2006-08-16 تلقى طلباً من رئيس سلوفينيا للعفو عن تومو
البشير: السودان سيحذو حذو حزب الله مع الأمم المتحدة
أعلن الرئيس السوداني عمر البشير أن بلاده ستحارب قوات الأمم المتحدة في حال أرسلت إلى دارفور في غرب البلاد، مثلما تصدى حزب الله اللبناني للقوات “الإسرائيلية”، وقال الرئيس السوداني في تصريحات نشرتها الصحف السودانية الحكومية أمس “إننا نؤكد هزيمة أي قوات تدخل البلاد مثلما هزم حزب الله القوات “الإسرائيلية””، وقال البشير في خطاب ألقاه بجبل الأولياء على بعد 50 كلم جنوب الخرطوم أول من أمس بمناسبة الذكرى ال 52 لتأسيس الجيش السوداني “إننا نؤكد عدم دخول أي قوات أجنبية في دارفور تحت الفصل السادس أو السابع، نؤكد عدم دخول قوات أمريكية أو بريطانية أو قوات يفرضها مجلس الأمن”، وأشاد الرئيس السوداني ب “صمود حزب الله بقيادة السيد حسن نصر الله وكسره للأبد لشوكة القوات “الإسرائيلية””. وأكد أن “السودان شعبا وجيشا احتياطي للبنان وفلسطين وجاهز للطلب”. وقال “لو لم يكن ثمة حرب في لبنان لكنا جميعا معبئين لتفادي تدهور الوضع في دارفور” مشيرا إلى زيادة نسبة الهجمات والمواجهات بشكل كبير خلال النصف الأول من السنة مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي.
تعليق
يوم بعد يوم يؤكد الرئيس البشير انه مستعد لمواجهة القوات الدولية ودائما ما يردف كلامه بكلمة مقبرة ...دارفور ستكون مقبرة لاى قوات اجنبية الخ وامس فى عيد الجيش كرر نفس العبارات وزاد عليها مستشهدا بما فعل حسن نصر الله بما واجهه من صمود تجاه الالة العسكرية الاسرائيلية .. ورغم ان حسن نصر الله له مميزات نادرة... وخاصة قدراته الثقافية والسياسية والتنظيمية وهذه كلها اهلته تاهيلا كاملا فى المواجهة وادارة معركته الحربية بغض النظر عن تحقيق ما يريد ام لا انتصر ام انهزم ....فان البشير لايملك منها شيئا خاصة السلاح والتدريب العالى والعقيدة القتالية التى تحلى بها جندى حزب الله .. فشعار الجهاد الذى تم رفعه بالامس لن يستطيع البشير رفعه مرة اخرى وذاكرة الشعب حية ومتقدة واصبح مثل هذا الشعار فى اذهان السودانيين يعنى الغفلة والغش بالدفع للقتال فقط دون استعداد فى معركة لامعنى لها ولا مستقبل لها .. استطاع حسن نصر الله وهو قائد مليشيا ان يدير معركته الحربية والاعلامية والدبلوماسية باقتدار.. وحد خلفه الشعب اللبنانى كله واستطاع كسب عطف العالم فى معركته ..هل يملك البشير ذلك ؟ لا اعتقد فالسودانيون مؤيدون بالاجماع دخول قوات دولية لكل انحاء السودان ناهيك عن دارفور ما عدا قلة فى حزب المؤتمر الوطنى وعلى راسها البشير لعدة اسباب .. حزب المؤتمر الوطنى فى اغلبيته مع دخول قوات دولية لحفظ سلام دارفور وعلى عثمان محمد طه على راس هؤلاء ومعه معظم تنظيم الاخوان المسلمين الذى يتراس امانته .. اذن البشير لا يملك وحدة وطنية داخلية تقف معه فى مقصده .. هناك الجانب الاعلامى ..الاعلام السودانى ضعيف اضعفته الحكومة بابعادها للكوادر الوطنية المؤهلة واعتمادها على اهل الولاء اضافة لعلاقتها المتوترة مع العالم الخارجى واجهزة الاعلام الخارجية بعكس حسن نصر الله الذى له علاقات حسنة مع كل الدول واجهزة اعلامها الخاصة والعامة وله خطاب اعلامى متزن وواعى غير متشنج ... الرئيس البشير بخطابه المتشدد يلفت نظر العالم الى شخصه وقدراته اكثر مما يقنع شعبه والعالم بعدالة قضيته كما يعتقد رغم اننى ارى بانه ينتحر باسرع مما نتصور ..ولا اعلم ماهية عدد المستشارين والسكرتارية الصحفية التى حوله والتى يمكنها تبصيره باختيار الكلمات والعبارات التى لا تضر بالوطن .. اصبحنا نخاف على وطننا عند كل خطاب للرئيس ولم يكن حسن نصر الله كذلك كان هادئا غير متشنج عباراته سليمة ورؤاه متجددة استطاع اقناع الجميع بعدالة ما يقوم به يتخير عباراته بدقة لانه لا يعمل لوحده وفق رغباته الشخصية وانما محاط بمجموعة الامانة العامة وهى مجموعة من الخبراء المتخصصين فى كل شىء وعلى مستوى عال من الكفاءة العلمية .. اذن لا مقارنة بين وضع حسن نصر الله الذى استعد ليومه وبين من يقول ولا يعمل ويسعى لتوريط شعبه ووطنه فى معركة خاسرة يدفع الجميع ثمنها ..
