|
|
 ياسر فضل المولى يكتب عن الشهيد محمد طه محمد احمد
|
جملة مفيدة
نجم الاركان
ياسر فضل المولي : الرياض
ما ان تلقيت النبا (الفاجعة) حتى عادت بي الذكرى الى تلك الايام البيض –ايام الجامعة ومر امامي شريط طويل يحكي ايام الاداب وذكريات الاسلامية تلك الجامعة الاستثنائية التي كان ابرز مايميزها انها كانت جامعة (عزابة) فكان كل مايدور بداخل اسوارها (خشن) ولعل دوري الانتخابات كان الاكثر خشونة بل كثيرا ماحمل صفة الشراسة في اركان النقاش التي تخلو من أي مظاهر ناعمة تشتت افكار المتحدثين والمستمعين وكان يضرب سماءها مناخ جاف لاتهب علية رياح الكريمات الغربية الرطبة لذا كان الحوار دائما مايلتهب ثم يهدا ليضطرب . كان الصراع يومها على اوجه بين (الاتجاه الاسلامي) و(التضامن الاسلامي) وكان كل جناح يقذف بما عنده من سهام ويقدم ابرز نجوم الخطابه و(الخم) لاحراز اهداف عاجلة وقاتلة تحسم الجولة في ساعاتها الاخيرة . وكان الراحل محمد طه محمد احمد –عليه رحمة الله – احد هؤلاء ...راس حربة مزعج تربك تحركاته دفاعات التضامن الحصينة وكنا نحرص كثيرا على حضور اركان النقاش التي يكون متحدثا فيها. فمثلما كانت كتاباتة جريئة وعنيفة ومثيرة للجدل كانت كذلك خطبه واحاديثة,ولعل ابرز مافي اركان النقاش تلك انه كان ينفعل ويتفاعل مع المداخلات الخشنة من لاعبي الامة والاتحادي واليسار , ولاانسى يومها كوب الماء الذي انطلق من بين يدي طه وحلق فوق رؤوس الطلاب , وكانت ضربة جزاء على المهاجم احرز منها المدافع هدفا لكن جمهور الاسلامية هتف بفشل التحكيم الذي لم يكن موجودا من اصله.
كان ذاك زمان مضى تقلبت بعده الايام وانقلبت علي الجميع –الانقاذ- واستمر طه في التشكيلة الى ان طرد الحكم (مايسترو الفريق ) كابتن الترابي لتتقلب موازين اللعب وتتغير وحدد محمد طه ( يشوت وين) واستمر علي اسلوبه الذي عرفه به الجمهور وزادت الاثارة في تمريراته والخطورة في تهديفاته بعد ان اصبح يعرف الكثير عن الخصم , وساهمت هذه الميزة في اقبال الناس علي صحيفته (الغبشاء) حتى غدت اول جريدة تنفذ ومن الصباح الباكر رغم انه والى حد كبير كان يحررها لوحده وتحدث الناس عن المال الذي هطل عليه بسببها و وان كان ذلك حقيقة فانما تحقق ذلك بجهد الرجل ومثابرته لينقش اسمه بمداد الخلود في خارطة الصحافة السودانية ويبني له مجدا يعلو به اسمه ويسمو وتهبط سيرة قاتليه الى درك سحيق .
رحمك الله ايها الاستاذ الزميل محمد طه فقد كنت مثيرا للجدل وانت حي وهاانت تثيره اكثر وانت تموت مذبوحا , فمثلما رسمت كثيرا من علامات الاستفهام امام مواقف الساسه والسياسيين هاانت ترسم اكبر علامة استفهام في تاريخنا المعاصر وبالاخص في مسرة الصحافة السودانية . فالاسلوب الذي ارادوه لاسكات صوتك وكسر قلمك كان اسلوبا دخيلا والخطة غريبة والتوقيت يرمي بالحرج والعواقب لا احسبها وخيمة فحسب بل تنبي بخريف حارق ومطر يشوي ولايروي . فلا فكاك من امر يحقدق بنا الا بان نتسامى فوق الجراحات فنفترش الوحدة ارضا لنا ونلتحف السلام.
عزيزي الراحل محمد طه في رحلة العوده من الخرطوم بعد المشاركة في مؤتمر الاعلاميين بالخارج والذي كانت ابرز توصياته –بكل اسف-المطالبة بحرية الراي-وفي الطائرة اخترت (الوفاق) من بين كل الصحف بحثا عن الاسرار ومثير الاخبار ولم اكن ادري حينها انني ظفرت باخر السطور وخواتيم المقالات . ولم اكن اعلم ان محمد طه سيرحل بعد ساعات ويترك لنا هذه الصفحات المتواضعة في شكلها الغنية في مضمونها بكل ماهو مثير وشجاع .وسيبقى هذا ((العدد)) ذكرى طيبة نقلب صفحاتها كل حين ,بينما تقلب الدنيا ايامها ولياليها لتكشف (الايادي الغادرة) كما تكشف مصير السودان امام خطط ومهددات قوي البغي والعدوان .
|
|
 
|
|
|
|
Dr.Saeed Zakarya Saeed
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست