|
|
 الديمقراطيون والمتطرفون المسلمون في هولندا
|
الديمقراطيون والمتطرفون المسلمون في هولندا
تقرير: ميشيل هوبنك
إذاعة هولندا العالمية
ترجمة: محمد عبد الرؤوف
"أسهم المناخ الانتقادي للإسلام بصورة كبيرة في نشر التطرف في أوساط الشبان المسلمين الهولنديين.
كان هذا ما أتي على ذكره واضعو التقرير الذي تم إعداده، بناء على طلب وزيرة الهجرة والاندماج الهولندية "ريتا فيردونك" حول الرؤى العالمية للمتطرفين والديمقراطيين المسلمين في هولندا.
"على هولندا أن تتوقف عن الخوف من هؤلاء الشبان الملتحين".
فبعد مقتل المخرج " ثيو فان جوخ" في نوفمبر 2004 طلب البرلمان الهولندي من الوزيرة "فيردونك" أن تبحث في السبب الذي يدفع الشبان المسلمين لتبني النهج المتطرف من الإسلام .. وعلى ذلك قام البروفسير "فرانك بييس" واثنان آخران من باحثي معهد الدراسات العرقية والهجرة
(IMES ) بدراسة حول التوجهات السياسية للشبان المسلمين الهولنديين. وقد قاموا في الأسبوع الماضي بنشر نتائج أبحاثهم.
وقد قام الباحثان المساعدان"عاطف حمدي" و "فرويكي ديمانت"، بإجراء مقابلات مع 16 من الناشطين الديمقراطيين و22 من الشبان المسلمين المتطرفين، ومعظمهم جميعا من أصول وخلفيات مغربية.
ويلتمس الناشطون الديمقراطيون المسلمون المزيد من الانغماس في المجتمع الهولندي، بينما يدير المتطرفون المسلمون – الذين يطلقون على أنفسهم "السلفيين"- ظهورهم لهذا المجتمع؛ فهم – المتطرفون- يشددون على عدم التوافق بين الإسلام والمجتمعات الغربية، وهي المجتمعات التي يصورونها على أنها فاسدة ويرغب بعضهم في محاربتها.
وفي هولندا، يظهر التطرف بشكل حصري تقريبا، بين الشباب المسلم ذوي الأصول والخلفيات المغربية. ووفقا لواضعي التقرير، فإن من غير المرضي، أن يتم تفسير الأمر بناء على الظروف الاجتماعية الاقتصادية للمهاجرين المسلمين؛ فالسبب يمكن أن يكمن في التاريخ الخاص بالـ"جيل الثاني" من المغاربة.
فالعديد من هؤلاء الشباب، يشعرون بأن آبائهم يسيئون فهمهم وفي الوقت نفسه يرفضهم المجتمع الهولندي.
وحيث إن المغاربة يميلون بصورة كبيرة – أكثر من الأتراك على سبيل المثال – للمشاركة في المجتمع الهولندي، فإن رفضهم يشكل صدمة أكبر.
وقد قال معظم من أجريت معهم المقابلات ـ تقريبا ـ إنهم يعانون من عدم الاعتراف بهم، والذي يكون غاية في الألم وينظر إليه على أنه نوع من التفرقة.
وقد ساعد مناخ انتقاد الإسلام منذ الراحل "بيم فورتاون" على زيادة حالة الرفض هذه، وقد أصيب الباحثون بالدهشة من حالة السخط عند جميع من أجريت معهم المقابلات، حيال الطريقة التي يناقش بها الساسة والصحفيون الهولنديون الإسلام.
بل إن حالة السخط هذه، تزداد في أوساط "الديمقراطيين المسلمين"، وهو ما لا يشكل مفاجأة، مع الوضع في الاعتبار رغبتهم الكبيرة في المشاركة في المجتمع الهولندي.
ويعلق "عاطف حمدي" أحد المشاركين في التقرير قائلا: لقد تم في هولندا بصورة كبيرة، بخس تأثير كلمات الراحل "بيم فورتاون" التي قال فيها: إن الإسلام هو ثقافة رجعية. لقد أدى هذا التصريح إلى حالة كبيرة من الاغتراب؛ فالشباب الذين ولدوا في هولندا لأبوين مغاربة، يمتلكون هوية مهجنة مزدوجة، فهم هولنديون مثلما هم مغاربة مسلمون.
وقد أدت الصورة السلبية التي تحدث بها الساسة والصحفيون الهولنديون عن الإسلام، إلى إجبار هؤلاء الشباب على الاختيار بين الهويتين. وقد استنتج العديد منهم أنهم كمسلمين، لم يعد مسموحا لهم بأن يعرفوا أنفسهم كهولنديين. وهو ما أدى إلى حالة من البحث عن هوية، كانت السلفية فيها خيار جذاب.
ويشدد الباحثون على أن الطريق المتطرف لا يؤدي بصورة آلية إلى العنف، فالسلفيون متفقون على أن الإسلام مهدد من قبل الغرب، ولكنهم منقسمون حول ما إذا كان العنف وسيلة مبررة للدفاع عن الإسلام.
ويميز التقرير بين غير المهتمين بالسياسة وبين المعنيين بالعمل السياسي، وبين السلفيين الجهاديين، فالطائفة الأخيرة فقط، تعتبر العنف وسيلة شرعية.
ووفقا للباحثين، فإن الانقسام الداخلي بين السلفيين يشكل فرصة لمحاربة التطرف العنيف، فيمكن للسلطات الهولندية أن تعزل الجهاديين، عبر دعم المتطرفين الذين ينبذون العنف.
ويعلق "عاطف حمدي" قائلا: على هولندا أن تتوقف عن الخوف من هؤلاء الشباب الملتحين، أعطوا غير المهتمين بالسياسة والسلفيين المعنيين بالسياسة مجالا في النظام الديمقراطي، ودعوهم ينخرطون في مناقشات مع الجهاديين. فهم يمتلكون الحجج الإسلامية التي تفند دعاوى الجهاديين التي تقنع شباب المسلمين بالابتعاد عن الجهاديين.
كذلك يعتقد الباحثون، أن على السلطات الهولندية أن تشجع التأويلات الحداثية للإسلام؛ من أجل أن تقدم لشباب المسلمين بديلا عن السلفية. وقد ظهر أن الناشطين الديمقراطيين المسلمين، ممن أجريت معهم المقابلات أقل "أدلجة" بكثير في توجهاتهم عن السلفيين؛ فهم علمانيون مسلمون يؤمنون بالإسلام، ولكن لا يطبقون تعاليمه. فهم يعيشون حياة عصرية يرون أنها تتفق مع الإسلام، دون التفكير كثيرا في الأمر، فيبدو أن أفكار الحداثة الإسلامية تغيب عن بالهم؛ فالمفكر المصري السويسري "طارق رمضان" – على سبيل المثال – والخصم الشديد للسلفيين، معروف جدا في فرنسا، بينما لا يعرفه الكثيرون في هولندا.
ويعتبر "عاطف حمدي" هذا نقصا في الضروريات؛ فيقول: نحن في هولندا في حاجة لأشخاص ينخرطون في نقاش مع المتطرفين ويقولون: إن جوهر الإسلام لا يكمن في التطبيق الحرفي لنصوص تعود إلى العصور الوسطى، ولكن يكمن في قيم مثل العدالة الاجتماعية، إن الديمقراطية وحقوق الإنسان هي سُبل تساعدنا على إدراك هذه القيم؛ ولذلك فهي– الديمقراطية وحقوق الإنسان – يجب أن تعتبر إسلامية.
|
|
 
|
|
|
|
Frankly
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست