دموع السنيورة.. ودموع أبي عبد الله الصغير!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 11:51 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-08-2006, 00:57 AM

النسر

تاريخ التسجيل: 02-21-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
دموع السنيورة.. ودموع أبي عبد الله الصغير!

    دموع السنيورة التي ذرفها اثناء خطبته على وزراء خارجية الدول العربية في بيروت امس، لخصت المشهد اللبناني، ومن ورائه العربي، بكل جلال وتأثير.

    مشهد اختلط فيه الدم بالدمار بالعوائل المهجرة، واختلط ايضا بمكر السياسة وأجندة الاقوياء المفروضة على عاتق لبنان الضعيف.

    السنيورة بكى اكثر من مرة، مرة عندما قال إن لبنان لن يصبح ساحة للصراعات الخارجية والتجاذبات مرة اخرى، وأن عروبة لبنان غير مشروطة (في اشارة للاستتباع السوري)، ,وبكى أخرى حينما عاهد ان لايخرب لبنان ثانية, هذه المرة يتكلم باسم الثكالى والضحايا والجرحى في كل لبنان.

    البكاء! ما من بأس به، قد يكون قطرات الحياة التي تذيب الجمود، عوض ان تصبح مجرد تعبير فاضح عن الحيرة والعجز وفقدان الحيلة، هناك بكاء يشف عن الانسان داخل السياسي، الانسان الذي يحترق ويتوجع، لا مجرد الكائن السياسي الاعزل من حرارة الشعور.

    بكى الشيخ جابر الاحمد الصباح امام العالم وهو يتحدث عن بلده المحتل من قبل صدام، وبكى الملك عبد الله بن عبد العزيز متأثرا بطفلة أحد رجال الامن الذين خسروا روحهم في الحرب ضد الارهاب.

    الدموع تصبح مأساوية حينما تشي بنهاية الحكاية، فتصير حبات الدموع مجرد خطوات، خطوات اخيرة على ميناء الرحيل الابدي والنهائي، تصبح كدموع ابي عبد الله الصغير الذي وقف على تلة، شاركته الحزن، يرقب غرناطة، عاصمة مملكته وهو يطرد منها على يد الاسبان، وقف وكله عجز وهوان، يمسح دموع الرحيل، وهو غير مصدق ان الامر انتهى والحكاية اقفلت، وقف ذات نهار بارد من ايام يناير سنة 1492م، وقف يحاول ان يهرب من واقع الضياع والانتهاء، عبر تثبيت عينيه على غرناطة الجميلة، غرناطة الخضراء، التي لم يتوقع ابدا ان تكون على وعد، بعد قرون طوال من الزمن العربي في الاندلس، مع قدر من هذا النوع، ولم يقطع حبل سرحانه الا صوت أمه المؤنب، وتقريعها الذي تخلد في وعي الزمان العربي: «إبك مثل النساء ملكاً مضاعاً، لم تحافظ عليه مثل الرجال».

    فرق كبير بين دموع العجز ودموع الاستنهاض، او بكاء الاقوياء والجبناء كما قال السياسي والكاتب القومي الشهير اكرم الحوراني في مذكراته وهو يتحدث عن احداث سنة 1956 اثناء تجواله لحشد الدعم من اجل قضية استقلال الجزائر عن فرنسا، ويقول في كلام حميم: « ان واقعنا يستحق البكاء.. ولكن بكاء الاقوياء لا الجبناء.. بكاء من يحاول ان يتجاوز ضعفه وعجزه».

