آخر كلماتهم قبل الإعدامات.. عبد الخالق ، الشفيع والآخرون (صور).

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-15-2024, 11:53 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-12-2006, 10:10 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
آخر كلماتهم قبل الإعدامات.. عبد الخالق ، الشفيع والآخرون (صور).

    آخر كلماتهم قبل الإعدامات.. عبد الخالق ، الشفيع والآخرون (صور).

    بقلم بكري الصايغ ـ لايبزج ـ ألمانيا.

    1/ عبد الخالق محجوب:
    قالوا له ماذا قدمت لشعبك؟
    أجاب في هدوء: الوعي.. بقدر ما استطعت...
    وشهد الصحفيون الذين حضروا الجلسة الأولى من محاكمته، أنه كسب تلك الجولة دون منازع، فكان هو القاضي..
    طردوا الصحفيين، وأصدروا عليه الحكم بالإعدام وهم يرتجفون. صعد إلى المشنقة وهو يهتف:

    المجد لشعب السودان.. المجد لثوار السودان..
    أثار استشهاده، موجة عالية من الغضب العالمي الجبار، وألهم كثيرا من الأدباء والشعراء والفنانين على مستوى العالم، وكان مصدر للفخر والاعتزاز من قبل كل الشيوعيين والوطنيين.
                  

07-12-2006, 10:15 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آخر كلماتهم قبل الإعدامات.. عبد الخالق ، الشفيع والآخرون (صور). (Re: بكري الصايغ)

    2/
    الشفيع أحمد الشيخ:
    بكل صبر وشجاعة الثوار الكبار تحمل الضرب والركل والسحل، ولم يتمكن النزيف من إطفاء ابتسامته المشرقة.) قال لجلاديه: "لم نرتكب أي خيانة ضد الوطن وشعبه، ووقفنا مع التقدم ومصالح الناس. وإذا متنا فالمهم أن يحافظ الناس من بعدنا على التنظيمات الجماهيرية التي اشتركنا في بنائها مع آلاف الناس." ــ إزاءه ارتد أبو القاسم محمد إبراهيم إلى أصوله الحيوانية ومعه تابعه اليماني، وإزاءهم تسامى إلى مجد الإنسان المناضل الشيوعي. نعاه الشاعر الكبير جيلي عبد الرحمن فكتب:
    في السهد ما انتحبت ما بكيت..
    حين ضم مأتم النهار بيت
    ما بكينا رهبة أو شفقة
    لكن عينيك الكحيلتين
    بالنور.. والنبيلتين
    تسامتا كراية ممزقة
    تقاوم السقوط في الوحول المطبقة
    أوّاه.. ما ركعت ما انحيت
    وحينما اعتدى المرتزقة
    عليك قبل الموت.. فافتديت
    مرتين... يا شفيع الطبقة.
                  

07-12-2006, 10:19 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آخر كلماتهم قبل الإعدامات.. عبد الخالق ، الشفيع والآخرون (صور). (Re: بكري الصايغ)

    3/
    جوزيف قرنق:
    (عندما استدعوه من سجن كوبر، قال لرفاقه المعتقلين، سأعود إليكم سريعاً)، وعاد بالفعل، ولكن لينفذ فيه حكم الإعدام دون محاكمة. كتب لأسرته: "أرجو أن تعتبروني أحد الركاب في طائرة تحطمت". لقد ناضل حتى الرمق الأخير من أجل وحدة الوطن، وتماسك قومياته، وتقدم شعبه.

    4/
    هاشم العطا:

    "أنا أتحمل المسئولية، وليست لديكم حجة في محاكمة الضباط والجنود والصف". قال هاشم العطا للسفاح نميري ـ "لست نادماً على ما قمت به، وإن كان لي أن أندم، فلأنني تركتك ثلاثة أيام وعاملتك معاملة كريمة". أطلقوا عليه ثمانمائة طلقة من الخلف. كان السفاح المخمور يشهد المنظر وهو يترنح، والشهيد العظيم يهتف باسم السودان.

    5/
    بابكر النور:
    حكمت عليه المحكمة العسكرية برئاسة تاج السر المقبول باثني عشرة سنة، فرد إليها السفاح نميري الأوراق. فحكمت عليه بعشرين عاماً، فأعاد الأوراق إليها مرة أخرى، فاستقال رئيسها، فعين نميري سفاحاً آخر لرئاستها (صلاح عبد العال)، الذي حكم على الشهيد بالإعدام. خطب في الجنود. وتراجع بخطوات منتظمة حتى لا يُطلق عليه الرصاص من الخلف.

    6/
    فاروق حمد الله:
    حاول نميري في البداية أن يستميله ضد رفاقه كثمن للإبقاء على حياته، فرفض بإباء، وقال لنميري: "نحن أتينا بك كواجهة للإنقلاب مايو بسبب غبائك وسهولة إزاحتك في أي وقت". خطب فاروق في الجنود، وكان مثالاً للشجاعة والثبات، وقال لأحد الضباط من أذناب نميري "تعال شوف الرجال بموتوا كيف؟" واستشهد كما يفعل أعظم الرجال.
                  

07-12-2006, 10:25 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آخر كلماتهم قبل الإعدامات.. عبد الخالق ، الشفيع والآخرون (صور). (Re: بكري الصايغ)

    7/
    محمد أحمد الريح:
    قاتل حتى النهاية، ورفض نداءات الاستسلام. نسفوا المكتب الذي كان يحتمي به، فأصابته القذائف واخترق صدره الرصاص، وعندما وصلوا إليه كان ممسكاً بسلاحه، متألقاً في استشهاده.

    8/
    محجوب إبراهيم:
    طلب "سيجارة" قبل إعدامه. كان نميري يكرهه كثيراً، لأنه كان يمثل كل ما يفتقده هو من صفات عظيمة. وما بين حجرة المعتقلين وساحة الإعدام، امتلأ الفضاء بالهتاف المجلجل بحاية الشعب والوطن. (لملمة أشلاء الجسد كانت من أصعب الأمور، أما محو الاستشهاد الجميل فقد كان مستحيلاً).

    9/
    معاوية عبد الحي:

    قام جنود المظلات بتعذيبه تعذيباً وحشياً، ومزقوا ملابسه وجسده، وقادوه إلى معسكر "الشجرة" مهشمة عظام رأسه، فاقد الوعي، تسيل منه الدماء ومكتوفاً مع ذلك، وكانت مهمة المحكمة العسكرية، أن ترسله إلى ساحة الإعدام قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة.. وهذا ما حدث.

    10/
    عبد المنعم محمد أحمد:

    "أرجو تقديمي للمحاكمة قبل كل الضباط، لأنني أتحمل كل المسئولية، ولأنني صرفت تعليمات التحرك.. تحركنا بسبب تردي السلطة وفسادها والتدخل الأجنبي والانهيار الاقتصادي، تحركنا لإنقاذ البلاد من كل ذلك". لقد ظل عبد المنعم يهتف وهو في طريقه إلى ساحة الإعدام ولحياة الشعب السوداني والجبهة الوطنية الديمقراطية. أطلق عليه الغوغاء الرصاص من الخلف.

    11/
    الحردلو:

    "تعوزكم الأدلة... ولا تعوزكم الأحقاد والنوايا المجرمة.. خلصونا بقى".. وأكمل باقي كلامه بصوت عالي "أما الناجون منكم أيها الرفاق فليذهبوا إلى الأهل ليبلغوهم أحر التحايا". وفي الساعات الأولى من الصباح كانت زخات الرصاص تخترق جسد الحردلو، وتحمل نسمات الصباح هتافه إلى الناس، إلى المستقبل.
    1/
    بشير عبد 2الرازق
    :
    "خليكم ثابتين.. ما في زول يجيب سير زول.. موتوا رجال، وكل زول يقول الحاجات العملها بس". توضأ في الفجر وأدى الصلاة، ولكن لم تعد اللحظات كافية لكتابة الوصية.
    13/ أحمد جبارة:
    عندما استفزه السفاح نميري، هجم على أحد الجنود محاولا أن يستولي منه على مدفعه ويجيب الإجابة المناسبة عليه، فأوسعوه ضرباً وركلاً حتى لطخت دماؤه جدران حجرة التحقيق، أطلقوا عليه مجموعات متصلة من الرصاص، وظل واقفاً. يهتف وينور جلاديه. قضى عليه "القاضي" أحمد محمد الحسن بطلقة من مسدسه، ولكن الجو العام وسط الجنود اختلف تماماً.
    14/ الجندي ـ أحمد إبراهيم:بعد أسبوعين من الأحداثن وفي سجن كوبرن قال له السفاح نميري "هل أنت سفاح بيت الضيافة؟"، فأجابه غير عابئ: "أنت السفاح والقاتل وتتحمل مسئولية كل ما حدث". قدم للمحاكمة وحكم عليه بالإعدام شنقاً!! ضرب على اللوحة الخشبية قائلاً: "يا مشنقة جاك راجل.. أنا ما قتلت زول وحقي ما بروح".
    15/ عثمان حسين (أبو شيبة):"كل المسئولية مسئوليتي وعبد المنعم ومعاوية عبد الحي. نحن قادة القوة التي تحركت. بقية الضباط والجنود نفذوا الأوامر. هاشم العطا نحن الذين أشركناه فهو ليس له قوات يحركها". أطلقوا عليه من الرصاص ما يكفي لإبادة كتيبة. وقد كان بالفعل كتيبة مكتملة.
    16/ محمد أحمد الزين:"يجيء يوم يقرأ فيه لاناس المحاكمات ويعرفوا الحقائق". وقد جاء ذلك اليوم مبكراً، وعرفنا كيف كان محمد أحمد الزين تجسيداً جميلاً للشجاعة ورباطة الجأش والوفاء. كان محباً للحياة، ولكن الحياة لم تكن بالنسبة إليه شيئاً آخر سوى الشرف، وقد استقبل موته ـ الحياة باسماً.

    المعتقلون يجابهون السفاح:صباح 18 أغسطس 1971، زار نميري سجن كوبر، والذي حل فيه جنود المظلات محل حراس السجن، وهناك أمروا المعتقلين بالاصطفاف بفناء السراي، ودخل نميري وحراسه والشرر يتطاير من عينيه صائحاً.. أي واحد شيوعي يطلع لي برة!".. فخرج أعضاء اللجنة المركزية حسب قرار متفق عليه لأمثال هذه الظروف، وخرج معهم عدد أخذته الحماسة الثورية، فقال السفاح: "خذوهم للزنازين حتى لا يروا الشمس مرة أخرى". وحين مر بالزنازين أمر بإخراج الجندي أحمد إبراهيم وأمر بإعدامه فوراً، وقد أعدم.

    المعتقلون في سجن مدني:
    لم ترو زيارة سجن كوبر غليل السفاح، فذهب إلى سجن مدني، وهناك استقبله أحد المعتقلين بالهتاف.. "ماذا تريد يا سفاح؟" فأمر نميري بوضعه في الحبس الانفرادي لمدة .... مائة عام!!!

    التضامن العالمي يشل يد السفاح:
    1/ الحزب الشيوعي الأمريكي: "إن العالم يهتز من إراقة الدماء في السودان"
    2/ الحزب الشيوعي الفرنسي: "... نطالبكم بحزم وقف هذه المجازر فوراً"
    3/ الحزب الشيوعي الإيطالي: "... الازدراء والفزع يعمان العالم..." "الأونيتا" .. صبيحة إعدام عبد الخالق.
    4/ لوموند الفرنسية: ".... شجاعة الشفيع أثارت إعجاب جلاديه.."
    5/ اتحاد نقابات ألمانيا الديمقراطية: "... نطالبكم فوراً بوقف ملاحقة النقابيين الشرفاء.."
    6/ لجنة الدفاع عن الشعب السوداني بالاتحاد السوفيتي: "... أوقفوا المجازر يا حكام السودان.. أطلقوا سراح المعتقلين الديمقراطيين".

    لماذا هزمت 19 يوليو وأغرقت في الدم؟
    لم يتعامل ضباط 19 يوليو مع واجب حماية انتفاضتهم بما يستوجبه من حسم في الأمورن وحزم لا يعرف الشفقة والرحمة. سهولة استيلائهم على السلطة جعلهم يتهاونون في تقدير الوزن الحقيقي لأعدائهم، والذين وحدتهم في لمح البصر تقدمية السلطة وجديتها في وضع السودان على طريق جديد، لم يستنهضوا الشعب ويسلحوا الجماهير في ساعة الخطر. كان ثلاثة من قادة الانتفاضة خارج الوطن. حرك السادات والقذافي والملك فيصل إمكانيات بلادهم ضد الحركة، فلجأوا إلى القرصنة الجوية، والتدخل العسكري السافر، والتمويه الدبلوماسي، والحرب الإعلامية النفسية، لعبت المخابرات البريطانية والأمريكية دوراً ملحوظاً في تعبئة كل القوى الممكنة ضد "الخطر الشيوعي" القادم من السودان، ونجحتا تماماً في هذا العمل.
    في ذكرى 19 يوليو المجيدة، التحية للشهداء، ولكافة شهداء النضال ضد الديكتاتوريات السابقة واللاحقة، وستبقى ذكراهم دوما ناصعة في تاريخ السودان.

    ملحوظة:
    المصادر:
    1/ لمحات من تاريخ الحزب الشيوعي السوداني
    2/ جريدة "الميدان" ـ يوليو أغسطس 1996.
    3/ جريدة "الميدان" يوليو أغسطس 1999.
    4/ جريدة الشرق الأوسط ـ 30/6/1993
                  

07-12-2006, 10:32 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آخر كلماتهم قبل الإعدامات.. عبد الخالق ، الشفيع والآخرون (صور). (Re: بكري الصايغ)

    ما شفتي ود الزين الكان وحيد أمه
    ماليلا كان العين قالولو ناسك كم
    ورينا ناسك وين .. ورينا شان تسلم
    العودو خاتي الشق ما قال وحاتك طق
    تب ما وقف بين بين لى موتو اتقدم
    قال أنا ما بجيب الشين أنا ما بجيب الشين
    أنا لو سقوني الدم
    والعسكري الفراق بين قلبك الساساق
    وبيني هو البندم ... والدايرو ما بنتم
    يا والدة يا مريم
    كم من حبيباً ليَّ كان مالي بينا دروب
    ما ودع الحبان ما وسدوه الطوب
    حي قولي ما حي ووب

    حي قولي ما حي ووب
    ما خلى ساعة الموت يمه السرج مقلوب
    اتشتت الرصاص فى جسمو واتقسم
    لاقاهو يتبسم والحولو حيله وكان
    ريحة صباه تتشم
    زي التقول يومداك يوم العرس يادوب
    قال أنا ما بجيب الشين أنا لو سقوني الدم
    والعسكري الفراق بين قلبك الساساق
    وبيني هو البندم ... والدايرو ما بنتم
    يا والدة يا مريم
                  

07-12-2006, 10:47 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آخر كلماتهم قبل الإعدامات.. عبد الخالق ، الشفيع والآخرون (صور). (Re: بكري الصايغ)

    Re: بعض المسكوت عليه.....بمناسبة 19 يوليــو (Re: shawgi badri)

    ونواصل...


    قبل فتره قصيره تطرق الظابط عبدالوهاب البكري لمحاكمات 19 يوليو. عبدالوهاب البكري كان ممثلا للاتهام في اهم محاكمه في تاريخ السودان الحديث وهي محاكمةالشهيد عبدالخالق محجوب والمؤلم ان امثال عبدالوهاب لم يندموا علي تلك الجريمه. وكما ذكر في جريدة الراي العام فهو غير نادم علي تلك الجريمه. ولقد اطلعت علي رد محمد محجوب عثمان قبل ان يرسل الي جريدة الايام. كالعاده فان محمد محجوب يمارس النبل والنقاء وانا اعتبر ان رده لا يخلو من رقه لان كل الذين سالتهم عن عبدالوهاب البكري كان لهم رد سلبي نحوه.

    اذكر في منتصف السيتينات وفي براغ ان محمد محجوب كان يحكي لنا عن زميله عبدالوهاب البكري الذي كان يرافقه في اثناء المحاكمه حسب اللوائح العسكريه ووقتها كان محمد محجوب يواجه ثلاثه تهم اقلها يؤدي الي الاعدام وفي هذه الظروف التي اعدم فيها علي حامد وعبدالبديع والطيار الصادق ويعقوب كبيده وحكم بالسجن علي عبدالرحمن كبيده لانه من القسوة ان يعدم اثنين من الاشقاء في مثل هذه الظروف يطلب عبدالوهاب البكري من محمد محجوب ان يخبر اهله لكي يعطوا عبدالوهاب ملابسه العسكريه حتي يزيد دولابه. ووقتها كانت الملابس العسكريه تفصل من اجود الاقمشه مثل الجبردين عند العم عابدين عوض

    من العاده في السودان ان لا تاخذ ملابس الشخص الميت بل تعطي للفقراء وفي بعض الاحيان توهب اثاثات واغراض الميت مهما غلاء ثمنها. وشخص علي هذا المستوي من الدناءه ليس غريبا ان يكون مستمتعا ومتشرفا بانه كان ممثل الاتهام في محاكمه عبدالخالق

    علي قبر جسي جيمس بطل الغرب الامريكي مكتوب هنا يرقد جسي جيمس قتله رجلا لا يستحق ذكر اسمه. الذي قتل جسي جيمس هو صديقه فورد في منزل جسي جيمس وهو يحاول ان يعلق لوح علي الجدار وظهره يواجه فورد الذي دفعت له منظمة (بيركنتون) التطورت لتصير ال(اف بي اي) وال (سي اي ايه)

    الذين حاكموا عبدالخالق خمسة عبدالوهاب البكري ومحمد حسين طاهر وهو مصري ووالده كان مامور الخرطوم وابنه الان في الامن واسمه مشهور لنشاطه الامني وكان رئيس المحكمه احمد محمد الحسن وهو مصري اتي الي السودان سنه 1958 وكعقيد ورقي بعد المحاكمة وخشيت المخابرات المصريه ان يكون في المحكمه ظباط وطنيين او من اصحاب الشخصيات القويه ومن اعضاء المحكمه عبدالسلام محمد صالح ومنير حمد الذي ابدي اسفه في مابعد وقدم اعتذاره لزوجة عبدالخالق ولقد احتج عبدالخالق في المحاكمه لان الذي يحاكمه مصري واحمد محمد الحسن قاضي المحكمه قد قضي بقية حياته في مصر في حاله ذهول ودروشه وجاور في الحسين ويبدوا ان ضميره قد استيقظ بعد جريمة قتل عبدالخالق حتي احمد عبد الحليم كذلك تدروش وجاور في الحسين ولكن عبدالوهاب البكري السوداني لا زال يفتخر بتلك المحاكمه ولقد قابل ثريا زوجه محمد محجوب عثمان في الطائره في السبعينات ومعها ابنتها الطفله هدي وبعد ان داعب ابنتها استفسر عن محمد محجوب بكل بساطه ولماذا لا يرجع للسودان فردت ثريا بان محمد لم يترك السودان كسارق ولكن هناك ظروف تحول دون عودته فابدا عبدالوهاب عطفا وتفهما زائفا

    سيذكر العالم عبدالخالق رضوا ام ابوا ولكن اللعنات سوف تتواصل علي الذين قتلوه وحتي الذين كانوا يقولون بانهم مامورين لا عذر لهم فبابكر عبدالمجيد علي طه اول الدفعه العاشرة اجل المحاكمات في محكمته حتي تهداء الامور ثم رفض ان يحكم بالاعدام وكان يقول للظباط الاخرين( لازم تحكموا بضمايركم) . وبعد ان استاسد ظباط الضف وجد مظليا يقود سيارة البطل ود الريح وكانهاغنيمه بعد استشهاده فانتزع منه العربه ووضعه في الحبس . وطرد بابكر عبدالمجيد من الجيش الذي كان يحبه اكثر من اي شئ لدرجة ان احمد عبدالوهاب قائد الجيش قال له (انت حكايتك شنو؟؟ انت نبي؟؟ .. سنتين في الكليه دي اولاد النوبه ديل يوم مايبجوبك لي غلطان في حاجه)!

    من الذين رفضوا المحاكمات وضحوا بمستقبلهم العسكري تاج السر المقبول الذي رفض ان يحكم بالاعدام علي بابكر النور.وهنالك اخرون رفضو المحاكمات ودفعوا بمستقبلهم العسكري ثمنا لذلك

    في دكتاتوريه عبود الاولي قدم المناضل نقد لمحكمه عسكريه يتراسها عثمان نصر وشقيقه وقتها وزيرا للاستعلامات والعمل ومن اعضاء المحكمه الخمسه البطل مبارك عثمان رحمه الذي غيبه الموت قبل ايام وهو دفعة نقد في مدرسة امدرمان الاميريه الثانويه قبل ان تنقل الي حنتوب كدفعه اولي وفي تلك الدفعه نميري , حامد الانصاري, حسن الترابي, كشكوش ود. سليم وعلي شقيق عبدالخالق...واخرون

    ونجح مبارك في ان يقنع اثنين من الاعضاء بعدم ادانه نقد لان الادانه تحتاج الي ثلاثه اشخاص من خمسه وعندما احس عثمان نصر بان الامر لايسير كما يشتهي كان يخرج كبريته من جيبه ويضعها امام مبارك ثم يقلبها لكي يظهر ظهرها الاحمر ويقول مهددا (الكبريته ده يا حمره يازرقاء انا ماعاوزها حمراء) وبالرغم من هذا التهديد وانه ظابط عظيم ورئيسهم لم ينصاعوا .

    من المفارقات الغريبه ان الزعيم التجاني الطيب بابكر قد قدم لمحكمه عسكريه يتراسها الظابط نديم الذي مات في حادث سير في جوبا وادي الي مذبحه . الغريب ان الذي جند الزعيم التجاني الطيب الي الحزب الشيوعي هو اخ ذلك الظابط الاكبر فلقد اخذهم في شتاء قارص الي دار الاوبرا في القاهره لكي يشاهدوا ابناء الباشوات يرتدون الفراء ةيمتطون سيارات الكادلاك الفارهه وخلف دار الاوبرا دلهم علي اطفال صغار يحتضنون بعضهم البعض وحتي الاخوان يمكن ان يكونوا مختلفين

    عندما كنا صغارا كنا نقول للاخرين (والله لو يجي الحاكم العام) وكان الحاكم العام يعني اكبر سلطه في السودان وانجلترا تمثل اكبر سلطه في العالم وكما اورد حسن احمد ابراهيم في تقديمه لمذكرات الامام عبدالرحمن المهدي ان الحكومه البريطانيه كانت تحاصر السيد عبدالرحمن المهدي ولذا اسكنوه في منزل بالقرب من السرداريه في ام درمان حتي يكون تحت مراقبه سلاطين باشا وونجت واتهم السيد عبدالرحمن بانه يجمع الحشود في الجزيره ابا ويحرض ضد الحكومه وانه خلف الاحداث العدائيه ضد بريطانيا في نيجيريا في سنة 1923 وكانت الحكومه البريطانيه تعادي السيد عبدالرحمن وفي سنه 1924 تولي جفري ارثر منصب الحاكم العام وتولي ولس المخابرات وبعد تمحيص توصل ولس وارثر الي ان السيد عبدالرحمن رجلا معتدل (ونصح بتبني سياسه واقعيه انسانيه متسعه الافق حيال المهديه خلافا لنظرة مستشاريه التي اتسمت بالشده والعناد الذين لم يخليا من السذاجه وقصر النظر. قدم الرجلان خدمه جليله الي السيد عبدالرحمن في احلك اوقاته, فبينما وفر له ولس الحمايه من الاتهام منحه ارثر درجة فارس في الامبراطوريه البريطانيه واهم من ذلك كله زاره ارثر في منزله بالجزيره ابا في 14 فبراير 1926. ان المسانده التي قدمها هذان الرجلان كلفتهما منصبيهما, وادت بالنسة لارثر الي نهايه محزنه)

    وبعد ان طرد ولس من الخدمه حضر لزيارة الخرطوم ليحل ضيفا علي السيد عبدالرحمن مما اثار ثائرة الانجليز اما ارثر ( الحاكم العام) ففي سنه 1957 كان يعاني من كبر السن والمرض والفقر مما اضطر السيد عبدالرحمن ان يبعث له بهديه عباره عن الف جنيه ورد الحاكم العام برسالة منها (ولا اجد من الضروري ان اذكر الهديه الاضافيه غايه في العون وستكفل لي الراحه حتي نهايه ايامي فانا الان في السادسة والسبعين).

    هل كانت وظيفة عبدالوهاب البكري اهم من وظيفة الحاكم العام التي ضحي بها؟؟ ام هل ان السيد عبدالرحمن اقرب الي الحاكم العام المسيحي؟؟ من قرب عبدالوهاب الي بني وطنه وزملاء السلاح.

    مما يذكر قديما ان احد المحكومين عليهم بالاعدام في سجن كوبر لم يمت بعد تكرير محاولة الشنق للمرة الثالثه وعندما اراد مامور السجن الانجليزي ان يعيدالكره اعترض احد الظباط الانجليز ورفض ان ينصاع لاوامر رئيسه لان المسجون قد تعذب بما يكفي واعترض بجسمه رئيسه ومنعه من تنفيذ حكم الاعدام وانتهي الامر بمحكمه جديده استبدل فيها الاعدام بالسجن

    وهنك قصة المفتش الذي اتاهو رجل علي جمل ويحمل خطاب امر باعدام حامله وبعد السؤال عرف المفتش ان الرجل كان يعرف محتوي الخطاب وعندما ساله لماذا لم يهرب قال الرجل بانه لايريد ان يخجل اهله. فرفض المفتش الانجليزي اعدامه وكتب استرحاما ودافع عنه الي ان حول الحكم الي السجن وهذا المفتش الانجليزي ضن علي الموت برجل شجاع شريف الم يكن في امكان عبدالوهاب ان ينسحب من تلك المحاكمه؟؟

    في منتصف اللخمسينات كان الباشكاتب للمديريه في ملكال هو العم رستم وابنائه عبدالمنعم واحمد معي في المدرسه وسمعتهم يفتخرون بان جدهم قد حاكم علي عبداللطيف وعندما كنت اقراء كتاب (دفع الافتراء) لمؤرخ السودان محمد عبدالرحيم جد هاشم بدرالدين وهاديه زوجة الكاتب والشاعر يحي فضل الله واخرين شاهدت صورة رستم بشكله التركي وشاربه الضخم والان اتذكر مصري اخر يحاكم عبدالخالق ومصري اخر كممثل للاتهام يشاركه ممثل للاتهام بلا لون ولاطعم اذا لم يكن ممثل الاتهام في محاكمه عبدالخالق لما اهتم به انسان فحتي زملاءه لايذكرونه وليس له اصدقاء بينهم وليس غريبا ان يكون مليئا بالحقد الي هذا اليوم اتجاه شخص وهب حياته للشعب السوداني . وتالم كل العالم لموته

    الغريب ان عبد الخالق سمي علي الصاغول عبدالخالق مامور ام درمان الذي انتهت جنازته بمظاهرة هادره كالشراره التي اشعلت ثورة 1924.العم محجوب عثمان كان يؤمن بوحدة وادي النيل وكان متاثرا بمصر لدرجة انه كان يتحدث باللهجه المصريه وهاهي مصر تشنق ابنه .

    ولقد قال السادات (الاتحاد قد ولد قويا وقد ظهرت انيابه في السودان)وكان يتحدث عن اتحاد مصر والسودان وليبيا

    العم قسم السيد خلف الله والد خلف الله وعبدالرحمن وعلي ومحمود وحليم واخرين شارك في ثورة 1924 وانا اظن انه فارس العشره. بعد انسحاب السودانين الي ام درمان تركوا احدهم في الماسورة في المقرن وقد اعاق تقدم الانجليز الا ان قتلوه بالدخان وفي الجزيرة علي النيل تمترس اثنان احدهم كان في العشرة والاخر قتله الانجليز من ظهر الباخره وعندما نزلوا لاخذ سلاحه وحمل جثته انهال عليهم الرصاص من العشرة واذكر انني قلت

    يافارس العشره كتا علي البلد عشرة
    براك ب اب عشره جدعتهم عشرة

    لم تثبت اي تهمة علي العم قسم السيد خلف الله ولكن طرد من الخدمه واجبر علي مشاهدة اعدام زملاءه فتبرع بمنزله في شارع المورده لكي يصير ناديا للظباط وكان من افخر البيوت في السودان وفي اكبر شارع في السودان وارتحل بالقرب من قبة الشيخ البدوي الي منزل متواضع هذا البطل كافاته مصر علي تضحياته بان طردت المخابرات المصريه ابنه الظابط خلف الله قسم السيد من الخدمه في بداية مايو...طيب الله ثراه

    علي اثر تلك المحاكمات الجائره صدم الناس خاصه السودانيون لان هذه الاشياء ليست في طبيعتنا ان نحقد فنحن شعب نبيل متسامح. فبعد ان تحالف المك شاويش مع اسماعيل باشا بعد ارجاع ابنته مكرمة طارد شاويش المك نمر وعندما ظفر به بعد المعركه جلس المك نمر علي فروته فصد عنه شاويش . وربما لان جد شاويش الاول واسمه كذلك شاويش قد قتل في دنقلا علي فرته .

    شاويش الكبير كان يغير علي الدناقله . فارسلو من ابتاع لهم خفيه الف بندقيه ففوجاء شاويش وهزم بسبب الاسلحه الناريه فجلس علي فروته وقتل ولكن البديريه والدناقله ارجعوا اهله وجنوده بعد ان زودوهم بالمراكب والزاد.

    وفي حرب العقال بين بني جرار والكبابيش عقلوا جمالهم وبهايمهم واتفقوان المنتصر يحوذ علي النساء والانعام الا ان بني جرار بعد المعركه ردوا النساء مكرمات الي بلادهم واذا لم تخني الذاكره فان معركة العقال كان اكبر من معركة القرطاس وهي من اكبر المعارك القبليه في السودان وكانت بسبب قافله محمله بالسكر وامتلاءت الصحراء بالقرطاس الذي يلف فيه السكر ولا شك نحن احفاد هؤلاء ولكن من اين اتي عبدالوهاب وامثاله؟؟؟
    لقد ذكر لي الاستاذ محجوب عثمان ان خبر شنق عبدالخالق قد اصابه بصدمه لدرجة انه كان قريبا جدا من الانتحار.
    الرائد محمود ابوبكر مؤلف النشيد الوطني (صه ياكنار) حارب في ليبيا مع الجنود السودانين الذين ساعدو في تحرير ليبيا وهناك فقد الظابط عثمان حسين ساقه وهو الشقيق الاكبر لحسن حسين قائد الانقلاب المشهور . لمحمود ابوبكر قصيده اخري يتمني فيها لليبيين ان يكون لهم شان لان وضعهم في الاربعينات كان سيئا وحالتهم مزريه وينقصهم كل شئ حتي التعليم فجاء صار القذافي يتحكم فينا وتعاونت المخابرات المصريه مع المخابرات البريطانيه واختطفوا الطائره البريطانيه التي كانت تقل بابكرالنور وفاروق حمدنالله وقامو بتسليمهم للنميري لكي يعدمهم.و لا ادري لماذا لم يتشفع ال المرغني لفاروق حمدنالله فهو متزوج بنايله ابنة الخليفه النور الخليفه الاول للسيد علي وشقيقة علي المسمي علي السيد علي

    وتوجهنا عشره من السودانين نحو السفارة الليبيه تدفعنا الغيره الوطنيه ورفض فكرة ان يسير الاخرين امورنا بعضنا لم يكن يهتمون بالسياسيه اذكر منهم د.طبيب سري محمد علي الذي عاش انقسام الجزب الشيوعي في الخرطوم وله قصيده

    منها ثيراننا الكبيرة الحمراء قد اصبحت تسير الي الوراء

    وفي اخر يقول

    حمام السلم الاحمر يشوي وغصن الزيتون تاكله البقره

    ومحمد عبدالرحمن ابوالقاسم(ودالهاشماب), حسن بشير عريبي(من ابناء ام درما حي العرب) ووداعه عثمان ابن خاله الفنان الكبير ابراهيم عوض عبدالمجيد والمرحوم الريح صديق البلوله وحمزه محمد مالك وهذه المجموعه ليس لهااي نشاط سياسي وان كنت قد اعتقلت وطردت من براغ سنه 1970 والي الان لا انتمي الي الحزب الشيوعي السوداني الا اننا جميعا كرهنا ( الحقاره) واذكر ان السفير الليبي يستعطفني قائلا(انت سيدي انا ابوس رجلك)وصدرت الصحف في اليوم الاخر تقول السفير الليبي يتلقي ضربه بكرسي علي راسه وعندما حضر السفير للسجن للتعرف عليناالسبعه بداء يصرخ ( اهو ده شيوعي هيبي ابن كلب) فهجمت عليه فأحتمي خلف رجال البوليس الذين كانو يضحكون

    قوة البوليس التي اوقفتنا ونحن في طريقنا الي السفاره المصريه بعد اجهزنا علي السفارة الليبيه كانت ضخمه ولا تتناسب مع عددنا القليل ولكن بعد اعتقالنا عرفنا انهم كانو يخشونا علينا من الهجوم علي السفاره المصريه التي كان متاهبه ولهم اسلحه ناريه ككل السفارات.

    هولاء الذين شاركوا في الهجوم علي السفاره الليبيه كانوا طلبه في العشرينات والبطل عبدالوهاب لايزال غير نادما علي شنق عبدالخالق
                  

07-12-2006, 10:53 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آخر كلماتهم قبل الإعدامات.. عبد الخالق ، الشفيع والآخرون (صور). (Re: بكري الصايغ)

    مذبحة بيت الضيافة

    ليس هنالك أي حادثة في السودان حظيت بكمية من علامات الاستفهام كهذه القضية. ولقد أجتهد النميري وسدنة مايو و المخابرات المصرية في إلصاق هذه التهمه بالشيوعيين. و أنا على اقتناع كامل أن الشيوعيين أبرياء من هذه التهمه و في كتابات أخرى قد أدنت الشيوعيين أو بعضهم في انقلاب 25 مايو و لقد قلت إن حل الحزب الشيوعي كان غلطه ولكن المشاركة في انقلاب ضد الديمقراطية كان غلطه كبرى.
    ولقد هلل الشيوعيون للانقلاب و شاركوا في أحداث ود نوباوي كما هللوا لضرب الجزيرة أبا و قتل الأنصار. و في اجتماع.براغ الموسع في داخليلة روزفولت في شارع استروينسكا رقم 7 قلت أنا في ذلك الاجتماع إن ضرب المدينين بواسطة الجيش خطأ وأن مسلسل التصفيات إذا بدا لن يتوقف وهاجمني هاشم صالح و محمود جمعه المليجي و هذين الأثنين من أعز الناس الي و قد ساعدوا في تكوين شخصيتي.
    من المؤكد إن الشيوعيين قد شاركوا في أحداث ود نوباوي برغم من أن المخابرات المصريه هي التي أثارت ألمشكله و كان القوميون يتحركون لتصفية حساباتهم مع حزب الأمه و ألأنصار وفي تلك الحوادث مات محمد إدريس المشهور بود القانون و هو من كوادر الحزب الشيوعي المصادمه وكان يسوق عربة البيبسي كولا. ود القانون قام بتأديب ابراهيم الجندي الحلاق في مكي ود عروسه الذي تعرض بالضرب على بعض شباب الجبهه المعاديه للأستعمار.
    عندما إطلاق النار كان بعض الأطفال يجرون فزعين فقال ود القانون الذي كان متواجدا لشاويش في الجيش " لازم زول يلم الأطفال ديل" فأفهمه الشاويش بأنه إذا حاول أن يعبر الى منطقة الأطفال فسيقتل وضرب ود القانون بتلك التهديدات عرض الحائط . و بعد ان قتل كان الناس يتسائلون لماذا لم يتكلم مع ابو شيبه, هاشم العطاء وبابكر النور او واحد الجماعه بمعنى أن هؤلاء كانوا موجودين في أحداث ود نوباوي الذي بدأها في الحقيقه عمر محمد سعيد وهو مهندس خريج جامعة الخرطوم وكان في سلاح المهندسين وهو من أسرة آل قباني.
    ال قباني وال عتباني من الأسر المصريه الذين كانوا جزأ من السلطه الحاكمه التركيه في السودان فالعتبانيه مسؤليين من العتب أي أنهم يجمعون الضرائب التي تفرض على المنازل و القبانيه مسؤولون عن الموازيين لأخذ العشور والضرائب من المحاصيل و خلافه.
    ألضابط محمد الحسن المعروف بجنكيز والذي كان مطلعا و يقرأ كثيرا للفكر الاشتراكي و يكاد يحفظ كتابات عبدالخالق خاصه كتاب أفاق جديده. هذا الضابط حاول أن يوقف ألمذبحه ولم يكن موجودا في بداية المعركه و لحق بالجنود لوقف المجزره فقتله الأنصار خطئا. ولقد قتل الأنصار في أول مارس 1954 مرغني عثمان صالح و هو أحد الأنصار و إبن عثمان صالح. محمد الحسن كان صديقا لصيقا للرشيد ابو شامه أحد صناع إنقلاب مايو.
    من المستحيل ان يسمح رجل مثل هاشم العطاء المشهور بلأريحيه و الكرم و العشائريه أن يسمح بما حصل في بيت الضيافه والبطل ود الريح الذي عرفته عندما كان مبعوثا الى جمهورية شيكسلوفاكيا مدينة برنو مع الضابط مصطفى عبادي متعه الله بالصحه. ود الريح هو البطل الذي هد عليه المبنى ولم يستسلم كان سمحا بسيطا و كان يتمتع بأخلاق ود البلد أمثال هذا البطل لا يمكن أن يسمحوا بمجزرة بيت الضيافه.
    البطل عبد المنعم الهاموش الذي اخذ السيجاره من أحد الضباط و مشى الى الدروه و كأنه في نزهه على شاطيء النيل و ظهره الى الذين قاموا بإعدامه. أمثاله لن يسمحوا بتلك المجزره. أما أبو شيبه فلم يحدث و لن يحدث ان يتعرض له إنسان بكلمه سيئه.
    قائد ذلك الأنقلاب هو هاشم العطا ابن أم درمان حي بيت المال شاهدته في مدرسة الأحفاد و هو مردتيا زي جنود الأمم المتحده بمناسبة حرب الكونجو سنة 1961لأن شقيقه جعفر و صديق شقيقه محمد بشير هاشم قد قاما باستفزاز احد المدرسيين المصريين من خريجي الأزهر الذي علق على مظاهرات الطلبه بمناسبة ترحيل أهل حلفا " إذا مش عجبكوا ابنوا السد بتعكوا" و استدعى الأمر حضور أولياء الأمر.
    يعقوب اسماعيل- سلاح المظلات كان يتفاخر بأنه قد هد القياده على راس ود الريح و عندما ألقي به في السجن بعد إنقلاب محمد نور سعد كان يتشفع و يترجى النميري لكي يعفو عنه. وبعد ذلك إنضم الى قرنق واتضح انه ليس على إستعداد أن يدخل في أي معارك و لم يسمح له بالدخول الى المجلس المكون من سته أعضاء. و غير جلده مرة أخرى و رجع الى النميري و صار مديرا للمدبغة الحكومية.
    إذا كان رجال يوليو يريدون قتل أي إنسان لقتلوا النميري عندما اعتقلوه في منزله و هو يأكل البطيخ او عندما كان رهن الأعتقال. و عندما ذهبت بثينه زوجت النميري لمقابلة فاروق حمدالله و بابكر النور طمنوها على زوجها.
    .جعفر العطاء المشهود له منذ صغره بالرجوله و الكرم و الشهامه لا يمكن أن يسمح بقتل زملاء له عزل فكيف سيقابل أهله او يواجه الناس بعد جريمه بهذا النوع و اهل بيت المال من أكثرا لسودانيين "حنيه" و التصاقا بالأخريين و من عبائة بيت المال خرجت أم درمان و هاشم العطا ينتمي لأل الدعيته . و هؤلاء من أنبل الأسر السودانيه ولهم جامع كنا نذهب له يوم الأربعاء و نحن أطفال من اجل البليله التي توزع على الجميع. وجدهم الدعيته هو الفارس الذي إستعاد قافله و ردها الى اصحابها في القرن التاسع عشر بعد أن نهبت بواسطة بعض قطاع الطرق الذين كانوا يحترمونه و عندما سؤل كيف رد القافله قال " ادعيته" أي انه ادعى انها له و عرف بدعيته.
    عند إعتقال أعضاء مجلس الثوره و كبار الضباط سأل مأمون عوض ابو زيد من هو قائد الأنقلاب فلم يرد عليه جباره و بعد تكرار السؤال رد عليه الضابط عبدالعظيم سرور إن قائد الأنقلاب هو هاشم العطا قال مأمون " الحمدلله كلم هاشم يرسل لي النوامه" و بهذا يقصد زجاجه او ما يدخن "البانجو" فهل من المعقول أن يكون بعد هذا ان يقوم هاشم العطا بأعدام زملائه؟
    جعفر النميري كان مملوء بالحقد نحو الأخرين فالدنيا لم تكن رحيمة به فلقد توفى والده ووالدته في حادث الترام في يوم تخرجه من الكليه كما مات خاله والد زوجته بثينه و الذي أشرف على تربيته في حادث أخر و لم ينعم الله عليه او على أخيه مصطفى بذريه. وكان على عكس السودانين لا يحفظ الود أو له ود نحو أصدقائه.
    العم/الأخ النعيم المشهور بحطب هو خال مأمون عوض أبو زيد و هو من مشاهير أم درمان. عندما كان في زيارتي في منزلنا 1985 حياه خالي إسماعيل خليل أبتر بود. وبعد إتصرافه قال خالي " حطب دا كان زمان بيفرتق الحفلات في أم درمان و مافي زول بيقدر عليه".
    حطب لم يكن يحب أو يحترم جعفر ولقد قال لي مره أنه في أحد الحفلات أخذ نص زجاجه وسكي من أحد الأفنديه فشاهده النميري وأراد ان يقاسمه فرفض حطب و انتهى الأمر بقبقبه و مدافره ففتح حطب الزجاجه و أفرغها على الأرض و قال لجعفر " ما تضوق نقطه منها".
    وبعد أن حل النميري المجلس واستفرد بالسلطه كما فعل عبدالناصر ذكر لي حطب إن خالد حسن عباس طلب من حطب مائة جنيه عندما وجدهم يلعبون الورق فقال له حطب " ما أديك د........... أنا ماقلت ليكم ما تجيبوا الدنقلاوي دا".
    عندما حضر نميري في سنة 1970 الى براغ قام بزيارة الزعيم النقابي قاسم أمين الذي كان موضع إحترام كل الناس و كان النميري يبدي إعجابا به. وبعد سهره في شقة قاسم أمين في براغ رقم 6 بالقرب من هوتيل سافوي اصر النميري ان يقضي الليله مع قاسم أمين بعد إكثاره من الشرب ورفض العوده الى القصر حسب البروتكول و كان يقول " أنا القى وين اكون تاني مع قاسم" و بعد سنه من تلك الليله كان قاسم يجلد بالسياط و يصب الماء البارد على جسمه رحمة الله عليه.
    من أصدقاء طفولة نميري صديق مولى أحد ظر فاء أم درمان و نديم نميري و من العاده أن يكون صديق مولى هو الذي يشتري الخمر و البانجو و عندما صار النميري رئيسا لحق صديق مولى على موتره بسيارة نميري و كان يشير له بيديه و انتهى الأمر بصديق مولى في السجن و الأهانه.
    حمد ألأنصاري كان من أثرياء السودان و كان صديقا لنميري و دفعته في مدرسة حنتوب و كان النميري يسكن عنده بعض الأوقات و يرتدي ملابسه. وكلنا نعرف كيف انتهى الأمر بالأنصاري الى السجن و الأهانه في زمن نميري.
    سيد العمده كان نائبا لقائد مصنع الذخيرة و كان صديقا لنميري. وكان القائد أورتشي الذي قتل في بيت الضيافه. وكان لسيد العمده منزل فاخر في الأمتداد وكان النميري ضيف شبه دائم عنده و يرتدي ملابسه. النميري اتصل بسيد العمده و اخبره بأنه سيحضر لزيارته 24 مايو و طلب من سيد أن يخبر زوجته ان تحضر له فطور بيت تقليه أو ما شابه مش فطور مكاتب و وقتها كان النميري في جبيت. وبينما سيد العمده يتطلع من النافذه شاهد النميري يقترب من مكتبه ويرتدي ملابس مدنيه ولكن تصادف أن حمد النيل ضيف الله كان قد حضر لزيارة تفقديه غير متوقعه. و عندما شاهد النميري سيارة القياده لف بالعربه حتى كادت ان تنقلب و اسرع بالخروج من مصنع الذخيره و بعد يوم من تلك الزياره كان النميري قائد الأنقلاب. وبعد بضعة أشهر من ذلك الأنقلاب طرد العمده من الخدمه و أضطر أن يأجر منزله في الأمتداد و كان يتعيش من كشك الجرائد في شارع 15.
    ثم طالب البعض و على راسهم الدكتور سيد أحمد عبدالهادي بإزالة ذلك الكشك. فوقع الأمر في يد البطل عوض عبدالرحمن صغير الذي كان رئيس مجلس مديرية الخرطوم و عندما عرف بأن الكشك يخص عميدا في الجيش قام بسب الذين تقدموا بالطلب.
    الطيب سعد ترزي يقضي يومه خلف ماكينة خياطه جمعته أم درمان مع جعفر النميري عندما كان النميري يعاني من ضيق ذات اليد وكان النميري يحضر لحي السرداريه في أم درمان و على نجيل سبيل سلاطين باشا كان النميري يجلس و يتولى الطيب إحظار العرقي من تمتام و العشاء من محمد ادريس البازار و الطيب يتكفل بكل شيء حتى أجرة التاكسي بعض الأحيان. وعندما كان النميري يجلس في قصر الجمهوريه كان الطيب يجلس تحت ظل جوال في زقاق الصابرين في سوق أم درمان.
    و نواصل ...............................................................
                  

07-12-2006, 11:02 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آخر كلماتهم قبل الإعدامات.. عبد الخالق ، الشفيع والآخرون (صور). (Re: بكري الصايغ)

    نواصل...............................................
    كيف جر الحزب الشيوعي إلى مستنقع مايو؟

    في سنة 1982 و في اجتماع برايتون الموسع كان من أهم الجالسين على المنصة الأستاذ محجوب عثمان, دكتور عز الدين على عامر و خالد الكد و كان الجو مشحونا بالود و أشاد دكتور الباقر الذي صار رئيس جريدة الخرطوم بدور الحزب الشيوعي و تضحياته و تحسر على موت الشريف الهندي و بكى بدمع حقيقي تلك المرة. فقلت إن نظام نميري سينهار قريبا و كل الدلائل تشير إلى ذلك و إن هذه الروح الجميلة تذكرني بأكتوبر و جبهة الهيئات........... الخ و لكن بعد أكتوبر اتحدت كل الأحزاب لذبح الديمقراطيه و التخلص من الحزب الشيوعي السوداني و هذه الكلمات الجميلة التي سمعناها اليوم أرجو أن تستمر بعد سقوط نميري. أصيب الجميع بوجوم و اكتست بعض الوجوه بالحيرة و البعض الأخر بالغضب. فرد علي الدكتور عز الدين قائلا: "ما هو العمل السياسي بالشكل دا. انت عاوز الجماعة ديل يدونا صك؟ فقلت "لا مش عاوز صك عاوز الناس تذكر لأن كل إنسان حايبدى يفكر في مصلحته وبس"
    بالرغم من أن الشيوعيين قدموا اكبر التضحيات بالمقارنة مع حجمهم. بل لقد دافع الشيوعيين في بداية الخمسينات عن حق البوليس و الذين يعملون لمدة ما يقارب 12 ساعة يوميا و بأجر متدني جدا و كان إضراب البوليس الشهير و القي بالشيوعيين و على رأسهم سلام في السجن إلا أن ساعات العمل حدت و رفعت مرتباتهم إلى 12 جنيه مع العلاوة, بزيادة 50% و منحوا السكن و بعض المكاسب الأخرى.
    و لقد سأل البحاري الذي كان وزير الداخليه في حكومة عبود احد الشيوعيين الذي قبض عليه وهو يحرر المنشورات "انت بتكتب شنو ياولد؟" فقال المناضل الشيوعي بكل رباطة جأش" بكتب حقايق" فسأل البحاري " حقايق زي شنو؟" فكان الرد " زي عربيتك اللي انحرقت قدام بيت الش ..................."
    محمد أحمد محجوب رجل ذكي و له موهبة فذة في الخطابة و الشعر و الأدب درس الهندسة ثم عاد مره أخرى للجامعة ليدرس القانون ألا انه لا يخلو من النرجسية. و الخطبة التي ألقاها في الأمم المتحدة كان لها دويا و هنالك لوحه تذكاريه لتلك المناسبة. و كان أدباء و شعراء لبنان يتحلقون حوله عندما يحل على بيروت. و لم يعجبه أن ما كان يعتبر عند البعض هلافيت الحزب الشيوعي كانوا يفحمونه في البرلمان.
    ثم أن حزب الأمة لم يحصل على أي دائرة من دوائر الخريجين. و بدأ نواب حزب الأمة يقولون بالمفتوح"لماذا يأتي المتعلمون من حزب الأمة ليمثلوا مناطقنا لماذا لا يأتي النائب الذي شارك الجماهير المرض و العطش في غرب السودان؟" و من الخمسة عشر ممثل للخريجين كان ثلاثة عشر منهم أما أعضاء في الحزب الشيوعي السوداني أو قريبين من الفكر الاشتراكي مثل العم محمد توفيق طيب الله ثراه أو صالح محمود اللذان مثلا يسار الوسط. العضوان الأخران كانا يمثلان الأخوان المسلمين.
    الذين بدؤا الحرب على الديمقراطية هم قيادة الوطن الاتحادي و قيادة حزب الأمة. بل لقد رفض حزب الأمة و الوطن الاتحادي الانصياع لقرار السلطة الثالثة في الدولة ممثله في قاضي المحكمة العليا فلقد حكمت المحكمة العليا برئاسة صلاح حسن بأن قرار طرد الحزب الشيوعي السوداني غير دستوري. بل وقف صلاح حسن بكل صلابة أمام كل الضغوط و قد سمى الوسيله ابنه تيمنا بصلاح حسن. و أخت صلاح حسن كانت زوجة الصحفي حسن مختار شقيق عبدا لرحمن مختار الذي كان يكن كل الكراهية و الحقد على الحزب الشيوعي السوداني. وكان سعيد بطرد الشيوعيين و هذا شيء مخجل لشخص يمثل السلطة الرابعة.
    إذا فليس من الغريب أن جزء من الشيوعيين كان يحبذ فكرة الانقلاب فنحن في السودان قديما كنا نقول" اللي بيجر خيشك تجر حريره"
    من الأشياء اللطيفة أن صلاح الزملا بجسمه المميز كان منتشرا يأتي بكل الأخبار و لا يحب ان يروي أي شخص أخر الأخبار. و في الصباح الباكر ذهب أحد الزملاء ليهني نقد بقرار المحكمة العليا فكان نقد في الحمام فتجاذب الزميل الحديث مع صلاح الزملا و الذي ذهب لحاله و عندما خرج نقد من الحمام سمع بالخبر إلا انه قال أنه يعرف فدهش الزميل لأنه أول من سمع و لا أحد يعرف فعرف من نقد أن صلاح مر عليه و من طاقة الحمام ابلغه بالخبر و ذهب لحاله.......... و لكن لسؤ الحظ ذبحت الديمقراطية بواسطة حماتها.
    و لقد رفض عبدا لخالق دعوه في فبراير 1966 لتناول العشاء في منزل محجوب و كما عرفت من محمد نور السيد الذي كان لصيقا بعبد الخالق بان عبدا لخالق قال" أنا ما رايح أكل مع زول طرد الحزب الشيوعي"
    ولكن بطيبة السودانيين و في نفس اليوم الذي طرد فيه الحزب الشيوعي السوداني كان سمير جرجس و زوجته الحالية وداد يحتفلون بخطوبتهم مع مجموعه من الشيوعيين بعد أن جمعوا وبصعوبة مبلغ خمس جنيهات كانت بالكاد لثمن المشروبات فدخل محمد احمد لمحجوب مصحوبا بالمحامي بوب فحياهم بود و قال مستفسرا" حتى الشيوعيين محتفلين بقرار طرد الحزب الشيوعي؟" و عندما عرف أنها خطوبة جرجس قام و حيى العروسه و قالت له "أنا زميلة بتك سامية في المدرسة" فدفع المحجوب جرجس جانبا و سألها عن أهلها. الغريب ان جد وداد بالرغم انه مسيحي إلا أن اسمه الكباشي تيمنا بشيخ الكباشي الذي كان صديقا لجدهم الأكبر و هكذا كان السودان قديما حب و مودة. و في تلك الليلة و قبل أن يذهب المحجوب افهمهم أن جميع الطلبات على حسابه و أتت صينية تحتوي على 40 فتيل وسكي على حساب البوص.
    الخلافات في السودان أبدا لم تكن تصل لمستوى الكراهيه الذي شهدته أيام النميري ثم توج رجال الجبهة فضائع نميري بأشياء لم تكن تصدق ان تحدث في المجتمع السوداني. فمثلا عندما أحضر عباس جمال الدين من مصر الى سجن كوبر بعد قضاء سنوات في سجون مصر بتهمة الجاسوسية لصالح إسرائيل كان التعذيب الذي تعرض له موقع دهشة للمعتقلين السياسيين في كوبر فكانت أثار لتعذيب جلية على جسمه و أصابعه و أسنانه و أظافره التي خلعت.
    و أول مره يتعرض صحفي لإجحاف واضح كان عندما اتصل الصحفي التجاني بالفريق إبراهيم عبود و ضايقه. التجاني يمت بصله لأل حسن عوض الله و بعد إعدامات ضباط في انقلاب علي حامد كانت اول مره تصدر إعدامات في السودان و لقد أصدر تلك الإعدامات اللواء التجاني الذي كان مديرا لمصلحة النقل المكينكي. و تحصل الصحفي التجاني على الرقم الخاص بالفريق عبود و قام بالاتصال به و عندما سأل عبود مين؟ كان الرد التجاني فقال و الله ابن حلا ل يالتجاني انا كل الليل البارح في سيرتك مع الست و كنا نقول ان الأعدامات دي لازم منها و الا الأولاد دول مش حايقيفوا" و عندما قال التجاني سياتك انا التجاني الصحفي. فكان الرد يعني جرنا نجي. انت مين اداك التلفون ديه؟ دخت السماعة دي الوقت و تمشي تسلم نفسك للمقبول. و عندما ذهب التجاني للمقبول كان المقبول في انتظاره و قال له" انت بويوديك لراجل دا شنو الايام دي أعصابه بايظه كدا خش انطبل ليك أسبوع و بعدين نفكك بعد ما ينساك"
    كانت هنالك قضية شاب وجد ميتا في المرخيات و هي جبال خارج أم درمان و لأن لشاب تهمه خاصه فد أتهم المقبول بقتله. و تواجد الدكتور سهل خالد موسى في منزل خاله أحمد بدري و كان سهل قد حظر في إجازه من المانيا حيث كان يدرس و بعد السكر نظر الى مقبول " المقبول كقتلت الولد" فوجم الجميع فقال المقبول" الولد ما بعد كبر أنا عاوز بيه شنو, لولد كتله التجاني"
    اللواء التجاني كان عصبيا جدا. و كان خالي مرغني ابتر يسوق سيارته و كان ينفجر شاتما لأقل شيء.
    عندما استلم فاروق وزارة الداخلية و جد كثير من الاشتراكين و الوطنيين و الشيوعيين فرصه للانضمام إلى جهاز الأمن الذي شكله المصريون. و بالطبع كان هنالك الكثير من الانتهازيين بل ان بعض الشيوعيين بعد أن استلموا بطاقة الأمن التي اتاحت لهم التنقل بين المصالح و الوزارات و عقد الصفقات رفضت التخلي عن البطاقة و ضحوا بالحزب الشيوعي السوداني .احدهم كان صديقي فارس احمد المصطفى ابن أخت البروفسور مصطفى خوجلي الذي كان رئيسا لوزارات هاشم العطا. بل أن رجل على مستوى فاروق أبو عيسى و الذي هو رئيس اتحاد المحاميين العرب حاليا كان يظن أن بإمكان الحزب الشيوعي السوداني أن يقدم الكثير للشعب السوداني عن طريق مايو. و كان البعض يقول عن صدق "عبدا لخالق عاوز شنو اكتر من كدا؟" و حتى سبدرات الذي اليوم أحد رموز نظام الجبهة أتى به فاروق للأمن ليتبوأ وظيفة مهمة و كان قبلها ضابط بوليس و شيوعيا و قد استشهد اخوه معاوية و الذي كان ملازما في الجيش في أحداث ود نوباوي.
    الكثيرون كانوا يريدون وضع حدا لمهزلة المرغني_ المهدي. و الذي نحتاجه من قبل و اليوم و غدا هو مجتمع سليم متعافي. إذ لا يوجد ساده بلا عبيد. و ليس من المفروض أن يكون هنالك أولاد عوائل أو أولاد قبائل يتمتعون بصلاحيات و مميزات أكثر من الآخرين و يجب أن لا نسمح بمعاملة المر أه وكأنها ليس ندا للرجل. و ان يزول الإحساس عند أهل وسط السودان أنهم الكل في الكل و أن الآخرون خلقوا لخدمتهم.
    ال المرغتي حضروا للسودان كوكلاء أو خلفاء للأدارسه و لكن ببعض الدهاء و الانتهازية أصبحوا ثاني اكبر طائفة في السودان و تحالفوا مع السلطة التركية وكان سناجك الشاقيه يعطونهم مرتب شهر سنويا من كل الجنود مما جعلهم أقوى طائفة دينيه فتمردوا و انفصلوا عن أولياء نعمتهم الأدارسه و لا زالوا حتى هذا اليوم يعيشوا كطفيليات على جسم الوطن.
    لقد قال لي الأخ محمد الحسن عبدا لله ياسين رأس الدولة السودانية في منزله في القاهرة وسط حشد من الناس" والله يا شوقي الشعب السوداني لو شنقني و حرقني ما يطلع حقو مني لأني أنا جبت ود المرغني الحكومة و عملت التحالف معاهو. و الغلطة التانيه انه انحنا في نقاش مع محمد المرغني يجي الهندي و هو في الحقيقة انسان مؤدب فيقلع جزمه بعيد و يسلم على المرغني في ايده ويقعد بعيد. محمد المرغني انبسط واقترح ندخله معانا. لكن الهندي قال ما عنده دخل في السياسة و ما بيعرف. أنا ضغطت عليه و قلت ليه اقبل و أنا حاقيف معاك و أفهمك الشغلانه واقعدها ليك. بالله يا شوقي الشعب السوداني يقدر ياخذ حقو مني؟"
    هل هذه طريقه لإدارة دوله تحترم نفسها؟ هل السودان دوله أغنام؟
    عندما ثار الجنود السودانيون في كسلا في منتصف القرن التاسع عشر و احتلوا كسلا قبلوا أن يستسلموا عندما أتاهم خليفة المرغني و هو يحمل خطاب من المرغني محمول على قصبه و بعد استسلامهم و الوعود بأنه لن يحدث لهم شيء.أطلق عليهم الرصاص بعد أن سلموا و من كتبت له النجاة إما شنق أو زج به في السجن.و الذين كانوا بعيدا عن مسرح الإحداث سرحوا من الخدمة منهم رابح فضل الله نابليون السودان الذي انضم للزبير رحمه أو الزبير باشا ثم انفصل عن سليمان ابن الزبير و فتح إقليم ودااي و سمي انجمينا بأنجمينا وقتل الجنرال الفرنسي لاميه و الذي سميت عليه مدينة فورت لاميه.
    أهلي و أحبابي ليس هنالك شيء اسمه المهدية في الإسلام فلا ذكر للمهدي في القرآن أو صحيح البخاري و مسلم وهذه الفكرة روج لها الموالي و احتضنها الشيعة و لم تقوى ألا مع ابن عربي و حتى وان كان هنالك مهديه فان المهدي الذي ظهر في السودان ليس هو بالمهدي المنتظر لأنه لم يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما يحبه ساكن الأرض و ساكن السماء كما أورد الحاكم في صحيحة. و هنالك الكثيرين الذين ادعوا المهدية من قبل اشهرهم مهدي المغرب الذي توفىعام 1156 و الذي ادخل بعض أتباعه في سرداب تحت الأرض وزوده بكل ما هو جميل و ملئه بما لذ و طاب من الآكل و الشراب و الجواري و قال لهم أن هذا هو النعيم و طلب أن يردوا على سؤاله بأنهم وجدوا ما وعدهم به من نعيم؟ و بعد الموافقة طلب من بقية أتباعه أن يهيلوا عليهم التراب.

    و حتى إذا كان محمد احمد عبدا لله هو المهدي المنتظر فلماذا نسلم رقابنا لأولاده و أحفاده؟ و نتركهم يسيطرون علينا؟ فمحمد عبدا لرحمن المهدي كان يكبرني قليلا و كان اشد أولاد أم درمان خلاعة وسفاهة و لم يكن هنالك شيء مكروه أو محرم عرفا أو شرعا لم يمارسه و برغم من هذا كان الناس يقبلون يديه و هو لا يستطيع الوقوف على قدميه من جراء السكر.
    يجب أن نعرف أن لا قداسه مع السياسة فمن أراد أن يخوض معترك السياسة فعليه تقبل النقد و لقد قال أستاذنا بشير محمد سعيد رئيس تحرير جريدة الأيام سابقا رحمة الله عليه " لكي يتطور السودان لا بد أن تتوفر له السياسة الصادقة الملهمة المؤمنة أن الشعب لا الطوائف هي مصدر السلطات" و كما قال " كما علمنا من التاريخ إن التخلي عن الطهر و اجتناب العدل و المساواة و تكافؤ الفرص بين الناس لهو أقصر الطرق للهوان و الموت. فالحكم ليس وسيله لإثراء جماعه دون أخرى او استغلال السلطة لخدمة الأنصار و المحاسيب" هذا ما نحتاجه اليوم.
    وأنا شخصيا لا يهمني من يؤدي هذه الرسالة. و لكن من المؤكد أن الراس ماليين و الطائفيه لن يؤدوها. و ليس لأي شخص أو حزب أو مجموعه الحق في احتكار الحقيقة. أنا أكن كل الحب و الإعجاب للسيد عبدا لرحمن و أتشرف بأنني قد صافحته وأنا صغيرلأنه كان عظيما و كريما. و لكنه بشر يخطي و يصيب حتى الأنبياء يخطئون و لقد أخطأ النبي عندما دخل على ماريه القبطية فقالت له زوجته حفصى بنت عمر بن الخطاب" أفي يومي و على سريري يا رسول الله؟" فقال لها امسكي فاك و ماريه حرام علي. و أخطأ الرسول و نزلت الآية الكريمة" يأيها الذين امنوا لا تحرموا ما احلل الله لكم" و عندما خاطب ابن مكتوم الأعمى و الذي صار احد مؤذني صدر الأسلام الرسول صلى الله عليه وسلم اعرض الرسول صلى الله عليه وسلم نزلت الآية معاتبه" عبس و تولى أن جاءه الأعمى". و بعد مقتل عم الرسول حمزة رضي الله عنه قال الرسول عليه السلام انه سيمثل بستين من أهل مكة فنهاه الله "إذا عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به".
    فالمهدي الذي اشتهر في شبابه بالتقشف و التعبد و التقوى و الزهد حتى قيل انه يمتنع عن أكل طعام أستاذه محمد الخير لأن له أجر من الحكومة و إذا لم يأته الطعام من أهله اصطاد السمك من النيل.
    و عندما اتجه للشيخ محمد شريف كان يظهر التقشف و الزهد ويعمل في منزل سيده و يحضر الحطب و الماء و يطحن الغلال و يطبخ الطعام و هذه الأعمال كان يقوم بها العبيد و الجواري وإذا جلس أمام شيخه نكس رأسه و لم يرفع رأسه أبدا إلى سيده و بعد سبع سنوات أعطاه شيخه الحق أن يدعو باسم الطريقة السمانيه.
    وعندما كان يحضر لزيارة شيخه كان يضع الرماد على رأسه و شعبة العبيد على رقبته و الفروه على صلبه تشبها بالعبيد في حال ذل و انكسار. ولكن عندما مات المهدي مات عن أكثر من مائة امرأة أغلبهم بنات مسلمين من أصلاب مسلمين منهم أمنه بنت احمد شجر الخيري و زينب بنت يوسف باشا الشلالي و زينب الثاني بنت أخت الشلالي و النعمه بنت الشيخ القرشي المشهور في الجزيره و السره بنت محمد ولد البصير و زينب زوجة حمد التلب و عائشه بنت حاج أحمد أم برير المشهور في كردفان و الزنوبه بنت خرشيد كاشف فهل اتت المهديه بالسعاده لأهولاء النسوه و اسرهم من جراء الأستعباد؟
    و الخليفه عبد الله التعايشي الذي حضر الى وسط السودان بحمار مدبر لا يصلح للركوب كان له عدد لا يحصى من النساء و السراري و من سراريه المشهورات مرحومه بنت زايد و مريم بنت ابراهيم و حفصى بنت عبدالسلام و خادمة الله بنت عبدالهادي و سعيده بنت بيت الأمان و هؤلاء من المولدات و مدينة و زمزم حبشياتان و نصره ورقيقه و كلتاهما نوبيتان و نخل الجنه بنت مبارك و امنه بنت كرم الله و هما من اسرى الجعليين و امنه الخناقيه و التومه بنت راض الله المحسيه و زينب بنت نقيب المصريه.
    و كل رجال الدولة المهدية اقتنوا ما لا يحصى من الجواري من بنات الشعب و كان لنور عنقره أكثر من مائة جاريه.هذه المهدية هل توريدونها مرة أخر؟ ولقد صار لفقراء المسلمين بعد موت سيدنا محمد صلوات الله عليه مالا عظيما وصار لزبير ابن العوام رضي الله عنه الف عبد و الف أمه.
    و بما أنني لا أريد أن الغي عقلي و عقل الآخرين فلذا أجد انه من السخف أن اقبل بأن شخص ما له حق إلاهي لكي يسيطر على و على أبنائي و أحفادي ليس إلا أن جده قد نجح في خداع البشر في وقت ما. أنا قد نشأت في بيت أنصار و الأنصارية كما قال العميد يوسف بدري " أن الأنصارية هي لايف استايل و ثلا ث ميمات متجرد, مقدام و معطاء" و أضفت لها أنا ميم رابعة و هي متواضع.
    ليس هنالك دين اسمه الختميه أو المهدية و عندما جاء الشيخ البهاري لنشر طريقته زار الشيخ حامد أبو عصايه سيف في جبل أم علي و بعد سبع أيام قال لقد حضرت لكي أعطيك العقيده و الطريقة فقال الشيخ حمد أبو عصا" العقيدة هي الإسلام و الطريقة هي القران" و هذا يكفي.
    السودان لن يتقدم إلا أن نتخلص من الطائفية و الشوفينيه و الشذوذ الجنسي الذي يطحن مجتمعنا و من المشهرين في السودان بممارسة الشذوذ الجنسي رئيس طائفة الختميه السيد علي المرغني و على هذا يشهد كثيرون و على راسهم مرغني سوار الذهب المعروف بمرغني ود الشول و هو زميل دراسة احمد و محمد المرغني في مدرسة الأشراف.
    و كان السيد الصديق المهدي مثل ابنه الصادق مولعا بالنساء و بما انه كان في عمر يوسف بدري فقد كانت لهم صولات سويا في صغره و كان على اتصال بإحدى غانيات أم درمان المشهورة بت الشرفولا ا ثم صارت له في بداية الخمسينات علاقة مع إحدى أجمل نساء السودان سيدة بنت نور الشام ووالدها حواتي في ام درمان و كانت تسكن مع عطانا أبروف ثم وقعت في غرام محجوب عثمان و كانت تحبه ورزقت منه ببنتين احدهما توفيت صغيره.
    في أيام سلطة عبود اشتهر المقبول بأنه جعل مطاردة الغلمان شيئا عاديا في السودان و كان لعمي أحمد بدري منزلا في خرطوم 2 تحاك فيه سياسة الدولة و يرقص فيه الغلمان. , أحمد بدري راعيا مصالح بعض الشركات السودانيه الكبرى مثل ماركنتايل و هو أول قاضي سوداني.
    إذا أردنا أن نتقدم بالسودان فيجب أن نكون صادقين مع أنفسنا قبل الآخرين.
    مواجهة مايو مع حزب الأمة و جماهير الأنصار و التي إنساق معها بعض الشيوعيين و ليس كلهم لأن الشباب ضاق من سيطرة السادة و إنجرار المثقفين عن عدم وعي أو انتهازية خلف الأمام الهادي و مهاتراته مع ابن أخيه الصادق و لقد قال الصديق المهدي لشيوعيين عندما أتوه لتنسيق في أيام حكم عبود العسكري و طلبوا أن يتعاونوا مع الصادق لأنه شاب يستطيع أن يفهمهم " خليكم منه دا مجنون" عن هذه الحادثه يمكن سؤال محجوب عثمان او فاروق أبو عيسى.
    محمد علي الذي سميت عليه و محمد صالح الشنقيطي الذي سمي عليه شقيقي و عبدالله خليل و محمد أحمد المحجوب و كثيرين من المثقفين لم يكونوا يؤمنوا بالمهدية و لم يكونوا أنصارا إلا أن مصالحهم ارتبطت بحزب الأمة في بعض الأوقات. فمثل هؤلاء لا يمكن أن يؤمنوا بالهوس الذي يمارسه الأنصار و يكفي انه في سنة 1956 عندما اعترض المحامي شمس الدين عبدا لله بدوي على كلام الهادي أن أهدر دمه في الجزيرة أبا و كان الذي أباح دمه هو والده. فعاش بقية حيات طريدا. لهذا و جد الشباب أنفسهم في مواجهه مع الطائفية خاصة الأنصار و كانت مواجهات ود نوباوي و الجزيرة التي كتبت عنها في كثير من المواضيع و قلت عنها أن ضرب الجيش في أي وقت للمدينين خطأ و أن الأمور يجب أن تسير عبر حوار ديمقراطي و البرلمان و توعية الجماهير. إلا ان الطائفية قد وضعت مفاتيح اللعبة في جيبها و لم يبقى هنالك أمام الآخرين سوى المواجهة العسكرية. و لقد قتل في ود النوباوي احد شيوخ الأنصار و هو والد الدكتور محمد أحمد ألأسد احد القادة الشيوعيين في بولندا و كان يقول أن أبوه ذهب مع الرجعية ورفع سلاحه ضد الدولة.
    فمثلا أبناء كيبيده الذين برزوا في القوات المسلحة و كانوا ذوي وعي سياسي متطور و كبيده هو أول من بدأ مسلسل الانقلابات في السودان لمصلحة مصر و القوميين العرب والدهم من محاربين الأنصار الصلبين و هو من أسرة أنصاريه متميزة إلا أن فكر الآباء اختلف عن فكر الأبناء. و في كثير من مواضيعي المنشورة قد أدنت حوادث جزيرة ابا و ود نوباوي و خاصة قصة الأنصاري الشاب في العشرين من عمره الذي هرب مذعورا و غير مسلح من ود نوباوي فتبعه بعض الجنود بقيادة عوض الجقر لامتلاء جسمه و كان يكفي أن يجلس على الأنصاري ليزهق روحه و احتمى الأنصاري المذعور ببيت كان فيه فرح و وسط النساء و الأطفال قتل الأنصاري و خرج الجقر متبخترا و كل ما أتذكر هذه الحادثة امتلأ غضبا و أكاد ابكي و احقد على الذي قتل ذالك الأنصاري و الذين أتوا بالأنصاري.
    محمد المهدي إبن الخليفه عبدالله التعاشي كان على راس حوادث 1924 و التي دعت للانضمام مع مصر. ولا يمكن أن نطالب الأبناء بتبني اراء أباهم لأننا نتطور.
    مايو في بدايتها كانت ردا على تسلط الطائفية و ثوره على الرجعية و القيم الباليه و ليس كل قديم سيء. ثم سيطرت عليها المخابرات المصرية ولأول مره بدأ التعذيب و البطش بالناس بواسطة الدولة و أراد البعض أصلاح الخطأ و كانت 19 يوليو و التي دفع فيها الشيوعيين افدح الثمن و لا زالوا.
    يجب أن نتذكر إن أي إنسان مهما عظم في نظرنا فهو إنسان عادي له نزوات و هفوات بكى صغيرا خوفا من الظلام و جزع لبعد أمه و طمع فيما عند الآخرين و حسدهم و كذب و صدق ككل البشر و ليس هنالك ألهه أو أنصاف ألهه. شخصيه الأنسان ليست معدنا نفيسا نضعه في الخزانة و نخرجه عندما نحتاج إليه فالشخص الذي يتصرف بمنتهى الشجاعة في موقف ما قد يتقاعس في موقف أخر فعبد الله أحمد المصطفى (بانت) من الأبطال السودانيين الذين منحوا وسام نايل كروس لشجاعته لأنه على رأس بولك(140 جندي) أوقف لوائين من الإيطاليين في الحرب الإثيوبية. في سنة 1957 عندما ورد أسمه في انقلاب كبيده و هو في جنوب السودان خاف من مواجهة المحكمة ففر إلى أوغندا حاملا معه مرتبات الحامية و عندما التقى بحسن بشير في أوغندا أيام الحكم العسكري أعطاه(الأمان) و أكد له أنه لن يحاكم في حالة رجوعه السودان لأن الحكومة قد تغيرت. و عند عودته أصر عبد الرحمن الفكي الذي وضع القانون العسكري على محاكمته و الا صار الجيش لعبه و حكم عليه بخمس سنوات.
    إننا نرسم الأبطال ونصنع التماثيل لهم كما يحلو لنا" و كلنا أولاد تسعه شهور" الجيش السوداني كان مليئا بالموتورين و الحاقدين والجبناء ككل قطاعات الوطن. و البشر عادة خليط من هذه المكونات.
    في بداية الثمانيات التقيت بالضابط كمال بواسطة شقيقي إيمان إبراهيم بدري في أبو ظبي و كان يتحدث عن الأيام التي انتظروا فيها حكم الإعدام كمعتقلين أيام انقلاب حسن حسين و تحدث عن ثبات الأغلبية و روح المعتقل و التضامن و الوداع المؤثر قبل الإعدامات و رسم لنفسه صورة البطل الثابت و كيف أن ارتباطه أسرته بأل المرغني نجاه من حبل المشنقة و أحسست بود نحوه. ثم عرفت فيما بعد أنه الضابط الذي أطلق الرصاص على حسن حسين و قد كان أبو القاسم يقول له "أنا ابوس ايدك اللي ضربت حسن حسين" لأنهم لم يعرفوا في البدايه أنه كان في البدايه متورطا مع حسن حسين. ثم اكتشف فيما بعد أنه قد خان حسن حسين و في تلك الأحداث اختفى النميري كالعادة و قام الباقر بالحرب نيابة عنه و لقد علقت الصحف الأمريكية قائله"لقد أدار الجاموس العجوز المعركة" إشارة للباقر.
    الغريب أن الباقر أراد أن يستقيل في بداية مايو الا أن أحمد عبدا لوهاب أصر الا يستقيل قائلا"حاتحصل تغيرات أكيد, انت بس خليك قريب من السلطه" و عندما صار خالد حسن عباس على رأس الجيش السوداني كان يقف في الظل و يتعمد إذلال الباقر بأن يضع أحد الضباط في بروفات الاحتفال يمثل القائد العام أمام الباقر الذي كان يقف في الشمس و لقد صدقت نبوءة احمد عبدا لوهاب و انقلبت المائدة و صار الباقر نائبا لنميري.
    الضابط كمال ظهر فجأة في مكتبنا في أبو ظبي أنيقا كعادته ولونه الفاتح و ساعته اللوركس الذهبيه و كان له بعض الأعمال التجارية مع ابن عمتي عبد الخالق مالك شقيق نعمات.
    الخيانة أحس بها العميد الطاهر ابراهيم مؤلف أغنية" ياخاين" الذي يتغنى بها الفنان إبراهيم عوض عبد المجيد فلقد ضحى المقبول بصديق عمره الطاهر الذي طرد من الجيش و أصبح المقبول جزء من السلطة و صار الطاهر سائق تاكسي بقية حياته و يسكن حي العرب.
    الغريب أن المقبول كان يترنم بهذه الأغنية و يطالب بسماعها إلا أن طلعت فريد قد طلب من إبراهيم عوض كما سمعت منه عدم أداء تلك الأغنية عندما كان يستمع لتلك الأغنية في بروفات المسرح القومي.
    البحاري وزير الداخلية في حكومة عبود كان يحب أغنية " بابور جاز" و هي أغنيه شعبيه و عنوانها أصلا خطأ و هي في الحقيقه" أوفر جاز" و هي شاحنات قويه ظهرت في الخمسينات تماثل التيربو في يومنا هذا. البحاري رفض أن يتنازل عن وزارة الداخلية إلا أنه أجبر أخيرا و السبب أن يده كسرت في معركة في منزل دعارة و ليس من اللائق أن يشتبك وزير داخليه في مثل هذه المعارك. فكلنا بشر و نخطيء و لهذا فمن الخطأ جدا أن نجعل من أي شخص الاه ويكفي أن النميري في احد نزواته قد أوقف نشاطات كرة القدم. و بدأ رجال مايو يتصرفون و كأنهم أسياد العالم. عثمان المتزوج من أسماء أخت زين العابدين محمد أحمد عبد لقادر تسلم كبرى الشركات السودانية و هي سودان ماركنتايل و ميتشل كوتس و صار يسكن في منزل المدير البريطاني ثم بدأ يظهر مردتيا قمصان المدير البريطاني و وجد حارس المنزل في احد الأمسيات و هو جالس و حقة التمباك و عدد من زجاجة الوسكي مختلفة الأنواع أمامه و كان هاشم العطا و مأمون عوض أبو زيد و بابكر النور يعترضون على مثل هذه تصرفات فطردوا. و أراد الضابط كيلا أن يستقيل و شقيقته هي زوجة عوض أحمد خليفه فأقنعه محمد محجوب عثمان ان يواصل قائلا " ما فيه زول بيستقيل من الجيش و بعدين محلك دا ممكن يملاه زول خاين" و بعد ذلك اصبحت السرقه مقننه و مسموح بها في حكومة نميري و لهذا اقول ان الشيوعين ابرياء من بيت الضيافه لأن كيلا محسوب عليهم
    .
    و في يوم جمعه و في منزل معتصم قرشي و بحضور والد زوجته اللواء عوض عبد الرحمن صغير و كثير من المدعوين بعضهم زملاء معتصم في الكليه الحربيه قال أحد الضباط أن حكومة النميري هي خير حكومه فقلت له بل انها أسوء حكومه و عندمااستفسر قلت له لأنها تبيح السرقه فرد علي غاضبا محاولا إخافتي" اللي سرق منو؟" فقلت له "أحمد عبدالكريم بدري وزير المواصلات سرق ,انا شوقي بدري. أحمد بدري باني بيت في شكل قصر حوض السباحه براه قدر مرتبه مما إتخرج" فأسقط في يده و لم يرد. و عندما خرجت سأل الضابط عني فقالوا له عوض عبدالرحمن صغير عطر الله ثراه"دا ود ابراهيم
    بدري ابوه كان أرجل زول في السودان
    "

    أحمد بدري رحمة الله عليه كان عديل شقيقي الشقنيطي و شقيقه العميد متزوج ببنت أختي و إبن شقيقته متزوج من شقيقتي و لكن كما قال شقيقه محمد بدري أمامه و أمام الجميع"انت ياأحمد سرقته و كلكم في مايو حراميه"
    .
    و في المحاكمات كانت صور ضحايا بيت الضيافة توضع أمام الذين حكموا بالأعدامات فمع الشرعية لا يسمح بأن يتأثر القاضي بما يحث في الصحف و كانت صور الملازم شقيق خالد حسن عباس توضع أمامه لتذكيره بالحادث و كان يلوح ببقية الصور كقميص عثمان و هذه أحد ابداعات المخابرات المصريه و غريبه على المجتمع السوداني.
    عوض أحمد خليفه و خالد حسن عباس و احمد عبدا لحليم و ثله من رجال مايو كانوا في أوربا فزودهم رجل المخابرات الأمريكية و رجل الأعمال المشهور توني بطائره لأخذهم إلى القذافي و هنالك خاطب خالد الشعب السوداني عن طريق الإذاعة الموجهة و قام بالاتصالات المعروفة. ووقتها كان القذافي يتعاون مع المخابرات كما تعاون ناصر مع المخابرات الأمريكي و هي التي اتت به تحت شعار ملأ الفراغ بعد خروج الأمريكان و الأنجليز.
    رجل الأعمال توني الذي ارتبط أسمه بكثير من حركات التحرر الأفريقي و قام باحتوائها لمصلحة المخابرات الأمريكيه دخل في صراعات قبل سنوات مع الفايد رجل الأعمال المصري المعروف. حسمت أخيرا عن طريق تدخل بسام أبو شريف مستشار عرفات. و قيل أن أجر الوساطة عشره مليون دولار. بسام أبو شريف و أبو داوود و رجال حركة التحرير الفلسطينية كنا نشاهدهم بكثره في أوربا الشرقية. بسام قطعت أصابعه و تشوه وجهه نتيجة انفجار طرد و كان من رموز الحركة الشعبية" جورج حبش". كل شيء يتبدل في السياسة و المصالح تتغير و كل ما يقال لنا نحن البشر البسطاء يختلف عما يقال ويحاك خلف الكواليس. "وبردو تقولي الطياره ما فيها بوري
                  

07-13-2006, 04:07 AM

عاصم الطيب قرشى

تاريخ التسجيل: 12-12-2005
مجموع المشاركات: 714

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آخر كلماتهم قبل الإعدامات.. عبد الخالق ، الشفيع والآخرون (صور). (Re: بكري الصايغ)

    الاخ العزيز أبوبكر الصائغ

    لك التحية والاحترام

    مررت على هذا البوست وقد أصابنى

    ما أصابنى من غم زاد غمتى وكالنى

    ألما وأنا أتصور المشهد بين جلافة

    الجلادين وثبات أولئك النخبة من الرجال.

    لكن!!!

    ألا ترى أن الحزب الشيوعى هو الذى حفر مقبرة

    السودان الكبرى بأستعجاله للحكم بدلا من بناء

    ترسانة وعى تمهد لتجربة ديمقراطية وثورة مؤسسة.

    لقد مهد الحزب الشيوعى الطريق للجبهة الاسلامية بعد

    أن استفادت من أذكى تكنيكات العمل الحزبى واستراتيجياتها.

    النهاية: رأس الشعب السودانى كرة يتقادفها أغبى السياسيين

    بين العسكر والحرامية وفى الاستراحة هزلية القوى التقدمية والرجعية.

    وأنا وأنت فى نوستالجيا تشدنا بلا رحمة للزمن الجميل الذى لن يرجع.

    آسف جدا لغلاظتى, لكنك أيقظت فينى ما تبتبته كثيرا حتى أغمض جفنى.

    حزن أمر مافيه انهزامنا.

    شكرا لك على كل حال



                  

07-13-2006, 03:35 AM

JAD
<aJAD
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4768

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آخر كلماتهم قبل الإعدامات.. عبد الخالق ، الشفيع والآخرون (صور). (Re: بكري الصايغ)

    Quote: فاروق حمد الله:حاول نميري في البداية أن يستميله ضد رفاقه كثمن للإبقاء على حياته، فرفض بإباء، وقال لنميري: "نحن أتينا بك كواجهة للإنقلاب مايو بسبب غبائك وسهولة إزاحتك في أي وقت". خطب فاروق في الجنود، وكان مثالاً للشجاعة والثبات، وقال لأحد الضباط من أذناب نميري "تعال شوف الرجال بموتوا كيف؟" واستشهد كما يفعل أعظم الرجال.


    لقد صدق الرجل في قوله عن نية الشيوعيين ..

    وخاب رهانه على غباء نميري ..


    أين وصلت إجراءات المقاضاة التي يعتزم الأنصار رفعها ضد مايو الشيوعية عن أعمال الإبادة الجماعية التي مارسها الشيوعيون في الجزيرة أبا وود نوباوي وقصر الضيافة والتي كان ضحاياها من النساء والأطفال والشيوخ العزل .. ومن زملاءهم الضباط الذي قتلوا غدراً في خسة متناهية وانعدام تام لمعاني الرجولة والشهامة ؟؟؟؟


    واصل يا أستاذ بكري الصائغ سرد هذه الوقائع .. فلا يشترط أن تكون كل الأحداث مشرفة لتؤرخ ..


    جاد

    (عدل بواسطة JAD on 07-13-2006, 03:41 AM)

                  

07-13-2006, 06:19 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آخر كلماتهم قبل الإعدامات.. عبد الخالق ، الشفيع والآخرون (صور). (Re: بكري الصايغ)

    ...كتب الاخ بكري ابوبكـر، وبتاريخ 2سـبتمبـر 2004، مقـالة بعـنوان:

    معلومات عن سـجن كوبــر الذي اعـدم فيـة عبد الخالق.

    واعـيد بث الـمقـالة مرة اخـري، لان لهـا علاقـة وتواصـل بمـوضـوع البوسـت، مـتمنيآ من الـجميـع، وان يعـذروني في اننـي لـم اوفي بوعـدي في
    نشـــر الصــور الخـاصـة بشـهـداء يـوليـو 1971، فما زلت اعاني من مشـاكل (كـمبيوتـرية)، آمل وان انتهـي منها قـريبآ بإذن اللـة تعالـي.



    معلومات عن سجن كوبر الذى اعدم فيه عبد الخالق محجوب

    «كوبر» .. معبر لكراسي السلطة شيد السجن المركزي في السودان عام 1903 على ارض مساحتها نحو خمسة آلاف متر مربع، ويطل على شارع رئيسي لمدينة الخرطوم بحري، وفي موقع قريب من جسر القوات المسلحة الذي يربط الخرطوم بالخرطوم بحري، صمم مبنى السجن هندسيا بشكل مماثل للسجون البريطانية، وبوجه خاص سجن برمنجهام (الخريطة والمباني والاقسام).
    واطلق عليه سجن «كوبر»، اشارة الى مسؤول بريطاني تولى ادارة مدينة الخرطوم بحري وثابر على زيارة السجن وتفقد نزلائه وعرف بمعاملاته الانسانية.
    ويضم سجن «كوبر» 14 قسما، منها قسم المحكوم عليهم بالاعدام، وقسم لمعتادي الاجرام، ولذوي الاحكام الطويلة والقصيرة، واقسام اخرى للمنتظرين وقسم للمعاملة الخاصة لكبار الموظفين الذين يدينهم القضاء بأحكام سجن وقد تم الغاء هذا القسم في العهد الوطني.

    اما القسم السياسي فقد ظل هو الاشهر على الاطلاق لارتباط السجناء او المعتقلين فيه بتقلبات الحكم في السودان. وقد استقبل هذا القسم قيادات الحركة الوطنية المناهضة لحكم الادارة البريطانية، وعلى رأسهم الزعيم اسماعيل الازهري، الذي اصبح مطلع عام 1954 اول رئيس لحكومة وطنية ووزيرا للداخلية.
    واشهر اعدامات شهدها سجن «كوبر» لضباط شباب بقيادة البكباشي علي حامد عام 1959، في اعقاب فشل محاولة انقلابية ضد حكم الفريق ابراهيم عبود، ثم اعدام قيادات الحزب الشيوعي السوداني عام 1971 في اعقاب فشل الانقلاب الذي قاده الرائد هاشم العطا، حيث اعدم امين عام الحزب عبد الخالق محجوب وامين عام اتحاد نقابات عمال السودان وعضو اللجنة المركزية لاتحاد العمال العالمي الشفيع احمد الشيخ.

    ثم شهد «كوبر» في مارس (آذار) عام 1985 اعتقال اكبر حشد من السياسيين والنقابيين المناهضين للحكم المايوي برئاسة جعفر النميري.
    وعندما اعلن الفريق عبد الرحمن سوار الذهب في 5 ابريل (نيسان) عام 1985 انحياز القوات المسلحة لخيار الشعب في استرداد الديمقراطية، اتجهت المسيرات الشعبية الى سجن «كوبر» لاطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وفتحت الابواب بتوجيه من مدير عام السجون، وخرج كافة السجناء السياسيين.
    وبخروج رموز الانتفاضة من سجن «كوبر»، دخل رموز الحكم المايوي الى عنبر القسم السياسي وعلى رأسهم اللواء عمر الطيب.
    وفي 30 يونيو عام 1989 وقع انقلاب الانقاذ الوطني بقيادة العميد عمر البشير، فتم اعتقال القيادات السياسية، محمد عثمان الميرغني زعيم الاتحادي الديمقراطي والصادق المهدي رئيس الوزراء ورئيس حزب الامة والدكتور حسن الترابي امين عام الجبهة الاسلامية التي ظهر في ما بعد انها كانت وراء تدبير الانقلاب
    http://www.arabtimes.com/Arab%20con/soudan/doc1.html
                  

07-13-2006, 06:23 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آخر كلماتهم قبل الإعدامات.. عبد الخالق ، الشفيع والآخرون (صور). (Re: بكري الصايغ)

    «كوبر» .. معبر لكراسي السلطة شيد السجن المركزي في السودان عام 1903 على ارض مساحتها نحو خمسة آلاف متر مربع، ويطل على شارع رئيسي لمدينة الخرطوم بحري، وفي موقع قريب من جسر القوات المسلحة الذي يربط الخرطوم بالخرطوم بحري، صمم مبنى السجن هندسيا بشكل مماثل للسجون البريطانية، وبوجه خاص سجن برمنجهام (الخريطة والمباني والاقسام).
    واطلق عليه سجن «كوبر»، اشارة الى مسؤول بريطاني تولى ادارة مدينة الخرطوم بحري وثابر على زيارة السجن وتفقد نزلائه وعرف بمعاملاته الانسانية.
    ويضم سجن «كوبر» 14 قسما، منها قسم المحكوم عليهم بالاعدام، وقسم لمعتادي الاجرام، ولذوي الاحكام الطويلة والقصيرة، واقسام اخرى للمنتظرين وقسم للمعاملة الخاصة لكبار الموظفين الذين يدينهم القضاء بأحكام سجن وقد تم الغاء هذا القسم في العهد الوطني.

    اما القسم السياسي فقد ظل هو الاشهر على الاطلاق لارتباط السجناء او المعتقلين فيه بتقلبات الحكم في السودان. وقد استقبل هذا القسم قيادات الحركة الوطنية المناهضة لحكم الادارة البريطانية، وعلى رأسهم الزعيم اسماعيل الازهري، الذي اصبح مطلع عام 1954 اول رئيس لحكومة وطنية ووزيرا للداخلية.
    واشهر اعدامات شهدها سجن «كوبر» لضباط شباب بقيادة البكباشي علي حامد عام 1959، في اعقاب فشل محاولة انقلابية ضد حكم الفريق ابراهيم عبود، ثم اعدام قيادات الحزب الشيوعي السوداني عام 1971 في اعقاب فشل الانقلاب الذي قاده الرائد هاشم العطا، حيث اعدم امين عام الحزب عبد الخالق محجوب وامين عام اتحاد نقابات عمال السودان وعضو اللجنة المركزية لاتحاد العمال العالمي الشفيع احمد الشيخ.

    ثم شهد «كوبر» في مارس (آذار) عام 1985 اعتقال اكبر حشد من السياسيين والنقابيين المناهضين للحكم المايوي برئاسة جعفر النميري.
    وعندما اعلن الفريق عبد الرحمن سوار الذهب في 5 ابريل (نيسان) عام 1985 انحياز القوات المسلحة لخيار الشعب في استرداد الديمقراطية، اتجهت المسيرات الشعبية الى سجن «كوبر» لاطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وفتحت الابواب بتوجيه من مدير عام السجون، وخرج كافة السجناء السياسيين.
    وبخروج رموز الانتفاضة من سجن «كوبر»، دخل رموز الحكم المايوي الى عنبر القسم السياسي وعلى رأسهم اللواء عمر الطيب.
    وفي 30 يونيو عام 1989 وقع انقلاب الانقاذ الوطني بقيادة العميد عمر البشير، فتم اعتقال القيادات السياسية، محمد عثمان الميرغني زعيم الاتحادي الديمقراطي والصادق المهدي رئيس الوزراء ورئيس حزب الامة والدكتور حسن الترابي امين عام الجبهة الاسلامية التي ظهر في ما بعد انها كانت وراء تدبير الانقلاب

                  

07-13-2006, 06:27 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آخر كلماتهم قبل الإعدامات.. عبد الخالق ، الشفيع والآخرون (صور). (Re: بكري الصايغ)

    فاطمة احمد ابراهيم: عبدالخالق و نقد وهاشم، وسعاد خططوا لانقلاب 19 يوليو

    الصحافة
    العدد رقم: 4005
    2004-07-22

    فاطمة احمد ابراهيم: عبدالخالق، نقد، هاشم، وسعاد ابراهيم احمد هم الخططوا للانقلاب!

    أحمد سليمان طلب مني أن أسترحم نميري... فرفضت!
    أستاذة فاطمة.. أكثر من ثلاثين عاماً مرت على 19 يوليو .. ماذا تقولين عنها اليوم؟
    ـ قبل أكثر من شهر ذهبت إلى بلغاريا مستشفية وفي يونيو توفت والدتي فأخبر والدي الشهيد الشفيع بأنني شديدة الارتباط بالوالدة فعليه من الأحسن ان يذهب ولا يعود بي للسودان. وقد كان ولم يخبرني بوفاة الوالدة وإنما أرجع سبب حضوره إلى بلغاريا إلى سوء الأوضاع السياسية خطيرة جداً ولا أعلم ماذا سيحدث ويحل بالسودان ورأيت أنه من المناسب رجوعك للبلد ويبدو بأن حاجة خطيرة ح تحصل... وواصل: أنا ح أحكي ليك قصتين حدثت لي أولاهما كان معي المرحوم حسن قسم السيد بالمنزل ببري ودق الباب وعندما فتحته وجدت أبو القاسم محمد إبراهيم ومعه معاوية سورج وأحمد سليمان زين العابدين محمد أحمد وضعت لهم كراسي بالحوش وطلبت منهم الدخول فرد على أبو القاسم .. لا ماح نتفصل .. شوف يالشفيع انا عاوز أسألك ورد على بأمانة.... أنا عايز أعرف أنت معانا ولا ضدنا؟ فضحكت .. وقلت حتى أرد عليك أدخل أولا وبعدين أجاوبك... وفجأة تدخل معاوية سورج وقال أيوه حدد لينا موقفك ، وأضاف أحمد سليمان بحدة، أيوه لازم تورينا .. وكنت أقابل كل ذلك بالضحك .. وعندها انفعل زين العابدين محمد أحمد وقال أخرسوا يا قليلي الأدب... أنا ما قايل أنكم جايين تحققوا مع الشفيع، ولعلمك بأن منزل الشفيع وفاطمة عندي مكان مقدس، وأخرج مسدسه «يا قليلي الأدب .. تطلعوا قدامي ولا أرصصكم» وخرجوا .. القصة الثانية ذهب أحمد سليمان ومعاوية سورج الى منزل منصور احمد الشيخ وكان معه الهادي ووضع احمد سليمان رجله على الكرسي وهو واقف ورفض الجلوس وقال اسمع يا منصور والهادي قولو للشفيع اذا ماحددت موقفك وواقف وين نحن ما ح نخليك وكان امام منصور كباية موية حدفها في وجوهم .. ورد عليهم بلاش قلة ادب انتو ما بتحققوا مع الشفيع وخرجوا وقال لي الشفيع دي الاحوال البمر بيها السودان حتى وصلنا السودان علمت بوفاة الوالدة وكنت بمنزلنا بالعباسية والشهيد الشفيع ببري وعندما مرت الايام اخذت ابني احمد وذهبت معي شقيقي الهادي الى منزلنا ببري، المهم سلم الشفيع على ابنه احمد وسألني بعض الاسئلة وبعد فترة قال لي انا عاوز استحم لاني دعوت الي اجتماع لجنة مركزية فوق العادة لانني اشعر بان الضباط الاحرار ضاغطين على هاشم العطا للقيام بانقلاب... بالاضافة الى اعضاء اللجنة المركزية فقد دعوت هاشم العطا ليعرف رأي الحزب في الانقلابات وواصل انتظريني استحم وح اعتذر ليك عن عدم حضورك للاجتماع بعد دخول الشفيع الحمام جاء شقيقه الهادي وعندما كنا قاعدين سمعنا طرقا شديدا على الباب فقام الهادي وفتح الباب وجاء المحامي غازي سليمان مسرعا ومنزعجا واخذ يردد الشفيع وينو.. الشفيع وينو..» قلت له انه في الحمام ورد عليَّ بحده .. لا امشي خليهو يطلع انا عاوزو في امر ضروري... مشيت للحمام وناديت على الشفيع واخبرته بان غازي سليمان عاوزك وهو منزعج جدا فقطع الشفيع حمامه وخرج وبادر غازي سليمان عندما رأي الشفيع رسلني ليك هاشم العطا عشان تكتب الخطاب فقال له الشفيع خطاب شنو؟ فرد عليه غازي هاشم العطا عمل انقلاب!! قال ليهو الشفيع شنو!! فرد غازي ايوه هاشم عمل الانقلاب ، هنا سأل الشفيع غازي... انت عسكري؟! فرد لا.. وواصل الشفيع.. طيب دخلت القيادة العامة كيف.. ولا هاشم العطا جاءك؟! أنا ما بكتب خطاب وانا داعي لاجتماع لجنة مركزية وهاشم مدعو عشان يسمع باضانو انو اللجنة المركزية ضد الانقلاب وبعدين قول لهاشم العطا اذا مابعرف يكتب خطاب عامل الانقلاب ليه؟ وبعدين كيف يمقلب اللجنة المركزية والحزب وقول ليه انك ركبتنا فوق ظهر اسد اذا قعدنا فيه ح يأكلنا واذا نزلنا منو برضو حا يأكلنا... وانا ماح اكتب خطاب ولا انا عسكري عندو.. وكان منفعلا جدا وخرج غازي سليمان وجلس صامتا لفترة طويلة وبعدها قال لي يا فاطمة هلا هلا على الجد الجماعة ديل عملوا الانقلاب عشان يمقلبو اللجنة المركزية وده غلط عشان كده انا وانت نتفارق امشي بيتكم في العباسية لانو اذا جاءوا لاعتقالي فانهم سوف يأذوني فيك وفي احمد .. وقاد العربة الهادي وعندما وصلنا الكبرى وجدناه مغلقاً...
    الساعة كانت حوالي كم؟!
    ـ كانت الساعة الرابعة واجتماع اللجنة المركزية من المفترض ان يكون في الساعة السابعة مساء 19 يوليو وعندما وصلنا بري طلب من الهادي ان يأخذنا الى منزله وعندما طلبت منه ان يأتي معنا رفض.
    استاذة فاطمة اذن من الذي خطط للانقلاب هل هاشم وحده ام مع عبدالخالق؟
    ـ عبد الخالق... ونقد وسعاد ابراهيم احمد وهاشم هم الذين خططوا للانقلاب.. اما الشفيع فقد عزل لانه كان معترضا على فكرة الانقلاب واللمسات الاخيرة للانقلاب تمت بمنزل صلاح ابراهيم احمد فلم تتم دعوة الشفيع لذلك الاجتماع وعندما تمت دعوة اللجنة المركزية للاجتماع الساعة السابعة من مساء 19 يوليو عجلوا بالانقلاب من الساعة الثالثة ظهراً.. ارجع ليك لمنزل الهادي.. الشفيع قال لي «يا فاطمة ده يوم الامتحان العسير ولازم نتعاهد على عدم افشاء أسرار الحزب وحتى لو قطعونا أرباً اربا..».

    ماذا عن يوم 22 يوليو؟
    ـ شاهدت نميري في التلفزيون وأخذ يتوعد بالشيوعيين ويحرض على ملاحقتهم وعندها اقترح على الهادي اخذي وابني احمد الى منزل ابن عمهم وعندما دخلت المنزل مازال نميري يتحدث في التلفزيون ، وقال احذر اي انسان من ايواء اي شيوعي واذا حصل هذا فسوف نقوم بمحاكمته وعندها قلت لابن عم الشفيع انا ما ح اقعد معاكم وما ح اجيب ليكم بلية واخذني الهادي الى منزله ووجدت شقيقي صلاح بالمنزل وجاءت شقيقتي نفيسة وركبنا جميعا عربة الهادي وذهبنا الى منزلنا بحي العباسية بامدرمان ، عندما كنت بمنزل الهادي جاء ضابط وهو يشهر مسدسه وقال اي واحد يقترب من الشفيع انا ح اضربه الشفيع قال ليهو ترصصو ليه ما يمكن يكون برئ واخذ منه المسدس، في هذه الاثناء دي جاء محمد عبد الغفار وقال للشفيع لقينا محل نختفي فيه فرد الشفيع بانه لن يختفي وكيف اقابل العمال اذا عاوزين يقابلوني .. اخذ المسدس من الضابط «حريكة» وقال لمحمد عبد الغفار امشوا اخفوا حريكة والمسدس في المكان الكان معد لاخفائي عندما وصلت أمدرمان اخبرني شقيقي صلاح بان احمد سليمان اتصل من الشجرة وطلب مني ان احمل ابني احمد واحضر لمعسكر الشجرة حتى استرحم نميري بان لا يعدم الشفيع .. وقلت لشقيقي صلاح الشفيع لم يرتكب جرما ليقتل وقول لاحمد عشان يقول لنميري اذا قطعت الشفيع اربا اربا قدامي انا ما استجديه ولن اركع امامه وبعد ذلك توجهت الى منزل شقيقي ولحق بي ابي وشقيقي الرشيد وبعد دخولهم سمعت «رجة» وعندما فتحنا الباب وجدنا عربة بها عساكر جيش وضابط يجلس في الامام وفهمت بانهم جاءوا لاعتقالي فاخذت اهتف بسقوط وموت نميري وكان ده في يوم 26 يوليو فقام عسكري بتعمير سلاحه واراد قتلي وهنا قفز احد العساكر ونكس سلاحه وقال ليه الاوامر اعتقالها ما نرصصها ، وجاء ابي وشقيقي وحملاني الى الكومر وسألهم ابي مودينها وين؟ فاخبره الضابط باننا سوف نوديها قسم البوليس». وفعلاً ذهبنا الى قسم البوليس ووجدت نائب مدير البوليس فطلب لي كباية موية واجلسني على كرسي ولم يتحدث معي على الاطلاق بعد شويه طلب مني ان اصطحب احد العساكر لاخذي الى الضابط الذي سوف يحقق معي، فلم يسألني الضابط اي سؤال وكان طوال الوقت منكفئاً على الطاولة يشخبط بقلمه عليها .. وقال لي مفروض ان احقق معك لكن حالتك لا تسمح بذلك لهذا سوف احولك المستشفى وخرج وبعد قليل جاء واخبرني بان الدكتور سوف يأتي بعد قليل الى هناك ، وفعلا جاء الدكتور ولم يفحصني وحتى لم يدخل المكتب ومن الخارج كتب تقريره الذي جاء فيه بان صحتي لا تسمح باستجوابي وامر بتحويلي الى المستشفى.. وهنا تدخل الضابط وقال ان ابو القاسم محمد ابراهيم مصرَّ على مقابلتي بوزارة الداخلية وفعلا اخذوني الى هناك عندما وصلت قابلت احد الضباط وقال لي «البقية في حياتك» وعندها اخذت اهتف يسقط السفاح نميري... يسقط السفاح الصعلوك فلم يعترضني احد.. وبعد ذلك دخلت في غيبوبة وحين فتحت وجدت نفسي طريحة الفراش وفي حالة اعياء شديد، المهم بصعوبة جلست وعندها دخل ضابط واخبرني بأن مدير البوليس يريد مقابلتي وفعلاً ذهبت لمقابلته واستدعى ثلاثة عساكر واخبرهم بانهم سوف يرحلون امرأة عظيمة من هنا الى منزلها .. واخبرني بان وزير الداخلية قبل اقتراحهم بحبسي بالمنزل بدلاً من السجن وقال لي سوف يستمر ذلك الحبس الى عامين ونصف وحين هم العساكر بالخروج اوقفهم وامرهم بان يحسنوا معاملتي وخطب فيهم قائلاً: «هذه المرأة وهبت حياتها لهذا الشعب وعانت ما عانت في سبيل ذلك» حين سمعت هذا الكلام بكيت وقلت للضابط لم أكن اتوقع ممن هو في منصبك ان يقول مثل هذا الكلام وشكرته واخبرته بأنني لست نادمة على فقد زوجي وأعاهدك أمام عساكرك بأنني سوف أواصل السير في نفس الطريق حتى لو كان مصيري مصير زوجي
                  

07-13-2006, 07:25 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آخر كلماتهم قبل الإعدامات.. عبد الخالق ، الشفيع والآخرون (صور). (Re: بكري الصايغ)

    مقالات ودراسات


    يوميات عبدالخالق بمعتقل الشجرة


    مقتطفات من كتاب عثمان الكودة :

    الحزب الشيوعى
    والمؤامرة الفاشلة فى 19 يوليو

    نورد هذه الأجزاء المقتضبة من كتاب العريف عثمان الكودة . وحتى الآن لم يتوفر مصدر آخر يؤيد أو يعارض ما جاء فيها. ولذلك فهى مصدر هام وفريد ، لالقاء الضوء وتجميع أطراف تلك الفترة الحاسمة فى حياة عبدالخالق محجوب والحزب الشيوعى السودانى . ولهذا وجب الشكر علينا . وكشأن كل الروايات التى يتم تسجيلها ونشرها بعد وقوع الحدث ، تكون هذه عرضة لكل ما يطرأ على الراوى من تبدل فى المواقف والرؤى أو بفعل عوامل النسيان أو التأثر باحداث تحمله على اعادة النظر فيما شاهد وسمع . ولا ينطبق هذا على الكاتب عثمان الكودة استثناءا ، بل على كل الراوة . وقد بلغ التوجس مداه لدى أبن خلدون فى المقدمة حينما ذكر بأن "آفة التاريخ هم الرواة" . من كل ذلك نخلص الى أن الكودة قد قدم الينا رؤيته وذهب الى أبعد مما شاهد وسمع فى كتاب ربما يستحسنه البعض ويسقطه البعض ويتأمله البعض بعين ناقدة تدعو لمزيد من التقصى ووضع أحداث تلك الأيام التاريخية فى سياقها المعلوم . وليت العريف عثمان محمد عبدالقادر وكذلك العريف الطاهر أبو القاسم اللذان شاركا فى صنع أحداث تلك الأيام يفصحان عن بعض مالديهم من حقائق حول افترة التى قضاها عبدالخالق محجوب فى المعتقل وانتهاءا بهروبه واختفائه المثير.

    فى أغسطس 1970 تم اعتقال عبدالخالق محجوب والدكتور عزالدين على عامر . وفى بداية الأمر جرى اعتقال عبدالخالق فى السجن الحربى بأمدرمان وعزالدين بمصنع الذخيرة فى ضاحية الشجرة , وبعد فترة وجيزة نقل عبدالخالق الى مصنع الذخيرة وعزالدين الى السجن الحربى . وفى ذلك الأثناء لم يكن الحزب الشيوعى على علم بمكان اعتقال قادته ، ولم يكن أى من هؤلاء على علم بالتطورات التى أعقبت اعتقالهم . " وفى نفس اليوم بلغت الحزب بأن الزميل عبدالخالق قد "شرفنا" بمصنع الذخيرة ". نقلت الخبر للزميل عبدالمجيد شكاك وكانت دهشتى عظيمة بأنه لم يفاجىء بما نقلته اليه . وبدا لى بأنه على سابق علم بما جرى ."

    "كالعادة بدأت فى حراسة عبدالخالق ... فى أول يوم أبدأ معه الحراسة كنت حريصا ، حسب توجيه الحزب ، على عدم اشعار أى شخص بأنى على صلة به . انتظرت حتى نهاية ساعات العمل وانصراف الرائد (الفريق لاحقا) اسحق ابراهيم عمر المكلف بحراسة عبدالخالق . دخلت له بحجرته وسلمت عليه وعرفته بنفسى . وفوجئت بأنه يعرف اسمى وأسماء الكثيرين من الزملاء بالمصنع دون أن يعرف أشكالهم . وشعرت بأنه اطمئن ثم سأل ... عن عدد المعتقلين فأجبته بأنهم اثنان ، هو وعزالدين الذى نقل للسجن الحربى . تمت الصلة بين عبدالخالق والحزب وأحضرنا له راديو صغير.. وقد تغيرت معاملته عما مكان يسمح به لعزالدين، من تلقى للصحف والمجلات والكتب . وقد منعت عن هذه عبدالخالق تماما . ولم يكن مسموحا له بقراءة أى شىء . وحتى الحراسات كان يحرم عليها احضار جرائد أثناء فترة الحراسة . كان الضابط أو من ينوب عنه يحضر السجائر فقط...

    بدأ عبدالخالق فى بناء علاقات مع الجنود وضباط الصف المكلفين بحراسته ، خاصة فى الأمسيات عندما يغادر الرائد اسحق . لم أكن أعرف عبدالخالق قبل وصوله لمصنع الذخيرة معرفة شخصية ، ولذلك كنت فى الأيام الأولى أتعامل معه كسكرتير عام للحزب الذى أنتمى اليه . ولكن شخصية عبدالخالق هى التى جعلتنى أتعامل معه بتحفظ عندما أتناقش معه . أحيانا أحس بأنه زميل عادى كأى زميل ، وفى بعض الأحيان يشعرنى بأن لديه أحساس بأنه غير عادى . لا أستطيع أن أحدد بالضبط ولكنه احساس بأنه يختلف عن بقية الناس . وأحيانا يكون لطيفا جدا ، وله نكات كثيرة.. وأحيانا كنت أجلس معه عند العصر وأناقشه فى قضايا تدور فى معظم الأحيان حول الحزب .. "ولقد حكى لى كيف تم اعتقاله وابعاده الى مصر . قال لقد عرفت بأنه سوف يتم اعتقالى ، فأخذت حقيبة اليد وبها ما أحتاج له بالمعتقل . وركبت سيارتى الفولكسواجن وخرجت من منزلى وقابلتهم فى منتصف كبرى شمبات . وبعد أن استلموا منى السيارة أخذونى فى عربة جيش لاندروفر مقفلة بستائر الى أن وصلت لمكان ما وعندما فتح باب السيارة كنا أمام سلم طائرة وبسرعة شديدة طلعوا معى للطائرة ، وحلقت الطائرة من دون أن أعرف الى أى وجهة لأن الستائر كانت مغلقة . وكان ظنى بأنها متوجهة الى الجنوب أو الى غرب السودان . وبعد ساعات هبطت الطائرة وعند خروجى تبينت بأننا فى مطار القاهرة . ونزلت وكانت المفاجئة بأن شاهدت الصادق المهدى ومعه كمية حقائب (وعدد من أفراد أسرته) . لقد ذهبت للصادق بعد أن استأذنت من الحرس وقدمت له واجب العزاء فى وفاة عمه الهادى المهدى الذى كان مشكوكا فى موته . بالله شوف يازميل عثمان ، الصادق معتقل اعتقال أولاد قبائل ، وأنا الذى أوصيت به نميرى فى صبيحة 25 مايو بأن يعامل معاملة خاصى لأنه يرجى منه مستقبلا (لا أجد سوى هذه المعامة المهينة) .

    لقد لاحظت أن عبد الخالق محجوب يعرف معظم ضباط القوات المسلحة ، وخاصة من رتبة نقيب وما فوق . وان فاتته معرفة أحدهم لم تفته معرفة والده أو أحد أفراد عائلته أو شىء من تاريخه فى المدارس الثانوية ، ويستطيع أن يصنفه سياسيا .

    كانت نوبة حراسة عبدالخالق محجوب تسمى من قبل الجنود وضباط الصف بالمحاضرة . وسمى عبدالخالق بدلا من المعتقل بالأستاذ . وأصبح كل جندى يحرص على ألا يفوته دوره فى الحراسة. وأصبحت نكاته وكلامه عن مايو يناقش فى المصنع بطريقة طبيعية . وقد ساعد ذلك فى ترشيح عدد كبير من الجنود وضباط الصف ، ولكن لم نستطع استيعابهم فى صفوف الحزب ، لأن الحزب اعتاد فى ظروف المضايقات أن يجمد التجنيد خوفا من تسلل (الغواصات) . وكان الحزب فى حالة اعادة ترتيب بالداخل بعد الانقسام.. واستطاع عبد الخالق أن يبنى علاقة خاصة مع بعض الجنود الأشقياء الذين كانوا يحضرون له بعض المشروبات الروحية البلدية مساء .

    أذكر حادثة مع مامون عوض أبوزيد ، ولم أكن حاضرا ولكن كل المصنع تحدث عنها وذلك أن عبدالخالق كان يشكو من ألم فى عينيه وكان يأتيه الطبيب لعدة أسابيع . وصادف يوما أن جاء مامون عوض أبوزيد زائرا (متفقدا) عند العصر لعبدالخالق والدكتور موجود . وكان هناك فراش من ميز الضباط يسمى ود الزبير، يأتى يوميا بعد العصر لصناعة القهوة لعبدالخالق . كان الطبيب يكشف على عيون عبدالخالق وكان مامون عوض أبوزيد موجودا ، ودخل عليهم ود الزبير الذى لا يعرف مامون و لايعرف الدكتور . وكان ود الزبير يتعاطى الخمور البلدية وجاء وهو يحمل القهوة لعبدالخالق . فقال له عبدالخالق: أيه الحكاية ياود الزبير ما لسع الوقت بدرى . وكان كثيرا ما يلاطفه . رد ود الزبير خلاص ياأستاذ المواعيد جات . لازم الراس يتوزن . هنا قال عبدالخالق: تعرف ياود الزبير أنا بنصحك أوعك تشرب مريسة مايو . أشرب مريسة الفتريته ، لأنه مايو دى قشرة خارجية فقط ولكن الداخل فاضى ما فيها شىء . وهنا ضحك ود الزبير الذى لا يعرف مايعنيه عبدالخالق وذهب لحاله . بينما ارتبك الطبيب. وأعتذر لعبدالخالق بأنه سوف يمر عليه غدا .

    هروب عبدالخالق محجوب:

    يستطرد الكاتبعثمان الكودة فى سرد تفاصيل الخطة التى وضعت ونفذت لتهريب عبدالخالق محجوب من المعتقل:

    فى الفترة مابين مايو ويوميو 1971 تم تكليفى بواسطة الزميل عبدالمجيد شكاك بدعوة عدد من أعضاء الفرع لاجتماع طارىء . فى البداية نقل شكاك للأجتماع قرار الحزب بتهريب عبدالخالق محجوب بعد أن توفرت لديه أدلة على المخاطر التى تهدد حياته . وفى سياق ذلك ذكر بأن هنالك محاولة سابقة لم يكتب لها النجاح ولم تتم أصلا . وكان من بين المحددين لتنفيذها العريف عثمان عبدالقادر الذى اشترك اشتراكا فعليافيما بعد فى تنفيذ عملية الهروب الناجحة . فى هذا الأجتماع صدر اقتراح للزميل شكاك بأن يحمل وجهة نظرهم لقيادة الحزب لتتخذ كافة الاحتياطات لضمان سلامة المشاركين فى تنفيذ عملية الهروب . وكان هذا رأى الزميل عثمان نفسه .

    التقينا ثانية للتخطيط لهروب عبدالخالق من المعتقل . وكان لقاؤنا فى منطقة الرميلة جنوب غرب الخرطوم ، فى وسط غابة من المسكيت على مقربة من المقابر. كان رأينا فى البداية أن تتم عملية تخدير الحراسات فى وجبة العشاء . ولكن الزميل شكاك أوضح فى اجتماع لاحق أن الحزب يخشى أن يؤدى ذلك لنتائج معاكسة . وأخيرا اتفقنا على خطة بديلة يبدو أن لعبد الخالق محجوب الضلع الأكبر فبها . ووضح أن المشاركين فى تنفيذ العملية ثلاثة هم عثمان محمد عبدالقادر والطاهر أبوالقاسم وعثمان الكودة . الطاهر تنحصر مهمته فى استقبال عبدالخالق خارج المصنع وتوصيله للسيارة وأيضا يقابل عثمان محمد ابراهيم عبدالقادر ويوصله لسيارة ثانية ومهمتى أنا التنسيق بين الحزب وعبدالخالق محجوب بما يسهل عملية الهروب...

    اتصلت بالرقيب عبدالله محمد الحسن ...وكان مسئولا عن جدول الحراسات وطلبت منه أن أكون أنا المسئول عن حراسة عبدالخالق يوم الأثنين الموافق 27 يونيو 1971 على أن يكون الزميل عثمان مسئولا يوم الثلاثاء 28 يونيو 1971 . ولم يكن عبدالله يعرف شيئا عن العملية .

    بعد العصر (28 يونيو 71 ) دخلت غرفة عبدالخالق محجوب ووجدته جالسا على كرسى وعندها قرأ فى وجهى أن ساعة الصفر قد حانت فوقف وبعد السلام أعطيته مذكرة من شكاك وبها مبلغ ثلاث جنيهات .(لم أفهم مغزاها) . وقال لى انتو جاهزين يازميل . فقلت له نعم الخطة محكمة وأن الزملاء فى مستوى المسئولية . فوضع يده على كتفى وربت عليه وقال سوف يسجل لكم التاريخ هذا العمل . وأشار الى بالجلوس على السرير، فجلست على طرف السرير فقام ودخل دورة المياه وجاء بكمية من القصاصات والأوراق وبعض الكتيبات الصغيرة بالأنجليزية وراديو صغيرأخضر اليه عند وصوله للمعتقل وطلب منى ابادة كل ذلك بما فيه الراديو وتمريره فى دورة المياه . وفعلا خرجت ومزقت الأوراق وحطمت الراديو ، وذلك خوفا من الكلاب البوليسية كما قال عبدالخالق ... وسألته قبل أن أغادر اذا كان جاهزا حتى أبلغ الحزب، فأجاب بأنه جاهز. وتمنيت له التوفيق .

    جاء عثمان عبدالقادر ورجاله للمصنع فى تمام الساعة الثامنة صباحا...سألنى عن مكان المفتاح وأخبرته بأنه موجود مع الزميل عبدالخالق . وقلت له سوف أعطى الضوء الأخضر عند السادسة مساء. فقال انه جاهز. لم يكن عثمان كعادته مرحا حتى فى أحلك الظروف ..كنا وكأننا لانعرف بعضا ... أستطيع أن أجزم بأن الزميل عبدالخالق ، ورغم خبرته الطويلة وتجاربه كان يبدو غير طبيعى ومتوترا . وهنا يجب أن أذكر بعض تصرفاته التى اعتاد عليها الجنود منذ حضوره للمعتقل ، ولم يفطن لها أحد الا بعد هروبه . كان كثيرا ما يبدل ملابسه عدة مرات وفى أوقات غريبة . مثلا يكون لابس بنطلونا وقميصا فى أثناء النهار . وحوالى الثامنة مساء يدخل الحمام ويحلق ذقنه ويبدل ملابسه بجلابية وعمامة ويأتى ليجلس مدة بسيطة ثم يقوم ليغير وينام . فى مرات يغير الجلابية بلبسة كاملة بعد أ، يدخل ويحلق ويتعطر ويلبس اللبسة كاملة وحذاء وجوارب ونظارات. هذا يحدث حوالى الساعة الثانية عشرة ظهرا وأحيانا الساعة الثامنة صباحا ومرات ليلا . استغرب الجنود لذلك التصرف فى البداية ، ولكن بعد عدة أشهر تعودوا على ذلك . وفى يوم الهروب فى الساعة الثامنة والنصف مساءا لبس لبسة كاملة بحذاء وجوارب ونظارات ، ولم يلفت ذلك نظر أحد فقد أعتاد الجميع على ذلك .

    أما عن العريف عثمان محمد عبدالقادر فهو رجل متزن و ملتزم وقوى العزيمة . لم يشارك فى تنفيذ عملية الهروب لأنه اختلف مع العميد المرحوم أورتشى كما أشاع البعض ... ولم يساوم الحزب الشيوعى للحصول على مكافأة مقابل ماقام به . وهو انسان عفيف الطبع . وحتى الاقتراح بأن يرسل عثمان الى خارج السودان بعد اتمام العملية جاء بمبادرة زملائه الذين اشتركوا فى تخطيط وتنفيذ عملية الهروب .

    تعين على العريف عثمان بعد أن يستلم الحراسة، حسب الخطة الموضوعة أن يتغيب عن منطقة الحراسات لفترات متباعدة لمدة تتراوح بين ساعة وساعة ونصف لكى لايفقده جنوده بعد أن يهرب ، الا بعد فترة من الزمن . اقتضت الخطة أن يجمع عثمان جنوده قبل وقت وجيز من ساعة الصفر بينما يستعد عبدالخالق للهروب ... عندما صاح عثمان لجنوده : أجمع ! كان هذا يعنى أنه غير مسموح لأى جندى أن يلتفت لأية جهة مهما حدث . أغلق عبدالخالق الباب محدثا صوتا عاليا وكأنه يدخل غرفته . ولكنه فى حقيقة الأمر توجه الى مسرعا الى الجهة الغربية من المصنع وفتح الباب الخاص بالفراشين بالمفتاح الذى كان لديه مسبقا . وترك الباب خلفه مغلقا دون طبلة حتى يتمكن عثمان من الهرب . وحسب الخطة يقابله بعد بضعة أمتار الزميل الطاهر أبو القاسم . وكانت كلمة السر "عمرو بن العاص" . كان على عبدالخالق أن يذكر كلمة "عمرو" ويرد عليه الزميل الطاهر "أبن العاص" . فيطمئن الاثنان ومن ثم يلحق بهما الزميل عثمان بعد أن يصرف جنوده ويلحق بالطاهر لأخذه فى سيارة ثانية .

    توافد الجنود على المصنع فى صباح اليوم التالى للحدث وقد سبقتهم الى المصنع سيارات الشرطة والكلاب البوليسية وأعضاء فى مجلس قيادة الثورة وعدد من قادة الجيش . ولم يكن الجنود الذين وصلوا للتو على علم بما حدث . وأخذت الشرطة والكلاب البوليسية تمشط المنطقة فى محازاة النيل الأبيض . وأشار أحد ضباط الشرطة الى احتمال "أن يكون الشيوعيون بهيئة الارصاد قد شاركوا فى التخطيط لتلك العملية .." .

    يواصل عثمان الكودة روايته :" دخلنا المصنع وبدأ العمل طبيعيا . وكان ذلك يوم الأربعاء الموافق 29 يونيو 1971 . وعرفت فيما بعد أن كل جنود الحراسات التى كانت مع عثمان عبدالقادر قد تم حبسهم . وعرفت أن الضابط المناوب لم يعرف بالأمر الا حين جاءه جندى من حراسة عبدالخالق يبلغه بغياب عثمان محمد عدالقادر . وهرول المساعد بابكر الطيبب وفتح الغرفة ووجد السرير مغطى بطبقة كثيفة من التراب.. وهنا انبهر وصاح "اوع تكونوا حارسين غرفة عبدالخالق وهى فاضية) . وهنا قال الجندى أبدا سيادتك عبدالخالق موجود ... "



                  

07-13-2006, 07:45 AM

النسر

تاريخ التسجيل: 02-21-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آخر كلماتهم قبل الإعدامات.. عبد الخالق ، الشفيع والآخرون (صور). (Re: بكري الصايغ)

    up
                  

07-14-2006, 04:58 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آخر كلماتهم قبل الإعدامات.. عبد الخالق ، الشفيع والآخرون (صور). (Re: بكري الصايغ)

    .


    -07-2005, 03:20 م

    خضر حسين خليل


    .

    تاريخ التسجيل: 18-12-2003
    مجموع المشاركات: 2969
    يولـ19ـيو مابين عدم أدعاء الشرف وتهمة الانكار ( فلنطالب بالكشف عن أماكن دفن شهدائها)

    19يوليو
    شرف لم يدعيه أحد وتهمة لم ينكرها أحد وموت أعاد للناس حكايات الاساطير أؤلئكم شهداء الشعب السوداني أولا شهداء 19 يوليو ذهبو كواكباً وبقوا نجوماً تزين سماوات البلاد بسالة وتضحية . لا أملك في هذا اليوم الا أن أنكس سن قلمي حداداً علي أرواح هؤلاء الميامين الذين واجهو صلف وغرور المايويين بثباتهم الاصيل معلنين بذلك أن الحق والشعب هم من يبقيا.
    أصدق التعازي لاسر شهداء 19 يوليو ولاصدقائهم ومعارفهم ورفاقهم والمجد والخلود لشهداء شعبنا الابرار وعاش نضال شعب السودان .
    فلنطالب بالكشف عن مقابر شهداء 19 يوليوا من مدنيين وعسكريين ولنطال بالافراج عن وثائقهم ووصاياهم لاسرهم ورفاقهم . وعاش نضال الشعب السوداني والمجد للشهداء .

                  

07-14-2006, 05:02 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آخر كلماتهم قبل الإعدامات.. عبد الخالق ، الشفيع والآخرون (صور). (Re: بكري الصايغ)

    -07-2005, 08:40 ص

    Amjed


    .

    تاريخ التسجيل: 04-11-2002
    مجموع المشاركات: 411
    19 يوليو يا سودان اذما النفس اهنت اقدم للفدا روحي بنفسي

    19 يوليو يا سودان اذما النفس اهنت اقدم للفدا روحي بنفسي

    الوحش يقتل ثائراً و الارض تنبت الف ثائر
    يا كبرياء الجرح لو متنا لقاتلت المقابر

    بابكر النور هاشم العطا فلروق عثمان حمدالله محجوب ابراهيم عبدالمنعم محمد احمد محمد احمد الريح عثمان ابو شيبه بشير عبدالرازق محمد احمد الزين معاوية عبدالحي احمد عبدالرحمن الحردلو احمد جبارة مختار محمد ابراهيم عبدالخالق محجوب جوزيف قرنق الشفبع احمد الشيخ

    رجالا هدو كتف الموت
    دماهم شمسنا الحية
    و مصابيح ثورة يوميه

    وقف حزبنا الشيوعي السوداني الابن الشرعي لتفتح وعي المثقفين الثوريين و نضالاتهم من اجل واقع افضل و غد اكثر عدالة للشعب السوداني و التحامهم المفصلي بقضايا الجماهير و مطالبها على الدوام في ضد اليات القهر و الطغيان و الارهاب المادي و الفكري و حتى المعنوي و لم تكن احداث 19-22 يوليو 1971 التي قدم فيها الحزب خيرة كوادره ضحايا لمكر التامر الاجنبي و التدخل السافر المنتهك لحرمة الشأن السوداني و خصوصيته من لعض انظمة المواجهة الجبانة في بعض دول الجوار التي تحالفت مع عدوها النظري في شرق البترواسلام لتئد مشروع جمهورية اشتراكية نادرة المثال كان من المقدر لها ان تكون في وطننا لأنها ستفضح لشعوبهم مقدار العبث الفكري و القساد الذي ينخر في مفاصل تلك الانظمة
    ان الحزب الشيوعي السوداني وعى تماما الي انه متى استغلت السلطة لاذلال الشعب وافقاره تحولت الي طغيان لذلك وقف منذ الايام الاولى ضد سلطة طغمة مايو مضحيا بوحدة الحزب في سبيل الموقف الطبقي و الفكري السليم من احداث 25 مايو الانقلابية موكداً موقفه المبدئي مع الديموقراطية و التعددية البرلمانية منادياً بوضع السلطة في يد الجماهير و ذاك كان اختلافه الاساسي مع سلطة مايو منذ 1969 و الذي تفاقم بشدة في فبراير 1970 و اثر احداث الجزيرة ابا التي عارضها الحزب بشدة لدرجة ان تم نفي سكرتيره العام الشهيد عبدالخالق محجوب مع الصادق المهدي على متن نفس الطائرة الي مصر و انتقد الحزب صراحة الموقف اليميني الانتهازي لبعض اعضاءه الذين اثرو الانضمام للسلطة الجديدة (يهوذا الحزب الشيوعي احمد سليمان و تنابلته) الذين وصمهم التاريخ الي ابد الابدين بعار خيانتهم لحزبهم و شعبهم و ترديهم المزري في مزابل التاريخ و لا عجب انهم ما زالوا يواصلون السقوط باقيح صورة
    و كان لزاما على الحزب من موقعه الطليعي ان يقاوم نهج الانفراد بالسلطة الذي سيطر على حكومة مايو واضعاً في البال ما يقود اليه هذا النهج من دمار للبلاد و الام لشعبها لذلك عندما اكتملت اركان الديكتاتورية المايوية و تعززت اسسها تحرك الشيوعين داخل الجيش مدفوعين بحدةالشيوعي ضد الباطل و ثوريته على الطغيان لاسقاط ذلك النظام القبيح المتردي و بغض النظر عن ما اذا ناقش مركز الحزب هذا التحرك او لم يفعل و اجازته من عدمه تبقى 19 يوليو 1971 احد المنعطفات المهمة في مسيرة حزبنا في نضاله المتواصل لوطن حر و شعب سعيد و لرفض التدخل الاستخباري الاجنبي في بلادنا 19 يوليو لم تكن بوى امتدادا لثورات المهدية و ود حبوبةو 1924 و ثورة النوير 1927 و نضالات موتمر الخريجين حتى الاستقلال و رفع العلم لان كل هولاء كانو ليرفضوا ان تدار البلاد من مكتل الملحق العسكري في السقارة المصرية و القاهرة ( و المكضبنا و ما مصدقنا فليسال اللواء خالد حسن عباس)
    المجد لشهداء الشعب و شهداء الحزب نجوم ساطعه في سماء الوطن
    الخلود لصمود الشيوعيين العملاق في مواجهة المشانق و خوض غياهب الموت
    خالص التحايا و انبل الود للمعتقلين الذين حولو زنازين السجون و المعتقلات الي مسارح لحراك ثقافي جذوته ابداع الشيوعي و تميزه اينما كان

    ودانا لي كوبر
    غننبنا لاكتوبر
    ودانا بورسودان
    غنينا للسودان
    ودانا لي شالا
    و عزتنا ما شالا
    يا يمه يا يمة
    نحن البلد فالا
    و مستقبل اجيالا
                  

07-14-2006, 05:32 AM

rani
<arani
تاريخ التسجيل: 06-06-2002
مجموع المشاركات: 4637

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آخر كلماتهم قبل الإعدامات.. عبد الخالق ، الشفيع والآخرون (صور). (Re: بكري الصايغ)



    .
    .


    قاسم امين
    محمد الحسن حميد
    ********
    سميت المدن النايمة
    المدن التصحى فى حين
    تترجى خطى العمال
    اصوات الفلاحين
    *********
    النفس الطالع نازل
    فى صدور المسحوقين
    أسميت السفن التمخر؟؟
    فى نص البحر الطين؟؟
    ***********
    الناس ام عرقا يجهر
    السرها يوما حيبين
    الناس التنضح سكر
    تتجرع مر وطين ؟؟؟
    التبنى قصور للقيصر
    والتسكن حوش الطين
    يا موج البحرالاحمر
    سميتكم قاسم امين..
    ************
    كتلوك الناس القصر
    الناس المأفونين
    الناس البالة مغطى
    والساسة المبيوعين
    كتلوك خدم الراسمال
    يا زول يا عاتى يا زين
    الفرحو الامريكان
    والربحو تجار الدين
    كتلوك وكان قاصدين
    فى ذاتك ناس تانين
    الناس ام عرقا يجهر
    السرها يوم حيبين
    يا عادى كما العمال
    والريح الحينا بحين
    يا صاحى كما الآمال
    فى عيون المحرومين
    ماشين فى السكة نمد
    من سيرتك للجايين
    شايفنك ماشى تسد
    وردية يا قاسم امين
    وردية يا قاسم امين
    وردية يا قاسم امين


    مع فائق تقديري بكري الصايغ وشكرا كتير للمجهود
    .
    .
    راني السماني
                  

07-14-2006, 05:12 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آخر كلماتهم قبل الإعدامات.. عبد الخالق ، الشفيع والآخرون (صور). (Re: بكري الصايغ)

    شاهدتهم يحاكمون عبدالخالق محجوب..!

    شاهدتهم يحاكمون عبدالخالق محجوب..!

    كتب الأستاذ ادريس حسن فى عدد الأيام بتاريخ 1 أبريل 1987 : "قادتنى الصدفة ، والصدفة وحدها لحضور أخطر محاكمة جرت خللا تلك الأحداث (انقلاب الرائد هاشم العطا) وهى محاكمة الأستاذ عبدالخالق محجوب الأمين العام للحزب الشيوعى السودانى آنذاك. وقد اتصل بى فى صباح ذلك اليوم عن طريق الهاتف بمنزلى الأستاذ فؤاد مطر ، رئيس تحرير مجالة التضامن التى تصدر الآن من لندن . وكان وقتها يعمل رئيسا لقسم الشئون العربية بمجلة "النهار" البيروتية . وقد كنت مراسلا لها فى الخرطوم . وذهبت للأستاذ فؤاد مطر حيث كان ينزل بالفندق الكبير . وقد جاء خصيصا لتغطية الأحداث ذات الأصداء الواسعة فى العالم . وقد صاحب اهتمام العالم بأحداث السودان نقد عنيف فى تعليقاتالصحافة والاذاعات العالمية ، بل واحتجاجات من بعض الهيئات العالميةعلى الاعدامات والطريقة التى تمت بها بالنسبة لقادة الانقلاب وقادة الحزب الشيوعى السودانى ، وعلى رأسهم حتى تلك اللحظة المرحوم الشفيع أحمد الشيخ الذى كان معروفا فى كثيرمن الدوائر العالمية بوصفه أحد قادة الحركة النقابية العالمية .