08-16-2006, 02:00 AM
الكيك الكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172
والاهتمام بخطاب الرئيس في جميع حالات الخطابات المرتجلة والمقروءة ، يبقى اهتماماً عالمياً مشتركاً يحفظ فيه التاريخ الحديث عدة مشاهد واحداث أشهرها تجربة الزعيم العربي جمال عبد الناصر مع الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل الذي كان يتولى إعداد وتنسيق خطابات الزعيم الثائر وكانت العبارات التي انتقاها هيكل لخطاب عبد الناصر بعد النكسة وهو يعلن عن تنحيه تأثيراً داوياً أخرج الشعب المصري عشرات الآلاف الى الشوارع هاتفاً بحياة الزعيم ناصر. الذي تجاوز عبره الموقف العصيب يومها.
الإعلامي المخضرم محمد خير البدوي تحدث لـ «الرأي العام» عن تجربته مع الزعيم اسماعيل الازهري وعبد الله خليل واصفاً تعاملهما مع الاعلام بالشفافية، وأوضح أن وزير الاعلام وقتها كان هو المستشار الاعلامي للرئيس مضيفاً بأنهما كانا يتعاملان بسياسة الباب المفتوح مع جميع الاعلاميين في كل زمان ومكان..
أما الاكاديمي الاعلامي د. مرتضى الغالي فيضع لخطاب الرئيس أشكالاً مختلفة بعضها يرتبط بالازمات أو الاعياد القومية أو بنهاية دورة حكومية أو تقديم إنجازات وكذلك ما يرتبط بالمخاطبات الشعبية المعدة أو المرتجلة، وبرأي الغالي فإن جميع مخاطبات الرئيس تترتب عليها تبعات معينة واعلان قرارات لا يمكن الاعتذار عنها بفعل الحماسة او بواقع الحشد القائم او الظروف الآنية.
ويذهب الغالي إلى القول بأن أي تصريحات للرئيس حتى في نطاقه الحزبي الداخلي تصل إلى وسائل الاعلام المحلي والعالمي وتؤخذ كرأي للدولة على أعلى المستويات.
خطابات البشير
وبينما تخلو مكاتب المستشارية الاعلامية والصحفية في القصر الجمهوري هذه الايام من موظفيها بفعل أعمال الصيانة واسعة النطاق التي تجرى بداخله فإن الرئيس البشير مازال يبدأ يومه بتصفح جميع الصحف السياسية باكراً في صالونه الداخلي بمنزله الرئاسي. وتبقى الهواتف خطاً ساخناً بين المشرفين على العمل الاعلامي بمكتبه ومن بينهم الشاب الملتحي الناحل الذي يتردد أنه يتشارك مع الوزير سبدرات والدكتور أمين حسن عمر. ود. غازي صلاح الدين والاستاذ علي عثمان.
وضع ملامح خطابات الرئيس البشير وبرأي كثير من المراقبين فإن تقاليد السياسة السودانية لا تحبذ كثيراً الشفافية في الاعلان عن الشخصيات المسئولة خلف الكواليس.
ويشير البعض الى ثلاثة اجهزة صحفية داخل القصر تتمثل في المستشار الصحفي الاستاذ عباس النور واللواء شرطة معاش محيي الدين محمد علي مدير المكتب الصحفي والذي يعمل به عدد من المترجمين والصحافيين، إضافة إلى السكرتير الصحفي لرئيس الجمهورية محجوب فضل بدري. تتولى هذه المكاتب مهمة متابعة خطابات الرئيس الاعلامية وتنسيقها.
وبحسب السكرتير الصحفي لمكتب الرئيس البشير الاستاذ محجوب فضل بدري. فإن هذه المكاتب تختص برسم السياسات الاعلامية العامة والترويج لها. وأضاف موضحاً لـ «الرأي العام» : نعني بشدة بما يرد في الصحف من أخبار وأعمدة ومقالات لتصل إلى كل مؤسسة الرئاسة وليس الرئيس وحده. إضافة الى الملخصات والرصد. كذلك نحن نحرص على تنوير الرأي العام بما يحدث في مراكز صنع القرار. ونرتب كذلك للقاءات الاعلامية مع القيادة التنفيذية.وكذلك الاهتمام بالعلاقات الانسانية والاجتماعية مع الاعلاميين والمبدعين. وحول دور تلك المكاتب في صياغة واعداد خطاب رئيس الجمهورية . أوضح السكرتير الصحفي بأن كل مناسبة تقدر بقدرها ويتم صياغة موجهات الخطاب داخل المؤسسات المعنية بذلك. وهناك من يناقض وجهة نظر بدري، حيث ترى الدكتورة مريم الصادق المهدي إبنة «الامام» ذي المقدرات الخطابية المتميزة، ترى مريم بانه لا يوجد مختصون في العمل الاعلامي يشرفون على إعداد خطابات الرئيس الا الخطابات الاساسية (عيد الانقاذ- الاستقلال) حيث يظهر الاتقان والبراعة في خطابات تلك المناسبات، أما الخطابات أثناء الازمات فإنها تتضارب فيما بينها ولا تأتي قوية ومدروسة.
وباستفسارنا لها عمن كان يعد خطابات والدها «المطولة» اثناء رئاسته لمجلس الوزراء أجابت مريم بأن الاجابة ربما كانت لدي سكرتيره الدائم منذ ستينات القرن الماضي ابراهيم على.
المحلل السياسي محمد لطيف والذي فتح فوهات النيران أجاب (الرأي العام) ساخطاً: اختيار المستشارين يتم من غير أي معايير لا علمية ولا مهنية ولا سياسية.
وخطاب الرئيس يشي بأن من حوله غير مؤهل للقيام بهذا الدور.
وبحسب محمد لطيف فإن المستشار الاعلامي في مؤسسة الرئاسة يجب ان تتوافر لديه المعرفة بالجوانب الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والجغرافية والتاريخية ويجب ان تكون لديه الخبرة التي تؤهله للقيام بمهمتين أساسيتين. أولاً إسداء النصح اللازم في الوقت المناسب للرئيس، وثانياً مد وسائل الاعلام بالخطاب المطلوب في الوقت المناسب.
أما أستاذ الاعلام د. مرتضى الغالي فيضيف : لا أعتقد أن الرئيس البشير محاط بمستشارين مختصين في الاعلام بالصورة المطلوبة يختصون بتحديد مواقيت واماكن اعلان القرار وتحديد المجالات والخلفيات للجمهور.
ويشير مدير المركز السوداني للخدمات الصحفية المهندس عبدالرحمن ابراهيم الى ما يعرف بـ (لجنة الازمة) والتي تتولى المعالجة الاعلامية لاية أزمة وطريق تناولها في وسائل الاعلام.
الا أن المحلل والكاتب الصحفي محمد لطيف يشير إلى خلل يراه جوهرياً فيما يختص بعمل المستشارية الاعلامية حيث وصفها بأنها (عرجاء) لأنها تسير بلغة واحدة هي اللغة العربية. فمن المطلوب أن تتولى المستشارية مهمة فهم واستيعاب ما يقوله العالم وكذلك القدرة على مخاطبته باللغة التي يفهمها.
