خليل عبد الكريم مفكر ثوري

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-16-2024, 04:51 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-01-2006, 11:19 AM

محمد عبد المنعم عمر
<aمحمد عبد المنعم عمر
تاريخ التسجيل: 08-30-2005
مجموع المشاركات: 599

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
خليل عبد الكريم مفكر ثوري

    خليل عبد الكريم كاتب تقدمي استطاع أن يواجه بجرأة الجمود السلفي وان يحفر وسط جدار السكون ثقبا يمرر منه ضوء يسمح للعقل بأن يعيد التفكير في كل الموروثات المحفوظة من السلف والتي وصلت إلينا كما هي نحافظ عليها ونحميها من التدقيق والفحص والغربلة حتى مع تقدم العلوم والإطلاع على تاريخ الآخرين وأديانهم وأساطيرهم ووجود تشابه كبير بين ميثيولوجات الشعوب المختلفة والوصول إلى علم يدرس موروثات السلف. ه. أول كتبه كان «الجذور التاريخية للشريعة الإسلامية»وقد اًستطاع في هذا الكتاب أن يبلور رؤية متماسكة للتراث بهدف إيجاد منهج علمي لدراسة التاريخ الإسلامي على ضوء الظروف التاريخية الاجتماعية الاقتصادية السياسية التي أحاطت بالشريعة الإسلامية ومدى تأثير هذه الظروف على طقوس الشريعة وقواعدها انطلاقا من فكرة أن كل جديد لابد أن يحمل في طياته تأثره بالقديم واًن لا جديد يولد من عدم بل شرط وجوده يكون لظهور متطلبات حتمته. وقد وضع 11 مؤلفا بحث فيها جوانب مختلفة من الحياة الإسلامية واعتمد في ذلك على كتب التراث الديني التي تعترف بها المؤسسات الدينية وخصوصا الأزهر لأنه لم يكن يبغي إنكار الشريعة الإسلامية ولكن كان هدفه الأساسي هو غربلة الشريعة وفحصها وتخليصها من الجمود الذي شابها منذ عصر الفقهاء وحتى الآن ودراستها في ضوء منهج علمي لا يمس بها ولكن يصل إلى جوهرها الإنساني العميق بعيدا عن إضافات التاريخ ومحررا لها من ثقل الأصولية لتتماشى مع ما نحن فيه من متغيرات اجتماعية هائلة قال خليل عبد الكريم في احد مؤلفاته( وآمل - وهذا أمر متوقع - ألا يسئ البعض فهم هذه الدراسة على نحو لم يرد على خاطرنا، وكنا قد طالبنا بضرورة كتابة التاريخ الإسلامي كتابة علمية موضوعية بداية بالحبيب المصطفى، وكررنا أن الكتابة بطريقة مغايرة للكتابات التقليدية يتعين أن تقابل بأفق رحيب وعقلانية بعيدة عن التشنج، ونذكر هؤلاء بأن الأمين نفسه أكد أن من أجتهد وأخطأ فله أجر ونحن نأمل في أن نحظى بالأجرين.. أجر الاجتهاد، وأجر الإصابة ) ومن أهم كتبه «النص المؤسس ومجتمعه» في مجلدين و«شدو الربابة في أحوال الصحابة» في ثلاثة مجلدات و«فترة التكوين في حياة الصادق الأمين» عن حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وقد أثارت هذه الكتب ضجة في الحياة الثقافية المصرية وذلك بسبب جرأت مؤلفها في دراسة موضوعات يعتبرها المشايخ ومتعهدي الدين الإسلامي من المحرمات سعيا منهم في ترسيخ حالة الجمود وتكريس فكرة التخصص فالمشايخ والمقرئين فقط هم المسئولون عن الشريعة من التحريف والمتعهدين الرسميين بحفظها وذلك مكمن تميزهم وثراء بعضهم لأنهم هم الوحيدون الذين يملكون الحقائق الدينية ولهم حق بيعها أو استغلالها والتفوه بها في مكبرات الصوت وعلى مآذن الجوامع لجموع الناس. ورغم كل معارك خليل عبد الكريم الفكرية مع المتشددين والمؤسسة الدينية ومثوله أكثر من مرة إمام نيابة امن الدولة بسبب علمه وفكره، لم تكن إدانته ممكنة نظرا لدقة مواقفه في إعادة قراءة التاريخ الإسلامي. على ضوء المنهج العلمي ونظرا لأنه لم يكن تحريفيا أو مارقا وإنما كان مفكرا يصدر عن المجتمع الإسلامي ويحمل نفس همومه وأماله في البحث عن مرتكز تاريخي وإسلامي قوي يستند إليه ونستند إليه جميعا. وقد توفي المفكر خليل عبد الكريم عن عمر 73 عاما في إحدى قرى أسوان بعد ان قدم رؤية مجددة للفكر الديني عبر أكثر من 13 مؤلفا أثارت خلافات مع المؤسسات الدينية والأصوليين والمنتفعين من احتكار المعرفة الدينية.
    عرض لبعض الأفكار التي وردت في مؤلفاته::
    في كتابه "الجذور التاريخية للشريعة الإسلامية "
    – منشورات دار سينا للنشر – الطبعة الثانية (1997)عرض لفكرة أن البيئة العربية المحيطة بظروفها التاريخية الاقتصادية الاجتماعية هي مصدر الكثير من الأحكام والقواعد والأنظمة والأعراف والتقاليد التي جاء بها الإسلام أو شرعها. لذا فقد عرض لهذه الأشياء التي تأثر فيها الإسلام بالبيئة المحيطة من شعائر تعبدية، وعادات ومفاهيم وأعراف اجتماعية وجزائية وحربية وسياسية كانت سائدة في جزيرة العرب ومعمول بها لدى القبائل العربية السابقة على الإسلام وخاصة قريش وأول هذه الشعائر التعبدية : تعظيم البيت الحرام (الكعبة) والبلد الحرام (مكة) فعلى الرغم من وجود إحدى وعشرين كعبة في جزيرة العرب قبل الإسلام فإن القبائل العربية أجمعت على تقديس (كعبة مكة) وحرصت على الحج إليها ، بما في ذلك من كان لديه كعبة خاصة مثل كعبة غطفان، ومن شدة تقديس العرب للكعبة، كان الرجل يرى قاتل أبيه في البيت الحرام فلا يمسه بسوء. كما كان العرب يجلون أهل مكة (قريشا)، ويسمونهم (أهل الحرم)، وكان الإصهار إليهم يعتبر شرفا وحين جاء الإسلام أبقى على تقديس الكعبة ومكة. كذلك شعيرة الحج والعمرة فقد كان العرب قبل الإسلام يحجون في شهر ذي الحجة من كل عام، (يرحلون إليها إلى مكة من كل مكان من الجزيرة في موسم الحج من كل عام لتأدية فريضة الحج وكانوا يقومون بالمناسك نفسها التي يقوم بها المسلمون حتى اليوم وهي( التلبية- الإحرام -ارتداء ملابس الإحرام- الوقوف بعرفة والدفع إلى مزدلفة- التوجه إلى منى لرمي الجمرات - نحر الهدى - الطواف حول الكعبة سبعة أشواط - تقبيل الحجر الأسود - السعي بين الصفا ومروه) وكانوا يسمون اليوم الثامن من ذي الحجة يوم التروية ويقفون في عرفات باليوم التاسع وتبدأ من العاشر أيام منى ورمي الجمار وكانوا أيضا يسمونها أيام التشريق كما كانوا يعتمرون في غير أشهر الحج. ويضيف عبد الكريم في كتابه أن الإسلام قد ورث من العرب هذه الفريضة بالمناسك نفسها والتسميات عينها لكنه طهرها من مظاهر الشرك ونهى عن طواف العرايا الذي لم يكن من باب الانحلال الخلقي كما يحلو للبعض وصفه، ولكن لشدة تقديسهم للكعبة ولحجرها الأسود، يهابون أن يطوفوا بها أو يقبلوا الحجر بالثياب التي قارفوا فيها ذنوبا. ثم شعيرة أخرى وهي تقديس شهر رمضان فقد كان المتحنفون يفعلون ذلك ومنهم عبد المطلب جد النبي (ص) إذ أنه إذا جاء رمضان شد مئزره وطلع إلى غار حراء وتحنث فيه وأمر بإطعام المساكين طوال الشهر وكذلك كان يفعل زيد بن عمرو بن نفيل وكذلك شعيرة تحريم الأشهر الحرم حيث كانت العرب تعتبر أشهر (ذي القعدة، وذي الحجة، ومحرم، ورجب) أشهرا حرما لأنها الأشهر التي يقع فيها الحج لذا لا تستحل القتال فيها. وقد أبقى الإسلام على شعيرة تحريم هذه الأشهر ثم شعيرة تعظيم العرب قبل الإسلام لإبراهيم وإسماعيل حيث- يقول المؤلف في كتابه - كانوا يعتقدون أن إبراهيم وإسماعيل هما اللذين أقاما بناء الكعبة وفرضا الحج إليها، والإسلام تبنى هذا الاعتقاد. كذلك شعيرة الاجتماع العام يوم الجمعة يذكر عبد الكريم في كتابه"قال أبو سلمى أول من قال أما بعد كعب بن لؤي وكان أول من سمَّى الجمعة جمعة وكان يقال ليوم الجمعة: يوم العروبة (القرطبي – الجامع لأحكام القرآن – تفسير سورة الجمعة ) ولما جاء الإسلام أخذ الأنصار في (يثرب- المدينة) بهذا التقليد وقيل أول من جمّع بالمسلمين في المدينة هو أسعد بن زوارة وقيل إنه مصعب بن عمير ولما هاجر الرسول من مكة أدركته الجمعة في بني سالم بن عوف في بطن واد لهم وقد اتخذوا في موضع منه مسجدا فجمّع به الرسول وخطب أول خطبة له بالمدينة(القرطبي – الجامع لأحكام القرآن – تفسير سورة الجمعة).
    في كتابه "اَلنَّصُ اَلْمُؤَسِّسُ وَمُجْتَمَعُه"
    تعتمد فكرته الأساسية على أن تفاسير القرآن الحديثة تعتمد على التفاسير التراثية السلفية القديمة التي مرت عليها قرون مثل تفسير الطبري والزمخشرى والرازي والكلبي وابن كثير والقرطبى والبيضاوي والتسترى والسيوطى واًن المفسر وقتها كان يصدر عن بيئته وزمنه وميوله وامكاناته الشخصية واتجاهه الفكري ومدرسته الفلسفية مما يعني أن التفسير ينقلب إلى نص آخر مغاير للنص الأصلي وعلى مر التاريخ قدس الناس نص المفسر واعتبروه مصدرا لا يجب أن يعاد التفكير فيه أو غربلته ويقول المؤلف في كتابه (لأن الإتكاء على التفاسير القديمة أو التراثية أو السلفية هو جواز المرور للحظوة برضى المنفذين في رئاسة شئون التقديس الذين نصبوا أنفسهم حراسًا لأحسن القصص وهو درب الولوج إلى البوابة الملكية التي بدون المروق من عتبتها المهيبة يستحيل عليهم الحصول على الموافقة على نشر تصنيفاتهم وإن تقت إلى الانضباط فهي تجميعاتهم)ويضيف المؤلف أن النص المقدس ثابت مطلق لا يتغير أما التفسير فهو نسبى لأنه يتأثر لا بالظروف الذاتية لمبدعه بل وبالأحوال العامة لمجتمعه وبيئته وهذا علة اختلاف التفاسير على مر العصور.ولان الكاتب قرر أن يكون علميا في تناوله للقران الكريم فقد اهتم بدراسة أسباب نزول و الملابسات التي واكبت ظهور الآيات لان لها أهمية بالغة في الكشف عن تأريخ القرآن العظيم وبالتالي فهمه مضيفا إلى ذلك دراسة المجتمع والبيئة لاستخراج الدلالات التي هي ـ المعوّل عليها في النهوض بمجتمعنا
    . في كتابه "للشريعة لا لتطبيق الحكم "
    يقوم الكتاب على فكرة واحدة أساسية إن الإسلام ليس عبادات فقط بل هو أيضًا تشريعات وعقوبات ونظام سياسى، وهنا الخطورة من وجهة نظره لان المجتمعات العربية وبسبب تخلفها الحضاري لقرون أهملت تطوير جوهر التشريعات والعقوبات والنظام السياسي وفق التطور الذي حدث على مر القرون للمجتمعات العربية وللعالم واكتفينا بتقديس نصوص السلف من الفقهاء وعلماء الدين القدامى إذ يرى أن تطبيق الشريعة بشكلها السلفي الموروث سوف يؤدى بنا إلى أضرار لذا فمن الواجب الارتباط بالجوهر الإنساني السامي والعميق للإسلام وتمثله في كل مسالك الحياة مع الأخذ بالعلوم الحديثة في إدارة شئون المجتمع.
    في كتابه "الأسس الفكرية لليسار الإسلامي":
    في هذا الكتاب يحلل خليل عبد الكريم ويدرس الأسس الفكرية لما اسماه باليسار الإسلامي ظروف نشأته والبيئة المحيطة وقد أطلق هذا الاسم على هذا الاتجاه الفكري لأنه في راية يتسم بالثورية والعقلانية كما انه لا يتخلى عن الإسلام كقاعدة ومرتكز
    في كتاب "مجتمع يثرب.. العلاقة بين الرجل والمرآة في العهدين المحمدي والخليفى":
    يتناول وضع المرأة وعلاقتها بالرجل في مرحلة النبوة وصدر الإسلام وعصر الخلفاء الراشدين وقد قدم دراسة اجتماعية لمجتمع من البدو تحيطهم الصحراء من كل جانب وليس لديهم وسائل إنتاج سواء زراعة أو آلات بسيطة لصناعات بسيطة تسد حاجة المجتمعات في ذلك الوقت هذا المجتمع يعتمد بشكل أساسي على التجارة والترحال ثم على الرعي لذا كان نمط الحياة أكثر بدائية منه في المجتمعات الحضارية الأخرى كالعراق ومصر مما انعكس بدوره على وضع المرأة في هذا المجتمع والذي لم يخل من دور قوي لها حيث كانت للمرأة ذمتها المالية المستقلة كما ظهرت قيادات نسائية في هذا المجتمع تستطيع أن تحث على الحرب وتعاون الرجال أثناء المعارك
    وفي كتابه "قريش من القبيلة إلى الدولة المركزية":
    وهذا الكتاب يدور حول فكرة أن قبيلة قريش ونتيجة لمركزها التجاري الهام في هذا الوقت وعلاقتها مع دولتي الغساسنة والمناذرة الدول المتعاونة مع الروم والفرس اًكبر دولتين في ذلك الوقت كان لابد من تحول اجتماعي ما يتناسب مع تدفق الأموال من التجارة لسادات قريش لذا ظهرت في الأفق فكرة دولة قوية تسودها قريش تتكون هذه الدولة من القبائل العربية في المنطقة وقد كانت هذه الفكرة حلم يداعب أذهان سادة قريش ومنهم عبد المطلب جد الرسول (ص)ويشير المؤلف أن الحتمية التاريخية هي التي فرضت ذلك لان قريش وقتها بدأت تتحول لمكانة ونفوذ ومال اكبر من مجرد كونها قبيلة كبيرة تعلو على من حولها من القبائل وساعدها على ذلك أن لهجتها كانت مفهومة للجميع وأنها كانت مركزا تجاريا لباقي القبائل العربية وهذا مما لا علاقة له بنفي كون الإسلام دينا سماويا ولكنه دراسة لما أحيط بنشأته من ظروف تاريخية ودراسة للأسباب.التي ساهمت في نشر هذا الدين السماوي إلى كل بقاع الأرض
    في كتابه "شدو الربابة بأحوال الصحابة":
    في هذا الكتاب يعرض المؤلف لأحوال وإخبار صحابة رسول الله (ص)معتمدا على كتب السيرة و كتب التاريخ في محاولة لتقديم تعريف مكتمل للصحابة ومعرفة دورهم الجليل في نشر الرسالة فمثلا الصحابي الجليل سلمان الفارسي ذكر المؤلف انه كان من كبار مثقفي عصره وكان عالمًا بالعقائد والأديان و يحيط بالمذاهب المختلفة.. وقد أثرى أصحابه بالأسس والقواعد والتجارب والتواريخ والسير التي استفاد منها النبي نفسه بعد ذلك في إدارة شئون المجتمع الإسلامي ومعاركه مع الأعداء مثل حفر الخندق انطلاقا من أن النبي بشر مثلهم كما قال الكتاب الكريم ولا عيب في أن يأخذ ممن لديهم خبرة في جوانب حياتية ما.
    في كتابه "فترة التكوين في حياة الصادق الأمين":
    وهذا هو آخر كتب خليل عبد الكريم وقد أثار ضجة كبيرة ساهم فيها صاحب دار النشر نفسه ليخلق حول داره ضجة من شانها أن تصنع له شهرة ولم يخلو الأمر من مؤامرة انتهازية..ويتناول الكتاب دراسة الفترة التي تمت فيها تكوين وبلورة شخصية النبي (ص)ووصولها إلى الاكتمال وقد كان من المؤثرين في شخصية النبي منذ شبابه السيدة خديجة زوجته التي راعته وساعدته في بداية الدعوة وابن عمها ورقة بن نوفل وبقية أفراد الأسرة وهم: ميسرة ، والراهب بجير، والراهب عداس، والبطرك عثمان بن الحويرت ولقد قامت هذه المجموعة التي اتسمت في ذلك الوقت بإطلاعها على أديان الأمم الأخرى وخاصة المسيحية واعتناقهم لها على تعليم النبي لأكثر من خمسة عشر عامًا حفظ فيها كتب الأولين والآخرين وعرف التوراة والإنجيل والمذاهب والعقائد ويقول خليل عبد الكريم (ومهما كانت الجهود التي بذلتها الطاهرة وعاضدها فيها ابن عمها القس فأنها لا تنفى عن التجربة وفى مقدمتها حادث الغار جانبها الغيبي وناحيتها الميتافيزيقية إذ لا تعارض بين الأمرين بل إن كلا منهما يكمل الآخر ويدعمه)..
    الهجوم على خليل عبد الكريم
    تعرض خليل عبد الكريم لهجوم لاذع وصل إلى التحريض على القتل واتسم بألفاظ نابية وشتائم ومن هذا الهجوم ما قال الدكتور المطعني الأستاذ بجامعة الأزهر قال (خليل عبد الكريم عبد الناصر ارتكب جريمة تدعو إلي تقويض وهدم حقائق الإيمان. هذه الجريمة الفظيعة، لم تتجاوز مواجهتها سوي الرفض الإعلامي القولي ولم يتخذ ضد أطرافها أي موقف رسمي حاسم والواجب ان يحاسب قانوناً كل من المؤلف والناشر وإلا فان نجاة خليل من المساءلة الرادعة، سوف يفسح المجال للعشرات من أمثال خليل في مجال التأليف المخرب) وأصدر مجمع البحوث الإسلامية من جهته تقريراً عن كتاب فترة التكوين وانتهى إلى التوصية بمصادرة الكتاب بإجماع آراء علماء مجمع البحوث و قال الشيخ يوسف البدري ‏ (وكاتب فترة التكوين في حياة الصادق الأمين ـ ل عبد الكريم ـ قد خلا من حسن النية وسلامة المقصد‏ )وقال المفتي السابق نصر فريد واصل أن خليل عبد الكريم بنشره لهذا الكتاب كان يبحث عن الشهرة وقال الدكتور يحيي إسماعيل حبلوش ـ الأمين العام لجبهة علماء الأزهر وأستاذ الحديث في كلية أصول الدين في حديث لأحد الصحفيين وقت أزمة كتاب فترة التكوين ( لو لم يجد خليل عبد الكريم من يؤازره لما وجد لحقده متنفس‏والكلام الوراد في الكتاب لا يحتمل حكما آخر غير الكفر‏, ‏ ونحن علماء ملزمون بإبداء رأي الشرع في كل ما يجد نحن أصحاب المصلحة في صيانة الملة والغيرة علي معالم الأمة‏‏ ‏..‏ وأضاف هناك فرق بين الكفر والتكفير‏.‏ إصدار الحكم بالكفر هو سلطه العلماء ونحن نري ان ما ورد في الكتاب لا يحتمل شيئا غير ذلك‏.‏ أما التكفير فهو شيء آخر يتبع سلطة القضاء ومؤسسات الدولة الرسمية وعلي الدولة ان تتحرك وإذا لم تتحرك الدولة سنتحرك نحن وربما يقوم وفد بزيارة النائب العام وتقديم بلاغ إليه. وأضاف لماذا تطالبون بالتماس الرحمة والرأفة مع من يعتدي علي معتقدات الناس‏.‏الكتاب ليس فيه فكر‏, ولكنه لا شيء سوي وثيقة إجرام. وأضاف الحكم على مثل هذه الكتب مهمتنا التي فرضها الشارع علينا ولا نستطيع منها فرار‏ ‏ويضيف جبهة علماء الأزهر تنظيم شعبي رسمي يؤازر مواقف الأزهر الشرعية الثابتة‏, ‏ لان الأزهر الرسمي مقيد بلوائح وقوانين نحن المعبرون عن ضمير الأمة‏, ‏ ولن نقبل أبدا أي مساس بثوابتها ولن نسكت إذا ما رأينا أية أفكار شاذة أو أراء منحرفة هذه مهمتنا ونحن لها.وأضاف ‏‏ لو كان الكتاب قد عرض علينا قبل الطبع لإبداء الرأي وضبط الأمور‏لكنا تعاملنا معه بالحسنى ‏ ولكن أما وقد خرج علي الناس هكذا فلم يعد هناك مجال لذ‏لك )..

    سماح عادل
    [email protected]
    الحوار المتمدن - العدد: 1115 - 2005 / 2 / 20
                  

07-01-2006, 12:19 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خليل عبد الكريم مفكر ثوري (Re: محمد عبد المنعم عمر)

    سلام لك محمد عبد المنعم واكيد ساهم خليل في ازاحة الاتربة

    من الكتب التي نزين به ارفف مكتباتنا شكرا للموضوع
                  

07-01-2006, 04:44 PM

محمد عبد المنعم عمر
<aمحمد عبد المنعم عمر
تاريخ التسجيل: 08-30-2005
مجموع المشاركات: 599

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خليل عبد الكريم مفكر ثوري (Re: Sabri Elshareef)

    كتب هذا المقال لافتتاحية جريدة "الافق" العدد 13 بقلم سمير عادل في عام 2001 . والان اعيد نشر هذا المقال لصفحة "الحوار المتمدن" لفتح بابها امام معضلة التكفير في العالم العربي وتجريم العلمانيين والشيوعيين وكل من يحاول ان يفكر بصوت عالي .

    سمير عادل

    جريمة التكفير ..من المسؤول ؟

    من نجيب محفوظ إلى نوال السعداوي ..ثم خليل عبد الكريم والقافلة تسير

    ما اسهل السطحية في التحليل عندما تحاول دون عناء ان ترجع خلفية كل جريمة تكفير تقع في بلد عربي إلى وجود مصالح حزبية أو حملة انتخابية ما او اشغال الفراغ السياسة كما قيل اخيرا عن هجوم جبهة علماء الأزهر على الكاتب خليل عبد الكريم ودار ميريت الذي نشر كتابه "فترة التكوين في حياة صادق الأمين" . وما ابسط ان يطلق مصطلح (التطرف) و(المتطرفين) على مرتكبي جرائم التكفير والترهيب ! وليس الغاية من وراء تلك التحاليل إلا أبعاد الدين الإسلامي الذي هو أساس دساتير البلدان العربية ومصدر التشريعات القانونية في العديد من نواحي الحياة من النقد والعمل بشكل ثوري لفصله عن الدولة لمنعه من التدخل في الحياة الشخصية للأفراد والمجتمع.

    أن التحليلات الآنفة الذكر حول مسببي جرائم التكفير هي تحريف مقصود وتشويه متعمد للأسس التي تستند عليها وذلك لطمس ماهية الصراع بين التيار التحرري في المجتمع وبين التيار الذي يريد ان يحكم بقوانين الصحراء والبدو.وقد لعبت الحكومات القومية العربية دورا كبيرا وناجحا في تمويه ماهية ذلك الصراع من خلال مساندة (إسلام الدولة) وبعكس ما تردده أوساط معينة التي توصف موقف تلك الحكومات بالمتفرج على الصراع الدائر بين التيارين .

    لقد أدخلت الحكومات العربية مصطلح التطرف في أدبياتها الدعائية والسياسية كي توصف كل من يحاول ان ينافسها على السلطة بالقوة . وإذا وافقنا على هذا التفسير فيعني ان تلك الحكومات هي متطرفة ايضا، اذ تحاول ان تثبت سلطانها بالقوة ايضا وبنفس ضراوة الاسلاميين .واذا قارنا بين (تطرف) إسلام الدولة وبين تطرف اسلام الاسلاميين فسنحصل على نتيجة بأن اسلام الدولة لا يقل (تطرفا) او لنقل حسب تعبيرنا ضراوة وهمجية عن اسلام الاسلاميين.والسبب ان إسلام الدولة مدعوم بثروة المجتمع والتي تسند بدورها السلطة التشريعية والتنفيذية وجيوش كبيرة ودهاليز للتعذيب والقتل وغرف للاعدامات ووسائل سمعية ومرئية. اما إسلام الإسلاميين فلا يملك غير حماقاته !

    أذا وافقنا ايضا ان نطلق مصطلح (التطرف) على حزب العمل في مصر الذي قاد معركة كبيرة ضد رواية ((وليمة للاعشاب البحر)) وحزب الاصلاح في اليمن ضد كتاب ((صنعاء مدينة مفتوحة))، فماذا سنطلق من مصطلح على فتاوى شيوخ الازهر حيث كان طرفا فاعلا في اصدار فتوى تجريم كتاب حيدر حيدر والفتوى الأخيرة لمفتي مصر واصل نصر ابو زيد الذي كفر نوال السعداوي وبيان جبهة علماء الارهر ضد الكاتب خليل عبد الكريم وصاحب دار النشر الذي بمثابة تحريض على القتل ؟وبماذا نعلل فتوى وزير الاوقاف الاردني الذي حلل هدر دم الشاعر موسى الحوامدة وماذا نسمي دعاوي الحسبة التي تقام ضد الكتاب والادباء والمفكرين في تطليقهم من زوجاتهم لانهم فكروا بما لا يحلو لاسلام الاسلاميين واسلام الدولة المتمثلة بشيوخ الازهر ووزارات الاوقاف .. الخ؟

    واورد مثال لا على سبيل الحصر لكي نوصف مساندة الحكومات العربية لاسلام الدولة ففي مؤتمر عقد في مصر تحت عنوان ((العنف السياسي الديني في مصر: الدوافع والافاق) أشار الدكتور صابر سليمان عسران وهو استاذ مساعد بكلية العلوم الى ان عدد ساعات البرامج الدينية في مصر بلغ في عام 1995-1996 17 الف و177 ساعة للبث الاذاعي أي بنسبة 1502% أي متوسط عدد الساعات اليومية 46 ساعة و56 دقيقة بينما بلغ الارسال التلفزيوني نسبة 901% من البرامج الدينية . ويتبادر هنا سؤال في ذهن الانسان العادي هو هل خصصت وزارات الثقافة والاعلام التابعة للحكومات العربية ثلث ساعات البث الاذاعي والارسال التلفزيوني التي تخصصها للبرامج الدينية للدفاع عن المفكرين والكتاب وعلمانية المجتمع والحقوق الانسانية والشخصية للافراد؟!

    ان المثال اعلاه الذي يصف وسائل الاعلام لبلد عانى الويلات من جرائم الاسلاميين يكشف فحوى الخطاب السياسي الموجه للحكومات العربية وهو الحيلولة دون احتكار سلاح الاسلام كدين وايدلوجية وعدم اتاحة الفرص للاسلاميين في تصويبها نحو هم .ولا يحتاج المرأ لكثير من الذكاء لكي يتعرف على القوانين التي شرعت من قبل تلك الحكومات وبرلمانتها ومجالسها النيابية وشعوبها لحماية الاسلام من كل شخص او تيار يحاول المساس به . فاقامة دعاوي الحسبة والتي بدأت هي الاخرى الى جانب فتاوى المصادرة بالانتشار في البلدان العربية هي احدى الامثلة البسيطة التي تبين تمسك الحكومات بالاسلام كسلاح في قطع رؤوس العلمانيين .أضافة الى كل ذلك فأن وزير الثقافة المصر فاروق حسني هو الذي امر بمصادرة الروايات الثلاثة من الاسواق التي صدر عن دار القصور للثقافة و ايده حسني مبارك في تصريحه امام حشد من الكتاب والصحافيين في معرض قاهرة الدولية الذي اقيم قبل شهرين .

    ان الاسلاميين نجحوا منذ تأسيس دولتهم في فرض الاسلام على الناس والمجتمع بقوة السيف وصوروه عبر التاريخ وبذلك السيف انه لا يمكن الشك بالاسلام ونبيه وكتابه المقدس، وهنا كان مكمن نجاحهم وقوتهم . واصبح الخوف الذي صنع بالإرهاب جزء من البنية الفكرية والاجتماعية للإنسان والمجتمع حتى اصبح جزء من بنية الحركات التي تدافع عن حرية التفكير والنقد . ويمكن ان نصنفه احدى الاسباب التي منعت جميع الحركات الردايكالية في تاريخ المجتمعات العربية و منذ حروب الردة وانتهاء بالحكومات العربية التي تحكم بابواق رجال الدين وبركاتهم وبالسيف الذي ورثوه عن الدولة الاسلامية من ان تفصل نفسها عن الإسلام تجنبا من بطش ممثلي الإسلام .

    ان استفحال جرائم التكفير في العقد الاخير في العالم العربي لا يتحمل مسؤوليته الحكومات القومية العربية والتيار الاسلامي وحسب بل يتحمله بنفس القدر التيار التحرري الذي يحاول ان يمتص نقمة الطرف المقابل بدلا من مواجهته وتحطيمه مثلما يحاول ذاك الطرف دك عنقه.فالتاريخ لا يدون فقط في سجلاته قتلة الاطفال ومغتصبي النساء وقاطعي عنق الكتاب والمفكرين بل يسجل ايضا تردد وخوف من اشعل فتيل المعركة ولا يريد خوضها للنهاية . فمثلما سجل التاريخ بشاعة الكنيسة وجرائم قساوستها في القرون الوسطى سجل الى جانبه ايضا جرأة فولتير وشجاعة روسو ومونتسيكو وديدرو …الخ.

