اطباء بلاعهود وفي الغدر والخيانة بلاحدود

Quote: في البداية من الذي فتح الباب لتحول هذه المهنة الي تجارة رابحة؟

Quote: أطباؤنا بالداخل.. من يطبطب عليهم؟ انفعل الناس بالخبر القائل ان هناك اربعة آلاف طبيب سوداني ببريطانيا قد تم الاستغناء عنهم.. وتشردوا (يا حرااام).. وكأن كل مشاكل الأطباء بالداخل قد تم حلها.. ودقت الحكومة صدرها وأبدت استعداداها لاستيعابهم في السودان في الوقت الذي اصبح الطبيب داخل بلادي سائق (امجاد)، ولم يجد من يستوعبه حتى في وظيفة تمرجي، وخاصة عموم الاطباء الذين اكملوا فترة الامتياز.. وإذا سمع الطبيب الكلام وكان مطيعاً وانتقل الى الولايات فلن يجد هناك ما يمارس فيه طبه.. لا مستشفى مؤهل، ولا معامل ولا غرف عمليات ولا علاج، ولا حتى مرضي ليعالجهم.. فالكل يهرب الى الخرطوم لتلقي العلاج، لأن لا فائدة من بقائهم في ولاياتهم التي لا تقدم لهم سوى علاج الملاريا بدون فحص، والالتهاب بدون كشف.. ولو إنصب الاهتمام وصوب نحو تلك الولايات للنظر في حل مشاكل اطبائها ومستشفياتها لكان أكرم وأولى.. ولو فرضنا جدلاً بأن ما جاء فى الخبر كان صحيحاً فهل هؤلاء الأربعة آلاف طبيب كان سيتم تعيينهم واستيعابهم في السودان؟. وهل توجد وظائف لهم؟ ام ستكون على حساب الآخرين؟! وهل سيتم تعيينهم في الولايات الغبشاء؟ ام في العاصمة الملساء؟!!.. لأنني لا اظن ان احداً منهم يقبل بعد ان يأتي من بريطانيا ان يعين في كاب الجداد!! وهل سيتم تعيينهم بنفس المرتبات الهزيلة؟ ام ستفصل لهم مرتبات على مقاسهم؟! علماً بأن مرتب طبيب واحد من الخارج يساوي مرتب عشرة اطباء من عندنا.. كل هذا اذا كان اطباء بريطانيا اصلاً سيقبلون بالعودة الى السودان.. لأنهم في الغالب الأعم سيتجهون الى بقية ارض الله الواسعة من دول عريبة وأوروبية وغيرها.. لأن ما اكتسبوه من خبرات ومهارات لن يرجعوا بها لبلاد لا تقدم لهم سوى الإحباطات والتي من اجلها غادروا.. وإن كانوا قد وجدوا ذلك الاهتمام السريع و(المحنة) التي وجدوها الآن منذ البداية لما غادروا.. فنشكر لكم اهتمامكم بأطباء الخارج الذين هم في استغناء تام عنكم.. وأظنهم سيتدبرون امرهم بأنفسهم جيداً اذا تم الاستغناء عنهم بعد ان استطاعوا الوقوف على اقدامهم بعيداً عنكم.. ونرجوكم ان تهرولوا نحو اطباء الداخل الغبش الذين ما زالوا في مرحلة (الحبو) وهم في اشد الحاجة ليد حانية تهتم بهم.. وتربت عليهم لتساعدهم على النهوض قبل ان يلحقوا برفاقهم بالخارج.. وأرسلوا وفوداً داخلية للوقوف على مشاكلهم وإحباطاتهم والتي جعلت مهنتهم تتحول الى مهنة تجارية مثلها مثل غيرها.. حتى يستطيعوا ان يجابهوا بها ضغوط الحياة التي تحاصرهم من كل جانب، لأن الطبيب اولاً وأخيراً بشر يأكل ويشرب ويتزوج وينجب ويربي.. ويكون مسؤولا عن اسرة.. ولا يستطيع فعل ذلك كله بما توفره له الحكومة من مرتبات ضعيفة وبيئة عمل اضعف.. وإذا اجرينا مقارنة صغيرة بين طبيب الخارج وطبيب الداخل فسنجد ان مرتب طبيب الخارج عشرة اضعاف ذلك المسكين الذي لا يتعدى مرتبه الستمائة الف جنيه للطبيب العمومي ان لم يكن اقل قليلا.. لذلك يكون تركيز طبيب الخارج في عمله وعلمه وتقدمه، اما طبيب الداخل فكل تركيزه في كيفية زيادة دخله مما يؤثر على ادائه في المستشفيات الحكومية.. هذا ان لم يهجرها للقطاع الخاص الذي يقدم له كافة الإغراءات. ومن هنا تبدأ ظواهر الإهمال الطبي والأخطاء الطبية وغيرها من المشاكل التي يتضرر منها المواطن.. اضف الي ذلك قلة المعرفة والتدريس للأطباء نسبة لارتفاع رسوم التخصصات المختلفة مما يؤدى إلى ازدياد معدل هجرة الأطباء.. فمن في رأيكم اولى بالرعاية والاهتمام؟.. ومن منهم يستحق ان يهرولوا اليه؟؟ د. نهى شرف الدين الطيب