البشير و عودة إلى أجواء العنتريات مرة أخرى

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-16-2024, 11:25 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-08-2006, 05:33 AM

عبد المنعم عمر عثمان

تاريخ التسجيل: 12-06-2005
مجموع المشاركات: 786

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
البشير و عودة إلى أجواء العنتريات مرة أخرى

    مرة أخرى، يبدو أنها الأخيرة هذه المرة، عاد هرقل السودان المنتفخة أوداجه كِبَراً وخُيَلاءً إلى عنترياته القديمة. فقد أطل الرئيس البشير مرة أخرى الثلاثاء الموافق 20/يونيو/2006م أمام حشد من قيادات حزب المؤتمر الوطني بالخرطوم ليعلن للعالم في تحدٍ واضح وغطرسة بائنة أنه يفضل أن يقود مواجهة مع الأمم المتحدة (التي سماها مجازاً استعماراً) على أن يبقى رئيساً لدولة تنوشها سهام المستعمرين. لقد عاد الرجل بكل تأكيد إلى عنترياته القديمة، فهي عنده حالات تشبه نوبات الصرع تنتابه في أوقات معينة ريثما يثوب إلى رشده مرة أخرى... هي حالات أشبه ما تكون بجنون البقرة، الذي حين ينتابها، تأخذ في الدوران حول نفسه دونما طائل. وإلا فكيف يعقل أن ينبري البشير لتحدي المجتمع الدولي بمثل هذا السفور والعنجهية في حضور ضيفه الجنوب أفريقي في الخرطوم، الرئيس ثابي امبيكي الذي جاء خصيصاً لعقد مباحثات حول هذا الموضوع وهو يمني النفس أن يجد لدى رصيفه السوداني عقلاً مفتوحاً ودراية كافية بالأسباب التي أملت على الجميع القناعة بضرورة تجرع هذا الدواء المر. هل يدرك الرئيس البشير حقاً ما يقول، أم أنه مستعد هذه المرة لكي يبِلّ ما قاله بالماء ويموصه، أي يشربه على حد تعبيره السابق بشأن وثيقة ناكورو التي اتهم بسببها وسطاء مفاوضات إيقاد بممالأة الحركة الشعبية بطريقة وقحة لا كياسة فيها أو بصيرة.

    ما من شك أن الأحداث تسارعت مؤخراً في البلاد بوتيرة فاقت قدرة النظام على مجارات التطورات، فاتخذ مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في الشهر الماضي قراراً مفاجئاً بإرسال قوات دولية إلى دارفور، في وقت كانت حكومة البشير منشغلة فيه إلى النخاع باستمالة أطراف دارفورية متمردة إلى قطارها الذي لا يبدو أنه يستقبل محطة النهاية في مشوار السلام اللامتناهي ... حاولت حكومة البشير إرسال بعض إشارات احتجاج وممانعة في وجه القرار الأممي، إلا أن الضغوط جاءتها من كل حدب وصوب. جاءتها الضغوط من تلقاء الأفارقة الذين باتوا على قناعة بعدم قدرتهم على هندلة أو قل (handling) الملف الدارفوري بكل تعقيداته التي تُسأل الحكومة نفسها عن معظم إفرازاته وتداعياته إلى الآن. فهي حكومة تمهرت في اللعب حتى على مصائرها هي ومصائر الوطن دون أدنى إحساس بالعواقب المدلهِمّات طالما كان هناك أمل بأن يؤدي ذلك إلى استدامة قبضتها على البلاد أو ما تبقى منها. كما جاءت الضغوط، كالعادة من تلقاء المجتمع الدولي، ومن داخل السودان ومن أطراف دارفور التي تحارب الحكومة. وبسبب ما هو بادٍ من خلاف بين الشريكين الكبيرين (المؤتمر الوطني والحركة الشعبية) حول السياسة الخارجية الواجبة الإتباع في جميع الملفات المطروحة باستمرار أمام حكومة الوحدة الوطنية، بل لعل الشريكين لم يتوصلا بعد لسياسة مشتركة على أي شيء ذي بال، فإن المواقف السياسية التي تُجابَه بها الأطرافُ الخارجية يومياً يبدو أنها تطبخ داخل أروقة المؤتمر الوطني وتخرج إلى العلن مباشرة دون المرور بالشريك الآخر الذي يبدو عليه الارتباك حيال ما يجري. ولا يبدو أن المؤتمر الوطني مهتم مطلقاً بما يمكن أن يقود إليه إصراره على الانفراد بالقرار الرسمي للحكومة من عواقب وخيمة، فهو حزب متسلط ومزهو بنفسه بطريقة قاتلة. وإلا فهل يمكن تصديق حقيقة أن الحركة الشعبية، شريكته في الحكم، توافق على هذه الطريقة الدونكيشوطية التي ما يزال البشير يعبر بها عن رفضه لدخول القوات الأممية إلى دارفور؟! لا أعتقد ذلك مطلقاً. فقد سمعت وزير خارجية السودان، الدكتور لام أكول، وأحد قادة الحركة الشعبية، يصرح بعظمة لسانه مساء أول من أمس في برنامج (في الواجهة) بأنه لا يعتقد بأن حكومته مقدمة على مواجهة محتملة مع المجتمع الدولي بشأن دارفور، ثم يجيء رئيسه في اليوم التالي ليهدد جميع الأطراف باستعداده على قيادة مواجهة عسكرية مفتوحة في دارفور ضد القوات الدولية إن هي أقدمت على دخول البلاد دون موافقة حكومته. لذلك فإن الظن الغالب أن ما صرح به البشير أمس من مواقف متشددة إزاء استقدام قوات الأمم المتحدة إلى دارفور لا يشكل سوى موقف المؤتمر الوطني لوحده، وهو موقف قديم ما زال سائداً بكل عنفوانه وعنجهيته إلى ما بعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية بكل أسف. ثم الم يدرك الرئيس بأن خروجه الصريح على الشرعية الدولية والتحول إلى قائد عصابات تقاتل ضد القوات الأممية في دولة عضو بالأمم المتحدة وعليها الالتزام بكل قراراتها مهما كان الأمر إنما هو انتحار في وضح النهار، بل ألا يوجد من حوله من يفهمه، إن كان لا يعلم، أنه يتحول طواعية من رئيس دولة ذي مكانة أمام العالم إلى قائد ميلشيا متمردة تطارده الشرعية الدولية أينما حل؟ لا باس، ربما كان الرجل يريد أن يكون جوزيف كوني آخر في شمال السودان يقود الجنجويد الذي قام بتسليحه وتدريبه وتوفير الحماية له مع رجال أمن دولته.

