نحن في (خارج) السودان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-16-2024, 07:32 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-22-2006, 05:24 AM

د. عبدالله جلاّب


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
نحن في (خارج) السودان

    رسائل من امريكا

    نحن في (خارج) السودان

    د. عبدالله جلاّب
    جامعة ولاية أريزونا
    [email protected]



    أعجبت قطاعات كبيرة من الأمريكيين إعجاباً شديداً بالمثل الأفريقي الشائع والذي يقول بأنك تحتاج إلى قرية كاملة لتربي طفلاً واحداً عندما أطلقتها بإعجاب السيدة هلري كلنتون زوجة الرئيس الأمريكي السابق بل كلنتون. ولعل في إكتشاف السيدة كلنتون المتأخر ذاك للحكمة الإفريقية واحدة من إشارات الزمان الجديد الذي يمكن أن تأتي فيه الحكمة من خارج الغرب. وبالتالي يمكن أن تنتج أفريقيا وتصدّر أشياء أخرى غير المواد الخام والمجاعات والإنقلابات العسكرية. وكما تصنّع المواد الخام فقد تمكنت السيدة كلنتون من تصنيع تلك الحكمة الإفريقية في كتاب رائج الصيت بذات الإسم. وبذلك تبادل المثل الإفريقي والسيدة اللأمريكية الأولى السابقة المجد ليعود الأمر بالخير العميم للكاتبه وللكتاب. ولعل في إعجاب بعض المواطنين الأمريكان بذلك المثل ومن ثم إهتمامهم بالكتاب ما قد تكون له مدلولاته. فهناك من الأمرما يتجاوز الأسرة إلى ماهو أكبر أي المؤسسات التي ترعاها الدولة وبذلك تصبح القرية المعنية هنا هي جماع المؤسسات التي يمكن أن تساهم وتساعد في تربية النشئ. ولعل في إنزعاج الأعداد الأخرى من الأمريكان من ما جاء في الكتاب قد يكون له هو الآخر أسبابه. إذ هناك أيضاً من يرى أن الأسرة هي الأساس وهي المبتدا والمنتهى في هذا المجال. لذلك فقد آثر البعض أن يأخذ الأمر بيده ومستغنياً عن المدرسة النظامية التي تقومها وتشرف عليها الدوله وأن يستبدلها بمدرسة البيت التي تقيمها وتشرف عليها الأسرة. ولما كان أمر تربية الأطفال مسألة في غاية الصعوبة والتعقيد فقد دخل المثل الإفريقي دون أن يدري مجال الحرب الباردة الأمريكية. فقد رد بكتاب مخالف السانتور ريك سانتوروم يحمل عنوان: "إنك تحتاج إلى أسرة". كما دخل الأمر مجال الفكاهة الأمريكية عندما قدم تيم ويلسون أغنية ساخرة تقول "أنك تحتاج إلى قرية لتربي معتوهاً". هذا وقد تشعب الأمر لتطال السخرية من السيدة كلنتون وزوجها والرئيس الأمريكي جورج بوش.

    وإن ظل البشر يربون أطفالهم منذ أن خلق الله الأرض ومن عليها, إلا أن كل تلك التجربة الإنسانية لم تبسط أو تسهل من الأمر شيئاً. وإن ظل الأمريكان ولا زالوا يؤلفون الكتب ويصدرون المجلات ويعقدون الحلقات الدراسية في أمور التربية, إلا أن الامر لم يتغير إلى الأسهل. بل ظل يزداد صعوبة وتعقيداً اليوم تلو الآخر. لذلك فقد دخل ذلك الشعار وتلك الأفكار التي حملها أو حمّلتها له تلك الأجندة التي صدحت بها السيدة كلنتون جزءاً من حرب كونية كان معتركها مؤتمرات دولية مثل مؤتمر المرأة في بكين والقاهرة. لذلك فإن الأمر يصبح أكثر صعوبة للذين أتوا من عوالم أخرى لها قيمها وثقافاتها المختلفة والمخالفة والتي لا تشارك هذا أو ذاك العالم المضيف في كثير أو قليل من أمور وتنهج منهجاً مخالفاً في تربية وإعداد الأطفال.

