وصلت للدكتور زهير السراج - كما تقول الروايات الصحفية – رسالة على موبايله مضمونها( انت بعد محمد طه). الرسالة وصلت من رقم مخفي ، اي غير ظاهر.
الدكتور مرر الرسالة على مجموعة من معارفه كانوا معه. ثم فجأة اختفت الرسالة من بريده الوارد. نشرت احدى الصحف ان الرسالة يمكن ان تكون مزحة من احد اصدقاء الدكتور!!!
ما اعرفه من القليل من تكنلوجيا الموبايل ان الرسالة اذا ارسلت لا يمكن لراسلها ان يسحبها من بريد المرسل اليه او يقوم بالغائها او حتى تعديل حرف فيها. اذن هناك جهة ما لها المقدرة ان تسحب الرسائل المرسلة من موبايل المستلم. هل يمكن لنفس الجهة ان تسحب رقم الراسل من كمبيوتر الشركة المزودة للخدمة؟
لماذا سحبت الرسالة فورا مع العلم ان اسم الراسل او رقم موبايله غير مسجلين في الرسالة؟ هل تريد تلك الجهة ان يعجز د. زهير عن اثبات ان رسالة تهديد قد وصلته؟ من حسن الطالع ان هنالك من اطلع عليها قبل سحبها.
ما هي الاجراءات التي اتخذت لمعرفة الجهة المرسلة؟ لم اقرأ حتى اليوم ان الجهات الامنية اجرت تحقيقا او ان مزود الخدمة اعلن انه قد توصل للراسل او العابث باجهزته.
قيل ان الدكتور زهير قد ابلغ الجهات الامنية فشددت الاخيرة الحراسة عليه. قبل تشديد الحراسة عليه اما كان في الامكان الوصول الى الجهة المرسلة؟
الراحل محمد طه جاءته مجموعة تعرفه ويعرفها تماما لانه لم يتعرض لعراك او مشادة او يطلب نجدة من جيرانه او اسرته، الحديث عن تخديره لا يمكن ان يدخل العقل العاقل. محمد يعرف خاطفيه او على الاقل احدهم، لذلك ركب دون مقاومة. الله اعلم ماذا قالوا له، ولماذا لم يرجع حتى لتغيير ملابسه، او يخطر اسرته، كان يأتمن الذين جاؤوا اليه فلا يعقل ان يمضي مع اي كائن كان مع علمه التام ان حياته مهددة. كيف لسيارة بلا لوحات وشخص مخطوف بداخلها ان تقطع مسافة قد تزيد عن 20 كيلومترا رغم تواجد الشرطة ونقاط الحراسة؟ سيارة قديمة الموديل كم تحتاج من الزمن لتقطع المسافة من كوبر الى جنوب الخرطوم؟ لماذا لم يتم ابلاغ كل نقاط الشرطة والحراسة فور وقوع الاختطاف. وكم من الزمن يستغرق لابلاغ نقاط الشرطة؟
اصدر محمد حامد جمعة ما يؤكد فيه ان الجهوية هي التي قتلت محمد طه وكاد يصرح باسماء المتهمين. هل كان تصريح ضابط شعبة تفتيت القبائل بالون اختبار؟ تلاه بيان كيان الشمال يهيء النفوس للانتقام من الجهة التي يكون بعض ابنائها قد شاركوا قي الجريمة. الربط بين تصريح جمعة الذي سعى لادانة اهله وبين بيان كيان الشمال ضروري لفهم السياسة السودانية في مرحلة الانقاذ.
بعدها قال وزير الداخلية ان جهة اجنبية تقف وراء الخطف والذبح.
ثم تناقلت وسائل الاعلام بعد اسبوع من الحدث ان شخصا يدعى ابوحفص السوداني يمثل القاعدة في السودان قد وزع بيانا يتبنى فيه الجريمة.
الحكومة لا يعجزها ان تلقق التهمة على بريء واستحضر هنا خلافها مع الشعبي اذ اتهمت بعض ابناء دارفور بانهم خططوا للقيام بانقلاب عنصري وقائدهم هو د. الحاج آدم يوسف وجيء بالشهود والادلة والبينات التي ستعدم الحاج او تؤبده ولكن استطاع الاخير الهرب من السودان واسقط في يد الدولة وفي يد القاضي محمد فريد. ثم طارت السكرة وهاهو الآن يجوب شوارع الخرطوم والناس جميعا يعرفون انها كانت فبركة للتخلص من صديق الامس عدو اليوم.
كتب معظم اصدقاء الراحل بانه هدد مؤخرا بكشف ما لديه من معلومات عن الفساد وقيل انه دخل في مشادة مع مسئول رفيع المستوى. ولكن ما هي الجهة التي تهدد د. زهير، اي من هم اعداؤه؟ كتابات د. زهير ومواقفه في صف المستضعفين وضد الحكومة. فهل يهدد المواطن المغلوب الشخص الذي يناصره؟
تعرض د. زهير مرارا لمضايقات وحبس بسبب مواقفه من الحكومة. الآن هي ستكون بجواره ليلا ونهارا. تعرف مشاويره واصدقائه والاماكن التي يغشاها والناس الذين يحبهم والطعام الذي يتناوله بل حتى مواعيد نومه.
وغدا بعد ان ترفع الحراسة عنه، كما رفعت عن الراحل ربما تاتيه وجبة يحب تناولها او سيارة مظللة يعرف من بداخلها فيمضون به بعيدا كما مضت الطائرات بكثيرين، وكما مضى محمد طه.
د. زهير اني احبك والله ...... فاحترس يا عزيزي فقد علمتنا الانقاذ انها لا تؤتمن.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة