنية العقلانية السائدة للطبيعة وعلى ذلك يجب أن يؤسس منهجيته. ويظل السؤال "لماذا يجب أن يكون الوضع كذلك؟" قائما ويجب أن تعيده العلوم الطبيعية إلى مجالات أخرى من الفكر مثل الفلسفة أو اللاهوت. وبالنسبة إلى الفلسفة وبصورة مختلفة بالنسبة للاهوت فإن الاستماع إلى التجارب الثرة للتقاليد الدينية للبشرية والمسيحية منها على وجه الخصوص يعتبر مصدراً للمعرفة في حين أن تجاهلها يعتبر غير مقبول حيث أنه يحد من قدراتنا على التساؤل والإجابة. وأتذكر هنا شيئا قاله سقراط وفيدو. ففي مناقشاتهما الأولى أثيرت العديد من الآراء الفلسفية الخاطئة ويقول سقراط "سيكون من المفهوم إذا انزعج شخص ما من هذا الكم من الأفكار الخاطئة لدرجة أنه ظل لبقية حياته يتهكم من أي نقاش عن الوجود ولكنه بهذه الصورة يحرم نفسه من وجوده وستكون خسارته كبيرة". وقد ظل الغرب عرضة لهذا الخطر منذ فترة طويلة نتيجة لمقته لهذا السؤال الذي تقوم عليه عقلانيته ومن ثم يمكن أن يتعرض للضرر الشديد. إن شجاعة استخدام كامل طاقات العقل وليس إنكار عظمته هو موضوع حوار عصرنا الحاضر وهو السؤال الذي دخل به علم اللاهوت إلى الإيمان في الإنجيل. " وعندما نتصرف دون عقلانية فإننا نخالف تعليمات الرب" هذا ما قاله الإمبراطور مانويل الثاني حسب فهمة المسيحي للرب رداً على المثقف الفارسي الذي كان يحاوره. وإلى هذا العقل والكلمة ندعو شركاءنا في حوار الحضارات لنكتشف الرسالة السامية للكون.

    (انتهى نص الخطاب)

    الأخ عصام والإخوة المتداخلين ، أشكركم كثيرا على التثمين وآمل أن أكون قد وفقت في ما قمت به،
    تحياتي لكم

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de