    لقد دخل السودانيون تلك العوالم متأخرين مقارنة بغيرهم من الشعوب الأخرى. فقد كانوا من قبل يقضون سنوات قليلة خارج بلادهم كطلاب ودبولماسيين وربما كموظفين في بعض المنظمات الدولية. وكانت علائق أولئك مع تلك المجتمعات المضيفة سطحية إلى حدود بعيدة. ومن ثم جاءت السبعينات من القرن الماضي حيث أخرجت الأرض أثقالها بمايو وإنفتحت فيها أبوب الجحيم على العباد وفي البلاد من اقصاها إلى أدناها. إذ عمدت عن طريق التطهير الذي لم يكن مطلقاً "واجب وطني" الى طرد الناس من وظائفهم. وأعملت سيف التأميم الجائر فأممت حتى المطاعم. وإنحطت قيمة الوظيفة الحكومية وقل عائدها المادي وتزايدت أعداد العاطلين من خريجي الجامعات وتصاعدت وتائر التضخم. لم يقف الأمر إلي ذلك الحد بل كانت مايو هي النموذج والمثل الأعلى الذي فصل عليه المشروع الشمولي في السودان, فضاقت السجون بالمعارضين حقيقة أو من يشك في عدم ولائهم للنظام. ولأول مرة تضخمت أجهزة الأمن فطاردت الناس وحبست عليهم أنفاسهم. لم تعرف مايو سوقاً أبيضاً واحداً. فقد تحولت كل الأسواق الإقتصادية والسياسية والثقافية والدينية إلى ممارسات تحت الأرض. لوّنها كما شئت. كان ذلك هو موسم الهجرة الكبرى إلي الخارج والتي كان معظمها إلى الدول العربية البترولية وإن أخذ بعض الأطباء والمهنيين ورجال الأعمال الهجرة غرباً إلى بريطانيا بشكل خاص وبعض الدول الغربية وأمريكا بوجه عام. هذا فإن كانت السبعينات والثمانينات تمثل المرحلة الأولى في إقتحام المهاجر شرقاً وغرباً فإن التسعينات قد شهدت المرحلة الثانية والتي دفعت فيه الإنقاذ بالأعداد الكبرى من السودانيين من كل حدب وصوب خارج بلادهم.

    وبتزايد أعداد السودانيين وطول إقامتهم في أرض الله الواسعة أخذ ينمو ويتطور ما يمكن أن نسميه فلكلور المهجر. وأسمي ذلك بالفلكلور لأن معظم ما يتداوله السودانيون المهاجرون وغير المهاجرين لا يزال في طور الحكايات والرويات الشفاهية. إذ حتى الآن, وحسب ما أعرف, فإن الدراسات القليلة التي صدرت في هذا المجال لم تتجاوز كتاب الدكتورة رقية أبوشرف: تجوال: المهاجرون واللاجئون السودانيون في أمريكا الشمالية والذي صدر باللغة الإنجليزية العام 2002 من مطبعة جامعة كورنيل إضافة إلى بعض المؤلفات الأدبية مثل رواية الغنيمة والإياب للدكتور مروان حامد الرشيد وحجول من شوك للروائية بثينة خضر إضافة إلى بعض الأوراق الأكاديمية القليلة وبعض الشذرات التي يأتي بها البعض بين الحين والآخر في مواقع الإنترنت. لذلك فإن المحكي أو الشفاهي أو ذلك الفلكلور الذي يتزايد وتتطور رواياته وقتما إلتقت مجموعة من الرجال والنساء من المهاجرين أو اللاجئن السودانيين في مجالات الأنس الطويل كان ذلك في أي من ذلك الملجأ أو ذاك أو في أرض الوطن. والأمر كذلك فنحن أمام حركة إجتماعية يتواصل أوارها على مدى الساعة. وفي تلك الحركة الإجتماعية المفرح والمبكي والمخجل أحياناً. لذلك فإن التنقيب في اركلوجيا ذلك الفلكلور من الأهمية بمكان. وما يرد هنا بالطبع لا يشكل دراسة منهجية بأي شكل من الأشكال وإنما بعض تأملات أتمنّى لها أن تنمو بمشاركة كل من له معرفة خاصة أو عامة في هذه المجالات.