    لكن لبنان غير الاندلس، وفؤاد السنيورة ليس ابا عبد الله الصغير. صحيح ان الاندلس أضاعها ملوك الطوائف، كما الحال، في جانب منه، في لبنان، وصحيح ايضا أن لحظات مثل احتراب ابن هود مع ابن الاحمر، ومنح الاول ثلاثين قلعة للاسبان من اجل ان يعينوه على خصمه، الذي لم يقصر هو الاخر في الاتكاء على الاجانب، ثم ذهب الاثنان ضحايا، ولم يحصلا الا على الضياع، ان هذا كله يشبه، اذا ما نظرنا بشكل يتجاوز التفاصيل، طرفا من صنيع اهل القوة والسياسة في لبنان اليوم، ففي لبنان الحالي امثال ابن هود، وابن الاحمر، وفيه من يمنح القلاع لخصوم اللبنانيين كل اللبنانيين، من اجل مصلحة صغيرة، ثم يضيع الكل!

    بكى السنيورة لأنه لا يقدر على مكافحة الضغوط المتناقضة كلها في وقت واحد، من جهة السوري يريد منه ان يعود الى بيت الطاعة، ويتنازل عن قصة استقلال القرار اللبناني هذه، ويعود الى سجن «المسار الموحد»، ما يعني عمليا ان يفقد لبنان جوهر وجوده كهوية ودولة، وايضا السنيورة يرى هذه الحرب الشرسة تشن على «لبنان» بصرف النظر عن كون المستهدف، كما تقول اسرائيل هو حزب الله وصواريخه ومقدراته وقدراته، لكن في النهاية، السنيورة هو رئيس وزراء لبنان، وليس مراقبا دوليا يرصد ويحلل! ان البلد الذي يمزق هو بلده، وان الحزب الذي يرفض ان يصغي الى حاجات لبنان قبل حاجات الاخرين، هو حزب لبناني في نهاية الامر، وربما أنه يمثل غالب الشيعة الذين يمثلون بدورهم نصابا وطنيا كبيرا، سياسة الحزب الاصولي ليست لبنانية، هذا صحيح، ولكنه لبناني دما وارضا وعديدا، فماذا يفعل السنيورة ازاء واقع كهذا؟ لا يملك الا ان يكون حامي لبنان والمنافح عنه، دون ان يكون ذلك وفق اجندة غير لبنانية، مسألة دقيقة وصعبة، تجعل الانسان يشفق على هذا الرجل الذي يمشي على البيض، وحاله مع حزب الله كما قيل: ويلي عليك وويلي منك.

    لا عجب ان يبكي اذن، ولكن بكاء الضجر والغضب، لا الضعف والهوان، خصوصا ان الرجل كشف عن معدن صلب خلال هذه الازمة، واستطاع الى هذه اللحظة، ان يقود سفينة القرار اللبناني بشكل مثير للاعجاب، رغم كل الصعاب، والحرب الدائرة على بلده، والانقسام الواضح بين اللبنانيين في الموقف من حزب الله، معطوفا على الصراع الاقليمي الشرس، والذي صار لبنان ساحته، بين ايران وسورية من طرف، والمحور العربي من طرف آخر، ناهيك من حاجات امريكا من لبنان وحاجات فرنسا التي تغني على ليلاها هناك..

    لكن الرجل قادر على المنازلة وعبور المضائق، وحين تدعو الحاجة للحدة يحتد، كما صنع حينما وجه انتقادا واضحا لوزير خارجية ايران منوشهر متقي قبل ايام بسبب ما اعتبره السنيورة «تجاوزا للحدود» من قبل ايران حينما عبر متقي، من بيروت!، عن تحفظاته على خطة الحكومة اللبنانية الشاملة لحل النزاع القائم في لبنان.

    السنيورة، يكافح على كل الجبهات، وعلى شتى المحاور، وآخرها اجتماع وزراء الخارجية العرب، الذي ميزه السنيورة بخطابه المؤثر ودموعه الحرى، كما تميز، اعني الاجتماع، بنتائج اكثر عملية من السابق، على الاقل فقد اجل مجلس الامن البت بالقرار الدولي لحين الاصغاء الى مطالب العرب، الامر الذي يعني ان العالم لديه الاستعداد لأخذنا على محمل الجد اذا ما أحسنا الحراك السياسي واتخذنا مواقف جادة، وعرفنا مصادر قوتنا، هنا يحتاجنا العالم اكثر ونحتاجه، كما قال لي سياسي لبناني.

