أهمية الحوار بين الثقافات السودانية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-16-2024, 09:55 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-28-2006, 04:08 AM

أبوذر بابكر
<aأبوذر بابكر
تاريخ التسجيل: 07-15-2005
مجموع المشاركات: 8610

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أهمية الحوار بين الثقافات السودانية

    إن الإستمرار والتمادى فى إعتماد الثقافة ذات البعد الواحد، فى أى مجتمع تتكون أنسجته من ثقافات متعددة، لهو أمر يؤدى ويقود إلى حتمية الإنهيار، إذ لا بد من الإعتراف أولا بالثقافات الأخرى للجماعات والأقليات المشاركة أو المتشاركة ورد الإعتبار لها، ومن ثم ينداح الأمر إلى أفراد أو جماعات تلك الثقافات.

    هنا مجموعة رؤى وملخص قراءات عديدة فى شأن المشكل الثقافى السودانى، والثقافة هنا تعنى كل أنماط وطرق ومدخلات ومخرجات حياة الفرد أو الجماعة بكل ما فيها من جزئيات وعناصر.

    بدءا، إن الإعتراف بحق الثقافات المتعددة لأقليات أو جماعات ما فى أى مجتمع متعدد، هو المفتاح السرى الأول وربما الوحيد والذى يفضى بابه إلى خلق وتهيئة المناخ لإجراء الحوار بين تلك الثقافات، فالإعتراف يمهد السبيل لمعرفة نقاط الإلتقاء ونقاط الإختلاف، لذا فإن أى تمازج ثقافى لا يتم إلا بالإعتراف المتبادل بين ثقافات الأقليات، فالسودان يمثل أنموذجا مصغرا لما يجرى إقليميا وأفريقيا على وجه التحديد، وكونيا ايضا من ناحية تعدد أنماط ثقافة البلد الواحد، فللحصول على تمازج ثقافى دائم ومستقر لا بد من الحوار، مع التشديد والتركيز على أهمية تفسير هذه الثقافة أو تلك، بمستويات المزج القومى الأشمل.

    يرى البعض أن الحوار غير ممكن فى شأن المواضيع الثقافية والإجتماعية، فهم يرون أن الحسم يجب أن يكون عن طريق الصراع وليس الحوار، وهذا قد يكون صحيحا فى بعض أحايين، ولكن حتى مثل هذا النهج فى الحوار يمكن أن يتخذ هيئة الحوار المتواصل إذا توفرت له الأسباب والسبيل الصحيحة، فقد يكون الصراع مسلحا أو قد يكون مستترا غير ظاهر لا يريد أهله الإعتراف بوجوده، على الرغم من حقيقة وجوده، وكلا هذين النوع متوفر وموجود فى السودان
    ومن هنا يتوفر خياران، الأول هو أن يحدث الصراع الثقافى بشكل قمعى سلطوى يقود ويؤدى إلى تجريد ثقافات معينة من قدرتها ليس على الإستمرار فحسب، بل قدرتها على الوجود ومحاولة غذابتها فى أتون ثقافة أخرى، والثانى هو أن توفر الفرصة للأقليات الثقافية لتظهر ما لديها، والمحصلة الأخيرة تكون فى إيجاد وخلق ثقافات متعددة متفاهمة متمازجة تفضى إلى قبول متبادل وخلق وطن يسع الجميع.

    يمكن أن يتم الحوار بين الأفراد، اللغات، المؤسسات الثقافية/ إن وجدت، أو بين القيم المجتمعية فى شكلها الأعم
    ومثال على حدوث الحوار بين الأفراد، كما أورده الدكتور نور الدين ساتى، هو العلاقة بين المخدم والخادم، والتى لا تخرج فى حدها الأدنى من كونها علاق صراع أكثر منها علاقة حوار، فهنا يعتمد الأمر على الطرف الأقوى/ إقتصاديا وثقافيا، وهو المخدم، فإذا أظهر المخدم الإهتمام بخادمه، والكلام لا يزال للدكتور ساتى، وعامله على أنه بشر مثله وحاول أن يفهمه وخلفياته الثقافية، ففى هذه الحالة يكون الوضع أقرب إلى الحوار منه إلى الصراع، مع بقاء الصراع قائما من الناحية الموضوعية.

    ولكن، وعلى الرغم من نذر ألإيجابية التى تظهر فى تحليل الدكتور ساتى، تبقى هناك بعض العوامل التى تعمل على تأجيج أوار الصراع بدلا من خلق أرضيات الفهم والإستيعاب، وأعنى بذلك الأفكار الثقافية الإستلابية المسبقة والصلف الإجتماعى والإستغراق فى الذاتية، فإذا نحن نظرنا قليلا فى سلوكيات وأخلاقيات البعض، نجد أنهم ما زالوا يعتمدون ذات النظرة إلى بعض أهل المناطق التى لم تنل حظها من التنمية بشكلها الأوسع سواء كانت تعليمية أو ثقافية أو عمرانية الخ، ينظرون إليهم بذات النظرة الإستعمارية القديمة، وهذا ربما يكون سببا اساسيا فى تأجيج نار الصراع الثقافى والذى يقود مباشرة إلى اشكال أخرى من الصراع أكثر إتساعا وأشد فداحة، والأمثلة شاخصة وقريبة فى وطننا السودان.

    فالخطوة الأهم فى نظرى، هى النظر بطريقة محايدة ومتفهمة إلى جميع العناصر الثقافية للأقليات ورمى النظرة أو الأفكار المسبقة بعيدا، ثم تمثل كل هذا التراث الثقافى المتراكم ومعالجته نقديا وتحليليا بشكل يفضى إلى مدخل قوى للتلاقح ثم للتمازج المنشود.

    إذن، فالحوار يحمل أشكالا عديدة، فهو حوار بين المكونات الثقافية للأمة السودانية كلها، وحوار بين العناصر الداخلية المكونة لكل ثقافة على حدة.

    أما الحوار بين اللغات فى السودان، فربما يكون هو الشكل الأجمل الذى تم بالطريقة المطلوبة والتى حدثت ربما بغير وعى أو قصد بين العديد من أهل اللغات المختلفة فى السودان، ولو تم الأمر فى أجناس الثقافة الأخرى بهذه الطريقة منذ البداية، لكفى الله السودان شرورا كثيرة
    فقد تم تمازج وتزواج نتج عنه هجين معروف وملموس فى السودان، وخلقت لغة هجينة فيها شئ من العربية والنوبية والفوراوية والتبداوية ومن الدينكاوية، وقد إختفى الكثير من معالم هذه التعابير أو تلك المفردات الداخلة هنا وهناك ونتج ما يمكن أن نسميه باللهجة السودانية، واصبحت تركيب لغتنا الدارجة شبيه بتركيب الجنس السودانى، فهو تركيب تتداخل فيه كل تلك العناصر بنسبها المختلفة.

    فى السودان حسب بعض الإحصائيات نحو من مائة وأربعين لغة ولهجة، ومن اليسير جدا أن تجد شخصا يتحدث بلغتين أو ثلاث فى الوقت نفسه، وهذا دليل على قوة اللغة فى السريان ثقافيا بين عديد الثقافات المتباينة

    لا بد من خلق الجو الملائم لتوطيد الحوار الثقافى، فمنه وبه يحدث وينتج ما تعجز عن صنعه كل اشكال المداواة الأخرى

    وما حدث فى السودان ولا يزال يحدث، هو نوع من الصراع القوى والمؤذى فى بعض الأحيان، الأمر الذى أنتج نوعا من الحوار الخفى بين الإنسان ونفسه، ومثال على ذلك نجد أن الإنسان السودانى فى منطقة الوسط، قد يجد ذاته فى بعض اللحظات وهو لا يعرف من هو تحديدا، فهو من جهة نوبى بواجهة عربية ومن أخرى عربى بواجهة نوبية، على عكس إنسان السودان فى مناطق أخرى منه، فهو يعرف تحديدا من هو، مع الأخذ فى هكذا صراع للجانب الإيجابى والذى يمجد "الجنس الهجين" حسب مقولة ليوبولد سيدار سنغور، بأن الجنس الهجين هو جنس المستقبل.

    إذن فالحوار وحده هو الأجدر بتقديم الحلول لجميع التناقضات والإشكاليات الثقافية بين الأفراد والجماعات، وإذا كانت الثقافات فى كل العالم الآن تمضى صوب الوحدة والإنصهار، فإن "السودانوية" عندنا تمثل واحدا من أهم نقاط الإلتقاء الكفيلة بتجميع كل هذه الثقافات الغنية المحتشدة بالحياة فى داخلها، فالحوار بين كل القيم الإجتماعية والأصالات التراثية فيها، توفر الظروف الصحيحة والصحية لخلق إنسان سودانى صحيح ومعافى إجتماعيا وثقافيا

    فالحوار أولا والحوار ثانيا

    والحوار أخيرا
                  

08-29-2006, 05:32 AM

أبوذر بابكر
<aأبوذر بابكر
تاريخ التسجيل: 07-15-2005
مجموع المشاركات: 8610

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أهمية الحوار بين الثقافات السودانية (Re: أبوذر بابكر)

    In
                  

09-10-2006, 04:41 AM

أبوذر بابكر
<aأبوذر بابكر
تاريخ التسجيل: 07-15-2005
مجموع المشاركات: 8610

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أهمية الحوار بين الثقافات السودانية (Re: أبوذر بابكر)

    تجديد

    طرق ووسائل الحوار
                  

09-20-2006, 06:48 AM

أبوذر بابكر
<aأبوذر بابكر
تاريخ التسجيل: 07-15-2005
مجموع المشاركات: 8610

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أهمية الحوار بين الثقافات السودانية (Re: أبوذر بابكر)

    للقراءة
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de