الحاج وراق يكشف فساد الجهات التى تنهب اموال المعلمين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-16-2024, 10:24 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-20-2006, 01:03 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحاج وراق يكشف فساد الجهات التى تنهب اموال المعلمين

    ثمود المعاصرة في مواجهة التعليم والمعلمين!

    الحاج وراق




    * اذكر ان احد اساتذتنا في معهد العلوم الاجتماعية التابع للجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي ـ وكنا حينها في مدرسة كادر في موسكو في الثمانينات ـ قد لاحظ عقم الماركسية في تقييم العمل الذهني مقارنة بالعمل المادي، فأورد حقيقة ان سائق القطار في الاتحاد السوفيتي يتلقى مرتبا اعلى من استاذ الجامعة ! وقد شكل ذلك احد اسباب تفجر الثورة العلمية التقنية في الغرب قبل الشرق، وبالتالي احد اسباب هزيمة المعسكر الشرقي في المنافسة بين النظامين، مما ادى لاحقا الى انهيار الاتحاد السوفيتي (العظيم)!
    * واما الآن ، فقد صار في حكم البداهة في ادبيات التنمية انه ما دامت الثورة العلمية التقنية تجعل ثروات الامم تقاس بمقدار ما تحوز من معارف ومهارات، فإن التعليم لا يعود مجرد خدمة وحسب، وانما كذلك استثمارا في أهم مدخل من مدخلات التنمية ،اي في العقول، وبالتالي فانه الشرط الاولي والحاسم في ردم هوة التخلف واللحاق بركب المدنية المعاصرة.
    * ولأن هذا صار في حكم البداهة، فان اهل الانقاذ يعلمونه، ولكن مما يفضح حجم انشغالهم بالتنمية انهم يصرفون على الوفود والمؤتمرات اكثر من صرفهم على التعليم.!
    ويتذرعون بذرائع شتى لتبرير شح صرفهم هذا، من بينها ذريعة ان البلاد مستهدفة، وفي حالة حرب، ومما يشير الى ان هذه مجرد ذريعة، المقارنة بين ميزانية السودان واسرائيل: ففي الفترة ما بين 1992 - 2002م، كانت نسبة الصرف على الدفاع من جملة الانفاق الحكومي السوداني 28% ، بينما نسبة الصرف على الصحة 1% ، والتعليم 8% !! بينما كانت نسبة الصرف على الدفاع في نفس الفترة في اسرائيل التي تواجه عداء شاملا في المنطقة اضافة الى انتفاضة شعبية منذ العام 1987م، وحتى الآن 20% ، والصرف على الصحة 13% والتعليم 15% !!، وهذا يشير الى سبب اساسي من اسباب علو اسرائيل في المنطقة التي تتصرف دولها مثل السودان !
    * ويرتبط تدهور نسبة الصرف على التعليم في البلاد بتدهور اوضاع المعلمين، وبالنتيجة بتحول مهنة التعليم الى مهنة طاردة، و الى محطة يسعى كل شخص الى مغادرتها سريعا الى مهنة أخرى ! هذا في حين ان الطبيعي ان تكون اكثر المهن جاذبية ، بحيث تجذب افضل العقول وتحافظ عليهم ، لأن في ذلك ضمان ازدهار الحياة العقلية والعلمية، ومن ثم ضمان ازدهار كافة المهن الاخرى. وهذا هو السائد في كل الدول الناهضة، وكمثال فإن مهنة التعليم في اليابان وكوريا الجنوبية اكثر المهن جاذبية من حيث الاجور والامتيازات.
    * واما في سودان الانقاذ ، فإن مرتب المعلم الصافي في الدرجة الخامسة(وهي درجة يصلها المعلم بعد حوالي عشرين عاما!) يساوي 380 ألف جنيه شهريا، اي اقل من 13 ألف جنيه في اليوم، بما يعني انه اقل من دخل غسال عربات يغسل خمس عربات فقط في اليوم!
    ثم لا يكتفي اهل الانقاذ بضغط مرتبات المعلمين الى ادنى من حد الكرامة،وحسب، وانما يلاحقون هذه المرتبات الضعيفة اصلا باستقطاعات عديدة وغير مبررة ، لا مبررة قانونيا ولا اخلاقيا..!
    وكمثال فان المعلم في الدرجة الخامسة الذي تساوي جملة استحقاقاته 466 ألف جنيه تستقطع منه الاستقطاعات الاتية : دمغة 500 جنيه، الجهاد 500 جنيه، شيكان 3 آلاف جنيه، الطلاب ألف جنيه، دار النقابة 3500 جنيه، اتحاد العمال 2 ألف جنيه، تكافل معاشي 10 آلاف جنيه، اتحاد معلمين 5 آلاف جنيه، نقابة تعليم 5 آلاف جنيه، رابطة المرأة (للمعلمات) ألف جنيه، معاش 33 ألف جنيه، صحي 16 ألف جنيه، أي ان جملة الاستقطاعات 82 ألف جنيه!
    * وإذا تجاوزنا استقطاعات المعاش والتأمين الصحي، التي يمكن فهمها، فان غالبية البنود الاخرى غير مبررة، فما المبرر مثلا لان يستقطع المعلمون الفقراء ألف جنيه شهريا لرابطة المرأة؟! واذا كانت اعداد المعلمين حوالى 700 ألف معلم في البلاد، منهم حوالى 500 ألف معلمة مثلا، فان رابطة المرأة تأخذ حوالى 500 مليون جنيه شهرياً،!! فهل يحق للذين تستقطع منهم هذه المبالغ المهولة تحديد اولويات وأوجه صرفها؟! واذا لم يحق لهم ذلك فهل يحق لرابطة المرأة اخذها هكذا قسرا مع كشف المرتبات؟!
    ولاحظ كذلك الاستقطاعات للنقابات، فاستقطاع دار النقابة 3500 جنيه شهرياً ، فاذا استقطع من جملة عدد المعلمين فانه يساوي حوالى 13 مليار جنيه شهريا أي حوالى 150 مليار جنيه سنويا!! ولو ان مثل هذه الاموال تصرف سنويا على دار النقابة لجعلتها أشبه بمركز التجارة الدولي في نيويورك!!
    ويأخذ اتحاد العمال 2 ألف جنيه واتحاد المعلمين 5 آلاف جنيه ونقابة التعليم 5 آلاف جنيه ، اي ما جملته 12 ألف جنيه شهريا وبما يساوي حوالى 8 مليارات و400 مليون جنيه شهريا!! أي حوالى 100 مليار جنيه سنويا! ومرة أخرى لو ان مثل هذه المبالغ تصرف في اولويات المعلمين حقاً، كالاسكان والصحة، لكانت في سنوات قليلة قد ساهمت في بناء أهم مجمع للاسكان الشعبي في البلاد، او في تأسيس أفضل مستشفى تخصصي للمعلمين!!
    * أي غياب للحساسية الاجتماعية، بل والاخلاقية، يجعل الانقاذ تلاحق المعلمين فتستقطع ما يقارب خُمس مرتباتهم الضعيفة اصلا؟! وأية طفيلية هذه التي تصل الى مثل هذه الوحشية؟!
    لقد قيل ان المعلم يكاد ان يكون رسولاً ، وقد ادان الاسلام الانانية الطفيلية التي تتعدى على ما يمكن تسميته بالملكية الرمزية، كناقة صالح عليه السلام، ولكن اهل الانقاذ، كأشقياء ثمود، يتعدون على ملكية المعلم الرمزية، بل ويتعدون أكل الناقة الى ما يشبه اكل الرسول نفسه!!
    * وان تغييرا في اولويات الانقاذ يتطلب تغييرا في مجمل البيئة السياسية، بما يحولها من بيئة نظام مغلق الى بيئة مفتوحة تستجيب لأولويات المجتمع، والواضح ان حكومة الوحدة الوطنية قد فشلت في احداث مثل هذا التحول، ولكن الى حين تحقيق ذلك فيملك المعلمون ان يتحركوا ولو في الحدود الدنيا، ومن بينها، ان تتقدم بعض المعلمات الى القضاء، فيشكون ادارة التعليم ورابطة المرأة على استقطاعات لم يستشرن فيها ولا يحددن اولوياتها ولا اوجه صرفها!! وأيا كانت نتيجة القضاء، فان في ذلك اشارة لازمة لأشقياء ثمود المعاصرين، تجعلهم يوقنون بأن أوان الاغتصاب المجاني قد بدأ يفوت!!
    الصحافة 16/62006
                  

06-20-2006, 01:13 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاج وراق يكشف فساد الجهات التى تنهب اموال المعلمين (Re: الكيك)

    ولننظر ماذا فعل اشقياء ثمود بهذه المعلمة التى نشرنا مشكلتها من قبل ولم تستطع اى جهة تملك الشجاعة بالرد على ما اثارته ولاتزال مشكلتها معلقة مع كثيرين من امثالها ...




    كيف تعامل التربية معلميها المميزين...رسالة من معلمة مظلومة.....

    صاحبة هذه الرسالة معلمة سودانية ظلمت فى حقوقها القانونية والشرعية والانسانية من قبل الجهات المختصة فى تعليم الخرطوم ..الرسالة توضح مدى التردى الادارى ونوعيه الكادر الذى يعمل فى مكاتب الدولة وتوضح مدى الاستهتار بالحقوق فى غياب المحاسبة ...
    فالى الرسالة ومن ثم لنا تعليق ..

