زين الدين زيدان والعبقرية المنقوصة واهداء لكل الغزاوييين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 10:48 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-12-2006, 12:15 PM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 30716

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
زين الدين زيدان والعبقرية المنقوصة واهداء لكل الغزاوييين

    Quote: يعتزل زين الدين زيدان في الـ34 من عمره من موقع أكبر لاعبي جيله، بعدما رفع كأس العالم وكأس أوروبا وكأس الأندية الأوروبية.

    لكن على جانب انجازاته، وبينها 3 جوائز لأفضل لاعب، سوف تبقى لحظة الجنون في آخر مباراة له بارزة جدا بين كل لحظات مسيرته.

    لقد تلطخت سمعته في تلك الليلة حين أثبت أنه يعجز عن السيطرة على أعصابه كما كان يسيطر على الكرة، وخرج خروجا شديد البشاعة بالنسبة للاعب قدم جمالا فائقا للعبة كرة القدم.

    هذه ليست المرة الأولى التي يظهر فيها زيدان جانبا سيئا من شخصيته.

    أمضى زيدان طفولته في بيئة فقيرة في مدينة مرسيليا المعروف عنها نسبة البطالة المرتفعة ونسبة الانتحار العالية.

    وقد أقر بأن بيئة نشأته علمته "الرغبة بعدم التوقف عن المجابهة على الاطلاق".

    وقد تخطى اللاعب الجزائري المولد أكثر من فشل في بداية مسيرته. فقد اعتبره مدرب المنتخب الجزائري بطيئا للغاية. ما رفضه فريق مرسيليا الذي كان يعشقه زيدان في طفولته.

    لكنه حصل على أول فرصة له مع فريق كان، وبعده بوردو, إلى أن انتقل بعد ذلك إلى فريق يوفنتس الإيطالي، حيث تمكن من الفوز ببطولة الدوري الإيطالي مرتين، كما خسر فريقه نهائيين في بطولة الأندية الأوروبية.

    لكن فوز المنتخب الفرنسي بكأس العالم عام 1998 محا خيبة الخسارتين. وقد كان زيدان ملهم المنتخب الفرنسي في تلك البطولة، مع أنه طرد ولم يشارك في مبارتين في الدور الأول بعد أن داس على اللاعب السعودي فؤاد أمين.

    وقال زميله في الفريق الفرنسي آنذاك ديديه ديشان إن السبب في تصرفه عائد إلى "شخصيته المتوسطية التي لا يمكنه السيطرة عليها دوما."

    من جهته قال زيدان يومها بأسف: "السبب الرئيسي في تصرفي كان الضغط الذي كنت أتعرض إليه. سوف أتعلم من ذلك."

    وبغض النظر عن ما إذا تعلم بالفعل درسا، فقد غفر له محبوه في فرنسا وأمن الهدفان اللذان سجلهما في النهائي فوز فرنسا. ووصل الولع ببعض الفرنسيين إلى حد المطالبة بأن يصبح رئيسا للبلاد.

    وعام 2000 تمكن زيدان من الفوز مع الفريق الفرنسي بكأس أوروبا، وفي العام التالي انتقل إلى فريق ريال مدريد مقابل 46.5 مليون جنيه استرليني، وقد كان ذلك رقما عالميا.

    لكن توقف عن اللعب لخمس مبارايات في موسمه الأخير مع يوفنتس بعد أن ضرب اللاعب يوشن كيسنتز خلال مباراة في كأس الأندية الأوروبية ضد فريق هامبورغ.

    وقد خرج فريقه من المجموعة الأولى في تلك البطولة.

    لكن هذه الأمور لم توقف طموح زيدان، وتمكن عام 2002 من الفوز مع فريقه بكأس الأندية الأوربية بعد أن سجل هدفا رائعا.

    كما حاز في موسم 2002-2003 على آخر جوائزه كأفضل لاعب وكاس الأندية الإسبانية مع ريال مدريد.

    وبدأ يتراجع أداؤه بعد ذلك على أن تقاعد بعد كأس أوروبا عام 2004.

    لكنه تراجع عن قراره وساهم في تأهل المنتخب الفرنسي إلى نهائيات كأس العالم 2006.

    في الدور الأول كان أداؤه واداء الفريق الفرنسي ضعيفا للغاية، لكن ابتداءا من الدور الثاني بات يلعب وكأن حياته تعتمد على النتيجة.

