الأسلحة الكيميائية وحقيقة استخدامها في السودان في منتدى ميديكس للحوار
|
محطات في مقتل شقيقي عمر وثمانية عشر مواطنا في طريق الموت
|
بعد الرضاء بقضاء الله وقدره ، والأيمان بأنه ( لكل أجل كتاب ) ، وأنه ( إذا جاء أجلهم لا يستقدمون ساعة ولا يستأخرون ) ، و (كل نفس ذائقة الموت) ، إلا أنه قد استوقفتني بعض المحطات في الحادث الذي أودى بحياة شقيقي ( عمر كتي ) وثمانية عشر آخرين - عليهم رحمة الله أجمعين - في ( طريق الموت ) طريق مدني - الخرطوم .
من أهم المحطات التي وقفت عندها طويلا أن مستشفى سوبا الجامعي ليس به قسم للحوادث ! تصوروا مستشفى سوبا الجامعي الذي يقع على طريق يسمى طريق الموت ، ليس به قسم للحوادث ، مستشفى يقع على طريق مدني الخرطوم وفي منطقة لا يمر أسبوع دون أي يقع بها حادث ، ليس به قسم للحوادث !. مما اضطر المواطنون لنقل الضحايا إلى مستشفى إبراهيم مالك في الصحافة ، فهل مستشفى إبراهيم مالك أكبر من مستشفى سوبا ؟ وحسب شهود العيان فإن سيارات الإسعاف ظلت تتردد على مكان الحادث إلى الساعة الحادية عشرة ليلا رغم أن الحادث وقع بعد صلاة المغرب مما يعني أن بعض المصابين وصلوا إلى المستشفى بعد أكثر من ثلاث ساعات من وقوعه .
المحطة الثانية هي أن أهم شهود الحادث كانوا هم وزير الداخلية وقادة الأجهزة الأمنية أو قيادات الشرطة المرافقة للوزير ، لأن موكب الوزير كان يسير خلف الشاحنة (القلاب) التي تسببت في الحادث وقتلت تسعة عشر شخصا ، والوزير أصر على أن يتفقد الجرحى بالمستشفى ، إلا أن حراسه حالوا دون وصول العديد من الضحايا إلى مستشفى إبراهيم مالك، بحجة أن السيد وزير الداخلية وقيادات الشرطة داخل المستشفى فلم يسمح لأحد بالدخول وإن كانوا من المصابين في الحادث تصوروا ذلك !!!!!
المحطة الثالثة التي وقفت عندها هي أن السلطات المختصة تقوم بعمل رصيف أو صبة مسلحة لتفصل بين المسارين في طريق مدني الخرطوم ، ولكن للأسف لا توجد أية علامة توضح للسائر في ذلك الطريق أن أمامه رصيف تحت التشييد ، لا إضاءة ، لا عاكس ليلي، ولا شريط أو حتى قماش قديم أو أي معلم ينبه السائق إلى أنه أمامه رصيف أو خطر داهم قد يودي بحياته، وأشهد الله إنني رأيت عددا من العمال يعملون في بناء هذا الرصيف دون أن توضع أي لافتة تنبه السائق لوجودهم ، وبعد فترة من هذا الحادث رأيتهم يضعون لافتة لا تبعد عن مكان عملهم أكثر من ثلاثة أمتار ، وحينها تذكرت العلامات التي تقابلنا في الطرقات في بلاد الله الواسعة من قبل أكثر من خمسة كيلومترات لتنبهك بأن أمامك تحويلة أو أمامك إصلاحات في الطريق .
أما المحطة التي وقفت عندها كثيرا وكثيرا جدا فهي قيمة الإنسان في بلادي، تلك التي لا تساوي شيئا عند المسئولين !!!. وقع حادث في مدينة سانت كاثرنز الكندية عند مدخل طريق نياقرا للطريق السريع طريق الملكة اليزابث (QEW) قبل شهرين ، أدى الحادث لوفاة طفلة كانت ضمن ركاب إحدى السيارتين اللتين اصطدمتا عند المدخل ، وما أعظم قيمة الإنسان ، تصوروا الإذاعات ، المحطات التلفزيونية ، الصحافة ، مجلس المدينة ، حكومة الولاية ، الدنيا قامت ولم تقعد ، وتم فورا اتخاذ قرار بإغلاق المدخل ، إلى أن يتم معرفة الخلل في الطريق الذي أدى إلى هذا الحادث وإصلاحه، علما بأن المدخل عمره عشرات السنين ولم يحدث فيه حادث ، وفي بلادي تؤدي الحوادث في طريق واحد إلى مقتل أكثر من خمسين شخصا خلال أسبوع واحد ولا يحرك ذلك ساكنا . بعد يوم واحد من وصولي إلى الخرطوم لتقبل العزاء في شقيقي وقع حادث في نفس الطريق أدَّى إلى وفاة ثمانية أشخاص ، وبعده حادث يؤدي بحياة شخصين وأمس الأول حادث رابع في منطقة البشاقرة يؤدي بحياة 27 شخصا ، ولا أحد يحرك ساكنا ، تجده خبرا في الصحف الصباحية مثله مثل أي خبر عادي والسلطات ( ساده دي بي طينة ودي بي عجينة ) !!!.
مع قناعتي بأنه لكل أجل كتاب ، والأمور مقدرة . إلا أنني أيضا وأجزم وعن قناعة بأن شقيقي ( عمر ) مات مقتولا ، وقد اشتركت في جريمة قتله عدة جهات، منها سائق الشاحنة، الذي كان يسير بسرعة جنونية، حسب شهود العيان ، وقد أطلقت السلطات سراحه في نفس اليوم بحجة أن سيارته مؤمنة تأمينا شاملا، ولا أدري أين الحق العام في مقتل تسعة عشر شخصا، ( مع أن الحق الخاص نفسه تجري فيه مساومات الآن! ) ، شاركته في الجريمة السلطات الصحية والأمنية التي تركته ينزف ولعدة ساعات دون إسعاف في حين انه كان واعيا يتحدث معهم ويترجّاهم قطع رجله المصابة لوقف النزيف ، وهم يتعللون بتجهيز غرفة العمليات إلى أن فارق الحياة وهو في صالة الحوادث . ثم الجهات التي تقوم ببناء الرصيف في طريق الموت والتي لا تضع فيه أي علامات تنبه السائقين لذلك الرصيف . والجهات التي تعلم وتصر على أن لا يكون مستشفى بمثل هذا الحجم وهذا الموقع دون استعدادات لإسعاف الحوادث والحالات الطارئة .
غلبتني الكتابة، أسال الله أن يصبر والدتي وزوجة المرحوم وبناته وابنه وشقيقاتي وأشقائي وجميع الأهل وأن يتقبل المرحوم (عمر) القبول الحسن ، وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة ، ونسأله تعالى أن يبدله دارا خيرا من داره ، وأهلا خيرا منا ، وزوجا خيرا من زوجه إنه سميع مجيب .
أبو قصي
|
|