الخروج على النص
وفي تاريخ السياسة السودانية يحفظ للرئيس الاسبق نميري إصداره لكتابيه (النهج الاسلامي لماذا) (والنهج الاسلامي كيف) اللذين مهدا لقوانين سبتمبر، وقد شاع حينها أن مستشاره الاعلامي محمد محجوب سليمان هو الذي تولى كتابتهما قبل أن ينتهي به الامر الى طلب اللجوء السياسي بمصر. هذا عن الخطابات المعدة، اما الارتجال فاخطاؤه عديدة ، فالرئيس نميري وفي إحدى أشهر حالات الخروج عن النص اعلن في إحدى مخاطباته عن تطبيق قوانين سبتمبر قائلا : «أيوه نحن حننط البيوت وحنطبق القانون دا وحنعمل أي حاجة»!!
08-16-2006, 02:29 AM
البحيراوي البحيراوي
تاريخ التسجيل: 08-17-2002
مجموع المشاركات: 5763
لا أحسب أن هناك وجه مقارنة ما بين الرئيس البشير والسيد حسن نصر الله من حيث المواقع التي يشغلها كل ٍ منهم وبالتالي ما يطلع به كليهما من مسئوليات داخلية وإقليمية ودولية وتبتعد الشقة كثيراً ما بين لبنان موطن حسن نصر الله والسودان برئيسة البشير وخصائص وميزات وعثرات كل دولة . والفريق البشير تدرج في العسكرية حتي وصل لما هو علية تارةً بالطريق العديل وأخري بالمراسيم الدستورية كان من المؤمل أن ينكب علي النهج العسكري الذي إتبعه حسن نصر الله للصمود ويدرسة ليتعلم من الإيجابي ويترك السلبي بمهنية ومنهج عسكري صرف. سياسياً فات علي البشير أن الحرب ليست هي الغاية بقدر ما هي وسيلة لتحقيق الأهداف حيث قبل طرفا الصراع أخيراً قرار مجلس الأمن الدولي والقاضي بدخول قوات دولية الي لبنان لتشغل جنوب لبنان بالكامل . وحيث أن مثل السودان يقول بأن البلد ضيقة حتي الدائرة القريبة من الرئيس البشير تجدها برأي آخر فيما يقولة البشير من خطابات ومواقف ولعل جل هذه الخطابات تنبئ عن ردة فعل ورسالة داخلية لمجموعات في المؤتمر الوطني قبل الآخرين.
بحيراوي
08-18-2006, 11:12 PM
الكيك الكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172
تلاحظ فى الاونة الاخيرة ارتفاع نبرة الرئيس البشير المبشرة بالحرب وهذا ما يؤسف له .. واذا بحثنا عن الدافع نحو هذا الاتجاه نجده سوء تقدير وكنكشة لا مثيل لها .. كنت اتمنى ان يرجع البشير الى سياساته ويقيمها مع اهل الاختصاص من المخلصين ويتبعد عن اولئك التجار الذين يريدون لحالة الحرب ان تستمر .. بالامس تابعت رحلة على عثمان للشمالية واكثر ما سرنى هو تركيزه على الاتجاه المعاكس للرئيس وتكراره لاهله بان السلام هو الشىء الوحيد الذى يخرجهم من التخلف الذى هم فيه وراى بعينه الحال الذى ال اليه انسان الشمال المهمل فامر باعادة النظر فى كل ما حصل لاهل المناصير وامرى والحامداب وتولى بنفسه هذا الملف الشائك الذى ادخلنا فيه عديمو الخبرة من امثال اسامة عبد الله وغيره .. الخطوة الاخرى هى التنسيق او المفارقة ما بين مجموعتين فى المؤتمر الوطنى احداهما يقودها البشير نحو تحدى المجتمع الدولى ومنازلته بحرب لا تبقى ولا تذر واخرى بقيادة النائب على عثمان ومعه الحركة الشعبية وتجنح نحو السلم والابتعاد بالسودان نحو مواجهة جديدة .. ونواصل النقاش
08-19-2006, 01:55 AM