    فمحاولات فرج فودة في فصل اسلام الاسلاميين عن اسلام المجتمع او كما وصفناه باسلام الدولة ومناورات حيدر حيدر للتملص من غضب الاسلاميين وتردد اليوسفي امام الحملة الاعلامية التي نظمها حزب الاصلاح وتراجع نجيب محفوظ امام الازهر وعشرات آخرين من الكتاب والمفكرين والمثقفين في البلدان العربية الذين ساروا على نفس المنحى لا يمكن لهم ان يرفعوا مشعل الحرية دون توجيه النقد الى الاسلام كايدلوجية للدول القومية العربية ومصدر تشريعاتها والنضال من اجل فصله عن الدولة . ان الذي يحاكم الحرية ويسوقها الى المقصلة ليس تيار الاسلام السياسي فقط بل قوانين اسلام الدولة معا. وان الذي حكم على صلاح محسن بالسجن لمدة ستة اشهر مع وقف التنفيذ لانه لا يؤمن بالاسلام ليس تيار الاسلام السياسي فقط بل اسلام الدولة المصرية معا. وان الذي طلق حامد نصر ابو زيد من زوجته ليس تيار الاسلام السياسي فقط بل اسلام الدولة معا. وان الذي دفع ان يصدر بيان تحريض على قتل خليل عبد الكريم وصاحب الدار الذي نشر الكتاب بكل استهتار وصفاقة ليس منظمة الجهاد الاسلامي ولا اخوان المسلمين بل جبهة علماء الازهر حامي وحارس النظام السياسي في مصر .. الخ من الامثلة .

    ان عدم مواجهة الرعب الذي تحاول ان تبثه الحملات السياسية والاعلامية وفتاوى اسلامي الدولة والإسلاميين سيزيد من لعابهم وتدفعهم نشوة ذلك الرعب في عيون الفريسة للاقتناص منهم مرات ومرات .فكما قال دانتون احد قادة الثورة الفرنسية التي قطعت دابر فتاوى وجرائم الكنيسة ودجاليها ((الجرأة ثم الجرأة ثم الجرأة )) . أن النضال من اجل فصل الإسلام عن الدولة هو الكفيل في قطع الطريق امام صلافة الإسلاميين وقتاويهم وقساوسة الحكومات القومية العربية .



    سمير عادل
    [email protected]
    2002 / 8 / 10



                  

07-01-2006, 04:51 PM

محمد عبد المنعم عمر
<aمحمد عبد المنعم عمر
تاريخ التسجيل: 08-30-2005
مجموع المشاركات: 599

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خليل عبد الكريم مفكر ثوري (Re: محمد عبد المنعم عمر)

    بنو قريظة( خليل عبد الكريم)

    كان ليهود بني قريظة دور مؤثر في تأليب الأحزاب على محمد ودولة قريش والديانة التي كان يفشيها بين الناس، ولذا فإن وقعة الخندق كانت من أوعر الغزوات على المسلمين حتى شعروا بالخوف وظنوا بالله _معبودهم الظنون _ وهذا ما لم يحدث لهم من قبل (وعظم عند ذلك البلاء واشتد الخوف وأتى المسلمين عدوهم من فوقهم ومن أسفل منهم حتى ظنوا بالله الظنون).
    وكان الظن بالله الظنون مما يوسم به المنافقون ولكن في هذه الغزاة شمل المسلمين على بكرة أبيهم وهو ما سجله القرآن عليهم (إذا جاؤوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا). وهذا وصف بلغ نهاية الكمول في البلاغة وفي تصوير فزع أتباع محمد وغاية خوفهم حتى إن قلوبهم طارت من أماكنها من شدة الهلع حتى التصقت بحناجرهم. والملاحظ أن الخطاب لهم جميعهم دون استثناء ولهذا قالت أم سلمة إحدى زوجات محمد التسع وممن عُرف بينهن بجودة الرأي أن الأحزاب/ الخندق كانت من أشد الغزوات.
    ولعل من أبرز أسباب رعب الصحبة وهولهم هو أن نبي قريظة خانوا العهد والميثاق بينهم وبين محمد وانضموا إلى الأحزاب وكان ذلك بسعي من حيّى بن أخطب الذي أراد أن يثأر لما أصابه وقومه فلم يزل بكعب بن أسد القرظي حتى أغواه على نبذ ما وادع عليه محمداً وعاهده.
    وهكذا وجد المسلمون أنفسهم بين شقيّ الرحي: عدو في الداخل بل في العُب، وعدو في الخارج يحيط بهم إحاطة السوار بالمعصم وبأعداد غفيرة وعدة هائلة.
    وهذا تفسير ما جاء في الآية السابقة: (من فوقكم ومن أسفل منكم) فشطير العدو الأول يتحلقهم من الصدر وشطيره الآخر جنبتهم من العجز.
    وإذ كان محمد عبقرياً فذاً لا يبارى فقد هداه ذكاؤه اللّماح وفطانته المفردة وعقله الوفير إلى التخذيل بين صفوف ذلك الحلف الشيطاني = الكوافر واليهود، وقد نجح أيما نجاح فارتحل الأحزاب يجرون أذيال الخيبة والخسران، وتركوا بني قريظة وحدهم يواجهون عاقبة نكثهم الميثاق.
    وأرسلت السماء جبريل إلى محمد تأمره بالشخوص إلى بني قريظة وأنه سيسبقه إليهم ليزلزل الأرض من تحت أرجلهم زلزالاً (فلما كان الظهر أتى جبريل رسول الله(ص) كما حدثني الزهري معتجراً (متعمماً) بعمامة إستبرق (ديباج غليظ) على بغلة عليها رحالة (سرج) عليها قطيفة من ديباج فقال: أوَقد وضعت السلاح يا رسول الله؟ قال: نعم فقال جبريل: فما وضعت الملائكة السلاح بعد وما رجعت إلاّ من طلب القوم إن الله عزّ وجلّ يأمرك بالمسير إلى بني قريظة فإني عامد إليهم فمزلزل بهم). وأذّن المؤذن بالجهاد ضد بني قريظة وحاصروهم خمساً وعشرين ليلة حتى جهدهم الحصار وأصابهم الرعب وركبهم الخوف... والحق أن المرء ليعجب من عناد بني قريظة إذ كيف ظلوا صامدين خمساً وعشرين ليلة لزلزلة جبريل وعدد وفير من الجنود نصفهم من الملائكة ونصفهم من أتباع محمد، وأي غباء دفعهم إلى الثبات في وجه جميع تلك القوى الجبارة لمدة تقرب من شهر!.
    وكانت النتيجة محسومة منذ البدء! فمن ذا الذي يقف في وجه زلزلة جبريل وجيش لحمته الملائكة وسداه هم الصحاب؟ لذا طفقوا في المراوضة (المساومة):
    (... وبعد الحصار قيل: أرسلو بنبّاش بن قيس إلى رسول الله(ص) أن ينزلوا على ما نزلت عليه بنو النضير من أن لهم ما حملت الإبل إلاّ الحلقة فأبى رسول الله(ص) أن يحقن دماءهم ويسلم لهم نساءهم والذرية... وكان أبو لبابة مناصحاً لهم لأن ماله وولده وعياله كانت في بني قريظة فأرسله رسول الله (ص) إليهم فلما رأوه قام إليه الرجال وجهش (أسرع إليه) النساء والصبيان يبكون في وجهه من شدة المحاصرة وتشتيت مالهم فرقّ لهم وقالوا: يا أبا لبابة أترى أن ننزل على حكم محمد قال: نعم وأشار بيده إلى حلقه أي إنه الذبح). ويشي هذا الخبر أن محمداً أرسل أبا لبابة لأن (ماله وولده وعياله كانت في بني قريظة) أي رابطته بهم شديدة الوثاق، ونسلط الضوء على كلمة (عياله) أي أنه أحد الذين كانوا يسترضعون أولادهم عند اليهود، ولكن هل تصل تلك العلاقة إلى رتبة الحلف؟
    ندع هذا الخبر يتولى الإجابة:
    (وعن أبي لبابة "رض" لما أرسلت بنو قريظة إلى رسول الله(ص) فسألوه أن يرسلني إليهم، دعاني قال: إذهب إلى حلفائك فإنهم أرسلوا إليك من بين الأوس فذهبت اليهم). أي أن محمداً كان يعلم بالحلف الذي بين أبي لبابة والقرظيين وذلك هو رأس موافقته على طلبهم إرساله إليهم لمشاورته، ولعل الخيانة التي ارتكبها أبو لبابة في حق محمد الذي أوفده، وفي حق سائر المسلمين تدل بذاتها على قوة الآصرة بين الطرفين وتمثلت تلك الخيانة في إفصاحه لهم عن العقاب الذي انتوى محمد أن ينزله بهم جزاءً وفاقاً على كيدهم له وغدرهم به.
    وأبو لبابة نفسه اعترف بالخيانة (فوالله ما زالت قدماي من مكانهما حتى عرفت أني قد خنت الله ورسوله(ص) ثم انطلق أبو لبابة على وجهه...).
    ولم يكن أبو لبابة صحابياً عادياً بل كان:
    1_ عقبياً (شهد العقبة) بل.
    2_ نقيباً.
    3_ وقيل: شهد بدراً.
    وقيل: ضرب له محمد بسهمه مع الصحابة (يعني شهدها معنوياً ومن ثم فهو يحمل اللقب).
    4_ استخلفه على أثرب في غزاة السويق.
    5_ شهد أحداً وما بعدها من المشاهد.
    6_ صاحب راية بني عمرو بن عوف في الفتح الأعظم، فتح مكة.
    ومع هذه الرتب السنية والأوسمة الرفيعة والنياشين العالية التي حملها ذلك الصاحب فإن صلابة الأخية (العروة) التي ربطته بيهود دفعته إلى خيانة الثورة وقائدها في وقت الحرب!
    وأصر محمد على ضرورة إنزال الجزاء الرادع على بني قريظة:
    (... وأخرج النساء والذراري من الحصون وجعلوا ناحية... وكانوا ألفاً واستعمل عليهم عبد الله بن سلام فتواثب الأوس وقالوا: يا رسول الله موالينا وحلفاؤنا وقد فعلت في موالي إخواننا بالأمس ما فعلت يعنون بني قينقاع، لأنه كانوا حلفاء الخزرج ومن الخزرج عبد الله بن أبيّ بن سلول وقد نزلوا على حكم رسول الله(ص) وقد كلمه فيهم عبد الله بن أبيّ بن سلول فوهبم له على أن يجلو أي فظنت الأوس من رسول الله(ص) أن يهب لهم بني قريظة كما وهب بن قينقاع للخزرج...).
    وهذا الخبر يبين لنا أن أبا لبابة الخائن لم يكن هو الحليف الوحيد بل كان الأوس جميعهم حلفاءهم ومواليهم (وقالوا يا رسول الله موالينا وحلفاؤنا) وكانوا يأملون أن يعفو عنهم كما عفا عن بني قينقاع، وفاتهم أن جرمهم لا يقاس بما نسب إلى بني قينقاع، وسيدهم سعد بن معاذ هو الذي قضى بـ :
    أ_ قتل الرجال.
    ب_ سبي النسوان.
    ج_ قسمة الأموال.
    واغتبط له محمد وأنبأ أنه الحكم الذي رضيته السماء من فوق سبعة أرقعة (ثم خرج رسول الله(ص) إلى سوق المدينة... فخندق بها خنادق ثم بعث إليهم فضرب أعناقهم في تلك الخنادق فخرج إليها أرسالاً وفيها عدو الله حيّى بن أخطب وكعب بن أسد رأس القوم وهم ستمائة أو سبعمائة والمكثر يقول كانوا ما بين الثمانمائة والتسعمائة. ولكن ما الذي دفع ابن معاذ إلى إصدار ذلك الحكم على حلفائه ومواليه وحلفاء قومه ومواليهم؟
    في البدء استشف سعد أن ذلك هو عين ما استقر عليه محمد ولعل إشارة أبي لبابة إلى رقبته ما يعني الذبح عند سؤال يهود إياه ما ينتويه محمد بشأنهم، يدل على أن رأي محمد كان معروفاً للصحبة.
    أما في المنتهى فقد شعر سعد بن معاذ أن حلفاءه ومواليه القرظيين آذوه وأحرجوه بإقدامهم على تلك الفعلة الخبيثة النكراء ولا يماري لبيب في أن جريمتهم أفظع ما ارتكبه فرع من فروعهم الثلاثة.
    وهكذا ينجلي أمام ناظرينا أن الرابطة بين بني قيلة وبني إسرائيل على المستوى الجمعي أو الجماعي لم تكن واهنة أو واهية بل كانت على قدر موفور من المتانة والوثاقة.
    ولكن ماذا يعني ذلك؟
    إنه يعني الكثير:
    لقد وصل في بعض الأحيان إلى درجة التماهي حتى إنه في بعض الأحيان كان يقال للأثريي يا يهودي من منظور إطلاق العام على الخاص كما يقال الآن للمصري: يا عربي، ولقد أسخط ذلك محمداً، فحظره حظراً باتاً بل شرع له عقوبة غير هيّنة (عن داود بن الحصين عن أبي سيفين مرسلاً: من قال لرجل من الأنصار يا يهودي فاضربوه عشرين).
    ولقد لاحظ محمد تأثر اليثاربة العرب (بني قيلة) باليهود في كثير من مناحي الحياة ففطن إلى خطورة ذلك ومن ثم فإنه حارب ذلك ونهى عنه بشدة: نهى عن التشبه باليهود في الهيئة والملبس والجلسة والقعدة وتسريحة الشعر (احفوا الشوارب واعفوا اللحى ولا تشبهوا باليهود).
    وإذ تجاور بنو قيلة وبنو إسرائيل مدة طويلة فلا بد أن يتم بينهم اختلاط وأن تنعقد بينهم مجالس يتسامرون فيها وينشدون الأشعار ويتحاورون في أدق المسائل ومنها أصول الدين (بعمومه) وفي أساسيات الإيمان:
    (عن أبي الدرداء ووائلة بن الأسقع وأنس بن مالك قالوا: كنا في مجلس يهود ونحن نتذاكر القدر فخرج إلينا رسول الله(ص) مغضباً فعبس وانتهر وقطّب ثم قال: (مه اتقوا الله يا أمة محمد... الخ).
    وأبو الدرداء وأنس بن مالك أثربيان عربيان أي أنصاريان بلا خلاف، أما وائلة بن الأسقع فهو ليثي، أما أبو سامة فلم يذكره عبد البر في (الاستيعاب) من بين أصحاب الكُبي ولعل في اسمه تحريفاً، وربما يكون أبو أمامة وإذا صح ذلك فهو أبو أمامة بن سهل بن حنيف وهو أثربي أيضاً (أوسي أنصاري).
    وكانت هناك علاقة ملابسة ومعاملة بين بني قيلة وبني إسرائيل تنبىء عن مخالطة وقدر من الحميمية لم يشكل اختلاف الدين عائقاً دونها، والخبر التالي يدل على ذلك؟
    (لما قتل كعب بن الأشرف اليهودي وهو رجل من نبهان من طيء الذي كان يؤذي رسول الله(ص) بشعره وسعيه ويحرض العرب عليه... قال رسول الله(ص) من ظفرتم به من رجال يهود فاقتلوه فوثبت محيصة بن مسعود بن كعب... بن الحارث بن الخزرج الأنصاري على ابن سنّينة، رجل من تجار يهود، كان يلابسهم ويبايعهم فقتله وكان أخوه حويصة بن مسعود إذ ذاك لم يسلم وكان أسنّ من محيصة فلما قتله جعل حويصة يضربه ويقول أي عدو الله، قتلته، أما والله لرب شحم في بطنك من ماله...).
    نخرج من هذا الخبر ببعض الحقائق:
    1_ أن كعب بن الأشرف عربي من نبهان من طيء ولكن أمه من النضير فهو يهودي من جهة أمه، وهذا أمر له اعتداد لدى بني إسرائيل، ولكن المهم أن العرب واليهود كانوا يتزاوجون ولم يكن هناك بأس من زواج العربي من اليهودية.
    2_ لما كان قتل ابن الأشرف حدث قبل عركة أُحُد التي نشبت في السنة الثالثة وكان حويصة حتى ذلك الوقت مشركاً، فإن معنى ذلك أن هناك من الأنصار (الأثاربة) من تأخر إسلامه عدة سنين وهو بخلاف ما تصوره الكتابات الحديثة أنه بمجرد وصول محمد أثرب اندفعوا يدخلون في دين الله أفواجاً.
    3_ إنه منذ حوالي السنة الثالثة صدر أمر صريح من محمد لأتباعه المسلمين (من ظفرتم به من رجال يهود فاقتلوه.. من ظفرتم به من رجال يهود فاقتلوه) وهو شأن بالغ الخطورة لم ينتبه إليه كثيرون ممن كتبوا في السيرة إذ معناه واضح وهو أن محمداً أعلن الحرب على بني إسرائيل أفراداً وجماعات (من رجال يهود فاقتلوه) وبداهة فإن الأمر لا يشمل النسوان والذراري.
    4_ أن ابن سنّينة قتيل محيصة كانت له معاملات معهم وعلى صلة طيبة بهم بل كان له فضل عليهم (أما والله لرب شحم في بطنك من ماله).
    5_ أن هناك من بني قيلة أو الأنصار أو العرب الأثاربة من كان يسووءه قتل بني إسرائيل ويأسف لذلك ولا يملك إلاّ أن يذيع علانية توجعه ويطرح أسباب الفجيعة.

    المصدر : الصحابة والمجتمع
                  

07-02-2006, 03:29 PM

محمد عبد المنعم عمر
<aمحمد عبد المنعم عمر
تاريخ التسجيل: 08-30-2005
مجموع المشاركات: 599

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خليل عبد الكريم مفكر ثوري (Re: محمد عبد المنعم عمر)

    فوق
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de