    هذا العالم، ليس ضدنا على الدوام، قدر ما نحن ضد انفسنا، وخير للذين يغنون: وين الملايين، والدم العربي وين، أن يترجموا هذه الدعوة للثورة والوحدة، الى صيغة عمل وتحرك راشد ومسؤول، وها نحن ننتظر ومجلس الامن كذلك ينتظر مواقف العرب، لذا ذهب البارحة من بيروت الى نيويورك مباشرة وزاء خارجية قطر والامارات والامين العام عمرو موسى، ويفترض انهم يتحدثون الآن او تحدثوا، في نيويورك مع الفرنسيين والامريكان من اجل اخذ «تصويبات» لبنان في الاعتبار اثناء اصدار القرار الدولي الجديد، التصويبات، حتى لا نقول الرفض، تطالب بالنص صراحة على انسحاب اسرائيل من لبنان، والنص الصريح على الوقف الفوري للنار، مع الموافقة على بقية الافكار الاساسية، وجوهرها اخراج الجبهة اللبنانية من جبهات الحرب بالوكالة بين ايران وسورية من طرف، وامريكا ومعها اسرائيل من طرف اخر، خصوصا ان حزب الله نفسه قبل سنوات قريبة أعلن تحرير الارض، فلم يعد من معنى للابقاء على «الجبهة اللبنانية» قيد الاشتغال، الا اذا كانت مدخرة لشيء اخر، داخلي او خارجي!

    وهذا ما قد يجلب الالم والدموع مرة اخرى، لكن نخشى ان تكون في المرة المقبلة كدموع ابي عبد الله الصغير، الذي ابقى بكاؤه غصة الاندلس ساخنة في الذاكرة الجماعية قرونا وقرونا، مع حزة الشجن التي تحدثها كلمات الموشح الجارح:

    جادك الغيثُ إذا الغيثُ همى

    يا زمان الوصل بالاندلس

    لم يكن وصلك إلاّ حُلُمـاً

    في الكرى أو خلسة المختلس

    اذ يقود الدهرُ اشتات المنى

    ينقل الخطو على ما يرسمُ

    زمراً بين فرادى وثنا

    مثل ما يدعو الوفود الموسمُ

    حمى الله لبنان، فبنا ما يكفي من غصات الضياع، ومر بنا كثيرون من امثال ابي عبد الله الصغير .. لا نريدهم!

    الشرق الأوسط
                  

08-08-2006, 05:30 AM

أحمد جمعه محمد
<aأحمد جمعه محمد
تاريخ التسجيل: 07-11-2006
مجموع المشاركات: 102

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دموع السنيورة.. ودموع أبي عبد الله الصغير! (Re: النسر)

    البِبَكي الرجال قاسي، ولاعيب أن يزرف الرجل الدموع من أجل وطنه، وما حل بلبنان عار على جبين العرب، ربنا يكون في عونهم.
                  

08-08-2006, 07:08 AM

النسر

تاريخ التسجيل: 02-21-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دموع السنيورة.. ودموع أبي عبد الله الصغير! (Re: أحمد جمعه محمد)

    تعرف بغض النظر عن حكاية العروبة دى لكن الراجل بالامس بدات علية علامات الحسرة من اخوة يجلسون امامة ويعرفون ما حل ببلدة من دمار وقتل وهم يتفرجون كان يستجدى فيهم بالدموع ليعرفوا كم انهم متفريقين على بعضهم كان يستدل بالقتل وهم يقولون لة فى خاطرهم انت كاذب اين القتلى والجرحى الذين تتحدث عنهم
    هم فى نهاية الامر سوف يعطونة الفتات وخيرا لة ان يصمت وياخذ موقفا اكثر حزما
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de