مسرح الإنقاذ، وقطار السابعة والنصف، بقلم الاستاذ محمد سليمان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 04:58 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-14-2006, 08:14 PM

Amjad ibrahim
<aAmjad ibrahim
تاريخ التسجيل: 12-24-2002
مجموع المشاركات: 2933

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مسرح الإنقاذ، وقطار السابعة والنصف، بقلم الاستاذ محمد سليمان



    مسرح الإنقاذ، وقطار السابعة والنصف
    تشيخوف، مرة أخرى

    بقلم: محمد سليمان

    أثناء بحثي عن قصة تشيخوف عن الصياد والدب، والتي أشرت إليها في مقال نشر قبل أيام، أعدت قراءة كل ما توفر لدي من قصص تشيخوف القصيرة، واكتشفت مرة أخرى معنى أن الأدب العظيم هو ذلك الذي يكتب نفسه من جديد كل مرة تقرأه. تماماً كما قيل أنك لا تعبر النهر مرتين، فأنت لا تقرأ الأدب العظيم مرتين، ولا تشاهد اللوحة الجميلة مرتين، ولا تستمع إلى الموسيقى العذبة مرتين. أعترف بأنني حينما كنت أبحث عن تلك القصة، كان ذهني مشغولاً بالمقارنة المذهلة والفاضحة بين مدلولاتها وبين التنازلات التي ما فتأت حركتنا السياسية تقدمها للإسلاميين. ولربما كانت تلك المشغولية هي التي جعلت من كل قصة أقرؤها لتشيخوف عدسة أنظر عبرها إلى الإنقاذ والتحولات العميقة التي أحدثتها في المجتمع السوداني وحركاته السياسية، ولكن مهما كان حجم تلك العدسة، فلو لم يك تشيخوف على ذلك القدر من الإبداع، لكنت عدت بخفي حنين.

    في قصة قصيرة بعنوان "الكبش والآنسة" يحكي تشيخوف عن ذلك السيد الشبعان اللامع صاحب القصر المنيف، الذي استيقظ بعد الظهيرة، لا يدري ماذا يفعل وبماذا يسلي نفسه ويملأ الوقت الطويل قبل الذهاب مساءً إلى المسرح، لقد مل القراءة منذ عهد سحيق، ولا رغبة له في التثاؤب أو التفكير، والكسل الشديد يحول بينه وبين الذهاب إلى التزلج. وبينما هو كذلك، يخبره الخادم بأن آنسة ما تود مقابلته، فيأذن لها بالدخول دون أن يعرف من هي، إذ أن الأمر لديه سيان.

    تدخل فتاة جميلة، تبدو البساطة ورقة الحال على ملابسها، وتعتذر عن حضورها على غير موعد، فيطلب منها أن تشرح ما الذي أتى بها، بينما يأمر الخادم أن يعد لها شاياً. مرتبكة، تبدأ الآنسة في شرح حاجتها، "لقد سمعت أنهم يعطون بطاقات سفر مجانية بالقطار، وأنا أحتاج إلى بطاقة من بطرسبورج إلى كورسك، فأنا لست غنية". يبدي السيد اهتمامه بالأمر، فيسأل عن أسباب سفرها إلى كورسك، فتجيب بأنها تود أن ترى أهلها الذين تفتقدهم منذ فترة طويلة وأن تعاود والدتها التي علمت مؤخراً بأنها مريضة. ويظهر السيد تعاطفاً معها فيستطرد في الأسئلة، هل هي طالبة أم موظفة وكم هو مرتبها، ويعلق بأن مرتبها حقاً ليس كبيراً وأنه ليس من الإنصاف ألا يعطوها بطاقة مجانية، ثم ينتقل في مودة شديدة للتعرف على تفاصيل حياتها فيسألها إن كان لها حبيب أو خطيب في كورسك، فقد حان الوقت لكي تتزوج، ثم يحول مجرى الحديث ببراعة إلى كورسك ويسألها عن نوعية الحياة فيها "والتي لا بد أن تكون مملة" إلخ. وبما أن الآنسة لم تك تتوقع هذا الاستقبال الرقيق وهذا الاهتمام الفائق، فقد اندفعت في الحديث، واصفة للسيد كل أنواع ومسليات الحياة في كورسك، ثم تطرقت إلى أهلها، إخوتها وأعمامها وغيرهم، حتى أنه حينما استفسر عن ملامح خطيبها وما إذا كان وسيماً، أسرت له بكل الخطاب الذين تقدموا لها في بطرسبورج، ثم أخرجت رسالة من والدها لها وبدأت في قراءتها عليه. وبينما هي تتلو الرسالة عليه، دقت الساعة معلنة الثامنة مساءً، فنهض السيد على الفور وودعها قائلاً "لقد حان موعد انصرافي، لابد أن المسرح قد بدأ عرضه"، وهنا تسأله الآنسة عما إذا كان سيرسل إليها البطاقة، فيجيبها كأنما هو يسمع الموضوع لأول مرة "بطاقة؟ .. أي بطاقة؟ .. آه .. لابد أنك قد أخطأت المدخل، آنستي، فموظف السكك الحديدية يسكن بالقرب مني، أما أنا فأعمل في بنك" وبينما يهم خارجاً يودعها متمنياً لها حظاً سعيداً، ويطلب من الخادم أن يعد لها العربة. تهرع الآنسة للمدخل الآخر وحينما طلبت أن تقابل صاحب المنزل، قيل لها أنه سافر إلى موسكو في السابعة والنصف.

    يستعرض تشيخوف كيف يمكن للسلطة والثروة أن تتيحا لشخص ألا يعبأ مطلقاً بشقاء وعذاب وحاجة الآخرين، ليس ذلك فحسب، بل كيف يمكن لمثل ذلك الشخص أن يستغل عذابات الآخرين وحاجتهم مادة للهو والتسلية وتزجية وقت الفراغ. ذلك من ناحية، أما من الناحية الأخرى، فإن تشيخوف يصور لنا في جملتين صغيرتين مذهلتين وبوضوح مكثف كيف أن "المدخل الخطأ" يؤدي، ليس فقط إلى ضياع الوقت، وإنما إلى ضياع القضية ذاتها.

    وأنا أعيد قراءة "الكبش والآنسة" قفزت إلى ذهني، ضمن صور عديدة، صورة السادة المناضلين قادة المعارضة، أعضاء المجلس الوطني الآن، وهم يبثون شكاوى وعذابات مواطنيهم وجماهيرهم إلى الإنقاذ. أراهم يشرحون لها حاجة أولئك المواطنين البسطاء والجماهير المسحوقة لبطاقات الأمان وبطاقات العيش الآدمي الكريم وبطاقات المدارس وبطاقات العلاج وبطاقات الكرامة الإنسانية وكل بطاقات حقوق الإنسان السياسية والمدنية الاقتصادية والاجتماعية وبطاقات السكك الحديدية. وأرى الإنقاذ تضع ساقاً على ساق، وهي تتصنع الاستماع باهتمام عميق، يأتي الوزراء للاستجواب وهم يبتسمون، وتأتي الأوامر الرئاسية وهي تتبختر، وتدور ثرثرة ومماحكة، وبين الحين والآخر يثور جدل عنيف، ثم يطلب الشاي والمرطبات للجميع من أجل تلطيف الأجواء. وفي حالات تبدي السلطة تعاطفها مع مطالب "المعارضة" الشرعية، وتعترف بأنه من حق المواطنين والجماهير أن يحصلوا على تلك البطاقات أو بعضها. وبينما ينتظر السادة المناضلون الأماجد تلبية مطالبهم، وبينما ينقل الصحفيون وأجهزة الإعلام الممارسة الديمقراطية العظيمة، تظل الإنقاذ تفكر في "الساعة الثامنة" وتخطط لمواعيد "المسرح" الحقيقي حيث تدور وتحسم المعارك، بالطائرات والمدرعات وصهوات خيول الجنجويد، وبالاغتصاب والاغتيال والاعتقال والتعذيب.

    قرأت في اليومين الماضيين أن أولئك المناضلين الأماجد يفكرون الآن في الانسحاب من المجلس الوطني. لا أدري إذا ما كانوا قد اكتشفوا أنهم قد ولجوا عبر "المدخل الخطأ" أم لا، أو إذا كانوا قد استبانوا أن القصر المنيف ليس هو المكان الصحيح لطرح قضاياهم ومناقشتها والعمل من أجل تحقيقها، ولكن ما آمله حقاً هو ألا يكون "قطار السابعة والنصف إلى موسكو" قد غادر قبل أن يتخذوا قرارهم.

    جريدة السوداني الدولية
    13 يوليو 2006

    المصدر
    http://www.alsudani.info/index.php?type=3&id=2147507324
                  

07-15-2006, 02:34 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36986

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مسرح الإنقاذ، وقطار السابعة والنصف، بقلم الاستاذ محمد سليمان (Re: Amjad ibrahim)

    الاخ امجد
    تحية طيبة
    وطبعا السيناريو ده كان في العراق...الاجاويد من كل حدب وصوب جاءو له ..وكان يخلف رجل في رجل ويتبجج...ذى الجماعة ديل
    وانتهى في حفرة...رغم القصور الكثيرة التي بناها
    لانو في عصا دولية الان في النظام العالمي الجديد..وليس ما يفعله دعاة التحول الديموقراطي ورد المظالم غير مجدي كما تتصور
    وقديما قال احد الاعراب
    امرت لهم امري بمنعرج اللوا فلم يستينو النصح الا في ضحى الغد
    والغريب في الامر يتم التحول من نظام شمولي الي نظام ديموقراطي في كا قارات العالم بسلاسةفائقة حتى في كينيا القريبة وانجولا..ونحن مع ناس قريحتي رحات ديل ما عارافين نصل وين...لكن تذكر كلامي ده كويس...الامر ماشي باستمرار ...واضحى قاب قوسين او ادنى

    نحن السودانيين اختصرنا منصور خالد في (النخبة السودانية وادمان الفشل)..ونحن كذلك حتى نثبت العكس
                  

07-15-2006, 06:56 AM

Amjad ibrahim
<aAmjad ibrahim
تاريخ التسجيل: 12-24-2002
مجموع المشاركات: 2933

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مسرح الإنقاذ، وقطار السابعة والنصف، بقلم الاستاذ محمد سليمان (Re: Amjad ibrahim)

    العزيز عادل امين

    فعلا اختصار منصور خالد لنا هو التصوير الحقيقي، فالنخبة فاشلة في ادارة مصالح البلاد سواء جاءت من مواقع الديمقراطية او الديكتاتورية، الميزة الاساسية ان الديمقراطية بها آليات الاصلاح التي تضمن تطورها الى نظام افضل لكن الديكتاتوريات تظهر مآسيها بعد سقوطها و ضياع الكثير من الزمن على الشعوب

    الاستاذ محمد سليمان أجاد تصوير مأساة الحكم في السودان بمقاله البليغ هذا

    و أود ان ارسل هنا ايميله لكل من يود أن يعلق من خارج سودانيز اون لاين، ايضا اتمنى ان يحضر هو شخصيا الى هذا البورد حتى يتحاور مع الاخرين و يرفد النقاش بما لم يتيحه المقال لمحدوديته الصحفية


    [email protected]
                  

07-18-2006, 07:08 AM

محمد أبوجودة
<aمحمد أبوجودة
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 5265

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مسرح الإنقاذ، وقطار السابعة والنصف، بقلم الاستاذ محمد سليمان (Re: Amjad ibrahim)

    يستعرض تشيخوف كيف يمكن للسلطة والثروة أن تتيحا لشخص ألا يعبأ مطلقاً بشقاء وعذاب وحاجة الآخرين، ليس ذلك فحسب، بل كيف يمكن لمثل ذلك الشخص أن يستغل عذابات الآخرين وحاجتهم مادة للهو والتسلية وتزجية وقت الفراغ. ذلك من ناحية، أما من الناحية الأخرى، فإن تشيخوف يصور لنا في جملتين صغيرتين مذهلتين وبوضوح مكثف كيف أن "المدخل الخطأ" يؤدي، ليس فقط إلى ضياع الوقت، وإنما إلى ضياع القضية ذاتها


    عزيزي أمـجــد

    سـلامات ،،

    شكراُ على نشر المقال ..

    لبرهة من الوقت، كان انطباعي الأوّل بعد قراءة المقال مباشرة، أنّّه تضمـّن بعض القسوة - والسُـخْرية المريرة - على قطاع ســوداني معارض لم يرَ بأسـاً من النزول لسياق التعاطي السياسي مع " الكبش الإنقاذي اللآمع ! " في إطار الموافقة على نتائج " نيفاشا " وقضية السلام والوحدة الوطنية والفترة الإنتقالية ؛ ولكن ، قد تَبـَـدّد هذا الإنطباع سِراعاً حالما استذكرتُ استمرار ال 52% الكبشية ، في نفس التعاطي الفاشيستي المقيتْ ! دون ان يُجبِر مثل هذا الفعل القمئ ، أقطاب المعارضة السودانية القابعين على كراسي المجلس الوطني الوثيرة والجالسين على سـُرر تنظيماتهم في اطمئنان لا يشوبه تشكـِّي الناس من البلاء الماحق، كي يُغيـِّروا استرتيجيّاتهم ولا تاكتيكاتهم التى قضتْ عليهم بإلقاء آخر مـّا في أيديهم ، وتركهم لمناصريهم بدون أيِّ بطاقات تحمي ظهورهم من الجلد ، ونفوسهم من الزّهق وحقوقهم من الضياع .. فما الفائدة إذن من النّـضــال ؟ ، إن كان المبتغى كأنّه ،فقط، المشاركة في الثرثرة وتدبيج البيانات وتمديد الإهتمام بالمعذّبين في أقطارٍ أخرى ؟!! في مـّا يُمكن أن نُسـَمـِّيه بي " ضُـل الدّوم " الذي يستظلٌّ به البُعَداء ، ولا يجد المستحقون، في ِفَـيـِّئه مكان ؟ ..


    التحايا لكّ وللأخ الاستاذ/ محمد سليمان عبدالرحيم ،،
                  

07-18-2006, 02:16 PM

Emad Abdulla
<aEmad Abdulla
تاريخ التسجيل: 09-18-2005
مجموع المشاركات: 6751

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مسرح الإنقاذ، وقطار السابعة والنصف، بقلم الاستاذ محمد سليمان (Re: محمد أبوجودة)

    Quote: القصر المنيف ليس هو المكان الصحيح لطرح قضاياهم ومناقشتها والعمل من أجل تحقيقها،
    سلام أخي أمجد ..
    و تحياتنا لأستاذنا محمد سليمان .. يضع الأحداث تحت مجهر تأملاته العميقة .
    ونعم .. بقي القليل لمغادرة قطار موسكو ..
    صافراته انطلقت باكرا ..
    لكنه الصمم الإرادي , إن كان ثم ما تبقى من إرادة .
    حسنا ..
    سمعت حكاية من أحد العامة .. أوردها كما سمعت .. ( أيكون شيخوف حيا , يحكي ما زال ؟ .. لكنه بجلباب و عمامة و شلوخ و حزن أغبش , وخذلان كبير .. هذه المرة ) .. :
    قيل كان ( الكلب الأجرب ) مسعورا , و يلغ في ما يلغ في ذلك الشارع , فهو كلب شوارع .. يرتاد الكوش و مقالب الزبالات في الحي , ينهش هذا و يعض ذاك . يتغوط أينما كان و يزكم أنف الشارع بنتانة روائحه و فضلاتة . و قيل أنه كان أجربا , و ترتع في بقية فراءه أنواع البق و القراد و.. و .. و .
    لا أحد يعرف من أين جاء الكلب , صحا الناس ذات صباح فإذا عواؤه و زمجرته و بطشه و و حشيته و شراسته هناك . و الشارع يجأر بالشكوى منه .
    إجتمع نفر من أهل الشارع لمناقشة الأمر و إيجاد الحلول . كان هذا ( التجمع ) أمل أهل الشارع , ضجوا و هاجوا و ماجوا في تجمعهم ذلك و قرروا و ... و الكلب حينها يزيد من عواءه و سطوته , و يعقر و يعض و ينهش بمزاج رايق و أمان تام .
    قالوا نقتله , باعتباره كلبا ( ضالا ) و ما عندو رخصة شرعية , بعضهم قال لا , نرمي له بعض طعام فيأتنس إلينا و يدعنا في حال سبيلنا , آخرون خلوا البلد و مرقوا من شارع فيهو جنس الكلب ده . بعض التجمعيين أفتى بجواز العواء حتى يتشابه البقر على الكلب فيظنهم فصيلا كلبيا عوَّاءَ مثله فيدعهم و شأنهم .
    و ماذا سوى أنشوطة ( سلبة ) , تُلف حول عنقه فيُشنق . راقت الفكرة لبعضهم , و كانوا معروفين في الشارع بأحاديثهم الملهمة و تواريخ نضالاتهم ضد ما يعكر صفو الشارع , و إيمان ساكني الشارع بكلماتهم الثورية النارية في الإنحياز للعامة و دفاعاتهم عن المسحوقين فيه . آمنوا أن الكلب صارأليفا – نوعا ما – إذا صار لا ينبح كثيرا بعد استتباب الأمر له كله , و أصبح يكتفي بالتمدد في ضل أمانه , يأتيه طعامه إليه و معه التنازلات عن كل ما خف و غلا .
    قالوا لهم : لا تفعلوا .. لكنهم فعلو .
    و تبين بعدها , أن ما وضعوه حول عنقه لم يكن ( سلبة ) و لا أنشوطة للشنق , لكنه كان طوقا جلديا ( أقتطع من جلد الشارع ) فخيما , و فيه طبعت بأحرف أنيقة : رخصة شرعية , هذا الكلب أليف , و مرخص له بممارسة كلابيته ما شاء له . التوقيع : المناضلون الشرعيون .

    شمطت و قمطت .
                  

07-18-2006, 05:13 PM

أبو ساندرا
<aأبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مسرح الإنقاذ، وقطار السابعة والنصف، بقلم الاستاذ محمد سليمان (Re: Amjad ibrahim)

    Quote: وأنا أعيد قراءة "الكبش والآنسة" قفزت إلى ذهني، ضمن صور عديدة، صورة السادة المناضلين قادة المعارضة، أعضاء المجلس الوطني الآن، وهم يبثون شكاوى وعذابات مواطنيهم وجماهيرهم إلى الإنقاذ. أراهم يشرحون لها حاجة أولئك المواطنين البسطاء والجماهير المسحوقة لبطاقات الأمان وبطاقات العيش الآدمي الكريم وبطاقات المدارس وبطاقات العلاج وبطاقات الكرامة الإنسانية وكل بطاقات حقوق الإنسان السياسية والمدنية الاقتصادية والاجتماعية وبطاقات السكك الحديدية. وأرى الإنقاذ تضع ساقاً على ساق، وهي تتصنع الاستماع باهتمام عميق، يأتي الوزراء للاستجواب وهم يبتسمون، وتأتي الأوامر الرئاسية وهي تتبختر، وتدور ثرثرة ومماحكة، وبين الحين والآخر يثور جدل عنيف، ثم يطلب الشاي والمرطبات للجميع من أجل تلطيف الأجواء. وفي حالات تبدي السلطة تعاطفها مع مطالب "المعارضة" الشرعية، وتعترف بأنه من حق المواطنين والجماهير أن يحصلوا على تلك البطاقات أو بعضها. وبينما ينتظر السادة المناضلون الأماجد تلبية مطالبهم، وبينما ينقل الصحفيون وأجهزة الإعلام الممارسة الديمقراطية العظيمة، تظل الإنقاذ تفكر في "الساعة الثامنة" وتخطط لمواعيد "المسرح" الحقيقي حيث تدور وتحسم المعارك، بالطائرات والمدرعات وصهوات خيول الجنجويد، وبالاغتصاب والاغتيال والاعتقال والتعذيب



    توقفت عند هذه الجزئية ، لأنها جوهر الموضوع الذي توسل محمد سليمان إيصال دلالاته
    وعبره عبر إعادة قراءة قصة تشيخوف
    ومع إتفاقي مع جوهر ما رمى اليه محمد سليمان في شأن تلك التي تضع ساقآ على ساق
    وتمارس إستعلائها المقيت
    أختلف مع الكاتب الضليع في المحصلة النهائية
    وهي إستجداء قادة المعارضة الذين هم في المجلس الوطني للإنقاذ التي لاتحفل بشكواهم
    وتظل تفكر في الساعة الثامنة ومواعيد إزاحة الستار عن خشبة المسرح

    ففي البدء لابد أن نعي أن المسرح السياسي الكائن الآن لم تعده الإنقاذ
    ولا هي تنتظر مواعيد إزاحة الستار
    فالشاهد أن المسرح أعدته تضافر قوى عديدة منها نضال الحركة الشعبية وحسن أدائها
    في ميادين القتال ، وصمود الحركة السياسية في الشمال أمام الهجمة المسعورة للكلب العقور
    وإرادة المجتمع الدولي وعلى رأسه أمريكا ودول أوربية ودول الأيقاد على الجوار

    هناك واقع جديد ، قطار غير ، صاغته نيفاشا
    وبإزائه إنقسم الناس على معسكرين
    الإنقاذ : التي تعمل على تعطيل تنفيذ نيفاشا ووضع المطبات أمام قطارها
    وتتوسل لذلك التعطيل بإمتلاكها أدوات وآليات الدولة المتماهية في الحزب
    وتمارس التلكؤ وتحاول إفراغ نيفاشا من محتواها

    المعارضة : التي تسعى لتنفيذ خلاق لنيفاشا يؤدي إلى تحول ديمقراطي منشود
    تتلقى بموجبه الإنقاذ هزيمة ساحقة وماحقة بما يفتح الباب لتوطيد السلام
    وجعل الوحدة خيارآ جاذبآ
    وآليات التنفيذ الخلاق لإتفاقيات نيفاشا والسعي للتحول الديمقراطي وهزيمة الجبهة الإسلامية
    من ضمنها إلى جانب العمل وسط الجماهير ووحدة قوى المعارضة حول برنامج محدد المعالم والتوجهات
    ودخول الإنتخابات بقائمة موحدة وتنسيق كامل ،
    أن تستفيد من أي مساحة إتاحتها نيفاشا حتى تتمدد فيها المعارضة وقوى البرنامج الوطني الديمقراطي
    من تلك المساحات ، الصحف ، الإتصال المباشر بالجماهير عبر الندوات السياسية
    المعارضة داخل المجلس الوطني
    اقول المعارضة والكشف والفضح من داخل البرلمان ، فضحهم في عقر دارهم
    وليس الشكية لأبيدآ قوية يصم إذنيه ويسدر في غيه ثم يحاول اللحاق بالعرض

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de