|
|
|
|
|
|
Re: محطات في مقتل شقيقي عمر وثمانية عشر مواطنا في طريق الموت (Re: ABU QUSAI)
|
لاحول ولا قوة الا بالله
Quote: التي تركته ينزف ولعدة ساعات دون إسعاف في حين انه كان واعيا يتحدث معهم ويترجّاهم قطع رجله
المصابة لوقف النزيف |
لقد قتلوه يا اخي كما يقتلون كل الشرفاء
قبل حوالي الاسبوعين قتل الشاب عبد لمنعم موسى عضو المنبر
ووقعنا على بوست لادانة قتله,فهو قد ظل بالمستشفى اكثر من ثلاثه ايام
ويبدو انه كان يعاني من نزيف داخلي ولم يعرف احد,وكان هنالك جهاز يدلهم
على ان الاكسجين بجسده قليل ,وطبيبة التخدير غائبه يومين و...و...الخ
وكان شابا وامامه الحياة لكنهم تركوا الحياة تتسرب من بين يديه
صدقني كلهم قتله,رحم الله اخيك وستر على من تبقى من اسرتك فالموت يحصد ابناء
شعبنا بكل سهوله.
وان وجدت زمن عرج على بوستات للاخ يازول يازول هشام شيخ الدين
حيثوا فقدة اسرتهم اسرة كامله اب وام وطفله وكلها قصص الحوادث والاهمال بالمستشفيات.
وبلهم اخينا عبد الماجد فرح ورغم مرضه العضال لكن برضه طب السودان استعجل وفاته
حيث ثقبوا رئتيه بانبوب التغذيه بدلا عن توصيلها للمعده وملأوا رئتيه بالماء!!!!!
رحم الله اخوتنا وصبر اهلهم.
تراجي.
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: محطات في مقتل شقيقي عمر وثمانية عشر مواطنا في طريق الموت (Re: Tragie Mustafa)
|
شكرا تراجي على المرور ، وفعلا يموت الإنسان في بلادي سلفقه ومعظم الوفيات في بلادي تكاد تكون جرائم قتل من سبق الإصرار والترصد ، أو على الأقل تلك التي تنتج عن الحوادث المرورية .
للأسف لم أستطع المرور على تلك البوستات التي ذكرتيها لأنني كنت في السودان وطوال الفترة كنت مرافق للاسرة وأبناء المرحوم ولم أدخل النت إلا بالامس بعد عودتي وسأمر عليها اليوم إن شاء الله .
شكرا مرة اخرى على المرور .
| |

|
|
|
|
|
|
Re: محطات في مقتل شقيقي عمر وثمانية عشر مواطنا في طريق الموت (Re: ABU QUSAI)
|
يا الله البركه فيكم اخونا ابو قصي يبدو انني كنت في الاجازه اثناء وفاه اخيك ربنا يعظم اجركم ويجبر كسركم ويجعله ضيفا كريما عنده . قلوبنا تدمي لما يحدث في الوطن يبنون العمارات الشاهقه ويشترون اليخوت الرئاسيه ويهدون عدد من عربات الاسعاف المجهزه للبنان والمواطنون السودانيون يفتقرون الي ابسط متطلبات الرعايه الصحيه( والمثل بيقول الزيت لو ما كفي اهل البيت حرام علي الجيران ) اضف لذلك الاهمال الواضح في حاله اخيك وفي حالات كثيره لا تحصي ولا تعد بالمستشفيات الفقيره تجهيزا وكوادر. والله ما عارفين نشكي لي منو الله فتر من شكيتنا
| |

|
|
|
|
|
|
Re: محطات في مقتل شقيقي عمر وثمانية عشر مواطنا في طريق الموت (Re: Tumadir)
|
Dear Aboqusi
My sincere condolences.Thank you for asking WHY, if no one ask nothing will ever change, and I hope your next visit to Sudan is a happy one. May be something good will come of your late brother'spremature death.Fo example, a road safety campaign in the name of your brother sponsored by Sudanese on line.I am sure you will find many people to support this initiative myself included
My empathy to your family and best regards
Adil
| |

|
|
|
|
|
|
Re: محطات في مقتل شقيقي عمر وثمانية عشر مواطنا في طريق الموت (Re: Rashid Elhag)
|
الاخت / Sudania2000
لك التحية
هل تصدقي يا أختي رغم هذه الحوادث المفجعة وهذا الهلع في طرقنا السريعة لا يوجد في السودان أي أخصائي حوادث وإصابات ACCIDENTS & TRAUMA ، فلماذا لا يتصرف المواطنون مع اصابات الحوادث بهذه العفوية وتلك اللامبالاة في إسعاف المصابين . كما أنه وحسب بعض الأصدقاء العاملين في الحقل الطبي لا يوجد أي أخصائي عظام خارج العاصمة المثلثة .
ويااااااااااا حليك يا بلدنا .....
تشكري على المرور
أبو قصي
| |

|
|
|
|
|
|
Re: محطات في مقتل شقيقي عمر وثمانية عشر مواطنا في طريق الموت (Re: محمد المرتضى حامد)
|
Quote: يفتح مكتبنا على مكتب زميلنا اخر محامي وهو مستشار لشركة تامين ومن خلال المتابعة على كل راس يومين حادث وموت في طريق مدني الخرطوم وفي نفس الامكان ولكن الانسان رخيص في بلادي. |
الأخت / هنادي
لك التحية والشكر الجزيل على المرور
هل تصدقي انه شركة التأمين داخلة في مساومات مع أسر الضحايا وكل يوم مندوبين الأسر يروحوا ويرجعوا ولاحظي دا الحق الخاص ، أما الحق العام فقد أسقط في نفس يوم الحادث حيث أطلق سراح السائق المتهور الذي قتل تسعة عشر نفسا دون أي مساءلة بحجة أن شاحنته مؤمنة تأمينا شاملا . وطلع من جريمته زي الشعرة من العجين ، اللهم إلا من تأنيب الضمير إن كان له ضمير يحس بفعلته هذه .
وكما قلتي كل يومين حادث في طريق مدني الخرطوم يروح ضحيته عدد من البشر والسلطات لا تحرك ساكنا ...
وآآآآآآآآآآآه يا بلد
شكرا مرة أخرى على المرور ،،،،
أبو قصي
| |

|
|
|
|
|
|
|