|
|
 رثاء الفقيد عبدالله حسن زنبور
|
بسم الله الرحمن الرحيم
رثاء الفقيد عبدالله حسن زنبور
بقلم : محمد أحمد آدم علي
• لقد أرادت مشئية الله جل جلاله أن تعلو هامات الأمم بالأعلام والنماذج وأن يُكتب تاريخها ويخلُد بمدادٍ من عرق الأوفياء المخلصين .
• لقد ودعت مدينة الجنينة عاصمة سلطنة دارمساليت علماً من أعلامها وطوداً شامخاً وقيادياً بارزاً وسياسياً محنكاً وكوكباً منيراً ومشعلاً أضاء في الساحات السياسية والإجتماعية والوطنية .
• إنه عبدالله حسن زنبور إسمٌ إرتفع إلى العُلياء بعطائه وتجلى فوق سماء المجد والشرف بسخائه ، فقدته البلاد وهي تحتاج إليه ، حيث كان الفقيد عظيماً وجللاً والُزن عميقاً وسيبقى عميقاً على مر الدهور والأزمان .
• عبدالله حسن زنبور من الأفذاذ الذين صنعوا التاريخ ، وصناعة التاريخ لا تتم إلا بالخُلقِ الرفيع والكرم الأصيل والهمة العالية والإرادة والعزيمة .
• إنه الرجل الذي تزين بثياب الشرفاء وسافر بها إلى الفضائل هائماً فوق هامات المجد أينما حل وحيثما نزل ، كيف لا وهو من القيادات الأهلية والحزبية والسياسية الذين علت أصواتهم داخل البرلمانات والمجالس وفوق المنابر السياسية والساحات الوطنية ، فلقد كرس جهده ووقته في خدمة أهله ووطنه .
• كانت حياته كلها دروسٌ وعِبر وكفاح ونضال ، وكان وطنياً غيوراً وقيادياً رشيداً ، كريم السجايا ، طيب الخلق والمعشر ، هاشاً باشاً ، بل كان منارةً سامقة وعلمٌ على رأسه نار، لقد أخرج تاريخه من بطون أعماق التاريخ وجعله خالداً فوق صفحات التاريخ .
• كان زنبوراً أستاذاً ومُعلماً في مدارس الحياة المختلفة يدخل حديثه القلوب بلا حِجابٍ لأن حديثه يخرج من لسانٍ صادق إلى آذانٍ صاغية ، بل هي كلماتٌ صادقة وهادفة تنطلق من رجلٍ صادق لتتجه وتلامس شغاف القلوب الحائرة فتردها إلى ثوابها رداً جميلاً .
• هكذا عرفناه ، جاء إلى هذه الفانية عمر فيها فوق الثمانين وكأنما دخل من بابٍ وخرج من بابٍ لم يأخُذ منها غير الكفن والقُطن وشبراً في باطن الأرض ، هكذا حياة الصادقين الأوفياء قولاً وفعلاً وعملاً .
• إنتفع الناس بعطائه ، بل يده سلفت بالنفع والخير في غير مَنٍ ولا أذى ، مضى إلى ربه راضياً مرضياً تاركاً وراءه حياةٌ حافلة بالعطاء والإنجاز وتاريخاً مليئ بالبطولات والتضحية بل ترك محبةً في قلوب كل من عرفه أن فراقه ترك لنا ألماً وفي الحلوق غُصة وفي النفوس حزناً وفي العين دمعاً ليتجدد كل ماذكرناه .
اللهم أسكنه فسيح جنتك مع الصديقين والشهداء والصالحين وأنزله منزلاً مباركاً وأنت خير المنزلين .
ألا يأيها الأحباب صبراً ** تواكباً لفقده بل عزاه
دعاه الله ربي صار قرباً ** برحمته لقربه قد حباه
علا الشامخات بكل فخرٍ ** إلى العلياء طاب له اللقاء
علا بمكارم الشرفاء طراً ** وطأ وبأخمصيه له الثناء
أيا علماً ترفرف في سماءٍ ** وجاد بمقلتيه مع السخاء
أيا بحر العطاء بلا حدود** سقى الأقوام طرا من نداه
هجرت الدار والأحباب بعداً ** إلى الأحراش لا تخشى ظباه
سلكت الدرب بحثاً لا تراجع ** فإما النصر أو موتٌ سواه
وقد كان التمني بلوغ قصدٍ ** وقد نلت العُلا عزاً وجاه
ذهبت وقد خدمت القوم صدقاً ** ويشهد ربنا لكم الوفاء
بفقدك أمست الأيام حُزناً ** رمتنا بالمصائب من بلاه
بكتك الدار والأبناء فقداً ** فإن يراعي يزجي لك الرثاء
بكاك الناس في حزن عميق ** أيا ليث الكتائب في لقاء
ثكالى والأرامل والحيارى ** كذا الأيتام في فقدك بكاه
جنينة قد نعتك بكل حزن ** وتلك هبيلا قد عمت عزاه
وفي قبي نعاه الناس بطلاً ** إلى برنقا وسمبلا قد نعاه
أيا فخرٌ لنا قد دُمت فخراً ** وتارياً لكم يحكي العطاء
منارة عزنا أنا نباهس ** بك الأقوام نهدي لك الثناء
فسل عنه المجالس والمنابر ** ةسل عنه السياسة في صباه
وسل عنه الأهالي كبير قومٍ ** يقول مقاله وبملئ فاه
ولا يخشى العواقب من لئيمٍ ** فإن الليث يحمي من حماه
أيا زنبور إنك قد نلت شرفاً ** وجاوزت المقامات في علاه
وخلدت التواريخ النواصع ** فعهدك ذمةً فينا بقاء
فقبرك روضة يجعلها ربي ** وتنعم بالنعيم كذا رضاه
إلهي كن له رباً رحيماً ** وجاوز عنه ربي كل خطاه
شبابيب رحمة أنزلها ربي ** عليه وكن لطيفاً يا إلهي
|
|
 
|
|
|
|
abdelfattah mohammed
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست