الشاعر عمر الحسين محمد خير

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-16-2024, 01:03 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-24-2006, 00:30 AM

Ahmed Abushouk

تاريخ التسجيل: 12-08-2005
مجموع المشاركات: 344

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الشاعر عمر الحسين محمد خير

    الشاعر عمر الحسين محمد خير
    يا شمعة كانت تذوب وتحترق من أجل إسعاد الآخرين

    د. أحمد إبراهيم أبوشوك
    كوالا لمبور، ماليزيا

    مقدمة
    كتب الأستاذ كمال علي الزين إطلالة حزينة على صفحات "منتديات سودانيز أون لاين"، حيث نعي فيها الشاعر المطبوع والأديب اللوذعي عمر الحسين محمد خير، بلغة راثية، وفرضيَّة مفادها أن بلادي لا تحتفي بسير المبدعين والأعلام، لأن عمر الحسين مات في حلة كوكو وحيداً وغريباً دون أن يعلم بوفاته أحد، "مات كما مات الجاحظ وسط كتبه وأراقه ومراجعه، واكتُشفت جثته بعد ثلاثة أيام، في خلوته ينشد الهدوء لإنجاز عمل أدبي كبير للشاعر حسونه". (الكيك، سودانيز أون لاين) وعضد هذه الفرضية بشهادات صديقه الأستاذ محمد إبراهيم أبوشوك، الذي كانت تربطه بعمر الحسين علاقة ودِّ شفيف، ووشائج قربى من نوع فريد، قوامها الاهتمام بتراث شريحة من شرائح المجتمع السوداني، تقيم على ضفاف النيل الخالد، الذي اكسبها فناً ذواقاً وعطاءً إنسانياً مبدعاً. بحق قد قرأتُ هذه الإطلالة بحزن عميق وأسى جامح، لأنني كنت على معرفة بعمر الحسين ومشروعاته التوثيقية، وكنت أيضاً مشغولاً بجمع بعض القصاصات التي ربما تعينني في إعداد بحث يليق بقامة هذا الرجل المغمور، الذي قصَّرت قامة الوطن المثخن بجراحاته عن تقدير عطائه الدافق. وفي ضوء هذه الإطلالة الباكية بأجفان شادٍ شرعت في كتابة هذه السطور وفاءً وعرفاناً لابن "نوري" الأغر، الذي كان شمعة تذوب وتحترق من أجل إسعاد الآخرين، واستجابة لنداء الأستاذ كمال علي الزين، ذلك النداء المرهف الجريح.


    من أين أتى هذا الرجل؟
    أتي عمر الحسين محمد خير من صلب قرية نوري وترائبها، تلك القرية الوادعة على ضفاف النيل، والتي اشتهرت بخلاوى الحواجنير، والحمدتياب، والناطقاب، والكوارير، والعراقاب، أنجبت ثلة من الشعراء والمبدعين أمثال الشاعر محمد الحسن سالم (حميد)، وأستاذ الفن التشكيلي محمد أبوسبيب المقيم بالسويد. بدأ الصبي عمر رحلته التعليمية في تلك البيئة المعطرة بتراتيل القرآن الكريم، والمادحة بأدبيات حاج الماحي، والمغنية بأشعار حسونه، ومنها هاجر في طلب العلم والمعالي، حيث استقام ميسم تحصيله النظامي في مدرسة خورطقت الثانوية بولاية كردفان، وبعدها آثر الحياة العملية موظفاً ببنك الدولة للتجارة الخارجية (بنك الخرطوم).

    هكذا نشأ عمر الحسين نشأة متواضعة كسائر أترابه في الريف، وترعرع شاعراً مرهفاً منذ سني حياته الباكرة، التي تفتقت قريحتها الشعرية بقصيدة نظمها استجابة لرغبة جدته، التي كانت تحفظ مقاطع قصيدة أُنشدت في مدح زوجها الراحل:

    بابك ما انقفل ونارك تجيب اللم
    وما بتحلف تقول غير استريح حرم

    وكانت الجدة تتفرس في حفيدها عمر مشروع حلم يكمل صياغة هذه الأبيات في شكل لوحة شعرية مادحة لفضائل الجد الفقيد، تشفي بها غلواء حدادها المكلوم، وترد غربة ذاتها الضائعة في سماء حزنها المهيب وغياهب حرمانها الجارفة. فهكذا صدق حدسها اللماح وتحقق حلمها الضائع في كفاءة حفيدها عمر، الذي أنشد قائلاً:

    شدوا لك رِكب فوق مهرك الجماح
    ضرغام الرجال الفارس الجحجاح
    تمساح الدميرة الما بيصده سلاح
    المال ما بيهمك إن كتر وإن راح
    ***
    بطناً جابتك والله ما بتندم
    ويا أسد الكداد الفي خلاك رزم
    ويا رعد الخريف الفوق سماك دمدم
    ***
    بابك ما انقفل ونارك تجيب اللم
    وما بتحلف تقول غير استريح حرم
    ***
    أبواتك جبير بيسدوا للعوجات
    ومطمورتك تكيل للخالة والعمات
    وفي الجود والكرم إيديك دوام بارزات
    ويا أب قلباً حديد في الحوبة ما بتنفات
    ***
    صدرك للصعاب دايماً بعرف العوم
    وفي وسط الفريق في الفارغة ما بتحوم
    لا تتلام ولا بتعرف تجيب اللوم
    تفخر بيك بنات البادية والخرطوم
    ***