    وجلست فى أحد أركان الفندق أتحدث مع الأستاذ فؤاد مطر.. وفجأة بدأت فى المكان حركة غير عادية . اذ أخذ رجال الاعلام والصحافة العالمية يحملون معداتهم ويهرولون خارج الفندق ويجمعون حول عدد من العربات الحكومية .. وعنما استفسرت عن حقيقة الأمر ، قيل أنه سمح للصحفيين الأجانب فقط بحضور محاكمة عبدالخالق محجوب . والتى أعلن أنها ستكون ميدانية اسوة بالمحاكمات الأخرى التى تمت من قبل.. كان أغلب ظنى بعد تحرك العربات بنا ، أن الضباط الذين كانوا يشرفون على عملية ترحيل الصحفيين الأجانب ، اعتقدوا أننى وزميل المصور (بشير فوكاف) موظفان من موظفى وزارة الاعلام ، والا لما سمحوا لنا بالذهاب خاصة بعد أن تعرضنا بعد انتهاء المحاكمة الى مصادرة أوراقنا والأفلام التى التقطها فوكاف .

    مع عبدالخالق وجها لوجه: تحركت بنا العربات من الفندق الكبير متجهة من شارع النيل الى شارع الحرية، فى اتجاه الجنوب على طريق الشجرة ، وكان الطريق حتى منطقة الشجرة محطما تماما بسبب ما أحدثته الدبابات حتى بات كالأرض المح######## لكثرة مالحق به من أخاديد.. وبعد مسافة ثلث ساعة وجدنا أنفسنا أمام مقر قيادة سلاح المدرعات بالشجرة . وبع التأكد من هوية الضباط المرافقين لنا سمح جنود الحراسة للعربات ومن فيها بالخول الى مقر القيادة ، حيث تجرى المحاكمة . كل المحاكمات جرت هنا وكل أحكام الاعدام رميا بالرصاص بالنسبة للعسكريين نفذت هنا ، كما علمنا فيما بعد.

    أدخلونا أحد المكاتب وكان يجلس فيه ضابط برتبة عقيد ، فتلى علينا تعليمات مفادها عدم التحدث الى المتهمين . وكانت تنعقد فى ذلك المكان محاكمات أخرى غير محاكمة عبدالخالق محجوب . وأذكر أننى كنت أول الخارجين من ذلك المكتب ، فأذا بى أفاجأ بالسيد عبدالخالق محجوب وجها لوجه . وعقدت الدهشة لسانى وأضطربت اضطرابا شديدا لأم أستطع أن أحييه الا باشارة من يدى رد علي بمثلها . كان بادى الارهاق والتعب حتى خيل لى أنه مريض . وكان يرتدى جلبابا أبيضا ولكنه متسخ ‘ مع حذاء أبيض أكثر اتساخا . وكان واضحا أنه لم يتمكن من حلاقة ذقنه لبضعة أيام . وكانت عيناه محمرتين ، كأنه لم يذق طعم النوم دهرا كامى . وقطع على هذا المشهد السريع ، القاسى أحد الضباط الذى اقتاد السيد عبدالخالق ، واختفى به من المكان تماما لمدة تزيد عن الساعة . كنا خلالها ننتظر فى قاعة المحكم التى تم اعدادها فى احدى ورش سلاح المدرعات . بدأ رجا الصحافة والاعلام الأجانب فى تجهيز معداتهم وكاميرات التصوير مختلفة الأنواع وآلات التسجيل. كان المكان أشبه بخلية النحل من شدة الحركة . ثم زاد المكان حركة وضجيجا عندما دخل عبدالخالق محجوب قاعة المحكمة مع حراسه و (صديق المتهم) العميد محمود عبدالرحمن الفكى ، الذى اختير حسب النظم العسكرية التى تقضى بأن يكون للمتهمين الذين يمثلون أمامها أصدقاء لهم يعاونونهم فى الدفاع عن أنفسهم .

    دخل عبد الخالق محجوب المكان وأنطلقت الكاميرات هنا وهناك تصوره . وكان قد القى التحية للحاضرين عند دخوله القاعة . وتبادل التحايا الخاصة مع أحد الصحفيين الأجانب الذين يعرفونه باسمه . بل أن السيد أريك رولو وهو مراسل "ليموند" الفرنسيه قد شد على يده مصافحا . كان مظهر عبدالخالق قد تغير تماما عما بدا عليه فى المرة الأولى . كان حليق الذقن ، بادى الحيوية والاطمئنان ، وعلى وجههه لمعة واشراق . كان يرتدى جبة افريقية أنيقة للغاية (سمنية اللون) ، وينتعل حذاءا بنيا لامعا يكاد أن يكون قد تسلمه من المصنع لحظتها . وكان يحمل فى يده اليسرى بعض علب السجائرالبنسون. جلس فى المكان المخصص له فى المحكمة ، على مقعد خشبى أمام طاولة صغيرة وجلس بجانبه صديق المتهم ، ووقف خلفه حراسه المخصصون . وخيم على المكان صمت شديد بعد أن هدأت حركة الآلات . لم يقطعه الا صوت أحد الجنود الذى فتح الباب فى جلبة وضوضاء صائحا بالجملة التقليدية ..محكمة !

    أشبه بفرسان الأساطير: انتظمت هيئة المحكمة وكانت برئاسة العميد أحمد محمد الحسن وعضوية عدد من الضباط من بينهم المقدم منير حمد ثم شرع رئيس المحكمة فى توجيه قائمة الاتهامات الوجهة الى عبد الخالق محجوب وهى تتلخص فى شن الحرب على الحكومة ، احداث تمرد فى القوات المسلحة، ادارة تنظيم محظور، التسبب فى مقتل عدد من ضباط وجنود القوات المسلحة . وقد أجاب عبدالخالق على كل تلك التهم بأنه غير مذنب . بعد ذلك طلب رئيس المحكمة من ممثل الاتهام العقيد عبدالوهاب البكرى أن يتلو مرافعته . وكانت خطبة منبرية قاسية الكلمات . وصف فيها عبدالخالق محجوب بالدكتاتور المتسلط الذى أعمته شهوة الحكم عن كل شىء سواها ، وحمله نتيجة كل ما حدثمن مآسى . وكانت الخطبة متأثرة بالجو الذى كان سائدا . بعد ذلك أتيح لعبدالخالق وكان منظره مهيبا مثيرا أشبه بفرسان الأساطير القديمة . بدأ حديثه وصوته هادئاصافيا ، فنفى التهمة الأولى المتعلقة بشن الحرب على الحكومة ، وقال أنه لايملك أدوات تلك الحرب ، لا هو ولا التنظيم الذى يتولى قيادته . وسرد فى هذا المضمون حديثا طويلا عن طبيعة الفكر الماركسى ، قاطعه خلاله رئيس المحكمة أكثر من مرة بلهجة مصرية صارمة بقوله (هذا الكلام لايفيدك) . ثم تطرق عبدالخالق محجوب للاتهام الذى يله وهو احداث تمرد فى القوات المسلحة _ قال عبدالخالق أن حزبه ضد الانقلابات العسكرية وأن موقف الفكر الماركسى من هذا واضح ، وسبيله للتغيير هو الثورة الشعبية .. ,قال أنه وحزبه كانوا ضد انقلاب 25 مايو قبل حدوثه ، وأنهم تعاملوا معه بعد ذلك كأمر واقع مع تبنى أغلب شعاراتهم وعن عدم مشروعية الحزب الشيوعى ، قال ان مايو عندما تولت السلطة حظرت جميع الأحزاب ما عدا الحزب الشيوعى . بل على العكس أنها طلبت التعاون معه واختارت عددا من وزراء فى حكومتها بصفتهم الحزبية . وقال ان مايو كانت فى بدايتها تعمد فى مسارها اليومى على (مانفستو) يعده الحزب الشيوعى . وقال انه عندما حدث الخلاف على بعض المسائل الجوهرية بين مايو والحزب لشيوعى كانت هنالك لقاءات وحوارات بين ممثلى الطرفين. اشترك فيها من جانب الحزب الشيوعى الشهيد الشفيع أحمد الشيخ ومحمد ابراهيم نقد ومن جانب مايو الرئدان أبوالقاسم محمد ابراهيم ومامون عوض أبوزيد عضوا مجلس الثورة . وقال أن السيد بابكر عوض الله نائب رئيس مجلس الثورة كان يحر بعض هذه الاجتماعات وأضاف متسائلا كيف يمكن أن يكون الحزب الشيوعى محظورا والسلطة على أعلى مستوياتها تتعامل معه . وطلب شهادة أعضاء مجلس الثورة الذين ذكر أسماءهم . ولكن رئيس المحكمة رفض طلبه .

    أما فيما يتعلق بمقتل بعض الضباط والجنود فأن الأمر يبدو متعلقا آنذاك فى بيت الضيافة ، وقال أن ذلك الحدث معروف ومعلوم ولا دخل لنا فيه . وقال أن كل مافى الأمر أنها تهمة يريدون الصاقها بنا للقضاء علينا . وقال أن كل مايعلمه عن انقلاب 19 يوليو هو أن الشفيع أحمد الشيخ كان قد أخبره بعد هروبه من معتقله أن بعض الاخوان (يقصد الضباط الشيوعيين – ادريس) نقلوا للشفيع بأنهم يدبرون لاحداث انقلاب ، وقال أنه لم يعلم من هم أولئل العسكريين و لا متى ستم الانقلاب . بل أنه لم يعر الأمر برمته اهتماما لأن الجو كان مشحونا بالشائعات والتوتر. ولأن نظام مايو كان قد دخل فى خصومات كثيرة مع وى سياسية متعددة . وقال أنه لم يعلم بالانقلاب الا بعد حدوثه . وأنهم تعاملوا معه بعد ذلك ليجنبوا البلاد المشاكل . ونفى أن يكون للحزب الشيوعى كادر عسكرى داخل القوات المسلحة . وقال أن هاشم العطا وبابكر وفاروق حمدالله ليسوا أعضاء فى الحزب الشيوعى (ذكر عبدالخالق حسب روايات أخرى من داخل قاعة المحكمة أن هاشم وبابكر أعضاء فى الحزب الشيوعى وأن فاروق لي عضوا ولكنه متعاطف معهم – المحرر) .

    تأجيل وكتمان وسرية : وبعد هذا الحديث أعلن رئيس المحكمة تأجيل الجلسة بعض الوقت وكانت قد استغرقت أكثر من أربع ساعات . وقد أخطر الصحفيين الأجانب أن المحكمة قد انتهت بالنسبة لهم . وأن الجلسة التالية ستكون سرية وكان فى تقديرى أن الغرض من احضارهم لمحامة عبدالخالق بالذات يعود الى أهمية شخصية عبدالخالق نفسه والى أهمية الحزب الشيوعى السودانى بحسبانه أكبر حزب شيوعى فى المنطقة . هذا بالاضافة الى ما صدر من تعليقات فى وسائل الاعلام العالمية حول المحاكمات وتننفيذ أحكام الاعدام ووصفهم للنظام بالهمجية . ةلهذا أراد القائمون على أمر النظام أن يظهروا ما هو جارى وكأنه أمر عادى . فيه قانون ومحاكم وعدالة.

    بدأت الجلسة السرية للمحاكمة فى الساعة الثانية والنصف بعد الظهر . وكانت عبارة عن اعادة استجواب من المحكمة لعبدالخالق محجوب ومناقشة أقواله ، فمثلا قال رئيس المحكمة الذى كان يتحدث مع عبدالخالق أما الآخرون من أعضاء المحكمة كان يبدوعليهم ومأن الأمر لا يعنيهم . قال رئيس المحكمة يا عبدالخالق انت اذا ما دبرت الانقلاب . كيف هربت من المعتقل وبهذه الكيفية وبمثل هذا التوقيت المطابق تماما لتوقيت الانقلاب . وأردف قائلا ام الذى يستطيع الهروب بتلك الطريقة من معتقل داخل القوات المسلحة يستطيع أن ينظم انقلابا . رد عبدالخالق ، لقد خشيت على حياتى من الموت لأنه وأثناء وجودى فى المعتقل سمعت معلومات منها أنهم يدبرون لاغتيالى بعد اذاعة نبأ عن هروبى من المعتقل . قال رئيس المحكمة : فسر لنا يا عبدالخالق لماذا تم الانقلاب بعد هروبك مباشرة . أليس الذين دبروا هروبك من المعتقل هم نفسهم الذين قاموا بالانقلاب .

    وقال عبد الخالق أننى وكما ذكرت أن ليس للحزب الشيوعى أى كوادر داخل الجيش ، وأن الأمر كله لا يعدو أن يكون صدفة خاصة وأن أى شىء كان متوقع الحدوث .

    قال رئيس المحكمة ، فيما اختلفتم مع الثورة؟

    رد عبد الخالق قائلا حول السياسات التى كانت تمارسها . قال رئيس المحكمة : مثلا . قال عبدالخالق ضربة الجزيرة أبا والقرارت الاقتصادية الخاصة بالمصادرة والتأميم . قال رئيس المحكمة أليس موضوع سيطرة الدولة على وسائل الانتاج وقيام مجتمع اشتراكى من الشعرات التى ينادى بها حزبنكم وتدعو لها النظرية الماركسية؟ والا لازم تنفذوها انتو بس . قال عبدالخالق نعم اننا ندعو لتحقيق تلك الشعارات ولكن ليس بالكيفية التى تمت بها تلك القرارات والتى تجاهلت كافة ظروف البلاد . بل أن القرارات نفسها جاءت مرتجلة وغير مدروسة وسابقة لأوانها . وقال أننا كنا قد أوحنا وقفنا فى سلسلة من المقالات فى جريدة (أخبار الاسبوع) وأخذ عبدالخالق يفيض فى الحديث موضحا أخطاء قرارات التأمين وما صاحب تنفيذها من أقاويل واشاعات حول الفساد الذى حدث فى بعض المؤسسات . وقاطعه رئيس المحكمة قائلا بلهجته المصرية الصارمة (خلص..خلص) وللحق فقد كانت هذه هى المرة الوحيدة الى رأيت فيها المرحوم عبدالخالق محجوب متأثرا عنما قال لرئيس المحكمة ياسيدى الرئيس أرجو أن يتسع صدر المحكمة بالنسبة لى لبضع ساعات فقط .

    وقد لاحظت أن الدهشة علت على وجوه الحاضرين بعد سماعهم لكلمات عبدالخالق محجوب . التى كانت أشارة واضحة الى أنه كان يعلم سلفا بأنهم قد قروا اعدامه . لقد كان الأمر أكبر من الدهشة وأعمق من الخوف . لقد كانت لحظة صراع رهيبة بين شخصين أحدهم يريد أن يضيف لعمره حتى ولو بضعة دقائق معدودة لعل معجزة قد تحدث . والآخر يريد أن أن يخلص نفسه بسرعة من مهمة ثقيلة حت ولو كانت حياة انسان .

    تجاهل واستعجال :

    وقد لاحظت أن رئيس المحكمة تجاهل الحديث عن ضربة الجزيرة أبا على الرغم من أن عبدالخالق كان قد ذكرها ضمن أسباب الخلاف مع مايو .

    وفجأة سأل رئيس المحكمة عبد الخالق : هل لدى حزبكم أسلحة ؟ وكان رد عبدالخالق أكثر من مفاجأة : نعم . وقد أرسلها لنا الرئيس جمال عبدالناصر عام 1967 عندما تعرض الحزب لهجمة شرسة من جانب القوى الرجعية أدت الى طرد نوابه من الجمعية التأسيسية بسبب ما سمى بندوة معهد المعلمين العالى (شوقى محمد على) .

    وبعد فان ذلك كل ما أذكره عما دار فى المحاكمة التى كانت أشبه بالمسرحية الدرامية التى تنهمر فيها الدموع . وان كان لابد أن أعلق فلا بد أن أذكر موقف عبدالخالق كانسان فقد كان شجاعا بكل ماتحمل الكلمة من معانى . وثابتا كل الثبات . كان يتحدث فى أحرج الأوقات وكأنه يتحدث فى ندوة سياسية . بالرغم من أنه كان يعلم مصيره المعد سلفا . لا ريب أن عبدالخالق كان أكثر ثباتا من الذين حاكموه فقد لاحظت أثناء المحاكمة أن القلق والاضطراب يتملكان رئيس المحكمة وأعضائها . بل أن بعضهم كان ينظرالى ساعة يده بين الفينة والفينة وكأنه يتأهب لموعد أهم .

    وفى حوالى الساعة الخامسة مساءا أعلن رئيس المحكمة نهاية المحاكمة . وقال أن المحكمة سترفع قرارها الى القائد العام الذى كان مرابطا هناك بصورة دائمة ، حيث اتخذ مقره فى مكتب قائد سلاح المدرعات العميد أحمد عبدالحليم .

    طلبت من المقدم عبدالمنعم حسن الذى كان يعمل بفرع القضاء العسكرى أن أنتظر معه حتى يتم التصديق على الحكم . وطال انتظارى حتى بلغت الساعة منتصف الليل . وكان المقدم عبدالمنعم كثير الخروج من مكتبه . وفى احدى المرات عاد وطلب منى أن أذهب معه الى حيثمقر جعفر نميرى لأرى ماذا يفعل . لقد كن المقدم عبد المنعم متأثرا بأثرا شديدا بما يحدث مما دفعه الى كتابة عريضة ينتقد فيها ما تم من اجراءات . وقد فصل من الخدمة بسبب تلك العريضة .

    وهبت الى مقر الرئيس نميرى ووقفت بالقرب من النافذة لأرى عجبا ، النميرى ينهال ضربا على أحد الضباط ويسبه بالفاظ بذيئة وهو فى حالة من الهياج . أخرج الضابط وأحضروا آخر وتكرر نفس المشهد معه . ولم تتوقف هذه العملية الا عندما همس أحد الضباط فى أذن نميرى الذى رفع سماعة التلفون وكانت محادثة من القاهرة . عرفت هذا من ردود نميرى على محدثه . وانتهت المحادثة التى لم تستغرق وقتا طويلا . وعلمت بمزيد من تفاصيل مادار عندما دخل على نميرى العميد أحمد عبدالحليم . وقد بدا نمير بعدها سعيدا جدا بمضمون المحادثة ، بل منفجرا من الضحك ، وقال أن السادات أخبره بأن الجماعة الرووس طلبوا منه أن يتوسط لدي لكى نبق عل حياة عبدالخالق محجوب ولكن السادات حثه بأن يسرع ويخلص عليه . وقد وصف نميرى السادات بأنه داهية وخطير.

    وفى الثانية صباحا حضر الى مقر المدرعات المرحوم موسى المبارك والتقى نميرى لبعض الوقت وعند خروجه كان بادى التأثر وأخبرنى أن حكم الاعدام قد نفذ فى عبد الخالق محجوب .

    http://omdurman.us/omdurmannew/shahadat/shhadidris.htm
                  

07-14-2006, 05:17 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آخر كلماتهم قبل الإعدامات.. عبد الخالق ، الشفيع والآخرون (صور). (Re: بكري الصايغ)

    -02-2004, 06:06 م

    خالد العبيد


    .

    تاريخ التسجيل: 07-05-2003
    مجموع المشاركات: 2190
    النص الكامل لمحاكمة الاستاذ عبد الخالق محجوب ظهر الثلاثاء 27 يوليو 1971م
    انعقدت المحكمة المكونة برئاسة العقيد احمد محمد حسن رئيس القضاء العسكري ، والمقدم منير حمد جلستها في تمام الساعة الثانية بعد ظهر يوم الثلاثاء 27 يوليو1971 . وتولى الادعاء المقدم محمد حسين طاهر والمقدم عبد الوهاب البكري .

    رئيس المحكمة : المتهم عبد الخالق محجوب هل تعارض في ان اكون رئيسا للمحكمة ؟
    عبد الخالق محجوب : نعم . لي اعتراض لا يتعرض لشخصك ، ولكن هذه المحاكمة سياسية . ورئيس المحكمة ذو اتجاه سياسي ينتمي للقوميين العرب . هذا الاتجاه الذي دفع البلاد في طريق شائك ولم يتفهم الابعاد الوطنية والتقدمية للحزب الشيوعي . ولي اعتراض على العضوين الاخرين اللذين لا اعرفهما ، ولكن يستطيع رئيس المحكمة التاثير عليهما . ان اعتراضي لا ينصب على الاشخاص وانما يتعلق بطبيعة المحاكمة والاحداث السياسية والصراع الذي وقع بين الاتجاه القومي العربي والاتجاه الشيوعي الديمقراطي .
    الرئيس : انت تحاكم بمقتضى قانون العقوبات السوداني المادة 69 بتهمة اثارة الحرب ضد الحكومة السودانية .
    ليس هناك اتجاهات سياسية في القوات المسلحة ، الا ما اثاره بعض الضباط الشيوعيين .
    محجوب : هناك اتجاه قومي عربي فانت تنتمي اليه .
    الرئيس : ليس هناك تنظيمات في القوات المسلحة ، وانما هناك الضباط الشيوعيين الذين اثاروا الاحداث الاخيرة .
    وعلى كل ستتداول المحكمة في اعتراض المتهم .
    انسحبت هيئة المحكمة في الساعة 2,10 ورفعت الجلسة ثم عادت للانعقاد بعد 15 دقيقة حيث اعلن رفض اعتراض المتهم وتصديق رئيس مجلس الثورة على القرار .
    ثم اقسم رئيس المجلس العسكري الميداني واعضائه على ان يسلكوا سبيل العدل والحق بمقتضى قانون الاحكام العسكرية المعمول به الآن دون مراعاة الغرض والميل والهوى وان لا يذيعوا الحكم إلا بعد التصديق عليه أو يدلوا باي راي صادر من اعضاء المجلس ما لم تقض بذلك الواجبات المرعية .
    الرئيس : عبد الخالق محجوب . انت متهم بالآتي : ـ
    1/ مخالفة المادة 3 من الامر الجمهوري الثامن بالدفاع عن السودان مقرونا بالمادة 96 بان تعمدت اثارة المعارضة ضد الثورة بقصد الاطاحة بنظام الحكم واثارة البلبلة والفوضى .
    2/ مخالفة المادة 14 الامر الجمهوري ، بان نظمت وادرت منظمة غير شرعية قامت بعرقلة مسيرة ثورة 25 مايو ، وعملت على تفتيت الوحدة الوطنية مما يؤدي الى الانقسام وتفتيت وحدة البلاد . وبالاشتراك والتستر على قلب نظام الحكم بالقوة المسلحة بغرض الاستيلاء على الحكم .
    3/ مخالفة المادة 96 من قانون العقوبات ، باثارة الحرب ضد الحكومة ، وبالتآمر مع بعض الضباط المطرودين من القوات المسلحة لقلب نظام الحكم الشرعي، مما ادى الى انقلاب 19 يوليو، ونتج عنه خسائر في الارواح والاموال.
    هل انت مذنب او غير مذنب في الادعاء الاول ؟.
    محجوب : غير مذنب .
    الرئيس : هل انت مذنب او غير مذنب في الادعاء الثاني ؟
    محجوب : غير مذنب .
    الرئيس : هل انت مذنب او غير مذنب في الادعاء الثالث ؟
    محجوب : غير مذنب .
    الادعاء : سيدي رئيس المجلس العسكري ، السادة الاعضاء يقف امامكم متهم وجد كل الفرص والامكانيات ليخون وطن اعطاه اكثر مما اعطى لابنائه ، ولكنه لم يعمل لصالحه . متهم ظل حجر عثرة في سبيل التقدم الوطني استغل ما استثمره فيه الوطن من عرق البسطاء لتعويق مسيرة هؤلاء البسطاء . خيل له انه عظيم متميز على ابناء وطنه يسير الوطن كما يراه ...
    انه تابع مقاد ، متأثر لا مؤثر . يريد ان يبيع عرق السنين للتبعية يحكم عليهم بالتبعية لمن يتبع ، مستغلا طيبتهم ، يسعى لمصلحة فئة ضالة كفرت بالله وبالقطر السوداني ..
    تآمر حتى جاء 19 يوليو فقتلوا الابرياء قتلوا اشرف الرجال ..
    وهذا يظهر لمحكمتكم الموقرة ما اراده هؤلاء الاشرار .. لو لا رحمة الله وشجاعة الرجال المؤمنين التي انقذت البلاد . فجاء الحق ممثلا في هزيمة من يعملون ضد مصلحة الوطن ..
    وهيئة الاتهام لديها من البيانات المستمدة من آراء المتهم نفسه واقوال الشهود ما يثبت التهمة .
    ( ونودي على الشاهد الاول حامد الانصاري )
    الادعاء : منذ متى تعرف المتهم ؟
    الشاهد : منذ عام 64
    الادعاء : كم مرة قابلته بعد 19/ 7
    الشاهد : مرة واحدة في منزلي
    الادعاء : هل تعرف السبب
    الشاهد : للسلام علينا
    الادعاء : هل انت الصديق الاول له
    الشاهد : اعتقد
    الادعاء : هل له اصدقاء آخرون في بيتك
    الشاهد : زوجتي
    الادعاء : هل له صلة قرابة بزوجتك
    الشاهد : لا
    الادعاء : هل تربطهم صداقة شخصية
    الشاهد : يربطهم الفكر الماركسي
    الادعاء : هل زوجتك من التنظيم في القمة
    الشاهد : في القمة .. يقال انها عضو في اللجنة المركزية
    الادعاء : بحكم معايشتك لزوجتك في المنزل ، هل تباشر اي عمل حزبي داخل بيتك
    الشاهد : ابدا
    الادعاء : هل يحدث ان يتواجد في بيتك اكثر من واحد من الشيوعيين في وقت واحد
    الشاهد : يحصل
    الادعاء : آخر مرة اجتمع عدد غير عادي في بيتك اكثر من 3 او 4 متى
    الشاهد : لم يحدث اكثر من 3 او 4
    الادعاء : هل تعقد اجتماعا في بيتك دون علمك
    الشاهد : اذا كان دون علمي كيف اعرف
    الادعاء : هل انت على علم بكل الاجتماعات التي عقدت بمنزلك
    الشاهد : ليس لي علم باي اجتماعات عقدت
    الادعاء : قلت ان عبد الخالق قابلك مرة واحدة في منزلك للسلام عليك بعد 19 يوليو ماذا دار بينكما
    الشاهد : كنت في المنزل ، نزلت وجدته في الصالة سلمت عليه ، عرضت عليه الفطور قال مستعجل
    الادعاء : هل انت على علم بكل ما يدور في منزلك
    ( رئيس المحكمة يعترض على السؤال )
    الادعاء : هل هناك وحدة فكرية بينك وبين زوجتك ، هل انت شيوعي
    الشاهد : ابدا
    الادعاء : متى علمت بحركة 19/ 7
    الشاهد : من الراديو
    الادعاء : هل تناقشت مع زوجتك عن تحليلاتها للوضع بعد 19 / 7
    الشاهد : ماحصل
    الادعاء : مصدر دخلك الحالي ماهو
    يصلني 250 جنيه شهريا من الشركة بتاعتي المصادرة
    الادعاء : ماهو سبب المصادرة
    الشاهد : ماعلمت حتى الآن . الا اني سمعت اني متهم بمساعدة الحزب الشيوعي بالاموال
    الادعاء : اين تسكن الآن
    الشاهد : بجوار منزل عبد الخالق محجوب
    الادعاء : قلت انك على علم بكل ما يدور في منزلك كيف تفسر اشياء خطيرة تحدث ولا تقول عنها
    الشاهد : على ما اعلم لا يوجد شئ خارق للعادة يحدث إذا كان يحصل شئ خبرني به
    الادعاء : جاء في اقوال احد الشهود ، ان اجتماعا تم يوم الخميس بحضور زوجتك وفي منزلك وحضره المتهم واتخذت فيه قرارات
    الشاهد : لا احضر هذه الاجتماعات ولست على علم به
    الادعاء : ( للمحكمة ) واضح من اجابات الشاهد انه ممتنع أو متحفظ . واطلب اعتبار الشاهد ، شاهد عدائي ( ليس في مصلحة الاتهام ) .
    محجوب : اطلب سؤال الشاهد
    الرئيس : فيما بعد . وتوافق المحكمة على معاملة الشاهد كشاهد عدائي .
    الادعاء : هل يلجأ اليك افراد الحزب كأفراد أو باسم التنظيم للاستعانة باموال أو مطبوعات .
    الشاهد : كتنظيم لا ، وبعض الاصدقاء يطلبون مساعدات مالية كاصدقاء
    الادعاء : آخر واحد استدان منك من هو وما المبلغ الذي استدانه .
    الشاهد : كان المبلغ 75 او 90 جنيها لا اذكر للشفيع احمد الشيخ .
    الادعاء : بالتفتيش في منزلك وجدت مستندات تتعلق باحداث 19 يوليو . وقد ذكرت انك تعرف مافي منزلك . وضح اسباب وجودها ؟
    الشاهد : المستندات التي وجدت في البيت كما تقول . لم اكن موجودا في البيت لا انا ولا زوجتي اثناء التفتيش ، وما انا متاكد من انها وجدت في بيتي .
    الادعاء : ( يعرض على المحكمة المستندات وهي خطاب من عبد الخالق محجوب الى السيدة سعاد ابراهيم احمد عقيلة الشاهد حامد الانصاري ، وورقة عليها ترشيحات لحكومة )
    الشاهد : لا أعلم شيئا عن هذا
    الرئيس : ( يعرض الخطاب على عبد الخالق محجوب )
    محجوب : نعم هذا خطي وهو خطاب من القاهرة بتاريخ 22/ 6 / 1970
    ( وطلب رؤية المستند الثاني )
    محجوب : كانت هذه الورقة في جيبي وتركتها مع علبة السجاير في منزل الشاهد وهذه ليست ترشيحات وانما مشاورات واقتراحات بعد نجاح 19 يوليو .
    الرئيس : منذ متى كنت تعرف بحركة 19 يوليو
    محجوب : كنت اعلم ان هناك ضجرا
    الرئيس : تكلم في الموضوع
    محجوب : كنت اعلم ان هناك ضجرا في البلاد
    الرئيس : تكلم في الموضوع
    محجوب : كنت اعلم ان هناك ضجرا وقلقا في البلاد وفي القوات المسلحة . ولكن هذا الضجر متى يعبر عن نفسه بحركة ، لم اكن اعرف . لم اكن اعلم بالتوقيت والمكان والاشخاص ولم تكن اللجنة المركزية في الحزب تعلم شئ عن الانقلاب ولكننا اجتمعنا بعد الاعلان عنه في الراديو وساندناه
    الرئيس : ذكرت في اقوالك انك قمت بتدوين البيان قبل الانقلاب .
    محجوب : غير صحيح
    الرئيس : ( للادعاء ) .. الم يذكر المتهم في بيانه انه يعلم الانقلاب وقام بتدبيره
    الادعاء : نعم
    الرئيس : استمر مع الشاهد
    الادعاء : المستند رقم 5 وبه ترشيح لعقيلتك كعضو في الوزارة .
    الشاهد : ليس لي علم
    الرئيس : لماذا يقوم الحزب بترشيح الوزراء
    محجوب : في كل تغيير وطني يطلب من القوى الوطنية دعمه . حدث هذا في 25 مايو بل ونوقش قبل شهر من 25 مايو في اشياء كثيرة . ونوقش ايضا بعد 25 مايو .
    الرئيس : كل الترشيحات شيوعيين
    محجوب : الاسماء المكتوبة في هذه الورقة ليست كلها لشيوعيين فالوضع لا يحتمل كل هذا العدد . ويتطلب وجود كل العناصر الوطنية والتقدمية . ومن بين الاسماء المقترحة اسماء وزراء حاليين .
    الادعاء : ( للشاهد ) هل كنت تعلم بتحركات زوجتك ليلة 18 ، 19 ، يوليو
    الشاهد : يوم 18 يوليو كانت معتقلة في البيت محددة الاقامة .
    الادعاء : هل تطلعك زوجتك على نضالها في الحزب
    الشاهد : لا
    الادعاء : هل توافقني ان الاسرة نوع من التنظيم
    الشاهد : نعم
    الادعاء : بماذا تفسر عدم اطلاع زوجتك لك عن نشاطها في الحزب
    الشاهد : هذا تنظيم لست فيه وليس لي الحق في الاطلاع على اسراره ولا اسألها عنه .
    الادعاء : هذا الموقف فيه عدم منح الثقة للزوج . نوع من عدم الولاء للتنظيم الاسري .
    الرئيس : ترفع الجلسة لمدة نصف ساعة
    ( وتحولت بعد ذلك الى جلسة سرية )

