عم كلمنت: في ذكرى كلمنت مبورو (1919_2006) (1-4)

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-12-2024, 00:19 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-26-2006, 06:59 AM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52569

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عم كلمنت: في ذكرى كلمنت مبورو (1919_2006) (1-4)


    عم كلمنت: في ذكرى كلمنت مبورو (1919_2006) (1-4)

    بقلم: الأستاذ بونا ملوال

    ترجمة وتحرير عبد الله على إبراهيم

    توفي إلى رحمة مولاه كلمنت مبورو الإداري المطبوع والسياسي ورجل الدولة الجنوبي بالمنفي في كينيا بتاريخ السابع من يوليو 2006. وقد عاش بالمنفى منذ اندلاع الحرب الأهلية الأخيرة في 1983. وقد ترك فينا ابنة وسبعة أبناء والعديد من الأحفاد.

    ووري جثمان كلمنت في مدينة واو التي مثلها في مجالس نيابية عديدة منذ 1968. وما علم الفريق البشير، رئيس الجمهورية، برحيل كلمنت حتى أمر بأن تتكفل الدولة بحمل جثمانه إلى الوطن ليوارى بقريته مبورو إن وافق ذلك رغبه أهله. وعين الرئيس وفداً من حكومة الوحدة الوطنية على رأسه السيد الزبير بشير طه وزير الداخلية ليشهد مراسم الدفن. وقد كنت من بين أعضاء هذا الوفد. وأعدها حظوة كبري لي أن أكون من بين من القوا النظرة الأخيرة على كليمنت وشيعوه إلى مثواه الأخير. عليه رحمة الرب ورضوانه.

    واتفقت عائلة كليمنت على عودة الجثمان للوطن. وأسعدها أن تضم قرية مبورو، التي انبني الرجل من صلصالها، رفاته. إلا أنها أرادت لرجل مثله في الأمثولة أن يدفن في موضع تصطرع فيه الأحداث ويشهد الناس منافع لهم فيه. واتفقوا مع حكومة غربي بحر الغزال أن يكون مقر كلمنت الأخير أميز المواضع من مدينة واو، عاصمة الولاية، التي كان فارس سياستها المغوار. وقد حفوه بمراسيم دفن عصماء بميدان الحرية على التلة الوحيدة بالمدينة. وخرجت المدينة في اختلاف ألوانها والألسن عن بكرة أبيها تودع الرجل إلى مثواه الأخير. ولم يسبق للمدينة هذ الحشد يجتمع قلبه بالولاء على محبة رجل أو إمرأة. وهذا ما سيملأ صدر الراحل بالفخر. ليس من دين بين الأديان قاطية إلا وقد اعتقد في خلود الروح بعد الموت لترى ما يقوم بها الناس من جهة توقيرها. وجرياً وراء هذا الثابت الديني فالعم كلمنت قد مضى إلى قبره سعيداً لأن أهله حزنوا عليه كثيراً وشيعوه وقد لفتهم غلالة من الأسى في يوم 13 يوليو 2006.

    وقد أعزه جيله السياسي وجيل التابعين بحضور مراسيم تشييعه. فقد كان حاضراً السيد ابل إلير النائب الجنوبي الأول لرئيس الجمهورية ورئيس المجلس التنفيذي العالي للجنوب من 1972 إلى 1978 و1980إلى 1981. وكان حاضراً اللواء بالمعاش جوزيف لاقو النائب السابق لرئيس الجمهورية 1978-1980 والسيد قسم الله عبدالله رصاص الرئيس السابق المؤقت للمجلس التنفيذي العالي 1980-1981. فشهود الزعماء الثلاثة للتشييع لم يكن تذكيراً قوياًً بأهمية أن تستمر التقاليد المتحضرة في أداء الدولة لوظائفها فحسب بل كانت خطبهم التي رثته عند عتبات رئاسة حكومة الولاية تذكيراً أيضاً لأهل المدينة، ومن خلالهم لأهل السودان قاطبة، أن يرتفعوا إلى المثل الغراء التي التزم بها الفقيد يريد للسودان العزة ولشعبه الوحدة والمنعة والتآخي.

    ولقد أحسن السيد عوض جمعة أمان، نائب والي ولاية بحر الغزال، في ترتيب مراسم دفن كلمنت إحساناً كبيرا. لقد لقي منه وفد حكومة الوحدة الوطنية استقبالاً مسئولا كما كرم السيد عوض جسد كلمنت المسجي في مطار جوبا تكريماً خليقاً بابن بار بالولاية ورمز سيدوم في السجل والذاكرة. وقد ناشد نائب الوالي أهل واو خاصة وعموم السودانيين في الشمال والجنوب أن يقتبسوا من سيرة كلمنت المثل العليا حتى يحب واحدهم الآخر وأن يحبا وطنهما وأن يعملا سوياً لوحدة البلاد. فلن يرضي كلمنت في قبره بغير أن نذكر له في مراثينا هذه المعاني الغراء الفارعة التي عاش لها وتوفي ثابتاً عندها.

    ولد كلمنت مبورو في يوم 19 أغسطس 1919 بقرية مبورو غربي مدينة واو للسلطان مبورو زعيم قبيلة ندقو التي هي واحدة من أكثر الجماعات تأثيراً بين شعب الفرتيت. فلغة ندقو مثلاً يتحدثها كثير من الفرتيت وهي وسيط التدريس لنظام التعليم الأهلي بغرب بحر الغزال. وقد تجلت قدرات سلطان مبورو الإدارية في جعله قرية مبورو واحدة من مراكز التعليم المقدمة بالجنوب عامة وبحر الغزال خاصة. وكانت القرية موضعاً اختارته الكنيسة الكاثوليكية في باكر القرن الماضي لإقامة أول إرسالية لها نهض بها آباء الكمبوني ممن اشتهروا بالآباء الفيرونيين. والتحق كلمنت بهذه المدرسة الإرسالية في منتصف العشرينات وكان من أوائل الطلبة بها. وأكمل كلمنت تعليمه الأوسط، في آخر الثلاثينات بمدينة بسري التي تقع على مسافة 10 أميال جنوبي واو. ولتعذر فرص التعليم ما فوق الأوسط آنذاك تعين كلمنت في سلك صغار الكتبة بالإدارة الاستعمارية بحاضرة أمادي بوسط الإستوائية. فقد كانت بحر الغزال، مديرية كلمنت الأصل، جزءاً من الإستوائية في تلك الفترة. وقد سطعت قدرات وذكاء كلمنت حتى وهو يؤدي مهامه الصغرى هذه. واتيحت له الفرصة لاحقاً ليلتحق بمركز جوبا للتدريب في مهارات الإدارة ليصبح كاتباً تاماً حسن التأهيل. وقد اتيح له أن يترقى شئياً ما ليصبح ضابطاً إدارياً في الحلقة الدنيا من الإدارة بفضل ضغوط الحركة الوطنية التي حملت الإدارة الاستعمارية لتنمية قدرات السودانيين بعامة بتوسيع فرص تعليمهم وتدريبهم في إدارة بلادهم. والتحق كلمنت بعد ذلك بمدرسة الإدارة التي كانت جزءاً من كلية غردون التذكارية التي صارت جامعة الخرطوم فيما بعد.

    وتعين كلمنت في وظيفة مساعد مامور بالسلك الإداري لدى تخرجه من كلية غردون التذكارية في أوائل الأربعينات. ولما جاءت السودنة، التي حل بها السودانيون وظائف البريطانيين، كان كلمنت قد بلغ وظيفة المامور. وقد بقي في هذه الوظيفة بينما قفز جيله من الشماليين بالزانة مرة ومرتين ليسودنوا مفتشي المراكز الإنجليز. ولم يحظ كلمنت حتى بوظيفة مفتش المركز المساعد. ومن وقتها أصبح اسم كلمنت رديفاً لتهميش جنوب السودان وبالنتيجة رمزاً لسخط الجنوبيين السودانيين. ويمكن القول بغير لجاجة إنه أصبح رمزاً لمقاومتهم للسياسات المجحفة لدولة السودان المستقلة الناشئة. ومما يصعب تصديقه على الإطلاق أن هذا الكيد له لم يذهب بلب كلمنت شعاعاً وظل يدعو بغير هوادة لوحدة السودان منذ 1947.

    ولم يهن كليمنت أو يضعف وفرصه في الترقي في مهنته تضوؤل بسبب وقوفه الصلب بجانب حق شعب الجنوب في العدل والحرية. فقد قاوم بثبات سياسات نظام الفريق عبود لإسلمة وتعريب الجنوب. ودفع الثمن. فقد ألقاه السيد علي بلدو، مدير الإستوائية في الستينات، في سجن جوبا بزعم اقترانه بأكثر من زوجة مما لا ينبغي لمسيحي مثله. وبرغم التهميش المتعمد سياسياً الذي تعرض له كلمنت اطرد تقدمه في سلك الإدارة العامة فترقي لوظيفة المساعد لمدير المديرية في منتصف الستينات ثم النائب لمدير المديرية قبل أن يترك الوظيفة الحكومية للسياسة. وقد خدم كإداري في بقاع عديدة في القطر: جوبا في الإستوائية، بورتسودان بشرق السودان، ودارفور بغربه. وشغل وظيفة معتمد مدينة بورتسودان لفترة طويلة وقد أحبه أهلها وترك فيهم ما أحبوه من حب الحق والعدل وما ظلوا يتذاكرونه ابداً.

    وكان كلمنت من بين ممثلي الجنوب في مؤتمر جوبا في عام 1947. وقد انعقد المؤتمر بدعوة من السكرتير الإداري الاستعماري ليقرر إن كان جنوب السودان سينضم إلى شماله في قطر واحد مستقل أم أن الجنوب سيخلع نفسه عن الشمال ويكون أمة لوحده. وقارئ سجل المؤتمر ووقائعه سيجد أن كلمنت كان واحداً من دعاة الوحدة بين الجنوب والشمال. وظل على عهده هذا حتى موته في منفاه بكينيا في السابع من يوليو 2006. لم يبدل كلمنت عقيدته في وحدة السودان بل اطرد مع ذلك جهاده في الدعوة لحرية الشعب الجنوبي وحقه في المساواة في وطنه. ومما سيبقى من ذكر هذا الرجل المأثرة أنه كان بوسعه أن يبتذل وحدويته بالتهافت على القوى التي توالت على حكم السودان. ولم يفعل ذلك وشعبه يخوض معركة للكرامة والحق. فوحدويته كانت وحدوية الشجعان التي تشترط لتلك الوحدة أن تكون على محجة العدل والنصفة. ولذا مات في المنفي في سن الثامنة والسبعين فقيراً معدماً. وكان في شيخوخته مؤرق الخاطر ومشبوب الخيال بالنضال المسلح لشعب الجنوب ليكتب اسمه بقوة في خارطة السودان.

    لقد اقتربنا، كلمنت وأنا، خلال فترة المنفي السياسي بعد 1989 من بعضنا البعض جداً. وأصبح أمرنا حميماً. فقد عشت في بريطانيا ولكن كثيراً ما زرت كينيا وجنوب السودان خلسة من غير بوابة الحكومة القائمة. وبدأت صحة عم كلمنت تعتل على أيامنا تلك وهجم عليه ترذل العمر. وكان عيشه ضنكاً في كينيا. ولم يمر لقاء من لقاءات المنفى هذه دون أن تكون له مسألة تستوجب العناية. ولم يكن بوسعي فعل الكثير بالطبع ولكني لم أتأخر. وقبلها الرجل العفيف مني كابن قديم له. فلم يتكفف أحداً. وإنني لمن السعداء لأنني كل ما لقيته وجدتني أودي تبعاتي الصغيرة حيال هذا الرجل الكبير

    ومن حسن الطالع أن كلمنت تزوج في كينيا وللمرة الثالثة بالسيدة أديلي الرواندية الجنسية. وقاسمها أكثر سنيه الأخيرة العشرين بالمنفي بكينيا. وقد وقع على هذه السيدة الرواندية الشفوقة السخية عبء أن تٌعني بعم كلمنت وتمارضه خلال اعتلال صحته في سنواته الأخيرة. وكان الجنوبيون ينادونها ب "العمة إديلي" عرفاناً منهم بصنيعها الحسن في "العم كلمنت" في زمن للمنفي والحاجة والمرض. ومن الفاجعات المؤسية أن لقيت "العمة اديلي" مصرعها بدارها وبيد قريب لها بعد نزاع عائلي. ولربما كان موت إديلي الفجاءة هذا هو الذي عجل بنهاية حياة العم كلمنت. فالعمة أديلي وحدها كانت من يضمد جراح عمره الكبيرة ويقوى على مغالبة الداء والأدواء تحت جناح رحمتها. وسار العم كليمت في طريق الأولين والآخرين وقد مضت أديلي قبله فيه.

    لست ممن يعد نفسه من المتدينين بصورة أو اخرى. ولكنني أزعم بغير تردد إن كان ما رأيته عن كثب، وخلال أربعين عاماً، من حياة كلمنت ليس هو التدين السمح فما هو هذا التدين الذي ينشدون. كانت الصلاة أكثر همه وكان لا يتأخر عن عون المحتاج والصلاة لأجل أن يرفع الله عنهم ذل الحاجة.

    ليرطب الرب روح العم كلمنت مبورو بالثلج والندى في ملكوت رحمته الأبدي.

    ونقف في الحلقة القادمة عن الرجل في منعطف هام من حياته ارتبط بثورة اكتوبر والأحد الدامي في 4 ديسمبر 1965.


                  

08-26-2006, 07:13 AM

doma
<adoma
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 15970

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عم كلمنت: في ذكرى كلمنت مبورو (1919_2006) (1-4) (Re: Deng)

    ندعو الرب للعم كلمنت امبورو حبيب الشعب بواسع الرحمه خالص العزاء لاسرته
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de