    وكانت هذه القصيدة من روائع القصائد التي تغني بها الفنان الراحل سيد خليفة مادحاً الرئيس السابق جعفر محمد نميري. ويقال أن سيد خليفة عندما صدع بها على خشبة المسرح القومي بأمدرمان كان شاعرنا عمر الحسين رهين محبس كوبر مع رهط من الرفاق، وفور خروجه من السجن، حسب رواية الفاتح التلب، ذهب إلى دار الفنانين بإمدرمان، وطلب من سيد خليفة أن يسحبها من سجل أغنياته المصنفة المجازة، وأخيراً انتهى الأمر بتعهد سيد خليفة كتابةً بأن لا يغني هذه القصيدة في أي محفل عام، وخاصة في حضرة الرئيس نميري.

    إلا أن هذا الموقف لا يمنعنا القول إن الشاعر عمر الحسين كان أيضاً مناصراً "لثورة مايو" في مطلع سنواتها الأولى، لأن لدية قصيدة مقررة لطلاب المدارس المتوسطة، وبعض أبياتها تقول:
    نعم لبيك يا وطني نعم لبيك يا وطني
    وحداؤك يملأ الأكوان شق دجنة الزمن
    وحبك بسمة الأسحار أعشقها وتعشقني
    ****
    أيا مايو أيا طفلاً سماوياً على الأيدي حملناه
    ويا ركبا بطولياً تدق الصخر كفاه
    تقدم أن في التاريخ حرفاً ما كتبناه

    وبغض النظر عن الموقف السياسي والمنطلق الفكري، إلا أن هذه القصيدة دون مراءٍ تعكس طرفاً من مواهب عمر الحسين الخلَّاقة، وقدراته الفائقة في نظم الشعر والقصيد. ويبدو أنه بعد هذه المرحلة الصاخبة في تاريخ حياته الفكرية، قد آثر التحول إلى ميدان آخر من ميادين الإبداع الفني والعطاء الأدبي المتداول بين الناس، حيث نذر نفسه لجمع وتحقيق مدائح حاج الماحي وأشعاره.

    رحلة البحث عن حاج الماحي (ت 1871م)
    الماحي بن عبد الله بن الشيخ بن أحمد بن عبد الله مادح مشهور في منطقة الشايقية، ويقال إن أسرته هاجرت من قرية العقيدة قرب الكتيَّاب، واستقرت بمنطقة الكاسنجر، في بيئة تعتمد حياتها على الزراعة التقليدية القائمة على أنين السواقي، التي كانت خير أنموذج لمفهوم "الاعتماد على الذات" وأفضل تجسيد لشعار "نأكل مما نزرع"، وأبرز معلم من معالم قرى الشمال الرابضة على ضفاف النيل، حيث تشكلت حولها حياة الناس، وعاداتهم الاجتماعية، وقيمهم الاقتصادية. وبفضل حضورها الدائم في الحقل أنيناً وخريراً، وفى البيت رزقاً حلالاً طيباً أضحت الساقية موطن تقديس وتجلة عند "سيد المنجل الحقير"، الذي نسج حولها ضروباً شتى من الفنون والمعتقدات منها: هندسة الساقية، وتدابيرها، وأسماء أطرافها، ومنها: قراءات مناسيب النيل، ومعرفة أنواع الطمي في أوقات الدميرة، ومنها: أساليب الري، والزراعة، وتربية الحيوان، ومنها: الأساطير والمعتقدات التي أفرزها الالتصاق الوجداني بالساقية، الذي جعل الناس ينذرون لها النذور، ويعلقون عليها التمائم من أجل الفال الحسن، ومنها: الوجدان الفني المتمثل في غناء "الأروتي" في الفجراوي والضحوى والعشَّاوي، وإنشاد "التربالة" في مواسم الحصاد وإعداد البوقة (أي الأرض) للموسم الزراعي القادم، ومنها: العدالة في تقسيم الثروة بين الإنسان، والحيوان، والآلة. فلا غرو أن هذه البيئة وصورها الجمالية المعيشة قد أكسبت حاج الماحي حساً شعرياً مرهفاً، تجلَّت طلائعه في الأغاني الغزلية التي كان يتغني بها في الليالي الساهرة على نقمات الطنبور، وإيقاعات الدليب، وزغاريد الحسان. إلا أن عطاءه في هذا الجانب قد ضاع في سلة من أكوام الضياع، ولم تبق منه إلا قصيدة يتيمة حفظها لنا المرحوم عمر الحسين بين ثنايا ديوان حاج الماحي. وقد أُنشدت هذه القصيدة في وصف فتاة ذات حسن وجمال كان يعشقها شاب يدعى ود داؤد، ونافسه فيها شاب آخر يسمى التوم، ولم يظفرا بها بل زُفت إلى صاحب حظوة ثالث، رحل بها إلى منطقة أرقو في ديار الدناقلة، ومقاطعها تقول:

    ياقزاز الرومي الرهاف
    والعطر في بطنو ينشاف
    وعاشة حبة دم الرعاف
    وشالا صقراً قالوا ختاف
    وخلا ناس التوم في سراف
    ومكوي ود داوود كي خلاف
    ****
    ساقا ود كلية الخبير
    ساقا شقابا العتامير
    وسكنا أرقو الفوق الحفير
    من ضهر ترقد فوق سرير
    وتتكبت بي توبو الكبير

    وبعد بلوغ العقد الثالث من عمره الزاهر تحول شاعرنا العابث من فن الغناء والطرب إلى فن المدائح النبوية والتوسل والتوبة، وكانت قصائده في هذا الشأن تعج بالاقتباسات القرآنية، وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وأخبار الأولياء والصالحين، وتعكس جزءاً مهماً من قضايا الواقع الاجتماعي والثقافي والاقتصادي الذي كان سائداً آنذاك. وأخيراً تبلورت حصيلة هذا العطاء الجم في تراثٍ أدبيٍ ثرٍ تركه حاج الماحي لأبنائه وأحفاده ومريديه، الذين ظلوا يحفظونه عن ظهر قلب، ويسمرون به في أوقات أفراحهم، ويثبتون به أنفسهم عندما تعصف بهم الملمات والإحن، بيد أنهم لم يفكروا البتَّة في تدوينه وتوثيق مفرداته، إلى أن أنعم الله عليهم بالأديب النابه عمر الحسين محمد خير.

    وفي هذا يقول عمر الحسين: "قد طلبت من بنك الخرطوم للتجارة الخارجية (بنك الخرطوم حالياً) أن يفرغني لمدة ستة أشهر لجمع شعر حاج الماحي، وشرح كلماته، وتسجيل قصائده على أشرطة، ولم تكن المدة كافية، وعملت كل جهد، وطبع الكتاب كمرجع علمي في ورق "رونيو"، عام 1971م، تحت أشراف وحدة أبحاث السودان (سابقاً)، جامعة الخرطوم. "ثم واصلت العمل فيه سبع سنوات متصلة في أوقات فراغي، وأنا أوفق بين علمي في البنك وعملي في دراسة شعر الشاعر، فخرج حصيلة ذلك هذا الديوان." أي ديوان حاج الماحي الذي صدرت طبعته الأولى عن الدار السودانية للكتب-الخرطوم- عام 1978م على وجه التقريب، لأن الطبعة نُشرت دون تاريخ.
    واستهل عمر الحسين هذا الديوان بمقدمة ضافية، عرض فيها جذور حاج الماحي الشعرية، وتكوينه الفني، ونزوعه نحو الإبداع في صدر حياته الغنائية العابثة وعجزها المفعم بأدبيات المتصوفة وتراثهم الجامع بين علوم الشريعة وإشراقات علم الباطن. ولعليَّ اتفق في هذا المضمار مع الأديب الناقد مصعب الصاوي، الذي ثـمَّن هذه المقدمة، واعتبرها وعاءً جامعاً لتجربة حاج الماحي ذات البناء المتناسق الحلقات، التي استمدت منهجها من الشاعر علي ود حليب [ت 1819]، الذي يُعدَّه الأستاذ قرشي محمد حسن رقماً مؤسساً لفن المديح النبوي وطقوسه الإنشادية في السودان (مصعب الصاوي، "عمر الحسين باحثاً ومحققاً"، صحيفة الصحافة). ويبدو أن هذه العلاقة الوثيقة وذات الفصول المتداخلة بين مدرسة حاج الماحي ومدرسة الشيخ علي ود حليب قد كانت واحدة من الهواجس التي دفعت الأستاذ عمر الحسين للبحث والتنقيب عن تراث هذا الأخير، الذي ظل مخطوطاً حبيس مزاجه الحاذق، الذي ينشد التجويد ويبتغي الكامل في أي عمل أدبي تصدى له.
    أما منهجه في تحقيق أشعار حاج الماحي وآثاره فقد اتسم بالموضوعية، واستند إلى "مجموعة متداخلة من أساليب وتقنيات جمع المادة التراثية، بدأها بالروايات السماعية، ثم مراجعة وتحقيق الرواية في أكثر من مصدر، ثم تدوين الرواية التراثية في صورتها النهائية، واستخراج الهوامش وتفسيرها وفق قواميس العامية، ثم تتبع صيرورة الرواية، وقياس مستويات التغير والثبات في الرواية الواحدة." (مصعب الصاوي) وفوق هذا وذاك يأتي تأهيله التراثي، وقريحته الشعرية المتفتقة، وفهمه الثاقب لدقائق البيئات المحلية التي عاش بين ظهرانيها حاج الماحي والجموع التي تفاعلت مع مدائحه وأشعاره، وهنا يكمن سر تفرد الأستاذ عمر الحسين، وهو تفرد أعانه على تحقيق آثار حاج الماحي، وفهم مفرداتها، وتفسير تلك المفردات بأسلوب سلس وجذَّاب، في هوامش جمعت وأوعت كل ما هو طريف وجدير بالفهم والاستيعاب.
    وبفضل هذه الجهود الخلَّاقة صدر ديوان الماحي في شكل تحفة فنية جديرة بالاقتناء، زينها تصميم غلافها الخارجي، ذو الألوان الثلاثة: الأسود، والأحمر، والذهبي، وأعطاها بُعد رمزياً رسم ثلاث شخصيات تقف منشدة لجموع غير منظورة، ومعها آليات طقسها الإنشادي (طارات، ومفردها طار). زد على ذلك أن الديوان قد دُوِّن بخط الفنان المبدع توفيق عثمان علي، الذي أكسبه بُعداً تراثيا آخر، بحجة أن عناوينه الداخلية رُسمت في تشكيلة من الثُلث، والديواني، والرقعة، وأن متونه وهوامشه نُسجت بخط النسخ الذي تواضع عليه أهل خلاوى القرآن في السودان.
    وقد حمل هذا الديوان الفريد بين دفتيه مائة واثنتين وثلاثين قصيدة مادحة، كل واحدة منها تضاهي في جمالياتها الأُخرى، ولها وقع مميز في نفوس عشاق التراث السوداني ومحبي فنون المدائح النبوية، ولها مناسبتها ومناخها الخاص الذي تُنشد فيه. فمحبي إشراقات علم الباطن وكرامات الأولياء يفضلون السماع إلى قوله في التمساح: "يا رحمن أرحم بي جودك *** دلي الغيث ينـزل في بلودك"؛ والذين يشدون رحالهم صوب المسجد الحرام يؤثرون السماع إلى قوله في الحجاز ووصف مناسك الحج: "اليوم الحجاز لاح ضو براقو *** ذكرني الحبيب زاد حبي مشتاقو"، و"نعمه نعمة القام منسرق *** زار محمد خير الخلق"، و"وا شوقي ليك يا أحمد عظيم الشأن*** قنديل المدينة الهاشمي العدنان"، و"شوقي لي مدينة العلم *** مركز الفُصاح والعجم"؛ وأدبيات الجغرافية المحلية نجدها في قصيدة المشهور: "شوقك شوى الضمير *** بطراك مناي أطير". هكذا كان حاج الماحي موسوعياً في تصويره لضروب الحياة الاجتماعية والدينية، وهكذا كان الأستاذ عمر الحسين صاحب سبق في جمع هذا التراث الموسوعي البديع.

    عمر الحسين وحسونه شاعر الجمال
    بجانب ديوان حاج الماحي أصدر عمر الحسين عدة دواوين شعرية منها "ديوان اللهيب" و"ديوان كسلا"، بيد أن شغله الشاغل كان منصباً تجاه جمع أشعار وآثار شاعر الشايقية الفطحل حسونه، الذي أنشد للخاصة والعامة قريضاً متميزاً، وكان بحق متنبئ زمانه، لأن ظل في حالة تصالح عارضة وخصومة مستعرة مع ذوي الجاه والسلطان. ونلتمس ذلك في قصيدته المادح للعمدة ود بشير أغا، عمدة القرير:
    ود بشير عمدة مو عمدة سماسير
    خيلو بين الجبلين تغير
    جر كرسيوه مع المدير
    ***
    وإذا أنعم النظر في مقاطع هذه القصيدة، نلحظ فيها هجاءً مبطناً لبقية عمد الشايقية الذين وصفهم بالسماسير (أي سماسرة السلطة)، والجبلين إشارة إلى العمدة ود كنيش، عمدة نوري، الذي مدحه بقصيدة مطلعها: "أنت يا جبل البركل الما بطلعوك"، وذلك إقراراً برمزية حضوره الشامخ في المنطقة، علماً بأن جبل البركل يمثل أعلى قمة في الولاية الشمالية، والجبل الآخر هو العمدة ود ضكير، الذي مدحه بقوله:
    شنو البركل الجبل أبو شريمه
    ود ضكير جبل ابن عوف الا حزيمة

    ويظهر سحونه في هذه الأبيات محاباته للعمدة ود ضكير على حساب العمدة ود كنيش، فلا شك أنها مقاربة أشبه بموقف أبي الطيب المتنبي عندما هجر بلاط سيف الدولة بن حمدان وآثر البقاء في كنف كافور الإخشيدي، حيث أنها تعكس موقف الشاعر حسونه الذي كان يتكسب بشعره عند ذوي السلطان والجاه. ورغماً عن ذلك فقد كان حسونه شاعراً محباً للجمال ومداحاً للغواني، ويتجلى ذلك في وصفه لجمال الباشا في سوق المقل، ولستنا بت الشيخ في منطقة العفاض، حيث أنشد فيها قائلاً:
    سلام يا ستنا في الفوق في مهيرا
    وعلو لها القصر قبل أبو عميره
    زولاً في الخلائق أبوه أبو نايب
    وأبوك حاج مكة سيد تمرو أب زرايب

    كل هذه القيم الجمالية تعكس طرفاً يسيراً من قامة الشاعر حسونه الشامخة، وتبين جزءاً من ذوق عمر الحسين الرفيع، الذي جعله يكرس جهده ووقته وماله في جمع أشعار حسونه وآثاره، ويقال أنه شرع في تقديم هذا الديوان المهم وشرح متونه في حواشٍ مُذهبة، إلا أن المنيَّة عاجلته قبل أن يرى حلمه المرجو، ويخرج ديوان حسونه إلى النور في ثوب قشيب يليق بقامة هذا الشاعر العملاق.
    وفي خاتمة هذه المدارسة يطيب ليَّ أن أقدم دعوة صادقة لأصدقاء المرحوم عمر الحسين (الفاتح التلب، ومامان، والكيك، ومحمد أبوشوك، وأحمد الشايقي، وسيدأحمد العراقي، وعبد الجليل محمد خير) ليتواصلوا فيما بينهم، وليصدروا لنا ديوان حسونه، وفاءً وعرفاناً إلى صديقهم موسوعي النـزعة ومتعدد المواهب، تحسبناً أن يصدر هذا العمل الرائد تحت رعاية أية مؤسسة بحثية أو ثقافية، يمكنها أن تهيئ المناخ العلمي المناسب، الذي يعين في تصميم مادة هذا السفر القيم، وصياغتها من قبل خبراء في الدراسات السودانية بضروبها المختلفة من تاريخ، وفلكلور، ولغويات.

    (عدل بواسطة Ahmed Abushouk on 08-24-2006, 11:08 PM)

                  

08-24-2006, 03:53 AM

Ahmed Abushouk

تاريخ التسجيل: 12-08-2005
مجموع المشاركات: 344

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشاعر عمر الحسين محمد خير (Re: Ahmed Abushouk)

    أرجو شاكراً بتحويل هذه البوستة إلى الأخ الدكتور توفيف الطيب إذا كان لديكم عنوانه، عله يفيد في هذا الشأن
    مع خالص تحيتي ومودتي
    أبوشوك
                  

08-24-2006, 04:57 AM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشاعر عمر الحسين محمد خير (Re: Ahmed Abushouk)

    هذا من اكثرالبوستات جديه ومنفعه لما يحتويه من ضوء ناجم عن شاعر ومحقق وباحث ومتكلم مفوه انعم الله به على بلادنا وعصرنا لكننا لم نعبأبه كثيرا لجهلنا الشديد فى عدم الالتفات الى الاشخاص الذين يغوصون فىوجدان الامه الا بعد تحديقهم فى الموت.
    مجهودالشاعر فى جمعع وتحقيق الاثار العابده لحاج الماحى ترفعه مباشره الى مصاف مبدع كودضيف الله فى ماقام به فى " طبقاته" سمعت عمر حسين فى برامج اذاعيه قديمه" بعضها قمت بتسجيله مباشره" ورايته فى التلفاز فوجدته رجلا عالما ملما بتفاصيل موضوعاته ومحبا لها يوظف اكثر من علم للحديث عن موضوع واحد فحديثه عن قصيده او بيت لحاج الماحى يدعمه بالبيئه والرحلات واللغات والعبادات والتنشئه والتاريخ يتحدث بلغه سليمه يبسطها كثيرا لصالح المتابع العادى.
                  

08-24-2006, 04:35 PM

Elmosley
<aElmosley
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 34683

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشاعر عمر الحسين محمد خير (Re: Ahmed Abushouk)

    ياله من شاعر وياله من بوست
                  

08-24-2006, 07:28 PM

Ahmed Abushouk

تاريخ التسجيل: 12-08-2005
مجموع المشاركات: 344

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشاعر عمر الحسين محمد خير (Re: Elmosley)

    الأستاذ أحمد الأمين
    والأستاذ الموصلي

    شكراً على مداخلاتكم القيمة التي جاءت كوقع الحافر على الحافر، إقراراً بقيمة عمر الحسين الأدبية

    (عدل بواسطة Ahmed Abushouk on 08-24-2006, 07:32 PM)

                  

08-24-2006, 10:46 PM

yasiko
<ayasiko
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 2906

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشاعر عمر الحسين محمد خير (Re: Ahmed Abushouk)

    أخي وأستاذي د. أبوشوك
    لك الود
    حقيقة يحتاج هذا البورد لمثل هذه الكتابات الجادة وتسليط الضوء على الذين غفل عنهم أهل الشأن فاستعجل الله جيرتهم وفي نفوسهم كل "حتى". لقد استمتعت بقراءة هذه الإضاءة التي ذكرتني بالكثير الذي سمعته مباشرة من هذا الرجل الأديب "رحمه الله" الذي كان يقضي بعض الليالي في دار أستاذي وزميلي الأستاذ عبود "المحامي" بكريمة راوياً للكثير المثير عن الشاعر "حسونة" طارحاً مواضيع مختلفة في الأدب والسياسة ، "ألا رحمه الله رحمة واسعة" صاباً جام غضبه على ساستنا في مدينة كريمة إلى أن بلغ به الأمر فجعل من "ماكنة البنطون" منبراً سياسياً كل يوم عند السابعة والنصف كل صباح ، حيث يكون كل موظفي الدولة في طريقهم من الشرق إلى مروي غرب ، فيصعد على "ماكنة البنطون" ويخاطب الجمهور مبتدراً حديثه الصباحي بقوله " هذا زمن المهازل ، فاليوم يحكمنا أردأ مشتقات البترول "في إشارة لـ"ود الجاز" نائب محافظ محافظة مروي ، وكان يعتلى هذا المنبر لأن الجهات الأمنية بمروي وكريمة أطلقت إشاعة بأنها ستقبض على كل من يقف ليستمع لكلام هذا الرجل ، لذا كان يستغل توسط "البنطون" في البحر حيث لا تكون هنالك فرصة للفرار.