الكيك الكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172
الصحافة 19/8/2006 بيننا أين أنتم من حزب الله؟ رباح الصادق نشرت صحيفة «الصحافة» بتاريخ 15 أغسطس الجاري على لسان رئيس الجمهورية «رفض السودان لدخول قوات أممية لدارفور تحت الفصلين السادس والسابع من ميثاق الامم المتحدة». وتأكيده «حسم أية قوات تدخل البلاد مثلما حسم حزب الله القوات الاسرائيلية». وهذا قياس بين حالتين: اللبنانية والسودانية. والقياس من مصادر الاستنباط المعروفة في الفقه، يكوّن مع الاجماع وغيرهما من أركان المنهج الصوري في الفقه، وقد اعتبر بعض الفقهاء المحدثين أن حد الاستنباط على هذه المصادر حجب مصادر أخرى مهمة كالحكمة والميزان والقسط وحجّر الفقه الإسلامي، ثم جاء قفل باب الاجتهاد منذ القرن الرابع الهجري، ليؤكد على التراجع في مقاييس الإبداعية في الفقه.. ونحن هنا لا نود الاسترسال في مجال الفقه، ولكننا قدمنا لنؤكد أن أغلب الأذهان المغلقة هي تلك التي تحرص على القياس حرصا جما، وتجره معها في كل صغيرة وكبيرة في الحياة، مع أن للقياس شروطا وأركاناً. فلو أردت أن تتابع أركان القياس في أغلب الأحيان لوجدته ساقط الأركان مائل البنيان، وهكذا هو قياس السيد الرئيس بين ما حدث في لبنان وما يجري في السودان، ونحن نتخذ هذا «القياس المائل» موضوعا نتداوله اليوم. نؤكد فيه إمكانية القياس بين الإنقاذ وبين إسرائيل، واستحالة القياس بينها وبين حزب الله. قلنا من قبل إن القياس لو كان واردا فهو بين موقف إسرائيل، وموقف «الإنقاذ»، كما تدل الأركان التالية: فالشعب في لبنان عانى من الشوفينية الإسرائيلية وجيشها الآثم، والشعب في دارفور عانى من الشوفينية «الإنقاذية» ومليشياتها الحكومية «الجنجويد». والقياس هنا وارد بين موقف إسرائيل، وموقف الإنقاذ العدوانيين. والقوات الأممية في الحالتين لم تكن عدوا لا للشعب اللبناني ولا للشعب السوداني. واللبنانيون هم الذين يؤكدون على ضرورة محاكمة مجرمي الحرب في لبنان وتقديمهم للمحكمة الجزائية الدولية، وهكذا قد بدأت حملات ومساع مثل «حملة المواطن الصحافي» التي دعت إليها قناة الجزيرة الفضائية، والتي تريد رصد الانتهاكات هناك وتوثيقها حتى لا يضيع حق اللبنانيين في التقاضي أمام المحكمة الدولية، بينما ستعمل إسرائيل وأميركا ما بوسعهما لإيقاف هذا المسعى. وكذلك أهل دارفور جميعهم حتى المتهمين منهم بارتكاب جرائم من حملة السلاح، وحتى الذين وقعوا مع الحكومة اتفاق أبوجا، كلهم يؤيدون ضرورة أن يقدم مجرمو الحرب للمحكمة الدولية في لاهاي، فالمحكمة ستبرئ البريء وستدين المذنب، ووحده المؤتمر الوطني في السودان يرفض فكرة أن يُدان المجرم بذنبه. وكذلك هنا يحدث التطابق. وحزب الله التزم الشفافية فيما يفعل، واهتم بتنوير الرأي العام بمجريات الحرب عبر البيانات المتتالية والفضائية والإذاعة، صار العالم كله يعلم منه ومن غيره تفاصيل ما يدور في لبنان، حتى صارت القضية اللبنانية قضية كل الناس الأولى رجالاً ونساءً وأطفالاً، بينما إسرائيل قصفت الإعلاميين وعوقت