|
ليلى و الذئب - الخاتمة الثانية
|
حين تبحث عن ماض لا يغيب في كلمة أبعد من كانت و أقرب من اليوم ،،،
ثم تقلب الصفحة سريعا لتنهي الألم حتى في كتابة القصة ،،،
عينان تجمعان عالما و عالم ،،،
و روح تهوى أن ترق ،،
و دين و أدب ،،،
كانت أجمل بنات حيها و أذكاهن ،،،
و ها هي اليوم أكثرهن ألما و وجعا و انكسارا ،،
تطوي عالمها تحت كرسيها القديم بجانب النافذة ،،،
و تختصر كل روح أخرى في لعبتها الصغيرة و بعض أوراق ،،
و دمعتين ذرفتهما في برد تلك الليلة بين يدي أبيها لتمسحهما بطرف ثوبه ثم تسكت في حزنها لآخر النهار ،،
أما أبوها فلا يدري أيندب حظه أم حظها ،،،
ينظر إلى عينيها ،،
ليغمض بين جفنيها كل نبضات قلبه كل أنفاسه كل حياته ،،،
ثم يمضي يجر عربته إلى نصف الحي ،،،
بل إلى نصف الموت في دمار كل شيء ،،
عله يبيع شيئا من تلك الخضار القديمة ليأكل هو أو تأكل ابنته ،،
لا يدري ، ربما ،،،
يتكيء على أحد الجدران ،،،
ينتظر وحده ،،
و ذاكرته كلها تروي حكاية ليلى و الذيب ،،
و لكن
بخاتمتين
يسترجع الأولى ،،،
فيجدها الأقدم منذ أكثر من عشرين سنة ،،
هي نفسها تلك التي يقتل فيها الأب الذئب ،،
و تعيش الجدة ،،
و تعيش ليلى ،،
و تعود لأمها ،،
ثم يخفض رأسه ،،،
و يرى الخاتمة الأخرى في دموعه التي بللت ملابسه البالية ،،،
في قهره و ذله و انكساره ،،
يراها قاسية جدا ،،
قبل سنتين أو ثلاث ،،
حين أكل الذئب أم ليلى و جدتها ،،
ثم أكل الذئب ليلى ،،
ثم أكل الذئب بيتهم و أرضهم و كل شيء ،،،
حكاية كان يداعب بها ابنته قديما ،،،
كانوا يسمونها ذات الرداء الاحمر ،،
و كم كان يحب الاطفال الرداء الاحمر ،،
و كم كانت تحب ليلى الرداء الأحمر ،،
لكن ردوائها الأحمر اليوم ،،
أصبح دمها على طهرها ،،
شرب منه الذئب حتى سكر و قتلها ،،،
اليوم ،،،
أصبحت تحكي القصة دموع ليلى ،،
و نبض ليلى ،،
و أنفاس ليلى ،،
اليوم ،،،
أصبح الأطفال لا يحبون ليلى ،،
و يخافون من الذيب أكثر ،،
و يكرهون أن يكونوا مثل ليلى ،،
منقول
http://www.rmayel.com/section8/5578.html
|
|
|
|
|
|