    Quote: ومنها: الوجدان الفني المتمثل في غناء "الأروتي" في الفجراوي والضحوى والعشَّاوي، وإنشاد "التربالة" في مواسم الحصاد وإعداد البوقة (أي الأرض) للموسم الزراعي القادم،


    لقد فاضت بي الأشواق يا "أروتي" في كوالالمبور



    سأحاول إرسال هذا البوست للأخ توفيق
    لك الود وإلى اللقاء بك في كتابة رفيعة أخرى

    (عدل بواسطة yasiko on 08-24-2006, 11:22 PM)

                  

08-24-2006, 11:15 PM

Ahmed Abushouk

تاريخ التسجيل: 12-08-2005
مجموع المشاركات: 344

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشاعر عمر الحسين محمد خير (Re: yasiko)

    أخي ياسين
    لك تحيتي مودتي، وشكري على ملاحظتك النابه، نعم المقصود هو حسونه وليس حاج الماحي، لقد عدل النص في موقعه.
                  

08-25-2006, 07:14 PM

Ahmed Abushouk

تاريخ التسجيل: 12-08-2005
مجموع المشاركات: 344

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشاعر عمر الحسين محمد خير (Re: Ahmed Abushouk)

    يقترح الأستاذ على جماع، الذي يرأس بعثة الأمم المتحدة في تيمور الشرقية، عرض ديوان حسونه على الدكتور عبد الله على إبراهيم ليقوم بمراجعته قبل الطباعة، تقديمه إلى القارئ الكريم، فلا شك أنه اقتراح حسن، والأمر متروك لأصحاب الشأن وأصدقاء عمر الحسين

    (عدل بواسطة Ahmed Abushouk on 08-25-2006, 07:17 PM)

                  

08-25-2006, 09:21 PM

الزوول
<aالزوول
تاريخ التسجيل: 05-14-2003
مجموع المشاركات: 2463

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشاعر عمر الحسين محمد خير (Re: Ahmed Abushouk)

    السلام عليكم
    الأخ أحمد أبو شوك
    لك التحية أخي وأنت تبعث لنا بسيرة رجلٍ نحسبه لم ينال حظه من الشهرة بالرغم من عظم إسهاماته التوثيقية من رأى منها النور ( البحث العظيم ديوان حاج الماحي ) وما نحن موعودون به ( ديوان الشاعر حسونة)
    ومما يؤسف له اننا في السودان درجنا على ظلم مبدعينا وتجاهلهم أحياء وتكريمهم أمواتاً بعد رؤيتنا ما كانوا يملؤنه من فراغ وما كانوا يبذلونه في صمت وإخلاص، ولكننا في حالة الشاعر عمر الحسين لم نحفظ للرجل حقه حياً ولا ميتاً ولم يتم تكريمه بما يستحق ولعل صرختك هذه في فضاء هذا التجاهل البين للرجل تكون بداية لحفظ هذا المبدع حقه من التكريم.
    كنت قد تناولت عَرَضاً لسيرة الرجل عندما تناولت سيرة حاج الماحي ، وغني عن القول أن من المستحيل تناول سيرة حاج الماحي بدون ذلك المرجع العظيم (ديوان حاج الماحي) ومؤلفه الشاعر عمر الحسين.
    ........
    أدب المدائح .....(1) حاج الماحي
    ......
    لك الشكر

    ........................
    وما الناس إلا هالك وأبن هالك *** وذو نسب في الهالكين عريق
                  

08-26-2006, 04:29 AM

Ahmed Abushouk

تاريخ التسجيل: 12-08-2005
مجموع المشاركات: 344

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشاعر عمر الحسين محمد خير (Re: الزوول)

    الزول
    تحيتي مودتي على ملاحظته الكريمة، وعلى التوصليةالمفيدة الخاصة بديوان حاج الماحي، الذي استنأست به في كتابة هذه الإضاءة عن عمر الحسين، والحديث عن الديوان يحتاج إلى مقال منفصل.

    وأعني بذلك:
    "ديوان حاج الماحي الذي صدرت طبعته الأولى عن الدار السودانية للكتب-الخرطوم- عام 1978م على وجه التقريب، لأن الطبعة نُشرت دون تاريخ.
    واستهل عمر الحسين هذا الديوان بمقدمة ضافية، عرض فيها جذور حاج الماحي الشعرية، وتكوينه الفني، ونزوعه نحو الإبداع في صدر حياته الغنائية العابثة وعجزها المفعم بأدبيات المتصوفة وتراثهم الجامع بين علوم الشريعة وإشراقات علم الباطن"
                  

08-28-2006, 00:52 AM

Ahmed Abushouk

تاريخ التسجيل: 12-08-2005
مجموع المشاركات: 344

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشاعر عمر الحسين محمد خير (Re: Ahmed Abushouk)

    الأخ الأستاذ الدكتور أحمد إبراهيم أبو شوك

    ألف تحية و تحية لك عبر الأمكنة و الأزمنة، فالبعدان الزماني و المكاني لم يحولا دون وصول مقالك العظيم عن الشاعر الكبير عمر الحسين محمد خير إلينا . أخي أحمد ما أعظم المقال الذي كتبته في معناه و مبناه ، فقد أعطيت الرجل حقه حين نسيه الآخرون واخترت اللغة التي تدخل إلي القلب دون استئذان. ما أروعك يا أحمد .لم أكن أعلم أن تلك الرائعة التي كان يصدح بها سيد خليفة هي للشاعر عمر الذي عرفت بعضا من روائعه . وجميل ما ذكرت عن قصة الأغنية مع النميري . و لم أكن أعرف ،أخي أحمد , -زادك الله علما –أن تلك القصيدة المايوية التي كانت تلقن لتلاميذ المدارس من شعر عمر الخير .فاشكر لك. أتينا على ذكرك أكثر من مرة مع الأستاذ الفاضل عباس .

    أخوكم مصطفى محمد علي

    أبو ظبي
                  

08-30-2006, 00:34 AM

Ahmed Abushouk

تاريخ التسجيل: 12-08-2005
مجموع المشاركات: 344

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشاعر عمر الحسين محمد خير (Re: Ahmed Abushouk)

    أرجو شاكراً التكرم بالإفادة إذا كان هناك أي شخص يدلنا على المخطوط الذي وضعه المرحوم عمر الحسين عن الشاعر حسونه، لأن هناك عرض سخي لنشر هذا المخطوط (أعني ديوان حسونه)، وبذلك تعم الفائدة ويحفظ الفضل للأستاذ عمر الحسن.
                  

08-30-2006, 01:34 AM

Dia
<aDia
تاريخ التسجيل: 06-02-2004
مجموع المشاركات: 430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشاعر عمر الحسين محمد خير (Re: Ahmed Abushouk)



    الدكتور ابوشوك والقبيلة السودانية فى ماليزيا د.حسن احمد حسن والدكتور هنود ود. النقر وبقية العقد الفريد وكل الرائعين بما فيهم د. عبدالعزيز البشير الذى التأم شمله بنالكم التحية ونحن نستصحب بكريات حياتنا الاسرية الاولى فى رحابهم لكم جميعا التقدير والمودة.


    عزيزى د.ابوشوك

    اذا كنت املك حقا التقييم فاقول ان هذا البوست هو من اميز البوستات فى هذا البورد- اعجبنى كل ماورد فيه عن شاعر كبير لم يستصحبه الناس معهم فرحل بعيدا وهو حالنا نستذكر عظماؤنا بعد رحيلهم ستبقى ذكراه عطرة وسيبقى شاعرنا عمر الحسن محمد خير سما نقوع للبدن نتاح وود ناسا عزاز دخروا المكارم كوم وتفخر بيه بنات البادية والخرطوموهو ابن السودان جميعا
    .
    فهو رجل التصق بحياة الساقية بكل ما فيها من نقاء وتكافل وغناء الاروتى صباحا معبرا عن دواخله وتطلعاته واماله بكل ما فيها من جمال كما صوره اخوناالصحفى ابوالمعالى شريف فى مقالاته بجريدة السودانى بعنوان مذكرات اروتى-


    اى والله وارجو يادكتور ان نتبنى من هذا المنبر حملة لطبع هذا الديوان من خلال اعضاء المنبر ومساهماتهم وجهدهم واتصالهم ببعض الجهات واترك لك كيفيتها واقترح عمل مندوب فى كل بلدلهذ الامر


    تحياتى لكم جميعا وللاسرة وللبرفسير الشيخ محجوب والاخ الصديق على محجوب وارجو ان امكن موافاتى بهاتف الاخ على محجوب
                  

09-05-2006, 07:44 PM

Ahmed Abushouk

تاريخ التسجيل: 12-08-2005
مجموع المشاركات: 344

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشاعر عمر الحسين محمد خير (Re: Dia)

    بشرى سارة
    إلى أصدقاء الشاعر الراحل عمر الحسين ومحبي التراث السوداني، يسعدني أن أفيد حضرة جلالكم بالآتي نصه:
    أولاً: أن مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي قد تقدم بمبادرة طيبة، تتبلور في طباعة ديوان الشاعر حسونه ونشره، مصحوباً باسم محققه عمر الحسين محمد خير.
    ثانياً: أن الأديب المرهف الطيب صالح سيتفضل بتصدير الديوان ومراجعته.
    ثالثاً: عليه أرجو شاكراً التكرم بمدنا بالنسخة المخطوطة حتى نقوم بتقويمها ووضعها في صورتها النهائية قبل عرضها على الأستاذ الطيب صالح، ثم من بعده إلى مركز عبد الكريم ميرغني، وتعاونكم في هذا الشأن لا غرو أنه سيسهم في أخراج هذا العمل الرائع إلى دائرة الضوء.
    ******
    تنبيه: الأخ الكريم الأستاذ ضياء الدين كرار، شكراً على مبادرة الكريمة، ففضلك محفوظ وإقتراح صين.

    (عدل بواسطة Ahmed Abushouk on 09-05-2006, 07:47 PM)

                  

12-07-2006, 04:46 AM

Ahmed Abushouk

تاريخ التسجيل: 12-08-2005
مجموع المشاركات: 344

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشاعر عمر الحسين محمد خير (Re: Ahmed Abushouk)

    بشري سارة لأصدقاء المرحوم عمر الحسين محمد خير
    ولسدنه التراث الشايقي أمثال: أبوالحسين، وياسين محمد ياسين، وخالد المنسي
    يسرني أن أفيدكم بأن الأستاذ المحامي عمر حميدة يشرف بنفسه على طباعة ديوان الشاعر المخضرم حسونه، الذي جمعه وعلق عليه الأستاذ الشاعر عمر الحسين محمد خير، وأمل أن يرى هذا الديوان النور في القريب العاجل، لأن يحمل بين طياته باقات فريدة من أشعار الشايقية التراثية.

    (عدل بواسطة Ahmed Abushouk on 12-07-2006, 05:05 AM)

                  

12-07-2006, 11:00 AM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشاعر عمر الحسين محمد خير (Re: Ahmed Abushouk)

    (عمر الحسين محمد خير )....

    شاعر مطبوع وأديب شفبف وأنسان ... رقيق ... أنيق ... حبوب ... وفارس ...

    كتب الأغنية الشهيرة :

    ( شدولك ركب فوق مهرك الجماح * ضرغام الرجال الفارس الجحجاح )

    التي تغني بها المبدع الفنان العظيم( سيد خليفة)

    عمر الحسين هو من جمع وحقق ديوان ( حاج الماحي ) ذلك السفر العظيم والفريد في مدحا


    المصطفي ص ... أنفق فيه كل مايملك ونصف عمره يطوف بين القري والبنادر ... فقدكان

    كغيره من أدبنا وتاريخنا ... سيرة تلوكها الأفواه و تتناقلها الألسن دون أن يهتم بتدوينه أحد ......

    أخي محمد إبراهيم أبوشوك إبن عمدة البديرية ... مثقف من نوع آخر ... رقيق و

    هادئ .... جرحه في فقد أخبه (عمر الحسين) ... لا يطيب .... (أبو شوك) قانوني ضليع ...

    يعمل الآن مستشاراً قانونيا لشركة قطر الوطنية لصناعة الأسمنت ... من أبناء تلك الحية

    جامعة الخرطوم ....

    يذكر صديقه عمر الحسين حين يتنهد في أساً ( البلد دي فيها لعنة .. قتلت معاوية محمد

    نور .... ويبدأ في تعديد الأفذاذ الذين إعتصرتهم هذه البلد حتى لفظوا أنفاسهم ... حباً و

    عطاءً وظلماً ... حين تأكل القطة أبناءها ) ....

    عمر الحسين ... شغله الأدب عن حطام الدنيا .... وقته وماله وجهده ... لا يراها كما

    نراها نحن ...


    أنتهى عمر الحسين ... في حلة كوكو .... وحيداً .... غريباً .... في زمان مجنون ....

    وبلدة تكفر العشير .....

    مات عمر الحسين ... دون أن يعلم بوفاته أحد ....

    إشتموا رائحته بعد ثلاثة أيام ....

    لولا رائحة جثته المتحللة ... لما شعر أحد ... برحيل رجل في عظمة (عمر الحسين) ... في

    وطن ملعون ... قد تسمع فيه ... يعني شنو ( عمر الحسين ) ... مايموت ...

    كما سمعنا يوماً ( يعني شنو سقطت الكرمك ... برلين سقطتت لمن الكرمك ) ...

    عمر الحسين عطرك الذي فاح شذاه ... نشتمه الآن في حديث أبوشوك ..... في قرآتنا لك

    وإستماعنا لأولاد حاج الماحي ينشدون (التمساح) ............. ولتدع لهم


    رائحة جثتك ... فهذا ما يحبون وما يستحقون .
                  

12-07-2006, 07:32 PM

Ahmed Abushouk

تاريخ التسجيل: 12-08-2005
مجموع المشاركات: 344

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشاعر عمر الحسين محمد خير (Re: كمال علي الزين)

    يقول كمال علي:

    يذكر صديقه عمر الحسين حين يتنهد في أساً ( البلد دي فيها لعنة .. قتلت معاوية محمد

    نور .... ويبدأ في تعديد الأفذاذ الذين إعتصرتهم هذه البلد حتى لفظوا أنفاسهم ... حباً و

    عطاءً وظلماً ... حين تأكل القطة أبناءها ) ....

    ______________________
    الأخ الأستاذ كمال علي
    يسرني أن أفيدكم بأنه قد صدر حديثاً كتاب عن الشاعر معاوية محمد نور، تأليف الاداري المخضرم السني بانقا، وتقديم الأديب الطيب صالح، الناشر مركز عبد الكريم ميرغني أمدرمان.
    عله يزيل قليلاً من الحيف الذي وقع على الشاعر معاوية
    وختاماً لك خالص تحتيي ومودتي
    أبوشوك
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de