    تحيرني جرأة البشير العجيبة في نفش ريشه وفرد عضلاته أمام قوى لا ينفع معها مثل هذا الأسلوب في التهديد. بل يحيرني كيف أن هذا المخلوق لم يتعظ بمأساة ميلسوفيتش في البلقان، وطالبان في آسيا الوسطى، وصدام حسين في العراق أرض الرافدين. بماذا يحارب الرجل الأمم المتحدة، والأفارقة، والأوروبيين، وأهل دارفور، وجميع فئات الشعب السوداني غير المتفقة معه فيما ذهب إليه؟ إنه لا يستطيع أن يحارب حتى بحكومته التي يرأسها والتي تتشكل من قوى يستهين بقدرها ويمضي في إهانتها وإذلالها على نحو ما نرى كل يوم، ناهيك عن وجود قوى وطنية أخرى مقدرة خارج تشكيلة الحكم تناصب حكومته العداء وتتمنى دخول القوات الدولية للقضاء عليها. تلك التهديدات لا يطلقها إلا حاكم فاشل أدخل بلاده في صراعات داخلية لا نهاية لها دون أن يملك القدرة على مواجهة أخطائه وأخطاء حزبه وتصحيحها بما يحفظ كرامة الوطن والمواطن. لم يصدق الشعب السوداني أنه خرج من حروب مفتعلة أذكتها شهوة الإنقاذيين للسلطة والثروة والاستئثار بكل شيء، فمن بقي من السودانيين بعد هذا الحريق الهائل الذي ظل البشير ينفخ فيه خلال سبعة عشرة عاماً ليحارب قوات الأمم المتحدة في دارفور نيابة عنه، وهي موجودة أصلاً في الخرطوم، كادوقلي، نيالا، ملكال، واو، جوبا، الأبيض، الدمازين، كسلا، وغيرها من مدن السودان منذ أكثر من عام وبموافقة البشير نفسه؟ مع من يقود البشير الحرب الجديدة في ظل تهديد أطراف دارفورية موقعة معه على اتفاق أبوجا بالانسحاب من الاتفاقية إذا لم تسمح الحكومة بدخول قوات الأمم المتحدة إلى البلاد؟ ومع من يقود البشير الحرب التي نذر نفسه لها بعد أن انشقت الحركة الاسلاموية الحاكمة إلى مؤتمرين (شعبي ووطني) وربما يظهر مؤتمر آخر قومي قريباً؟ أو تراه يراهن على نصرة القوى الإرهابية التكفيرية التي أعلنت مؤخراً نيتها التدخل في الشأن الدارفوري من أمثال بن لادن والظواهري وغيرهما من طحالب الأرض التي ملأت الدنيا ضجيجأً وأراقت بحوراً من دماء الأبرياء باسم الجهاد؟ لماذا لا نعرف عن الرجل دائماً مواقف عقلانية في جميع شئون الوطن سوى التهديد باللجوء إلى القوة وإثارة الحرب، وكأنه جنرال يملك شيئاً يفاخر به من رصيد المقاتلين؟ ما هي الحروب النبيلة التي خاضها البشير في تاريخه مما يمكن أن يشكل تاجاً على رأسه؟ ألم يقع الرجل فريسة سائغة لأعدائه من قوات الحركة الشعبية يوم أن كان قائداً لحامية ميوم بولاية الوحدة في حصار لم يملك له حيلة حتى إذا خف لنجدته أحد أبناء الجنوب من قادة الجيش وتمكن من فك الحصار، ذهب البشير للخرطوم ليحيك المؤامرات ضد استقرار بلده ويستولي على الحكم. هل هذا هو الرصيد النضالي الذي يفاخر به الرجل حين يهدد بقيادة تمرد في دافور؟ على كل، فإننا لا نعرف عنه من البطولات سوى أنه يجيد إطلاق الرصاصات في حفلات الأعراس ليصطاد صغار البنات البريئات في مقتل.

    ما هذه الدعاوى سوى استهانة بعقول السودانيين. لقد وصف البشير كل هذه الأوضاع بأنها كانت خطأ منذ البداية، مشيراً إلى ما يعتبره مرونة من حكومته تجاه مطالب الأمم المتحدة. غير أني أقول بأن الخطأ الذي حدث في الأصل هو وجوده هو شخصياً على رأس القيادة السياسية في السودان، ذلك أن قدوم الإنقاذ إلى سدة الحكم كان لعنة كبرى على البلاد والعباد شهد عليها زعيمهم وشيخهم الدكتور حسن الترابي الذي قاد شرزمة من الجند المغامرين المتطلعين إلى السلطة والمال في أكبر عملية خيانة للوطن، أعترف بخطئها الآن، وقال إن ما ذاقه من إهانة وإذلال على أيدي تلامذته يعتبر عقوبة من الله على ما اضطلع به من هندسة لانقلاب الإنقاذ في عام 1989م. بينما أعترف علي الحاج، سامري الإنقاذ على أيام سطوتها وقوتها، بأن انقلاب الإنقاذ تمثل أكبر خطيئة تاريخية تقترفها الحركة الإسلامية السودانية.