حركتهم ونسفت الإغاثة الإنسانية وعطلتها.. وكذلك الإنقاذ أخفت عن المواطنين ما جرى في دارفور وما يجري، وسعت لحجب الصورة وتعويق عمل الإعلاميين بل والإغاثيين، حتى تسببت في الغبينة بين أبناء دارفور إزاء مواطنيهم الذين لم يهتموا بما حدث كما يجب!. هنا صنعت الإنقاذ كإسرائيل. ولنترك أركان التطابق بين الإنقاذ واسرائيل، لنهتم بنقاط الافتراق البائنة بين حزب الله والإنقاذيين: فالحل في لبنان اشتمل فيما اشتمل على إجازة قرار مجلس الأمن رقم «1701»، وقد أجمع حوله اللبنانيون كما جاء مجمعا عليه في مجلس الأمن، لأنه أفضل ما يمكن التوصل إليه في ظل الراهن الدولي، مع تحفظات ذكرتها الحكومة اللبنانية وأخرى أوردها حزب الله. والحل في دارفور اشتمل كذلك على إجازة القرار «1679» بشكل مجمع عليه داخل مجلس الأمن وداخل القوى السياسية السودانية الحاكمة والمعارضة، مع وضعها بعض الشروط مثل ضمان خلو القوة الدولية من الدول ذات الأجندة، إلا أن المؤتمر الوطني هو الوحيد الذي لم يشأ أن يغامر بقبول قرار قد يجر المساءلة الجنائية لمجرمي الحرب في دارفور وهم لحمته وسداه. واللبنانيون لم يطلبوا القوات الدولية طلبا، ولكنهم تعاملوا معها لسد الذرائع الإسرائيلية، وللمطالبة بانسحاب القوات الإسرائيلية من أراضيهم فورا. بينما حكومة السودان هي التي طلبت القوات الأممية في السودان، وأتت بأكثر من عشرة آلاف جندي موزعين في أنحاء السودان لضمان تنفيذ اتفاق سلام نيفاشا، ولم يكن لذلك من داعٍ مقنع. وبالرغم من ذلك فقد أعلن حزب الله على لسان أمينه العام السيد حسن نصر الله، أنهم سيتعاونون مع قوات الجيش اللبناني والقوات الدولية «اليونفيل» أقصى تعاون، أما المؤتمر الوطني الذي جاء لنا بآلاف القوات الأممية لغير داع، قال حينما جاء الداعي الحقيقي إنه سيلحق القوات الدولية لو جاءت لدارفور بالقبور!.! وحزب الله حزب ديمقراطي جاء بأصوات الشعب، ولمواجهة العدوان الإسرائيلي الآثم بعد اجتياح لبنان عام 1982م، وقدم للشعب الخدمات الاجتماعية وللأسر المساعدات الاقتصادية، وسعى للتعامل مع الخريطة اللبنانية المعقدة بكل الحكمة والتسامح والتعاون مع الآخرين داخل الشرعية الديمقراطية، وضغط على رؤاه أحيانا ليعضد الإجماع اللبناني، مما جعل شعبيته تتمدد حتى خارج الطائفة التي تسنده وخارج حزبه بل وخارج لبنان. والإنقاذ جاءتنا خلسة وليلاً وعلى صهوة الدبابات وأطاحت بالشرعية الديمقراطية، وأحالت قيادات البلاد للسجون ثم المنافي، وصادرت ممتلكاتهم، وكانت حواراتها معهم طرشاء وكل اتفاقاتها معهم حبرا على ورق!. إنها اليوم تحدِّث نفسها بأنها وسعت من قاعدتها، وكل ما جرى أنها وسعت من قاعدة السياسيين «المكريين» بالوزارات والوجاهات، فلم توسع بهم قاعدتها ولكنها نفرت منهم جماهير الشعب السوداني، بل وجماهيرهم التي كانت بحمدهم تلهج!. وحزب الله يحدّث اللبنانيين فيفعل ويعد فيفي، والإنقاذ أمطرتنا بالأكاذيب والوعود المخلفة منذ كذبتها الأولى في بيانها الأول، أنها من قيادة أركان الجيش، ثم تمثيليتها الكاذبة الثانية «ذهبت للسجن