    وتوسل مدرب المنتخب الفرنسي ريموند دومينيك إليه ألا يعتزل بعد أن تمكن من قيادة فرنسا إلى فوز رائع على البرازيل في الدور ربع النهائي.

    والسؤال الآن: كيف سيذكر زيدان، الذي اختاره الاتحادالأوروبي لكرة القدم أفضل لاعب أوروبي في السنوات الـ50 الأخيرة، في فرنسا؟

    يعتبر زافييه ريفوار من مجلة "فرانس فوتبول" أنه "لاعب مذهل، لكن في الوقت نفسه سوف يذكر لما فعله ضد إيطاليا."

    وأضاف: "ثمة تاريخ بالسلوك العنيف، وهذه ليست المرة الأولى التي يطرد فيها، بل حصل ذلك عدة مرات. سوف يذكر لكل الأشياء الرائعة التي قام بها، لكن أيضا لن يصبح بمثابة ميشال بلاتيني (اللاعب الفرنسي الشهير في الثمانينات) بسبب ما قام به يوم الأحد."

    من جهته اختار الرئيس الفرنسي جاك شيراك أن يذكر زيدان لما قام به لبلده، ولإبراز "أروع الفضائل الانسانية."

    كما شجعه محبو الكرة في فرنسا لدى عودته مع الفريق الفرنسي إلى باريس.

    لكن مباراته الأخيرة تذكرنا بالضعف الانساني للاعب بدا في كثير من الأحيان وكأنه من كوكب آخر.






                  

07-12-2006, 12:39 PM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 30716

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: زين الدين زيدان والعبقرية المنقوصة واهداء لكل الغزاوييين فى سودانيز أونلاين (Re: jini)

    Quote: فن الاستغناء عن الكلام


    باريس: محمد المزديوي

    تثير شخصية النجم الكروي زين الدين زيدان الكثير من الآراء المتناقضة في فرنسا، رغم الإجماع على تمجيد إنجازاته. فهو فرنسي حين يصيب الهدف وجزائري حين يخسر، لكن هذا الرجل الصامت حد الإدهاش، يعمل بدون كلام في الدهاليز الخفية، وكأنه يرسم صورة نموذجية، للمهاجر الناجح سواء حين يلعب أو حين يذهب إلى الكواليس. حتما هو رجل محبوب لكنه محيّر أيضا.


    تُرَى ما الذي يفكر فيه الشاعر العربي الكبير محمود درويش، وهو يرى ما يفعله الفرنسي ذو الأصول الجزائرية زين الدين زيدان (أو «زيزو»، كما يطلق عليه تحببا) في ساحة كرة القدم، خصوصا وأن شاعرنا كتب مقالا ساحرا عن العبقري الأرجنتيني مارادونا (أَيْطَلا ظبي وساقا غزالة وو..)، ذات مرة، في مجلة «اليوم السابع»؟

    يكاد الجميع، الآن، يتفق على أن دور زيدان في هذه الفتوحات الفرنسية، حاسم جدا. هذا «الساحر»، حسب ملك الكرة البرازيلي بيليه، أو اللاعب الذي «لا نظير له»، حسب آخرين. هذا «العملاق»، أو «المايسترو»، حسب المُعلق الرياضي للقناة الأولى الفرنسية. «الأسطورة الحية»، أو «الذي يستحق أن يُطلق اسمه على ملعب «استاد دو فرانس»، حسب كثير من مختصي الرياضة، هذا البطل الذي لا يسمح، إلا في النّادر، بانفجار مشاعره.

    يستطيع زيدان، لو شاء، ولكنه لن يفعل، بأن يؤثر على مجريات الانتخابات الفرنسية. لكن من هو اللاعب الاستثنائي الذي منح لفرنسا سنة 1998 أول كأس للعالم في كرة القدم، وأبرز فرنسا كقوة كروية عظمى في «كأس العالم» الأخير؟ هذا اللاعب الذي كتب عنه الصحافي الفرنسي ميشيل فيلد بأنه يمثل، خلافا لكل اللاعبين المشهورين، نقيضاً للنموذج، ويرى أيضا أن اقتصاده الشديد في الحديث (حتى لكأنّه يبدو لا يستطيع الكلام، أصلاً) جعله يحظى بمكانة إعجاب شديدة لدى الفرنسيين. هذه المكانة التي جعلت الفرنسيين يعتبرونه من أكثر الشخصيات شعبية، حسب استقراء جريدة «لوجورنال دو ديمانش» الفرنسية (لا يتفوق عليه سوى القسّ بيير abbé Pierre). كثيرا ما تجد نساء وفتيات فرنسيات، وهن يرتدين القميص رقم (10)، وهنّ يتمشين بخيلاء في الشوارع الفرنسية.

    يعرف زيدان بأنه مُطالَب بتحقيق أشياء تتجاوز إمكانياته وقدراته، ومعنويات الفرنسيين تتأثر بأهدافه وبطريقة لعبه. الرئيس شيراك ووزيره الأول يتناوبان في زيارات التشجيع. حين يظهر تعب ما على زيدان في الملعب، يرى المراقبون أنه دليل على حالة الفرنسيين، وحين يبدو زيدان في حالة جيدة بسرعة يتم إسقاط حالته على حالة الفرنسيين.

    ذاكرة الفرنسيين (ذاكرة الديك!) قصيرة فيما يبدو، وإلا كيف نسوا انتصار «كأس العالم» سنة 1998 وهدفي زيدان الحاسمين. وكأن انتفاضة الضواحي الأخيرة كشفت هشاشة ما سمي باستعادة فرنسا لاتحادها ووحدتها.

    إن قصة العشق ما بين فرنسا وزيدان مليئة بالعتاب واللوم، ويكفي أن نذكر أن زيدان كان قد أثار ألما شعبيا كبيرا حين أعلن عن تقاعده، قبل أن يتراجع، بعد رؤيا جاءته في منامه وأقنعته بالعودة إلى خدمة بلده، دفعت مدربه السابق في كأس العالم 1998 إيمي جاكي إلى اتهامه بالتهرب من الخدمة الوطنية.

    أصبح اسم «زيدان» أو «زين الدين» (أو يزيد، اسمه الحقيقي!) مقبولا لدى الأذن الفرنسية. وفي الوقت الذي تضطر فيه الكثير من العائلات العربية إلى منح أسماء غربية لأبنائها، اتقاء للعنصرية، ورغبة في تجنيب أبنائها مستقبلا سطوة الاسم ومرجعياته وإيحاءاته إلى ثقافة أخرى (غير الثقافة اليهودية ـ المسيحية judéo-chrétienne), أصبح من الطبيعي أن تجد فرنسيين يطلقون على أبنائهم اسم هذا اللاعب. ولا أحد يستطيع أن يعبر عن الأمر أحسن من صديقه الفنان الساخر جمال دبوز، حينما صرّح للتلفزيون الفرنسي، قائلا: «إذا ما رُزقْتُ بولد سأسميه زيزو، وإذا ما رُزِقْتُ ببنت سأسميها زيزو، أيضا، ولتتدبّر أمرها، حين تكبر!». هذا التصريح لدبوز (الذي يحتل هو الآخر مكانة بين العشرة الأوائل من الشخصيات الشعبية في فرنسا)، يكشف عن الأمل والأمان الذي ينتاب أبناء الجالية العربية أو المنحدرين من أُصول عربية ومغاربية بفضل إنجازات هذا اللاعب. لقد أصبح زيدان فرنسيا بالكامل، ولكن قلوب المغاربيين والعرب، تصلي دائما كي يكون زيدان في كامل لياقته، أي أن يعود دائما بالانتصار. إذ أن الفكرة التي ترى أن المنحدر من أصول أجنبية يكون فرنسيا حين يكون إيجابيا ونافعا، ولكن سرعان ما يفضحه لون بشرته أو لكنته حين لا يحقق نفعا للأمة (الفرنسية)، لا تزال حاضرة. والدليل تعليقات الكثير من الصحافيين على انتصار فرنسا على الـ«توغو» من دون زيدان: «ها نحن رأينا انتصار الفريق من دون حاجة إلى زيدان، وإذا أضفنا إلى هذا ضعف أدائه في المقابلتين السابقتين، فإن حضوره، في الفريق، لم يَعُد ضروريا ولا حاسما». وذهبت العديد من المقالات إلى حد الحديث عن «زيدان عجوز» و«لاعب ثقيل» و«محارب مُتعب»، إلخ من النعوت التي جرحت كبرياء هذا القادم من جبال «تيزي وزو».

    صحيح أن الفريق الفرنسي، في هذا المونديال، أبان عن ضعف واضح يدل على ذلك التأهل الصعب للدور الثاني، وصحيح أن تصريحات المدرب الوطني الفرنسي رايموند دومينيك عن موعد التاسع من يوليو(تموز)، أي مقابلة النهاية، كان مثار سخرية بالغة، وصحيح أيضا أن عدم اقتناع الجمهور الفرنسي العريض بفريقه وانبهاره بالفريق البرازيلي والأرجنتيني والإسباني والألماني، كل هذه الأشياء خففت من وطء المسؤولية على عاتق الفريق الفرنسي وكاهل قائده زيدان. ومن هنا جاء دوره الحاسم في مقابلة إسبانيا وأيضا دوره الهائل في مباراة البرازيل، الشيء الذي دفع بيليه إلى التصريح «إننا لسنا أمام لاعب كرة قدم، بل أمام ساحر حقيقي»، كما أن الصحف البرازيلية التي كانت قد بشّرتْ، قبل المباراة، بغرقه، عادت واعترفت بأن «راقص السامبا الوحيد هو زيدان» و«اللاعب البرازيلي الوحيد في المباراة كان زيدان».

    بعد المقابلتين بدا الرأي العام والمعلقون متسامحين مع الفريق وقائده، بالقول إن الفريق أدّى ما كان عليه أن يفعل، وأن الفوز بالكأس سيكون فضلا وشيئا إضافيا، وهو ما سيمسح بتحرير طاقات اللاعبين وعلى رأسهم زيدان.

    قبل انطلاقة مباريات «كأس العالم» وأثناء مهرجان «كان» السينمائي الأخير، كان جمهور السينما على موعد مع فيلم تسجيلي عن زين الدين زيدان، من إخراج دوغلاس غوردون Douglas Gordon وفيليب بارّينو Philippe Parreno بعنوان «زيدان، بورتيه القرن الواحد والعشرين»؛ وهو فيلم شاعري جدا، يلخصه بارّينو بالقول «حين يمسّ زيدان الكرة، ينتاب المُشاهِدَ شعورٌ بأن الأرض واللعب يتنفسان بطريقة مغايرة». ويضيف أن زيدان على النقيض من بيكام، مثلا، «ليس نجم بوب على الطريقة البريطانية، الذي ننسى أحيانا إن كان بالفعل لاعب كرة قدم. ما يلفت بقوة عند زيدان هو أنه شخصية عمومية كونية، ولكنه يظل منعزلاً، باستمرار، حين يتعلق الأمر بوجوده خارج ملعب كرة القدم. هو لا وجود له سوى في هذه الحلبة وخلال 90 دقيقة. كما لو أنه يمّحي بعد ذلك».

    لم يبقَ الأمر عند حدود هذا الفيلم، فقد تسابق العديد من كبار الكتاب الفرنسيين على إطراء شاعريته (ليست الشاعرية حكرا على الكتابة بالطبع)، ونذكر منهم على سبيل المثال، الأديب فيليب سوليرس، وبرنارد بيفو، وفيليب دوليرم، والقائمة طويلة في انتظار ما هو قادم...

    على النقيض من جمال دبوز الذي يحرص، كلّ مرّة، على إبرازه موقفه من قضايا المهاجرين ومعاناتهم، وكذلك من القضايا القومية العربية؛ فلسطين واحتلال أميركا وبريطانيا للعراق، وأيضا من موقف ليليان تيرام الذي يناضل، بقوة، من أجل اندماج أفضل للمهاجرين العرب والسود في المجتمع، ومن أجل محاربة العنصرية، والذي تجرأ على الدخول في جدال ساخن مع وزير الداخلية ساركوزي، ولم يتورع عن انتقاد قبضته الحديدية وتفضيله للحلول الأمنية البحتة أثناء انتفاضة الضواحي الأخيرة «ربما هذا الجدل والسجال السياسي الساخن بين الرياضي وبين وزير الداخلية، هو الذي حرم ساركوزي من متعة بدء حملته الانتخابية الرئاسية بين أحضان الفريق الوطني في قمة اندفاعه! يبقى زيدان ظاهرة تثير الدهشة. فهذا الرجل الصامت، غالبا، والذي يجد أحيانا أخرى صعوبة في العثور على الكلمات المناسبة، والذي يتلعثم في العديد من المواقف (هل هو تلعثم الذكاء، أي التلعثم الخلاق، حسب تعبير الفيلسوف جيل دولوز؟)، لا يكاد يعبر عن أي موقف من أي قضية وطنية ولا القضايا التي تمس المهاجرين. موقفه هذا هو ربما الذي جلب له محبة الفرنسيين (الذين أكد استطلاع أخير للرأي عن عدم تورع الكثير منهم من التصريح بعنصريته). إن موقفه يظل ملتبسا. قد يكون مدروسا، ويخفي استراتيجية ما. فهذا الرجل المنحدر من عائلة قبائلية محافظة، متزوج من إسبانية وحرص على منح أسماء غربية (مسيحية) لأبنائه الأربعة. ولكن الكثيرين يرون أنه يشتغل على طريقته في تشجيع الاندماج لأبناء جلدته بعيدا عن التصريحات السياسية (التي غالبا ما تثير حساسيات سلبية، أحيانا)، إذ أنه يشارك في جمعيات خيرية وطبية عديدة ويساعد جمعيات رياضية في مارسيليا، مدينته، التي يعشقها وتبادله المحبة.

    كما يشير آخرون إلى تبنيه القوي للاعب الشاب فرانك ريبيري (الذي اعتنق الإسلام وتزوج جزائرية!)، إذ أنه فرض حضوره على المدرب وربما يساعده على الالتحاق بفريق «ريال مدريد» الأسطوري. معنى هذا أنه يمارس السياسة بطريقته، ويريد، في نفس الآن، أن يترفع عن الساسة والسياسيين. إذ هو على علاقة جديدة مع الرئيس شيراك، كما أنه منح أخيرا قميصه (في ريال مدريد) لابن الوزير ساركوزي، وهو يعرف شدة العداء ما بين الرئيس ووزيره.

    بعد فوز فرنسا سنة 1998 بأول «كأس عالم» في تاريخها، تبارى العديد من الساسة ومن علماء الاجتماع إلى التبشير باستعادة الشعب الفرنسي لِلُحْمَتِه واتحاده. خفت العنصرية، أثناء المباريات، ولكن سرعان ما عادت الأمور إلى مجاريها، بعد أن جفّ حبر تقريظ الانتصار التاريخي، الذي أنجزه فريق وطني فرنسي مُكوَّن من فرنسيين بيض وسود ومغاربيين (والذي وصَفَهُ فيلكلكروت، ذات مرة، في إحدى تصريحاته الحاقدة، بأنه فريقٌ يثير سخرية كل أوروبا!). عاد التمييز (المرتكز على العرق والدين) وعادت المعاناة والعنصرية، ووصلت الأزمة إلى الذروة في انتفاضة العام الماضي 2005.

    ها هي فرنسا، الآن، تستعيد وحدتها، بفضل كرة القدم لمرة جديدة، فهل ستستفيد من الدروس السابقة، وتبدأ سياسة حقيقية في الانفتاح على الفرنسيين المنحدرين من مختلف الهجرات؟ وهل ستساهم أهداف الساحر زيدان ورقصات السامبا الفاتنة التي لا يتقنها سواه، في تحسين شروط هذا الاندماج والانفتاح على الآخر والاعتراف بالاختلاف؟ أم أنه سيكون على الأقليات المرئية (وغير المرئية) أن تبحث عن خلاص فردي مؤلم وفق المثل العربي القديم: «أَدْرِكْ سعد فقد هلك سعيد!»؟

                  

07-13-2006, 00:17 AM

Tragie Mustafa
<aTragie Mustafa
تاريخ التسجيل: 03-29-2005
مجموع المشاركات: 49964

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: زين الدين زيدان والعبقرية المنقوصة واهداء لكل الغزاوييين فى سودانيز أونلاين (Re: jini)



    شكرا جني

    مسكين زيدان

    هو ضحيه للتنشأة الخطأ

    حيث يتعلم الفرد ان العنف (طريقه مقبوله للتعبير عن الخطأ).

    تراجي.
                  

07-13-2006, 04:45 AM

saadeldin abdelrahman
<asaadeldin abdelrahman
تاريخ التسجيل: 09-03-2004
مجموع المشاركات: 8857

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: زين الدين زيدان والعبقرية المنقوصة واهداء لكل الغزاوييين (Re: jini)

    «حين يمسّ زيدان الكرة، ينتاب المُشاهِدَ شعورٌ بأن الأرض واللعب يتنفسان بطريقة مغايرة»

    I loved this part, it's so poetic and revealing

    Thanx jini
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de