|
|
 *الوحدة الجاذبة مجرد شعار غوغائي منذ مؤتمر جوبا 1947م
|
*الوحدة الجاذبة مجرد شعار غوغائي منذ مؤتمر جوبا 1947م
*مقاطعة كويبك انفصلت رغم أنها أنجبت ثلاث من أحسن وزراء في تاريخ كندا
*إذا تم تنصيب سلفاكير رئيسا في الانتخابات القادمة وتحول الجنوب إلى ناطحات سحاب وفنادق خمسة نجوم فقدان الثقة بين أبناء الوطن الواحد ستظل من القضايا العالقة ما لم يزيل الأسباب الجذرية للازمة
فاسكوالي فيليب نوحا
[email protected]
قد لا أبالغ في سياق هذا المقال أن السودان يمر بمنعطف خطير قابل للانفجار والاشتعال يحتاج لوقفة صلبة وقوية من قبل الحادبين على مصلحة الوطن ، والمتابع الحصيف لمجريات الأحداث يرى أن السودان من الدول يتميز بسيرة شعبة النضالية بأنها من أهم وأغنى التجارب التحررية في القرن الـ21 ويشكل انتصاره نقطة فاصلة في تاريخ الشعوب المهمشة والسودان بلد غنى يتمتع بثروات هائلة وثقل سكاني كبير يصل لأكثر من 354 مليون نسمة تقريباً وأكبر الدول الأفريقية مساحة وأهمية جيوسياسية فريدة وهو بلد مؤهل باقتصاده وإمكانياته الضخمة لان يكون رائد التقدم والازدهار والسلام في أفريقيا خاصة والساحة العالمية عامة . لكن ظللنا في الانحطاط والتشرذم والتقوقع للوراء أصبح سمة لكل القوى السياسية.
الوحدة السودانية أو الوحدة الجاذبة شعار غوغائي رفعته القوى السياسية الشمالية برئاسة مولانا محمد صالح الشنقيطي إبان انعقاد مؤتمر جوبا عام 1947م ورفع سلاطين الجنوب في ذلك المؤتمر شعار " No Separation for one Nation ) لا انفصال لشعب واحد في وطن واحد لسودان موحد في ظل الفدرالية. لكن أين نهاية مقررات مؤتمر جوبا بعد انتخاب أو ل برلمان سوداني عام 1954 برئاسة بابكر عوض الله. ثم لماذا لم يلتزم برلمان بابكر عوض الله بذلك الشعار الذي رفعه السلاطين وهل نجح ذلك البرلمان في إزالة القضايا العالقة وخلق واقع يستوعب كافة أشكال التعدد الاثني العرقي في اعتقاد كثير من المحليين ذلك البرلمان فشل بعد أن خرق اتفاقية الحكم الذاتي ونقض مقررات مؤتمر جوبا مقولة شهيرة " أن تقرير المصير لم يعد أمر ذا موضوع" المؤتمر الوطني ما زال يعرقل مسار تنفيذ اتفاقية السلام الشامل ويسيطر على كافة الأجهزة الإعلامية واجتماع المكتبين القيادي والسياسي وكل من الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وضحت أن النقاط السبعة الذي ذكرها رئيس الحركة الشعبية التي تتمثل في ( قضية ابيي ، برلمان جنوب كردفان ، الحدود بين الجنوب والشمال ، عائدات النفط ، ....الخ). هذه النقاط لم تعد أمر ذا موضوع للمؤتمر الوطني. كقراءة خاطئة بعض الكتاب يرى فوز الحركة الشعبية في الانتخابات القادمة تتحول الأجواء لصالح الوحدة ، لكن تاريخ وتجارب الشعوب من حولنا نجد أن مقاطعو كويبك في كندا انفصلت رغم أن هذه المقاطعة أنجبت لكندا أكثر من رئيس وزراء ولم نسمع يوما في كندا أن احد مثقف أو غير مثقف وقف ليعاير أهل كويبك ويندد بهم قائلا ماذا يريدون أن نمنحكم أكثر مما منحناكم بعد أن تحكمتم عبر السنين في كندا كلها مع الإشارة في هذا الصدد جنوب السودان إذا تحول إلى ناطحات سحاب وفنادق خمسة نجوم وفلل وشوارع مسلفتة بين جوبا وواو وملكال ما لم القوى السياسية تزيل الأسباب الجذرية للازمة السودانية الممتدة والمستعصية عبر التاريخ. حتما مصير الوطن مجهول في المستقبل القريب ، مع الوضع في الحسبان ذاك المواطن في جنوب البلاد في طريقه لصناديق لاختراع يتذكر في خاطره كثير من المأساة والمرارات والاضطهاد التاريخي خاصة محنة بحر الغزال التي هددت ثلاثة ملايين من البشر بالموت جوعا ( يتذكر أن حكومة الخرطوم ) لم تفعل شيئا على المستوى الشعبي للإسهام في حلها نصف ما فعلوا لمن تهددهم الفيضانات في العاصمة ولم يدعوا الله في المساجد بالنذر اليسير ما كان الخطباء يدعون إلى إنقاذ مسلمي البوسنة والهرسك بل تلك المهمة والمحنة الصعبة لوكال الغوث النرويجي لويرلدفيشن الأمريكية . هذه المنظمات التي ظلت توفر الغذاء والكساء والدواء لمن يحتاج إليه من مواطني جمهورية السودان الديمقراطية الإسلامية الصحوية. يتذكر ذلك المواطن في طريقه لصناديق الاقتراع تلك المجزرة الشنيعة 7/7/1992م بجوبا ..تتذكر الذين ذبحوا بمدينة بور عندما زار السيد الصادق المهدي إقليم أعالي النيل يومئذ يعيش الوزراء في الحكومة الديمقراطية تتذكر وتتذكر ..
عليه قد يصفني بعض القراء الشرفاء بالتطرف في الطرح والفكر ، لكن من أجل السودان ومستقبله المشرق ما لم نتجرأ في طرح واقعنا المرير سنظل منغلقين وندور في حلقة مفرقة . مع الوضع الحسبان والاعتبار عدم التطرق لقضايا بعض الدول ورفع شعارها بشكل فيه نوع من المبالغة علما قضايانا الأساسية يوما ليس حسن نصر الله ولا فلسطين ولا جامعة الدول العربية ولا القدس ولا مؤتمر القمة الإسلامية ولا دول مجلس التعاون الخليجي ولا منظمة الوحدة الإفريقية OEU . إنما قضايانا الأساسية هي كيف يوحد أهل السودان وطنهم ليس من خلال شعارات غوغائية لكن من خلال إرساء قواعد الاستقرار قبل أن يبحثوا لأنفسهم دور في الخارج.
الشعارات المرفوعة منذ أكثر من 50 عام على مدار تاريخ الوطن كانت غوغائية. بالضرورة اليقظة والحذر من أجل بناء وطن يحس المواطن بكرامته ضرورة حتمية.
|
|
 
|
|
|
|
Deng
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست