تداخلات العلاقة بين الثقافة العربية والافريقية في السودان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-16-2024, 05:30 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-03-2006, 09:14 AM

أسامة أحمد المصطفي

تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 71

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
تداخلات العلاقة بين الثقافة العربية والافريقية في السودان

    يقول الشاعر الفرنسي البارز أندرية فولتير إن أية ثقافة أو لغة تتعرض للانقراض أو تهدد بالزوال هي خسارة للبشرية وللارث البشري ذلك أن وعي البشر يتشكل من خلال المعطيات اللغوية أولا ومن هنا يجيء اختلاف الوعي البشري وتنوعه الذي هو مصدر غني للبشرية. ويقول الشاعر السنغالي السياسي ليبور سنغور الثقافة هي الشعر المحمول على نداء الأفق إلى التسامي والى الاتحاد بالقوة الكونية التي هي الهواء... الهواء الذي يلامس الأشياء، ويتخلَّلها، ويجتازها – دون أن يسمح لها بأن تسجنه.

    في هذا الإطار عانى السودان، هذا البلد القارة الغني، والمتعدد الأعراق والثقافات والديانات، وبرغم أبنائه العلماء والمفكرين والمنتشرين في كل أنحاء المعمورة، في مختلف مجالات الابداع الانساني والعلمي، من صراعات دامية وحرب أهلية دارت عشرات السنين ، ولا زالت تدور و استهلكت ، ولاتزال الكثير من الموارد البشرية والمادية، وأرهقت إنسان السودان ، والذي لا يأمل في غير أن يستطيع العيش بهدوء في العالم غير المتوازن. إن قراءة دقيقة لأدب الخلاف والاختلاف في السودان من خلال تسليط الضوء على المشهد الثقافي السوداني العام باعتباره المحرك الأساسي والجوهري لأفكار الساسة السودانيين جميعا أصبح ضرورة جادة ،في الوقت الذي أصبح فيه التمسك بهوية الأمة وإرثها الثقافي والحضاري هو الواقي والناجع الوحيد لمقاومة رياح التغيير القوية والاستلاب الثقافي التي تطالعنا تحت مظلة العولمة

    بالرغم من ذلك اننافي السودان لا ننظر للوطن في وحدته الثقافية التي تجمع شتات التنوع الثقافي وتنظمه في اطار من الحوار الديمقراطي حيث الوطن هو الزمان والمكان الذي يجمع هذا التنوع في فضاءات السلام حينما تعترف الاطراف جميعها باحقية كل على العيش مع الطرف الآخر تحت مظلة واحدة تمثلها القواسم الثقافية المشتركة التي تمثل بدورها الحد المطلوب للتفاهم والفهم المشترك.

    إن البحث عن الذاتية الثقافية لا تعني على الاطلاق العزلة والانطواء، بل هي سلوك محمود في التميز عن الآخرين وتعليمهم كأسلوب للعيش وصياغة النموذج الخاص الذي تعرفه الشعوب والحضارات الانسانية منذ فجر التاريخ، فالثقافة كما يراها الكثيرون، ليست لوحة رسم أو تحفة يمكن نقلها من مكان إلى آخر، بل هي مضامين شحنات نفسية وذاتية وبيئية من الصعب استيرادها أو فصلها عن بيئتها وكوامنها واشكالياتها الأخرى.

    بقراءة التعريف السابق عن الثقافة وبتطبيقه في نموذج بلد كالسودان يزخر بتعدد البيئات الجغرافية والقبائل واللغات واللهجات، نجد أن الهوية الثقافية واللغوية في مواجهة شحنات نفسية وذاتية وبيئية، تجعل وللوهلة الأولى من الصعوبة بمكان التعامل معها، بل وحتى إيجاد أرضية ثابتة ومشتركة تكون بمثابة انطلاقة لثقافة سودانية مشتركة، جامعة ومعبرة في الوقت نفسه عن الانسان السوداني كله، مما يحتم ضرورة التعامل بوعي كبير مع هذه الدوزنة في اتجاه الوحدة.

    ولارتباط اللغة الوثيقة بالحضارة الانسانية وثقافة البشر باعتبارها المسجل الأساسي لكل حوارات حركة التاريخ في المجتمع، تبقى اللغة في السودان في مواجهة اشكاليات كثيرة متعددة ومتشعبة.
    نحاول هنا مناقشة العوامل المتدخلة في هذا المشكل وهو جملة الفكر الأساسية باعتبار توحيد اللغة القومية بصورة حقيقية لتبقى الخيار الأساسي للكل بدون معاناة يتجهون بعدها للخيارات التي يقرونها مع المحافظة على اللغات المحلية الأخرى كاللغة النوبية في أقصى شمال السودان، ولغات الدينكا والنوير والأنواك في أقصى جنوب السودان من أصل أكثر من مائة لغة محلية يتحدثها أهل وقبائل السودان، وضرورة دراستها وتنميتها لشغل الحيز الثقافي الواسع والمناسب في دفع عملية الثراء الثقافي واللغوي وبناء الشخصية السودانية المتعلمة والمثقفة والواعية لهذا الواقع الفريد والذي يعطي السودان خصوصيته وشكله المميز متجاوزين بذلك كل أشكال الصراعات المؤلمة وغير المثمرة.

    إن تداخلات العلاقة بين الثقافة العربية والافريقية في السودان ـ الذي يبدو واضحا في المشهد الثقافي السوداني، وإن بدا سياسيا ـ فإن الدراسات بهذا الجانب ظلت محدودة ، وربما يبدو من المفيد أن نطلع على تعريف الثقافة من توصيات مؤتمر وزراء الثقافة الأفارقة والذي عقد بأكرا عاصمة غانا في أكتوبر 1975، ويمكن اعتباره من أميز المؤتمرات التي عقدت، ونقرأ تعريف الثقافة بأنها: كافة الموجودات المادية والأخلاقية والروحية إلى جانب المعرفة واللغة والمهارات وسبل التفكير وأنماط السلوك ومختزن التجارب المكتسبة على مر العصور ويبدو أن هذا التعريف هو الأقرب لاستيعاب السودان المتنوع في كل شيء.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de