حبيسا وذهب للقصر رئيساً»، ووعدها ألا يبلغ الدولار 20 جنيهاً، فإذا به يربو الآن على الألفين!.. وحتى يومنا هذا كل يوم تتكاثر الأكاذيب حتى قال أحدهم مستغربا: هذه الحكومة مالها تؤشر يمينا، وتلف شمالا؟!.! إننا قد نتراجع عن التوأمة بين الإنقاذ وبين إسرائيل، وسيكون ذلك لصالح إسرائيل التي رغم عدوانها الأثيم وتراجعها عن متطلبات الحريات في حربها الأخيرة، إلا أنها حكومة قائمة على رأي الشعب حتى ولو كان ذلك الشعب تتخطفه الرؤى الغاشمة والخيالات السقيمة، ولذلك فهي حريصة على سلامته.. بينما الإنقاذ قائمة على أحلام فئة معزولة داخل الشعب السوداني، ما تفتأ تكيل له السباب وتحاول أن تعيد صياغته حسب رؤاها «الحضارية» حتى إذا فشلت في ذلك تود لو تلطخه جميعا بأقذار «الكشكشة»، ولا تأبه لو أهلكته الفيضانات «المسؤولون يطلبون من المواطنين قرب النهر أخذ الحذر!» بل قد تسلط الفيضان عليهم كما حدث لأهالي أمري المعارضين لسلطتها!. ولا تأبه كثيرا لو حصدتهم الأوبئة «الكوليرا والسحائي والإيدز وخلافه». وتفضل موت المئات على الاعتراف بالوباء لكيلا تهتز صورتها!، بل لا ترعوي أن يكون مصرع الشعب على أيديها بحرق قرى المدنيين الآمنين وقصفها كما حدث في الجنوب وفي دارفور.. نعم الدولة الإسرائيلية خير لشعبها من دولة الإنقاذ، ولذلك قيل: كل الأرض العربية المحتلة.. إلا الأرض المحتلة!!. لذلك قد نتراجع في التوأمة بين إسرائيل والإنقاذ، ولكننا لن نتراجع أبدا في التفرقة البائنة بين حزب الله وبين الإنقاذ.. إن حزب الله نفحة مسك هو الحرية، والإنقاذ نفخة كير هي الشمولية. وحزب الله حياة لآمال أمتنا، والإنقاذ ممات لها. سيدي الرئيس، جد لك قياسا آخر، فإن لم ترد أن تقاس بإسرائيل، قس دولتك بعذرائيل.. أو أي «إيل» أخرى!. وليبق ما بيننا.
08-19-2006, 03:01 AM
البحيراوي البحيراوي
تاريخ التسجيل: 08-17-2002
مجموع المشاركات: 5763
يبدو أن ما حدث في لبنان قد فتح لنا الشهية في مراجعة أولوياتنا تقديماً وتأخيراً ولعل ما يصرح به البشير وبعض قادة ومعجبي الإنقاذ يدخل ضمن هذا الإطار ففي حمي تصاعد أزمة دار فور وإفرازاتها التي خلطت كثيرا ًمن الأوارق ذهب البشير في تصريح يوم الخميس أعاد قضية دار فور للمربع الأول حينما قال بأن العدو الذي نحاربة في دار فور هو ذاك العدو الذي يحاربة اللبنانيون والفلسطينيون فهل فطن الرئيس البشير لما قال وكأني به يعلن وجود علاقات سودانية أسرائيلية تطورت حتي وصلت لكبير مساعدي رئيس الجمهورية السيد مني آركوي مناوي الذي كان يفاوض الإنقاذ في أبوجا وفق أجندة إتفق من إتفق وإختلف من إختلف مع الوضع النهائي لذاك التفاوض فهل دخلت إسرائيل في الحل النهائي من خلال حركة تحرير السودان أم إنتزعت الإنقاذ مني وتبقي في أحضان إسرائيل من كان رافضاً لأتفاق أبوجا . وهل هذا يعني عودة قضية دار فور للمربع الأول حيث قلنا التشخيص الخاطئ يؤدي لنتائج خاطئة . وحسب علمي لم يكل نظام الإنقاذ ولم يمل في التفاوض السري مع الرافضين لإتفاق أبوجا من خلال عدة وسائل . فهل لإسرائيل دخل في هذا .