    ولعل الإتجاهات الأساسية لذلك الفلكلور تتلخص في أن هناك أناس عاديين من الرجال والنساء السودانيين من مختلف الأعمار ظلوا وما إنفكوا يواجهون ظروفاً غير عادية. فهم مثل غيرهم من شعوب الله يعملون على نماء وإزدهار الجنس البشري ولذلك فهم يتناسلون. وفي ذلك هناك منهم من يتساءَل عن كيف له أو لها أن يتخير أو تتخير لنطفهم. ومن ذلك قد تتداخل الأعراق وقد تتوحد. ولابد لكل من الذين إختاروا هذا أو ذلك من أن يتعاملوا مع العديد من الأسئلة والهموم التي تنبثق من نتائج هذا الخيار أو ذاك. وقد تنبثق من تلك الخيارات مشاكل لا قبل لبعض الأطراف المشاركة بمثلها أو القدرة على حلها. وبذلك تبيض المشاكل وتفرخ. ومثلهم مثل بقية البشر يسعون بكل السبل إلى إدخال أولادهم وبناتهم في المجتمع الإنساني وذلك مقصد أساسي من مقاصد الحياة الإنسانية. ولذلك يهتم هؤلاء إهتماماً مشابهاً لإهتمام غيرهم بأمر تربية أولادهم وبناتهم وتيسير كلما قد يساعد في نجاح أولئك الأنجال ما إستطاعوا إلى ذلك سبيلاً. غير أن التربية والحال كذلك ليست بالأمر السهل. فقد تكون في حالات بعينها العين بصيرة واليد قصيرة. وقد لا تتوافر الإمكانيات الضرورية لمعالجة تعقيدات ماثلة. وقد تكون الحلول كارثية. فهم بلا شك تتنازعهم عوالم شتى لكل منها قوة جذبها. وفي هذا الإطار يصبح أمر الحفاظ على الهوية الثقافية والدينية من المسائل المؤرقة. ويصبح أمرنقل ذلك من جيل الآباء والأمهات إلي جيل الأبناء والبنات من المسائل التي يمكن أن يطول الحديث فيها. ومما يزيد الأمر تعقيداً أن يكتشف أولئك القوم إكتشافات في غاية الأهمية. على رأس ذلك إكتشافهم لسواد بشرتهم لحظة مقادرتهم مطار الخرطوم أينما إتجهوا. وقد يصبح لذلك الإكتشاف طعمه الخاص عندما يكون بعيون عربية. وقد يسوء البعض منهم أن هناك قطاعات من ذوي القربي من الإخوة العرب أو مضيفيهم لم يرتق الدين بهم بأن العروبة لسان. وأن لا فرق إلا بالتقوى. وفي هذا الإطار قد يصعق بعض المثقفين السودانيين عندما يكتشف من واقع الإحتكاك المباشر بأن ذلك الحوار الطويل حول العروبة لم يتنزل في الحياة العامة في بعض مناطق العالم العربي. لذلك تتواتر في تجمعاتهم وبمرارة واضحة سخرية تنسب إلى أحد الجنوبيين بأن الجميع هنا عبيد. وأن الإكتشاف الآخر هو أن هناك أكثر من إسلام. وأنهم قد لا يتفقون مع بعض ممارسات بعض إخوة الإسلام. وقد يؤم الجميع ذات المسجد غير أن هناك ما لا يتفق ومزاجهم العام من تشدد عند البعض. إذ أن بعض أسباب خروجهم من ديارهم يعود إلى ما يمكن أن يوصف بالغلو في الدين أو يحويل الدين إلى إيديولجية أو جاهلية قبيحة. ومن الإكتشافات الأخرى أن العنصرية مسألة لها أسنان من حديد صلب. الأمر الذي يجعل البعض يتساءل عن معنى التقدم الحضاري. ومن كل ذلك تتصاعد وتلح أسئلة جديدة هي في الأحوال تستدعي أجوبة جديدة وناجزة. ولعل من كل ذلك يطل السؤال الأساسي برأسه: كيف لهم تربية الأبناء والبنات في مثل تلك الأجواء؟

    نشر هذا المقال بجريدة الخرطوم بعددها الصادر يوم 20 يونيو 2006
    http://www.khartoumnewspaper.com/2006/6/20/page5.pdf
                  

06-22-2006, 02:27 PM

عمر ادريس محمد
<aعمر ادريس محمد
تاريخ التسجيل: 03-27-2005
مجموع المشاركات: 6787

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نحن في (خارج) السودان (Re: د. عبدالله جلاّب)

    يحكى ان رجل وشقيقتة توجهوا من امدرمان الى الشمالية على عادة اهل تلك المناطق فى زمن(حش التمر) ونسبة لشح المواصلات فقد كان نصيبهم فى تلك السفرة صندوق لبوكس "كاشف" قديم ..وقد شاءت ارادة المولى ان ينقلب (البوكس) اثناء سفرة وفى لحظات اصبحوا فى الارض والبوكس من فوقهم فسئل الأخ أختة وهم على تلك الحالة

    أأخرابا نعل ديل مو نحن ؟؟؟؟؟؟

    دحين يادكتور عبد الله جلاب

    رسائل من امريكا

    نحن في (خارج) السودان


    نعل ديل مو نحن ؟

    ياسلام

    كتابة شيقة وموحية وجميلة

    فوووق
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de