    هي لعنة على البلاد والعباد لأن السودانيين الوطنيين وقتها كانوا على وشك الجلوس معاً لحلحلة قضايا البلاد في مؤتمر دستوري جامع لكل ممثلي الشعب السوداني دون تدخلات أجنبية أو حتى رعاية خارجية، ولكن تجار الدين لم يترددوا في إجهاض كل هذا واختطاف الوطن بأكمله في ليلة ليلاء شكلت بداية المأساة اللامنتاهية إلى الآن. ما هي السيادة التي يدعيها نظام فاقد الشرعية رهن البلاد لتدخلات بكل إرادته وأصر على التفاوض على حقوق مواطنيه في منابر خارجية دون تبصر بنتائج تعريض الوطن لوساطات في أمور لا تستحق الوساطة بين أبناء البلد الواحد. أين هو موقع السيادة في نشر جميع غسيلنا في جميع العواصم. لقد اتفق الجميع، بمن فيهم الأفارقة الذين يحاول البشير أن يستظل بهم من هجير القوات الدولية ورمضائها بأن الحكومة لا تملك أدنى قدر من المصداقية تجعل الأطراف يثقون في إمكانية إنزال اتفاقية أبوجا إلى أرض الواقع، مما يستدعي وجود قوات محايدة تساعد على ذلك. وهذا هو سبب قبول الأطراف قبلاً لقوات أممية للمساعدة في تطبيق اتفاقية نيفاشا، وهذا هو السبب نفسه الذي يدعو أهل دارفور الذين وقعوا على اتفاق أبوجا للمطالبة بوجود قوات دولية لمراقبة الاتفاق وإن استدعى الحال تطبيقه بالقوة.

    ألم يدرك البشير إلى الآن أنه هو وحزبه قد باتوا عديمي المصداقية وفاقدي الثقة على كل الأصعدة حتى مع الذين يتواجدون معهم على كراسي الحكم في الخرطوم. ثم كيف يستقيم عقلاً أن دولة خائبة مثل السودان غير قادرة على حل مشاكلها الداخلية يمكنها أن تتقدم للوساطة في مشاكل دول أخرى، مثل الصومال وسوريا ولبنان، وغيرها. أليس ذلك نوعاً من المباهاة التي لا تليق إلا بأهل الإنقاذ؟! لقد تم التأكيد سابقاً أن التبضع بالمنابر الخارجية لن يجدي فتيلاً. ولذلك فإني أشك أن يجد البشير في نفسه القدرة على النهوض بما يهدد به هذه المرة، فإما أن ننعم بالأمن والاستقرار في كافة ربوع الوطن أو أن يذهب البشير إلى مزبلة التاريخ غير مأسوف عليه. ولتذهب تهديداته أدراج الرياح. خلاصة القول أنه، بالنظر إلى الخلافات العميقة بين القيادات العليا للمؤتمر الوطني بشأن دخول القوات الدولية إلى دارفور، وهؤلاء لا أعني بهم من هم على شاكلة (درقة سيدو) من أمثال الزهاوي ومن لف لفهم، وكذا الأمر فيما يتعلق بقبول الحركة الشعبية الشريك الثاني في الحكم) بدخول هذه القوات، فضلاً عن مطالبة جميع الحركات المسلحة بهذا الأمر، بل واشتراط الفصيل الوحيد منها التي وقعت اتفاقية أبوجا مع الحكومة، يبدو أن البشير قد وقع في شر أعماله حين وضع نفسه بمثل هذه الحماقة الغريبة في مواجهة، ليس فقط المجتمع الدولي، بل جميع القوى الفاعلة ذات المصلحة الحقيقية في وحدة وسلامة واستقرار هذه البلاد. لنرى إذاً ما يفيد الرجل من مساندة قطاعات مهزومة مثل الطيب مصفى ومنبره للسلام غير العادل، وفلول الجنجويد، والدفاع الشعبي، وغيرها مما ابتليت بها هذه البلاد العزيزة.

    أخيرا الشكر أجزله للأخ عبدالمنعم عمر لتلبيته طلبى بتوصيل هذا المقال لموقعكم المميز و الواسع ألانتشار .


    أقيوم أكمجو مسلم
    E-mail: [email protected]
                  

07-08-2006, 06:17 AM

Abdelrahman Elegeil
<aAbdelrahman Elegeil
تاريخ التسجيل: 01-28-2005
مجموع المشاركات: 2031

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البشير و عودة إلى أجواء العنتريات مرة أخرى (Re: عبد المنعم عمر عثمان)

    Quote: بعد أن انشقت الحركة الاسلاموية الحاكمة إلى مؤتمرين (شعبي ووطني) وربما يظهر مؤتمر آخر قومي قريباً؟



    لكل شيئ افة من جنسه حتى الحديد سطا عليه المبرد
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de