    ولم تستمر الجلسة المهزلة طويلا وتم اعدام الاستاذ عبد الخالق سريعا بعد تعرضه للضرب والتعذيب الوحشي

    الفارس معلق
    ولا الموت معلق
    حيرنا البطل
    يا ناس الحصل
    طار بي حبلوا حلق
    فجة الموت وراح
    خلى الموت معلق
    وسط الناس نزف
    بالحزب الشيوعي
    ومن كل الزوايا
    والى مالا نهاية
    جرحوا الكان بلالي
    في الشارع علامة
    زاد في العين وسامة
    وطال في الدنيا قامة
    وعايش لسه عايش
    عايش بالسلامة
    بالحزب الشيوعي
    صداح المبادي
    ممدود الايادي
    بالحب والتحايا
    ابزيد الهلالي
    في عصر الدراية
    والطفل البتاتي
    من يوم السماية
    وبالحزب الشيوعي

                  

07-14-2006, 08:57 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آخر كلماتهم قبل الإعدامات.. عبد الخالق ، الشفيع والآخرون (صور). (Re: بكري الصايغ)

    الاخـوة الاعــزاء،
    عصــام الـطيـب
    جــــــــــــاد
    النــســــــــر
    رانـــــــــــي،


    كل الشـكر والتحـايا علـي مروركـم الكريـم، واتــمني وان تواصــلوا في تقــديـم ماعندكـم من ذكــريات بغـرض الـتوثيـق لـهذة الـمناسبة الكـبيــرة.
                  

07-14-2006, 11:55 AM

غادة عبدالعزيز خالد
<aغادة عبدالعزيز خالد
تاريخ التسجيل: 10-26-2004
مجموع المشاركات: 4806

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آخر كلماتهم قبل الإعدامات.. عبد الخالق ، الشفيع والآخرون (صور). (Re: بكري الصايغ)

    الاخ الكريم
    بكرى

    اتابع معك هذا
    التوثيق
    الشيق الحزين

    و احتاج لان اعود لقراءة
    بعض تلك المقالات
    بتروى

    تحياتى
    غادة
                  

07-15-2006, 04:27 PM

Saifeldin Gibreel
<aSaifeldin Gibreel
تاريخ التسجيل: 03-25-2004
مجموع المشاركات: 4084

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آخر كلماتهم قبل الإعدامات.. عبد الخالق ، الشفيع والآخرون (صور). (Re: غادة عبدالعزيز خالد)

    سكتيه يا فاطنة القالت احي ........... الشفيع فى المصانع فى البلد حى

    الاخ بكرى انهم موجودون فى وجداننا بما خلدوه من مواقف تروى عظمة هؤلا النفر الذين وقفو بجانب قضايا الشعب من المقهورين والمستضعفين لقد كانو سراجآ وهاج ، لقد اصبحوا مادة دسمة لتسجيل تاريخ وطنى نضيف وناصع لاجيالانا القادمة.
                  

07-15-2006, 05:21 PM

Adil Osman
<aAdil Osman
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 10208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آخر كلماتهم قبل الإعدامات.. عبد الخالق ، الشفيع والآخرون (صور). (Re: بكري الصايغ)

    السياسة فى السودان ليست نزهة. حسن النية ينفع فى العلاقات الاجتماعية والمجاملات. ولكنه لا ينفع فى السياسة المحلية والمرتبطة اشد الارتباط بالسياسة الاقليمية والعالمية.

    علاقة مصر والسودان التاريخية وعلاقة مصر و بريطانيا وامريكا حاليآ، وموقع السودان الجغرافى السياسى، يجب ان يفتح عيوننا ،نحن السودانيين، وعيون التقدميين بالذات، على حقائق الواقع السياسى والاقتصادى وعلى طبيعة المصالح المتشابكة.

    مصر كانت دولة امبريالية. حكمت السودان لانها كانت وما زالت متقدمة فى جميع النواحى على السودان. وعندما اقول ان مصر مثلها مثل بريطانيا كانت امبريالية فليس هذا وصف بلاغى، وانما هو وصف علمى، من الاقتصاد السياسى.

    مصر مع تركيا حكمتا السودان وشكلتا واقعه فى القرن التاسع عشر. وساهمتا فى تاسيس الدولة السودانية الحديثة. يعنى الاستعمار التركى المصرى ومن بعده الاستعمار البريطانى ساهموا فى ارساء قواعد الدولة السودانية الحديثة. بمعنى اخر ساهمت هذه القوى الاستعمارية فى بناء الحداثة وذلك بالحاق السودان بالسوق العالمى.

    هل بنى الانقليز خط السكة حديد كى يتنزه فيه السودانيون بين عطبرة وجبل ام على؟
    بالتأكيد لا.

    السكة حديد بنيت لحمل الجنود والذخائر، وفيما بعد لحمل القطن من الجزيرة الى بورسودان عبر السفن الى مصانع الثورة الصناعية فى لانكشير وغيرها.

    ونفس هذه المصالح البريطانية تدخلت بذكاء وبوقاحة بعد اكثر من 70 عامآ من حكم السودان فى 1899 لاجهاض ما رأت انه "خطر احمر" يهدد مصالح امنها القومى فى افريقيا والشرق الاوسط اثناء الحرب الباردة.

    سوف اعود لمواصلة هذا الكلام عن دروس التاريخ التى يجب ان تستفيد منها حركة التقدم السودانية وفى طليعتها الشيوعيين السودانيين.

    الاهازيج مهمة. والوفاء للبطولة والتضحية مهمة. والاحتفاء بهؤلاء الافذاذ الذين بنوا حركة التقدم من مافى واجب.

    ولكن التعلم من دروس التاريخ ومن معرفة الواقع معرفة جيدة وعلمية ايضآ واجب
                  

07-18-2006, 06:05 PM

أبو ساندرا
<aأبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آخر كلماتهم قبل الإعدامات.. عبد الخالق ، الشفيع والآخرون (صور). (Re: بكري الصايغ)

    فوووووووووووووووووووووووووووووق
    بمناسبة الذكرى ال35 لحركة 19يوليو المجيدة
                  

07-18-2006, 06:59 PM

عمر ادريس محمد
<aعمر ادريس محمد
تاريخ التسجيل: 03-27-2005
مجموع المشاركات: 6787

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آخر كلماتهم قبل الإعدامات.. عبد الخالق ، الشفيع والآخرون (صور). (Re: بكري الصايغ)

    Up
                  

07-18-2006, 09:12 PM

sharnobi
<asharnobi
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4414

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آخر كلماتهم قبل الإعدامات.. عبد الخالق ، الشفيع والآخرون (صور). (Re: بكري الصايغ)




    المجد لهم
                  

07-18-2006, 10:17 PM

elsharief
<aelsharief
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 6709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آخر كلماتهم قبل الإعدامات.. عبد الخالق ، الشفيع والآخرون (صور). (Re: sharnobi)
                  

07-19-2006, 11:04 AM

Osman Malik

تاريخ التسجيل: 04-27-2005
مجموع المشاركات: 277

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آخر كلماتهم قبل الإعدامات.. عبد الخالق ، الشفيع والآخرون (صور). (Re: بكري الصايغ)

    Quote: / عبد الخالق محجوب:
    قالوا له ماذا قدمت لشعبك؟
    أجاب في هدوء: الوعي.. بقدر ما استطعت...


    الاخ العزيز بكري, كنت اظن ان الشهيد قد قال هذة الكلمات في محاكمة جرت في زمن عبود.
                  

07-20-2006, 03:33 AM

hanadi yousif
<ahanadi yousif
تاريخ التسجيل: 06-03-2005
مجموع المشاركات: 2743

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آخر كلماتهم قبل الإعدامات.. عبد الخالق ، الشفيع والآخرون (صور). (Re: Osman Malik)

    وسافرت الى الغابات
    ظبى ذبح الان
    وللنبع عصافير
    نقطه ضوء حرقتنى فى الفخذ اليسرى
    ملت....
    فضج الكون عصافير ملونه
    صعدت على سلم زقزقه
    فاهتز الشجر الموغر بالتمر الهندى
    غطانى السندس
    أغمضت
    وصدع من خرزه أمس
    وفى رأسى نهد والنهد لقد فر مع الطير صباحآ
    وتحريت مطارات العالم
    لم أسمع غير الكذب
    واقعى طفل فى عفن الشمس
    تغوط فى دعه وتمسح كالجن
    بآخر تصريح فى صحف الأمس
    وللنبع المجرور الى الظل
    وتسحبه الشمس ببطء
    كل عصافير الغابات ومأتم ظل فى قلبى
    والخرطوم تذيع نشيدآ لزجآ
    يحمل رأس ثلاثه ثوريين
    ووجه نميرى منكمش كمؤخره القنفذ
    أين ستذهب يا قاتل
    يا قنفذ
    الناس عراه فى الشارع
    الناس بنادق فى الشارع
    الناس جحيم
    اى الابواب فتحت
    فهنالك نار
    ولله جنود من عسل
    وعلى رأسك يا ,,محجوب
    رأينا سله خبز تأكل منه الطير
    فى ساعات الصبح سيمثل إسمك فيك
    وضج الكون دمآ وعصافيرآ خرساء
    مفقأه الأعين
    وارتفعت أدخنه الكيف الدولى
    الهى اى مزاح تمزح هذا
    ليسدل شئ فوق المسرح

    مظفر النواب في رثاء الهمام عبد الخالق
                  

07-20-2006, 03:54 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آخر كلماتهم قبل الإعدامات.. عبد الخالق ، الشفيع والآخرون (صور). (Re: بكري الصايغ)

    02-09-2004, 08:39 م

    بكرى ابوبكر

    .

    تاريخ التسجيل: 04-02-2002
    مجموع المشاركات: 5318
    الراحلين عبد الخالق ورفيقه الشيوعي الشفيع حيث كانا يتقدمان الصفوف في المسجد

    رمضان كريم!

    بقلم: سليمان نزال*

    للهوية طقوسها، مدفع الإفطار في الغربة صرخة كبيرة. رمضان مبارك، والمسحراتي الصغير ما زال يقرع على صفيح ذاكرته كي يوقظ النيام في حارة الجامع، ويصوم درجاته في الثامنه من عمره! وذاك صوم نصف النهار، كما كانت تقول جدتي المرحومة الخضراء.

    والمشهد الآن الكئيب في حيرته يجتاح العالم العربي، فنحتفل بقدوم رمضان، نعد عدته، يستدين الكثيرون في الدول العربية والإسلامية كي يلبوا إحتياجات ومصاريف الشهر الكريم. وقد يستدين بعض الفقراء كي يتصدقوا على فقراء من أمثالهم لنيل بركة الصيام كاملة. بينما يضع أغنياء العرب وبعض المسؤولين والفنانين ألوان السخاء والأريحية والموائد العامرة بلذيذ الطعام على رفوف "الرحمة"، وما أن ينتهي السهر حتى يصوم السمان اللئام من كبار القوم! عن جليل الأعمال ويعودون إلى سيرتهم في النهب والرشوة والفساد والإستعلاء على وقع طبول العولمة التي تستعلي عليهم وتذلهم وترغمهم على البقاء في ذيل الأمم.

    فما أصعب صوم المقهور في بلاده يقاوم أبشع أحتلال عرفه التاريخ؟ وكم هي قاسية حياة الناس في الوطن المحتل، يستشهدون ويجرحون ويعتقلون، ويتعرضون لمجازر ومذابح وإغتيالات وإجتياحات مستمرة، يتراكم العذاب فوق العذاب، حصار وضائقة عيش وتدمير منازل، وفساد في طوابق "النرجس" القيادي. ومع ذلك، يصومون، يتمسكون بهوبة الأرض والإنسان والقدس الشريف. عوائل نسفت بيوتها تمضي رمضان عند قريب قد يقصف بيته قريبا! معاناة دائمة لا تحيط بها كل لغات الدنيا.. وينتحر الكلام ولا يصف الفلسطيني في رحلة آلامه ونضاله وصبره وبطولاته المجيدة، وليس آخرها عملية نتساريم البطولية.

    إقتربَ مني صديقٌ وقالَ: رمضان كريم: قلت الله أكرم..نظر إلى وجهي فألفاه شاحباً، فسألني أن كنت قد بدأت الصيام.. وقبل أن اتمكن من الإجابة، لاحظ خلو أصابعي من التبغ، فقال: أكيد صايم، غريبة! قلت: لماذا تستهجن الأمر؟ قال: ميولك يسارية في إطار قومي! وتصوم؟ قلت لماذا لا يصوم اليساريون والقوميون والوطنيون؟

    إبتسمَ ليعلق؟ لا أناقشك في الهوية والميول، لكن مرادي أن آخذك إلى ضفة أخرى في هذا الطقس، أذكرُ ما أخبرتني به عن الراحلين عبد الخالق محجوب ورفيقه الشيوعي السوداني الشفيع، حيث كانا يتقدمان الصفوف في المسجد.أجبت: هكذا سمعت، أنا قصدت التمييز بين البعد الحضاري لفهم الموضوعات في حراكها وتطورها وملموسيتها، وذاك البعد الذي لا سقف له حيث الإنغلاق والتعصب وتكفير الآخرين لمجرد اختلاف وتباين الآراء والمنطلقات و..

    قاطعني ليقول: أو لا تراها مناسبة لحمل الجسد على محفة الزهد والتأمل والقبض على فسحات في دنيا رسمها الحجاج والجنيد والنفري.. بفضاء التماهي الفريد؟

    قلت متعجباً: تغيرت اللغة فينا، وتبدلت لهجة العتاب في سؤالك روحي ومصادرها أو تترمي إلى ما لا أرغب..أنا أقوم بواجبي فقط، وأربي ما تبقى له من أيام فوق هذه البسيطة على أتمام البسيط من المسائل والمهم منها، لأن العسير والشاق، لا يتاح لأمثالي المشردين.

    -: أشفقت عليك من السياسة ولعبتها.. وحين تكتب خارج الحدود تربح خصوما بلا حدود.. فلماذا لا تجرب حظك في الكتابة عن اشياء تسلي الناس، وتخفف عنهم همومهم بمواضيع خفيفة أو تتزهد في سوريالية ما فوق حداثية؟

    -: وهل تراني أحمل اداة تحليل تحت أبطي فلا أفهم ما أره مفهوماً عند فقراء ومهمشي هذه الأحوال العربية؟

    -: نظرت إليك، رأيتك مرهقاً تطلب إجازة، فتخجل أن تذكرها.. كأن قشة تلقيها في كومة الكتابات والمقالات ستظهر زيادة في الكوم الكبير..

    فتكابر على إستحياء..كأنك تقول: لم أهرب..لن أهرب.. وهنالك مقاومة للغزاة، أضعف أشكالها الكتابة والتصريحات..

    قلت:- مقاومة المحتلين مقاومة في الشكل وفي المكان الذي يناسب ويخدم جوهر المسألة.. الصهاينة يقولون بيأس: "سنطارد أعداءنا في كل مكان" ونحن نقاتلهم عسكريا في المكان الذي اغتصبوه من شعبنا، ظلما وعدوانا.. أما الإنسحابات الذليلة "لشلة السلام" التي تروح على نفسها، في جنيف أو في أي منتجع أو فندق، فأنها لا تمثل شعبنا وصوته وإنتفاضته المباركة وفصائله المقاتلة. وكل كلمة غاضبة تعري زيف هذا التفريط وأباطيل خططه، تشكل الكتاب الكبير الذي يحمل عناوين لن نمل من أعادتها علىمسامع الدنيا، هي: حق العودة للوطن والممتلكات السليبة، أقامة الدولة المستقلة وعاصمتها الأبدية القدس الشريف، الحرية، الإستقلال والسيادة.. ودحر الإحتلال..

    قال: قصدت التجديد.. رمضان فرصة لكتابة شيقة، لا تزعج أحداً.. جرب أن تطرق أبوابا جديدة.. إبحث عن الصوفي في آفاق التسامي، وإبتعد عن أوجاع الواقع، الذي لن يقف على قدميه.. مهما فعلنا وفعلوا!

    قلت له: يكفي هذا، سذاجة أو تغييب، تسطيح أو ركض وراء رؤى كسيحة مثل تلك التي زعمها لنا الرئيس بوش، قبل أن يغرق في جحيم الرافدين وأهواله، فيشتكي من ضراوة المقاومة العراقية الباسلة قادته ويفر جنوده من سلاح "التحرير"..

    دعني أكمل صيام هذا الشهر دون منغصات ومشاكل.. تأتيني من أقوال نصفها سديم والنصف الآخر لا يستقيم! تجربة الصوم تجعل الإنسان قليل الكلام.. فقد أكثرت عليّ فأكثرت.. صيام الغربة والشتات صعب أيضا.. بعيداً عن العائلة.. والجذور.. هنالك مسلسل يذاع في رمضان، أغضب الصهاينة، أسمه "الشتات"، أنصحك بمشاهدته، حتى لا تشاهدني في صورة لا احبها، فأخاصمك!

    رمضان كريم، لشعبنا الفلسطيني المعطاء الكريم، للبواسل، للصامدين. لشعوبنا العربية والإسلامية.. التي تبحث عن مخرج لأزماتها وهمومها، بصورة كريمة.

    *كاتب وشاعر فلسطيني يقيم في الدانمارك.

    http://www.amin.org/views/suliman_nazzal/2003/oct27.html
                  

07-20-2006, 06:00 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آخر كلماتهم قبل الإعدامات.. عبد الخالق ، الشفيع والآخرون (صور). (Re: بكري الصايغ)

    Re: الصحافة تكشف : قبور عبد الخالق والشفيع وقرنق بالخرطوم بحري (Re: ahmed haneen)

    تشكري استاذة نجاة

    واليكم اجزاء من ملف الصحافة حول 19 يوليو


    قصة انقلاب على ضوء بيان

    اعداد: الفاتح عباس
    يوليو 1971 من اكثر الاحداث في تاريخ السودان دموية وغرابة ودهشة.. ومازالت اثارها ونتائجها تتكشف يوما بعد يوم كلما حاور صحفي احد ابطال ومعاصري ذلك الحدث..
    الىوم تفرد الصحافة ملفا عن 19 يوليو والجديد فيها حقائق تكشف لاول مرة بما في ذلك قبور عبدالخالق محجوب، والشفيع احمد الشيخ وجوزيف قرنق..
    وعموما 19 يوليو لا تحتاج الى تقديم فهي حدث باق ابد الدهر ويحتاج حقيقة الى نهاية.
    اللجنة المركزية للحزب الشيوعي تقيم أحداث 19 يوليو
    19 يوليو گان مفاجأة لعبد الخالق ولگل الحزب !
    هاشم العطا نفذ الانقلاب أولاً ثم شرع في كتابة البيان الأول
    اصدرت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني في يوم الجمعة الموافق السابع من اكتوبر لعام 1988م بيانا قيمت فيه احداث التاسع عشر من يوليو لعام 1971م جاء فيه :
    كان وقوع الانقلاب ذلك اليوم مفاجأة لكل الحزب بما في ذلك عبد الخالق محجوب واعضاء المكتب السياسي والامانة العامة واللجنة المركزية حتى لبعض العسكريين من اعضاء التنظيم وقادته : كان جدول اعمال عبد الخالق والمكتب السياسي لذلك اليوم يشتمل على الآتي : لقاء مع هاشم العطا في الساعة التاسعة لمعرفة وجهة نظر العسكريين في ملاحظات ومناقشات المكتب ومن ثم دعوة المكتب السياسي للاجتماع خلال ثلاثة ايام ، كان عبد الخالق في انتظار هاشم بعد ذلك اللقاء مباشرة لمناقشته كي يمارس مزيدا من الضغط على العسكريين لتأجيل تحركهم .
    كان عبد الخالق ينتظر موعد للقاء التجاني والجزولي وشكاك وتحديد موعد ثان مع الشفيع احمد الشيخ للتشاور حول ما توصل اليه المكتب السياسي ورأي العسكريين والتحضير لاجتماع اللجنة المركزية.
    كان لاعضاء المكتب السياسي الآخرون مواعيدهم السابقة للاجتماعات واللقاءات في جهات العمل المختلفة .
    اتضح فيما بعد ان هاشم العطا قد ذهب قبل التحرك لاتحاد العمال بحثا عن الشفيع احمد الشيخ فلم يجده فارسل له رسولا بعد وقوع الانقلاب .
    اهدرت ساعات غالية بعد تنفيذ الانقلاب واذاعة بيانه الاول ، ظل هاشم العطا خلالها يبحث عن صلة بقيادة الحزب للمساعدة في اعداد البيان وبدأ في اعداده في الساعة السابعة والنصف مساء واذيع بعد التاسعة مساء وكان الرأى العام ينتظر في توتر وقلق وهو يتابع تكرار اعلان الاذاعة ان الرائد هاشم العطا سيذيع بيانا هاما ، وقد ترك ذلك اثرا سلبيا .
    بعد وصول هاشم العطا للمقر الذي يختفي فيه عبد الخالق محجوب وتحوله الى مقر قيادة الحزب وجه له السؤال : لماذا تعجلتم ؟! فكان رده : هل ننتظر حتى يعتقلوا زملاءنا واحدا واحداً؟ فطلب عبد الخالق من هاشم العطا ومحجوب ابراهيم ان يقدما لاجتماع اللجنة المركزية التقديرات والاسباب التي دفعتهم للاستعجال.
    في هذه الاثناء تمت دعوة اعضاء اللجنة المركزية لاجتماع طارئ وصدر عن الاجتماع البيان الجماهيري بتأييد الانقلاب والخطاب التنظيمي بتعبئة الحزب وقرار تسيير مواكب في كل انحاء السودان تأييداً للسلطة الجديدة . وكانت اللجنة المركزية عمليا تتصرف وهي امام الامر الواقع.
    بعد اذاعة البيان واجتماع اللجنة المركزية طلب هاشم العطا ان تصاغ اوامر جمهورية جديدة فكلف عبد الخالق محجوب جوزيف قرنق بهذه المهمة فتساءل جوزيف عن تصور العسكريين لهياكل واجهزة السلطة وصلاحياتها .. الخ وكان هاشم العطا قد اوضح ان رأيهم قد استقر على اختيار مجلس الوزراء بالتشاور مع الهيئات والمنظمات الجماهيرية والديمقراطية وان تسهم في اختيار وزرائها وانهم قد اعلنوا ذلك على الجنود والضباط الذين نفذوا الانقلاب ، وكان تكوين مجلس الثورة قد خضع للتشاور معهم ، فطلب جوزيف قرنق من هاشم العطا ان يدعو رجال القانون ليعاونوه في صياغة الاوامر الجمهورية في اجتماع اللجنة المركزية اقترح عبد الخالق ترك المسائل العسكرية للتنظيم العسكري والعسكريين والتركيز على دور الحزب في الجبهة السياسية والجماهيرية .
    بعد تنفيذ اي انقلاب عسكري تصبح المهمة المركزية هي كيفية حمياته عسكريا في المقام الاول بعمليات واجراءات عسكرية حاسمة وصارمة تحدد مداها وطبيعتها الظروف السياسية والعسكرية المحيطة بالانقلاب . مثل اعلان حالة الطوارئ وحظر التجول وتوجيه الاعلام من اذاعة وصحف وتلفزيون وفي الجانب السياسي اعلانات وقرارات وسياسات لتصفية مؤسسات السلطة القديمة وتأكيد سياسات وبرامج السلطة الجديدة ماهو متبع في كل الانقلابات ، فالانقلاب عمل عسكري له قواعده وقوانينه واصوله صرف النظر عما اذا كان الانقلاب يمينيا او يساريا ، وصرف النظر عما اذا كان مقبولا من الجماهير او تواجهه الجماهير بلا مبالاة .
    هذه المهمة لم توضع في مستواها المطلوب سياسيا وعسكريا فاللجنة المركزية كانت في الواقع العملي تتعامل مع الانقلاب من خارجه وبعد وقوعه ، ولم تتكون قيادة عسكرية سياسية اشبه بهيئة الاركان للعمل السياسي والعسكري والجماهيري وتتابع ساعة بساعة تطورات الموقف في الشارع وفي الجيش وتراجع بدقة تنفيذ خطة وبرنامج عمل محدد وتقيم اثر كل خطوة تم تنفيذها والإعداد للخطوة التي قبلها لضمان استقرار الوضع العسكري من جهة وفتح الطريق لاستنهاض حركة الجماهير خلف الشعارات والمطالب والاهداف التي تكمن في وجدانها ، وتصحيح الاخطاء والتجاوزات التي كانت تعارضها وترفضها خلال حكم السلطة القديمة .. الخ . والوجه الآخر للقيام بالمهمة يتمثل بالضرورة في التحسب لاي تحرك مضاد عسكري او مدني وتنظيم المقاومة الشعبية والعسكرية ، وحشد القوى في مواقع المقاومة المتوقعة والثغرات المحتملة ، وفي هذا الاطار كان التساؤل عن دوافع التعجل في تنفيذ الانقلاب وثلاثة ممن تم اختيارهم في مجلس الثورة في الخارج ، فوجودهم في الجيش لم يكن شرفيا وانما نفوذهم وتجربتهم ودورهم القيادي الذي يحتاجه الانقلاب وهو يقدم سلطته للجيش والشعب ، وهو اشد ما يكون حاجة لجهد كل فرد في قيادته ، وفي الاطارنفسه كانت الملاحظات التي ابداها عسكريون ومدنيون مساء 19 يوليو عن كثرة حركة هاشم العطا في الجبهة السياسية والعسكرية وابدى الشيوعيون في قيادة الحزب المحاذير لمحجوب ابراهيم من اقدام القذافي على اختطاف اى طائرة يعود على متنها بابكر النور وفاروق حمد الله ومحمد محجوب وضرورة الاحتياط لهذه الخطوة .
    تهريب عبد الخالق ضربة البداية للإنقلاب !
    في يوليو 29/6/1971م تم هروب عبد الخالق محجوب واخذه هاشم العطا الى منزل المقدم عثمان حاج حسين ابوشيبة في رئاسة الحرس الجمهوري ثم انتقل الى ثلاثة منازل متعاقبة وفرها الحزب في الخرطوم والخرطوم بحري ثم الخرطوم حتى مساء 19 يوليو كان احد تلك المنازل لعضو بالحزب والبقية لاصدقاء وبالرغم من ان المنازل المعينة كانت محل اعتبار الا انها لم تكن تصلح لتأمين مستقر طويل المدى .
    نشأت تعقيدات مباشرة من جراء تنفيذ عملية الهروب بهذه الطريقة المتعجلة منها مثلا ارسال العريف الذي ساعد في تهريب عبد الخالق الى مدينة الدويم وكان ذلك تقديرا خاطئا ، لان الدويم ليست بالمكان المناسب لاخفائه ، ولم يتصل مركز الحزب بتنظيم الحزب هناك ليتولى مهمة اخفائه اضافة الى ان خطة شكاك الاولى كانت اكثر تحوطا بان يسافر العريف الى الخارج فورا ولم يكن العريف نفسه مهيئا ذهنيا او نفسيا للاختفاء لمدة قد تطول
    ومن التعقيدات التي نشأت ايضا اسناد مهمة ترحيل العريف الدويم والمحافظة عليه هناك الى شخص كان معدا اصلا لتغطية منزل يختفي فيه عبد الخالق محجوب بعد استكمال بعض التجهيزات في ذلك المنزل ، كما صدق حدس شكاك فقد طالت الاعتقالات التي تمت بعد هروب عبد الخالق مباشرة كادرا كان ذا علاقة بذلك المنزل كما كشفت واضعفت كادرا كان على صلة بمهمة تأمين المنزل.
    بعد انتقال عبد الخالق الى منزل ابو شيبة كان وضع العريف من اول المسائل التي نوقشت معه وان وضعه في الدويم ليس سليما فوافق على الاقتراح باعادته الى العاصمة حيث للحزب امكانات افضل في التأمين لحين اكتمال اجراءات تهريبه للخارج .
    استعجال هاشم العطا ورفاقه بتهريب عبد الخالق قبل استعدادات استقباله وتوفير عدة منازل لاستقراره كذلك ارسال العريف الى الدويم يشير الى انهم كانوا قد اقتربوا من الخطوات النهائية للإنقلاب ، فالى جانب ثقتفهم العالية في عبد الخالق الذي طرحوا عليه فكرة الانقلاب وطلبوا منه نقلها لقيادة الحزب كان لهم تقدير آخر ذا جانب عسكري وهو ابعاد عبد الخالق من منطقة عسكرية ـ مصنع الذخيرة ـ سلاح المدرعات ـ طريق جبل اولياء ومعسكر الجيش هناك قد تدور فيها عمليات عسكرية خلال تنفيذ الانقلاب سواء كان انقلابهم او انقلاب القوى اليمينية او مقاومة الجماعات المرتبطة بمايو وان القوى اليمينية وجماعات ما يو ستعمل على تصفيته جسديا .
    نستطيع ان نستنتج ان العسكريين كانوا قد اتخذوا قرارهم الخاص بالانقلاب في الاسبوع الثالث من يونيو وهذا ما جعلهم يلحون ويتعجلون لتهريب عبد الخالق وكانوا لا يتوقعون ان يأخذ اجتماع عبد الخالق مع اللجنة المركزية اكثر من عشرة ايام ويشير ذلك الى انهم كانوا قد وصلوا الى نقطة اللا عودة في مسألة الانقلاب وان اتصالهم بالحزب كان مجرد اخطار !!


    عثمان الكودة.. السكرتيرالتنظيمي لفرع الحزب بمصنع الذخيرة
    عبدالـخالق محجوب رفض 25 مايو وخطط لـ 19 يوليو!
    گلم سر التهريب.. عمرو بن العاص!!
    *هناك مقولة لاحد زعماء الحزب الشيوعي السوداني عن انقلاب 19 يوليو تقول (الانقلاب شرف لاندعيه وتهمة لا ننكرها) ماذا تقول انت؟
    ـ في اعتقادي وانا شيوعي سابق وسكرتير تنظيمي لفرع الحزب بمصانع الذخيرة بأن رفض الحزب لمايو لم يأت عبر قرار من اللجنة المركزية ، وباختصار شديد اي عمل له علاقة بالعمل العسكري يقرر فيه عبدالخالق محجوب، فهو الذي رفض 25 مايو وهو الذي خطط ونفذ 19 يوليو.. وانا كرجل عسكري لا اعلم اذا اتصل عبدالخالق باللجنة المركزية ام لا؟ ولكن في ذاك الوقت كل الظروف والدلائل تقول بانه لا يستطيع الاتصال باعضاء المكتب السياسي او اللجنة المركزية لظروف هروبه من المعتقل واختفائه. ولكن المعلومة التي املكها بانه كان يجتمع ببعض الضباط بمنزل اب شيبه بالقصر.. وكانت تلك اللقاءات تتم فردية.
    قبل25 مايو كان الحزب الشيوعي يرفض رفضا تاما فكرة الانقلابات العسكرية ، لانه ببساطة الماركسة ضد الانقلابات العسكرية، للفكر الماركسي ونضوج الحركة الجماهيرية، الخ وكل كلام الماركسية «الطلع فشوش ساكت» و25 مايو تخطيط تم بواسطة المخابرات المصرية ، وقد قال لي عبدالخالق محجوب وهو بالمعتقل، بان عبدالقادر عباس زميل منضبط ونظيف (لغة الشيوعيين زمان) وقفز الى احد اعضاء الحزب المشهورين وذكر لي بانه مخابرات مصرية وانه يمتلك معلومات تؤكد ذلك ولكن لا يستطيع تقديمها للحزب المهم رفض عبدالخالق 25 مايو.
    نأتي الى 19 يوليو لقد كان عبدالخالق محجوب بالمعتقل وكان الحزب مطمئنا بانه في مكان امن وكان يدير شؤون الحزب من داخل المعتقل وكنا نأخذ اي شئ من عبدالخالق للحزب وبالعكس. فما معني الهروب؟ هذا سؤال.. والشئ الآخر بعد نجاح الانقلاب ترأس عبدالخالق محجوب كل اجتماعات مجلس الانقلاب لتشكيل الحكومة واصدار القرارات.. واجتمعت كل التنظيمات والهيئات التابعة للحزب باختيار الوزراء .. الاطباء لاختيار وزير الصحة.. المعلمون لاختيار وزير تربية.. وهكذا..
    لقد قرأت حوارا مع الاستاذ كمال الجزولي بجريدة الرأى العام ا جراه الاستاذ ضياء الدين ذكر فيه الجزولي بان 19 يوليو قام بها العسكريون الشيوعيين وبالتالى هم المسؤولون عنها.. اذا طرح الحزب ذلك الرأى منذ البداية لتفادي ا لكثير والكثير.. وانا اطرح سؤالا على الاستاذ كمال الجزولي وارجو ان يجيب علىه بامانة.. هل هناك فرق بين عبدالخالق والحزب؟ فكان عبدالخالق هو الذي يؤيد ويرفض، وبعد ان كان عبدالخالق رافضا لفكرة انقلاب 25 مايو جاء وأيد ذلك الانقلاب.
    * انت المسؤول التنظيمي لفرع الحزب بمصنع الذخيرة،، هل لاحظت شيئا ما يدل على ان عبدالخالق كان يخطط لانقلاب؟
    - كان عبدالخالق قليل الحديث عن الانقلابات وهو بالمعتقل. ولكن بعد هروب عبدالخالق واعتقالى وبعد يومين من الاعتقال ارسل لي المرحوم شكاك ورقة كتب فيها بانني عشت فترة طويلة بالخارج وعلى تذوق طعم السجون! ولكن توقع اخبارا ساره بعد ايام. المهم اذا لم يبارك عبدالخالق فكرة تهريبه لما هرب.. واذا لم يبارك انقلاب 19 يوليو لما قام.. وانا اتساءل ماذا يضير الحزب الشيوعي السوداني اذا وصف حركة 19 يوليو بانها مغامرة قام بها عبدالخالق حتي ولو كان السكرتير العام للحزب.. فالذي يحدث الان ومحاولة تبرئة الحزب من الانقلاب والصاق التهمة بالعسكريين فهذا ضد الفكر الماركسي الذي يقوم على النقد والنقد الداتي.
    * هل تستطيع الكوادر الشيوعية بمصنع الذخيرة القيام بانقلاب؟
    - نعم بمصنع الذخيرة عضوية معتبره للحزب ولكن قوات الذخيرة تعتبر قوة غير ضاربة وحتي اذا تحركت مجموعة من افراد الذخيرة تحتاج الى قوة لحمايتها وحراستها..
    لكن تنظيم الحزب داخل القوات المسلحة تنظيم جيد وممتاز، وهو تنظيم قديم بذل عبدالخالق محجوب وعبدالقادر عباس الجهد الجهيد لتطويره والارتقاء به.
    * نرجع للهروب.. ماهو دورك ؟ ولماذا اعتقلت؟
    - يوم الاثنين كنت رئيس الحراسات، ويوم الثلاثاء تنفيذ عملية الهروب، كان رئيس الحراسات عثمان عبدالقادر، وانا الذي اعطيت الضوء الاخضر عندما سلمته الخدمة في صباح الثلاثاء وباختصار كانت العملية منظمة انا يوم الاثنين وعبدالقادر يوم الثلاثاء.. ساعة الصفر للهروب كانت الساعة التاسعة والنصف مساء .. وبعدين حكاية اعتقالى فانا شيوعي.
    * بحكم وجودك بالقوات المسلحة.. هل صحيح بان عبدالخالق محجوب خرج من المعتقل رأسا الى منزل اب شيبه بالقصر الجمهوري؟
    - مهمة التهريب الموكله الىنا تسليم عبدالخالق لعربة تقف مابين الشجره ومصنع الذخيرة.. هناك زميل اسمه الطاهر ابوالقاسم اوكلت الىه مهمة الوقوف في نقطة معينة بتلك المنطقة وكانت كلمة السر (عمرو بن العاص) الاول يقول عمرو والثاني يقول ابن العاص.. والعربة كان يقودها هاشم العطا.. اما عثمان عبدالقادر فاخذته عربة كان يقودها محجوب ابراهيم وقد سلمه لمجموعة وذهبوا به الى الدويم.. هنا اتذكر شيئا هاما وهو انني قبل عملية التهريب كنت منتدبا بمصنع العمله وامرني الحزب بقطع الانتداب والرجوع الى مصنع الذخيرة ودعيت الى اجتماع وتحدث في بدايته الزميل شكاك حيث قرر الحزب تهريب الزميل كرار .. كرارهو الاسم الحركي لعبد الخالق محجوب.. تلك الاجتماعات كانت تتم بالسجانه بمنزل الزميل عبدالجليل عثمان.. الزميل عبدالمجيد شكاك ليس عسكريا ولكنه كان صلة الوصل بين العسكر والمدنيين وفي ذلك الاجتماع طرحت شروطا محددة للزميل الذي سوف يهرب عبدالخالق محجوب ، واذكر لقد ذكرت بعض الشروط ان لا يكون متزوجا وليس لديه مسؤوليات اسرية كبيرة وان لا يكون كبيرا في السن.. ومن داخل الاجتماع اشترطنا بان الزميل الذي سوف يهرب عبدالخالق يهرب هو ايضا.. كل المخطط كان للجناح المدني بالحزب وليس من جانب العسكريين.. والعساكر الشيوعيون من اكثر الشيوعيين انضباطا بدليل انهم لم ينقسموا في الانقسام الشهير.
    * استبدال عزالدين بعبدالخالق
    عندما تم اعتقال الزميلين عزالدين على عامر والزميل عبدالخالق محجوب، وضع عبدالخالق محجوب بالسجن الحربي الكائن بمبني قصر الشباب بام درمان والزميل عزالدين على عامر وضع بمصنع الذخيرة.. . وبعد عشرة ايام تم الاستبدال.. وهذا دليل قاطع بان الحزب كان يري وجود عبدالخالق بمصنع الذخيرة يوفر له حرية الاتصال بالحزب.. واقول شيئا هاما وهو ان حرس عبدالخالق كانوا من الشيوعيين او المتعاطفين مع الحزب.. وقد كانت نوبة الحراسه لعبدالخالق محجوب تسمي المحاضرة وكنا نطلق علىه لقب الاستاذ.. وبعد كل هذا يهرب عبدالخالق محجوب فقط من اجل الهروب!! بعد هروب عبدالخالق محجوب تم اعتقالى يوم 30 يونيو ووضعت في ذات الغرفة التي كان بها عبدالخالق وبقيت هناك حتي 17 يوليو حيث اطلق سراحي لاذهب لعزاء جدتي بالشمالىة.. وكان عراب تلك العملية العقيد اورتشي وتلك قصة اخري انتهت بمحاكمتي امام مجلس عسكري وقضي الحكم بالتجريد والطرد من القوات المسلحة.
                  

07-20-2006, 06:03 AM

hanadi yousif
<ahanadi yousif
تاريخ التسجيل: 06-03-2005
مجموع المشاركات: 2743

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آخر كلماتهم قبل الإعدامات.. عبد الخالق ، الشفيع والآخرون (صور). (Re: بكري الصايغ)


    الوضوح الثوري حول ألازمة والثورة ليس غائبا عنا ولا غائبة عنا الفوارق بين الثورة والانتفاضة والانقلاب ولا نتحرج عن تسمية الأشياء بمسمياتها ففي تجربة السودان ما يزيد منطلقاتنا الفكرية والنظرية والسياسية وضوحا – من ثورة المهدي وانتفاضة ودحبوبة الى الانتفاضة الشعبية العسكريةف ي 24 الى ثورة اكتوبر64 حتى انتفاضة مارس 85.

    صحيح ان الانقلاب العسكري مصطلح سيئي السمعة في بلادنا لكثرة ما عانى شعبنا من ويلات الحكم العسكري لفترة تزيد عن اثنين وعشرين عام من سنوات الاستقلال الاثنين وثلاثين ولكن مشاعر الشعب على عمقها واصالتها لا تتغير من الواقع الموضوعي حيث الجيش السوداني مؤسسة قائمة باقية لا سبيل الى إلغائها او تجاهل أثرها في الحياة السياسية والصراع على السلطة ومن ثم الصراع السياسي بين القوى الاجتماعية والطبقية للتاثير على الجيش وكسبه لصفها وامتداد هذا الصراع على الجيش مهما حاول رجاله ونظمه وضعه خارج دائرة الصراع او فوقه ورغم شعارات الحكام العسكريين التي تصف السلطة العسكرية بأنها لكل الشعب وغير منحازة لطبقة او فئة ، وعلى ضوء هذا الفهم يحدد حزبنا موقفه من كل انقلاب ، فقد عرفنا انقلاب 58 بأنه انقلاب رجعي وأيدنا وشاركنا في محاولات الانقلاب الأربع التي قام بها ضباط صف وجنود وطنيون لإسقاط عبود في مارس 59 و22مايو59 ونوفبر59.
    " وثيقة 19 يوليو 71 " تقيم 1985

    إما لماذا تمسكنا بحركة 19 يوليو التصحيحة ؟ لي عودة
                  

07-24-2006, 05:56 AM

hanadi yousif
<ahanadi yousif
تاريخ التسجيل: 06-03-2005
مجموع المشاركات: 2743

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آخر كلماتهم قبل الإعدامات.. عبد الخالق ، الشفيع والآخرون (صور). (Re: hanadi yousif)



    فلماذا اذا تمسكنا بعناد بمصطلح حركة يوليو التصحيحية التي وردت في بيان هاشم العطاء واستخدمنا مصطلح انتفاضة فيما بعد وأحيانا ثورة ، كان ذلك نوع الصمود المعاند اما م هجوم وضغط أنظمة البرجوازية الصغيرة العسكرية والعربية ومنظريها وهجوم سلطة الردة والمنتفعين بها في السودان ، والتي ناصبت حزبنا و19 يوليو العداء الحاقد واعتبرتنا مارقين عملاء وسارقي ثورات لأننا تجرانا على ثورة مايو وكان علينا ان ننصاع لشروط مايو فننصهر فيها نسلمها مقدومنا او نوصم بالخيانة ، كان لابد من تصفية الحساب في هذا الصدد … اما وقد حسمت انتفاضة الشعب امر مايو فاننا نترك للذين قالوا انها ثورة تقدمية ان يحصدوا حصيلتها وسجلها وثمارها ويحترموا شعب السودان في تقييم حكامه وحكوماتهم
    19 يوليو ليست ثورة وليست انتفاضة ولا نستخدم مصطلح حركة رغم شيوعه لانه بلا مدلول سياسي اجتماعي فلا يعبر ولا يشرح ن وليست صحيحا لا دقيقا بالمعيار العلمي ان نسميها انتفاضة لان الانتفاضة ليست تحركا عسكريا او انفجار جماهيري عابر ولا محصورة في دور ونشاط الطلائع – انها وبرغم تعدد الأشكال تتسم بعمق واتساع طابعها الشعبي والعسكري وبالنهوض المتصاعد في حركة الجماهير واستعدادها للمقاومة في فترة الانعطاف الحاسم من تطور الانتفاضة وغير ذلك من شروط ونجاح الانتفاضة او العصيان المعلومة لكل ماركسي في حالة الانتصار والهزيمة .

    هذا لا ينفي او يراجع تأييدنا ومساندتنا لانقلاب 19 يوليو ونظل ندافع عن مآثره وشعاراته وأهدافه الثورية في وجه مفكري البرجوازية الصغيرة الرجعية وأعداء الثورة السودانية ففشل الانقلاب لا ينسخ جوهره الثوري .. جاء في دورة نوفمبر 71 في سياق الحديث عن مغزى 19 يوليو انها خرجت عن الإطار التقليدي للانقلاب العسكري حيث حددت ان سلطة الجبهة الوطنية الديمقراطية هي أساس الحكم في كل المستويات في البلاد وان تنظيم الضباط الاحار هو واحد من تنظيمات الجبهة، حين ألغت القوانين المقيدة للحريات وضغط أجهزة الإرهاب والتجسس واعلنت راية حكم القانون واستقلال القضاء وحددت معالم الممارسة الديمقراطية لحقوق سياسية وكنظام للحكم. ان هذيمة الانقلاب لا تنسخ ضرورة تقييم الأسباب التي أدت الى هزيمة والخسائر التي لحقت بالحركة الثورية واستخلاص دروس التجربة لمصلحة تطور الثورة الوطنية الديمقراطية لمصلحة تنظيم وتوحيد قواها الاجتماعية المتحالفة في جبهة وطنية ديمقراطية ومن بينها الوطنيون والديمقراطيون من الجنود والصف والضباط وبقية القوات النظامية.
    19 يوليو انقلاب عسكري نظمته وبادرت بتنفيذه مجموعة وطنية ديمقراطية ذات وزن وتاريخ في النضال الوطني ضد المستعمر وضد عبود، ضباط صف وجنود شيوعيين وماركسين غير منتظمين بالحزب .
    فالانقلاب العسكري كوسيلة وادة لإحداث تغيير في قمة السلطة يظل انقلابا سواء ان أطلق عليه قادته ومويدوه ثورة بيضاء او حركة مباركة وسواء أسهم في حرب الحركة الشعبية او فتح الريق لتطورها واتساعها اوعمل تجميدها.
    تقييمنا لأي انقلاب عسكري لا ينحصر في الشعارات والأهداف المألوفة التي يعلنها البيان رقم واحد بل تقييمها الى الظروف السياسية التي وقع فيها الانقلاب والمصالح الطبقية التي يخدمها او التكوين الطبيقي والفكري والسياسي لقادته وفي كل الحالات نصع في اعتبارنا طبيعة المؤسسة العسكرية ودورها كجهاز قمع أساسي في جهاز الدولة والفرز الاجتماعي والسياسي ووسط الضباط والصف والجنود – وبهذا الفهم كان موقفنا المعارض لانقلاب 17 نوفمبر ، وتايدنا ومشاركتنا في انقلاب اول مارس والرابع من نوفمبر 59 مايو وبذات الفهم موقفنا من انقلاب 25/ مايو 69 وموقفنا من انقلاب يوليو 71 .
    وفي أدبيات حزبنا منذ الخمسينات ما يستجلي القضايا النظرية والسياسية حول الفارق بين دور القوى الوطنية الديمقراطية داخل الجيش في دعم ومساندة وحماية ظهر الحركة الجماهيرية في مسار تطور الثورة الاجتماعية وبين الفكر الانقلابي بوصفه التكتيك الذي يخدم مصالح البرجوازية والبرجوازية الصغيرة في تطور منعطفات الثورة وفي أدبيات حزبنا وأيضا السجل الكامل للصراع الفكري داخل ووسط الحركة الجماهيرية بين الفكر الشيوعي وفكر البرجوازية الصغيرة الديمقراطية حول الدور الحاسم للحركة الجماهيرية مهما كان وذن استقلال حركة الجماهير والحزب الشيوعي وحركة الطبقة العاملة وحول الديمقراطية لحقوق أساسية وحريات ديمقراطية وعلاقات إنتاج في ظل حكومة وطنية ديمقراطية.
    الوضوح النظري والسياسي لابد منه، لتصحيح وتدقيق ما تستخدمه من المصطلحات ومدلولها السياسي كمدخل للتقييم العلمي الصارم والناقد لتجارب الحركة الثورية ومواقف حزبنا.
    وثيقة 19 يوليو"
                  

07-27-2006, 10:23 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آخر كلماتهم قبل الإعدامات.. عبد الخالق ، الشفيع والآخرون (صور). (Re: بكري الصايغ)

    آخر كلماتهم قبل الإعدامات.. عبد الخالق ، الشفيع والآخرون (صور).

    بقلم بكري الصايغ ـ لايبزج ـ ألمانيا.

    1/ عبد الخالق محجوب:
    قالوا له ماذا قدمت لشعبك؟
    أجاب في هدوء: الوعي.. بقدر ما استطعت...
    وشهد الصحفيون الذين حضروا الجلسة الأولى من محاكمته، أنه كسب تلك الجولة دون منازع، فكان هو القاضي..
    طردوا الصحفيين، وأصدروا عليه الحكم بالإعدام وهم يرتجفون. صعد إلى المشنقة وهو يهتف:

    المجد لشعب السودان.. المجد لثوار السودان..
    أثار استشهاده، موجة عالية من الغضب العالمي الجبار، وألهم كثيرا من الأدباء والشعراء والفنانين على مستوى العالم، وكان مصدر للفخر والاعتزاز من قبل كل الشيوعيين والوطنيين.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de