|
دخول قوات السلام الدولية الى دارفور لايرفضه الا الدخلاء والغرباء!!
|
دخول قوات السلام الدولية الى دارفور لايرفضه الا الدخلاء والغرباء!! حسن آدم كوبر
- [email protected]
لم يكن يتصور أو يصدق مواطنى دارفور ان الاستقلال الذى شهدوه بعد خروج الانجليز منذ عام 1956 وانضمام دارفور للمنظومة السودانية 1916 ستكون مدخلا لمحنة عقلية وعسكرية وقبلية ودينية فى دولة لم تنعم يوما ما بثمار هذا الاستقلال من ازدهار سياسى واقتصادى واجتماعى حتى تعم الحرية والديمقراطية والمساواة بين ابناء السودان. ان السودان شأنه شأن كثير من الدول الأفريقية والعربية حيث البنى الاجتماعية والسياسية للدولة مفتتة بين القبلية والدينية فالاستقلال لم يضع للدولة السودانية الحقيقية من خلال تطورات اكتملت تاريخيا عندما قامت الدولة كانت أقرب الى الورقية أو ما يسمى بالدولة الرخوة. ففى الدولة السودانية صارت الانتماءات الأولية قبلية كانت أو دينية أو طائفية هى الغالبة والمسيطرة على المواطنين البسطاء كذلك الساسة والنخب الحاكمة الفاشلة لأنهم اعتقدوا وآمنوا انه السبيل الوحيد الى السلطة والمال وما شعارات الوطنية التى اطلقتها النخب التى حكمت السودان ليست سوى تعبير عن مصالح نخبة المركز الذين الذين تربوا وتشبعوا على ثقافة واحدة لا تقبل الامتزاج ولا الاندماج فأعادوا البلاد بذلك الى العصور الحجرية المظلمة حيث لم تعرف سوى الاثنية والانتماءات الضيقة كمكون رئيسى للدولة اى كانت ولم تستطع هذه البنى المفتتة أن تنصهر فى دولة الاستقرار لذا نشأت فى السودان بما يسمى بأزمة الانصهار والوحدة الوطنية ومن ثم تعمق مفهوم عدم الاستقرار الذى كان من أبرز مؤشراته ازدياد وتيرة الانقلابات العسكرية وفشل الاطر الديمقراطية وتوسعت فجوة الانقسامات القبلية والدينية فكان ان نشأت أحزاب تهدف الى الوصول الى السلطة بشتى الطرق وليس تداولها سلميا عن طريق الانتخاب الحر والنزيه مما أدى الى ظهور العنف وحمل السلاح تعبيرا عن الظلم وطلبا للحقوق فكان أن انفجرت الأوضاع فى جنوب السودان عام 1955 ومن ثم جبال النوبة ودارفور والشرق واكتملت الفوضى السياسية وعدم استقرار اللعبة الديمقراطية وظهرت فى دارفور حركات تحررية لكن يعيبها التعنت وتصلب الرأى مما أدى الى الانقسامات المتكررة داخل تلك الحركات لأنها دائما تبرز نفسها كبديل أوحد وتتجاوز الآخرين ولا تعترف بقبول الآخر والبعض منها ينادى بالانتماءات القبلية الضيقة بالاضافة الى غياب المؤسسية والشورى داخل الحركات لذا يصعب توقع كيف الأزمة السودانية رغم توقيع اتفاق السلام فى جنوب السودان وفى ظل توازن قوة حاملى السلاح والمركز وعدم قدرة اى منهما على انهاء النزاع المسلح لصالحه وكذلك عدم التدخل الدولى وصمت المجتمع الدولى عما يخرى فى السودان الا أن ثمة احتمالات متوقعة لنهاية الأزمة فى دارفور رغم أن الايام الأخيرة شهدت ظهور جبهة الخلاص الوطنى واستطاعت السيطرة على ما يقل عن 15 منطقة حيوية فى دارفور وما جاورها مما جعل البعض يرى أن ساعة الحسم قد حانت لصالح جبهة الخلاص وفى كل الأحوال فمو ازين القوة هى التى ستقول كلمتها. ان التدخل الدولى مطلب انسانى فى المقام الأول قبل أن يكون وطنى لأن الوطنية هى التى ضربت وحرقت قرى دارفور ولا أعرف للوطنية مبدأ اذا كان حقيقتها هى قتل 400 الف مواطن برىء فى دارفور و2 مليون فى جنوب السودان والاف القتلى فى شرق السودان وأخيرا لا أعرف للسيادة الوطنية منطق لأن دارفور تم تدميرها بواسطة المركز باسم السيادة الوطنية وسؤالى أين كانت هذ1ه السيادة الوطنية حين قتلت مليشيات الجنجويد الالاف ظلما وعدوانا وبعد ذلك كله ترى البعض يتشدق باسم الوطنية تارة وباسم الجهاد تارة اخرى لمعاداة القوات الدولية التى هدفها حماية الأبرياء من ظلم ذوى القربى وتحقيقا للأمن والاستقرار وختاما نقول لمدعى الوطنية الزائفة نعم لمحكمة العدل الدولية .. نعم لقوات السلام الدولية.. ولا للابادة الجماعية.. لا لدعاة العنصرية والجهوية والسودان لنا جميعا ودخول قوات السلام الدولية الى دارفور لا يرفضه الا الدخلاء والغرباء ولا نامت أعين الجبناء والقوات الدولية ستدخل باذن الله دارفور وهذه نبوءة نقولها والتاريخ يعيد نفسه ... والى أن تكتمل شمس الحرية نلتقى ...؟ حسن آدم كوبر جبهة الخلاص الوطنى/ التحالف الفدرالى الديمقراطى السودانى الولايات المتحدة الأمريكية – ولاية مين [email protected]
|
|
|
|
|
|