    الاخ الكيك
    المحترم
    ارجو ات تسمح لى بنشر هذه الرسالة عبر موقعك المقروء فى سودانيز اوون لاين ..وهى رسالة الى جهات الاختصاص فى وزارة التربية والتعليم فى ولاية الخرطوم لانصافى من ظلم ما كنت اتوقعه بعد ان امضيت اكثر من اثنين وعشرين عاما فى خدمتها ..
    حيث التحقت بوظيفة معلمة عام 1979 ونلت شهادات تقديرية تحصلت عليها اهمها جائزة الوالى التربوية والتى تعطى للمعلمات المثاليات والمميزات ..
    تقدمت بطلب اجازة بدون راتب لمرافقة زوجى فى دولة الامارات العربية المتحدة بتاريخ 1/7/2001 فى المحلية التى تتبع لها مدرستى سمية بنت الخياط وهى محلية الشهداء الصحافة ..
    تمت الموافقة المبدئية واكتملت اجراءات السنة الاولى والثانية والتى تابعها احد اقربائي فى الوزارة وزميلاتى المعلمات فى المدرسة ..
    وعند انتهاء السنة الثانية كان على تجديد او تمديد الاجازة لسنتين اخريتين نسبة لمرض زوجى وابنى وخضوعهما للعلاج المتواصل ..
    عند اتصالى بالمدرسة علمت بان اسمى ظهر ضمن كشف الترقيات وطولبت بكتابة بحث وقدمته عن طريق زميلاتى واستلمه استاذ يدعى الصاوى بمدرسة الطلحة ..
    بعد الترقية فوجئت وزميلاتى بخطاب فصلى من الخدمة مؤرخ بتاريخ 1/7/2001 يصل للمدرسة بعد سنتين وتاريخ فصلى هو نفسه تاريخ تقديمى للطلب ..
    فى هذه الفترة كنت على صلة مستمرة مع زميلاتى فى المدرسة وكنت اجهز اوراقى لمد اجازتى السنوية مرة اخرى لسنتين اخرييتين..وتاخر تقديم اوراقى بحجة ضياع الملف
    وعندما اخبرونى بخطاب فصلى عدت للسودان فى الاجازة الصيفية الماضية لحل هذه المشكلة ..
    طرقت كل الابواب التى اقفلت فى وجهى من المسئولين فى تعليم الخرطوم ..كانت بدايتى بان ذهبت الى المكتب الذى ارسل خطاب فصلى وهو مكتب ديوان شئون الخدمة فى محلية الشهداء وفيه موظف اسمه عبد الله وجدت لديه تاريخ اخر بفصلى من الخدمة وهو تاريخ 30/7/2004 وفوجئت بهذا التاريخ وان هذا يؤكد ان الملف موجود ..
    هذا يعنى ان هناك تاريخان بفصلى احدهما فى نفس تاريخ تقديمى للطلب للاجازة بدون راتب والتى تم التصديق عليها ..والثانى بتاريخ 30/7/2004 مما ادخل فى نفسي الشك فى ان تلاعبا قد حدث فى حقوقى ..
    والى ان انتهت اجازتى لم استطع حل المشكلة وتحديد اى سبب بفصلى او اعادتى واعطائى حقوقى القانونية والشرعية والانسانية فى التمتع باجازة بدون راتب .. واناشد والى الخرطوم بالتدخل واعطائى حقى كاملا ..
    وفى الختام انا لا اريد ان اكتب اسمى حرصا منى على السلوك التربوى لاننى علمت اجيالا واخشى ان يطلع احد تلامذتى على هذه الشكوى لان الانترنت سماء مفتوح فيصاب بالاحباط وانما تركت لكم اسم مدرستى والمحلية التى تتبع لها فى الولاية عنوانى فى ابوظبي على ايميل الكيك
    [email protected]
                  

06-20-2006, 02:13 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاج وراق يكشف فساد الجهات التى تنهب اموال المعلمين (Re: الكيك)

    ياسين النجيب

    سلطنه عمان
    [email protected]

    يعتبر التعليم اداة لتنشئه الاجيال تنشئه فكريه وخلقيه وتربويه واجتماعيه. ولا يتاتي ذلك بالكتب والمعلمين فقط , وانما يحتاج الي منظومة عمل متكامله قوامها النبوغ والابتكار. وقد اثبتت التجارب علي ان خساره البلاد في النظام التعليمي لم تكن في انفاق الاموال او انشاء المدارس , وانما كانت في الفوضي الفكريه التي تسير هذا النظام التعليمى بالاضافه الي تناقض الافكار والآراء التي يصنع من خلالها القرار التربوى, زد علي ذلك أيلوله النظام التربوى برمته الي عناصر غير امينه تعوزها التربيه لذاتها قبل ممارستها في الآخرين مما ترتب عليه أن اصبح هذا الجيل خواءا وعبئا علي الآباء وعلي البلاد ونقطة الضعف في مركزها. واذا كان ينظر الي التنميه الاجتماعيه بفهومها الشامل والمتكامل علي انها تعتمد علي كفاءة التعليم اذا فبشري لبلادنا تحت هذا الواقع المرير بليل طويل من الجهل والتخلف سيبقي ما بقيت هذه العناصر تدير دفه التربيه في البلاد.

    واولي هذه العناصر هي وزارة التربيه التي أفردتها حكومه الانقاذ للترضيات السياسيه فشغلتها عناصر لا تمت للتربيه بصلة همها الأول هو السلطه والثروة ودونهما فالتذهب التربيه الي الجحيم.وعلي هذا المفهوم الانتهازي القذر جآءت مخرجاتها فجه وقراراتها هزيله وسياساتها مضطربه خاليه من كل أوجه التطوير التربوى الذي يتلاءم مع متطلبات العصر بل عملت علي طمس ملامح التربيه والتعليم القائمه أساسا والتي كانت نتاج جهود بذلها المسؤلون في التربيه عبر السنين ومكنت هذه العناصر الوزاريه فاقدي الخبره والكفاءه من فتيه الانقاذ من كل مفاصل العمل التربوى في البلاد يبثون فيها فكرهم العقيم فقربوا من قربوا وابعدو وهمشوا معظم الكوادر التربويه التي تصدت لعبثهم الموجه للتخريب حتى وصلوا بنا الي عصر الانحطاط التربوي الذي نجني ثماره الآن بؤسا وتخلفا وأسي

    ولننتقل للحديث عن الجهاز التعليمي الاداري المحلي لنري ما آل اليه في ظل هذا الوضع التربوي المتردى يقوم الجهاز التعليمي الاداري المحلي بتسيير دفه العمل التعليمي في نطاقه متمثلا في ادارة شؤون المدارس والعاملين بالحقل التربوى والطلاب, ربط المنطقه بالاستراتيجيه العامه للتربيه والتعليم بالبلاد والارتقاء بكل المؤسسات التعليميه التابعه له ورفع مستوى الاداء فيها فنيا واداريا ورفع كفاءة مخرجاتها والعمل علي جعلها مؤسسات تعليميه تربويه قادرة علي الاضطلاع بدورها بفعاليه. فهل فعلت اداراتنا التعليميه هذا؟ لنري.

    أولا وبسبب ضعف القرار الوزاري فقد اصبحت هذه الادارات شبه منفصله عن مركزالقرار تصيغ سياساتها الخاصه والتي دائما يجانبها الصواب. فقد وجهت هذه الادارات كافه جهودها لجمع الاموال وتحتال علي ذلك بشتي السبل والوسائل. فمن حيلها الدخيله علي تاريخ التربيه ما يسمي بالامتحانات الشهريه التي تنفذ وتطبع في مكاتبها والتي ارهقت بها الطلاب ماديا ومعنويا . ولا يعتقد اي ساذج بان هذه الامتحانات تصب لمصلحه الطلاب واي مصلحه في ان يمتحنوا شهريا؟ مع العلم ان درجات هذه الامتحانات لا ترصد مع درجاتهم النهائيه بل علي العكس من ذلك فان هذه الامتحانات وما يعرف بالامتحان التجريبي للصف الثالث ثانوى تعيق سير الدراسه خلال العام مما ينتج عنه عدم اكتمال المناهج الدراسيه لدى كل الصفوف. فالقصد اساسا من هذه الامتحانات هو كما اسلفت ابتزاز الطلاب ماديا. ولك ان تتصور ضخامه هذه المبالغ بعدديه الطلاب الذين يتبعون لهذه الادارات وما تكلفه طباعه هذه الامتحانات مع العلم بأن كل مدخلات الطباعه من كمبيوترات وماكينات السحب الحراري متوفره لديهم ولا يعتقد غبي ان الورق والحبر يكلف كل هذه المبالغ. اما الاتاوات الاخري فمصدرها ما يسمي بطلاب الفاقد التربوي ( اذا لم تكن هذه الادارات هي الفاقد التربوى الاكبر ) فهؤلاء يستوعبون في المدارس الحكوميه علي نفقتهم الخاصه وتتراوح قيمتها بين المدارس العاديه ويسمونها الآن بالجغرافيه والمدارس النموذجيه ويتم تقسيمها بالتراضي بين مدراء هذه المدارس واداراتهم المحليه فانظروا الي اي مدي وصل بنا الحال من الفساد لنري اداراتنا التربويه بدلا من ان تدعم طلابها ومدارسها اصبحت تتلقي الدعم منهم. ولا تعي هذه الادارات بما يدور داخل المدارس من فوضى وتسيب وعدم انضباط ولا تكلف نفسها مشقة الزيارات للاطلاع علي المواقف المختلفه بنفسها. واطلقت الحبل علي القارب لكل متلاعب بمقدرات المدارس والطلاب. وعليه فقد ساد الفساد كل ارجاء المؤسسات التربويه واصبحت المدارس مرتعا خصبا للشواذ واللصوص واصبح الطلاب نهبا للجميع. وليست حادثة مدرسة البلك الثانويه للبنات ببعيدة . اذ نصّب احد اللصوص نفسه مديرا عليها ونهب كل ما فيها وهرب . ويقيني التام بان الاداره التعليميه التي تتبع لها هذه المدرسه لم تسآل من قبل اي جهة ما ولم يقدم مديرها استقالته اذا لم يكن قد رقى مكافئة له لبلوغه قمه اللا مسؤوليه والفساد في زمن اصبح فيه الفساد محمدة. وعلي نسق وزارة التربيه الاتحاديه فقد شيدت هذه الادارات لنفسها مكاتب مترفة ومزوده بكل اسباب الرفاهيه من مكيفات الهواء ومبردات المياه والمجالس الوثيره والقنوات الفضائيه والسيارات الفارهة لمدراء هذه الادارات وكأن هذه الادارات هي المعنيه بالتربيه والاهتمام دون الطلاب. ويحدث هذا في حين تفتقد المدارس لكل مقومات العمل التعليمي حتي الطباشير الجيري خلت منه المدارس. أما الشكل العام للمدارس في البلاد فيقف شاهدا علي ما آلت اليه هذه الادارات من الفساد والانحطاط فهي عباره عن مباني متهالكه لاتصلح حتي لأن تكون اسطبلا للخيول دع عنك ان تكون مؤسسة للتربيه والتعليم. ففي المدرسة التي كنت اعمل بها في منطقة الحاج يوسف حوالي الالف طالب وهي من أشهر واكبر المدارس هناك .بهذه المدرسة مزيرة واحده لكل هذا الكم من الطلاب يستخدمون علب الصلصة القديمه الصدئه واكواب بلاستيكيه متسخة للشرب ,وأول ما يطالعك عند مدخل المدرسه هو بيت الغفير وهو عباره عن أكوام من الخيش والصفيح والقش يثير اشمئزاز كل الزوار من غير مسؤولي التربيه الذين ألفوا هذه المناظر في مدارسهم وتعايشوا معها بدلا عن تغييرها . وفي فناء نفس المدرسة هنالك شجرة ظليله خصصت مربطا لحمار الفراش الأوفر حظا عن الطلاب التعساء المكدسين داخل صفوفهم الخاليه من أسباب الحياة دع عنك أدوات التعليم هذه هي اداراتنا التربويه وممارساتها المشينه فهل ينبغي لمثلها قيادة العمل التربوي ؟

    أما التوجيه الفنى فلم يسلم كغيره من الادارات الاخري من ايادي العبث والتخريب فاصيب بالجمود وتدني الكفاءة ولم يعد الموجه الفنى صاحب القدح المعلي لفن التعليم من التخطيط وتنظيم المواقف التعليميه وعقد المشاغل التدريبيه للمعلمين والعمل علي نموهم المهني والفني وربط التعليم بالمجتمع وتعزيز قدرات وامكانيات المعلمين بعد تحديد مواطن القوة والضعف في ادائهم وتطوير مستويات الاداء الكلي في مختلف جوانب الحياة المدرسيه.

    فقد اصبح الموجه الفني في عصر الانقاذ موظف بدون اعباء لمعظم العام فقد حصر كل دوره المذكور وغير المذكور في واحدة من اقدم آليات التوجيه الفنى وهي الزيارات الصفيه المعلنه والتي تقسم علي المدارس مع نشرات التقويم السنوى من امتحانات واجازات وغيرها .ويأتي موجهي المواد المختلفه الي المدرسه المستهدفه في يوم واحد بنظام (الكشه) والتي اصبحت طابعا مثيرا للتخويف وتمارس في كل شئ حتي التوجيه.ويتم تقييم اداء المعلمين غالبا وفق الوجبه المقدمه في الفطور وليس بأدائهم المهني اذ لا يوجد حقيقة اي اداء مهنى . ونتيجة لذلك فقد افرغ الجهاز الفني المحتوى التربوى والفنى لمهنه التوجيه ولم يعد قادرا علي خلق معلم مقتدر يقود العمل التعليمي الي غاياته المنشوده.وانشغل الموجهون كغيرهم بمصالحهم الشخصيه والتي اصبحت داء العصر الانقاذي لمعظم شرائح المجتمع. وانخرط معظم الموجهون في العمل بالمدارس الخاصه تحت امرة من هم دونهم مستوى وخبره من المعلمين ومن غير المعلمين, فكيف يتأتي لهؤلاء ممارسه مهنة التوجيه أو حريّ بنا ان نقول من يوجه من؟

    ومن يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت ايلام

    دعوني ادلف هنا الي مجال الاداره المدرسيه ,فالمدير الناجح هو الذي يعرف كيف يهئ جوا من العمل, ويوفر الانسجام والمناخ الصحي الملائم للعاملين, وهو الذي يعرف كيف يعمل علي زيادة فعالية العاملين معه, وكيف يحصل علي تعاونهم الكامل , وهذا يفرض عليه ان يكون علي درايه بشبكه العلاقات الانسانيه التي تربط بينه وبين العاملين معه وبين العاملين انفسهم وبين المدرسه والمجتمع المحلي. فهل اداراتنا المدرسيه تتمتع بتلك المزايا ؟

    فأول الأثافي هنا يجب ان يعلم القارئ بأن ادارات المدارس اصبحت تتم عن طريق التعيين وليس عن طريق التدرج الوظيفي المعهود بحجة صاغها فكر الانقاذيين الخرب مفادها احلال الكوادر الشابه محل الكوادر القديمه وذلك بالطبع لافساح المجال لكوادرهم من داخل الحقل التربوي ومن خارجه لشغل هذه المناصب الحساسه لتكتمل حلقة التخريب من قمة الهرم الي قاعدته . أما هذه العناصر الجديده فكفاءتها المزعومه لا ترقي لاداره حظيرة مواشي ولا تؤتمن سلوكها لتربية الدواجن . فهى عناصر موجهة أساسا لتجيش الجيوش وبث الفكر الانقاذى المهوس وسط الطلاب والغريب انها تخلت عن هذا الدور وانشغلت مع غيرها في جمع الأموال وأبدعت في ذلك أيّما ابداع لا يردعها رادع ولا وازع ولا ضمير فارهقت كاهل أولياء الامور بمبالغ لا تنتهي الا بنهاية العام الدراسي وتبتدئ مباشرة مع بدايه كل عام جديد بمختلف الاسماء , فمنذ اليوم الداسي الاول تسمي الرسوم المدرسيه وهي مبالغ باهظة تتفاوت قيمتها من صف الي آخر مع العلم بأن وزارة التربيه تعلن مع بداية كل عام عن مجانيه التعليم وأن لا يدفع الطلاب أي رسوم دراسيه وأن كافة الاستعدادات قد تمت لبداية العام الدراسي الجديد من كتب مدرسيه ووسائل تعليميه وكراسي وأدراج وغيرها ليأتي الطالب في يومه الدراسي الأول ليفاجأ في طابور الصباح بخطب الحجاج بن يوسف في التهديد والوعيد وقطف الرقاب اذا لم يجلب كرسيه غدا واذا لم يدفع الرسوم الدراسيه في غضون الاسبوع الأول . أما الرسوم الأخري فهي رسوم تحويل الطلاب من مدرسة الي أخري وهي وقفا للسيد المدير لا ينافسه ولا يناقشه فيها احد وتجبي هذه المبالغ بحجة صيانة المدرسه ويندرج تحت هذا البند أيضا الاجتماعات السنويه لمجالس الآباء للتبرع للمدارس ومن ثم غارات التسول لأثرياء الأحياء جوار المدارس . والمبالغ التي تجمع لهذا الغرض قد تكفي لصيانة القصر الجمهوري نفسه دع عنك مدرسة مبنيه بالطوب والزنك ويا ليتهم صدقوا فمأزومي الضمير والانسانيه هؤلاء يأبي جشعهم حتي لشراء أباريق لحمامات المدارس.ويستمر مسلسل الرسوم فيشمل ( الف جنيه السبت ) ولا تعرف مصارفه وتتخصص فيه ادارات مدارس الاساس, ومن ثم مصاريف درس العصر والذي يمثل دواما مسائيا آخر لكل الطلاب وأحيانا يجريه بعض المعلمون بعد نهايه اليوم الدراسي لعدم التفرغ عصرا. وتاتي بعد ذلك رسوم الامتحانات الشهريه والفتريه, وبنهايه العام مصاريف ما يعرف بحصص التقويه ومصاريف المركز الذي تجري فيه الامتحانات وأخيرا رسوم تسليم ارقام الجلوس للطلاب.

    ولا يتصور احد خارج المدارس كيفية جمع هذه الرسوم . فالرسوم الدراسية تجمع أحيانا بواسطة آباء الصفوف من المعلمين ولهم فيها نسبة مئوية لا أعرف مقدارها فهي نسبة تشجيعيه تمكّن المعلم من جمع المبالغ كامله لضمان نصيبه منها ويّتبع لتحقيق ذلك أبشع الأساليب من الطرد خارج المدرسه الي الضرب المبرح واستدعاء اولياء الامور . ولك أن تتصور حال ولي أمر مغلوب وأم مكسورة الخاطر دامعه ومحتبسة الصوت بالعبرات يقفان أمام غر صعلوق يستعطفانه ليمهلهما بضعة أيام لتدبير المبلغ المطلوب وهو يشيح عنهما بوجهه القبيح وردوده المستفزه. ويحدث هذا أمام مرأي ومسمع المدير الذي يبارك كل هذه الخطوات ولا يحرك ساكنا بل يشجع ويشيد بكل من يظهر القسوة والشدة أمام الطلاب وأولياء امورهم فلا غرو فالمبالغ التي تجمع كلها ستؤول لحسابه الخاص. وهذا قليل من كثير يطول سرده هنا .

    ونتيجة لهذا السلوك المشين من قبل هذه الادارات الجشعة فقد حدثت فجوة عميقه في التواصل بين المدرسه والمجتمع .

    فبدأ المجتمع يري ان المدارس قد أصبحت مصدرا للطمع والاستغلال والابتذاذ أ ما المدارس بتلك الادارات الشرهة فتمثل الخفاش يستنزف ضحيته قطرة قطرة حتي الموت. وانتفي بذلك الدور الأساسي للمدرسه كرائد لتطور حركة المجتمع الثقافيه والتربويه.

    سوف أدلف هنا الي العنصر الأهم لكل مكونات المنظومه التربويه والذي يمثل عصبها وعمودها الفقري وهو عنصر المعلمين الذين يتحملون العبئ الأكبر في العمل التربوي بدءا بالتعليم والتقويم وصقل ومتابعة سلوكيات وأخلاق النشئ وتهذيب وتشذيب العقول الناشئة وتزويدها بالمعارف والمهارات والقيم والمثل في مختلف المراحل واعدادها الاعداد الصحي المعافي لتلعب الدور المناط بها في المستقبل . وعليه يجب أن تتوفر للمعلم الاهليه الكافيه التي تمكنه من الاضطلاع بدوره الحيوي الخطيربأن يكون القدوة الحسنة والمثل الذي يحتذي به في سمو الأخلاق ونقاء السريره وعلو الهمه والأمانه فهو من نستأمنه فلذات أكبادنا ليربيهم التربيه الصالحه ويهذبهم التهذيب الحسن ليصوغ منهم جيلا مؤهلا لقيادة مستقبل البلاد .

    وهكذا دور المعلم في كل زمان ومكان وهكذا القاعدة التي يبني علي نهجها التعليم السليم. ولكن لكل قاعدة شواذ ونحن في عهد الشواذ نتعرض لأصناف الشذوذ . فالمعلم السوداني في عصر الانقاذ بين هذا وذاك أصبح الأوفر حظا علي كل معلمي الدنيا , اذ أصبح خاليا تماما من كافه القيود والمسؤوليات التربويه العظيمه ومعفي اعفاءا مطلقا من كل أوجه المحاسبه وليس لديه ما يخافه أو يتحسبه فاداراته المختلفه كما ذكرت سابقا لا يشغلها شاغل سوى مصالحها الخاصه فهي في غفلة دائمة ومتعمده عن كل ما يحدث ويمارس داخل المدارس ولا تهتم بكبيرة ولا صغيرة سوى التي تضر بمصالحها الشخصيه مما ترتب عليه غياب الدور التربوي للمعلم فكانت الكارثه التربويه التي شلت كل اطراف الحيا ة العامه في بلادنا .

    فعلي القارئ أن يعلم بأن كل معلم في المرحله الثانويه له الحق المطلق في اختيار جدوله الدراسي يضعه متي وحيث يشاء فمنهم من يحصره في يومين ومنهم في ثلاثه ليقضي بقيه الاسبوع بين المدارس الخاصه وأعماله المختلفه . وفوق ذلك لا يلتزمون فمنهم من ياتي للمدرسة حتي بعد الساعة العاشرة. اذا كيف يمكن لهم متابعه الطلاب وأعمالهم المختلفه متي يصححون دفاتر الطلاب ؟ فالمعني واضح بأن ليس هنالك متابعه ولا تصحيح ولا غيره . وفوق هذا كله لا يملك أحدهم دفترا للتحضير اذ صار بمنظورهم ( موضه قديمه ) وما جدوي التحضير اذا لم يسآئلك عنه احد وهل يستطيع احدهم ان يبدد وقته الثمين في التحضير؟ وكيف يؤدون دروسهم بدون تحضير ؟لا أحد يدري .وقد ساد مفهوم جديد مفاده أن المعلم اذا اصطحب معه دفتر التحضير أو اي شئ يتعلق بالحصه فهو معلم غبي تنقصه الخبرة ويتندر به الآخرون , وعلي نقيضه ذلك المعلم الخارق أو بالأحري الساحر الذي يذهب للصف بدون شئ سوى العصى فهو بمفهوم الطلاب وتعابيرهم الساذجه ( شراح ) و ( كابي العلم كب ) وهذا هو السبب الحقيقي في تدني الأداء المدرسي والتدهور المريع في المستوي الأكاديمي والأخلاقي للطلاب .ولنفس العله فقد خلت المدارس من كل ما يتعلق بالتعليم من الوسائل الايضاحيه الي المختبرات العلميه وغيرها . وفي كثير من المدارس حوّلت طاولات المختبرات الي موائد لفطور المعلمين وفي مدرستى حوّل المختبر نفسه الي سكن للمعلمين . اما حجرات الدراسه فهي أشبه ما تكون بمخازن الخرده وجدرانها خلت من كل الوسائل التعليميه واستبدلت بنقوش الطلاب التذكاريه والأغاني والرسومات وعليه فقد أصبح الصف الدراسي مستباحا أشبه بالمزيره العامه أو الطاحونه ولا تشمله الصيانه المزعومه.

    وكما انشغل المعلمون عن أدائهم المهني فقد انشغلوا أيضا عن مظهرهم العام , فمنهم من يأتي الي المدرسه بجلبابه حاسر الرأس من العمامه ممسكا بالعصي وهو أشبه ما يكون بالرعاة ومنهم من يأتي حتي بالعراقي والسروال. أم عادة التدخين وتعاطي التمباك فتمارس في كل ركن من أركان المدرسه , بمكتب المدير وغرف المعلمين ,وأحيانا داخل الصفوف دون مراعاة للنواحي التربويه والصحيه. ومنهم حتى من يرسل الطلاب لجلب السجائر والتمباك فيا للعجب !

    يعتبر الطابور الصباحي المتنفذ الوحيد للطلاب يبرزون فيه مواهبهم ومهاراتهم وأنشطتهم المختلفه عبر الاذاعه المدرسيه تحت اشراف معلميهم ويتلقون فيه التنبيهات والاعلانات المدرسيه ويأدون النشيد الوطني ويقف كل مرشدي الصفوف أمام طلابهم لحفظ النظام والاطلاع علي النظافه الشخصيه والمظهر العام . فهل هذا يحدث في مدارسنا ؟ للأسف لا, فقد غاب الطابور الصباحي عن كثير من المدارس الثانويه والسبب يكمن في عدم حضور معظم المعلمون في وقت الطابور وان حضروا لا يكلفوا انفسهم عناء الوقوف فيه . اذن متي وكيف تمارس التربيه في مدارسنا ؟ وهل التربيه تعنى التعليم ؟ وحتى ان كانت كذلك فهل تؤدى هذه الحصص المبتورة الشائهة الي عمليه التربية ؟أم التربيه تعني لديهم الضرب والعنف اللفظى والابتذاذ ؟

    أما العقاب البدنى كمفهوم وسلوك لبعض المعلمين فهو لا يمت للتربيه بصلة لما يمثله من اهانات لذات الطالب وعدوانا علي شخصيته وكرامته وما يتركه من آثار سلبيه علي نفسيته وتحصيله الدراسي , اضافه لضرره بالعمليه التعليميه القائمه أساسا علي فهم المعلم لواقع الطالب النفسي والأسري واحتياجاته وما قد يعانيه من صعوبات في التعلم أو في التواصل الاجتماعي , ومن ثم نجاح المعلم في بناء علاقه انسانيه أساسها الثقه والمحبه والتقدير والاحترام الحقيقي المتبادل بينه والتلاميذ. وهذا يعتمد كثيرا علي شخصيه المعلم وثقافته وخبراته التربويه ومزاياه , بحيث يتمكن من خلال هذه العلاقه الحميمه ممارسة التربيه السليمه الهادفه .فهل يعي معلمونا ذلك؟ فهناك الكثير من المعلمين علاقتهم أكثر حميميه بالعصي منها عن الطلاب والتصاقهم بها أشد عن التصاقهم بتلاميذهم وكيف لا ؟ فهى تنوب عن دفاتر التحضير في معظم صفوفنا الدراسيه ويعتبرها بعضهم بأنها تجلب لهم الهيبه داخل الصف فهي بذلك لا تفارقهم في حركتهم وسكونهم داخل المدرسه. ويمارس الضرب في مدارسنا بقسوة لا تعرف الرحمه فكم من تلميذ نقل على أثره للمستشفى وكم من معلم جرجر بسببه الي مخافر الشرطه. وهذا السلوك الخاطئ أجبر الكثير من الطلاب لهجر المدارس الحكوميه الي المدارس الخاصه والتي تتمتع بشئ من الانضباط مقارنة بمدارس الحكومه. وأما من لم تسمح له ظروفه الماديه بدخول المدارس الخاصه , فقد انخرط في سلك العطاله والتشرد. هكذا اذأ أضحي حال معلمونا فكيف يا تري انعكس هذا الوضع علي الطلاب.

    ان الطلاب هم عماد الأمة ومحور اهتمامها لما لهم من دور كبير في مستقبل البلاد . والاهتمام بالطلاب يعتبر رغبه حضاريه انسانيه متواصله عبرت عنها الثقافات المختلفه في تاريخ العالم القديم والحديث , فالطلاب هم محور العمليه التعليميه وهدفها في كل زمان ومكان وتوجّه المؤسسات التربويه كافه جهودها لأجلهم فهم سبب نشأتها في الأصل ووجودها. ولكن قدرنا دائما أن تشذ القاعدة عندنا في السودان . فطلابنا أصبحوا عرضة دائمة للابتزاز من كل الجهات الرسميه وغير الرسميه في عهد نظام الانقاذ فهم وقود حربه المقدسه في جنوب البلاد وأبواق مسيراته اللانهائيه التي تثار لكل صغيرة وكبيرة , وهم الممول الأكبر لكل مشاريع الانقاذيين الوهميه المبتذله من بدلة المعلم الي حذاء المعلم وزاد المجاهد وغيرها .

    أما الوضع الطلابي داخل المدارس فحدث ولا حرج , فقد انفرط حبل النظام التعليمي وأصبح يسير دون قاعدة أو هدف فبالنسبه للدوام المدرسي فيبدو أن ليس هنالك دوام موحد ملزم لكل المدارس فقد تضع كل مدرسة توقيتها الذي يلائمها وحتي داخل المدرسة الواحدة يختلف فيها دخول الطلاب وانصرافهم , وبذلك يستطيع أي فرد من خارج المدرسه تحسس مدي الفوضى والعبث التعليمي من حركة الطلاب في الشوارع , فمنهم من يتسكع سحابه نهاره بزيه المدرسي في الطرقات ومنهم من ينهي دوامه بنفسه عند فسحة الفطور قفزا من الأسوار وهذا المشهد أصبح مألوفا لدي الماره قرب المدارس. وقد اعتاد الناس في العاصمه علي الشجار والمنازعات اليوميه في المركبات العامة بين الطلاب والكماسره يتبادلون أبشع الألفاظ التي تنم عن سوء التربيه وفساد الأخلاق دون مراعاة لمن حولهم من الناس.

    أما بالنسبه للزي المدرسي فقد ألزم طلاب وطالبات المدارس الثانويه بارتداء الزي العسكري ولا أحد يدري سر ذلك . أما تلاميذ مرحلة الاساس ليس لديهم زي موحّد يميزهم ويرتدون حيثما أتفق ومن شكل بناء المدرسه ومظهر تلاميذها قد لا يعتريك الشك بانها دار للأيتام او المشردين .

    أما الناحيه الصحيه للطلاب فقد أنعدمت تماما داخل المدارس ويبدو ذلك جليا في المقاصف التي تقدم وجبه الفطور للطلاب في أوان بلاستيكية قذره ولا تخضع للمراقبه لامن الجهات الصحيه ولا من ادارات المدارس التي لا يعنيها شئ من ذلك سوي الايجار الشهري للمقصف ووجبه الفطور المجانيه . بالاضافه للباعه المتجولين الذين تكرمت بعض ادارات المدارس بايوائهم في مدارسها مقابل أجر زهيد ولا يهمها ما يقدمونه للطلاب من أطعمة ملوثه فاسدة . أضف الي ذلك جرار مياه الشرب المكشوفه بدون أغطيه والمشتركه بين الطلاب وأغنام الأحياء المجاوره . ومن ثم الحمامات المتسخه الخاليه تماما من المياه وتنفث روائحها في كل أرجاء المدرسه.

    هذا أقل ما يقال عن الوضع التربوى المأساوى بالبلاد وتلك منظومة التربيه الانقاذيه التي تقود العمل التعليمي ككل بمنظور المكاسب الشخصيه وفكر المرابي الجشع . وينعم أبناء مسؤوليها واداريّيها بأرقي أنواع التعليم في الداخل والخارج في حين ارتدّت بتلاميذنا الي عهد اللّوح والدوايه وأمدتهم بكل أسباب التخلف والجهل والمرض.

    وخلاصة القول فان ائتماننا هذه العناصر الانقاذيه لمستقبل أبنائنا ,يكون بمثابة ائتماننا بنك الدم


                  

06-20-2006, 02:30 AM

مكي النور

تاريخ التسجيل: 01-02-2005
مجموع المشاركات: 1627

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاج وراق يكشف فساد الجهات التى تنهب اموال المعلمين (Re: الكيك)

    الاخ الكيك لك التحية والشكر علي فتح جراح هذه القضية الهامة.
    أعتقد ان اكبر دليل علي سقوط ما يسمي بالمشروع الحضاري هو السياسة التي اتبعتها الانقاذ تجاه التعليم بصورة عامة ومن خلال سياستها تجاه المعلم.
    الانهيار الكبير الذي طال كل شئ في حياتنا بدأ مع انهيار التعليم وتحول المعلم من دوره الرائد في المجتمع كله الي شخص لا دور ولا قيمة له وهو الذي كان يباشر التربية حتي وهو يسير في الشارع. قدوة لكل الناس.

    الاستقطاعات التي اوردها الاستاذ وراق محزنة ومضحكة في ان، هل هذه دولة أم مافيا؟

    الانقاذ أمرها معروف. أين دور نقابة المعلمين؟
    اليس أبسط وأهم دور لأية نقابة هي حماية منسوبيها من أن تستولي اية جهة علي حقوقهم؟

    الاجابة بالطبع ان من يتربعون علي عرش النقابة هم أهل الولاء، هم جزء من العصابة التي لم تراع في وطننا وبنيه عهدا او حرمة، تستبيح اموالهم ودمائهم.

    لابد أن يبدأ العلاج من النقابة، تستعيد عافيتها علي ايدي اناس قلبهم علي الوطن وعلي شرف مهنتهم وعلي حقوق زملائهم ، مثلما حدث في جامعة الخرطوم ومثلما سيحدث في كل مؤسساتنا.
                  

06-20-2006, 10:36 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاج وراق يكشف فساد الجهات التى تنهب اموال المعلمين (Re: مكي النور)

    الاخ مكى
    اشكرك على التعليق ....نقابة المعلمين هى جزء مما ذكره وراف ... مشاركة بالفعل واكل مال المعلمين بالباطل ولا تستطيع ان تنكر ما ذكر او تدافع عن ما يحصل بصوت عال لانها لا تستطيع ... وعندما يشعر اى حرامى انك تملك الدليل على ما تدعيه يلوذ بالصمت او يتجاهل ما تدعيه ويعتقد ان ذلك يعفيه او يمكن تناسيه بمرور الزمن او يسقط بالتقادم فالرهان على الزمن هى سياسة الانقاذ وواجبنا هو التوثيق لمثل هذه الممارسات ..
                  

06-24-2006, 10:18 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاج وراق يكشف فساد الجهات التى تنهب اموال المعلمين (Re: الكيك)

    بمناسبة بداية العام الدراسي الجديد ...يمكن للمعلمين الاستفادة من هذا البوست وطباعته وتوزيعه ودراسة ما جاء فيه بتمعن فكل معلم يعلم الكثير والمثير الذى حدث فى الفترة الماضية من تلك العصابة الشرسة التى تسمى نفسها اتحاد المعلمين ..
    قابلت اكثر من معلم وكلهم يحكون القصص والروايات المضحكة والمبكية على حال التعليم واساليب الاخوان الاجرامية مع المعلمين وماينتج من تجهيل متعمد للاجيال القادمة ..
                  

06-25-2006, 03:08 AM

Mustafa Muckhtar
<aMustafa Muckhtar
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 547

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاج وراق يكشف فساد الجهات التى تنهب اموال المعلمين (Re: الكيك)

    "منقول من بوست للأخ مكي النور"

    تحت السواهي دواهي!!

    زهير السراج




    بدأ أمس العام الدراسي بمرحلتي الأساس والثانوي بولاية الخرطوم مع تأكيدات قاطعة من الحكومة بمجانية الدراسة!!. هذه التأكيدات - للاسف الشديد - مجرد اكاذيب، وأول من يعرف ذلك.. هي الحكومة التي تتحايل مدارسها بواسطة مجالس الآباء، على الزامية مجانية التعليم وتأخذ تبرعات اجبارية من اولياء أمور الطلاب والطالبات!!. اجبارية التبرعات تصل الى حد الامتناع عن قبول الطالب بالمدرسة اذا لم يسدد ولي أمره التبرع الاجباري الذي ربما يصل الي مبلغ خرافي لا يصدقه الكثيرون، وهو أشبه بالجزية، يدفعها أولياء الأمور عن يد وهم صاغرون!!. في احدى مدارس ام درمان العريقة لمرحلة الاساس التي يتكالب عليها الناس، بلغت قيمة التبرع الاجباري للسنة الاولى مليوني جنيه، والسنوات الوسيطة مائتين وستين الف جنيه، وللسنوات النهائية مائة وستين الف جنيه.. تجبى تحت سمع وبصر الحكومة ووزارتي التعليم الاتحادية والولائية والمجلس الوطني، والمجلس التشريعي لولاية الخرطوم.. ولا احد يحرك ساكنا، او يتفوه بكلمة.. برغم البيانات الحكومية المتعددة التي تتحدث عن مجانية التعليم، وتحذر المدارس من جباية الرسوم!!. الايرادات السنوية للمدرسة من التبرعات الاجبارية تصل الى حوالي مليار جنيه!!. نعم.. مليار جنيه سوداني (كاش داون)!! من يصدق هذا الرقم الخرافي؟! وفيم يصرف هذا المبلغ الضخم؟!. بالاضافة للتبرعات الاجبارية.. هنالك رسوم تحويل الطالبات التي تصل الى حوالي مليوني جنيه (أيضا) للطالبة الواحدة!!. اذا أردت تحويل ابنتك من مدرستها الى تلك المدرسة.. لابد ان تدفع مليوني جنيه تبرعاً اجبارياً.. والا فعليك ان تبحث عن مدرسة اخرى ولن تجدها بكل تأكيد ان لم تدفع!!. في احدى السنوات الدراسية.. كانت رسوم التحويلات تجبى باسم مجلس الآباء بدون علم مجلس الآباء.. ويتم التصرف في الايرادات بدون علم مجلس الآباء ايضا.. وعندما اخذ مجلس الآباء علماً واشتكى الى الجهة التي تشرف على المدرسة من ناحية إدارية.. كان مصير الشكوى.. تكوين (لجنة تحقيق صورية) لم تفعل شيئا.. ولم تجتمع مرة واحدة لتنظر في الشكوى.. (وتوتة توتة خلصت الحدوتة)!. بالاضافة لفضيحة رسوم التحويلات، اكتشف مجلس الآباء فضائح اخرى، مالية وأخلاقية.. وعندما بح صوت رئيسه ورئيس اللجنة المالية من الشكوى.. ولم يتعطف عليهما أحد بكلمة تطييباً لهما.. وقيل لهما إن العدل سيأخذ مجراه الطبيعي، قدما استقالتيهما من المجلس!!. غير ان هذا الاجراء لم يعجب الجهة التي تشرف على المدرسة إداريا.. فكافأت رئيس اللجنة المالية، وهو استاذ بالمدرسة.. على وقوفه مع الحق، وكشف التجاوزات.. بالفصل من المدرسة وانهاء تعاقده اعتبارا من منتصف هذا الشهر.. بينما الذين توجهت اليهم اصابع الاتهام بالتلاعب بأموال التبرعات والتستر على الفضائح المالية والأخلاقية.. ينالون الرضاء التام، ويجلسون على الكراسي الوثيرة.. في انتظار المزيد من الحوافز والترقيات والاشادات والتهاني!!. المدرسة لها سمعة حسنة، وتحمل اسم رجل عظيم.. وسجلها اكثر من ممتاز في امتحانات شهادة الاساس.. ولكنها مترعة بالفضائح!!. المصلحة العامة تحتم ابقاء اسم المدرسة طي الكتمان، وعدم الاعلان عنه.. حتى لاينزعج اولياء الامور الذين يظنون ان (القبة تحتها فكي).. ولدينا كافة المستندات لمن يريد ان يحقق العدل!!. ولكن بنفس القدر.. لا يمكن ان نرضى بان يكون (الضحية).. هو من يحاول التصحيح.. بينما المفسدون هم الأبرياء وهم النجوم في نظر المجتمع والرأي العام.. اذا لم يتم تعديل الاوضاع، سنجد أنفسنا مرغمين على وضع النقاط فوق الحروف.. في أقرب فرصة.. وبأقرب مما تتصورون!!
                  

06-26-2006, 03:02 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاج وراق يكشف فساد الجهات التى تنهب اموال المعلمين (Re: Mustafa Muckhtar)

    شكرا الاخ مصطفى مختار على الاضافة القيمة احس بانك مهموم بقضايا الوطن اكثر منى وكلانا حساس فى هذا الاتجاه لنتعاون معا من اجل قضيايا وطننا وشعبه المغلوب على امره ..
    اشكرك مرة اخرى شكر خاص
    مع تحياتى لك
                  

06-26-2006, 03:39 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاج وراق يكشف فساد الجهات التى تنهب اموال المعلمين (Re: الكيك)




    اضواء ومفارقات
    ماذا تقول نتائج الشهادة السودانية (1)

    تاج السر مكي

    الايام


    المدارس الخاصة أستحوذت على المراكز الأولى وشاركتها بعض المدارس النموذجية الحكومية، وكالعادة مدارس العاصمة هي السابقة خاصة ونموذجية، ومدارس قلب العاصمة هي الفائز الرئيسي وبالابتعاد عن مدارس بعينها تقترب أطراف العاصمة في أزمة مدارس الأقاليم.. المسؤولون لايعترفون بأن هنالك خطأ في فكرة المدارس النموذجية ولا في طريقة الامتحانات ولا تعيين الإدارات التربوية وستظل الأزمة ماثلة مكانها بل ستتفاقم وقد تقود إلى الانهيار والعجز التامين.
    المدارس النموذجية الحالية بطبيعة تكوينها واسلوب التدريس الطاغي عليها (التلقيني) ستُخرِّج ببغاوات تجيد ولفترة الإجابات على الأسئلة النمطية ولكن ليس بالضرورة أن تكونوا أكثر استعداداً وتأهيلاً من غيرهم على تلقي التعليم الجامعي.. لابد من الاعتراف بأن المدارس النموذجية جاءت نتيجة لأزمة تسببت فيها مشاكل كان لسياسات التعليم المقررة دور كبير فيها.
    أولاً: فُرِّغت المدارس من عدد كبير من المعلمين تم فصلهم بعد الانقلاب وأثناء سنوات التمكين وتم تعيين إدارات تربوية على أساس الولاء وأدى ذلك إلى اختيار قيادات في الولايات والوزارة المركزية لم يتم الالتزام فيها بضوابط الأسبقية والترقيات الملتزمة بلوائح الخدمة المدنية فإن إدارات التعليم والقيادات العليا قفزت اليها الكوادر الحزبية دون الخضوع لأسس التأهيل المعروفة.. وفي قضايا التعليم تكون للتجربة والخبرة أهمية خاصة فالعلوم النظرية في التربية تحتاج إلى معرفة خصوصية للمجتمع وطبيعته لتكتمل بها فكرة التربية.
    بتسنم كوادر الجبهة الإسلامية لقيادات المدارس والتوجيه والإدارات التعليمية أصبحت المدارس طارده وبعد أن أباح النظام إمكانية أن يعمل الموظف العام أي عمل إضافي من دون الضوابط المعروفة... بدأت مجموعات من المعلمين تكوين فصول للإعادة والصف الأخير بعد تأجير فصول في المدارس الشعبية، فأقبل على تلك المدارس عدد كبير من الطلاب للاعادة وبسبب انتظام تلك المدارس وانجذاب عدد من المعلمين البارعين إليها.. زاد اقبال الطلبة عليها وايضاً من بين الطلاب المنقولين الجدد للصفوف الأخيرة وبدأت رحلة الطلاب هاربين من المدارس الحكومية بإداراتها التربوية الضعيفة.
    شكلت تلك المجموعات تحدياً لإدارات التعليم (فحاولت الوزارة جاهدة منع الطلاب من الانتقال من المدارس الحكومية إلى تلك المدارس الخاصة وقد حددت غرامات مالية، ولم يوقف ذلك سيل الاندفاع إلى تلك المدارس الخاصة غير المكتملة. وقد أغرت الفكرة المعلمين وشجعتهم على تكوين مدارس خاصة مكتملة... لم يتمكن المعلمون برواتبهم المحدودة من إنشاء مدارس مستقلة فلجأوا إلى أصحاب الأموال لاقناعهم بجدوى الاستثمار فيها.. وأنشأت الوزارة جزءاً خاصاً بالتعليم الخاص واباحت إمكانية إنشاء المدارس الخاصة لكل من يستطيع تهيئة مكان لمدرسة وغرف يحشر فيها الطلاب لتلقينهم.
    انجذب إلى الاستثمار في التعليم أعداد مختلفة من المستثمرين واستعانوا بمعلمين اشتهروا في الكورسات الصيفية وفي الدروس الخصوصية.. ولفترة كانت المدارس تعتمد على أسماء عدد محدد من المعلمين راجت بهم تلك المدارس وأصبح امام الآباء الخيار محدوداً، فإما أن يدفعوا لأبنائهم مصروفات للمدارس الخاصة أو أن يتكبدوا مصروفات الدروس الخصوصية العالية وهكذا تراجعت المدارس الحكومية في أدائها وإعدادها القديم في التحصيل.







    العدد رقم: الاثنين 8536 2006-06-26
    الايام
    اضواء ومفارقات
    ماذا تقول نتائج الشهادة السودانية (2)

    تاج السر مكي




    درجت وزارة التربية والتعليم على اذاعة نتائج الشهادة في مؤتمر صحافي واعتادت على إذاعة ترتيب المدارس وترتيب بعض الطلاب الأوائل ثم نسبة التحصيل.. الفكرة في عمومها رغم ضرورتها تشوبها أخطاء كثيرة.. إنه يفهم من ذلك الترتيب مقدار الجهد المبذول في المدرسة ودرجة أداء المعلمين أو الإدارة التربوية وهو أمر لا يتسم بالدقة وأذكر هنا حادثة تشير إلى الفهم التربوي والدقيق لدرجة الآداء فبعد إذاعة ترتيب المدارس في السبعينات كانت مدرسة حنتوب هي المدرسة الأولى بنسبة أقل قليلاً من مائة في المائة فقرر وزير التربية وقتها الدكتور محي الدين صابر تكريم معلمي المدرسة وكان الأستاذ غزالي السراج هو المسؤول عن التعليم الثانوي رفض ذلك التكريم بحجة أن المدرسة الأولى والتي بذل معلموها جهداً يستحقون عليه التكريم هي مدرسة المهدية الشعبية التي نجح فيها عشرة طلاب كانوا من الفاقد التربوي وفي نفس الوقت رسب عدد من طلاب حنتوب المتفوقين وعليه فالمهدية هي الأولى بحساب التحصيل والأداء.. وتنازل الوزير عن فكرة التكريم دون أن ينقله إلى معلمي المهدية.
    أنتبه المستثمرون في التعليم إلى أهمية مؤتمر الوزير الصحافي الذي يذاع من خلاله ترتيب المدارس فهو بمثابة إعلان تنشره كل أجهزة الإعلام ويتنبه له الآباء، والطلاب وكل المهتمين وبدأت المدارس الخاصة بعد ان تكاثر عددها واشتدت حدة التنافس فيها الاهتمام بشكل المباني المستأجرة وتزويقها فاصبحت المدارس اشبه (ببوتيكات) العرض ولأهمية ذلك المؤتمر الصحافي الذي تعرض فيه النتائج حرص المستثمرون بأن يجلس باسم المدرسة الطلاب المضمون نجاحهم حسب نسبة التفوق التي التحقوا بها بتلك المدارس او الطلاب المعيدون بنسب عالية ويجلس ما تبقى من طلا ب بدرجاتهم المتواضعة ضمن مدارس اتحاد المعلمين والمدارس الشعبية (وهي غير المدارس الخاصة الجديدة). وبذا يضمن أصحاب المدارس الخاصة درجة تفوق تصبح إعلاناً لمدارسهم في العام الجديد.
    عندما تدهورت سمعة المدارس الحكومية واصبحت المدارس الخاصة هي حلم الآباء وابناءهم ابتدع وزير التربية بولاية الخرطوم فكرة المدارس النموذجية، ولم تكن المدارس نموذجية من ناحية الاعداد تربوياً واكاديمياً وإنما هي مدارس يتجمع فيها طلاب متفوقون اصلاً من مختلف أنحاء العاصمة مما أخل بنظام التوزيع الجغرافي بما له من فوائد متعلقة بسهولة الوصول إلى المدرسة والانسجام مع بيئتها المحلية.. جمعت المدارس النموذجية طلاباً نموذجيين من ناحية التفوق فالطلاب متنافسون في درجات محدودة قد لا تزيد في المدرسة الواحدة على عشرة درجات.. وخلت هذه المدارس من المناشط التربوية المعهودة من ألعاب رياضية وأنشطة ثقافية دعك من الأنشطة السياسية التي حرم منها كل المجتمع.. اتخذت هذه المدارس كمواقع لتخريج طلاب شحنوا بأدب سياسي آحادي من خلال المناهج واللوائح المدرسية والمعسكرات والمحاضرات التي تقدم من وقت لآخر.
    حرص الطلاب القادمون من الأنحاء المختلفة على الاحتفاظ بدرجات تفوقهم في تلك المنافسة الحادة... ساعد على ذلك تدهور نظام الامتحانات النمطية تلك حيث اصبحت الأسئلة محصورة في أجزاء محددة من المنهج وحرص أساتذة الدروس والكورسات والمجموعات على محاولة تقدير أسئلة الامتحانات فبقدر نجاحهم في ذلك تروج كورساتهم والطلب لتلك الدروس الخصوصية وقد اطلقوا الإشاعات بأن لجنة الامتحانات حذرتهم من تحضير تلك التقديريات التي كثيراً ما تنجح وتواصلت تلك الاعلانات استناداً على الطريقة التي تقدم بها نتائج امتحانات الشهادة بتحديد ترتيب المدارس وبتلك الطريقة العقيمة.



    الايام
                  

06-27-2006, 05:46 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاج وراق يكشف فساد الجهات التى تنهب اموال المعلمين (Re: الكيك)

    ماذا تقول نتائج الشهادة السودانية (3)

    تاج السر مكي




    تصور قادة الحكومات والأنظمة الشمولية أن نسبة النجاح في امتحان الشهادة هو دليل على قدرة الحكومة ونجاحها وبراعتها واقترابها من الجمهور فهم يرون أن نسبة النجاح العالية بمثابة انتصار سياسي وتأكيد لضرورة بقاء النظام حتى وإن كان ذلك النجاح غير حقيقي، كأن يخضع لعملية ترفيع أو يجئ نتيجة امتحانات نمطية لا تختبر قدرات الطلاب الممتحنين بصورة حقيقية... لقد تحدث أساتذة من الجامعات كثيراً عن الطلاب الذين يلتحقون بالجامعات بدرجات من التفوق ولكن عند اختبارهم عملياً يتأكد لهم أنهم لم يستوعبوا تلك الدروس بصورة كافية... فالطلاب يجيبون على تلك الأسئلة النمطية ببراعة دون معرفة عميقة بالنظريات التي أسست عليها.
    أساتذة المدارس وحتى من أولئك البارعين والحريصين على القيام بواجباتهم التربوية يجدون أنفسهم مضطرين على مجاراة ما يحدث في طريقة التدريس التي أقسروا عليها.. فالطلاب يهيأون من وقت مبكر لامتحان الالتحاق بالجامعة والحصول على النسب العالية التي تضمن لهم مقاعد في الكليات العملية (الطب، والهندسة...الخ) ورغم أن كل النظريات التربوية وصلت إلى حقيقة أن الإنسان حافزه للمعرفة هو الحصول عليها ففيران التجارب تحفز (بالجبنة) لتقوم بالسير في مسار محدد وتهدد بصدمة كهربائية في حالة عجزها.. والتعليم الفاشل هو الذي يكون حافزه التفوق في أسئلة الامتحان المحدودة.. لقد حدث ذلك في نظامنا التعليمي تماماً.. المتفوقون في تلك الامتحانات يتم تكريمهم وحتى في الطريقة التي يهنئونهم بها في تلك النتائج التي احرزوها في امتحانات لا تختبر القدرات وإنما تختبر الاستعداد على الحفظ والاستظهار.
    إن الفائدة الأساسية من التعليم هو القدرة على حل الإشكالات التي تواجه المتعلم ثم القدرة على التعلم باستمرار فقالوا إن الإشكال الذي يواجه مؤسسات التعليم هو كيف يتم تخريج طلاب قابلين للتعلم، لقد اتسعت المعرفة اتساعاً كبيراً وتسارعت الاكتشافات العلمية واصبح الطريق الامثل للتعامل معها هو الحصول عليها عند الحاجة فمقدار المعرفة التي وصلت اليها الانسانية لا يمكن التعامل معها بالذاكرة الفردية لابد من معينات ومراكز للمعلومات وأجهزة تتمتع بقدرات عالية كالحاسوب وتصبح البراعة في القدرة على استخلاص المعلومة المحددة بعد تحديد الحاجة اليها.. ان القدرة على استظهار أسئلة الامتحانات المحدودة (والنمطية) في نفس الوقت ليس دليلاً على تلك القدرات الواجب اختبارها.. لقد أصبحت الامتحانات في بعض صورها في البلدان المتقدمة ان يمنح الممتحن فرصة الاطلاع على المراجع والاستعانة بالحاسوب لمعالجة اشكال يكون هو محور اختبار القدرات.. لذلك فالامتحانات بصورها تلك المتكررة ليست وسيلة قياس صحيحة.
    حتى يتوازن الطالب وتكتمل قدرته على تحديد المطلوب ويحسن التصرف تجاه ذلك يحتاج بصورة محددة إلى ثقافة عامة والى مناشط ذهنية تفسح المجال لخياله والى رؤية نقدية تساعده في تعميق معرفته ولذلك فالمناهج الفعلية تمثل جزءاً من احتياجاته للتعليم.
    المناهج الفصلية المعدة للطالب لا تمثل احتياجات إنسان يعيش في الألفية الثالثة ويتعامل مع العقل ومع معطيات المعرفة الإنسانية والتي تنتقل بيسر في عصر ثورة المعلومات والاتصالات، إنها تمثل جزءاً من المساهمة في تأهيل الإنسان العصري، ولذلك لابد من اعادة النظر وبجرأة في تلك المناهج وفي طريقة تلقي المعارف وفي تشكيل المدرسة بكل المناشط الفصلية وغيرها.


    الايام 27/6/2006
                  

07-02-2006, 01:01 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاج وراق يكشف فساد الجهات التى تنهب اموال المعلمين (Re: الكيك)

    ماذا تقول نتائج الشهادة السودانية (5)

    تاج السر مكي




    لماذا لا يرى النظام السياسي أن ذلك التدهور في التعليم يحتاج إلى شجاعة وجرأة لمواجهته وأن الانتصار الحقيقي الذي يمكن أن يحققه أي مشروع سياسي هو قدرته على الاعتراف بذلك التدهور مهما كانت نسبة النجاح أو الاخفاق الحقيقي فيه والشروع في عملية إصلاح يشارك فيها كل المجتمع بتخصصات أفراده المختلفة وبمساهمة كبار التربويين من متقاعدين ومفصولين وعاملين ومراجعة تلك المناهج التي كثر الحديث عنها وتحويلها إلى مناهج تضع كل الاعتبار للتنوع الثقافي وللعصر الذي نعيشه عصر التكنلوجيا وحقوق الإنسان.
    مازال النظام السياسي يصر على أن يجعل المدارس مراكز لترويج فكر سياسي آحادي وحصر المعلمين والقيادات التربوية المؤثرة في كوادره المحددة دون اهتمام أو عناية بتلك الكوادر التاريخية التي لعبت دوراً هاماً في إعداد الخريج السوداني الذي اشتهر في المنطقة بتأهيله الممتاز.
    إن في معظم البلدان التي تحترم قدرات شعبها يتم الاحتفاظ حتى بالذين بلغوا سن التقاعد لتفيد منهم البلاد في التدريب ونقل الخبرات، معلمون في مدارس التعليم العام نالوا درجة الأستاذية بانجازاتهم ومنحنوا فرصة تدريب المعلمين الجدد.. ونرى هنا التعجيل باحالتهم للمعاش وإبقاء البعض لأسباب لا صلة لها بالبراعة ولا بالاتقان ولكن الانتماء السياسي لمشروع الانقاذ لقد مدت سنوات الخدمة للبعض دون سواهم واطلق أسماء البعض على بعض المدارس رغم أن تاريخ التعليم في السودان يزدحم بالأفذاذ من المعلمين والمعلمات، فاطمة طالب، نفيسة عوض الكريم، بابكر بدري، هاشم ضيف الله وعبد الرحمن دياب.. الخ)
    إذا إمتلك النظام درجة من الجرأة لراجع تلك الهنات الكبرى التي جر إليها التعليم، في اختياره لكثيرين لم يناسب تأهيلهم ولا خبرتهم لقيام بتلك المهام الكبرى فهنالك من حول تلك الوظيفة إلى ذريعة عين بها أقاربه ومنحهم الكثير من الامتيازات ومارس بهم كثير من المخالفات التي ترقى إلى درجة الفساد، وكثيرون يتحدثون عن مسؤولين يشاركون في تلك المؤسسات التعليمية الخاصة ويقولون عنهم إنهم تقاضوا بسبب تلك العلاقة عن كثير من المخالفات.
    رغم تلك الظروف التي أدت إلى كل ذلك التدهور فقد قدمت العديد من المؤسسات الشعبية دراسات عميقة ومتقدمة في الطرق التي يمكن بها إعادة التعليم إلى أهدافه الوطنية السامية والاقتراب به من الألفية الثالثة باستيعاب قيم العصر والاستفادة من تجارب الأمم المختلفة ودراسة خصوصيات أهل السودان وتنوعهم فقد قدم المنتدى التربوي وهو يضم تربويين ذوي مستوى رفيع ومعرفة ثرة الكثير من الدراسات وقدم مركز الدراسات السودانية الكثير من ورش العمل والمطبوعات عن التعليم ماضيه وحاضره ومستقبله كما قدمت مجموعة السياسات البديلة دراسات قيمة وعميقة وقدم مؤتمر الاكاديميين دراسات في التعليم العام والعالي فهنالك الكثير من هذه الجهود المقدرة تحتاج إلى عقد مؤتمر موحد تقدم خلاله كل تلك الاطروحات فهو يشكل جزءاً هاماً من ذلك المؤتمر الدستوري الذي طالما حلمنا بأنه سيكون المدخل المناسب لبناء سودان يسع الجميع ويفيد من ذلك التنوع الثقافي والعرقي والسياسي.
    لن تكون الإجابة على أسئلة الأخوة الصحافيين في المؤتمر الصحفي لإعلان النتيجة مجرد إجابات يقدمها بعض المسؤولين يبررون فيها التدهور الرهيب ولكن الاجابات الشافية والعلمية تأتي بعقد مؤتمر واسع يضم كل المهتمين والعارفين والناشطين من أبناء السودان.

    الايام 1/7/2006
                  

07-03-2006, 04:59 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاج وراق يكشف فساد الجهات التى تنهب اموال المعلمين (Re: الكيك)

    العدد رقم: الاثنين 8542 2006-07-03

    اضواء ومفارقات
    امتحانات المستوى العادى (O.LEVEL)

    تاج السر مكي




    عندما قرر وزير التربية والتعليم في عهد الانقاذ (عبد الله محمد احمد) عدم الاعتراف بنتائج امتحانات المستوى العادى في منافسة القبول للجامعات وشن هجوما على اللغات الحية وتحولت قضية التعريب من هدف مقصود به تيسير التعقيدات التي تترتب على استخدام اللغة الثانية في (التدريس) إلى حرمان من المراجع والكتب المدرسية المؤلفة باللغة الانجليزية والاساتذة الذين يدرسونها والفرص في ان يجيد الخريجون لغة ثانية عالمية تعتبر اهم لغات العالم.. بدأت ازمة حقيقية في التعامل مع التعليم بمعناه الواسع .. جففت وزارة التربية والتعليم كل فرص امتحان المستوى العادى (O.LEVEL) في البلاد واصبحت مدارس كمبوني واليونيتي ملزمة بتدريس المنهج السوداني ولم تقف عند ذلك بل منعت ذلك الامتحان الذي كانت تشرف عليه لجنة امتحانات السودان .. لم يراع القرار الحالات المختلفة واعتبرت الشهادة السودانية هي التأهيل الوحيد لدخول الجامعة تأتي بعد ذلك الشهادة العربية والتي يخصم منها عادة عدد من الدرجات المئوية باعتبار ان هنالك درجات تمنح للطالب لنشاطه اثناء العام الدراسى .. اما امتحان المستوى العادى الانجليزي فلا فرصة امام الطالب الذي يحرز درجات التفوق فيه.
    لم تذكر اسباب مقنعة لذلك التعسف فالمستوى العادى والمستوى المتقدم تتعامل معهما الجامعات الانجليزية وهي من اعظم الجامعات في العالم وعندما كانت جامعة الخرطوم تعمل بالنظام الانجليزي الموروث استطاعت ان تحافظ على المستوى الرفيع من بين جامعات العالم.
    الممتحنون من طلاب الشهادة المستوى العادى لا يجلسون لامتحان اللغة العربية بالطبع وخلال فترات طويلة كنا نرى الطلاب السودانيين يلتحقون بالجامعات في انحاء العالم المختلفة ويدرسون كورسات في اللغة (الالمانية ، الروسية ، المجربة ، البلغارية ، البولندية .. الخ ) حتى يتمكنوا في الايجازات الجامعية ولم يتسبب ذلك اذي لتلك الجامعات ولا لخريجيها .. اما دراسة التربية الدينية اذا كانت اسلامية او مسيحية فلا شأن لها بدروس الهندسة والطب والكيمياء وغيرها .. ونحن كما نزعم وكما اكد الدستور اننا مع حرية الاعتقاد .. ولا اعتقد ان النجاح في التربية الدينية يعني اي درجة من الايمان .. ولا اعتقد ان الايمان يتم قياسه بامتحان شفهي او تحريري.
    ان امتحان شهادة عالمية كالشهادة الانجليزية المستويين العادى والمتقدم لا تسيئ إلى احد ولا تقلل من شأن الشهادة السودانية وستظل احتياجات الكليات المختلفة من التأهيل للالتحاق بها هو التفوق والنجاح في مواد محددة لها علاقة بالدراسة التي يتلقاها من يلتحقون بتلك الكليات ..
    ويبدو ان المسألة لا تقف عند امتحان الشهادة (الانجليزية) الثانوية فها نحن نرى ان زمالة المحاسبة (ACCA) الشهيرة تتعرض هذه الايام لمحنة لقد شطب السودان من عضوية الاتحاد العالمى للمحاسبين والمراجعين القانونيين IFAC وفق الامتحان المشترك مع الزمالة البريطانية ACCA .. وهذا يعني فيما يعنيه انه هنالك اتجاه لتحويل النشاط التعليمي في السودان إلى العزل والمحلية .. ان قطع دراسة الطلاب السودانيين واعادتهم للسودان وحرمانهم من اكمال دراستهم في تلك البلدان التي في معظمها قد قدمت منح مجانية لاولئك الطلاب كان مفجعا وغير مبرر، نحن نعيش في عالم يقترب من ان يكون قرية بسبب ثورة المعلومات والاتصالات وتقدم التكنولوجيا فلا يمكن ان ننحى هذا النحو المحلى الذي يعود بنا إلى عهود سحيقة.

    الايام
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de