قراءة تاريخية.. غاندي وأكتوبر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-15-2024, 04:32 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-13-2006, 04:00 PM

Yaho_Zato
<aYaho_Zato
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1124

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قراءة تاريخية.. غاندي وأكتوبر

    غاندي وأكتوبر.. قراءة تاريخية
    عن المقاومة السلمية في القرن العشرين

    في سياق الأحداث الراهنة، والتي مارس فيها شعب أعزل حقه الشرعي في الاحتجاج السلمي، في إطار دستور موقع عليه من جانب السلطة، وما تبعه من جحود، من جانب السلطة، لأبسط الحقوق الدستورية لهذا الشعب، وللعهود التي وقعت عليها بنفسها.. يمكننا أن نستذكر درسا من التاريخ الحديث، عن فعالية المقاومة السلمية، وقوتها، من ثورة أكتوبر، وظاهرة المهاتما غاندي..

    رغم القيمة العظيمة لإنجازات المقاومة السلمية في الهند والولايات الأمريكية، في القرن المنصرم، إلا أن ثورة أكتوبر تتميز بميزة هامة وأساسية، وهي أنها ثورة لم يعرف لها قائد، ولم تنطو تحت إشارة فرد أو حزب ما.. كانت ثورة أكتوبر "ثورة شعبية" بمعنى الكلمة.. هذا لا ينفي طبعا أن هناك مقدمات قد كانت لها، بواسطة أفراد ومنظمات سياسية، بصورة عامة، ولكن المحصلة النهائية لدفع ونتائج الثورة لا تنسب، حين تنسب، إلا للشعب السوداني كافة، بكل طبقاته وتوجهاته الثقافية، التي فاض بها الكيل عن الأوضاع السياسية التي استطار شرها في البلاد، من خنق لحرية المواطن، وتقنين لإذلاله (كما هو الحال مع السلطة المعاصرة، وهو اليوم أسوأ).. وهذا إنجاز يقف نسيج وحدة في التاريخ البشري، خصوصا وأنه تمكن من إحراز نتيجة خطيرة، وهي إسقاط نظام حكم دكتاتوري عسكري! وبفعل الإرادة الشعبية وقوتها، بدون عنفها[1] (ولحديث القوة والعنف هنا عودة)..

    حركة المقاومة السلمية في الهند كان غاندي هو محورها، كفرد متفرد بقامة إنسانية سياسية لم تضاهى في موقعها[2].. وفي الولايات الأمريكية، كانت الوقفة المتفردة للأم الشرعية للأمة الأمريكية المعاصرة، روزا باركس (ومن نضال مارتن لوثر كنج وصحبه) هي المحور، والفتيل قوي الإشعال للثورة السلمية..

    لهذا فإن ثورة أكتوبر تعتبر "الأكثر إمعانا" في دحض النظرة الماركسية لأهمية العنف كأداة للتغيير المجتمعي، وهي النظرة التي ذاع صيتها وانتشرت شعبيتها بين الحركات السياسية لشعوب العالم الثالث في القرن العشرين، الشيوعية منها وغير الشيوعية.. يذكر هنا أن الأستاذ محمود محمد طه كان ينسب الخلل في هذه النظرة عند ماركس إلى أنه لم يميز بشكل دقيق بين القوة والعنف.. يقول الأستاذ، ما معناه، أن العنف هو محصلة سلبية من محصلات القوة، ولكنه لا يتبعها دوما، إذ أن القوة المتمكنة والمستحصدة لا تحتاج للعنف أساسا.. هي تستغني عن العنف، كأثر جانبي، كلما كبرت واستجمعت.. والقوة الشعبية، إذا استحصدت وتوحدت، فإنها لا تحتاج للعنف لتغيير السلطة، على سبيل المثال، إذ أن عدوها ييأس تماما من جدوى مقاومتها منذ البداية.. بالنظرة النسبية لهذا الأمر، نجد أن "العنف هو خيار الأضعف" وليس خيار الأقوى (نسبيا)، إذ أن القوي يستغني، كلما زادت قوته، عن العنف.. وقد ورد عن الأستاذ محمود أن العنف هو خيار الأقلية، وليس خيار الأكثرية.. والشعب المتوحد في قضيته يكون دوما هو الأغلبية الساحقة، مهولة القوة (ولغاندي المزيد من التعقيب على هذه النقطة، نذكره أدناه بعد قليل).. من هذا، ومن أجل هذا، كانت السياسية الاستعمارية للشعوب، منذ بداية الاستعمار الحديث وحتى اليوم (بكافة أشكال الاستعمار، من داخل البلاد وخارجها) هي (فرق تسد)، ولا عجب أن ورثت الأنظمة الشمولية المعاصرة هذه "الحكمة الاستعمارية" في معاملة شعوبها..

    وعلى العموم، فإن التاريخ يقف شاهدا أنه، ومنذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، لم تحسم قضية سياسية بواسطة العنف، كما كان الأمر قبل ذلك ممكنا في التاريخ.. صار قصارى الحرب - في مستوياتها وصورها العديدة - أن تسوق الأطراف المتنازعة إلى طاولة التفاوض، لمحاولة التسوية المتمدنة، وإلا فإن الحرب ستستمر بلا طائل نهائي.. هذا مما يعيدنا إلى الحديث عن أن ماركس قد سحب، بغير حصافة، الكثير من قوانين الحركة المجتمعية في الماضي، ليجعلها سارية المفعول في المستقبل أيضا، مما أثبت التاريخ خلله.. غير أن التاريخ أيضا يشهد لماركس أن العنف قد كان، في الماضي، فعلا أداة أساسية لأي تغيير مجتمعي أساسي.. بهذا يمكن أن نقول أن غاندي وروزا باركس لو كانا قد ظهرا قبل قرن من زمانهما، لكان مصيرهما التصفية السريعة - ناهيك عن صور العنف الاخرى، من تعذيب وتنكيل متناه في الوحشية - دون أن يتركا أثرا ذي بال..

    غير أنـّا يمكن أن نقول أن غاندي، في القرن العشرين، كان هو أول منظر لحركة المقاومة السلمية الحديثة، وأن كل من أتى بعده، من سالكي دربه، قد استفاد من تجربته، عمليا وتنظيريا..

    غاندي كان يرى أن القوة الحقيقية موجودة في يد الشعب في الأصل، وأن الشعب لن يستثمر هذه الحقيقة "المكنونة" إلا لو توحد على كلمة.. حينها سيدرك مدى قوته ومدى ضآلة السلطة أمامها.. استطاع غاندي، بذكاء وتصميم خرافي، أن يلفت الشعب الهندي لهذه الحقيقة المكنونة، وأن يجعله يستثمرها في وجه المستعمر.. من الأقوال المشهورة لغاندي، والتي تلخص هذه النظرة بسهولة ممتنعة، قوله (نحن المسيطرون، لا هم - We are in control.. Not them)..

    ولكن غاندي، بحكمته، كان يدرك أن أسلوب المقاومة السلمية هذا لا يمكن أن يكتب له النجاح إلا لو كانت هناك قيمة إنسانية موجودة عند الخصم، بحيث يمكن استثمارها لجعله يخجل من الإفراط في العنف، أمام نفسه وأمام الرأي العام.. وهذا بالضبط ما جرى، إذ لولا الرأي العام البريطاني، والرأي العام العالمي الذي تلى المجازر التي قامت بها السلطة البريطانية في بداية مواجهتها للمقاومة، لما تمكن غاندي من أن يبتدر لنفسه سلطة (establish an authority) يستطيع بها مواجهة المستعمر ومفاوضته "بعين قوية".. استطاع غاندي، بهذه الوقفة، أن يؤلب حتى الرأي العام للشعب البريطاني ضد حكومته.. من البديهي أن غاندي لم يكن ليفلح في استثمار القيمة الإنسانية عند المستعمر وعند الرأي العالمي بهذه الصورة وهذا المستوى لو كان قد جاء قبل زمانه بقرن أو يزيد، إذ أن الفهم العالمي لحقوق الإنسان لم يكن حينها موجودا بالدرجة الكافية.. هذ الحديث ينطبق أكثرما ينطبق اليوم على وضع السلطة في السودان مع الرأي العام للمجتمع الدولي، إذ أن هذا الرأي العام - المتجسد في منظمة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعنية الأخرى - هو من أكبر سبل الضغط لصالح الشعب السوداني الأعزل أمام فلول القوات المسلحة التي تساند استمرارية السلطة الحالية، وهو من أسلحة الشعب السوداني الأكبر قوة من أسلحة هذه السلطة التي لم يكن لها شرعية في يوم من الأيام (وهي تحاول اليوم أن تتذرع بذريعة السيادة الوطنية، في حين أن المجتمع الدولي المعاصر أولى بالشعب السوداني، وأعرف وأحفظ لسيادته الوطنية "الحقة" من جماعة الإنقاذ).. ومن المؤكد أن الشعب السوداني يكتسب المزيد من دعم المجتمع الدولي كلما استعان بأساليب المقاومة المتمدنة التي تصالح هذا المجتمع على حكمتها وفعاليتها، وهي أساليب المقاومة السلمية، من عصيان مدني، وتظاهرات سلمية، وسعي إعلامي لتوعية الشعوب من أجل توحيدها ضد مضطهديها، وغيرهذه من الأساليب الكثير..

    من العبارات الخالدة التي تلخص منهج غاندي في المقاومة السلمية، وعمق تجربته في هذا المجال، قوله:
    "First they ignore you, then they ridicule you, then they fight you, and then you win."
    (في البداية يتجاهلونك.. ثم بعد ذلك يسخرون منك.. ثم يقاتلونك.. وفي النهاية تنتصر أنت)..


    قصي همرور
    سبتمبر 2006

    [1] بطبيعة الحال فإن مسألة عدم حدوث العنف في ثورة أكتوبر هو حديث نسبي، إذ أن نسبة ما جرى فيها من استعمال للعنف، من الطرفين، ليس ذا قيمة بإزاء النتيجة النهائية، خصوصا من جانب الشعب الأعزل.. وليس في هذا تبخيس لما بذل من الدم في تلك الثورة، ولكن التقييم العقلي يعطي المعنى العام بأن ثورة أكتوبر كانت، في جوهرها ومظهرها النهائي، ثورة بيضاء.. خصوصا إذا قارنـّا نسبة ما كان فيها من العنف مع نسبته في تاريخ المقاومة السلمية في الهند وشمال أمريكا، على سبيل المثال..

    [2] هناك شخصية متفردة أيضا، عملت بجانب غاندي على أن تكون محورا للمقاومة السلمية في الحدود الشمالية الغربية للهند، أو ما يعرف اليوم بباكستان.. خان عبدالغفار خان (أو باداش خان، كما سماه غاندي).. قاد باداش خان شعبه من قبيلة الباشتون المسلمين في طريق المقاومة السلمية، على نهج غاندي، بنجاح مذهل، ولهذا سمي أيضا (غاندي الحدود -Frontier Gandhi).. ومن آرائه المثيرة للانتباه أنه - رغم تتلمذه على يد غاندي في منهاج المقاومة السلمية - كان يرى أن الإسلام يدعم هذا المنهاج بصورة واضحة، وكان دوما يشير للعهد المكي في تاريخ السيرة النبوية ليدلل على هذا الرأي..

    (عدل بواسطة Yaho_Zato on 09-14-2006, 06:36 PM)

                  

09-15-2006, 02:50 AM

Yaho_Zato
<aYaho_Zato
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1124

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة تاريخية.. غاندي وأكتوبر (Re: Yaho_Zato)

    *
                  

09-15-2006, 03:01 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة تاريخية.. غاندي وأكتوبر (Re: Yaho_Zato)

    خان عبدالغفار خان (أو باداش خان، كما سماه غاندي

    ولكن الإنجليز صنعوا إبن صنيعتهم محمد على جناح الغاديانى الأحمدى حتى لا يكون لنسل المغول الذين وحدوا الهند وحكموها بإداره متفرده إستفاد منها الإنجليز عقبهم ولأن لا خطورة ستنالهم من جناح الذى كسروا جناحه بفكر ميرزا غلام أحمد أما البتان أو البشتون تلك الشعوب الجبليه ما زالت تلعقهم الجمر على لسان فراشهم..............................




    منصور
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de