بحيراوي
08-19-2006, 03:39 AM
الكيك الكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172
الاخ البحيراوى اشكرك على مسهماتك وتساؤلاتك النيرة فيما يخص اسرائيل وتدخلها فى شان دارفور ..سمعنا هذا الكلام مرارا ايام القتال فى الجنوب وانما يقول اهل الانقاذ ذلك لاستدرار عطف الدول العربية التى لا تثق فى نظام الانقاذ حتى الان رغم المظاهر الدبلوماسية .. والاتهام بتدخل اسرائيلى الذى يلمح له الرئيس انما المقصود به جماعة الخلاص الوطنى وعلى راسها عبد الواحد الذى يتهمونه بانه ينفذ سياسة اسرائيل التى وعدته بان لايمسه شىء من العقاب ان لم يوقع وانها تضمن ذلك وهذا على حسب رواية الانقاذ وهى رواية مشكوك فيها وملفقة بنسبة مائة المائة .. وهى رواية قد يستغلها العدو ودول اخرى وتصبح حقيقة فى يوم من الايام وهذا ما نتخوف منه .. واذا حصلت فلن يجد النظام الحالى وبهذه الصورة المهزوزة لدى الدول العربية اى عطف او مساندة يحلم بها مهما كذب الدبلوماسيون والمستشارون حتى ولو صدق عمرو موسى ذلك فلن يابه به احد اذ الشان السودانى كتاب مفتوح للعالم ..
شتان ما بين حزب الله في لبنان بقيادة نصر الله وبين الجبهة الاسلاموية بقيادة البشير نصر الله معه رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله ولهم قضية باعوا من اجلها ارواحهم لله عزو وجل , وعلى النقيض البشير ومن معه ابتداء من اخوته اصحاب شركات البترول الذين ترفع اسعار البنزين من اجلهم فيهلك المواطنون والمغتربون معا .. نصر الله يعين شعبه بالاموال وبالجبهة تجلب الاموال على قول الشاعر : زي ابضورس الما انفطم بدو يرضعو الام في نهم والام عضام لا ثدي فيها ولا لحم
اصحاب حسن نصر الله يسكنون الخنادق واصحاب البشير يسكنون القصور المشيدة باموال الشعب بدء من الوزير العوير والى الوالي الذي ما ترك شبرا في العاصمة الا ونهبها من اهلها وحولها الى ممتلكات خاصة بهم .. اطفال ونساء لبنان يرفعون ايديهم الله فيستجاب لهم واصحاب البشير تجد الرجل منهم مطعمه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فانى يستجاب له ؟ هؤلاء يستهبلون حتى على الله والعياذة بالله فيعقدون القران علي الحور العيان وهم بالدنيا يقتلون النساء والاطفال في دارفور والجنوب تماما كما تفعل اسرائيل فلا يجد شعب السودان غير المنظمة الدولية ليستنجد بها فمع من يحارب البشير ؟
08-19-2006, 10:32 PM
الكيك الكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172
شكرا محمد ود العمدة على المشاركة واضيف ان حزب الله اعطى كل من فقد منزله مبلغ اثنى عشر الف دولار نقدا ليؤجر منزلا جديدا الى ان تبنى تلك المنازل التى تهدمت .. فى حين نجد ان الانقاذ واهلها يقلعون من المواطن السودانى قلع عديل كدة كل ما يكسبه بالحلال واخرها الميزانية التى انقدت وبان خرمها قبل نهايتها بشهرين ووزير المالية لم يجد الا الشعب الغلبان ليحمله المسؤولية ويدفعه ثمن خطئه بدلا عن الاستقالة ..
08-20-2006, 02:10 AM
البحيراوي البحيراوي
تاريخ التسجيل: 08-17-2002
مجموع المشاركات: 5763
أنه من المؤسف أن يقارن البشير السودان بعصابة بمليشيا مسلحة في جنوب لبنان.كعادة العرب بعد كل هزيمة من أسرائيل يخرجون ويعلنون عن أنتصارات وهمية,فأذا كانت هناك فعلا أنتصارات كما يدعون لتحررت فلسطين منذ أمد بعيد.فمسكين السودان الذي يريد به البشير ما حل بجنوب لبنان. موضوع دخول القوات الدولية صار أمر لابد منه فكل العالم مع التدخل الدولي بأستثناء الكيزان.الشئ المضحك هو أن القوات الدولية متواجدة بجميع أنحاء السودان وخبرائها يجبون شوراع الخرطوم فما هو الجديد في ذلك؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
الكيك
البحيراوي
Deng
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست